
الرئيس الأوكراني ونظيره الفرنسي يتفقان على اللقاء بعد قمة ترامب وبوتين
وأضاف قصر الإليزيه أن ماكرون وزيلينسكي اتفقا على اللقاء "في الوقت الذي يكون فيه اللقاء أكثر فائدة وفعالية" بعد اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.التقى زيلينسكي هذا الأسبوع في برلين مع المستشار الألماني فريدريش ميرز، وفي لندن مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
ومن المنتظر أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا، لبحث إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في فبراير 2022.
وأوضح الرئيس الأمريكي أنه لا يسعى لإنهاء حرب أوكرانيا - بما في ذلك لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا - لتحسين حياته.
وقال ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية أثناء توجهه إلى أنكوريج لحضور القمة: "لا أفعل هذا من أجل صحتي. حسنًا، لست بحاجة إليه أود التركيز على بلدنا، لكنني أفعل هذا لإنقاذ أرواح كثيرة".
200
وأضاف ترامب أن عواقب عدم موافقة بوتين على إنهاء الحرب على روسيا ستكون وخيمة، بحسب ما أوردته شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المغرب اليوم
منذ 33 دقائق
- المغرب اليوم
ترمب يستبعد حاليا فرض رسوم على شراء النفط من روسيا
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم السبت إنه لن يضطر إلى التفكير في فرض رسوم جمركية مضادة على الدول التي تشتري النفط الروسي في الوقت الحالي، لكنه قد يضطر إلى ذلك «في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع». وقال ترمب لشون هانيتي من قناة فوكس نيوز بعد اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا «حسنا، بسبب ما حدث اليوم، أعتقد أنني لست مضطرا للتفكير في ذلك». وأضاف «الآن، قد أضطر للتفكير في ذلك بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع أو ما شابه، ولكن ليس علينا التفكير في ذلك الآن. أعتقد، كما تعلمون، أن الاجتماع سار على نحو جيد للغاية». وقبل أسبوع، قالت وزارة المالية الكندية في بيان إن الحكومة الكندية وبعض أوثق حلفائها يعتزمون خفض سقف سعر النفط الروسي بسبب حربها المستمرة في أوكرانيا. وأفاد البيان بأن كندا والاتحاد الأوروبي وبريطانيا سيخفضون سقف سعر النفط الخام الروسي المنقول بحرا من 60 دولارا للبرميل إلى 47.60 دولار. وبذلك تنضم كندا إلى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا اللذين أعلنا في يوليو/ تموز عن خفض سقف سعر الخام الروسي، في إطار استهدافهما إيرادات موسكو النفطية وزيادة الضغط عليها بسبب الحرب. وقال وزير المالية فرانسوا فيليب شامبين «بخفض سقف سعر النفط الخام الروسي، تصعد كندا وشركاؤها الضغط الاقتصادي، وتقيد مصدرا حيويا لتمويل الحرب الروسية غير الشرعية». وقال ترمب لشبكة فوكس نيوز عقب اجتماعه فجر اليوم السبت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه أعطى «اليوم 10» على مقياس من واحد إلى 10. وأضاف أنه ونظيره الروسي تحدثا «بصدق شديد» بعد تصريحاتهما التي أعقبت اجتماع بينهما في ألاسكا. وردا على سؤال بشأن ما إذا كان تحدث مع نظيره الروسي على انفراد، قال ترمب لمراسل قناة فوكس نيوز «نعم، فعلت بعد تصريحاتنا. ألقى كلمة جيدة للغاية... . وبعد ذلك تحدثنا. بعد ذلك مباشرة، تحدثنا بصدق شديد». وقال ترمب في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفرنسية إن الأمر الآن «يعود للرئيس زيلينسكي» للتوصل إلى اتفاق في أوكرانيا. وعلى الجانب المقابل، ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء نقلا عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين اليوم السبت أن المحادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي تسمح للبلدين بمواصلة البحث عن سبل للتسوية. وأضاف بيسكوف «كانت المحادثة إيجابية للغاية بالفعل، وتحدث الرئيسان عن ذلك. هذه هي المحادثة بالذات التي تسمح لنا بالمضي قدما بثقة معا على طريق البحث عن خيارات التسوية». ولم يوضح بيسكوف ما هي التسوية التي يقصدها. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن محادثاته مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في ألاسكا كانت بناءة وجرت في أجواء إيجابية. وأضاف في المؤتمر الصحفي المقتضب عقب انتهاء محادثاتهما فجر اليوم السبت، أنه يأمل أن يؤدي التفاهم المتبادل إلى تحقيق السلام في أوكرانيا والتي كانت إحدى القضايا التي تناولتها المباحثات، مشددا على أنه يتفق مع ترمب على ضرورة ضمان أمن أوكرانيا. وقال بوتين: «نريد أن ننهي الحرب في أوكرانيا، ونتوقع ألا تحاول أوكرانيا وأوروبا تخريب المحادثات»، معربا عن أمله بأن يصبح اجتماع اليوم نقطة انطلاق نحو استعادة العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، حيث تتمتع الشراكة بينهما بإمكانات هائلة. وأشار الرئيس الروسي إلى أن ألاسكا تمثل جزءا من التاريخ المشترك بين روسيا والولايات المتحدة، مضيفا أن روسيا أقامت اتصالات مباشرة جيدة جدا مع ترمب، داعيا الرئيس الأميركي لأن يكون الاجتماع القادم بينهما في روسيا. وفي تصريحاته قال الرئيس ترمب إن الاجتماع مع بوتين كان مثمرا وأن علاقته بالرئيس الروسي جيدة. وقال ترمب: «لم نتفق على كل شيء لكن أحرزنا تقدما بالمحادثات، عقدنا اجتماعا مثمرا للغاية وتم الاتفاق على بعض النقاط»، مضيفا أنه قد يلتقي بوتين مجددا قريبا. وأنهى الرئيسان مؤتمرهما الصحفي سريعا دون انتظار لأن يطرح الصحفيين أسئلتهم. وقال الكرملين إن محادثات بوتين وترمب دامت نحو 3 ساعات، فيما قال كيريل دميترييف ممثل الرئيس الروسي الخاص للتعاون الاقتصادي مع الدول الأجنبية إن المباحثات بين بوتين وترمب سارت عل نحو جيد للغاية. وقال وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إن «المزاج ممتاز عقب المفاوضات في ألاسكا». قد يهمك أيضــــــــــــــا


الأيام
منذ 33 دقائق
- الأيام
لماذا تعتبر معركة كردفان حاسمة في الحرب السودانية؟
Getty Images يشهد إقليم كردفان حالياً قتالاً ضارياً بين الجيش والدعم السريع الذي يُكّثف هجماته في الإقليم. لا يزال المشهد السوداني معقداً في ظل فشل أيّ من طرفي الصراع في حسْمه لصالحه وفرض سيطرته على ثالث أكبر بلد أفريقي. وتتجه الأنظار حالياً إلى الغرب السوداني، وإقليم دارفور، الذي تسيطر قوات الدعم السريع عليه كله باستثناء عاصمة ولايته الشمالية، الفاشر، لتكون بذلك آخر مدينة رئيسية في الإقليم تحت سيطرة قوات الجيش النظامي. ومنذ أبريل/نيسان 2024، تفرض قوات الدعم السريع حصاراً خانقاً على الفاشر، فشلت في كسره القوات النظامية حتى الآن. وإلى الشرق من الفاشر والغرب من الخرطوم، يقع إقليم كردفان، الذي يشهد حالياً قتالاً ضارياً بين الجيش والدعم السريع الذي يُكّثف هجماته في الإقليم. وإذا كان الجيش النظامي قد تمكّن في عدة مناطق بينها الخرطوم والنيل الأبيض من طرد قوات الدعم السريع، فإن الأخيرة تسيطر الآن على أجزاء في شمال وغرب كردفان وعلى جيوب في جنوب كردفان والنيل الأزرق، فضلاً عن أربعٍ من ولايات إقليم دارفور الخمس. وكانت قوات الدعم السريع أعلنت في يونيو/حزيران الماضي السيطرة على منطقة المُثّلث الاستراتيجية في أقصى الشمال الغربي للبلاد والتي تشكل نقطة التقاء محورية بين السودان وليبيا ومصر- في محاولة لفتْح مسار إمداد آمِن لإحكام السيطرة الكاملة على إقليم كردفان، فضلاً عن تعزيز السيطرة على إقليم دارفور. ويرى مراقبون أنه لو تمّ لهذه القوات السيطرة على كردفان، فإن ذلك كفيل بأن ينتهي إلى تقسيمٍ جديد للسودان- بين الدعم السريع في الغرب والجيش النظامي في الشرق. 'ساحة صراع حاسمة ورمز للقوة والنفوذ السياسي' وفي حديث لبي بي سي، رأى الخبير العسكري والاستراتيجي السوداني، العميد جمال الشهيد، أن إقليم كردفان يعدّ 'ساحة صراع حاسمة في هذه الحرب المستعرة منذ أكثر من عامين'. وحول أهمية كردفان الاستراتيجية، قال الشهيد، إن 'الإقليم بحُكم موقعه الجغرافي يُشكّل حزاماً دفاعياً استراتيجياً بين وسط السودان وغربه، وإن السيطرة عليه تمثّل مفتاحاً للتحكم في خطوط الإمداد العسكري بين الخرطوم ودارفور والميناء الرئيسي ببورسودان'. وأشار الشهيد إلى أن 'إقليم كردفان يحتوي على مطارات يمكن استخدامها في النقل العسكري والدعم اللوجستي لأي من طرفَي الصراع، كما أن الإقليم قريب من مناطق النفط والذهب ما يجعله هدفاً رئيسياً لأيّ طرف يريد السيطرة على موارد لتمويل الحرب'. وعلى الجانب الآخر، يؤكد عمران عبد الله، مستشار قائد قوات الدعم السريع، أهمية إقليم كردفان الاستراتيجية، كـ 'محور رئيسي في الصراع الدائر في السودان، لكَونه يربط بين شرق وغرب وشمال وجنوب البلاد'. وفي حديث لبي بي سي، لخّص عمران الأهمية العسكرية لإقليم كردفان بأنه 'ممرّ مُهمّ للقوات العسكرية والإمدادات، حيث يربط بين دارفور ومركز البلاد، بما في ذلك الخرطوم'. وأشار عمران إلى مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان، والتي تحتوي على محطة قطار رئيسية تربط غرب السودان بشرقه وشماله بجنوبه. وعن الأهمية السياسية لكردفان، قال مستشار قائد الدعم السريع إن 'الإقليم يُعدّ رمزاً للقوة والنفوذ السياسي في السودان، وإن السيطرة عليه يمكن أن تعزز من موقف قواتنا في الصراع'. وعن الميزات الاقتصادية، يحتوي إقليم كردفان على موارد هامة كالزراعة لا سيما مشروع الجزيرة، فضلاً عن الثروة الحيوانية، وفقاً لعمران عبد الله. 'الذين يراهنون على تقسيم السودان هم كمَن يراهن على السراب' Getty Images رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان (يميناً) ومحمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي قائد قوات الدعم السريع (يساراً). وبسؤاله عن التقسيم، نفى عمران في حديثه لبي بي سي، وجود أيّ نيّة لدى قوات الدعم السريع في تقسيم السودان، مؤكداً أن هذه 'ادعاءات وأكاذيب من قِبل 'الحركة الإسلامية' التي أشعلتْ الحرب وتحاول تشويه صورة الدعم السريع وتشتيت الأنظار عن الفشل في حسم المعركة عسكرياً'، على حد تعبيره. من جانبه، رأى العميد جمال الشهيد أن فكرة التقسيم قد طُرحتْ أكثر من مرة وباءت بالفشل، قائلاً إن 'الذين يراهنون على تقسيم السودان هم كمَن يراهن على السراب'. وأوضح الشهيد في حديثه لبي بي سي: ' بُحكم تعقيداته الإثنية والديموغرافية، من الصعوبة بمكان أن يتمّ تقسيم السودان؛ خاصة وأن الدعم السريع لا يُعبّر عن كل مكونات أهل دارفور القبَلية التي تقف ضد مشروع التقسيم بالأساس'. 'علاوة على أن تاريخ إقليم دارفور حافل بالاحتراب بين قبائل عربية وأفريقية، مما يُصعّب من عملية التقسيم ويجعلها شديدة التعقيد؛ وحتى لو قامت دولة فستشهد احتراباً داخلياً ما سيُلقي بظلاله على دول الجوار والإقليم بشكلٍ أوسع'، وفقاً للشهيد. ويتفق ياسر زيدان، الباحث في شؤون القرن الأفريقي بجامعة واشنطن، مع هذا الرأي الأخير، قائلاً إن 'إقليمَي كردفان ودارفور لن يدِينا للدعم السريع، لاشتمالهما على مكوّنات محلية غير عربية قائمة ولا تزال تدافع وتقاتل في كردفان والفاشر'. 'كما أن المجازر التي ارتكبها وما زال يرتكبها الدعم السريع بحقّ هذه المجتمعات المحلية والأصلية ستجعل من الصعب أن تستقر هذه السلطة التي يسعى إليها الدعم السريع في تلك المناطق'، وفقاً لزيدان. وفي حديث لبي بي سي، أشار الباحث بجامعة واشنطن إلى 'فشل الدعم السريع في تجارب سابقة في تقديم نموذج حُكم في مناطق سيطرته مثل الجزيرة وسنار والخرطوم قبل تحريرها من قِبل الجيش السوداني'. ونوّه الباحث زيدان إلى أن 'الدعم السريع لا يطمح في دولة صغيرة قِوامها دارفور وكردفان؛ وإنما مشروعه لكلّ السودان، وفق ما كان يردّد'. 'تهديد وحدة الأراضي السودانية' BBC خريطة توضح موقع إقليم دارفور. وفي يوم الأربعاء الماضي، رفض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خُططاً تقدّمتْ بها قوات الدعم السريع ترمي إلى تدشين حكومة منافِسة في المناطق التي تسيطر عليها. وحذّر مجلس الأمن، في بيان شديد اللهجة، من مثل هذه الخطوة الكفيلة بـ 'تهديد وحدة الأراضي السودانية'، فضلاً عن تأجيج الصراع الدائر على الأرض. يُذكر أن السودان وجنوب السودان كانتا دولة واحدة حتى عام 2011، حين أعلنت الأخيرة الاستقلال بعد عقود من الصراع مع الشمال، وقبل هذا الانفصال، كان السودان أكبر دولة أفريقية من حيث المساحة. وشهد إقليم دارفور، غربي السودان، عملية 'إبادة جماعية' في 2003 راح ضحيّتها وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة نحو 300 ألف نسمة غالبيتهم من أصل أفريقي ينتمون لقبائل الزغاوة والمساليت والفور، وذلك بأيدي قوات نظامية سودانية وميليشيات عربية موالية لها تُسمى الجنجويد 'الدعم السريع حاليا'. Reuters بحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن حوالي 637 ألف سوداني يعيشون الآن في مجاعة. وبالعودة إلى كردفان، يواجه سُكان الإقليم الذي يشتهر بمزارع القمح والذُرة الرفيعة، الموت جوعاً، بعد أن دمّر العنف بين الطرفين المتقاتلين المحاصيل الرئيسية، بحسب تصريحات العديد من المسؤولين في الإقليم. وتتهم الأمم المتحدة طرفَي الصراع في السودان باستخدام الجوع كسلاح، وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن حوالي 637 ألف سوداني يعيشون الآن في مجاعة، وإن حوالي ثمانية ملايين إنسان في حاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة. وتشير إحصاءات أمريكية إلى أن أكثر من 150 ألف شخص لقوا مصرعهم في هذه الحرب التي شرّّدتْ على مدى أكثر من 28 شهراً حوالي 14 مليون نسمة- كأسوا أزمة إنسانية في العالم.


بالواضح
منذ 37 دقائق
- بالواضح
فلسطين.. حين تصير الجراح ميزانًا للعدالة
بقلم: سعيد عاتيق بعيدًا عن التفسيرات الدينية، وبمنأى عن كل المزايدات الإيديولوجية والإسلاموية، يحق لنا أن نطرح السؤال الجوهري، بل الإشكالي: هل سيكون الفلسطيني ـ هذا الإنسان المعذب في الأرض ـ شريكنا في يوم الحساب؟ أم سيقف وحده ليواجه عالمًا بأسره خان وعده ومواثيقه؟ هل دار البوار، حيث يلقى الطغاة والمجرمون مصيرهم، تتسع لمزيد من الأبرياء؟ هل تستقبل الزبانية من اقتُلعت جذورهم من أرضهم عنوة، لا لذنب اقترفوه، سوى أنهم أرادوا أن يتنفسوا هواء حرًّا و أن يعيشوا بكرامة؟ ما يقارب قرنا من الزمن، والفلسطيني يتلوّى في جحيم لا يُطاق. قرن من التهجير، والقمع، والحصار، والمجازر. قرن من التخلي والخيانة والصمت الدولي المخزي. ورغم كل ذلك، لم يفلح الجلاد في كسر إرادة شعب أبى إلا أن يبقى حيّا، بالقلب، بالضمير، وبالمبدأ. لقد جرب على هذا الشعب الأبي كل أنواع الفاشية الحديثة: تقتيل بشتى الوسائل، تهجير تحت أعلام 'الشرعية' الزائفة، تضييق لا يرحم حتى الأنفاس في الطرقات والأنفاق والمعابر. ومع ذلك، لم يركع الفلسطيني. لم يرفع راية الاستسلام، لم يهتف لماما أمريكا، ولم يصفق لجروتها المسعورة، المدللة إسرائيل. بل أدرك، بعد كل هذا الألم، أن لا صديق في هذا العالم إلا إرادته، ولا حليف إلا عزيمته، ولا خلاص إلا من داخله. إن الفلسطيني اليوم ليس فقط شعبا يقاتل الاحتلال، بل هو مرآة تعكس عجز العالم الأخلاقي، وسقوط المنظومة الدولية التي تتغنى بحقوق الإنسان، بينما تسلح الجلاد وتدين الضحية. فمن ذا الذي سيحاسَب إذن؟ هل يُحاسَب الفلسطيني لأنه وُلد في أرضٍ طمعت فيها القوى الكبرى؟ هل يُحاسَب لأنه يرفض أن يكون مجرد رقم في سجلات اللاجئين، أو عظمًا تحت ركام الصمت العربي؟ إن لم تكن الجنة لأولئك الذين حملوا الكرامة في أكفهم ومضوا بها رغم الرصاص والجوع والحصار، فلمن تكون إذن؟ وإن لم تفتح أبواب النار لساكت على المجازر أو شريك في التواطؤ، فكيف نفهم العدالة؟ فلسطين ليست مجرد قضية، بل اختبار يومي لإنسانيتنا. وإلى أن ينجلي هذا الاختبار، ستبقى فلسطين بدمها وجراحها، وكرامتها تصرخ في وجه العالم: لن نركع، لن نساوم، ولن نموت فارغين. ليحيَ الشعب الفلسطيني.. والجنة لكل فلسطين.