logo
حين صام السياسيون في إنجلترا دفاعًا عن المرأة

حين صام السياسيون في إنجلترا دفاعًا عن المرأة

الجزيرة٢٩-٠٣-٢٠٢٥

في شهر رمضان المبارك يصوم المسلمون وفق ما حددته الشريعة، لكن ماذا عن الصوم السياسي؟.. في الحقيقة يصوم الناس عن السياسة أحيانًا، إما لملل وصد عنها، أو خوف من ممارستها، أو رغبة في نيل استراحة منها، لبعض الوقت، يستغرقونه في تقييم تجاربهم السالفة، والاستعداد لتجارب جديدة، قد يتجاوزون فيها إخفاقاتهم وخيباتهم، وإما لاكتئاب يصيب نفس الفرد، وقد يتحول إلى حالة عامة تصيب المجتمع.
فالملل قد يحلّ بعد أن يمرّ الناس بمرحلة فيضان سياسي، تجعلهم يثرثرون ويتحركون في كل اتجاه، ويطلقون الأفكار من عقالها فتتضارب وتتزاحم في الرؤوس، وهم يتطلعون إلى أن تأخذهم إلى ما يسهم في تحسين شروط الحياة، لكنها قد ترتد بهم إلى الخلف، وتلقي بهم في صحاري التيه والضياع، فيبقى بين القول والفعل حاجزٌ عالٍ سميك أصم، يجعل الكلمات تتناحر، فيفني بعضها بعضًا، أو تتصادم فتندفع إلى الدوران في مكانها بلا هدى، وقد تهبط إلى أعماق ليس لها قرار، وتأخذ معها الراحة والاستقرار.
أما الخوف فيأتي مع الاستبداد السياسي، الذي يجعل للكلام في السياسة ثمنًا باهظًا، فالمستبدون يفضلون لمحكوميهم أن ينصرفوا عن التفكير في أحوالهم، وإن فكروا فهم يحتفظون بما يدور في رؤوسهم لأنفسهم، فلا بوحَ، ولا تبادلَ للآراء، ولا نقاشَ ولا جدالَ، قد يسهم في فضح ما يجري، أو يولد رغبة في مساءلة المستبد أو محاسبته، وهو من يزعم طيلة الوقت أنه يعرف صالح الناس أكثر منهم، وعليهم أن يسلموا بهذا دون نقاش أو حراك.
والاستراحة من السياسة قد تكون اختيارية لدى البعض، وإجبارية لدى آخرين. فهناك من الناس الذين يميلون بطبعهم، وبحكم أحوالهم وخلفياتهم التعليمية، إلى عدم الخوض في غمار السياسة، قولًا أو فعلًا، ومنهم من لا يدرك انعكاس السياسة على تفاصيل حياته الصغيرة والبسيطة والضيقة والذاتية، فيكف عن الحديث فيها، أو العمل بها، أو السعي إلى التفاعل مع محترفيها، من الحزبيين وقادة الحركات الاجتماعية والنشطاء السياسيين.
وهناك من يدركون هذا الارتباط، لكنهم يفضلون أن ينصرفوا مؤقتًا لتحسين أحوالهم الشخصية، مؤمنين بأن أي استقلال مادي يحققه الفرد، يسهم في صناعة اقتداره السياسي، ويجعل عوده أكثر صلابة في مواجهة عسف السلطة ومكرها، أيًا كان نوعها أو لونها أو حجمها، أو أوان وجودها، ومدى هيمنتها.
والصوم السياسي يتم التعبير عنه، بمفهوم المخالفة، في استطلاعات الرأي والدراسات التي تنشغل بقياس حجم "المشاركة السياسية" باعتبارها ركنًا مكينًا في الممارسة الديمقراطية.
فمثل هذه الاستطلاعات والدراسات تحدثنا عن عزوف الناس أو امتناعهم عن الممارسة السياسية بمختلف درجاتها، بدءًا من المشاركة في اختيار الاتحادات الطلابية، ومجالس إدارات العمارات السكنية، وأعضاء اللجان النقابية، وصولًا إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ومتابعة الأحداث السياسية العالمية، واتخاذ موقف إيجابي منها.
هذا العزوف أو الامتناع قد يكون نوعًا من "الصوم السياسي"، لا سيما عند أولئك الذين يعتقدون أن الانشغال بالشأن العام ترف أو لغو أو اعتراض على المشيئة والقدر، وذلك عند من يتمسكون بقول المسيح عليه السلام: "اعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله"، أو يؤمنون بقاعدة "طاعة ولي الأمر واجب" و"اطع السلطان وإن جلد ظهرك"، وحتى لدى من يغوصون في أعماق الأمور والأشياء فيرون أن القوة المحركة للفعل السياسي أكبر وأقوى من أن يؤثر فيها أولئك الذين يثرثرون ليل نهار في الشؤون العامة، متوهمين أن الحديث أو الحركات الفردية المتفرقة والمتنازعة بوسعها أن تغير موقفًا أو اتجاهًا، وتصنع حدثًا مؤثرًا وفارقًا في مسيرة الأمم.
ويبقى تعبير "الصوم السياسي" حاملًا لمجاز واضح، يسحب ما يجري في طقوس الصوم وفروضه وشروطه، من امتناع وصبر وتحمل وتجنب وزهد، على الممارسة السياسية باعتبارها واحدة من الشهوات المحرمة أو الشرور الظاهرة، أو ما يجب أن تلاحقه اللعنات، مثلما عبر عن هذا العالم والفقيه المجدد الإمام محمد عبده ( 1849 ـ 1905) حين لعن السياسة وكل مشتقاتها اللفظية، لأنها في نظره ما دخلت شيئًا إلا أفسدته، وذلك بعد أن طلق طريق أستاذه الثائر الأبدي جمال الدين الأفغاني، ولعق مرارة الخسران المبين عقب فشل الثورة العرابية، وهو يعاني في سجنه ومنفاه، وآمن أن هي الأهم، فقال: "إني أعجب لجعل نبهاء المسلمين وجرائدهم، كل همهم في السياسة، وإهمالهم أمر التربية، الذي هو كل شيء، عليه يبنى كل شيء".
وهذا المجاز لم تبلوره قواميس السياسة ومعاجمها وموسوعاتها، وإن كان يمكن لمسه في واقع الناس، الذي يشي بأن الصوم عن السياسة يمكن أن يقع لدى فرد أو جماعة بعض الوقت. لكنه، في كل الأحوال، مجاز هروبي وسلبي، لأن السياسة ذائبة في أعطاف الحياة وجنباتها، شئنا أم أبينا.
وهناك من يقرب هذا المجاز ليطابقه مع الصيام بمعناه الديني والبيولوجي، حيث يحتاج السياسي إلى التقوى في التعامل مع الوظيفة، ومع المال العام، ومع خدمة الناس والتواصل معهم، والالتزام بالقانون، والكفّ عن النميمة السياسية.
وفي ظل هذا التقارب أو التطابق، هناك من يرى ضرورة أن تتحلى ممارسة السياسة مع الصيام بشروطه، فيكفّ أغلب الساسة عن الكذب والثرثرة والقدح في الخصوم أو المنافسين وهجائهم، والغش والتدليس وتضليل الناس.
وبذا "تصفد أدوات السياسة، وتكف عن الدوران، أو يلوذ أصحابها إلى خلوتهم، ويمارسون الطاعة الذاتية انتظارًا للعيد، موعد الإفطار النهائي" كما يقول حسن الرواشدة.
ويتحول الصيام السياسي إلى فضيلة خاصة في أي بلد "يعاني من فوضى السجالات والكلام المجاني والوعود العرقوبية، وأحيانًا يكون نوعًا من الهروب إلى الأمام، أو تعبيرًا عن حالة الفقر التي تبرز أكثر في شهر رمضان، وأحيانًا يكون إشهارًا لمخاضات لم تحدد ولادتها بعد، أو لانسدادات لم تجد من القنوات ما يسمح لها بالانسياب" حسب الرواشدة أيضًا.
وربما نجد سببًا في تجربة د. حسن جوهر، التي يعبر عنها قائلًا: "كتجربة متواضعة في العمل السياسي والنشاط الانتخابي تحديدًا أدرك تمامًا حجم توتر الأعصاب، والشغف من أجل كسب الأصوات ليس عبر طرح الأفكار والرؤى الخاصة للمرشح إنما بالقدح والذم والتقول على الآخرين، وقد تكون هذه طبيعة البشر، وهذه السلوكيات ثقافة مريضة استفحلت وتحولت إلى مرض عضال، ولكن لا خير فينا إن لم نتقِ شرور مثل هذه الآفات بحق بعضنا بعضًا، وبحق بلدنا الذي تحدق به كل الابتلاءات على الأقل في هذه الليالي المباركة من شهر رمضان المعظم أعاده الله على الجميع بالخير والسرور والأمن والأمان".
لكنّ الساسة المحترفين يرتابون في هذا المطابقة المجازية بين الصيام والسياسة، فها هو نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني يرد على دعوة من هذا القبيل قائلًا: "الصوم عن الكلام السياسي في الموضوع المتعلق بالشأن الحكومي، لا يعني إطلاقًا صومًا عن الكلام أو صمتًا حيال القضايا المطلبية والمعيشية للبنانيين عشية شهر رمضان المبارك، وعلى أبواب العام الدراسي الجديد .. كما أن الصوم عن الكلام لا يعني عدم قول الحقيقة في موضوع الإمعان في حرمان المتضررين جراء الحروب العدوانية الإسرائيلية، بعدم إعطائهم حقوقهم في التعويض عن الأضرار التي لحقت بمنازلهم، ومصادر رزقهم".
وهناك مجاز مقابل أو مضاد يحول "الصوم" إلى إستراتيجية سياسية، أو على الأقل "تكتيك" سياسي، بمنحه معانيَ جديدة تربطه بالنضال في سبيل العدل والحرية، أو بجعله التصرف المقابل للتنافس والصراع السياسي الضاري الذي يُظهر فيه السياسيون، كلَّ أوجه البطر والرخاء والرفاهية التي ينظمها مرشحو الانتخابات مثلًا؛ بغية الفوز، بشراء الأتباع والمناصرين والمؤلفة بطونهم.
فوفق حميد شهاب، فإذا "كان الصوم من الناحية الفيسيولوجية والنفسية نوعًا من التنظيف والتنقية، وبالتالي تجديد الجسم والروح وإعطاؤهما دفعةَ حيويةٍ ونشاطٍ للاستمرار، فإننا نجد نفس الميكانيزم في الصوم السياسي، أي الإضراب عن الطعام".
وقد عرفت التجارب السياسية للأمم توظيف الصوم في النضال، فقد نظمت بعض الولايات الأميركية صومًا في معارك الاستقلال ابتداء من عام 1775، كان لها تأثير قوي على سلطة الاحتلال الإنجليزي، وصام المدافعون عن حق الانتخاب للمرأة في إنجلترا عام 1905.
ويبقى المثل الأشهر هو ما اتبعه المهاتما غاندي ابتداء من عام 1904 في نضاله بالصوم والزهد ضد الإنجليز أيضًا. وفي هذه الحالات الثلاث تحول ضعف الصوم إلى قوة روحية ونفسية عارمة، فكلما شعر الإنسان بضعف نفسي، صنع حيلًا دفاعية تمكنه من تحفيز نفسه كي يواصل المواجهة، مثلما يفعل الصائم حين يقاوم الجوع والعطش بتذكر أجر الصائم في الآخرة، أو حاجة جسده إلى بعض الجوع ليأكل الأشياء الضارة فيه، أو لصفاء الروح مع الجوع الذي كان يدركه المتصوفة، ولذا يسميهم البعض بـ "الجوعية"، أو حتى السعادةي المصحوبة باللذ يعيشها الصائم حين يجلس إلى الطعام بعد ساعات طويلة من الجوع..
وعند أصحاب هذا الاتجاه فإن الصيام ليس تعذيبًا للنفس بل إعلاناً لولادة الإرادة ضد الغريزة، وقد يصوم الإنسان مختارًا متضأمناً مع الجياع في وضع مناقض جدا لمواضعات الغريزة، وفي نقطة الصوم، وكما يقول خالص جلبي، تلتحم الفلسفة مع الدين والسياسة مع البيولوجيا، وتتحول علة الصوم، وهي التقوى، إلى تحفيز أو تحريض لآليات الضبط الذاتي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ما المناطق التي استهدفها القصف الأميركي العنيف في صنعاء؟
ما المناطق التي استهدفها القصف الأميركي العنيف في صنعاء؟

الجزيرة

time١٧-٠٤-٢٠٢٥

  • الجزيرة

ما المناطق التي استهدفها القصف الأميركي العنيف في صنعاء؟

صنعاء- شنت المقاتلات الأميركية، خلال الساعات الماضية، أعنف غاراتها على العاصمة اليمنية صنعاء ، متسببة بحالة من الخوف والهلع في صفوف سكان المدينة التي يقطنها ملايين المواطنين. وأفاد موقع "26 سبتمبر" الناطق باسم وزارة الدفاع الحوثية بأن "طيران العدوان الأميركي استهدف بأكثر من 20 غارة مناطق متفرقة بالعاصمة صنعاء وضواحيها وسط تحليق مكثف". وتسيطر جماعة الحوثيين على العاصمة صنعاء منذ عام 2014، كما يبسطون نفوذهم على مناطق حيوية أخرى شمال وغرب اليمن، في حين توعّدهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقضاء عليهم، وحذر إيران من مواصلة دعمها لهم. ومع الإعلان المتكرر عن سقوط ضحايا مدنيين جراء الغارات الأميركية، دافعت واشنطن عن موقفها وأكدت أنها تستهدف فقط جماعة الحوثيين وقدراتهم. وقال السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاجن، عبر بيان نُشر مساء الأربعاء، إن "الحملة الحالية ضد الحوثيين وترمي لاستهدافهم وقدراتهم العسكرية فقط"، وأضاف أن بلاده "لا تستهدف المدنيين الواقعين في مناطق سيطرة حكم الحوثيين الاستبدادي". غارات عنيفة تركزت معظم الغارات على مناطق جبلية خالية من السكان، ولم يتم الإعلان عن سقوط ضحايا، باستثناء مدني واحد في استهداف حي النهضة السكني، بحسب بيان لوزارة الصحة في حكومة الحوثيين، التي قالت إن الإحصائية أولية، دون تحديث. كما لم يعلن الحوثيون عن الخسائر المادية، وهو ما جرت عليه العادة بالتكتم على الأضرار التي تطال مواقع غير مدنية، حيث تعتبر معلومات أمنية، وفق ما يؤكده مراقبون. من جهة أخرى، تحدث السكان في صنعاء للجزيرة نت أن الغارات الأميركية تسببت بحالة من الهلع والخوف في صفوف المواطنين، نتيجة الانفجارات العنيفة التي أدت إلى اهتزاز المنازل. وقال الأربعيني محمد عبد الله، المقيم شمالي العاصمة صنعاء، إن "هذه أعنف غارات أحسسنا بها منذ استئناف الضربات الأميركية على اليمن قبل أكثر من شهر"، وأضاف "اهتز منزلنا جراء الغارات العنيفة، وأطفالنا عاشوا لحظة فزع، لكن الحمد لله لم نتعرض لسوء". ومنذ أن استؤنفت الضربات في 15 مارس/آذار الماضي، وحتى الآن، شنت القوات الأميركية مئات الغارات، بحسب بيانات لجماعة الحوثيين رصدتها الجزيرة نت، وأدت حتى يوم الأربعاء إلى مقتل 124 مدنيا وإصابة 247 آخرين، دون أن تذكر عدد الضحايا العسكريين، وفي ما يلي أبرز المناطق التي تم استهدافها: معسكر الحفا تركزت معظم غارات الليلة الماضية على منطقة الحفا الجبلية جنوبي العاصمة صنعاء، وتم رصد 14 غارة عنيفة شنها الطيران الحربي على هذه المنطقة التي تحوي معسكر الحفا التابع للحوثيين. وحسب تقارير يمنية سابقة، فإن جماعة الحوثيين تمتلك في معسكر الحفا منشآت لتخزين الصواريخ وتصنيعها، لكن الجماعة لم تعلق على ذلك سواء بالتأكيد أو النفي. وفي الأول من سبتمبر/أيلول 2022، نشر مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية تقريرا تحدث فيه عن "انفجار في منشأة لإنتاج الأسلحة بمعسكر الحفا، مما أسفر عن مقتل 6 خبراء صواريخ إيرانيين ولبنانيين، وعشرات من عناصر الحوثيين"، دون ذكر أسباب الانفجار الغامض. وأضاف المركز البحثي أن "معسكر الحفا يعد القاعدة التي يحتفظ فيها الحرس الثوري الإيراني بأسطول طائراته المسيّرة في اليمن"، بينما سبق أن نفت إيران وُجود أي خبراء عسكريين تابعين لها في مناطق سيطرة الحوثيين باليمن. كما سبق أن تعرض معسكر الحفا لغارات متعددة شنها التحالف السعودي الإماراتي بين عامي 2015- 2022، ضمن الحملة العسكرية التي شنها ضد الحوثيين دعما للحكومة اليمنية. البوابة الشرقية لصنعاء كما استهدفت غارات الساعات الماضية أيضا مديرية نهم الجبلية، التي توصف بأنها البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف المديرية من قبل الطيران الأميركي، وفق رصد الجزيرة نت. ولهذه المديرية رمزية خاصة، حيث اتخذتها القوات الحكومية مسلكا لها في سبيل السيطرة على العاصمة صنعاء، ودارت فيها مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية والحوثيين منذ عام 2015 حتى بداية عام 2020، حينما استطاعت الجماعة السيطرة عليها بعد معارك خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين على مدار سنوات. وتتسم هذه المديرية بطبيعتها الجبلية الوعرة التي صعبت كثيرا تقدم القوات الحكومية، ويعتقد أنه يتم اتخاذ تلالها لأغراض عسكرية. مديريات أخرى وأعلنت جماعة الحوثيين أن الطيران الأميركي شن 3 غارات على مديرية بني حشيش شرق صنعاء، مساء الأربعاء، دون تحديد طبيعة المكان المستهدف. وتعد مديرية بني حشيش واحدة من معاقل الحوثيين، وتحظى الجماعة فيها بحاضنة شعبية، كما تعد واحدة من المناطق الزراعية التي تستفيد منها الجماعة في تغذية أفرادها المقاتلين. كما طالت الغارات الأميركية الأخيرة أيضا مديرية مناخة الجبلية، الواقعة في الجهة الغربية من العاصمة صنعاء، ولم يعرف طبيعة المكان المستهدف، لكنها منطقة تتسم بالعلو الشاهق والمواقع الأثرية، في حين تم استهداف منطقة النهضة وهو حي سكني قريب من قلب العاصمة صنعاء.

من الطوب الفيكتوري إلى لهيب الحرب.. جامعة الخرطوم التي واجهت كل شيء
من الطوب الفيكتوري إلى لهيب الحرب.. جامعة الخرطوم التي واجهت كل شيء

الجزيرة

time١٥-٠٤-٢٠٢٥

  • الجزيرة

من الطوب الفيكتوري إلى لهيب الحرب.. جامعة الخرطوم التي واجهت كل شيء

لم يكن محمد أحمد المهدي قائد الثورة السودانية الذي حارب الحكم العثماني مدة 4 سنوات، يعلم أن حصاره للخرطوم سيسفر عن قتل أنصاره للحاكم العام الإنجليزي غردون باشا في 26 يناير/كانون الثاني 1885، على درج البوابة الشمالية الغربية لسرايا الحاكم العام، الذي سيعرف فيما بعد باسم القصر الجمهوري. ولم يكن يعلم أن 10 أشهر من حصار الخرطوم كانت كافية للإطاحة بحكم الدولة العثمانية بقيادة محمد علي باشا للسودان وتدشين العهد الدولة المهدية. لم يكن المهدي يعلم أيضا، أن هناك مغنيا إنجلوساكسونيا مجهولا سيتجول مع غيثارته بين حانات لندن مرددا أغنيته الحزينة "فات أوان إنقاذه" التي تحكي مقتل القائد الإنجليزي غوردون باشا: هناك في السودان غاب عنا هناك طأطأت إنجلترا رأسها وانكسرت من هناك تفشى نبأ ارتعشت له قلوب البريطانيين قتل بطلنا العظيم، قتل بطلنا العظيم. دماء قرب ملتقى النيلين الجنرال شارلس جورج غوردون خريج الأكاديمية العسكرية البريطانية متخصص في الهندسة العسكرية. ذاع صيته في مستعمرات بريطانيا العظمى في الهند والصين. كان جنرالا عظيما وقائدا أسطوريا لم يهزم في معركة خاضها، قبل أن يسوقه قدره إلى السودان ليلقى حتفه قريبا من ملتقى مقرن النيلين الأبيض والأزرق في قلب الخرطوم، مخلفا "البابا في روما وكل الحطابين في الجبال النائية والعجائز حول نار المدفأة في ليالي الشتاء الباردة ينتظرون عودته وفي يده مفاتيح الخرطوم" وأغنية لمغنٍ متجول مجهول ولوحة يتيمة مُتخيلة بعنوان "الوقفة الأخيرة للجنرال غوردون" رسمها الفنان الإنجليزي جورج وليم جوي. لم يكن المهدي يعلم أن مقتل الضابط العظيم غوردون باشا، سيجعل إنجلترا توافق على اقتراح اللورد كتشنر في 1899، بتشييد كلية جامعية في الخرطوم تخليدا لذكرى الجنرال العظيم تشارلز جورج غوردون. العاملون السودانيون البسطاء أنفسهم وهم يرزحون تحت شمس الخرطوم الحارقة وسياط مشرفيهم تلهب ظهورهم، لم يعلموا أن الطوب الأحمر والجبس الذي استجلب ترابه من منطقة جبل أولياء جنوب الخرطوم لبناء صرح تذكاري على الطراز الفيكتوري الفخم تخليدا للقائد غوردون باشا على ضفة النيل الأزرق، ستدنسه يوما ما أحذية جنود الدعم السريع. تأسست كلية غوردون التذكارية "جامعة الخرطوم فيما بعد"، في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 1902 على يد الفيلد مارشال اللورد كتشنر تخليدا لذكرى القائد غوردون باشا في المبنى الحالي لمكتبة الجامعة الرئيسية. ويمكنني أن أضع يدي "بضمير ككتاب الله طاهر" أننا لم نكن نعلم جميعا قبل 15 أبريل/نيسان 2023، أن قوات الدعم السريع ستخوض حربا ضروسا ضد الجيش والشعب السوداني، وستحتل جامعة الخرطوم وتدنس عرصاتها وتستبيحها لعامين وتعيث فيها فسادا بعد 121 عاما من تأسيسها. هل مكتبة الجامعة بخير؟ هنالك الكثير من الأسئلة طرحها السودانيون بعد تحرير الخرطوم وطرد قوات الدعم السريع عن الجامعة الخرطوم، ومكتبتها الشهيرة؛ حملتها الجزيرة نت إلى الدكتور حسام الدين عوض الله القدال أمين مكتبة جامعة الخرطوم الرئيسة ليحدثنا عن حالها، يقول الدكتور القدال: "حمدا لله لم تتضرر مباني المكتبة وكذا الحال الأثاث والمباني الملحقة وخاصة القاعة الشرقية. أيضا أجهزة الحاسوب سليمة تماما ولم تُمس. المجموعات المكتبية لم تمس". ولكن -يضيف القدال- هنالك معرض تراثي مع مدخل القاعة الرئيسة دُمِّر تماما وأيضا تم نهب مشغولاته اليدوية. القاعة الغربية بحالة جيدة والمجموعات المكتبية بحالة جيدة. أما المخطوطات والكتب النادرة فلم أحصل على إفادة حولها لأنها مقفولة في خزانات مؤمنة داخل المكاتب وآمل ألا يحدث لها شيء. ويستطرد الدكتور القدال: "أخشى ما نخشاه هو أن يحدث ضرر لما يعرف بـ"مكتبة السودان" لأنها تعتبر المكتبة الوطنية وتوجد فيها مجموعات قيمة جدا من مداولات مجالس النواب السودانية منذ نشوء الدولة السودانية الحديثة، بالإضافة إلى مؤلفات الكتاب السودانيين التي كانت تودع إيداعا قانونيا في مكتبة السودان قبل إنشاء المكتبة الوطنية السودانية. أيضا هناك معمل لرقمنة المخطوطات موجود في الطابق الثاني، لم نستطع الوصول إليه ولا نملك عنه أي معلومات". خوف من السيناريو الأسوأ حول ماذا لو حدث السيناريو الأسوأ بدمار كامل أو نسبي للمكتبة، كيف سيعاد بناء المكتبة؟! يقول الدكتور جعفر نوري أمين مكتبة معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية إحدى المؤسسات العلمية التابعة لجامعة الخرطوم: "يوجد بالطبع تعاون علمي بين المؤسسات الأكاديمية حول العالم، على ضوئه يتم تبادل المراجع والمحتويات الأخرى من مقتنيات ومجلات علمية ورسائل أوراق علمية وتقارير. ووفق الدكتور نوري توجد 4 طرق للحصول عليها: شراء من معارض الكتب الدولية والداخلية. شراء من دور النشر عبر آلية طويلة تشرك الكلية والقسم والتخصص والمقررات والأستاذ وأمين المكتبة في اختيار الموضوعات. أيضا هناك الإهداء والتبادل العلمي مع المؤسسات الأكاديمية المعروفة. بالإضافة للإيداع من الجهات الناشرة للمؤلف. ويتابع الدكتور نوري: وتلعب أيضا بيوت الخبرة مثل جمعيات المكتبات والمعلومات والاتحادات العربية والأفريقية والدولية للمكتبات والمعلومات بجانب اليونسكو والمؤسسة الدولية للأرشيفيات العالمية دورا مهما في إعادة إكمال ما دُمِّر. ومما سيسهم قطعا في إعادة إعمار المكتبة تنشيط البروتكولات من جانب الدولة والدول ذات الإمكانيات عبر وزارة الخارجية وملحقاتها الثقافية وبين الجامعات ومكتباتها ودور النشر من جانب آخر. ويوضح الدكتور نوري أن من الأمثلة الواضحة على ذلك التعاون بين جامعة الخرطوم ومؤسسات خارجية مثل جامعة أوبسالا بالسويد وجامعة بيرغن النرويجية حيث يوجد نموذج لتبادل أكاديمي لمصادر المعرفة والخبرات والتدريب والعديد من هذه المؤسسات داخليا وإقليميا ودوليا ستسهم في إعادة بناء المكتبة. ويوجه نوري نداء لكافة الشعب السوداني للتبرع بالمخطوطات والمقتنيات النادرة التي بحوزتهم في مكتباتهم المنزلية وإيداعها لمكتبة الجامعة لتكوين قسم يسمى مكتبات الأفراد وتتم فيه طريقة تقييم مختلفة من قبل فريق متخصص لمعرفة وفرز المقتنيات المطلوبة من غير المرغوبة عند التغطية الموضوعية للمقررات في العملية التعليمية. معالم رئيسة طال بعضها الدمار أنشئت عام 1899 بمحاذاة كلية غردون من الناحية الشرقية، ثكنات الجيش الإنجليزي والتي تعرف باسم "البركس" على يد المعماري الإيطالي بيترو، وبعد جلاء الجنود الإنجليز في 1955، تم استخدام تلك الثكنات كمساكن لإقامة طلاب جامعة الخرطوم. وبالإضافة لداخليات "البركس" هناك معالم رئيسة أخرى اشتهرت بها الجامعة مثل شارع المين، أشهر معلم بالمبنى التاريخي، يبلغ طوله 500 متر ويمتد من شارع الجامعة جنوبا حتى مكتبة الجامعة الرئيسة أو مكتبة المين على شارع النيل. وتطل على جانبي شارع المين قاعة الامتحانات الكبرى والتي كانت قبلا قاعة للطعام، قبل تحويلها لقاعة امتحانات تتسع لأكثر من 1500 طالب على يد البروفيسور أليك بوتر الأستاذ بقسم العمارة بكلية الهندسة والذي صممها على هيئة التاج البريطاني. إعلان يقول المؤرخ السوداني البروفيسور أحمد إبراهيم أبو شوك أستاذ التاريخ بجامعة قطر عن التحفة المعمارية قاعة الامتحانات الكبرى: "بدأت عمليَّة تنفيذ المباني في نهاية عام 1958، أي بعد انقلاب الفريق إبراهيم عبُّود في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 1958، وصمَّم البروفيسور أليك القاعة حسب تنقية "قشرة البيض"، التّقنية التي جعلت هيكلها خفيف الوزن، لكنّه كان يمتاز بالقوة والصلابة، مما جعلها فسيحة من دون وضع أعمدة رأسية أو أفقية حاملة لسقوفها". وأضاف أبو شوك: "أن سقوف القاعة شيَّدت من خشب المهوقني ذي اللون البني المائل إلى الحمرة، واستعان البروفيسور إليك في التصميم الداخلي بزوجته الفنانة التشكيلية مارغريت بوتر، التي أضافت لمسات فنّية جمالية للقاعة، منها كتابة الآية 88 من سورة هود ﴿وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ﴾". وأوضح أن الفنانة التشكيلية نقلت تلك الأية: "من مسجد أولو كامي بمدينة بورصة التركية، وخطَّها الخطاط السوداني البارع عثمان وقيع اللَّه على الورق، بطريقة تقرأ من اليمين إلى الشمال ومن الشمال إلى اليمين، ثم نقلتها بحجم أكبر عبر ريشتها التشكيلية على جدران القاعة الأربعة، بلون أسود فاحم، ماعدا كلمة "توفيقي"، التي رسمت بلون قرمزي، لاعتقاد الأستاذ أحمد المرضي جُبارة (أول مسجل لجامعة الخرطوم) بأنه يضفي على النقوش لمسة جماليّة. مضيفا: "أن البروفيسور أليك بوتر استورد أقفال ومقابض أبواب القاعة ونوافذها من مدينتي شيفيلد وبيرمنغهام بالمملكة المتحدة". وحول الأضرار التي حدثت لقاعة الامتحانات الكبرى، يقول الدكتور القدال: "مع الأسف لقد أحرق جنود الدعم السريع قاعة الامتحانات الكبرى عن بكرة أبيها، السقف والأثاث وكل شيء، لقد أحرقوا قسم الكيمياء في كلية العلوم وأحدثوا خرابا ممنهجا بالقاعات والمكاتب والأجهزة الإلكترونية بجانب تدمير معظم الأثاث الخشبي بالجامعة واستخدامه كوقود للطهي. أيضا تفكيك كل سيارات الجامعة واستخدامها كقطع غيار ثم تدميرها لاحقا، وأخيرا حريق طابق كامل بمباني إدارة الجامعة وحرق قاعة بكلية العمارة، وتدمير كامل للتوصيلات الكهربائية في الجامعة؛ كلها من أجل سرقة النحاس الذي بداخلها". بذور الحرب القادمة إذن لم نكن نعلم جميعا أن جنود الدعم السريع سيحتلون مباني جامعة الخرطوم يوما ما، ويدوسون بحوافرهم على كل ذلك التاريخ بلا رحمة، ويعيثون في عرصات الجامعة فسادا. جنود الدعم السريع أنفسهم لم يكونوا يعلمون أن هذه الرقعة من الأرض التي احتلوها وعاثوا فيها فسادا وإفسادا، قد أهدت السودان كوكبة من العقول السودانية التي شكلت سودان ما بعد الاستقلال وأثرت المكتبة السودانية بآلاف مؤلفة من الكتب في شتى المجالات السياسية والتاريخية، والثقافية، والفنية، والاجتماعية. الروائي السوداني العالمي الطيب صالح أحد الذين ارتادوا جامعة الخرطوم من مثقفي البلاد، يقول على لسان مصطفى سعيد بطل روايته الأشهر موسم الهجرة إلى الشمال: "رأيتهم يزرعون بذور القادمة في فرساي"، في إشارة إلى معاهدة فرساي التي أنهت الحرب الأولى بين ألمانيا والحلفاء ومرغت أنف ألمانيا وألزمتها في بهو قصر فرساي بالتوقيع على مسؤوليتها الكاملة عن الحرب والغبن الذي لازم ألمانيا بسببها وجعل هتلر لاحقا يشعل الحرب العالمية الثانية. أتمنى أن يكون حظ السودان بعد ذهاب ريح هؤلاء الجهلاء أفضل حالا بما لا يقارن وما حدث في فرساي، فنحن أيضا لم نكن نعلم.

والد الشهداء الستة: أولادي استهدفوا لعملهم الإغاثي وصامدون في غزة
والد الشهداء الستة: أولادي استهدفوا لعملهم الإغاثي وصامدون في غزة

الجزيرة

time١٤-٠٤-٢٠٢٥

  • الجزيرة

والد الشهداء الستة: أولادي استهدفوا لعملهم الإغاثي وصامدون في غزة

قال الحاج إبراهيم أبو مهادي، والد الشهداء الستة الذين استشهدوا في قصف إسرائيلي استهدف سيارتهم المدنية في دير البلح وسط قطاع غزة ، إن أبناءه قُتلوا بسبب عملهم الإغاثي، رغم أنهم لا ينتمون لأي فصيل سياسي، مؤكدا أنهم خرجوا لتأدية واجبهم الإنساني، لكن صواريخ الاحتلال باغتتهم دون سابق إنذار. وأضاف، في حديثه لقناة الجزيرة، أن أبناءه الستة كانوا يعملون منذ قرابة عام في برنامج تطوعي مع مؤسسة دولية تُعد وجبات طعام للنازحين القاطنين في خيام بخان يونس، وأوضح أنهم غادروا منزلهم مع ساعات الصباح الأولى كعادتهم، قبل أن تستهدفهم طائرة استطلاع إسرائيلية بصاروخ مباشر. وأمس الأحد، قتلت إسرائيل الإخوة الستة دفعة واحدة في قصف استهدف سيارتهم أثناء توجههم لعملهم الإنساني، وهم أحمد، ومحمود، ومحمد، ومصطفى، وزكي، وعبد الله، إلى جانب صديقهم عبد الله الهباش، في مشهد دموي أثار صدمة في الشارع الفلسطيني وموجة غضب واسعة. وأوضح الحاج أبو مهادي أن أبناءه لم يكونوا يحملون سلاحا أو معدات عسكرية، بل فقط أدوات الطهي لتجهيز الوجبات وتوزيعها على العائلات المحتاجة، مشددا على أن السيارة التي كانوا يستقلونها مدنية بالكامل، وأنهم لم يرتكبوا أي جرم سوى قيامهم بعمل خير. وأشار إلى أن أصغر أبنائه، عبد الله، والبالغ من العمر 12 عاما، كان قد قرر مرافقة إخوته ذلك الصباح لمساعدتهم في تسريع توزيع الطعام، وتساءل: "أي خطر شكّله هذا الطفل على جيش الاحتلال ليُقتل بهذا الشكل؟". ووصف الضربة التي استهدفت أبناءه بأنها كانت دقيقة ومتعمدة، وليست عرضية، وأن الطائرة المسيّرة تعقبتهم وأطلقت صاروخها نحوهم عن عمد، مضيفا: "ليس لأبنائي أي انتماء تنظيمي، لا صواريخ ولا سلاح، فقط حبات أرز حملوها للمحتاجين، فهل كانت تلك هي جريمتهم؟!". رمز للوجع الفلسطيني وتداول ناشطون صورة جماعية التقطت للشهداء الستة مع والدهم قبل ساعات من استشهادهم، وقد تحوّلت تلك الصورة إلى رمز للوجع الفلسطيني، فيما تساءل معلقون بمرارة: "كيف لأم أن تودّع ستة من أبنائها دفعة واحدة؟". ورغم الفاجعة، أصرّ والدهم على أن يؤم صلاة الجنازة على جثامينهم بنفسه، معتبرا أن ذلك أقل ما يمكن أن يقدمه لهم، وقال: "الحمد لله الذي منحني القوة كي أصلي عليهم، وهذه كرامة من الله، أرجو أن يتقبلهم في عليين مع الشهداء والصالحين". وحول وضعه بعد استشهاد أبنائه، قال إنه يعيش في أحد مخيمات النزوح مع آلاف الفلسطينيين الذين هجرتهم الحرب، مؤكدا أن الوضع الإنساني مأساوي، لكن الإيمان بالله والصبر هما السند الأكبر، وأضاف "ما كتب الله لنا هو ما يكون، ونحن قوم لا نركع إلا لله". وشدد أبو مهادي على تمسكه بأرضه رغم الكارثة التي ألمّت بعائلته، وقال: "لن نتخلى عن شبر من أرضنا، ومهما ارتكب الاحتلال من جرائم فلن يستطيع اقتلاعنا، ربنا أعطانا الأمانة واستردها، ونسأل الله أن يتقبلهم جميعا في الفردوس الأعلى". وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة خلّفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store