
الزيارة لكنوز العرب زائرة / 1من3
القصر الكبير : مصطفى منيغ
التَّغْيِيرُ سمة استمرارِ المَعْنِي بِه ، قد يكون في الشَّكل لمن لانْبْهَارِ غير المهتم يغذِّيه ، أو في المضمون للمتمعِّنِ عن موقفٍ سابق لا يتنِيه ، التغيير الأقرب لسياسة العازم عليه ، البقاء على نفس الحجم دون رفعِه ، لمتطلبات أولوياتها لا تُبْقِيه ، إن كان متسمِّراً في موقعِه ، من المسؤولية متحدِّياً رغبة التَّغيير في هدفِه ، صوب تحسين وَضْعٍ بغير الاكتفاء بطِلاَءِ السَّطحِ وإهمال جوهرِه ، فشمس الحقيقةِ مُشرِقة غداً تذيب المُصطنع بحرارة افتراءاتِه ، مادام للوعْيِ عين لا تُخطئ الأساس الهشّ المعمول عن غِشٍ كميناً بجل حيلِه ، مِن الصَّلب الجيِّد الجودةِ بكل مميزاتِه ، حيال الزمن الحَكَم عن حِكْمَةٍ جاعِلَة من التغيير راحة لاستراحة من تعب تقييم ما مَضَى وما تَرَتَّب عن وقائعِه ، من أحداث جَمَّدت بالمُعْتَادِ لتَوفِيرِ اليَأْسِ ومبادراتِه ، كالقنوط والإحباط والتدمُّر والضيق والزحف للانفجار بالمعروفة من وسائلِه .
… مع يقع في دول حلف الخليج العربي ، لا يعني التغيير الحقيقي الواصل مستوى إرضاء إرادات الشعوب ، وتمكينها من صلاحية الكلمة المعبرة عن اختيارات ، تراعي حاجيات الحياة في العصر الحالي ، من حرية ومساواة وعدل وتصريف ثرواتها الطبيعية بالأسلوب العائد عليها بالخير العميم ، والتوفير للغد استعدادا ًلتقلبات الظروف ، على ضوء حماقات دولٍ تسعَى الهيمنة الزائدة عن حد التعقُّل ، الرافضة التعامل باحترام القوانين والأعراف الدولية المُوَفِّرة حق سيادة الدول على ممتلكات أراضيها بالكامل . ما تعرفه دول الخليج المتعاونة على تبذير أرزاق العرب ليكون لقادتها لا غير ، الحظوة الأولى والأخيرة لدى الغرب عموماً والولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة ، فالتركيز على بقاء كراسي (صُنعت من اختلاط الاستبداد والتسلط المفرط والتعالي العقيم ونسيان طبيعة البشر المخلوقين على نفس الطريقة المتعودين للإبقاء على حياتهم إفراغ بطونهم بذات الكيفية داخل غرف أو في الهواء الطلق) يتربعون عليها ولا بفارقونها إلا بخروجهم من الدنيا ، وقد عجزوا على اقتناء ما يطيلون به عمرهم ، فيكون مصيرهم الحتمي قذف أجسادهم في قبور ُيقابَلون في ظلمتها ما يستحقونه من مراسيم تعذيب وويلاته ، أو رحمة ونعيمها كما يشاء الخالق رب السماوات والأرض ، الحي القيوم ذو الجلال والاكرام ، سبحانه لا شريك له ، العالم بكل شيء والقادر على كل شيء . ما يثير الضحك في أوانٍ لا مجال فيه لذات الضحك ، ما يتراءى عن ذاك الحاكم ، وقد كبَّل يديه ووضعهما فوق صدره عن طيب خاطر ن ولسانه يردد بغير شعور : ' أنا عبدكَ المُطاع يا فخامة الرئيس ، افعل بي وبالشعب الذي أمثله ما تريد' ، والآخير يناديه مجرداً من لقب صاحب السمو ، ومن مقام رئس الحكومة حتى ، وكأنه يدردش مع جالس رفقته في مقهى ، وليس في اجتماع رسمي منقول عبر الأقمار الاصطناعية ، لتتفرج الدنيا على مثل المسرحية المشابه ديكورها لمهرجان 'ِريُّو' ، مع فارق أن الآخير تعبر به البرازيل عن فرحها بحرية تخرج الإناث الراقصات بها عن التخفي وراء أية أغطية لمعظم مساحات أجسادهن ، مما يترك لعاب الذئاب يبلل جوانب من شوارع تلك العاصمة لأكبر دولة جنوب أمريكا ، أما المهرجان الذي نحن بصدده مُعِدُ لاستقطاب الانتباه أن الدولة السعودية المفروض أن تكون عاصمة لكل مسلمي الأرض ، أصبحت مباحة لمن سيبعدها (لو استطاع) عن نور الهداية ، إلى ظلام العودة لعصر الجاهلية التي كان الإنسان مُقاداً بشهوته ، مُطاعاً لقسوته وجبروته ، مالكاً لعبيد من الجنسين ، بلا أجرة يدفعها ، ولا حقوق يمنحها ، وكأنه المخلوق وبيده سيف مهيأ لقطع رؤوس من لا يخضع لأوامره ، مهما كانت مجحفة لا تتناسب وكرامة بني البشر . مهرجان أوقف الحركة في مجموع التراب السعودي ، لسماع الكلمة التي سيدلي بها الرئيس الأمريكي ، وقد جاءت لمسح مرحلة والولوج في مرحلة تشهد فيها بقيادته الولايات المتحدة الأمريكية ، رخاء غير مسبوق ، ومناعة لا تُضاهًى ، وقوة قادرة على تمكين تلك الدولة من عظمة السيطرة المسيطِرة على العالم دون منازع ، تفعل ما تشاء ، ووقتما تشاء ، ومع من تشاء ، ولا أحد له حق الاعتراض عليها ، لأنها الوحيدة المؤهلة ستكون لتوزيع المهام عبر القارات، دون قيد أو شرط ، طبعاً للرئيس ترامب أن يصف بلده كما يحلو لمزاجه ، بل ويدافع عن مصالحها ، والأزيد من هذا أهمية أن يُغرق خزائنها بثروات بلاد راضية تكون ، للخضوع إرضاء لبركات رحمته وطمعاً في كرم حمايته لكراسي حكامها المطلب الفارض نفسه وبإلحاح من طرفهم . ومن هذه الدول المملكة السعودية في المقدمة ، التي شعر محمد بن سلمان كما يناديه الرئيس ترامب ، مضيفاً أنه 'إنسان جميل'، وقد رفعته نشوة الفرح إلى التحليق عالياً مخاطباً من سمع وعلى نطاق عالمي ' أرأيتم كيف يخاطبني أقوى حاكم لأعظم دولة في العالم ؟؟؟ ، مطالبا مني الحرس من الحسد حتى الغربي ، لما حققنه من منجزات وعلى رأسها هذا التقارب المثالي مع الولايات المتحدة الأمريكية وفي كل المجالات' . وهنا يتجلى الفرق الشاسع بين الدهاء الأمريكي في شخص الرئيس الذكي ، والجمود الفكري المرتمي تحت مستويات أي وصف سلبي أقله الغباء لطرف ثاني ، ظن أنه ارتقى المجد وحقق بمثل التقارب المبني عن ضعف بيِّن ، أن الإدارة الأمريكية ستغيِّر سياستها (تحت أي عروض مهما كانت سخية كالتي جنتها من السعودية والامارات) من الكيان الصهيوني ، إذ بمثل السياسة التي تبنتها منذ عقود تمكنت وحتى الآن من حصاد ثروات الأنظمة العربية المشرقية المتهالكة بالوراثة ، وإذا كان الرئيس ترامب لم يكتف بإبعاد إسرائيل من برنامج زيارته هذه ، بل تجاهل النطق باسمها خلال كلمتيه اللتين ألقاهما في مهرجان المنتدى إياه ، وقمة دول التعاون الخليجي المنعقدة بالمناسبة في الرياض ، من باب مجاملة الملتفتين حوله من هؤلاء القادة العرب ، بكون أمريكا قادرة على ترك تبعيتها لإسرائيل متى أرادت خدمة للحق العربي المعهود التعبير عنه في مثل الثرثرة الموسمية ، كمدخل للحصول على أكثر قدر من المنافع ، ومنها الاستثمارات بأرقام خيالية لم يسجل مثلها في تاريخ المعاملات بين الدول ، وهو يعلم علم اليقين أن هؤلاء القادة لا يمثلون في العمق إرادات شعوبهم ، إذ لو كان الأمر كذلك لانحازوا بمثل الاهتمام في مجال الاستثمار لدول عربية مسلمة تستحق ، ومنها جمهورية مصر العربية ، المتروكة لمن يريد إخضاعها لجبروته ، ليوجهها ضد تيار مبادئها ، عساها تلتحق بتلك المنبطحة الفاقدة صفة الدول المستقلة بالفعل . (يتبع)
الخميس 15 ماي سنة 2025
مصطفى منيغ
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


كواليس اليوم
١٦-٠٥-٢٠٢٥
- كواليس اليوم
الزيارة لكنوز العرب زائرة / 1من3
القصر الكبير : مصطفى منيغ التَّغْيِيرُ سمة استمرارِ المَعْنِي بِه ، قد يكون في الشَّكل لمن لانْبْهَارِ غير المهتم يغذِّيه ، أو في المضمون للمتمعِّنِ عن موقفٍ سابق لا يتنِيه ، التغيير الأقرب لسياسة العازم عليه ، البقاء على نفس الحجم دون رفعِه ، لمتطلبات أولوياتها لا تُبْقِيه ، إن كان متسمِّراً في موقعِه ، من المسؤولية متحدِّياً رغبة التَّغيير في هدفِه ، صوب تحسين وَضْعٍ بغير الاكتفاء بطِلاَءِ السَّطحِ وإهمال جوهرِه ، فشمس الحقيقةِ مُشرِقة غداً تذيب المُصطنع بحرارة افتراءاتِه ، مادام للوعْيِ عين لا تُخطئ الأساس الهشّ المعمول عن غِشٍ كميناً بجل حيلِه ، مِن الصَّلب الجيِّد الجودةِ بكل مميزاتِه ، حيال الزمن الحَكَم عن حِكْمَةٍ جاعِلَة من التغيير راحة لاستراحة من تعب تقييم ما مَضَى وما تَرَتَّب عن وقائعِه ، من أحداث جَمَّدت بالمُعْتَادِ لتَوفِيرِ اليَأْسِ ومبادراتِه ، كالقنوط والإحباط والتدمُّر والضيق والزحف للانفجار بالمعروفة من وسائلِه . … مع يقع في دول حلف الخليج العربي ، لا يعني التغيير الحقيقي الواصل مستوى إرضاء إرادات الشعوب ، وتمكينها من صلاحية الكلمة المعبرة عن اختيارات ، تراعي حاجيات الحياة في العصر الحالي ، من حرية ومساواة وعدل وتصريف ثرواتها الطبيعية بالأسلوب العائد عليها بالخير العميم ، والتوفير للغد استعدادا ًلتقلبات الظروف ، على ضوء حماقات دولٍ تسعَى الهيمنة الزائدة عن حد التعقُّل ، الرافضة التعامل باحترام القوانين والأعراف الدولية المُوَفِّرة حق سيادة الدول على ممتلكات أراضيها بالكامل . ما تعرفه دول الخليج المتعاونة على تبذير أرزاق العرب ليكون لقادتها لا غير ، الحظوة الأولى والأخيرة لدى الغرب عموماً والولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة ، فالتركيز على بقاء كراسي (صُنعت من اختلاط الاستبداد والتسلط المفرط والتعالي العقيم ونسيان طبيعة البشر المخلوقين على نفس الطريقة المتعودين للإبقاء على حياتهم إفراغ بطونهم بذات الكيفية داخل غرف أو في الهواء الطلق) يتربعون عليها ولا بفارقونها إلا بخروجهم من الدنيا ، وقد عجزوا على اقتناء ما يطيلون به عمرهم ، فيكون مصيرهم الحتمي قذف أجسادهم في قبور ُيقابَلون في ظلمتها ما يستحقونه من مراسيم تعذيب وويلاته ، أو رحمة ونعيمها كما يشاء الخالق رب السماوات والأرض ، الحي القيوم ذو الجلال والاكرام ، سبحانه لا شريك له ، العالم بكل شيء والقادر على كل شيء . ما يثير الضحك في أوانٍ لا مجال فيه لذات الضحك ، ما يتراءى عن ذاك الحاكم ، وقد كبَّل يديه ووضعهما فوق صدره عن طيب خاطر ن ولسانه يردد بغير شعور : ' أنا عبدكَ المُطاع يا فخامة الرئيس ، افعل بي وبالشعب الذي أمثله ما تريد' ، والآخير يناديه مجرداً من لقب صاحب السمو ، ومن مقام رئس الحكومة حتى ، وكأنه يدردش مع جالس رفقته في مقهى ، وليس في اجتماع رسمي منقول عبر الأقمار الاصطناعية ، لتتفرج الدنيا على مثل المسرحية المشابه ديكورها لمهرجان 'ِريُّو' ، مع فارق أن الآخير تعبر به البرازيل عن فرحها بحرية تخرج الإناث الراقصات بها عن التخفي وراء أية أغطية لمعظم مساحات أجسادهن ، مما يترك لعاب الذئاب يبلل جوانب من شوارع تلك العاصمة لأكبر دولة جنوب أمريكا ، أما المهرجان الذي نحن بصدده مُعِدُ لاستقطاب الانتباه أن الدولة السعودية المفروض أن تكون عاصمة لكل مسلمي الأرض ، أصبحت مباحة لمن سيبعدها (لو استطاع) عن نور الهداية ، إلى ظلام العودة لعصر الجاهلية التي كان الإنسان مُقاداً بشهوته ، مُطاعاً لقسوته وجبروته ، مالكاً لعبيد من الجنسين ، بلا أجرة يدفعها ، ولا حقوق يمنحها ، وكأنه المخلوق وبيده سيف مهيأ لقطع رؤوس من لا يخضع لأوامره ، مهما كانت مجحفة لا تتناسب وكرامة بني البشر . مهرجان أوقف الحركة في مجموع التراب السعودي ، لسماع الكلمة التي سيدلي بها الرئيس الأمريكي ، وقد جاءت لمسح مرحلة والولوج في مرحلة تشهد فيها بقيادته الولايات المتحدة الأمريكية ، رخاء غير مسبوق ، ومناعة لا تُضاهًى ، وقوة قادرة على تمكين تلك الدولة من عظمة السيطرة المسيطِرة على العالم دون منازع ، تفعل ما تشاء ، ووقتما تشاء ، ومع من تشاء ، ولا أحد له حق الاعتراض عليها ، لأنها الوحيدة المؤهلة ستكون لتوزيع المهام عبر القارات، دون قيد أو شرط ، طبعاً للرئيس ترامب أن يصف بلده كما يحلو لمزاجه ، بل ويدافع عن مصالحها ، والأزيد من هذا أهمية أن يُغرق خزائنها بثروات بلاد راضية تكون ، للخضوع إرضاء لبركات رحمته وطمعاً في كرم حمايته لكراسي حكامها المطلب الفارض نفسه وبإلحاح من طرفهم . ومن هذه الدول المملكة السعودية في المقدمة ، التي شعر محمد بن سلمان كما يناديه الرئيس ترامب ، مضيفاً أنه 'إنسان جميل'، وقد رفعته نشوة الفرح إلى التحليق عالياً مخاطباً من سمع وعلى نطاق عالمي ' أرأيتم كيف يخاطبني أقوى حاكم لأعظم دولة في العالم ؟؟؟ ، مطالبا مني الحرس من الحسد حتى الغربي ، لما حققنه من منجزات وعلى رأسها هذا التقارب المثالي مع الولايات المتحدة الأمريكية وفي كل المجالات' . وهنا يتجلى الفرق الشاسع بين الدهاء الأمريكي في شخص الرئيس الذكي ، والجمود الفكري المرتمي تحت مستويات أي وصف سلبي أقله الغباء لطرف ثاني ، ظن أنه ارتقى المجد وحقق بمثل التقارب المبني عن ضعف بيِّن ، أن الإدارة الأمريكية ستغيِّر سياستها (تحت أي عروض مهما كانت سخية كالتي جنتها من السعودية والامارات) من الكيان الصهيوني ، إذ بمثل السياسة التي تبنتها منذ عقود تمكنت وحتى الآن من حصاد ثروات الأنظمة العربية المشرقية المتهالكة بالوراثة ، وإذا كان الرئيس ترامب لم يكتف بإبعاد إسرائيل من برنامج زيارته هذه ، بل تجاهل النطق باسمها خلال كلمتيه اللتين ألقاهما في مهرجان المنتدى إياه ، وقمة دول التعاون الخليجي المنعقدة بالمناسبة في الرياض ، من باب مجاملة الملتفتين حوله من هؤلاء القادة العرب ، بكون أمريكا قادرة على ترك تبعيتها لإسرائيل متى أرادت خدمة للحق العربي المعهود التعبير عنه في مثل الثرثرة الموسمية ، كمدخل للحصول على أكثر قدر من المنافع ، ومنها الاستثمارات بأرقام خيالية لم يسجل مثلها في تاريخ المعاملات بين الدول ، وهو يعلم علم اليقين أن هؤلاء القادة لا يمثلون في العمق إرادات شعوبهم ، إذ لو كان الأمر كذلك لانحازوا بمثل الاهتمام في مجال الاستثمار لدول عربية مسلمة تستحق ، ومنها جمهورية مصر العربية ، المتروكة لمن يريد إخضاعها لجبروته ، ليوجهها ضد تيار مبادئها ، عساها تلتحق بتلك المنبطحة الفاقدة صفة الدول المستقلة بالفعل . (يتبع) الخميس 15 ماي سنة 2025 مصطفى منيغ


كواليس اليوم
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- كواليس اليوم
القمة في العراق فكرة لا تطاق
القصر الكبير : مصطفى منيغ ما الفائدة من عقد العراق قمة عربية لا يجمع عناصر أسبابها أي ترابط آو وئام ، إن كان حتى تنظيم نفسها بنفسها لديها بالأمر المنعدم الكامل الانعدام ، آم هي مناورة سيتم استغلالها لضمان بقاء نفس الحكومة للعام القادم إن مرت العِلَلِ على ما يُرام ، شيء لا يدعو للأسف بل للضحك نتيجة مثل التحرُّك الصادم بما يعنيه من كُثْرِ اصطدام ، والعالم يُدرك أن مثلَ القمم ، الأفضل لأنفاسها أن تُكتَم ، إبقاءً على ما بَقِيَ منها كي لا يُقَسَّم ، على الفشل والخيبة والثرثرة المُعادَة لنفس الكلام ، قد تكون الفكرة القائم عليها جدول الأعمال صادرة عن عقلٍ ظنَّ الشعب العراقي يحيا في صمته على الأوهام ، سيكون صاحبه قطعاً ليس من العراق بل ممَّن يسيطر على العالم ، بوسائل متجاوَزَة مُهترِئَة الجوهر مبعثرة التقويم مُفكَّكة القوام ، مُحتَلاً للعراق بافتراءِ ضبط الاستقرار وفق متطلبات السلام ، خدمة للمنطقة العربية المَشرقية المنكوبة على الدوام ، ولو كان الدائر هناك في مجمله سوى مسرحية المُتفرِّجُ عليها مُشاركٌ فيها دون أن يَعلَم . ما القيمة المضافة التي ستحصل عليها العراق من وراء عقد قمة بدأت بما يؤكد تقارب بعض القادة لقلة الفهم ، عما يجري حتى في حاضرهم الضيِّق الجالبِ عليهم مستقبلاً كل صنوف الاختصام ، حينما تتكشَّف أمامهم كآمرات تَقدُّمِ التكنولوجية وقد صورت تجاوزاتهم لتراها شعوبهم عساها تُغيّر مثل الحُكَّام ، بآخرين لا يستهويهم حضور ذات القمم الساخرة من أقوام ، إذ سيكونون مشغولون بما هو أهم ، التعامل مع الواقع المُعاش بما يَلزَم ، من تعويض القيام بالواجب بما يناسب من الحقوق خلال تدبيرٍ شفَّافٍ يضاعف من ايجابيات العمل بالحد من سلبيات كثرة الكلام ، يُقال أنها مختلفة عن سابقاتها اقتصادية السمات استثمارية القرارات لِمعالجة مَن أصبح في مستقبل الشعوب يتَحكَّم ، ولا يدري مُنظِّم هذه القمة أنه لما يصرِّح به لعمقه يفهم ، إن قَصَدَ الشعوب العربية فنكبتها ليس في الاقتصاد بل بوجود بعض حُكَّام نظامهم المستبد أسوأ نظام ، المسألة عندهم البقاء لخدمة أسيادٍ لهم وليسوا سادة بخدمة شعوبهم عن حكمة وعدل وإنصاف تام ، إذن لا حاجة لقمة الهدف منها إشغال الرأي العام ، بما تريد به أمريكا إبعاد العرب أكثر عن أهم الأهم ، التوافق السياسي بين نظمهم أولاً ذاك القائم على تحديد الرؤى وفق إرادات الشعوب الراغبة فيما بينها على الالتحام ، لفرض المناسب اتجاه كل قضية على حدة لتحقيق ما يجعل الأخذ بالحق مباح وليس كما هو الآن مُحَرَّم ، أمَّا إن قصد التذكير بالمشي المعتاد كأن العراق أصبحت بعد فائض من الاستقرار السياسي والاقتصادي وقبلهما التشريعي توزِّعُ على دولٍ موقعها بين المحيط والخليج حلولا تسارع بها للانضمام ، لنادي ترويض الحال ليظل على حاله كما يأمر حاميه القاطن البيت الأبيض الهمام ، فليتحوَّل بعد القمة لاستقراء مواقف مَن فهموا قبلها بأيام ، أن الغفلةَ قدَّمت استقالتها من عقول العامة فَعَوَّضَ الوعي ليَسدّ وبسرعة كل ثغرة قد تساهم قِوى أجنبية تتحكَّم من خلف حواجز معينة في الشأن العراقي الذي ليست للحكومة فيه إلا التنفيذ بما يُبدي لتلك القوى فروض الطاعة والاحترام . للحضور كلٌّ قصَّته ، عن الجزائر : شرائح من الشعب تتوسل من الرئيس عدم الذهاب إلى بغداد لاعتقادهم إمكانية تكرار نفس الفاجعة التي أصابت الرئيس الراحل هواري بومدين خلال زيارته ذاك البلد فيتعرَّض (كما قيل) لحالة تسمم لازمته حتى فارق الحياة ، وأيضا ما واجهه وزير خارجية الجزائر الراحل بنيحيى من تحطم الطائرة التي كان بمتطيها فوق الأجواء العراقية ولم يعد لوطنه إلا داخل نعش . الجزائريون يتطايرون من انتقال رئيسهم للعراق ، قد يلبي الرئيس 'تبون' رغبتهم بالعدول عن قبول الدعوة لحضور تلك القمة بذاته ، ربما أناب عنه لنفس الغاية أحد المسؤولين ، والانشغال المباشر بقضية تدبير قرعة بيع أكباش العيد المستورد منها مليون رأس لتتوزع على جميع ولايات الجزائر استعدادا لعيد الأضحى المبارك . . عن سوريا : شيعة العراق يعارضون بشدة زيارة الرئيس السوري الشرع لبلدهم العراق ، اعتباراً لما سجلوه من مواقف دامية حصدت أرواح عراقيين خلال عهد الرئيس الهارب السيئ الذكر بشار . عن لبنان : حالة من التوتر شابت العلاقة على الصعيد الجماهيري بين لبنان والعراق ، على اثر التصريح الذي أدلى به الرئيس اللبناني يخص الحشد الشعبي ليرد عليه رجل دين السيد الموساوي بما ينص وحرفيا : (ان العراق مُطالب بالدفاع عن نفسه ، ولا يسمح لا لجوزيف عون ولا غيره أن يحدد لنا الصح من الخطأ . من أنت لتحدِّدَ لنا الصح من الخطأ ؟ ، أنت نكرة ، عيب عليك ، نحن إن لم نعطيكم نفقة ، لو لم نعطيكم مساعدات لا تعد ولا تُحصَى تعيشون في ظلام دامس وبجوع دامس ، انتم تعيشون بخيراتنا وببركاتنا …) . عن الكويت المكويَّة بذاك الاجتياح الذي عقّدها فأصبحت لا تطيق أي أجواء تعيدها للعيش ولو في الخيال داخل تلك المصيبة التي مزّقت كيانه بالكامل خلال نصف ساعة ، ليتضح أنها مصرف مهيكل أقرب من كونها دولة قادرة للدفاع عن نفسها ، إن حضر أميرها القمة فللمجاملة لا غير كأساس ، ولإلقاء كلمة تعلن عن تمتعها بسيادة كيلومترات تقود انطلاقا منها مشاريع مالية واقتصادية ضخمة . ممَّا يجعلها بعيدة كل البعد عن اتخاذ أي خطوة سياسية تغضبُ عنها الولايات المتحدة الأمريكية في المقام الأول، بعدها أباطرة المال والإعمال عبر المعمور اليهود . إسرائيل ستكون أكثر الوفود الحاضرة في ذات القمة ممثلة برئيس السلطة الفلسطينية عباس والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ، أما أمريكا فستمثلها كل من مملكة البحرين و قطر وسلطنة عمان. ليبيا حضورها من عدمه لن يقدم أو يؤخر شيئا لانتهائها كدولة موحدة الأركان برحيل معمر القذافي ، وستظل على نفس الحال الفوضوي على الأقل لعقدين بعدما ولجتها اهتمامات مصر وتركيا والامارات وإيطاليا والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وأمريكا وإضافات أخرى قد تطرأ على مثل القائمة بمرور الزمن . تونس منكبة على قبول أو رفض الرئيس الذي أراد أن يكون ملكا غير متوج يحكم ولا أحد قادر على مشاركته ما يحكم به ، البارع في فن الخطابة الركيكة ، وواضع القرارت العاكسة المعكوسة ، التي يخالها تاريخية ، وهي مأخوذة من عصر ما قبل اختراع الكتابة . موريتانيا عاقلة لن تخوض غمار المتخبطين بوجهين مع وضد في آن واحد ، وهي على ثقافة الوضوح والميل لضبط المعروف بما يلزم من شروط نظافة الاجتهاد المنطلق من مبادئ ، تفرق ما بين الحق المتمسكة به ، والباطل الرافضة لمغرياته ، لا يهمها التقدم المسرع لمسك سراب مواقف تتغير وفق ظروف المصالح الذاتية لمن ألفوا نكران حقوق الشعوب ، بل ما تراه صوابا تتوجه صوبه ولو ببطء لكنها واصلة للهدف المنشود الجاعل منها دولة محترم ة لحد اللحظة القافلة المُنتظر حضورها القمة ، لا شيء يجعلها مرتاحة تكون ، إن انحاز أحد أفرادها ، لكسر القاعدة المألوفة في مثل اللقاءات العربية على أعلى مستوى ، وأظهَرَ ما يُفرِح الشعوب بالإعلان عن المتأخِّر إعلانه ، أن الدول العربية اختار قادتها التحرُّر من قيود التبعية للسياستين الأمريكية والإسرائيلية ، آنذاك سيحصل أشد الارتباك ، وتُلاَمُ العراق عن تنظيمها مثل القمة ، الخارجة عن المُتَّفَق عليه مُسبقاً ، بعدم الخوض في أي مسألة ، تعيد للعرب كرامتهم وهيبتهم واستقلال قراراتهم واحترام كلمتهم ، الضائعة منذ ما يُقارب الثمانية عقود . … عن الأردن والمعروف عنها ، مملكة يحاول عاهلها قدر الإمكان ، حفظها في منأى عن التوترات المؤدية لما لا يُحمد عقباه ، بتطبيق سياسة المهرجانات الصاخبة المُردِّدَة لشعارات الانتماء للعروبة ، المُتجدِّدة العبارات دون فقدان نفس المعنى ، تُوحِي بالاستنفار لخوض معركة شبيهة بتلك المروية في كتب التاريخ المبالغ فيه ، المكتوب عن شبه الجزيرة لإرضاء أشخاص مثل عبد العزيز الذي عيَّن نفسه ملكاً بمساعدة الانجليز ، وبعدها الانسحاب للكدح من أجل الحصول على المتاح من لقمة العيش ، وهكذا الأيام مُتداولة في مَلَلٍ يتعاظم مع حاضر ، لينمو مستقبلاً هو نفسه لكن في حلة جديدة ، وهكذا إلى ما شاء العلي القدير ، إسرائيل مطمئنة من الجانب الأردني ، لحين قادم حينما تتمكَّن (حسب تخطيطها) إخراج إيران من الساحة المنغِّصة حياتها ، بحدث جسيم قد يحدث بالتفاوض أو قعقعة السلاح ، والولايات المتحدة الأمريكية تاركة الأردن في حال سبيله تنظر اليه وكأنها سائحة في مملكة الضباب ، تتفرَّج على ذاك الاستعراض التقليدي ، والحرس البريطاني في حركات رتيبة لم تتغير منذ قرون ، وفريق منهم يعوِّض الأخر مهمة حماية القصور الملكية من أطماع اختراقها ، بل متحف في الهواء الطلق يعكس تقاليد بحزم البقاء ماسكاً بها كهدف أسمى ، حضور القمم والمشاركة في اجتماعات مهما تعدَّدت أسماؤها ، لن يغير في موقف الأردن الرسمي شيئا ، مع نفسه يظل كنظام ، وللباقي الكل على علم به ، فلا حاجة لإقحام تكرار الإشارة اليه . عن السودان الحديث لتعرية المستور يتطلب الإلمام بالحقائق كما هي والجرأة على طرحها جملة وتفصيلاً ، قد يكون البلد الوحيد الذي لم يستطع الغرب عامة والتي احتلته بريطانيا العظمى خاصة ، فهم عقلية أهله بالمرة ، فعاش هؤلاء في حيرة من طبع وطبائع قوم أساس وجودهم مُختصر في ثلاث أمور لا يستثنى أي أمر منها على الإطلاق ما داموا أحياء ، حكم نفسهم بنفسهم وفق اختياراتهم بعيدا عن تدخل الأجنبي في شؤونهم الخاصة ، حتى وحدتهم مع مصر فشلت وتقهقرت وتبددت وهي الأقرب إليهم جواراً ولغة وديناً لخصوصية عالمهم المعتمد على ما ذُكر ، المحاولون اختراق مثل العزلة ابتكروا المستحيل وما استطاعوا تفكيك تلك الثقافة المجتمعية الغير متكررة عبر العالم ، إلي أن حلت الامارات العربية المتحدة وعقلها على الذهب السوداني لتضرب الشقيق بشقيقه وتتربع من بعيد منتظرة أن يصفي أحدهما الآخر ، لتلج المعمعة وتحمل ذاك المنتوج الثمين بطرق شيطانية إلي حيث حليفتها إسرائيل تستثمره في مشاريع تطوير صناعاتها للأسلحة ، وهكذا السودان في حربه الأهلية إلى أن يتم ذوبان أصل أسبابها بعقلية هي المعيار لبقائه دولة ذات سيادة ، إذن القمة بالنسبة له إن حضرها بممثل عنه ، عبارة عن خبر عابر يتبخَّر بعد سُويعات من نشره . عن اليمن التعقيد المهيمِن عليه مؤقتاً ، أصله التعتيم لإخفاء مرارة الحال ، الناتج عن تجزئة أطرافه ، القائمة عليها ومباشرة كل من المملكة العربية السعودية ، وبنسبة ما زعيمة المتدخِّلين لامتصاص ما يمكن ولا يمكن مصه من منافع مادية كمعنوية لا فرق ، دويلة الامارات العربية المتحدة ، مصيبة مصائب المتعاملين معها ، أكانوا من نفس الشرق الأوسط أو دول شمال إفريقيا التي لم تتخلص منها إلا الجزائر، التي أغلقت أبوابها حيال مثل الفيروس ، الذي تبثُّه مشاكل بعدها فتن ، كلما دخلت بلداً بغطاء الاستثمار ، مستبدلة حصان طروادة بحمار . اليمن أن حضرت المؤتمر بما يُطلق عليه رئيس الحكومة الشرعية ، فسيكون حضورا ينقصه اليمن الحقيقي ، وليس القشور المصبوغة بالريال السعودي للعب دور الحارس لحدود المملكة الجنوبية لحد ما ، أما اليمن كيمن منكب بكل ثقة وفخر وإيمان بالدفاع عن آخر ما تبقى للعرب من دم الوجه ، لا يهم من يحكم صنعاء عروس المجد ونِعم العطاء ، كجيل وراء جيل من رجال ونساء ، فيهم البطل الشهم المغوار وما يطلق عليها لجمالها الخلقي حسناء الحسناء ، وبكلاهما تتحقق معادلة بقاء اليمن على مر العصور دوما في العلياء ، لا خوف عليها من جبروت الأعداء ، ولا من بيع أصول أصيلة كما يطمح لذلك مجمل الدخلاء ، لأسباب آخرها القضاء ، على رمز الهوية العربية منذ النشأة الأولى العالم بها رب المخلوقات بأمره جمعاء ، مهما كانت القناعات السائدة في محيط تلك العاصمة ، المعلوم عن اليمني أنه وتراب اليمن عملة واحدة تُصرف لصالح حياة اليمن وليس لإنهائها ، الحياة المشبعة بالحرية والسيادة على ممتلكات الشعب اليمني العظيم أرضاً وبحراً ، وهذا لا يُصان بقمة معظم المشاركين فيها يؤيدون ما تقوم به أمريكا وإسرائيل ، ما تعيدان به نفس إبادة أهل غزة ، ليخلو لهما الجو ، عبر امتداد ذاك المسلك المائي المعتبر الأهم للتجارة العالمية . إذن حكومة العراق ترتكب نفس الجاعل عملها مبني على تضييع الوقت في مسائل لا طائل منها ، تشييد بيت بلا أساس ما يهمها سوى السقف ، عساه يستقر في الهواء ولو للحظات تضاف لأعوام من الخيبة ، هيمنت على السياسة العراقية الرسمية ، بشدة تداخل مصالح غير العراقيين ، لأسباب لها علاقة بنهب الخيرات العراقية لأطول وقت ممكن ، كان على الحكومة العراقية التفكير المتبوع الفوري بالتنفيذ في تنمية قدرات الحكماء العراقيين أبناء الشعب العراقي الشريف ، دون الالتفات لمشاربهم الفكرية العقائدية السياسية ، والجلوس الند للند للبحث عن الحلول الأكثر قابلية لتصحيح الوضع ، مهما كان المجال عسكرياً أو مدنياً ، بعيداً عن المجاملة والمحاباة ، وليكن البدء الحقيقي بالتحقق من الهوية لتحديد المسؤوليات وليس لقطع الأرزاق ، لمثل المهمة العراق في حاجة إلى فريق من الرجال والنساء لا يخشون في الحق لومة لائم ، موضوعة بين أيديهم كدستور عمل ، قوانين تحدد بوضوح تام مبادئ لا يمكن تجاوزها البتة ، تجعل العراق فوق كل اعتبار ، ولا أحد فيه فوق القانون ، والكلمة الأولى و الأخيرة للشعب وليس لأي كان غير منتسب له . أما القمة التي لا تبعد عن كونها حفلة كلامية فلكلوريا لاستعراض عضلات بعض الحكام ، المرفوضين حقيقة من طرف شعوبهم ، فقضية أصبحت وبكل صراحة لا تطاق . الثلاثاء 6 ماي سنة 2025 مصطفى منيغ سفير السلام العالمي مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا [email protected] 212770222634


كواليس اليوم
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- كواليس اليوم
العراق ولا شيء آخر على الإطلاق
القصر الكبير : مصطفى منيغ العراقُ عظيمٌ والأعْظَمُ تاريخه وأعْظَم الأعظَم شعبه فلما الآن على هذا الحال ؟؟؟ ، هل فَقَدَ مرة واحدة ما كانوا فيه ومنه أقوَى رِجال، وأصاب العقم نسوته كأسوأ مآل ، لحاضر سقيم المعالم مُشَوَّه المستقبل ، أسواقه من كانت يُضرب بها المثل ، فوضى أصبحت حركاتها تُشغِل البال ، سِلعها أكوام من الصين والغرب بجودة أقل ، لتُباع لمن ضيَّعوه بالافتراءات عن قرب الحل ، لازمات تمزِّق المُمَزَّق في عِراق آخر سَكَنه الوهن والأمل في الإصلاح عنه رحل ، ما زادته الحكومة كسابقاتها إلا عجز أهله عن رغبة الإقبال ، عمَّا راكمته من وعود نتائجها تهدئة بمعسول أقوال . الشعب من هندامه يُعرَف مستواه المعيشي بالتعبير الأشمل ، المتضمِّن مستوى الصَّبرِ عما وَصَل ، حيث الضيق والضَّنَك والحسرة والألم تتقدَّم الأفعال ، كأن الدولة غائبة ومَن يحكم واجهة مخدوشة بأظافر أجانب تسلطهم على الممكن وغير الممكن وسطها من الجنوب إلى الشرق طال ، السبب ليس أمريكا وحدها ولا إيران في المقام الأول ، بل عائد لجل العراقيين أنفسهم مَن سكنوا لألقاب متهالكة هالكة مَن حولها الرافع أصبعه للسؤال ، متى الخلاص مِن عصاباتهم المُسلحة وترك الفرج إن استطاع ودخل ، يُنظِّم الواقع كما يريد شعب غيره أخطأ فدفع ظلماً أغلى ثمن بسماع طلقات ترهب بيد من سكنوا دروب مدنه البئيسة الظاهر حالها على الأرامل من النساء و الأيتام من الأطفال ، بعد حرب أقامتها أكذوبة أمريكية الصنع وصدَّقها من قهرهم نظام الراحل صدَّام حتى إذا أضحوا هم النظام ظهر الأول أرحم منهم على العراق بإرجاع الأمور للأصل . تبدَّدت الثروة واحترقت لتعويضها كل ثورة وانغمس الفساد في كل كبيرة من شؤون البلاد مهما كان المجال ، حتى الدعارة أصبحت مُباحة لبعضهن كرها بدل مد اليد وما تزخر به البلاد لا يقاس بحَدٍّ يكفى الاكتفاء ويملأ البيوت أمناً لساكنيها واستقرارا إن وُزِّع بالعدل ، 'قِلَّة' بائعة لكرامة العراق بما ادخرت خارجه وأغلبية مرقَّع قميصها خائفة من غد تفقد فيه حتى السّروال ، و طوائف معينة تسعى بعصبياتها العقائدية أو السياسية تدفع بالوطن إلى كارثة الزوال ، ومَن يتفرَّج من فوق أريكة محشوة بريش منتوف من أجساد سرب من الطيور المصطادة بلا شفقة داخل بيت دافئ بالكماليات على خيبة أفعاله بما نهب من أرزاق المغلوبين على أمرهم وهو من بين نخبة أرادها البيت الأبيض أن تريحه من العراق بعدما شبع فيه قتلا وهتكا لأعراض من وصل لقعر مقراتهم لهتكها علنا ، وتخريبا عشوائيا لخلق وضعية لا تنفع عشرات السنين لإعادتها كما شيدت عبر قرون لتكون وعاء حضارة علَّمت الإنسان معنى العيش الموازي لطموحاته بعناء لا يُذكر، نخبة أطلق قريحتها في السرقة لتضيف من ويلات ما ترتب عن ويلات ويلات التفريط في حرمة الوطن وشرفه للقضاء على مقوماته وبنياته الأساسية بالأجنبي والأكثر خطورة بالأمريكي الذي لا يفكر إلا بما يضيف لبني جلدته من غنائم مهما كانت الوسيلة التدميرية التي سيتبعها ، وحتى لو فرضنا أن الأمر قضي وما وقع لا مناص من عدم وقوعه بمثل ما وقع من شراسة لم يشهد العراق مثيلا لها ، حتى تلك الممارسة من لدن العباسيين في حق الأمويين بالشام ، إذن ما ينتظر شعب العراق من ترك مثل القواعد الأمريكية فوق أرضهم ، وهم يعلمون علم اليقين أنها أساس العديد من المشاكل الملحقة الضرر بهم ؟؟؟ ، الحكومة التي لا تقدر على تفكيك تلك القواعد تفكيكا جذريا لا تليق بلقب حكومة العراق ، بل جماعة من المحظوظين يشرفون على تنظيم الفوضى بفوضى ولا شيء آخر على الإطلاق . الأربعاء 30 ابريل ستة 2025 مصطفى منيغ