logo
Welcome Mr. President

Welcome Mr. President

جريدة الوطن١٣-٠٥-٢٠٢٥

في مارس «2022» احتفلت دولة قطر والولايات المتحدة بمرور «50» عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما (19 مارس عام 1972)، وهي العلاقات التي انتقلت من التعاون إلى شراكة استراتيجية مميزة تتسم بالديناميكية والفاعلية في مختلف المجالات.
هذه العلاقات، التي تضرب بجذورها في عقود طويلة مضت، تقوم على مجموعة من الثوابت والمبادئ التي ترتكز إلى قاعدة تعظيم المصالح المشتركة وتبادل المنافع، تلك القاعدة التي أسست أرضية صلبة، انطلق منها الجانبان إلى أفق أرحب في كافة القطاعات السياسية والاقتصادية والأمن والدفاع والطاقة والتجارة والاستثمار والتعليم والثقافة وغيرها من القطاعات الحيوية لشعبي البلدين.
زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقطر تأتي على خلفية هذه العلاقات المميزة، وهي أيضا تأتي وسط ظروف دولية وإقليمية معقدة، تستدعي التشاور والحوار من أجل إيجاد حلول للقضايا الشائكة التي تلقي بظلال من عدم اليقين على الأمن والسلم الدوليين.
وبطبيعة الحال فإن هناك الكثير الذي يمكن الحديث عنه، ليس لكون قطر منتجا رئيسيا للطاقة فحسب، بل لكونها شريكا موثوقا في منطقة مضطربة تحتاج إلى بذل الكثير من الجهود لتجاوز ما تمر به من تحديات وهي كثيرة، وقد أثبتت قطر أنها شريك موثوق قادر على لعب أدوار في غاية الأهمية لصالح الأمن والاستقرار.
لقد انطلق الحوار الاستراتيجي القطري- الأميركي في يناير «2018»، وتؤكد دورية انعقاده على التزام قطري أميركي راسخ بتعزيز التعاون والحرص على متابعة تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه وبحث ما تحقق من إنجازات والبناء عليها، فضلًا عن التنسيق والتشاور حول التحديات الإقليمية والعالمية، والأمن، وإنفاذ القانون، ومكافحة الإرهاب، والمصالح التجارية والاستثمارية المشتركة، والتعاون على الصعيدين التعليمي والثقافي.
إذا هي حزمة من القضايا تجمع البلدين الصديقين، والكل يعلم أن هذه القضايا وبخاصة ما يتعلق منها بالجانب الأمني لطالما كانت العنوان الأبرز للعلاقات ليس بين قطر والولايات المتحدة فحسب، لكن بين دول الخليج والولايات المتحدة ككل، بسبب التحديات الخطيرة التي تواجهها المنطقة، سواء ما يتعلق منها بالنزاعات الإقليمية، أو ما له صلة بتأمين خطوط إمدادات الطاقة لتلبية حاجات الاقتصاد العالمي، والحال هذا لا بد من شراكات موثوقة، كما هو الحال بين دولة قطر والولايات المتحدة.
في سبتمبر «2023» كتب سعادة السفير الأميركي لدى قطر، تيمي ديفيس، يقول: «قبل عام، وصلت بصفتي سفيرا للولايات المتحدة لدى دولة قطر، وكنت حريصًا على تعزيز العلاقات بين بلدينا وبناء علاقات مع الأصدقاء القطريين. واليوم، أعتزّ بأن أقول أنّ علاقتنا أصبحت أقوى من أي وقت مضى، وذلك بفضل قيمنا ومصالحنا ورؤيتنا المشتركة للمستقبل. أزداد يقينا يوماً بعد يوم أنه سيكون للولايات المتحدة وقطر معاً مستقبل إيجابي ومؤثر على العالم. تمر قطر بلحظة مهمة في تاريخها. وعلى الصعيدين الثنائي والإقليمي، لم تكن مصالحنا أكثر تقاربا مما هي عليه اليوم. يقود صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، واحدة من أكثر جهود التحديث طموحاً، دافعاً بقطر إلى الساحة العالمية. في العام الماضي، كنت شاهداً على العديد من النجاحات. احتفلنا جميعاً ببطولة كأس العالم لكرة القدم للرجال 2022، والتي أظهرت كرم ضيافة قطر وثقافتها وابتكارها لكل العالم. نحن متحمسون لكأس العالم 2026 بأميركا الشمالية، ونأمل أن نرحب بالعديد من أصدقائنا القطريين في الولايات المتحدة. أتطلع إلى أن أكون هناك - في انتظاركم - بأذرع مفتوحة. أنا ممتن لدولة قطر لمشاركتها خبراتها القيّمة لضمان أن يكون كأس العالم 2026 حدثاً رائعاً. ستكون قيادتكم الحكيمة مهمة لنجاحنا».
أعتقد أن ما قاله سعادة السفير ديفيس اختصار بليغ لطبيعة العلاقات التي تجمع بين بلدينا الصديقين، فلم تعد مسألة الطاقة هي محور هذه العلاقات، على أهميتها، إذ أن هناك شراكة حقيقية اليوم تقوم على المنافع المتبادلة والفهم العميق لقضايا تحظى بالاهتمام وتستدعي وجود تفاهمات من نوع آخر، خاصة مع ظهور مجموعة من المتغيرات التي أخذت العلاقات إلى آفاق أوسع وأشمل.
لكل ذلك تم تصنيف دولة قطر كحليف رئيسي للولايات المتحدة من خارج حلف «الناتو» في يناير «2022»، ما يؤكد على أهمية الشراكة القوية بين بلدينا لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
كما كانت قطر أول دولة توقع على مذكرة التفاهم الخاصة بمكافحة تمويل الإرهاب في عام «2017»، كما تم إطلاق الحوار السنوي الأميركي القطري لمكافحة الإرهاب بهدف تعزيز التعاون في هذا المجال.
اليوم نرحب بالرئيس الأميركي دونالد ترامب بيننا ضيفا عزيزا، له مكانة مميزة، تجمعنا معه ومع بلاده أفضل العلاقات وأقواها، وهو رئيس من نوعية خاصة، يحمل نمطا مختلفا من التفكير ولديه رؤى مغايرة هدفها، كما يردد دائما، إعادة أميركا قوية مرة أخرى.
في خطاب حماسي أمام الكونغرس، يوم «5» مارس الماضي، أعلن الرئيس الأميركي، عن عصر ذهبي جديد للولايات المتحدة، مؤكدا أن البلاد تشهد عودة قوية على مختلف الأصعدة، وقال «أعود إلى هذه القاعة الليلة لأبلغكم أن أميركا عادت من جديد»، وأضاف أن إدارته حققت في «43» يومًا فقط ما لم تحققه إدارات سابقة في سنوات.
هذا الرجل لطالما كانت صراحته لافتة، حيث يطلق العنان لآرائه دون أي قيود أو مجاملات، وهو يجيد التعامل «فوق الطاولة»، وليس تحتها، أي أن في مقدورك التوصل معه لتفاهمات وأنت على ثقة بأنه لن تكون هناك إجراءات مغايرة يتم تمريرها «تحت الطاولة»، كما هي عادة الكثير من الساسة.
ثمة فضيلة أخرى يتمتع بها ترامب، إذ بقدر ما هو صريح، بقدر ما يتقبل آراء الآخرين الصريحة بصدر رحب، وبذلك فهو شخص يسهل التعامل وإبرام الاتفاقات معه، لذلك فإننا نعول عليه كثيرا في إيجاد حل للقضية الأهم في الشرق الأوسط، قضية فلسطين التي مضى عليها حوالي سبعة عقود، شهدت المنطقة فيها حروبا مدمرة أزهقت الأرواح وأهدرت الأموال، وأدت إلى تأخير عملية التنمية سنوات طويلة.
يدرك الرئيس ترامب، كما ندرك جميعا، أن كل الحركات الراديكالية في المنطقة خرجت من عباءة الصراع العربي – الإسرائيلي، وأن أي حل لقضايا المنطقة المعقدة والشائكة لن يكون ممكنا ولا مستداما ما لم يمر عبر إيجاد حل لهذا الصراع، وعندما أقول إننا نعول على الرئيس ترامب لإيجاد حل، فإن ذلك لم يأت من فراغ، إذ أن أول ما فعله في بداية فترته الرئاسية الثانية كان العمل على وقف الحرب بين روسيا وأكرانيا، وقبل أيام أعلنت الهند وباكستان التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، عقب محادثات، جرت بوساطة أميركية، لإنهاء الصراع المسلح بين البلدين.
وقال الرئيس ترامب في منشور على منصة «تروث سوشيال» إن الهند وباكستان وافقتا على «وقف كامل وفوري لإطلاق النار»، وأضاف «أنه بعد ليلة طويلة من المحادثات بوساطة الولايات المتحدة، يسرني أن أعلن أن الهند وباكستان وافقتا على وقف كامل وفوري لإطلاق النار. هنيئا للبلدين على استخدامهما المنطق السليم والذكاء المبهر».
وكما نعلم فإن المباحثات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية بشأن البرنامج النووي، تجري في أجواء بناءة، وقد سمعنا الرئيس ترامب يؤكد مرارا أنه يفضل الحل عبر الحوار، وأنا على يقين بأن هذه المحادثات سوف تنتهي سلميا بصورة مقبولة لجميع الأطراف.
هناك مسألة أخرى مثيرة للجدل، تتعلق باللاجئين، وقبل أيام وقع الرئيس ترامب مرسوما يتيح للمهاجرين غير النظاميين في الولايات المتحدة العودة إلى بلدانهم عبر «رحلات طيران مجانية»، كما سيتم تقديم «مكافأة خروج» لكل من يغادر البلاد طوعا، تتضمن تقديم ألف دولار «مساعدة سفر» لكل مهاجر.
هذه المعالجات تنطوي على عقلانية واضحة، أما مسألة الرسوم الجمركية، وهي من القضايا التي أثارت الجدل أيضا، فإن من بين أهدافها المعلنة إنعاش الاقتصاد الأميركي وإعادة بناء صناعته المحلية، لذلك من الصعب تماما على أي مراقب أميركي، أو غير أميركي، معارضتها أو التقليل من شأنها.
هذه أبرز القضايا المثيرة للجدل، وبالنسبة لمنطقتنا فإن الأمل معقود على حلول تؤدي إلى إشاعة الأمل بعد عقود من اليأس والإحباط، وإذا كانت القضية الفلسطينية تحظى بالأولوية فإن ذلك لا يلغي حقيقة أن ما يكابده لبنان وسوريا يحتاج إلى وقفة خاصة من جانب الولايات المتحدة، لإجبار إسرائيل على الانسحاب من أراضي البلدين، وتمكينهما من المضي في الإصلاحات المطلوبة لإحداث تغيير خاصة فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية، وقد تابعنا ما تردد عن احتمال رفع العقوبات عن سوريا، وهي بحاجة ماسة لمثل هذا الإجراء الذي سيعيد دمجها في المجتمع الدولي كعضو فاعل ومؤثر وبناء.
هناك الكثير من الآمال التي نعلقها على هذه الزيارة، وهناك الكثير مما يجعلنا على ثقة بأنها ستكون علامة فارقة في تاريخ المنطقة، وفي تاريخ علاقات الشراكة القوية بين بلدينا وشعبينا.
محمد حجي - رئيس التحرير المسؤول

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قطر تجدد دعمها الكامل لسوريا
قطر تجدد دعمها الكامل لسوريا

جريدة الوطن

timeمنذ 5 ساعات

  • جريدة الوطن

قطر تجدد دعمها الكامل لسوريا

نيويورك- قنا- جددت دولة قطر دعمها الكامل للجمهورية العربية السورية بما يسهم في تحقيق تطلعات شعبها الشقيق في الأمن والاستقرار والتنمية، وبما ينعكس إيجابيا على مستقبل سوريا والمنطقة ككل. جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقته سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، في اجتماع الإحاطة لمجلس الأمن حول بند الحالة في الشرق الأوسط (سوريا)، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وأكدت سعادتها ترحيب دولة قطر بالخطوات الإيجابية التي تم اتخاذها في الجمهورية العربية السورية الشقيقة نحو التوافق الوطني، وترسيخ دولة القانون والمؤسسات، مشيدة بالانفتاح الذي أبدته الحكومة السورية للتعاون مع مختلف الهيئات الدولية والأممية، وهو ما يعكس التزاما واضحا بلعب دور إيجابي على الصعيدين الإقليمي والدولي في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار وحماية حقوق الإنسان. وأوضحت أن دولة قطر تواصل دعمها الشامل للجمهورية العربية السورية الشقيقة في المجالات الإنسانية والإغاثية وجهود التعافي وتوفير الخدمات الأساسية، بما في ذلك استمرار توريد الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء. ولفتت سعادتها إلى أنه استمرارا لجهود دولة قطر والمملكة العربية السعودية الشقيقة في دعم تعافي اقتصاد الجمهورية العربية السورية الشقيقة، تم الإعلان عن سداد متأخراتها لدى مجموعة البنك الدولي التي تبلغ حوالي 15 مليون دولار، مما سيسهم في استئناف برامج البنك الدولي في سوريا، وإعادة بناء المؤسسات وتنمية القدرات وصنع وإصلاح السياسات لدفع وتيرة التنمية. وأشارت سعادة المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة إلى أن دولة قطر تواصل رعاية مصالح الجمهورية العربية السورية الشقيقة في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بهدف تعزيز الحوار البناء بين سوريا والمجتمع الدولي في مجالات عمل المنظمة. وقالت سعادتها «تؤكد دولة قطر أن تحسين الأوضاع الاقتصادية والإنسانية للشعب السوري الشقيق يجب أن يظل أولوية للمجتمع الدولي، لذا ترحب دولة قطر باعتزام فخامة الرئيس دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأميركية الصديقة، رفع العقوبات عن الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وتعده خطوة مهمة نحو دعم الاستقرار والازدهار في سوريا، وتعرب عن التقدير الكامل لجهود المملكة العربية السعودية الشقيقة والجمهورية التركية الشقيقة في هذا السياق».

‫ قطر تجدد دعمها الكامل لسوريا بما يسهم في تحقيق تطلعات شعبها في الأمن والاستقرار والتنمية
‫ قطر تجدد دعمها الكامل لسوريا بما يسهم في تحقيق تطلعات شعبها في الأمن والاستقرار والتنمية

العرب القطرية

timeمنذ يوم واحد

  • العرب القطرية

‫ قطر تجدد دعمها الكامل لسوريا بما يسهم في تحقيق تطلعات شعبها في الأمن والاستقرار والتنمية

قنا جددت دولة قطر دعمها الكامل للجمهورية العربية السورية بما يسهم في تحقيق تطلعات شعبها الشقيق في الأمن والاستقرار والتنمية، وبما ينعكس إيجابيا على مستقبل سوريا والمنطقة ككل. جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقته سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، في اجتماع الإحاطة لمجلس الأمن حول بند الحالة في الشرق الأوسط (سوريا)، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وأكدت سعادتها ترحيب دولة قطر بالخطوات الإيجابية التي تم اتخاذها في الجمهورية العربية السورية الشقيقة نحو التوافق الوطني، وترسيخ دولة القانون والمؤسسات، مشيدة بالانفتاح الذي أبدته الحكومة السورية للتعاون مع مختلف الهيئات الدولية والأممية، وهو ما يعكس التزاما واضحا بلعب دور إيجابي على الصعيدين الإقليمي والدولي في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار وحماية حقوق الإنسان. وأوضحت سعادتها أن دولة قطر تواصل دعمها الشامل للجمهورية العربية السورية الشقيقة في المجالات الإنسانية والإغاثية وجهود التعافي وتوفير الخدمات الأساسية، بما في ذلك استمرار توريد الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء. ولفتت سعادتها إلى أنه استمرارا لجهود دولة قطر والمملكة العربية السعودية الشقيقة في دعم تعافي اقتصاد الجمهورية العربية السورية الشقيقة، تم الإعلان عن سداد متأخراتها لدى مجموعة البنك الدولي التي تبلغ حوالي 15 مليون دولار، مما سيسهم في استئناف برامج البنك الدولي في سوريا، وإعادة بناء المؤسسات وتنمية القدرات وصنع وإصلاح السياسات لدفع وتيرة التنمية. وأشارت سعادة المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة إلى أن دولة قطر تواصل رعاية مصالح الجمهورية العربية السورية الشقيقة في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بهدف تعزيز الحوار البناء بين سوريا والمجتمع الدولي في مجالات عمل المنظمة. وقالت سعادتها "تؤكد دولة قطر أن تحسين الأوضاع الاقتصادية والإنسانية للشعب السوري الشقيق يجب أن يظل أولوية للمجتمع الدولي، لذا ترحّب دولة قطر باعتزام فخامة الرئيس دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة، رفع العقوبات عن الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وتعدّه خطوة مهمّة نحو دعم الاستقرار والازدهار في سوريا، وتعرب عن التقدير الكامل لجهود المملكة العربية السعودية الشقيقة والجمهورية التركية الشقيقة في هذا السياق."

تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

جريدة الوطن

timeمنذ يوم واحد

  • جريدة الوطن

تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

غزة- قنا- الأناضول- يواصل الكيان الإسرائيلي تصعيد عدوانه على قطاع غزة المحاصر، غير آبه بالتحركات والمناشدات الدولية المتكررة التي تحذر من تفاقم الكارثة الإنسانية. وتشنّ طائرات الاحتلال غارات عنيفة تستهدف منازل ومناطق سكنية في مختلف أنحاء القطاع، وسط عمليات نسف لأحياء بأكملها، ما يزيد من أعداد الضحايا والدمار. وفي ظل الحصار المفروض، يتدهور الوضع الإنساني بسرعة، مع تعمّق أزمة الغذاء والدواء، وانهيار شبه كامل للبنية التحتية في معظم المناطق. ورغم الإدانات الدولية، لا تزال حكومة الاحتلال الإسرائيلي ماضية في توسيع عملياتها العسكرية. وقد أفادت وسائل إعلام فلسطينية، بوقوع عشرات الشهداء، أمس الأربعاء، في قصف إسرائيلي على مناطق القطاع، لا سيما جباليا شمالا وخان يونس جنوبا. وتتزايد المواقف الدولية التي تعكس تحوّلا في لغة الخطاب تجاه إسرائيل. فقد أعلنت بريطانيا، استدعاء السفيرة الإسرائيلية في لندن تسيبي حوتوفلي للاستجواب الرسمي، كما قررت تعليق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع تل أبيب احتجاجا على ما وصفته بـ«توسيع حرب الإبادة» ضد الفلسطينيين في غزة. من جهتها، أعلنت السويد عن تحرّك دبلوماسي داخل الاتحاد الأوروبي للضغط من أجل فرض عقوبات على وزراء في الحكومة الإسرائيلية، في خطوة تعكس تنامي الغضب الأوروبي من استمرار الانتهاكات وغياب أي التزام بالمساءلة الدولية. أما في الولايات المتحدة، فقد نقل موقع والاه العبري عن مسؤولين اثنين في البيت الأبيض قولهما إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يشعر بـ«إحباط متزايد» من استمرار الحرب، وبـ«فزع» خاصة من صور الأطفال الفلسطينيين ومعاناتهم في غزة. وتواصلت مجازر الاحتلال الإسرائيلي أمس الأربعاء، ما أدى إلى وقوع شهداء وجرحى ومفقودين، خلال قصف منازل مأهولة في مناطق متفرقة بقطاع غزة، وذلك في إطار حرب الإبادة الوحشية المتسمرة منذ 20 شهرا. واستشهد 51 فلسطينيا، بينهم نساء وأطفال، في تصعيد شمل استهداف «مستشفى العودة» ضمن الإبادة الإسرائيلية المستمرة ضد القطاع منذ 20 شهرا. وقالت مصادر طبية وأخرى في الدفاع المدني لمراسل الأناضول إن الهجمات الإسرائيلية طالت منازل في شمال ووسط وجنوب القطاع، فيما لا تزال طواقم الدفاع المدني والطواقم الطبية تبحث عن مفقودين تحت الأنقاض. وفي أحدث الغارات، استشهد 6 فلسطينيين جراء قصف بطائرة مسيرة استهدف تجمعا للمواطنين بشارع النفق في مدينة غزة، بحسب مصادر طبية.. كما أعلنت إدارة «مستشفى العودة» في تل الزعتر بمخيم جباليا، شمالي القطاع، أن قصفا مدفعيا إسرائيليا استهدف الطابق الثالث من المستشفى، دون أن توضح حجم الأضرار أو ما إذا كانت هناك إصابات بشرية. وخلال الساعات الماضية، أفادت المصادر الطبية أن فرق الإنقاذ من الدفاع المدني انتشلت 15 جثمانا من تحت أنقاض منازل تعرضت للقصف الليلة الماضية. في شمال قطاع غزة، استشهد 12 فلسطينيا وأصيب آخرون بينهم أطفال جراء استهدف منزلين في بلدة جباليا، وفق ما أفاد به مصدر طبي لمراسل الأناضول. وذكر شهود عيان أن طواقم الإنقاذ تواصل البحث عن مفقودين تحت أنقاض المنزلين. كما استشهد 7 فلسطينيين جراء قصف بطائرة مسيرة استهدف تجمعا للمواطنين في بلدة جباليا، بحسب مصادر طبية. وفي مدينة دير البلح وسط القطاع، استشهد 5 فلسطينيين بينهم طفل رضيع، وأصيب 10 آخرون بقصف استهدف منزلا. وفي مخيم النصيرات استشهد طفلان فلسطينيان جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف منطقة تبة النويري غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، بحسب بيان صادر عن مستشفى العودة. أما في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، فأسفر قصف إسرائيلي عن مقتل 4 فلسطينيين وإصابة آخرين، إضافة إلى وجود مفقودين، إثر استهداف منزل لعائلة «المصري» قرب محطة التحلية شرق المدينة. من جهة أخرى قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن ألوية عسكرية إضافية انضمت إلى الحرب على قطاع غزة، في إطار توسيع العمليات البرية تطبيقا لخطة توسيع احتلال القطاع وتهجير سكانه. وأضافت: «يوسع الجيش الإسرائيلي نطاق قواته في قطاع غزة، بدخول ألوية إضافية إلى أراضي قطاع غزة الليلة الماضية للمشاركة في المناورة البرية كجزء من عملية عربات جدعون». ووفق إعلام عبري رسمي، فإن هدف العملية التي أُقرت مطلع الشهر الجاري ومن المرجّح أن تستمر لأشهر هو «الإخلاء الشامل لسكان غزة بالكامل من مناطق القتال، بما في ذلك شمال غزة، إلى مناطق في جنوب القطاع»، على أن «يبقى» الجيش في أي منطقة «يحتلّها». وذكرت إذاعة الجيش أن «من بين الألوية التي دخلت القتال في مناطق مختلفة من قطاع غزة الليلة قبل الماضية لواء ناحال ولواء غولاني».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store