
اللاعب الشهيد سليمان العبيد.. "بيليه فلسطين"
اغتاله الاحتلال الإسرائيلي في السادس من أغسطس/آب 2025 أثناء استهداف منتظري المساعدات الإنسانية من المجوّعين في جنوب قطاع غزة.
المولد والنشأة
وُلد سليمان العبيد يوم 24 مارس/آذار 1984 في مدينة غزة ، وهو متزوج وله ولدان و3 بنات.
المسيرة الرياضية
بدأ العبيد مسيرته الكروية في شوارع المخيمات والمدارس والساحات الشعبية، وانضم في سن مبكرة إلى نادي خدمات الشاطئ، في مخيم الشاطئ.
لعب لاحقا مع نادي مركز شباب الأمعري في الضفة الغربية المحتلة بين عامي 2009 و2013، ولعب 4 مواسم في مركز خط الوسط، وتوج معه بلقب أول نسخة لدوري المحترفين في موسم 2010-2011.
أثناء إقامته في الضفة الغربية عام 2010، كان العبيد من بين 6 لاعبين في المنتخب الوطني الفلسطيني من قطاع غزة أعادهم مسؤولون إسرائيليون على الحدود الأردنية أثناء توجههم إلى مباراة ودية في موريتانيا ، متذرعين بـ"أسباب أمنية".
وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية عام 2010، قال العبيد "عندما علمت بمنعنا من السفر، شعرت بضيق شديد، لأن أي رياضي يحلم بارتداء قميص منتخبه في المحافل الدولية".
وتابع العبيد "نريد أن نتمكن من السفر بحرية مع عائلاتنا، تماما مثل أي رياضي في أي مكان آخر في العالم".
ورغم صعوبة التنقل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، تمكن العبيد من البقاء ضمن المشهد الرياضي الفلسطيني.
بعد الأمعري عاد العبيد إلى نادي خدمات الشاطئ ولعب موسما واحدا، ثم التحق بصفوف نادي غزة الرياضي، وحصل معه على لقب هداف الدوري الممتاز في المحافظات الجنوبية في موسم 2015-2016، برصيد 17 هدفا.
وعاد العبيد إلى فريقه الأم، خدمات الشاطئ، وحاز معه على لقب هداف الدوري الممتاز في موسم 2016-2017 محرزا 15 هدفا.
وبفضل مهاراته انضم إلى صفوف المنتخب الفلسطيني، ولعب معه 24 مباراة دولية، مسجلا هدفين، أشهرهما الهدف في مرمى المنتخب اليمني أثناء بطولة اتحاد غرب آسيا عام 2010.
وبحسب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، فإن أهداف العبيد تخطت 100 هدف، وهو ما جعله أحد أبرز نجوم الكرة الفلسطينية.
وعُرف بمهاراته العالية ورشاقته وقدرته على تسجيل الأهداف الحاسمة، فلقب بعدة ألقاب، منها "الغزال" و"الجوهرة السمراء" و"هنري فلسطين" و"بيليه الكرة الفلسطينية".
اغتياله
أعلن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، في السادس من أغسطس/آب 2025، استشهاد لاعب المنتخب الوطني السابق سليمان العبيد بعد استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي منتظري المساعدات الإنسانية في جنوب قطاع غزة.
ونشر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) تدوينة على منصة " إكس" وصف فيها العبيد بأنه "موهبة أعادت الأمل إلى قلوب عدد لا يحصى من الأطفال حتى في أحلك الأوقات".
ونعاه النجم الفرنسي السابق إيريك كانتونا ، أسطورة نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، كما وجه رسالة عبر حسابه بموقع إنستغرام هاجم فيها إسرائيل بعد وفاة العبيد.
وبحسب بيانات الاتحاد الفلسطيني، فإن 662 شخصا من الأسرة الرياضية لقوا حتفهم منذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 18 دقائق
- الجزيرة
إيزاك يستمر في التمرد على فريقه نيوكاسل
رحل ألكسندر إيزاك، نجم فريق نيوكاسل يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، عن منزله بمدينة نيوكاسل أبون تاين، الواقعة في شمال شرق إنجلترا، حسبما أفادت تقارير إعلامية، اليوم الثلاثاء. ونقل الموقع الإلكتروني الرسمي لشبكة "سكاي سبورتس" عن صحيفة "التايمز" البريطانية أن المهاجم الدولي السويدي، قام بتلك الخطوة للضغط على إدارة ناديه من أجل الرحيل عن ملعب "سانت جيمس بارك". ويأتي ذلك في أعقاب تقارير جديدة هذا الصباح أفادت بأن إيزاك "لا يرغب في العودة إلى نيوكاسل مرة أخرى". من جانبها، أفادت صحيفة "ذا أثليتيك" البريطانية أن إيزاك يبدو مصمما على عدم اللعب مع نيوكاسل مرة أخرى، ولا يزال يرغب في الانضمام لفريق ليفربول، حامل لقب بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز. من جانبه، كشف ديفيد أورنستين، الصحفي الرياضي البريطاني، أنه حتى لو تم إغلاق فترة الانتقالات الصيفية الحالية من دون رحيله، فإن إيزاك يرى أن مسيرته مع نيوكاسل قد انتهت، ولا يرغب في العودة للفريق.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
أنس.. من الشاهد إلى الشهيد: تشريح إفلاس القاتل
"إن وصلتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي".. بهذه الكلمات التي تخترق جدار الصوت والروح، لم يبدأ أنس الشريف، مراسل الجزيرة في غزة، نهاية قصته، بل دشن خلودها. لم تكن هذه وصية رجل يستسلم للموت، بل كانت نصا تأسيسيا لمعركة قادمة، إستراتيجية مضادة كُتبت باليقين في وجه صاروخ لم يكن يهدف إلى قتل جسد، بل إلى اغتيال حقيقة. إن استشهاد أنس الشريف وزميله محمد قريقع 10 أغسطس/ آب 2025 ليس مجرد جريمة حرب تُضاف إلى سجل طويل ومظلم؛ بل هو لحظة انكسار تكشف عن إفلاس إستراتيجي وأخلاقي كامل لـ"معسكر الاحتلال"، إنه ليس مجرد خبر، بل هو عارض مرضي لحالة تحتضر، وعلامة فارقة في معركة "الطوفان الثقافي" الذي يعيد تشكيل وعي العالم. هذا المقال ليس رثاء، بل هو تشريح دقيق لهزيمة القاتل في اللحظة التي توهم فيها أنه انتصر. تجريد أدوات المعركة: حين تصبح الكاميرا أخطر من الدبابة لفهم عمق ما حدث، يجب أن نجرد المعركة من أدواتها المادية ونتأمل في وظائفها الرمزية. في حروب القرن العشرين، كانت القوة تقاس بالحديد والنار، بالدبابات والطائرات. أما في حرب السرديات المعاصرة، حرب الوجود والهوية، فقد أصبحت "الكاميرا" هي خط المواجهة الأول، وسلاح الردع الأكثر فاعلية. في يد صحفي مثل أنس الشريف، لم تكن الكاميرا مجرد أداة نقل سلبية، بل كانت أداة "خلق للواقع" في وعي العالم، قوة فاعلة تُبطل مفعول آلة دعاية كلفت مليارات الدولارات. كل صورة بثتها، كل تقرير حي نقلته من قلب الدمار، كان يمثل طلقةَ حقيقةٍ في وجه سردية الخصم! لقد كشفت الكاميرا عن "عدم التوازن" الهائل بين قوة عسكرية غاشمة وحقيقة إنسانية مجردة، وأجبرت العالم على النظر إلى ما كان يُراد له أن يبقى في الظلام. هنا، لجأ المعسكر الآخر إلى أداته المضادة: الاغتيال! لكن، يجب أن نرى هذا الاغتيال على حقيقته، ليس كعمل عسكري تكتيكي، بل كعمل "معرفي" يائس. إنه إستراتيجية "اقتل الشاهد"، التي لا تهدف إلى القضاء على فرد، بل إلى القضاء على "زاوية الرؤية" التي يمثلها، إطفاء النور لخلق فراغ معلوماتي، صندوق أسود تُرتكب فيه الفظائع دون أن يراها أحد. إنه اعتراف صريح ومذل بالهزيمة في ساحة النقاش، والإقرار بأنهم لا يستطيعون مواجهة الصورة، فيلجؤون إلى تدمير العين التي تلتقطها. لكن، من رحم هذا العنف وُلدت الأداة الثالثة، الأقوى على الإطلاق: "الوصية" كسلاح للخلود. لقد ارتكب القاتل خطأ إستراتيجيا قاتلا؛ لقد حوّل الشاهد إلى شهيد، والشاهد يمكن إسكاته، أما الشهيد فهو شخصية لا تموت، تتجاوز الزمان والمكان. وصية أنس الشريف المسجلة أصبحت "نصا مقدسا" في هذه المعركة الثقافية، منشورا لا يمكن حذفه، وصوتا لا يمكن خنقه. فعل القتل، الذي هدف إلى الإنهاء، أطلق عملية "بعث" للسردية على مستوى أوسع وأكثر ديمومة، محققا بعمله ذاك عكس ما أراده تماما. البعد التاريخي: أصداء إستراتيجية اليائسين إن إستراتيجية "اقتل الشاهد" ليست ابتداعا جديدا، بل هي علامة مسجلة تاريخيا للأنظمة التي تبدأ بفقدان شرعيتها وتوازنها… إنها صدى يتردد عبر تاريخ الصراعات المظلمة. في فيتنام، لم تكن الطائرات الأميركية تخشى شيئا قدر خشيتها من عدسات مصورين مثل "نيك أوت"، الذي التقط صورة الطفلة الهاربة من جحيم النابالم، وهي الصورة التي فعلت ما لم تفعله الجيوش في تغيير الرأي العام الأميركي. وفي حصار سراييفو، كان قناصة الصرب يتعمدون استهداف الصحفيين؛ لأن تقاريرهم كانت تجلب التعاطف الدولي، وتحشد الضغط السياسي. وفي نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، كانت كبرى المعارك هي معركة منع الكاميرات من توثيق حقيقة القمع. النمط ثابت وواضح: اللجوء إلى استهداف الصحفي هو العرض الأخير لمرض "الاستبداد المعرفي"، وهو يأتي دائما عندما يعجز النظام عن تبرير أفعاله، فيلجأ إلى منع توثيقها. إنه ليس علامة قوة، بل هو تشنج ضعف، واعتراف بأن الحقيقة التي يحملها هذا الصحفي أصبحت خطرا وجوديا على سردية الدولة بأكملها. ما يميز لحظة أنس الشريف هو أن هذا الفعل اليائس يحدث في عصر رقمي لا يرحم، حيث تتضاعف تداعيات قتل الشاهد بشكل لا نهائي. الطوفان الثقافي والسد المنهار وهنا، تتحول فكرة "الطوفان الثقافي" من كونها مجرد مفهوم نظري، لتصبح حقيقة ملموسة وهادرة يؤكدها القاتل بفعلته. هذا الطوفان ليس شيئا مجردا، بل هو النتيجة الحتمية والمباشرة لمحاولتهم اليائسة إخفاء الحقيقة. فالطوفان يتجسد واقعا في آلاف عمليات إعادة نشر وصية أنس الشريف، وفي ملايين التغريدات التي حولت اسمه إلى وسم عالمي، وفي وجوه المتظاهرين من طوكيو إلى نيويورك الذين رفعوا صورته. كل مقطع فيديو يحلل جريمته، وكل مقال يُكتب عن إرثه، وكل ناشط يحمل قصته.. كل شيء من ذلك هو قطرة في هذا الطوفان الذي أطلقوه بأيديهم. لقد ظنوا أنهم باغتيال الشاهد يبنون سدا من الصمت، لكن الصاروخ الذي قتله لم يكن حجرا في هذا السد، بل كان الديناميت الذي نسفه بالكامل، مُطلقا موجة عاتية من الوعي الجمعي والغضب الإنساني. إنهم لم يواجهوا الطوفان؛ بل إنهم، بفعلتهم هذه، من استدعوه وأثبتوا وجوده وقوته التي لا يمكن السيطرة عليها. الإفلاس الكامل لمعسكر الاحتلال إن اغتيال أنس الشريف ليس مجرد جريمة، بل هو شهادة إفلاس شاملة للمعسكر الذي ارتكبها، ويمكن تشريح هذا الإفلاس على ثلاثة مستويات: إعلان الإفلاس الأخلاقي: إن الانتقال من مرحلة التكذيب (اعتبار ما تقوله الجزيرة كذبا) إلى مرحلة الاغتيال المباشر، مع تبريره السخيف باتهام صحفي معروف بأنه "قائد خلية"، هو إعلان صريح بالتخلي عن آخر قناع أخلاقي، أو أي ادعاء بالانتماء إلى عالم يحترم القانون الدولي وحرية الصحافة. الإفلاس الإستراتيجي: على المدى الطويل، هذا الفعل هو انتحار إستراتيجي؛ فلقد حولوا صحفيا محترفا إلى أيقونة عالمية خالدة، لقد منحوا خصومهم رمزا لا يُقهر وقصة ملهمة ستتردد لعقود.. لقد حققوا خسارة إستراتيجية فادحة مقابل مكسب تكتيكي، يتمثل في إسكات صوت واحد ليوم واحد. الإفلاس السردي: وهذه هي النقطة الأهم.. عندما تلجأ إلى القوة الغاشمة لإسكات حامل القصة، فأنت تعترف بشكل قاطع بأن قصته كانت هي الحقيقة، وأنك لا تملك قصة مضادة مقنعة أو حجة فكرية تواجهها، لقد خسرت "حرب الأفكار" فلجأت إلى "حرب الأجسام". إنه الإفلاس المطلق في سوق الشرعية العالمية، وإعلان الهزيمة في معركة العقول والقلوب. أرادوا قتل الشاهد، فحوّلوه بجهلهم إلى "الدليل" نفسه؛ دليل أبدي، لا يمكن دحضه، على الجريمة وعلى إفلاس مرتكبها إرث الشاهد نعود من حيث بدأنا: وصية أنس الشريف.. لقد فهم بعمق قوانين المعركة الجديدة، فهم أن جسده "أداة" مؤقتة، لكن "الشهادة" كفعل يمكن أن تصبح إرثا خالدا. لم يكن مقتله نهاية سردية الحقيقة في غزة، بل كان الدليل الأكثر دموية وإقناعا على صحة كل حرف تم بثه من هناك. أرادوا قتل الشاهد، فحوّلوه بجهلهم إلى "الدليل" نفسه؛ دليل أبدي، لا يمكن دحضه، على الجريمة وعلى إفلاس مرتكبها. وهذا هو قانون الكون الأزلي، حيث يولد من رحم الظلم المطلق- وبشكل حتمي- الضوء الذي يكشفه ويهزمه.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
الرفاق الأربعة.. أصوات الحقيقة لا تموت
أعترف أنه نادرا ما اضطربت الكلمات عندما أردت كتابتها، أو ارتجفت عندما قررت تنظيم حروفها، فأنا أمام حكاية مجد قد لا يتكرر بسهولة، مجد نادر بطعم الصدق، والنضارة، والعنفوان الأصيل الغض والقوي.. أمام حكاية تتجدد. حكاية الأربعة، أنس الشريف ومحمد قريقع وإبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، هي حكاية الوجع الفلسطيني، وخريطته من مجدل كوكبا وديشوم بقضاء صفد حتى أم الرشراش جنوبا، مرورا بالجورة والمجدل وأسدود وعسقلان.. أمل العودة، وحكاية المسير الطويل، والعذاب. هب أنك، أيها الجلاد، قتلت أنس ومحمد وإبراهيم ومحمد، وطاردت عوائلهم، ومحوتهم كما محوت مئات العائلات من الجد السابع حتى الحفيد الرضيع، فهل ستُسكت الملايين حول العالم الذين باتوا يفهمون، ويدركون؟ حكاية الأربعة هي حكاية محاولة إسكات صوت الحق والحقيقة، الصوت الموجع الذي يؤلم الجلاد.. لماذا لا تزال الضحية قادرة على الحركة، وقادرة على الكلام؟ لماذا هي كذلك رغم أننا نطارد حناجرها الناطقة، وعيونها الكامنة خلف العدسات، محاولة اقتناص اللحظات، وتوثيق الجريمة؟ حكاية الأربعة هي حكاية استمرار استهداف الحق كلمة وصورة، وجعا وألما، حكاية إخلاء المسرح لما هو أشد وأنكى! ولكن، هل يمكن إسكات الحق؟ هل يمكن إخراس الذاكرة؟ هل يمكن حبسها عن الحديث والتذكر والاحتفاظ والاسترجاع؟ تقول بعض القصص إن الدماء البريئة الطاهرة لا تبتلعها الأرض، وسواء كان هذا صحيحا أم لا، فإن الثابت أن الأرض تحكي وتخبر وتدون، وستحكي، وهذا حتى قبل اليوم الآخر حين تخرج أثقالها، وتحدّث أخبارها، ويقول الإنسان: ما لها؟ قبل ذلك كله.. من قال إن الذاكرة تُمحى بسهولة؟ من قال إن الجذور يمكن اقتلاعها؟ من قال إن الناس تنسى؟ هب أنك، أيها الجلاد، قتلت أنس ومحمد وإبراهيم ومحمد، وطاردت عوائلهم، ومحوتهم كما محوت مئات العائلات من الجد السابع حتى الحفيد الرضيع، فهل ستُسكت الملايين حول العالم الذين باتوا يفهمون، ويدركون؟ هب أنك اقتلعت الأسر الغزيّة من أحيائها، ورميت بها إلى أقاصي الأرض، فهل سينسى الغزي أنه ابن غزة هاشم؟ هذه هي الحقيقة المرة.. يبدو أن الجلاد نسي تعلُّم الدرس القديم، إن ما قيل عن أن الكبار يموتون، والصغار ينسون، ثبت تماما فشله! فمن الذي نسي؟ الجلاد أم ضحيته الصامدة؟ الخلود لمن ارتقوا شهداء للأعالي، حيث ينتظرهم نهر بارق، ويرفرفون طيورا خضرا حيث شاؤوا في الوطن الأقدم، فإن لم يعودوا لمواطن آبائهم، فقد عادوا لمفهوم الوطن القدسي البعيد التجويع انتقلت صوره عبر الدنيا بسبب مصورين جريئين طاردهم الجلاد، وهاجمهم، وحاول تخويفهم فأخفق، فقرر تصفيتهم، ثم ماذا؟ قصة التجويع المروعة انتقلت عبر المايكات، نقلتها أصوات الحق فطاردها الجلاد وهاجمها وقتلها.. فكان ماذا؟ هب أننا نسينا، فهل سينسى الملايين الذين استيقظت فيهم الإنسانية، وتحركت بأصدق ما تكون الحركة لما سمعوا أصوات المراسلين تصدح بالأنين المكتوم خلف نقل الحقيقة كما هي؟ فلا داعي للوصف؛ فالواقع أسوأ من الخيال. 200 صحفي بين عشرات آلاف الشهداء ومئات آلاف الجرحى والمعاقين ليسوا أرقاما، بل لعنات ستطارد الجلاد، وتؤرق الطارئ، وتعذب المعتدي، وترهق ضمير الإنسانية. سيقول التاريخ دوما كلمته، سيبقى صاحب الحق ثابتا في أرضه، سيبقى صاحب القضية قابضا على جمرها. الخلود لمن ارتقوا شهداء للأعالي، حيث ينتظرهم نهر بارق، ويرفرفون طيورا خضرا حيث شاؤوا في الوطن الأقدم، فإن لم يعودوا لمواطن آبائهم، فقد عادوا لمفهوم الوطن القدسي البعيد. وعلينا أن نطلب من الله أن يرحمنا؛ فهو أعلم بما نقاسي في مواجهة مشاهد مهولة من القسوة، لا نجد معها للعيش طعما.