logo
من يُحرر الهلال من قبضة الفرد؟

من يُحرر الهلال من قبضة الفرد؟

سودارسمنذ 13 ساعات

عبدالعزيز المازري
من يُحرر الهلال من قبضة الفرد؟
اجتمع مجلس إدارة نادي الهلال مؤخرًا بمنزل رئيسه هشام السوباط في القاهرة ، وجاء البيان الختامي مليئًا بالكلمات، خاليًا من القرارات. غاب إبراهيم العليقي عن الاجتماع جسدًا، لكنه كان حاضرًا في كل سطر، ونافذًا في كل بند، حتى بدا كأن المجلس مجتمع لينفذ تعليمات الغائب، لا ليتخذ قرارات تمثل جماهير أكبر نادٍ في السودان.
تقرر تكليف القطاع الرياضي برفع تقرير شامل عن ملف الإحلال والإبدال، والمعارين، والتجمع، والموسم الجديد، وكأنّ المجلس يجهل أن مدير هذا القطاع هو العليقي نفسه!
كيف يُطلب من الرجل تقييم أدائه بنفسه؟ ومن يحاسب من إذا كانت اليد الآمرة هي ذاتها اليد التي تُنَفّذ وتُبرر وتُخطط؟
ليست هذه إدارة مؤسسية، بل استسلام إداري، يغذّي عقلية التفرد ويُكرّس ثقافة "الظل الطويل" داخل البيت الهلالي.
والمفارقة أن هذا التكليف جاء في غياب المدرب الحالي (الذي انتهى عمليًا)، وفي ظل خلافات مستمرة حول المدرب الجديد، وكأن الإحلال والإبدال سيتم عبر رؤى فردية، لا رؤية فنية واضحة، ولا لجنة فنية قائمة، ولا هيكل فني محترف.
ولكي نُنصف، نعم، اجتهد العليقي في بداياته، وساهم في التعاقدات وتطوير بعض الجوانب، لكن التجربة التي خاضها باتت اليوم عبئًا على الهلال لا ميزة.
فقد تكدّس الفريق ب(12) محترفًا دون أن يرى الجمهور هوية واضحة، بينما همّش اللاعب الوطني، وذهبت الأموال، وتعثرت البطولات، وتبددت الطموحات، والنتيجة: مشروع ضبابي لم يُثمر إنجازًا ولا ترك أثرًا.
وما يزيد المشهد قتامة هو غياب الشفافية.
لا أحد يعلم العائد المالي من هذا الكم الهائل من المحترفين.
لا توضيح لملف المعارين، ولا كشف للمشطوبين، ولا أرقام تُعرض على الرأي العام.
كأن الهلال تحوّل إلى مشروع خاص تُدار تفاصيله من خلف الأبواب المغلقة، بلا رقابة، بلا مساءلة، وبلا صوت للجماهير.
والمجلس؟
مجلس عاجز، مُكبّل، يتلقى القرارات ولا يصنعها، يتحرك في فلك رجل واحد، لا يملك الشجاعة لفرض التوازن، ولا الجرأة لفصل المناصب، ولا القدرة على استعادة المؤسسية.
بل إن الترشيحات الأخيرة للمدربين، وما صاحبها من سحب وتراجع وارتباك، أظهرت حجم التخبط.
مدرب يُرشّح صباحًا ويُسحب مساءً، ومصادر تتحدث عن "اعتراض العليقي" وكأن الرأي الفني لا يُمر إلا عبر توقيعه.
الهلال لا يُدار بهذه الطريقة، ولا يمكن أن يُختزل في اسم مهما كانت مكانته.
الهلال كيان جماهيري، يقوم على الشورى والتخصص، لا على الاجتهادات الفردية والعناد الإداري.
تجارب الإدارات السابقة، رغم عيوبها، احترمت قواعد المشاركة.
في عهد الأرباب، كان القرار جماعيًا.
وفي عهد البرير، ورغم الجدل، وُجدت لجان فاعلة.
حتى الكاردينال، الذي يُنتقد اليوم، شكّل لجانًا، وأشرك الكوادر.
أما في عهد الطيب عبد الله، فكان بيته نفسه لجنة فنية مفتوحة.
فما الذي تغير؟
ومن الذي أقنع نفسه أن الهلال يُدار من غرفة واحدة، برأي واحد، وعقل واحد؟
والأدهى من ذلك، أن بعض الجماهير باتت تردد للأسف أن "الهلال هو العليقي"، ولا ترى بديلاً، ولا تقبل نقدًا أو محاسبة، وكأن الهلال عجز أن ينهض إلا من خلال رجل واحد!
والدليل على هذا التوهّم، أن حتى الأمين العام للنادي خرج بتصريح غريب، لم يتحدث فيه عن ملفات النادي أو أولويات المرحلة، بل أكد فقط "بقاء العليقي"!
كأن كل ما يهم في الهلال اليوم هو تثبيت هذا الاسم، لا تصحيح المسار.
إن كان العليقي يريد أن يخدم الهلال حقًا، فعليه أن ينسحب من الملف الفني، ويكتفي بدوره كنائب رئيس، دون أن يجمع كل المناصب في يده.
وإن كانت للرئيس السوباط رغبة في إنقاذ ناديه، فعليه أن يفرض التخصص، ويفصل الملفات، ويُنهي عهد تغوّل الشخص على المؤسسة.
الهلال لا يحتاج إلى مموّل، بل إلى مجلس يفهم أن النادي ملك جماهيره، لا ملك أفراده.
ولا يحتاج إلى مدير يُمسك بكل المفاتيح، بل إلى رؤية جماعية، وأداء شفاف، ومحاسبة لا تستثني أحدًا.

**كلمات حرة:**
* من اجتهد يُشكر… ومن فشل يُحاسب.
* لا أحد فوق المحاسبة في الهلال، لا مالك ولا مسؤول.
* من ضيّع صوت الجماهير، ضيّع البركة، وضيّع الطريق.
* القرار في الهلال يجب أن يُولد من شورى، لا من عقل رجلٍ واحد.
**كلمة حرة:**
*من ظنّ أن الهلال لا ينهض إلا بظل العليقي… فقد اختزل الشمس في شمعة!*

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بتوصية من إنزاغي أوغلو مطلب هلالي
بتوصية من إنزاغي أوغلو مطلب هلالي

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

بتوصية من إنزاغي أوغلو مطلب هلالي

ذكرت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية أن مدرب الهلال سيموني إنزاغي طالب إدارة ناديه بالتعاقد مع التركي هاكان تشالهان أوغلو، الذي يلعب في إنتر ميلان، وذلك عقب مشاركة الفريق بطولة كأس العالم للأندية 2025. ووفقًا لما ورد، فإن المدرب الإيطالي لا يُريد تفويت فرصة ضم أوغلو إلى مشروعه الجديد مع الهلال، حيث يرى إنزاغي صاحب الـ49 عامًا أن نجم إنتر ميلان سيساعد على تحسين أداء فريقه الجديد. وأوضحت "موندو ديبورتيفو": "مدرب الهلال الجديد مُلِمٌّ بأداء أوغلو وأهميته في منظومة الفريق. تحت قيادته في إنتر، أصبح اللاعب التركي المُنظِّم الرئيس للفريق الميلاني، ومحورًا أساسيًا في توزيع اللعب وإيقاع المباريات". وجاء في ختام التقرير: "إنتر ميلان لن يرفض صفقة أوغلو، التي يمكن أن تُدرّ عليه إيراداتٍ كبيرة، وعلاوة على ذلك، سيسمح هذا الرحيل للنادي الإيطالي ببدء عملية تجديد خط وسط الفريق". وتعاقد إنتر ميلان مع اللاعب قادمًا من ميلان، في صفقة انتقال حر صيف العام 2021، ويرتبط أوغلو البالغ من العمر 31 عامًا بعقد مع إنتر ميلان إلى غاية يونيو 2027، علمًا أن قيمته السوقية الحالية تبلغ 35 مليون يورو، استنادًا لبيانات موقع "ترانسفير ماركت". ومنذ حضوره إلى إنتر ميلان، لعب أوغلو 182 مباراة عبر كل المسابقات، وتمكن من هز الشباك 38 مرة، مع تقديمه 32 تمريرة حاسمة، حاصدًا لقب الدوري الإيطالي، وكأس إيطاليا مرتين، وكأس السوبر 3 مرات، علمًا أن اللاعب لديه على الصعيد الدولي 97 مباراة برفقة المنتخب التركي، سجل خلالها 21 هدفًا وصنع 15. وخلال الأيام الماضية، لم يستطع الهلال ضم لاعبين أجانب في فترة القيد الاستثنائية الممنوحة للأندية المشاركة في مونديال الأندية (من 1 إلى 10 يونيو الجاري)، ويُنتظر أن يقوم النادي العاصمي بتعاقداته الصيفية بعد نهاية مشاركته في العُرس العالمي، الذي تحتضنه الولايات المتحدة الأمريكية حاليا.

ماذا ننتظر من الهلال؟
ماذا ننتظر من الهلال؟

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

ماذا ننتظر من الهلال؟

يستهل الهلال مشواره العالمي بمواجهة المرجعية الأولى في عالم كرة القدم النادي الأعظم على الإطلاق ريال مدريد الإسباني، الهلال الذي كانت جماهيره تعد العدة لهذا اللقاء وتردد بأن هنالك «دين» يجب أن يسترد ذهب وحيداً، فبعد أن كانت الآمال معقودة على نسر نيجيريا وابن البرتغال المتوج بالذهب مؤخراً وقطار فرنسا الذي لايستطيع أحد الوقوف أمامه ذهب الهلال بنفس الأسماء التي عانت الأمرين في الموسم المنصرم.. مقاتلين بجراح غائرة يحاولون كتابة المجد. وعلى الرغم من ذلك فإن اسم الهلال وكبرياءه بقيادة الثوري الإيطالي في عالم التدريب سيموني إنزاغي قادرون على صناعة التاريخ والذهاب بعيداً في المحفل العالمي. آمال كبيرة تعقدها جماهير الهلال على نجوم الفريق ويرى البعض أن ماحصل للفريق مجرد كبوة جواد.. الحمل كبير جداً ولكن سالم الدوسري ورفاقه قادرون على الظهور بشكل مشرف في هذه التظاهرة العالمية. فالهلال عودنا دائماً مهما كانت الظروف ومهما كثرت المصاعب سأجد لي مكاناً في القمة.. إن مشاركة الهلال في هذه البطولة المستحدثة بالنظام الجديد والمتابعة عالمياً بشكل كبير ستعكس واقع الكرة السعودية وما تعيشه من تطور وزخم كبير وكل مانرجوه أن نرى الهلال كما عودنا دائماً، الفريق الذي لا يجلب سوى المجد. ختاماً: أتمنى أن يكون هناك عمل كبير على الجانب النفسي والمعنوي فبالطبع كان ميتروفيتش وسافيتش ونيفيز يشاهدون الإدارة وهي تستميت من أجل التعاقد مع أوسيمين وبرونو وثيو!

عصفالهلال.. أن تربح أكثر!
عصفالهلال.. أن تربح أكثر!

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

عصفالهلال.. أن تربح أكثر!

حين تحدث المدرب الهولندي لويس فان خال قبل أيام عن مانشستر يونايتد قائلاً: "النادي لم يعد كروياً، بل تجارياً"، لم تكن مجرد كلمات عابرة؛ بل كانت تشخيصاً دقيقاً لمسار انحداري بدأ منذ استحواذ عائلة غلايزر الأمريكية على النادي في عام 2005، وتحول جذرياً بعد رحيل السير أليكس فيرجسون عام 2013؛ ليصبح مانشستر يونايتد منذ ذلك الحين أكثر اهتماماً بالإيرادات والرعايات والجولات التسويقية، على حساب بناء فريق قوي ينافس داخل الملعب. هذا النموذج بات اليوم يُخشى أن يتكرر مع الهلال السعودي؛ فمنذ أن أصبح النادي تحت مظلة صندوق الاستثمارات العامة في 2023، شهدنا تحولاً كبيراً في طريقة إدارته، وبدا الهلال الذي كان يُدار لعقود بشغف جماهيري، وولاء للبطولات وكأنه يُدار بعقلية استثمارية، تهدف إلى تعظيم قيمة العلامة التجارية، والانضباط المالي، والانشغال بالتسويق والأسواق، حتى لو كان الثمن هو التباطؤ في اتخاذ قرارات كروية حاسمة!. أقرب مثال على ذلك ما حدث ويحدث منذ الصيف الماضي، حين عجزت إدارة الهلال عن دعم صفوف الفريق ورفع جودة بعض مراكزه التي اتفق الجميع على ضعفها، واكتفت بصفقتي مواليد وبديل لسعود عبدالحميد، ورغم مشاركة الفريق المرتقبة في بطولة كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة لم تُبرم الإدارة أي صفقة نوعية توحي بأنَّ الفريق لا يزال يدار بعقلية الهلال وعقيدة الهلاليين (أن تفرح أكثر)؛ بل يدار بعقلية وعقيدة جديدة عنوانها: (أن تربح أكثر)!. التحوّل نحو 'نموذج مانشستر يونايتد' لا يكون فجأة، بل يبدأ تدريجياً: أولاً بتغليب الاعتبارات التجارية، ثم بتراجع الأولويات الرياضية، وأخيراً بفقدان الهوية داخل الملعب، والهلال اليوم أمام لحظة فاصلة: إما أن يوازن بين طموحه الاستثماري وتاريخه الكروي العريق، أو يجد نفسه بعد سنوات نادياً قوياً في السوق .. وضعيفاً في البطولات!. في الماضي، كان الهلال لا يترك ثغرة دون ترميم، ولا يستسلم في سوق الانتقالات؛ أما الآن فالمشهد يُدار بعقلية تجارية متأخرة في قراءة الواقع الفني للفريق، تميل للانضباط المالي والعوائد الاستثمارية أكثر من شغف الانتصار، وما قاله فان خال عن مانشستر يونايتد يمكن إسقاطه على الهلال اليوم، حين تتحول الأندية من مؤسسات كروية إلى علامات تجارية، يصبح الفوز وسيلة لا غاية، وتُدار الصفقات بعيون المدراء الماليين لا عقول المدربين!. الهلال لا يزال نادياً عظيماً، ويملك كل المقومات للهيمنة المحلية والقارية والعالمية؛ لكنه بحاجة لتذكير داخلي: أن العراقة لا تُسوّق فقط، بل تُجدد على أرضية الميدان، وأنَّ الهلال ليس ولن يكون مجرد شركة، بل هو كيان يُفترض أن يُدار بالعقل، دون أن يُنسى فيه القلب!. الهلال ليس بحاجة إلى حملة دعائية، بل إلى مشروع رياضي صلب يُكتب في أول وأهم بنوده وقواعده أنَّ العلامات التجارية القوية تُبنى بالإنجازات، لا بالإعلانات!. قصف ** وذهب الهلال إلى أكبر محفل عالمي للأندية منذ اختراع كرة القدم كما أراد له البعض أن يذهب.. وحيدًا!. ** ورددت جماهير الهلال: "يا أزرق.. معاك الله"!. ** إذا كان اختيار انزاغي يهدف لبدء مشروع بناء طويل تتحقق أهدافه على المدى البعيد فقد أخطأ صاحب القرار في اختيار الزمان والمكان؛ فالهلال مثل سور الصين العظيم، لا يُعاد بناؤه؛ بل يُكتفى بترميمه وتحسينه وصيانته وتجميله والحفاظ عليه!. ** جماهير الهلال لن تحتمل موسمًا كارثيًا آخر؛ حتى لو كان ذلك تحت مبرر البناء!. ** تسمع نحيبهم حتى تكاد تشفق عليهم؛ وتشاهد صرفهم وإنفاقهم وهدرهم المالي فتشفق على بقية الأندية!.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store