logo
معاريف: عملية خان يونس تكشف انهيار الجيش الإسرائيلي واستنزاف جنوده

معاريف: عملية خان يونس تكشف انهيار الجيش الإسرائيلي واستنزاف جنوده

الجزيرةمنذ 4 ساعات

قال آفي أشكنازي المراسل العسكري لصحيفة معاريف إن الجيش الإسرائيلي وصل إلى حافة الانهيار في غزة، وإن استمرار الحرب لم يعد يحتمل، ووجه دعوة واضحة لإنهاء ما أسماها الحرب العبثية وتفادي ثمن أكبر قد تدفعه إسرائيل قريبا.
جاء ذلك في مقال كتبه تعليقا على الفيديو الذي بثته قناة الجزيرة للعملية المركبة التي نفذتها كتائب القسام الذراع المسلحة لحركة حماس في خان يونس وأدت إلى مقتل 7 من الجنود حسب اعتراف جيش الاحتلال.
يصف المراسل العسكري الحادثة بأنها تشكّل علامة بارزة على حالة الانهيار المنهجي التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي بعد نحو عامين من الحرب، مقابل قيادة سياسية تبدو منفصلة تمامًا عن الواقع وتفتقر إلى أي تصور حقيقي لنهاية هذه الحرب.
تقشعر لها الأبدان
ويذكر أشكنازي، في مقاله، أن الحادثة تمثل "إغفالا خطيرًا يؤثر على أعلى مستوى في الدولة"، من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى وزير الدفاع يسرائيل كاتس، مرورًا برئيس الأركان الجديد الجنرال إيال زمير ونائبه اللواء تامير ياداي وقائد المنطقة الجنوبية اللواء يانيف أسور.
ويضيف أن مشاهد الفيديو الذي بثته الجزيرة للهجوم الذي تسلق فيه مقاتل فلسطيني مدرعة عسكرية من طراز "بوما" -وهي مركبة عسكرية قديمة كان يُفترض إخراجها من الخدمة منذ عقود- وألقى داخلها عبوة ناسفة، "تقشعر لها الأبدان". ويضيف "هذا دليل على فشل فاضح في إعداد القوة البرية وتجهيزها بالوسائل التي تتلاءم مع ساحات القتال المعاصرة، بدءًا من أنظمة الحماية والمراقبة وانتهاءً بالبنية التحتية التشغيلية".
ويشير أشكنازي إلى أن الإخفاق في خان يونس ليس حادثًا معزولا، بل نتيجة سلسلة طويلة من الإهمال، وأن المأساة تجسّد فشلًا مركبًا "في إعداد القوة، وفي تزويدها بالمعدات، وفي الاستخدام التكتيكي لها، إلى جانب الإرهاق غير المسبوق الذي يعاني منه الجنود بعد نحو عامين من القتال".
ويؤكد أشكنازي أن الجيش الإسرائيلي "في ورطة عميقة" في قطاع غزة، ويواجه "فشلًا عسكريا وسياسيا مستمرًا بعد 629 يومًا من القتال".
كما يرى أن الجيش الإسرائيلي "استُنفد بالكامل"، ويضيف "لقد دخلنا جباليا عدة مرات، وسوّينا بيت حانون، وغزونا رفح أكثر من مرة، ودمرنا معظم أحياء خان يونس. نعمل اليوم بأربع فرق عسكرية، تستخدم أغلب الوحدات النظامية".
وبحسب المراسل العسكري، فإن الفرقتين 143 و162 توجدان في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومعهما لواء جفعاتي ولواء 401 وعشرات الوحدات الأخرى، كلهم يعانون من تآكل جسدي ونفسي واضح، ينعكس في أخطاء تشغيلية وانخفاض الحدة القتالية وتراجع الانضباط وتدهور مستوى الاحتراف العسكري.
كما يشير إلى تآكل المعدات القتالية، من دبابات ومدرعات وطائرات، إلى حد لم يعد الجيش قادرًا فيه على الحفاظ على جودة القتال المطلوبة.
إخفاق "عربات جدعون"
يرى أشكنازي أن "المشكلة الكبرى هي أن القيادة السياسية لا تعرف إلى أين تريد الذهاب في غزة". فالعملية المسماة " عربات جدعون" لم تحقق أهدافها، والجيش عالق في مستنقع استنزاف مستمر. في حين أن الجنود، الاحتياطيون منهم والنظاميون، يعيشون حالة إنهاك شديد، ويحلم كثير منهم بالتقاعد والالتحاق بوظائف خارج البلاد.
ويسخر أشكنازي من نتنياهو وكاتس بأنهما "منفصلان عن الواقع" بالقول "يتصرفان كما لو أنهما في حملة انتخابية على منشطات، ولا يتعاملان بمسؤولية وطنية حقيقية. إنهما لا يريان حالة الجيش، ولا يدركان عبثية استمرار الحرب."
ويضيف "نرسل الجنود للقتال في المواقع نفسه مرة بعد أخرى، فقط من أجل الحفاظ على استقرار التحالف السياسي ولإرضاء بن غفير وسموتريتش، اللذين يرفضان دفع ثمن الإفراج عن الرهائن. بل إن بن غفير تفاخر بأنه أحبط عدة صفقات لتبادل الأسرى".
ويختتم أشكنازي بأن على رئيس الأركان إيال زمير أن يعرض أمام القيادة السياسية "صورة واقعية لحالة الجيش ولتكاليف الاستمرار في حرب بلا هدف". ويؤكد أن النصر على إيران، إن حصل، لا يغيّر من حقيقة أن إسرائيل"تعيش أزمة عميقة في قطاع غزة، عسكرية وأخلاقية وإستراتيجية، لا ترى القيادة أنها تنهار أمام عيوننا".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

موقع موندويس: زهران ممداني يثبت أن إسرائيل "نمر من ورق"
موقع موندويس: زهران ممداني يثبت أن إسرائيل "نمر من ورق"

الجزيرة

timeمنذ 20 دقائق

  • الجزيرة

موقع موندويس: زهران ممداني يثبت أن إسرائيل "نمر من ورق"

ألقى موقع موندويس الأميركي الضوء على فوز السياسي المسلم زهران ممداني بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات عمدة نيويورك ، وما يعنيه ذلك بالنسبة لنفوذ إسرائيل وموقعها المركزي في السياسة الأميركية. وقال المستشار السياسي بيتر فيلد في حديث للموقع إن فوز ممداني المؤيد لفلسطين والذي اتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة "أثبت أن الصهيونية نمر من ورق في السياسة الديمقراطية". وأوضح فيلد أن ممداني أثبت أخيرا أن استخدام الفزاعات لدعم إسرائيل لم يعد يجدي نفعا، "بل سأذهب أبعد من ذلك وأقول إن الصهيونية قد ماتت الآن في الحزب الديمقراطي". في السياق نفسه، قال الكاتب عبد الجواد عمر في مقال بالموقع إن انتصار ممداني في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية على شخصية بحجم أندرو كومو المدعوم إسرائيليا وما يرمز إليه من الاستمرارية المؤسسية وقوة العائلات السياسية في الولايات المتحدة، ليس مجرد حدث انتخابي، بل هو منعطف تاريخي لفلسطين في السياسة الأميركية. فهذا الفوز يعكس "التململ المتزايد من دور إسرائيل في الحياة الأميركية وانهيار الصهيونية تدريجيا تحت وطأة أثقالها". "فلسطين لم تعد من المحظورات" ويمضي عمر ليقول إن فلسطين التي لطالما كانت من القضايا المشحونة في السياسة الأميركية لم تعد تصعق أولئك الذي يتجاسرون على الخوض فيها. ويوضح في الوقت نفسه أن ممداني لم يقدم نفسه معارضا شرسا للصهيونية بل أدار حملة انتخابية محسوبة حاول خلالها ألا يتراجع عن دعمه لفلسطين وأن يبدد أيضا هواجس وشكوك الناخبين الصهاينة الليبراليين. لكن حتى هذا الوضع يراه الكاتب تحولا في الأفق السياسي الأميركي، إذ لم تعد فلسطين من المحظورات السياسية، بل قضية يمكن الخوض فيها والاختلاف حولها. وقد بزغ نجم ممداني (33 عاما) ليهز المؤسسة الديمقراطية بفوزه على أندرو كومو الاسم المعروف الذي ينتمي إلى عائلة مرموقة في تاريخ الحزب الديمقراطي، والذي كان حاكما لولاية نيويورك. وكان لافتا نجاح ممداني من اكتساح منافسه -في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي التي جرت الثلاثاء- في مدينة يمثل اليهود الأميركيون قطاعا كبيرا من سكانها، رغم جهره بمواقف مؤيدة لفلسطين ومنتقدة لإسرائيل. وجاء هذا الفوز رغم جهود مجموعات ضغط بارزة مثل أيباك لضخ أموال للدعاية المناوئة له ووقوف كبرى صحف المدينة ضده والإصرار في كل مناظرة ومقابلة على أن يوضح موقفه تجاه إسرائيل.

القسام تعلن قنص جندي إسرائيلي وعائلات قتلى كمين سابق يشعرون بالصدمة
القسام تعلن قنص جندي إسرائيلي وعائلات قتلى كمين سابق يشعرون بالصدمة

الجزيرة

timeمنذ 30 دقائق

  • الجزيرة

القسام تعلن قنص جندي إسرائيلي وعائلات قتلى كمين سابق يشعرون بالصدمة

أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مقاتليها شرق حي الشجاعية، بمدينة غزة، قنصوا جنديا إسرائيليا قرب "تلة المنطار" الاثنين الماضي. وفي شرق جباليا، شمالي القطاع، أكدت القسام تدمير دبابتي "ميركافا"، وناقلة جند، وجرافة دي 9 عسكرية، بعبوات أرضية شديدة الانفجار معدة مسبقا، يوم الجمعة الماضي (20 يونيو/حزيران الجاري). من جانبها بثت سرايا القدس -الجناح العسكري ل حركة الجهاد الإسلامي – مشاهد لتفجير حقل ألغام في رتل عسكري إسرائيلي شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة في 12 يونيو/حزيران الجاري ضمن سلسلة عمليات " حجارة داود" التي تنفذها فصائل المقاومة منذ فترة. وأظهرت المشاهد قيام منفذي الهجوم بتجهيز وتشريك منطقة العملية -التي كانت مفتوحة- بما قالت إنها عبوات ثاقب الخرقية، التي تم تفجيرها في 3 آليات إسرائيلية فور عودتها للمكان. وتواصل فصائل المقاومة نشر عمليات استهداف آليات وجنود إسرائيليين وقعت في وقت سابق من الشهر الجاري وأدت لمقتل 20 بينهم ضباط وإصابة آخرين، وفق الإعلام الإسرائيلي. وأمس الأربعاء، نشرت الجزيرة مشاهد حصلت عليها للكمين الذي نفذته كتائب القسام ضد ناقلتي جند إسرائيليتين. وهي العملية التي أسفرت عن مقتل ضابط و6 جنود وإصابة عدد كبير من الجنود بسبب عجز الجيش عن إطفاء النار التي اشتعلت في ناقلة جند بعدما ألصق بها أحد المقاتلين عبوة ناسفة. وتم استدعاء قوات إطفاء عسكرية إلى المكان، وبذلت جهودا لإطفاء الناقلة المشتعلة، لكنها لم تتمكن من فعل شيء كما قالت إذاعة جيش الاحتلال. كما تم إحضار جرافة من نوع "دي 9" (D9) إلى الموقع وغطت الناقلة بالرمال في محاولة لإطفائها، لكن كل محاولات الإطفاء باءت بالفشل. وإزاء ذلك، تم اتخاذ قرار في الميدان بسحب ناقلة الجنود وهي لا تزال مشتعلة، وبالفعل تم جرها أولا إلى شارع صلاح الدين في خان يونس، ومن هناك إلى خارج قطاع غزة، بينما كان العسكريون السبعة لا يزالون بداخلها. ووفقا لإذاعة جيش الاحتلال، فلم يتم إطفاء ناقلة الجند إلا بعد وصولها إلى داخل إسرائيل، بينما تم استدعاء قوات إنقاذ ومروحيات إلى المكان، لكن لم يبقَ أحد من الجنود على قيد الحياة، ولم يكن هناك من يمكن إنقاذه من العربة العسكرية المحترقة. وتعليقا على الحادث، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ضابط كبير بالجيش أن مشاهد كمين القسام في خان يونس مخزية ولا تضفي احتراما للجيش الإسرائيلي. انتقادات واتهامات بالإهمال وتصاعدت عمليات استهداف الآليات الإسرائيلية في مدينة خان يونس خلال الأيام الماضية رغم الانتشار الإسرائيلي الكثيف بالمنطقة، وهو ما أثار انتقادات كبيرة في إسرائيل. ونقلت اليوم صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن بيان لأهالي الجنود الذين قتلوا في كمين خان يونس قولهم إن أبناءهم كانوا ضحايا إهمال جسيم، وإنهم يشعرون بالصدمة والهلع من التهور الذي انكشف في الحادث الخطير والمروع. وأضاف البيان أن هذا الحادث كان من الممكن تفاديه، ومن غير المعقول أن تكون الكتيبة التي ينتمي إليها الجنود القتلى هي الوحيدة في الجيش الإسرائيلي التي لا تزال تستخدم معدات قديمة ومعيبة وعاجزة. كما أن المركبات التي يتنقل بها جنود فرقة المشاة 605 في ساحة المعركة غير مجهزة بكاميرات بزاوية 360 درجة من جميع الجوانب، بينما تحتوي المركبات العسكرية الأخرى بما فيها المركبات المدنية العادية على تلك المعدات الأساسية. وقد تظاهرت عائلات الأسرى الإسرائيليين في مدينة تل أبيب، وطالبت بوقف الحرب في غزة، والتوصل إلى اتفاق يفضي إلى الإفراج عن جميع الأسرى في قطاع غزة. وقال والد أحد الأسرى الإسرائيليين في غزة، إنه حان الوقت للمساعدة الأميركية في إطلاق الرهائن، كما حدث في يناير/كانون الثاني الماضي. وقال المتظاهرون إنه لا مبرر لاستمرار الحرب، لا سيما أن إيران ووكلاءها هزموا في الحرب، ودعوا الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتدخل المباشر من أجل إنهائها.

لماذا اعتمدت إيران على أسلحتها القديمة في ضرب إسرائيل؟
لماذا اعتمدت إيران على أسلحتها القديمة في ضرب إسرائيل؟

الجزيرة

timeمنذ 30 دقائق

  • الجزيرة

لماذا اعتمدت إيران على أسلحتها القديمة في ضرب إسرائيل؟

طهران – منذ بدء إسرائيل حربها الشاملة ضد إيران فجر الجمعة 13 يونيو/حزيران الجاري، أطلقت طهران مئات الصواريخ في أولى موجات ردها، لكن سرعان ما بدأ عددها يتراجع تدريجيا، مما أثار تساؤلات بشأن ما إذا كانت إيران قد غيّرت إستراتيجيتها العسكرية، خاصة مع تأكيد مؤسساتها العسكرية استخدام نماذج من الجيل القديم في تلك الضربات الصاروخية. وفي هذا السياق، كشف رئيس دائرة التوجيه العقائدي والسياسي في القيادة العامة للقوات المسلحة الإيرانية علي سعيدي، أن بلاده اعتمدت على صواريخ قديمة في هجماتها الأخيرة على إسرائيل، مؤكدا -في تصريح نقلته وكالة تسنيم المقربة من الحرس الثوري – أن إدخال أسلحة متطورة إلى ساحة المواجهة "سيجعل الكيان الصهيوني يدرك الحجم الحقيقي لقوة الجمهورية الإسلامية". وفي حين تتحدث طهران عن امتلاكها مئات "المدن الصاروخية" المدفونة في أعماق الأرض، طرح تصريح سعيدي تساؤلات حول ما إذا كانت إيران تعاني بالفعل من نقص في الذخائر الحديثة بعد ضرب مستودعاتها الإستراتيجية كما تقول إسرائيل، أم إن طهران تتعمد استنزاف الدفاعات الإسرائيلية بصواريخ قديمة وتحتفظ بالأجيال الأحدث لجولات لاحقة من الصراع. تكتيك استنزاف من ناحيته، فسّر المستشار السابق للوفد الإيراني المفاوض محمد مرندي اعتماد بلاده على صواريخ قديمة بأنه جزء من إستراتيجية محسوبة لتقليل الكلفة واستنزاف دفاعات إسرائيل. وفي منشور له على منصة "إكس"، كتب مرندي "معظم الصواريخ التي استخدمتها إيران عمرها بين 20 و30 عاما، لكن لاحظوا الصاروخ الحديث الذي أصاب حيفا وتسبب بانقطاع الكهرباء. انتظروا قليلا، فعندما تنفد الصواريخ القديمة ستصبح الأمور أكثر إثارة بالنسبة لهذا النظام المجرم قاتل الأطفال". ويوحي حديث مرندي بأن إيران تتبع سياسة الرد التدريجي وتحتفظ بما هو أكثر تدميرا لجولات مقبلة من المواجهة، في إطار إدارة محسوبة للصراع، قائمة على مزيج من الإرباك والاستنزاف. ما الجدوى؟ ورغم أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين توحي بأن ما جرى حتى الآن لا يمثل سوى "قمة جبل الجليد" من ترسانة إيران الصاروخية، تساءلت دوائر سياسية في طهران عن جدوى استخدام هذا الكم من الصواريخ القديمة، في حين تمتلك البلاد ترسانة حديثة ومتطورة؟ وفي تفسير لذلك، تقول الباحثة في الشؤون العسكرية إلميرا بابائي إن الاستخدام الإيراني للصواريخ لا يخضع فقط لمعياري المدى أو القدرة التفجيرية، بل يأتي في إطار "رقعة شطرنج إستراتيجية" تعتمد على خلط النماذج القديمة بالجديدة لإرباك العدو. وفي مقال لها بموقع "ألفبا خبر"، توضح بابائي أن إيران تهدف من خلال هذا التكتيك إلى استنزاف الدفاعات الجوية الإسرائيلية التي تعتمد أنظمة مكلفة مثل " القبة الحديدية" و" ثاد" و" آرو"، حيث يمكن أن تتراوح تكلفة كل صاروخ اعتراض بين 50 ألفا و3 ملايين دولار. وبذلك، فإن استخدام صواريخ من المخزونات القديمة يجبر إسرائيل على استنزاف مواردها الدفاعية بمردود مالي ونفسي مرتفع لطهران. هشاشة في الصمود وتشير تقديرات غربية -وفق بابائي- إلى أن قدرة إسرائيل على مقاومة كثافة الضربات الصاروخية الإيرانية قد لا تتجاوز 7 إلى 10 أيام، وقد تمتد إلى 15 يوما في حال الحصول على دعم فوري من الجيش الأميركي وقواعده في المنطقة، وتضيف أن "هذه القدرة تبدو هشة للغاية في مواجهة وابل من الصواريخ ينطلق من إيران ومجموعات المقاومة في لبنان وسوريا والعراق". وترى بابائي أن هذا النهج يخدم هدفا مزدوجا، من جهة، استنزاف الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ومن جهة أخرى، تضليل العدو بشأن الحجم الحقيقي للترسانة الإيرانية، وبالتالي عندما تبدأ طهران باستخدام صواريخها الأحدث، تكون إسرائيل قد فقدت قدراتها الفاعلة على التصدي. واعتمدت إيران، حسب المقال، على مبدأ "إشباع دفاعات العدو" من خلال إطلاق كميات هائلة من الصواريخ الرخيصة، لإجبار المنظومة الدفاعية على العمل بأقصى طاقتها، ما يؤدي إلى إنهاكها اقتصاديا وتشغيليا. كما يسمح هذا التكتيك لبعض الصواريخ باختراق طبقات الدفاع وتدمير أهداف حساسة، مما يفاقم الضغط على متخذي القرار في الجانب الإسرائيلي. وتخلص بابائي إلى أن طهران نفذت هجمات مركبة، من خلال توزيع الأجيال المختلفة من الصواريخ بشكل مدروس، لتكون بذلك قد وجّهت ضربة ذكية وغير مكلفة، تمهّد الطريق لضربات أكثر قسوة إذا تطلبت المواجهة ذلك. حماية وتضليل وفي وقت تتسابق فيه الدول الكبرى لتوظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير منظومات التسلح، تشير الكاتبة إلى أن إطلاق الصواريخ الحديثة قد يعرض بصماتها التقنية لخطر الرصد أو الاختراق، لذلك، فإن استخدام النماذج القديمة يوفر -وفق منظور إيراني- تغطية تكتيكية تمنع إسرائيل من فهم كامل القدرات الإيرانية. وبالإضافة إلى تلك الحسابات، يرى مراقبون إيرانيون أن بث صور لصواريخ قديمة وهي تضرب أهدافا في عمق تل أبيب، يحمل رسائل رمزية تهدف إلى تفكيك أسطورة "الجيش الذي لا يقهر"، وفضح هشاشة الدفاعات الإسرائيلية، لا سيما أن تلك الصواريخ لا تكلف إيران شيئا يُذكَر، في مقابل خسائر نفسية وسياسية جسيمة "للعدو".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store