
طرابلس المتمسكة بـ«الهدنة»: هدوء حذر.. وإشارات تصعيد محتمل
على الرغم من هدوء أمني نسبي يسود العاصمة طرابلس، يواكب خطة أمنية يشرف عليها المجلس الرئاسي، فإن تصريحات صدرت أخيرا عن رئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» عبدالحميد الدبيبة، إلى جانب ما أعلنته لجنة مشكلة من قِبل المجلس البلدي لطرابلس المركز، أعطى انطباعا واسعا لمتابعين بأن العاصمة مقبلة (فيما يبدو) على جولة أخرى من التصعيد العسكري بين قوى مسلحة موالية لـ«الدبيبة» وأخرى مناهضة له، وتحديدا ما تعرف بـ«قوة الردع» بقيادة عبدالرؤوف كارة.
ولم تحصل لجنة التواصل التابعة لـ«بلدي طرابلس المركز» على «أي تأكيدات رسمية أو التزامات واضحة من الأطراف المتنازعة بشأن وقف الاقتتال في طرابلس، وهو ما يُبقي العاصمة تحت تهديد حقيقي، ويُقوّض فرص استقرارها»، وفق بيان عن نتائج أعمالها صدر أمس السبت، بل قال أحد أعضائها على نحو واضح: «العاصمة على صفيح ساخن».
الدبيبة وإنهاء التشكيلات المسلحة
وبدا واضحا لمتابعين للشأن الليبي مخاطر هذا التصعيد في تصريح الدبيبة خلال لقائه السفير البريطاني لدى ليبيا مارتن لونغدن، الأسبوع الماضي، الذي تحدث خلاله عن التزام حكومته بـ«فرض النظام، وإنهاء كل التشكيلات الخارجة عن القانون».
كما رصد متابعون باهتمام إشارات نوايا محتملة لدى حكومة الوحدة لخوض جولة أخرى من التصعيد، حين قال رئيسها باللهجة الدارجة: «اللي فات الحمد لله على سلامتنا واللي جاي ربي يسلم، والمكان لا يتسع لاثنين، ولا بد من الاحتكاك»، وذلك ضمن اجتماع أمني بمقر وزارة الداخلية يوم الأربعاء الماضي.
ترتيبات أمنية في طرابلس
وتختبر العاصمة الليبية طرابلس ترتيبات أمنية جديدة، تواكبت مع هدنة «هشة» توافقت عليها السلطات الأمنية والسياسية، لاستعادة الاستقرار. في منتصف شهر مايو، قرّر الدبيبة تفكيك «جميع الميليشيات» التي تتقاسم النفوذ في طرابلس، والتي اتهمها بأنها أصبحت «أقوى من الدولة»، ما أدى إلى اندلاع قتال في وسط المدينة، أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، بحسب الأمم المتحدة.
واندلعت المواجهات الأولى في العاصمة طرابلس في مايو الماضي، في أعقاب مقتل القيادي البارز عبدالغني الككلي، المعروف باسم «غنيوة»، رئيس جهاز الدعم والاستقرار، وهي جماعة مسلحة متمركزة في أبوسليم (القطاع الجنوبي من طرابلس)، وبات لها نفوذ في قطاعات اقتصادية رئيسية. وفي اليوم التالي، اندلعت معارك منفصلة أكثر عنفا بين قوات حكومة الوحدة الوطنية وقوات الردع، وهي مجموعة أخرى شديدة النفوذ تسيطر على شرق العاصمة والمطار وأكبر سجون العاصمة.
وبعد وساطات محلية ودولية، أقرت السلطات في طرابلس خطة ميدانية للترتيبات الأمنية في العاصمة «تشمل نشر 186 تمركزًا أمنيًا جديدًا في المواقع التي كانت تشغلها التشكيلات المسلحة سابقًا بالمدينة».
تساؤلات عن التشكيلات المسلحة في مصراتة
بيد أن تصريحات رئيس حكومة الوحدة، الأسبوع الماضي، أثارت قلق مراقبين بتصعيد جديد بين قوات حكومية موالية للدبيبة وبين «قوة الردع»، من بينهم المحلل السياسي جعفر الحشاني الذي قال إنها «خطيرة سواء كانت بشكل مباشر أم لا، ومن شأنها هذه المرة أن تعيد العاصمة للمربع الأول، وستكون عواقبها وخيمة».
وتساءل الحشاني: «لماذا لا نرى الدبيبة يتحدث عن تفكيك ميليشيات القوة المشتركة بإلى جانب كافة المسميات الأخرى؟!». وقال: «بعدما أنفق المليارات من رزق الشعب على الميليشيات يريد تصفيتهم الآن».
وراهنًا، ينتشر 186 تمركزًا أمنيًا جديدًا في المواقع التي كانت تشغلها التشكيلات المسلحة سابقًا بالعاصمة طرابلس، وفقما أعلن مدير الأمن اللواء خليل هيبة، علما بأن رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي سبق أن أصدر قراراً بتشكيل «قوة أمنية عسكرية مشتركة»، تشرف عليها مديرية أمن طرابلس، للعمل على حماية العاصمة.
تتكون هذه القوة من قوى وتشكيلات رسمية وشبه رسمية، وهي: اللواء «444 قتال»، واللواء «52 مشاة»، و«المنطقة العسكرية الساحل الغربي»، وجهاز « الردع»، وجهاز «دعم مديريات الأمن بالمناطق»، بالإضافة إلى جهاز «الأمن العام والتمركزات الأمنية».
صمت «الردع»
وعلى الرغم من التصريحات التي تخرج عن معسكر الدبيبة بشأن «استعادة هيبة الدولة»، فإن جهاز «الردع»، خصمه في شرق العاصمة طرابلس، يؤثر الصمت، مكتفيا بما أقدم عليه من سحب قواته إلى سابق تمركزاتها.
ولم يكسر هذا الصمت من قِبل «الردع» سوى بإعلان «تمكّنه من ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة»، وهي ما رأه محللون محاولة لإثبات قوة نفوذ وسيطرة على منطقة تمركزه في سوق الجمعة بالعاصمة طرابلس.
ولم يخل المشهد الأمني، الأسبوع الماضي، من بعض التوترات المحدودة، منها إقفال الطريق وحرق الإطارات من قِبل جماهير نادي الأهلي طرابس عند كوبري الدرن بالعاصمة طرابلس، بعد حرق حافلة تابعة لهم، وهو ما ربطه مراقبون باحتقان لدى مؤيدي قائد ما يُعرف بميليشيا «دعم الاستقرار»، التي كان يقودها عبدالغني الككلي (غنيوة)، الذي كان يشغل منصب الرئيس الشرفي للنادي.
كما شهدت العاصمة طرابلس أيضا اقتحام الوزير الموقوف طارق أبوفليقة مقر وزارة الموارد المائية في باب بن غشير، ومعه «قوة عسكرية» أغلقت الشوارع المحيطة بمبنى الوزارة،
نشاط أميركي
وكان ملحوظا أن الولايات المتحدة لم تكن بمنأى عن هذا المشهد، إذ جرى رصد نشاط مكثف لسلاح الجو الأميركي في أجواء وسط البحر المتوسط، ولا سيما قبالة السواحل الليبية، ضمن مهام استخباراتية واستطلاعية تؤكد استمرار الاهتمام الاستراتيجي الأميركي بالمنطقة، حسبما كشف موقع «إيتاميل رادار» الإيطالي، المتخصص في تتبُّع حركة الطيران العسكري.
وتتنازع على السلطة في ليبيا حكومتان: الأولى «الوحدة الوطنية» الموقتة برئاسة عبدالحميد الدبيبة، وتتخذ من العاصمة طرابلس مقراً لها، والثانية مكلفة من البرلمان، برئاسة أسامة حماد وتدير المنطقة الشرقية وبعض مدن الجنوب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 2 ساعات
- الوسط
شاهد: الدبيبة يتابع سير امتحانات الثانوية العامة
تابع رئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» عبدالحميد الدبيبة، اليوم الأحد، سير عملية امتحانات إتمام شهادة مرحلة التعليم الثانوي من داخل المركز الوطني للامتحانات. وبثت منصة «حكومتنا» تسجيلا مصورا للقاء الدبيبة وزير التربية والتعليم المكلف علي العابد، ومدير المركز الوطني للامتحانات أحمد مسعود، وعددا من المسؤولين الحكوميين. وبدأ نحو 128 ألفا و307 طلاب وطالبات أداء امتحانات شهادة إتمام التعليم الثانوي في عموم ليبيا، صباح اليوم الأحد. وشرع طلاب القسم العلمي والأدبي بالداخل في أداء الامتحانات بمادة اللغة الإنجليزية، بينما بدأها طلاب التعليم الثانوي الديني بمادة القرآن الكريم وأحكام التلاوة، وفق جداول الامتحانات الصادرة عن وزارة التربية والتعليم بحكومة «الوحدة الوطنية الموقتة». عدد طلاب القسمين العلمي والأدبي في الثانوية العامة يبلغ عدد طلاب القسم العلمي 103 آلاف و166 طالبا وطالبة، والقسم الأدبي 24 ألفا و509 طلاب وطالبات، بينما يبلغ عدد طلاب التعليم الديني 524 طالبا وطالبة، بحسب أرقام نشرتها الوزارة. وسيؤدي الطلاب امتحاناتهم في 8554 قاعة امتحانية ضمن 871 لجنة امتحانية. أما فيما يخص المدارس الليبية في الخارج، فقد بدأ طلاب القسم الأدبي الاختبارات بمادة الجغرافيا، والقسم العلمي بالفيزياء. ودعا وزير التّربية والتّعليم المُكلّف بحكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» الطلاب الممتحنين إلى «التّحلّي بالجد والاجتهاد وتنظيم الوقت، والتّركيز على المذاكرة، والابتعاد عن الغِش»، مشيدا بـ«مراقبي التّربية والتّعليم في البلديات، ولجان الإشراف على الامتحانات، لجهودهم المخلصة في تنظيم سير الامتحانات بالشكل المأمول». وقد أعادت وزارة التربية والتعليم نشر مقتطفات من لائحة تنظيم شؤونها بشأن مخالفات نظم الامتحانات، بينها الغش، وإضاعة كراسة إجابة التلميذ بعد تسلّمها، والتخلف عن أعمال الامتحانات. ومن المقرر أن تستمر الامتحانات، سواء بالنسبة للداخل أو الخارج، وكذلك التعليم الديني، حتى العاشر من يوليو المقبل.


عين ليبيا
منذ 2 ساعات
- عين ليبيا
«الدبيبة» يتابع سير امتحانات التعليم الثانوي
تابع رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، اليوم الأحد، سير عملية امتحانات إتمام شهادة مرحلة التعليم الثانوي من داخل المركز الوطني للامتحانات. وتأتي هذه المتابعة ضمن جهود حكومة الوحدة الوطنية لضمان سير الامتحانات بشكل سلس ووفق المعايير المحددة. وكانت انطلقت صباح اليوم الأحد، الامتحانات النهائية لشهادة إتمام مرحلة التعليم الثانوي للعام الدراسي 2024-2025، حيث يتقدم لها 128,307 طالب وطالبة في جميع أنحاء البلاد. ويؤدي 103,166 طالبًا وطالبة في القسم العلمي، و24,592 في القسم الأدبي، امتحان مادة اللغة الإنجليزية اليوم. بينما يخوض 542 طالبًا وطالبة في التعليم الديني امتحان مادة القرآن الكريم وأحكام التلاوة.


الوسط
منذ 4 ساعات
- الوسط
طرابلس المتمسكة بـ«الهدنة»: هدوء حذر.. وإشارات تصعيد محتمل
على الرغم من هدوء أمني نسبي يسود العاصمة طرابلس، يواكب خطة أمنية يشرف عليها المجلس الرئاسي، فإن تصريحات صدرت أخيرا عن رئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» عبدالحميد الدبيبة، إلى جانب ما أعلنته لجنة مشكلة من قِبل المجلس البلدي لطرابلس المركز، أعطى انطباعا واسعا لمتابعين بأن العاصمة مقبلة (فيما يبدو) على جولة أخرى من التصعيد العسكري بين قوى مسلحة موالية لـ«الدبيبة» وأخرى مناهضة له، وتحديدا ما تعرف بـ«قوة الردع» بقيادة عبدالرؤوف كارة. ولم تحصل لجنة التواصل التابعة لـ«بلدي طرابلس المركز» على «أي تأكيدات رسمية أو التزامات واضحة من الأطراف المتنازعة بشأن وقف الاقتتال في طرابلس، وهو ما يُبقي العاصمة تحت تهديد حقيقي، ويُقوّض فرص استقرارها»، وفق بيان عن نتائج أعمالها صدر أمس السبت، بل قال أحد أعضائها على نحو واضح: «العاصمة على صفيح ساخن». الدبيبة وإنهاء التشكيلات المسلحة وبدا واضحا لمتابعين للشأن الليبي مخاطر هذا التصعيد في تصريح الدبيبة خلال لقائه السفير البريطاني لدى ليبيا مارتن لونغدن، الأسبوع الماضي، الذي تحدث خلاله عن التزام حكومته بـ«فرض النظام، وإنهاء كل التشكيلات الخارجة عن القانون». كما رصد متابعون باهتمام إشارات نوايا محتملة لدى حكومة الوحدة لخوض جولة أخرى من التصعيد، حين قال رئيسها باللهجة الدارجة: «اللي فات الحمد لله على سلامتنا واللي جاي ربي يسلم، والمكان لا يتسع لاثنين، ولا بد من الاحتكاك»، وذلك ضمن اجتماع أمني بمقر وزارة الداخلية يوم الأربعاء الماضي. ترتيبات أمنية في طرابلس وتختبر العاصمة الليبية طرابلس ترتيبات أمنية جديدة، تواكبت مع هدنة «هشة» توافقت عليها السلطات الأمنية والسياسية، لاستعادة الاستقرار. في منتصف شهر مايو، قرّر الدبيبة تفكيك «جميع الميليشيات» التي تتقاسم النفوذ في طرابلس، والتي اتهمها بأنها أصبحت «أقوى من الدولة»، ما أدى إلى اندلاع قتال في وسط المدينة، أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، بحسب الأمم المتحدة. واندلعت المواجهات الأولى في العاصمة طرابلس في مايو الماضي، في أعقاب مقتل القيادي البارز عبدالغني الككلي، المعروف باسم «غنيوة»، رئيس جهاز الدعم والاستقرار، وهي جماعة مسلحة متمركزة في أبوسليم (القطاع الجنوبي من طرابلس)، وبات لها نفوذ في قطاعات اقتصادية رئيسية. وفي اليوم التالي، اندلعت معارك منفصلة أكثر عنفا بين قوات حكومة الوحدة الوطنية وقوات الردع، وهي مجموعة أخرى شديدة النفوذ تسيطر على شرق العاصمة والمطار وأكبر سجون العاصمة. وبعد وساطات محلية ودولية، أقرت السلطات في طرابلس خطة ميدانية للترتيبات الأمنية في العاصمة «تشمل نشر 186 تمركزًا أمنيًا جديدًا في المواقع التي كانت تشغلها التشكيلات المسلحة سابقًا بالمدينة». تساؤلات عن التشكيلات المسلحة في مصراتة بيد أن تصريحات رئيس حكومة الوحدة، الأسبوع الماضي، أثارت قلق مراقبين بتصعيد جديد بين قوات حكومية موالية للدبيبة وبين «قوة الردع»، من بينهم المحلل السياسي جعفر الحشاني الذي قال إنها «خطيرة سواء كانت بشكل مباشر أم لا، ومن شأنها هذه المرة أن تعيد العاصمة للمربع الأول، وستكون عواقبها وخيمة». وتساءل الحشاني: «لماذا لا نرى الدبيبة يتحدث عن تفكيك ميليشيات القوة المشتركة بإلى جانب كافة المسميات الأخرى؟!». وقال: «بعدما أنفق المليارات من رزق الشعب على الميليشيات يريد تصفيتهم الآن». وراهنًا، ينتشر 186 تمركزًا أمنيًا جديدًا في المواقع التي كانت تشغلها التشكيلات المسلحة سابقًا بالعاصمة طرابلس، وفقما أعلن مدير الأمن اللواء خليل هيبة، علما بأن رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي سبق أن أصدر قراراً بتشكيل «قوة أمنية عسكرية مشتركة»، تشرف عليها مديرية أمن طرابلس، للعمل على حماية العاصمة. تتكون هذه القوة من قوى وتشكيلات رسمية وشبه رسمية، وهي: اللواء «444 قتال»، واللواء «52 مشاة»، و«المنطقة العسكرية الساحل الغربي»، وجهاز « الردع»، وجهاز «دعم مديريات الأمن بالمناطق»، بالإضافة إلى جهاز «الأمن العام والتمركزات الأمنية». صمت «الردع» وعلى الرغم من التصريحات التي تخرج عن معسكر الدبيبة بشأن «استعادة هيبة الدولة»، فإن جهاز «الردع»، خصمه في شرق العاصمة طرابلس، يؤثر الصمت، مكتفيا بما أقدم عليه من سحب قواته إلى سابق تمركزاتها. ولم يكسر هذا الصمت من قِبل «الردع» سوى بإعلان «تمكّنه من ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة»، وهي ما رأه محللون محاولة لإثبات قوة نفوذ وسيطرة على منطقة تمركزه في سوق الجمعة بالعاصمة طرابلس. ولم يخل المشهد الأمني، الأسبوع الماضي، من بعض التوترات المحدودة، منها إقفال الطريق وحرق الإطارات من قِبل جماهير نادي الأهلي طرابس عند كوبري الدرن بالعاصمة طرابلس، بعد حرق حافلة تابعة لهم، وهو ما ربطه مراقبون باحتقان لدى مؤيدي قائد ما يُعرف بميليشيا «دعم الاستقرار»، التي كان يقودها عبدالغني الككلي (غنيوة)، الذي كان يشغل منصب الرئيس الشرفي للنادي. كما شهدت العاصمة طرابلس أيضا اقتحام الوزير الموقوف طارق أبوفليقة مقر وزارة الموارد المائية في باب بن غشير، ومعه «قوة عسكرية» أغلقت الشوارع المحيطة بمبنى الوزارة، نشاط أميركي وكان ملحوظا أن الولايات المتحدة لم تكن بمنأى عن هذا المشهد، إذ جرى رصد نشاط مكثف لسلاح الجو الأميركي في أجواء وسط البحر المتوسط، ولا سيما قبالة السواحل الليبية، ضمن مهام استخباراتية واستطلاعية تؤكد استمرار الاهتمام الاستراتيجي الأميركي بالمنطقة، حسبما كشف موقع «إيتاميل رادار» الإيطالي، المتخصص في تتبُّع حركة الطيران العسكري. وتتنازع على السلطة في ليبيا حكومتان: الأولى «الوحدة الوطنية» الموقتة برئاسة عبدالحميد الدبيبة، وتتخذ من العاصمة طرابلس مقراً لها، والثانية مكلفة من البرلمان، برئاسة أسامة حماد وتدير المنطقة الشرقية وبعض مدن الجنوب.