logo
فاطمة ناصر تكشف عن التقاليد التونسية في عيد الأضحى من العيدية إلى العصيدة

فاطمة ناصر تكشف عن التقاليد التونسية في عيد الأضحى من العيدية إلى العصيدة

مجلة سيدتيمنذ 21 ساعات

يختلف الاحتفال ب عيد الأضحى من بلد إلى آخر؛ إذ تتميز كل دولة بعاداتها وتقاليدها الخاصة، سواء في ما يتعلق بالأطعمة، أو الزينة، أو الطقوس الدينية والاجتماعية، وفي تونس ، يحمل العيد طابعاً خاصاً، وهو ما أكدته الفنانة التونسية فاطمة ناصر ، التي تحدثت عن خصوصية هذه المناسبة في بلدها، كما استعرضت ذكرياتها المرتبطة بعيد الأضحى، الذي يعد من أهم المناسبات الدينية لدى المسلمين في مختلف أنحاء العالم.
زحام غير مقبول
وقالت فاطمة ناصر إنها في طفولتها كانت شخصية خجولة لا تحب الزحام، وكانت تشعر بالتوتر من كثرة التجمعات، وهو ما جعلها لا تستمتع كثيراً بيوم العيد في صغرها، لكنها أشارت إلى أن الأجواء العائلية كانت تمنح العيد طابعاً خاصاً؛ إذ كانت العائلة كلها تجتمع في منزل الجدة، وتقام طقوس ذبح الأضحية ، ويتشارك الجميع وجبة الغداء وسط أجواء مليئة بالمودة والدفء، وقالت إن علاقتها بالعيد تغيرت مع مرور السنوات، فقد كانت تعتبره مرهقاً في طفولتها بسبب كثرة الزوار والحركة المستمرة، لكنها مع التقدم في العمر بدأت تدرك قيمته، وتشتاق لتلك الأجواء التي وصفتها بالجميلة والمليئة بالحنين.
View this post on Instagram
A post shared by Fatma Nasser (@fatmanasserofficial)
قد يهمك أيضاً: ما هي فرحة العيد للأطفال؟
أطباق تونسية
وأضافت أن من أبرز طقوس اليوم الثاني في عيد الأضحى ب تونس ، تناول طبق تقليدي يعرف بـ"عصيدة بالقلاية" ، وهو طبق يحضر من نشا الأرز، ويعد من الأكلات الأصيلة في المطبخ التونسي ، على الرغم من وجوده في بعض الدول الأخرى.
وعن أبرز ما يميز عيد الأضحى في تونس، قالت فاطمة إن أكثر ما يلفت انتباهها هو رائحة الشواء التي تملأ الشوارع خلال أيام العيد، مشيرة إلى أن الأجواء في تونس خلال هذه المناسبة تكون نابضة بالحياة، حتى وإن لم تغادر منزلها، فإن الروائح والأصوات تشعرها بجو العيد بكل تفاصيله.
كما بينت أنها أحياناً تفضل قضاء العيد خارج تونس، وهو ما اعتادت عليه خلال إقامتها في مصر ، موضحة أن قضاء العيد خارج العاصمة يمنحها نوعاً من الراحة النفسية والاستجمام، لكنها أكدت أن هذا العام ستقضيه في تونس، إلى جانب عائلتها.
View this post on Instagram
A post shared by Fatma Nasser (@fatmanasserofficial)
العيدية والملابس الجديدة
وفيما يتعلق بالعيدية، قالت فاطمة إن هذا التقليد موجود في تونس، مشيرة إلى أن أكبر عيدية حصلت عليها كانت من والدتها، التي تعتبرها من أكثر الأشخاص كرماً، وأضافت أن اللباس الجديد كان دائماً أكثر أهمية لديها من العيدية، وكانت تحرص على اختيار ملابسها بنفسها، وهو ما يمنحها شعوراً بالبهجة والانتماء الفني.
وأشارت أيضاً إلى أنها كانت تحرص على ادخار العيدية، كما كانت تقدمها للزوار الذين يأتون لتهنئتها بالعيد، موضحة أن أكبر عيدية منحتها لأحد كانت بقيمة 100 دولار ، واعتبرت أن العيدية تمثل رمزاً للكرم والمحبة، أكثر من كونها قيمة مادية.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مهرجان «ترايبيكا» يصرُّ على عروض مستقلّة ومتنوّعة
مهرجان «ترايبيكا» يصرُّ على عروض مستقلّة ومتنوّعة

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق الأوسط

مهرجان «ترايبيكا» يصرُّ على عروض مستقلّة ومتنوّعة

بُعيد كارثة 11 سبتمبر (أيلول) 2001، قرَّر 3 أشخاص يعيشون بنيويورك ويعملون فيها، إقامة مهرجان تأكيداً على أنّ مدينة الفنّ والمجتمع والاقتصاد لن تقع تحت وطأة ذلك الهجوم الإرهابي. بعد عام، انطلقت الدورة الأولى من مهرجان «ترايبيكا». الثلاثة هم: روبرت دنيرو، وجين روسينثال، وكريغ هاكوف. ووفق أرشيف المهرجان، أكّدت الخطوة الأولى من النجاح فوراً استمراره. 150 ألف مُشاهد دعموا تلك الخطوة في العام الأول، وارتفع الرقم إلى 300 ألف في العام التالي. لعب اسم روبرت دنيرو دوراً في ذلك النجاح. هو ابن نيويورك، ومثَّل في أفلام دارت فيها، إلى جانب أنه نجم سطع على الشاشة منذ مطلع السبعينات (بعد بداية تعود إلى أواخر الستينات)، بالإضافة إلى أنه موقع ثقة في الوسطَيْن الثقافي والفنّي. نجاح المهرجان دفعه إلى شراء الصالة في العام التالي، وما تلا ذلك كان نجاحاً مطرداً إلى هذا العام، باستثناء إلغاء واحد عام 2020 بسبب وباء «كورونا». مقارنات «ترايبيكا» (والاسم لمنطقة مثلَّثة تقع في مانهاتن وتضمّ 3 شوارع رئيسية) ليس المهرجان السينمائي الوحيد في نيويورك. هناك 21 مهرجاناً آخر في أرجاء المدينة، من بينها اثنان يُحسب لهما حساب مُستحَق: «مهرجان نيويورك الدولي» و«مخرجون جدد/ أفلام جديدة»؛ وكلاهما سبق «ترايبيكا» بعقود. أسألُ الناقدة النيويوركية لوفيا غياركي عمّا إذا كانت تعتقد أنّ مهرجان «ترايبيكا» سحب بساط الشهرة من المهرجانَيْن المنافسَيْن إلى الأبد، فتردّ: «لا شك في أنه أصبح الأكبر شهرة وحجماً، لكنّ الفارق ليس كبيراً كما قد تعتقد. هناك جمهور كبير يؤمّ المهرجانَيْن الآخرَيْن». تضيف: «ثمة مزايا للمهرجانَيْن الآخرَيْن يمكن وضعها في الميزان، أهمها أنّ صغر حجمهما نسبياً يعمل لمصلحتهما. هناك جمهور غفير لـ(مهرجان نيويورك) أيضاً، لكن يؤمّ صالات محدّدة. (ترايبيكا) أقرب مهرجاناتنا شبهاً بمهرجان (كان)». سبق لي حضور «مهرجان نيويورك» في مطلع الثمانينات، ثم عدت إليه قبل 12 عاماً. أمّا «مخرجون جدد/ أفلام جديدة»، فلم يُتح لي حضوره سوى مرّة، عام 2006. وما تقوله الناقدة هو ما استشففته من قبل، ويبدو أنهما لا يزالان في الموقع عينه، باستثناء أنّ «مهرجان نيويورك» باتت له صلة أقوى من «ترايبيكا» بجوائز «الأوسكار»؛ إذ يعرض بعض ما يتوجَّه لاحقاً لدخول الترشيحات. ستيف زان وابنته أودري في «هي ترقص»... (ترايبيكا) اهتمام «ترايبيكا» موجَّه نحو الأفلام المستقلّة، وهو بذلك ينضمّ إلى مهرجان «صندانس» في جبال ولاية يوتا (سينتقل إلى جبال ولاية كولورادو عام 2027) الذي نفض عنه غبار التأسيس الممثل روبرت ردفورد. بالمقارنة، يُمثّل «صندانس» (انطلق عام 1978) السينما المستقلّة على نحو رسمي فعّال، بانياً شهرته على أنه الملجأ الأميركي لها. سابقاً، كان يتخصّص بالأفلام المصنوعة في أميركا، لكنه، ومنذ أكثر من 10 سنوات، وسَّع دائرة عروضه وجوائزه ليشمل أفلاماً من كل الدول. موسيقى وغناء فيلم الافتتاح لدورة مهرجان «ترايبيكا» هذا العام (تمتد من 6 حتى 14 يونيو/ حزيران الحالي) هو «بيلي جويل: وهكذا تمضي». هو ليس فيلماً نموذجياً للسينما المستقلّة؛ إذ إنه من إنتاج «إتش بي أو»، لكنه يفي بغرض بداية عروض المهرجان بفيلم عن فنان غنائي مشهور (بيلي جويل) جاذب لجمهور غفير مؤلَّف بنسبته الكبيرة من الذين عاصروه ونسبة مماثلة مِمَّن رغبوا في التعرُّف إليه. الفيلم تسجيلي طويل (أكثر من ساعتين ونصف ساعة)، وهو جزء أول من فيلمَيْن، ينطلق من مطلع السبعينات ويتوقّف عند نهاية الثمانينات؛ وهي مرحلة نشطة وغزيرة لفنانين منفردين (كما لِفِرَقٍ أميركية عدّة في المرحلة عينها)، على أن يأتي الجزء الثاني ليغطّي التسعينات وما بعدها. هو عن تلك البدايات، وتلك العلاقات، واللقاءات، والنجاحات الأولى. مغنّي «روك آند رول» حديث، غرف من نهر الغناء الأميركي الجارف في تلك المرحلة، ونجح بفضل حُسن اختياراته وأغنياته. يمنحنا الفيلم صورة بانورامية خلال تلك المدة، وبعض ما يعرضه من مَشاهد غنائية (بالأبيض والأسود والألوان، وفق الوثائقيات المتوفّرة) لم يُشاهَد من قبل في أي فيلم سابق عليه. تلاه عرض عمل آخر عن شخصية غنائية سطعت في الثمانينات وبعض السنوات اللاحقة. إنه «بوي جورج والنادي الثقافي» لأليسون وود. يتناول الفيلم التسجيلي أيضاً تلك الرحلة التي خاضها المغنّي بين فنّه الغنائي والمظاهر الاجتماعية والاستعراضية التي اشتهر بها. على عكس الفيلم السابق، «بوي جورج والنادي الثقافي» يخدم الرغبة في توظيف الشخصية لنجاح جديد، قد لا يُتوَّج بنجاح من الوزن نفسه. درامياً، عرض المهرجان في يومه الثاني فيلماً ثالثاً ينتمي إلى الموسيقى، ولو من صنف بعيد عن السيرة الشخصية. إنه «هي ترقص» لريك غوميز. المنتج والممثل الأول فيه، ستيف زان، شارك المخرج في كتابة السيناريو، وأسند بطولته النسائية إلى ابنته الفعلية أودري زان. دراما رقيقة، ولديها قدر كافٍ من القدرة على إثارة الإعجاب من خلال صدق معالجة شخصياتها. التباعُد بين الأب وابنته يخلق مشكلة بينهما، لكن المشكلة اللاحقة هي أننا سنجدهما يعملان معاً لتفوز ابنته (اسمها «جوستين» في الفيلم) باستعراضها الراقص.

ماري سليمان... الصوت العائد من الزمن الجميل
ماري سليمان... الصوت العائد من الزمن الجميل

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق الأوسط

ماري سليمان... الصوت العائد من الزمن الجميل

أن تُصادفَ إعلاناً عن حفلٍ للمطربة ماري سليمان سيجعلك تظنّ أن الزمن عاد بك 20 سنة إلى الوراء. سرعان ما تنظر إلى تاريخ الحفل لتتأكد من ألّا التِباس في الأمر، فتجد أن الفنانة اللبنانية ضربت موعداً مع جمهورها في 5 يوليو (تموز) 2025. على خشبة مسرح «كازينو لبنان» تطلّ نجمة التسعينات الشهر المقبل، بعد قرابة عقدَين من الغياب عن الإصدارات والحفلات. «اشتقت للناس وهم اشتاقوا إليّ. سأغنّي لهم ما أحبّوا من أعمالي»، تخبر ماري سليمان «الشرق الأوسط» بعد صمتٍ إعلاميٍ طويل. A post shared by Casino du Liban (@casinoduliban) «لما الحب بتشعل نارو»، «ده مكاني مش مكانها»، «في عينيك بدوّر»، «نجوم الضهر»، «بكرا منشوف»... عودةٌ إلى الأغاني الرومانسية التي حفرت في الذاكرة الموسيقية العربية. ستنهل سليمان من أرشيفها المتنوّع لتغنّي في الليلة المنتظرة، لكن هذا لا يعني أن الشهية ليست مفتوحة على الأعمال الجديدة: «أنا في طور الاستماع إلى أكثر من أغنية لانتقاء واحدة أصدرها صيفاً، كما ستكون لي حفلاتٌ أخرى خلال الصيف أيضاً». لا رجعة إذن في قرار عودة ماري سليمان إلى الساحة الغنائية. لكن ما الذي دفعها إلى الانكفاء كل تلك السنوات، ولماذا قررت التواري وهي في عزّ توهّجها؟ لا تستفيض كثيراً في شرح الأسباب. تكتفي بالقول إن سبب الابتعاد لم يكن شخصياً، لكنه «كان أقوى من شغفي بالفن». توضح: «شعرتُ حينها بأنّ ثمة تنازلات كثيرة يجب تقديمها على المستويين الفني والشخصي. كما أن الاستمرار في المجال كان رهن شبكةٍ من العلاقات التي لم أتآلف معها، فأنا إنسانة تحب أن تصون كرامتها إلى أقصى حدود». أطفأت ماري سليمان الأضواء من حولها بملء إرادتها وهي تؤكد أنها لم تندم يوماً على قرارها ذاك. «أهم ما فعلت خلال سنوات الغياب أنني استثمرت في إرادتي القوية، وهي حصّنتني ضد ضعفي أمام الفن الذي يجري في عروقي». تؤكد أنها لم تتخبط في صراع الرغبة بالعودة إلى الضوء، فهي لم تُصَب يوماً بحروقه، حتى عندما كانت لصيقةً به. أدركت منذ البداية أن أضواء الشهرة مخادعة وزائلة، لذلك فهي أمضت السنوات الفائتة في تحقيق حلمها بأن تكون «تيتا» وتهتم بأحفادها. ماري سليمان في إطلالة نادرة خلال حفل تكريمي (صور الفنانة) إلى جانب اهتماماتها العائلية، لم تتوقف المطربة يوماً عن تدريب صوتها، وهي اليوم تكثّف التمارين قبيل الحفل الذي تتولّى إنتاجه شخصياً. تستعدّ للإطلالة المقبلة بمزيجٍ من الرهبة والفرح، أما اللمسات الجمالية والتقنية والتسويقية فيضعها ابنُها المخرج أنطوان سليمان. تبوح بأنّ الأخير كان أحد أهم المفاتيح في اتخاذها قرار العودة: «سؤال أنطوان الدائم لي عن سبب غيابي الطويل في وقتٍ ما زلت قادرة على الغناء، شجّعني على التفكير ملياً بالموضوع». تتابع: «شعرت بأنني قسوت على نفسي بهذا البُعد. والآن بلغت مرحلة من القوة والنضج والاستقلالية والوضوح الفكري تتيح لي دخول الساحة بثقة». إلى جانب تأثّرها بإلحاح ابنها، أصغت ماري سليمان إلى الناس الذين كلما التقتهم في الأماكن العامة عاتبوها على الغياب وطالبوها بالعودة. كان لجمهورها صوتٌ وازن: «أشعر بشوقهم لي وهذا ما شجّعني أكثر على العودة إلى الساحة الفنية وتقديم الأغاني الراقية التي اعتادوا عليها مني. فكّرت أنه طالما صحتي جيدة وصوتي ما زال بألف خير، ليس عدلاً أن أحرم جمهوري من هذه السعادة». صحيح أن الجيل الصاعد لم يتعرف على ماري سليمان ولم يحفظ أغانيها، غير أن ذلك لم يحُل دون تحوّل أغنية «بكرا منشوف» الصادرة عام 2006 إلى «ترند» على منصة «تيك توك» قبل مدّة. تنظر بإيجابية إلى وسائل التواصل الاجتماعي «التي تقرّب المسافات بين الفنان والمتلقّي، وتعرّف الجيل الجديد على ما فاتهم من أعمالٍ قديمة». في مفكّرة ماري سليمان انطلق العدّ العكسي للعودة الكبيرة. في 5 يوليو ستُعيد الفنانة عقارب الساعة إلى الوراء. على خشبة كازينو لبنان، ستتذكّر تلك الشابةَ التي وقفت على مسرح «ستوديو الفن» قبل 4 عقود مؤديةً «في يوم وليلة» وحاصدةً المرتبة الأولى عن فئة الأغنية الكلاسيكية. ونزولاً عند رغبة جمهورها المشتاق، ستستحضر الكبار الذين تعاونت معهم خلال مسيرتها فصنعت معهم نجاحاتها؛ من ملحم بركات، إلى مروان خوري، مروراً بفيلمون وهبي، وجورج جرداق، وشاكر الموجي، وبهاء الدين محمد، وحسن أبو السعود، وغيرهم من صنّاع الأغنية العربية الخالدة.

راجح داود: موسيقى أفلام الأكشن والكوميديا لا تناسبني
راجح داود: موسيقى أفلام الأكشن والكوميديا لا تناسبني

الشرق الأوسط

timeمنذ 4 ساعات

  • الشرق الأوسط

راجح داود: موسيقى أفلام الأكشن والكوميديا لا تناسبني

قال الموسيقار المصري راجح داود، المشرف على «مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية» إن إعادة تقديم أوبريت «البروكة» كاملاً للمرة الأولى يأتي في إطار مشروع ثقافي لإحياء أعمال سيد درويش وتقديمها بشكل يليق بتراثه ويعيد الاعتبار لهذا الإرث الفني، الذي ظل لفترات طويلة حبيس الإهمال والتجزئة، مؤكداً أن هذا المشروع يخضع لتحضيرات معقدة بدأت منذ وقت مبكر، نظراً لطبيعة العمل الاستعراضية والموسيقية، وحاجته إلى تجهيزات مسرحية دقيقة. وأضاف داود في حواره لـ«الشرق الأوسط» أنه «على الرغم من تميز الأوبريت على المستوى الفني وصلاحيته للتقديم طوال الوقت، فإنه لم يكن يقدم كاملاً، لكن هذه المرة تمت الاستعانة بأوركسترا وممثلين وعازفين ومطربين». لافتاً إلى أنها المرة الأولى التي يُقدم فيها العرض كاملاً بمدينة الإسكندرية مسقط رأس «فنان الشعب» سيد درويش. يواصل داود العمل على إنتاج أوبريت «البروكة» لسيد درويش (حسابه على «فيسبوك») وتُعدّ «البروكة» من العروض الكوميدية المأخوذة عن الأدب الفرنسي، وتروي قصة فتاة كلما وُجدت في مكان حلَّ الخير والرخاء على أهله، وسط مفارقات كثيرة، ومَشاهد متنوّعة يتضمّنها العرض عبر فصوله الثلاثة. أوضح داود أن اختيار «البروكة» تحديداً جاء لرغبتهم في إعادة تقديم أحد الأعمال المتميزة التي قدمها سيد درويش خلال مسيرته الفنية، إذ تبيّن أن هذا الأوبريت لم يقدم كاملاً على أي مسرح مصري، على حد تعبيره. مشيراً إلى أن إعادة هذا العمل إلى الواجهة يهدف إلى التأكيد على أهمية التراث الغنائي والموسيقي في تشكيل الوعي الثقافي والحفاظ على الهوية الفنية الوطنية. وحول مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية، أوضح الموسيقار المصري أن المركز يعتمد خطة سنوية، لاختيار المشاريع الفنية التي تُعرض بناءً على اعتبارات فنية وثقافية وليست تجارية، مؤكداً أن اختيار مشروع مثل «البروكة» جاء استناداً إلى قناعة شخصية وفنية بأهمية هذا العمل، وليس لكونه مرتبطاً بذكرى أو احتفالية، وهو ما يعكس فلسفة المركز في تقديم أعمال موسيقية ترتبط بجوهر الهوية الثقافية وليس بمناسبات عابرة. يختار راجح داود أعماله بعناية (حسابه على «فيسبوك») وأضاف أن «التحديات التي تواجه مثل هذه المشروعات متعددة، فمن بينها المرتبطة بتجهيزات المسرحية من ديكور وملابس يناسبان الحقبة التي تدور فيها أحداث الأوبريت، فضلاً عن اختيار فرقة الكورال والمطربين والفرقة الموسيقية بعناية فائقة، بما يتوافق مع طبيعة العمل وأصالته». وأشار إلى أن المايسترو ناير ناجي عمل على المشروع والتحضير له بشكل جيد مع صياغة العرض عبر كتابة أوركسترالية احتفظت بألحان سيد درويش وتقدمها بشكل عصري باهر، مع اهتمام بأدق تفاصيل الآلات وبصورة ستكون أقرب لما أراده «فنان الشعب» عند كتابة الأوبريت. وحول تقييمه لدور الإعلام في دعم المشروعات الغنائية الجادة، قال داود إن «الإعلام في السنوات الأخيرة بات يركز بشكل مفرط على الأعمال التجارية والأخبار الترفيهية، بينما يتجاهل المشروعات الفنية الجادة التي تقدم محتوى ثقافي ذا قيمة»، وأكد أن هذا التوجه يؤثر سلباً على تلقي الجمهور للأعمال الفنية الجادة ويقلل من فرص وصولها إلى شرائح واسعة من المجتمع. ولفت إلى أن هذا الواقع يضاعف من مسؤولية المؤسسات الثقافية المستقلة التي تقع على عاتقها مهمة تقديم هذا النوع من الفنون للجمهور وتعريفه بأهميته، حتى وإن كان ذلك وسط تجاهل إعلامي وعدم اهتمام من قطاعات واسعة من الجمهور. وأشار إلى أن مشروع «البروكة» لا يهدف إلى تحقيق الربح أو النجاح الجماهيري السريع، بل لتقديم عمل فني يليق باسم سيد درويش ويساهم في إحياء تراثه الفني، معرباً عن أمله في أن يساهم المشروع في فتح الباب أمام تقديم مزيد من أعمال التراث الغنائي والموسيقي العربي بشكل احترافي ومعاصر. الأعمال الفنية ذات القيمة تبقى خالدة في وجدان الناس وإن لم تحظَ بزخم إعلامي وأعرب داود عن قناعته بأن الفن الجاد لا يحتاج إلى تسويق ضخم أو دعاية تجارية لكي يفرض نفسه، مؤكداً أن «الأعمال الفنية ذات القيمة تبقى خالدة في وجدان الناس وإن لم تحظَ بزخم إعلامي كبير وقتها، خصوصاً أن تاريخ الموسيقى العربية يزخر بأعمال عظيمة ظلت لسنوات غير معروفة لجمهور واسع، لكنها عندما قُدمت بشكل محترف وصلت إلى الناس وتركت أثرها». وعن سبب محدودية إنتاجه في الموسيقى التصويرية للأعمال السينمائية في السنوات الأخيرة، قال الموسيقار المصري إن «غالبية الأفلام التي تُعرض عليه لا تستهويه ولا تناسبه ولا تمثل مجالاً يجد فيه ذاته كموسيقار لكونها معتمدة على الكوميديا والأكشن في الغالب»، موضحاً أنه «يفضل العمل على الأفلام ذات المضامين الإنسانية والاجتماعية العميقة». وأضاف أن «الموسيقى التصويرية في الأفلام الكوميدية والأكشن تعتمد غالباً على الإيقاع السريع والمؤثرات الحركية، وهي طبيعة لا تتوافق مع رؤيته الفنية التي تميل إلى التعبير عن المشاعر العميقة والتحولات النفسية المعقدة للشخصيات». وأكد داود أن اختياره للأفلام التي يشارك فيها موسيقاراً لا يكون بناءً على مبادرته الشخصية، بل يتم من خلال تواصل المخرجين معه، حيث يُعرض عليه الفيلم ويقوم بقراءته ومناقشة رؤيته مع المخرج، وإذا وجد أن العمل يحمل قيمة فنية حقيقية وقادر على أن يضيف إليه رؤيته الموسيقية، فإنه يوافق على المشاركة. أما إذا وجد أن الفيلم لا يتماشى مع قناعاته الفنية أو لا يحمل مضموناً إنسانياً أو اجتماعياً جاداً يعتذر عن المشاركة فيه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store