logo
نقاش حول «حل الدولتين»

نقاش حول «حل الدولتين»

صحيفة الخليجمنذ يوم واحد

قبل أقل من أسبوع على انعقاد مؤتمر «حل الدولتين» برئاسة فرنسية - سعودية في نيويورك، تُطرح الكثير من التساؤلات حول جدوى انعقاد هذا المؤتمر، وما إذا كان ذلك سيفضي إلى إطلاق مسار سياسي يؤدي إلى الحل المنشود في لحظة معقدة يبتعد فيها طرفان أساسيان، على الأقل، عن الانخراط في هذا المسار.
يراهن القائمون على هذا المؤتمر، وفرنسا تحديداً، على إمكانية إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدعم هذا المؤتمر انطلاقاً من رؤيته إلى سلام إقليمي يؤدي إلى استقرار الإقليم وإنهاء الحروب في الشرق الأوسط، عبر مقايضة شاملة تقوم على الاعتراف المتبادل وتطبيع العلاقات بين دول المنطقة والتوصل إلى تسوية دائمة للصراع في نهاية المطاف. وبحسب الرؤية الفرنسية، فإن هذا الحراك لن يكون بديلاً عن رؤية ترامب للسلام الإقليمي وإنما مكملاً لها، وهي ترى أن ترامب في فترة رئاسته الأولى تجاهل الملف الفلسطيني، لكن ما حدث في السابع من أكتوبر 2023، أظهر أن تسوية هذا الملف بات أمراً ملحّاً لتحقيق السلام في المنطقة، وإذا ما حدث ذلك، فإنه سيسجل إنجازاً تاريخياً لإدارة ترامب، لأن أية تسوية لن تنجح من دون موافقة واشنطن.
حتى الآن لم تعلن إدارة ترامب موقفاً رسمياً من هذا المؤتمر، وإن كان موقفها المعروف يقوم على رفض قيام دولة فلسطينية، فيما ترفض إسرائيل التي تقودها حكومة يمينية هي الأكثر تطرفاً في تاريخها، ما هو أقل من ذلك، مثل وقف إطلاق النار في غزة أو إدخال المساعدات إلى القطاع، أو حتى وقف إجراءاتها الهادفة إلى ضم الضفة الغربية. وبالتالي، فإن المرور عبر هاتين المحطتين، الولايات المتحدة وإسرائيل، يبقى مسألة حتمية لفتح أي مسار سياسي، ومن دون تذليل هذه العقبة فإن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيظل «حبراً على ورق». وهو ما دفع القائمين على المؤتمر إلى الحذر وخفض سقف التوقعات، بالحديث عن أن المؤتمر «ليس النهاية، بل هو مجرد بداية، ولن يوجِد بذاته حلاً للنزاع، إنما يعد نقطة انطلاق من أجل إطلاق دينامية تدفع باتجاه الحلول».
ومع ذلك، فإن المقاربة التي يطرحها المؤتمر المنشود من خلال ربط قيام الدولة الفلسطينية بتحقيق الأمن والسلام الإقليميين تبقى ذات أهمية بالغة للبناء عليها لاحقاً، وإطلاق دينامية سياسية تحظى بدعم إقليمي ودولي واسع من شأنها وقف الحرب على غزة، ومعالجة تبعاتها والعودة إلى المسار السياسي.
هذه الدينامية، من وجهة نظر فرنسية، لا يجب أن تكون مفتوحة على أفق بلا نهاية، وإنما يجب أن تحمل أجندة واضحة ومحددة زمنياً ولا تتعدى نهاية ولاية ترامب الثانية. كما تعتقد باريس أن المؤتمر لا يجب أن يختزل في مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لأن الاعتراف بحد ذاته غير مجدٍ ما لم يتم إطلاق هذه الدينامية، كما أنه يجب أن يكون جماعياً قدر الإمكان لكي يكون مؤثراً ويصب في صالح «حل الدولتين».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خامنئي يتوعد إسرائيل: عليها أن تنتظر عقابا قاسيا
خامنئي يتوعد إسرائيل: عليها أن تنتظر عقابا قاسيا

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 38 دقائق

  • سكاي نيوز عربية

خامنئي يتوعد إسرائيل: عليها أن تنتظر عقابا قاسيا

وقال خامنئي إن "إسرائيل كتبت مصيرا مريرا لنفسها بهذا الهجوم، وستلقاه بالتأكيد". وذكر المرشد في بيان، أن "اليد القوية لقواتنا المسلحة لن تترك إسرائيل تفلت من العقاب". واعتبر أن الهجوم الإسرائيلي كشف عن "الطبيعة الدنيئة" لإسرائيل، مؤكدا أن العديد من القادة والعلماء قتلوا في الهجوم الإسرائيلي. وقال المتحدث باسم الجيش الإيراني أبو الفضل شكارجي للتلفزيون الرسمي، إن إسرائيل والولايات المتحدة "ستدفعان الثمن غاليا"، بعد الهجوم الذي شنته إسرائيل على إيران في ساعة مبكرة من صباح الجمعة. وأفادت وكالة أنباء "تسنيم" أن شكارجي صرح أن "العدو الصهيوني، وبدعم من أميركا ، نفذ عدوانه واستهدف مناطق سكنية". وأكد شكارجي أن "رد القوات المسلحة الإيرانية سيكون حازما وقاسيا، ولا شك أن الرد قادم". وكان مصدر أمني إيراني قال لـ"رويترز"، إن بلاده تخطط لـ"رد موجع" على الهجوم الذي شنته إسرائيل عليها. وذكر المصدر: "الرد على الهجوم الإسرائيلي سيكون موجعا وحاسما". وفي إجابته على سؤال عما إذا هذا الرد وشيكا، قال إن تفاصيله "تجري مناقشتها على أعلى المستويات". وهاجمت إسرائيل عدة مدن إيرانية في وقت مبكر من الجمعة، ودوت انفجارات في أنحاء طهران، وقالت إسرائيل إنها استهدفت مواقع نووية وعسكرية وعلماء نوويين وقادة في الجيش و الحرس الثوري. ويأتي الهجوم في وقت بلغت فيه التوترات مستويات جديدة بسبب برنامج طهران النووي. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، إن إسرائيل أطلقت عملية عسكرية تستهدف "دحر التهديد الإيراني لوجود إسرائيل".

تصاعد وتيرة التصعيد المتبادل بين الولايات المتحدة وإيران
تصاعد وتيرة التصعيد المتبادل بين الولايات المتحدة وإيران

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 38 دقائق

  • سكاي نيوز عربية

تصاعد وتيرة التصعيد المتبادل بين الولايات المتحدة وإيران

أبوظبي - سكاي نيوز عربية قال السفير الأميركي لدى إسرائيل إن هناك احتمالاً "ضعيفاً جداً" بأن تقوم إسرائيل بشن ضربة ضد إيران دون موافقة مسبقة من الولايات المتحدة. هذا وذكر تقرير لقناة "سي إن إن" أن الولايات المتحدة رفعت حالة التأهب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store