logo
"في غزة، حرب بلا نهاية تقود إلى انهيار إنساني"

"في غزة، حرب بلا نهاية تقود إلى انهيار إنساني"

شفق نيوزمنذ 3 أيام
في عرض الصحف: في غزة "حرب طويلة بلا مخرج سياسي واضح"، وجدل حول ارتفاع تشخيصات التوحّد، وما دور الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد؟
ونبدأ جولتنا من صحيفة واشنطن بوست، حيث يتناول مقال للكاتب ديفيد إغناتيوس الوضع في غزة ويشير إلى أن الحرب المستمرة "لا تترك مجالاً لالتقاط الأنفاس"، بل "تُراكم المآسي يوماً بعد يوم".
ويصف الكاتب مقتل مدنيين فلسطينيين أثناء انتظارهم للمساعدات الغذائية مطلع الأسبوع بأنه "مشهد قاسٍ يكشف عمق الكارثة"، ويشكّل برأيه "سبباً كافياً لضرورة إنهاء الحرب دون تأخير".
وأكد إغناتيوس أن غزة تحولت بعد قرابة عامين من الحرب إلى منطقة "عنف وسلب"، يهرع فيها الجائعون إلى مراكز التوزيع، بينما يعجز الجنود الإسرائيليون عن السيطرة على الحشود، وفق تعبيره، مضيفاً أن مشاهد الفوضى والمعاناة باتت تذكّر بـرواية "سيد الذباب" بوصفها صورة للانهيار الإنساني الكامل.
ويرى الكاتب أن جوهر هذه الكارثة يكمن في عجز الطرفين – إسرائيل وحماس – عن إنهاء حرب أنهكت كليهما، ويبين هنا بأن حماس – حسب قوله – مهزومة عسكرياً لكنها ترفض الاستسلام، بل وتبدو حريصة على استغلال الفوضى، أما إسرائيل، فقد انتصرت عسكرياً لكنها أخفقت في بلورة خطة انتقالية تستبدل حكم حماس بسلطة عربية مدعومة من السلطة الفلسطينية، في حين لا يزال الرهائن الإسرائيليون محاصرين في هذا الكابوس المستمر.
ويبين أن مرحلة الانهيار الحالية بدأت منذ انهيار الهدنة في مارس/آذار، آنذاك، ورغم أن حماس كانت قد تعرضت لضربات ساحقة، إلا أن بعض مقاتليها ظلوا داخل غزة، وعلى هذا الأساس، قررت إسرائيل – وفق تعبيره – أن تضغط أكثر من خلال تقليص دخول المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية، رغم أن أكثر من مليون شخص ما زالوا بحاجة للطعام.
وأوضح أن إسرائيل سمحت لاحقاً لمنظمة أميركية غير ربحية تُدعى "مؤسسة غزة الإنسانية" بتوزيع الغذاء، لكن "المراكز كانت ضيقة، وأوقات عملها محدودة، وتعاني من نقص في الأمن، وعجز موظفوها عن إدارة الحشود، لتُترك المهمة في النهاية لجنود الجيش الإسرائيلي"، الذين لا يمتلكون – حسب الكاتب – التدريب اللازم للتعامل مع مثل هذه الظروف، وكانت النتيجة "سلسلة متوقعة من الكوارث".
واعتبر الكاتب أن غزة اليوم تحكمها على الأرجح "عصابات وفوضى" أكثر من سلطة منظمة، وهو ما يجعل توزيع الغذاء بين الجموع الجائعة مهمة محفوفة بالفوضى والدماء.
ورأى إغناتيوس أن إسرائيل كان عليها أن تبدأ بوضع خطة لإعادة الحياة إلى طبيعتها في غزة منذ عام، عندما تم "كسر شوكة حماس عسكرياً"، وأن مسؤولين إسرائيليين حاولوا ذلك لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وائتلافه اليميني رفضوا خططهم وأقالوهم.
واستشهد الكاتب بتحقيق نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في 27 يونيو/حزيران، استند إلى شهادات لجنود إسرائيليين، وصفوا فيها الأوضاع في مراكز توزيع الغذاء بـ"المروّعة"، قائلين إن "إطلاق النار بات الوسيلة الأساسية لضبط الحشود".
وأكد إغناتيوس أن ما يجمع الإسرائيليين والفلسطينيين - رغم الغضب العميق والمرارة المتبادلة - هو الحاجة الملحة إلى إنهاء هذه الحرب.
"الذكاء الاصطناعي لا يمكنه أن يأخذ محل الأسواق الحرة"
وفي صحيفة وول ستريت جورنال، نقرأ مقالاً تحليلياً للكاتبين ماريان إل. توبي وبيتر بوتيك، تطرقا فيه لتصاعد الجدل حول قدرة الذكاء الاصطناعي على إدارة الاقتصاد، وربما استبدال آليات السوق التقليدية.
ويستعرض المقال ثلاث أطروحات حديثة تقترح أنظمة ذكية تتدخل في الأسواق عبر أدوات مثل الضرائب والدعم وتوجيه الإنتاج، بهدف تحقيق التوازن البيئي والعدالة في توزيع الموارد.
لكن الكاتبين يرفضان هذه الفكرة، مؤكدَين أن الاقتصاد ليس معادلة حسابية تبحث عن حل مثالي، بل منظومة معقدة من التفاعلات اليومية التي يقوم بها الأفراد بحسب ظروفهم ومعرفتهم وتفضيلاتهم، ولكي تتحول هذه التفاعلات إلى نظام منظم ومفيد، لا بد من وجود قواعد مؤسسية تحكمها على حد قولهما.
وهنا يشير الكاتبان إلى ما يصفانه بـ"الركائز الثلاث": حقوق الملكية، والأسعار، ونظام الربح والخسارة، والتي اعتبراها المولّد لأهم عناصر النجاح الاقتصادي: المعلومة، والحافز، والقدرة على الابتكار.
وبحسب المقال، فإن الأسعار ليست أرقاماً ثابتة يمكن أن يتعامل معها الذكاء الاصطناعي كبيانات جاهزة، بل هي ناتج مباشر لتفاعل حي ومستمر بين العرض والطلب، وعندما تتغير الأسعار – كما في حالة ارتفاع الليثيوم مثلاً – يتفاعل السوق بسرعة عبر الترشيد أو الابتكار أو البحث عن بدائل، وهذه الاستجابة التلقائية التي لا يمكن محاكاتها في بيئات رقمية مغلقة.
ويحذّر الكاتبان من المبالغة في الثقة بقدرات الذكاء الاصطناعي، مشيرين إلى أنه يتعامل مع بيانات من الماضي، بينما الاقتصاد الحقيقي يتطلب قرارات استباقية قائمة على توقّع المستقبل، فالخوارزميات قد تُجيد تحليل الاتجاهات، لكنها لا تستطيع استشراف التغيرات غير المتوقعة أو ابتكار حلول جديدة.
كما يلفتان إلى أن الأسواق الحرة توفّر ما تفتقده النماذج الآلية: بيئة حقيقية تتحقق فيها الأرباح والخسائر، ويضطر فيها الأفراد لتحمّل نتائج قراراتهم، وهذا ما يمنح الأسعار معناها الحقيقي، ويجعل الاقتصاد نابضاً بالحيوية، أما الخوارزميات، فحتى وإن قدّمت حلولاً منظمة، فهي تعمل في فراغ لا يخضع للمساءلة أو التجربة الواقعية.
ويؤكد المقال أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مفيدة لتحسين العمليات، لكنه لا يمكن أن يحل محل الأسواق الحرة، ولا أن يولّد الأسعار الحقيقية أو يتحمّل المخاطر، إذ أن الاقتصاد "لا يُدار من غرف البيانات، بل من خلال التبادل الحر بين الناس، في سوق حيّ يتشكّل لحظة بلحظة".
"قد يكون ارتفاع حالات تشخيص التوحّد خبراً ساراً"
إلى صحيفة ذا غارديان، حيث تتناول الكاتبة جينا ريبو في مقالها النقاش المتزايد في الأوساط الطبية حول ما يُعرف بـ"فرط التشخيص" في الطب النفسي، وبشكل خاص في ما يتعلق باضطراب التوحّد.
وتبدأ الكاتبة بالإشارة إلى أن ارتفاع تشخيص أمراض جسدية مثل السكري والسرطان أثار تساؤلات حول ما إذا كان بعض الناس يحصلون على تشخيص بأمراض قد لا تظهر لديهم أعراضها أبداً، أو لا يحتاجون لعلاج لها.
وتقول إن هذا الجدل في الطب الجسدي عادةً ما يكون بدافع القلق والتعاطف، حرصاً على ألا يُحمّل الناس أعباء صحية غير ضرورية.
لكن عند الحديث عن الطب النفسي، تضيف ريبو، فإن لهجة النقاش تختلف، إذ تظهر عبارات مثل "اتساع دائرة التشخيص" أو "تحويل الطب النفسي إلى موضة"، في إشارة إلى أن بعض الحالات، مثل القلق أو التوتر، تُفسّر على أنها أمراض رغم أنها جزء من تجارب إنسانية طبيعية.
وضمن هذا السياق، ترى الكاتبة بأن التوحّد أصبح في مرمى الانتقادات، خاصة مع الارتفاع الكبير في أعداد من تم تشخيصهم به خلال العقدين الأخيرين.
لكن ريبو ترفض هذا التصور، وتوضح أن هذه الزيادة في التشخيص لا تعني أننا أصبحنا نبالغ، بل هي تصحيح لتقصير دام سنوات، خصوصاً تجاه فئات مثل النساء والفتيات اللاتي كنّ يُستثنين من التشخيص في الماضي بسبب معايير ضيقة وغير دقيقة.
وتشير إلى أن المجتمع اليوم أصبح أكثر وعياً بالتوحّد، وأكثر فهماً لتنوّع طرق ظهوره بين الأفراد.
وتنتقد الكاتبة الأصوات التي تقلل من أهمية التشخيص أو تشكك في دوافعه، وتقول إن ذلك يتجاهل التقدّم العلمي في فهم التوحّد باعتباره حالة عصبية وراثية، وليس مجرد مشكلة نفسية أو فشل في التكيّف.
وتُحذّر الكاتبة من العودة إلى مفاهيم قديمة خاطئة، مثل اتهام الأمهات بالتسبب في التوحّد بسبب "برودهن العاطفي".
وتوضح ريبو أن تشخيص التوحّد لا يجب أن يُنظر إليه كعبء أو وصمة، بل كخطوة مهمة نحو الفهم والدعم، سواء بالنسبة للأهل الذين طالما بحثوا عن تفسير لسلوك طفلهم، أو للبالغين الذين عاشوا سنوات من الحيرة قبل أن يعرفوا سبب اختلافهم.
وتستشهد الكاتبة بحالات كثيرة تغيّرت حياتها بعد التشخيص، منها الكاتبة البريطانية إميلي كايتي، التي كتبت عن معاناتها الطويلة مع القلق ومحاولات الانتحار، وكيف أن اكتشاف إصابتها بالتوحّد أنقذ حياتها وفتح أمامها باباً للفهم والتأقلم.
وتؤكد أن تقييم اضطراب التوحّد ليس أمراً سهلاً أو متاحاً للجميع، بل هو عملية طويلة ومعقدة تخضع لمعايير صارمة، وترى أن الخوف من "فرط التشخيص" في هذا السياق مبالغ فيه، ويغفل حقيقة أن التشخيص هو في كثير من الحالات مفتاح لحياة أفضل، وليس نتيجة ضغط اجتماعي أو مبالغة طبية.
وتقول إن التوحّد ليس "موضة" جديدة أو تشخيصاً مبالغاً فيه، بل انعكاس طبيعي لتنوّع البشر، وإن تجاهل هذا الواقع يلحق ضرراً حقيقياً بالناس الذين يحتاجون إلى الفهم والاعتراف والدعم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غضب في إسرائيل من عزم ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين: استسلام للإرهاب
غضب في إسرائيل من عزم ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين: استسلام للإرهاب

شفق نيوز

timeمنذ 12 ساعات

  • شفق نيوز

غضب في إسرائيل من عزم ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين: استسلام للإرهاب

شفق نيوز- الشرق الأوسط أثار إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الخميس، أن بلاده ستعترف رسمياً بدولة فلسطين في أيلول/سبتمبر المقبل، انتقادات إسرائيلية لاذعة، معتبرة الخطوة "وصمة عار واستسلام للإرهاب"، بحسب تعبيرها. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن إعلان ماكرون عن نيته الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو "وصمة عار واستسلام للإرهاب، ومكافأة وتشجيع لقتلة ومغتصبي حماس الذين ارتكبوا أفظع مذبحة في حق الشعب اليهودي منذ الهولوكوست". وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي عبر حسابه بمنصة "إكس"، أنه "بدلاً من الوقوف إلى جانب إسرائيل في هذا الاختبار، يعمل الرئيس الفرنسي على إضعافها". وشدد كاتس "لن نسمح بإقامة كيان فلسطيني يمس أمننا ويعرض وجودنا للخطر ويمس حقنا التاريخي في أرض إسرائيل"، مضيفاً "نحن جميعا متحدون لمنع هذا الخطر". وفي السياق، علّق وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش على إعلان ماكرون، وذلك عبر تغريدة نشرها على منصة "إكس". وقال سموتريتش: "أشكر الرئيس ماكرون على قراره الذي وفر لنا مبرراً لتطبيق السيادة أخيراً، ودفن فكرة إقامة دولة إرهابية عربية في قلب إسرائيل في مزبلة التاريخ" وفق تعبيره. وأضاف: "هذا سيكون الرد الصهيوني المناسب على محاولات ماكرون وشركائه الأحادية والقسرية". وكان ماكرون أعلن، الخميس، عزمه إعلان قرار الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال اجتماعاتها المقررة في شهر أيلول/سبتمبر المقبل.

رؤية أمريكية: حرب الـ12 يوماً أعادت إيران إلى عزلة حرب العراق
رؤية أمريكية: حرب الـ12 يوماً أعادت إيران إلى عزلة حرب العراق

شفق نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • شفق نيوز

رؤية أمريكية: حرب الـ12 يوماً أعادت إيران إلى عزلة حرب العراق

شفق نيوز- ترجمة خاصة قالت صحيفة " جيروزاليم استراتيجيا تريبيون" الأمريكية، اليوم الأربعاء، إن الحرب الأخيرة لطهران اعادت الإيرانيين الى دروس حرب الأعوام الـ 8 مع العراق، مشيراً إلى أن إيران أصبحت مجدداً تحارب وحدها بدرجة كبيرة. وذكرت الصحيفة في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، أن إيران شهدت خلال حرب الأيام الـ 12، نهاية درامية لاستراتيجية الوكلاء التي أمضت 30 عاماً في اتقانها، وما حاولت بجهد أن تتجنبه وهو العزلة الدولية ووقوع ضربات عسكرية مباشرة على أراضيها. وأوضح التقرير، أن "استراتيجية الوكلاء" ولدت من الصدمة بعدما ألحقت الحرب مع العراق (1980-1988)، الدمار بالمجتمع الإيراني وخلفت جروحا عميقة في نفسية القيادة، مؤكداً أنه من خلال هذه الكارثة توصلت إيران إلى درسين حاسمين سيحددان مسار العقود الثلاثة اللاحقة. دور "محور المقاومة" ووفقاً للصحيفة، فإن الدرس الأول هو "لا تقاتلوا وحدكم مرة أخرى"، موضحة أنه خلال الحرب العراقية الإيرانية، فإن معظم الدول العربية والقوى الغربية دعمت صدام حسين، ما ترك إيران معزولة دبلوماسياً، أما الدرس الثاني فهو ضرورة إبعاد الحرب عن الأراضي الإيرانية، حيث أن الحرب جلبت هجمات صاروخية مدمرة على المدن وأسلحة كيميائية وخسائر فادحة في صفوف المدنيين، ولهذا فانه كان من الضروري أن تخوض الصراعات المستقبلية في أماكن اخرى باستخدام قوات الحلفاء في ساحات القتال الأجنبية. وفي إشارة إلى "محور المقاومة"، أشار التقرير، إلى أن إيران بدأت منذ منتصف التسعينيات ببناء هذا المحور، مضيفاً أن "شبكة الميليشيات هذه أمتدت إلى ما هو أبعد من لبنان من خلال حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني في غزة وعشرات الفصائل الشيعية في العراق، ونظام الأسد في سوريا، والحوثيين في اليمن". كما لفت إلى أن "هذه العلاقة لم تكن مجرد علاقة رعاة وزبائن، حيث أنه كان لكل جماعة مصالحها المحلية الخاصة وتحافظ على استقلالية كبيرة، لكنها خدمت أهداف إيران التي أصبحت بإمكانها الضغط على إسرائيل والقوات الأمريكية في مختلف أنحاء المنطقة مع الحفاظ على قدر معقول من إنكار المسؤولية عن أفعالها". وتابع التقرير، قائلاً إن إيران بالاضافة إلى وكلائها العسكريين، فانها أبرمت شراكات اقتصادية مع دول معارضة للنفوذ الغربي، وهي مسألة اكتسبت أهمية إضافية بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من الاتفاق النووي في العام 2018، وإعادة فرض عقوبات شاملة. وإلى جانب ذلك، أكد أن "الصين أصبحت شريان الحياة الاقتصادية لإيران، وتحولت مع حلول العام 2021، إلى أكبر شريك تجاري حيث اشترت ما يقرب من 91% من صادراتها النفطية عبر انظمة تتجاوز البنوك وخدمات الشحن الغربية، كما أن البلدين وقعا شراكة استراتيجية لمدة 25 عاما، حددت 400 مليار دولار من الاستثمارات الصينية المحتملة، وهو ما يمثل صفقة ضخمة لإقتصاد متضرر من العقوبات". وبحسب التقرير، فإن روسيا كانت أقل مركزية في هذه الاستراتيجية، لكنها مهمة، وقد تحولت موسكو إلى خامس أكبر شريك تجاري لإيران وأكبر مستثمر فيها، على الرغم من أن إيران تمثل أقل من 1% من إجمالي حجم تجارة روسيا. بداية الانهيار في غضون ذلك، أضاف التقرير، أن "كل شيء بدأ بالانهيار" بعد 7 اكتوبر/تشرين الاول العام 2023، حيث لم تكتف إسرائيل بالرد على حماس، بل استهدفت الشبكة باكملها، بما في ذلك استهداف القوات الإيرانية ووكلائها في سوريا بشكل أكثر عدوانية، وذلك في إطار رسالة واضحة مفادها أنه "ما من مكان آمن". إلا أن الضربة الحاسمة، كما قال التقرير، فهي انهيار نظام الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، وهو ما لم يكن مجرد هزيمة اخرى لأحد الوكلاء، لان هذا الحدث تسبب في قطع طرق الامداد لحزب الله في لبنان، وقضى على الحلقة الرئيسية في شبكة إيران الإقليمية. وتابع أنه مع حلول أواخر العام 2024، "كانت شبكة الوكلاء في حالة خراب"، مبيناً أن حزب الله التزم بالصمت بدرجة كبيرة، وحماس دمرت، والحوثيون اضعفوا، وأصبح المجال الجوي السوري منطقة مفتوحة للعمليات الإسرائيلية، بينما اطلقت الفصائل العراقية تهديداتها إلا أنها لم تتخذ أي إجراء، وعندما تعرضت إيران نفسها لهجوم إسرائيلي مباشر، لم يحضر "محور المقاومة" الذي كان من المفترض أن يكون بمثابة الرادع المعبأ ايديولوجيا، لصالح إيران. ووفقاً للتقرير، فإن الشركاء الاقتصاديين لإيران، لم يظهروا رغبة في مواجهة الولايات المتحدة أو إسرائيل بشان إيران، حيث أنه بينما اتبعت الصين سياستها المعتادة في عدم التدخل، فإن روسيا كانت منشغلة بأوكرانيا، مضيفاً أن بكين وموسكو كانتا على استعداد للتعاون التجاري مع إيران وتوفير الدعم الاقتصادي، لكن أيا منهما لم يكن مستعداً للمجازفة بمواجهة أوسع نطاقا مع الغرب بالنيابة عن إيران. العودة إلى البداية وأضاف التقرير الأمريكي، أن إيران تواجه اليوم السيناريو نفسه الذي أعدت استراتيجيتها لما بعد الحرب مع العراق لتجنبه، موضحاً أن عزلتها الدبلوماسية تتزايد، وشبكة وكلائها الإقليميين جرى تحييدها بدرجة كبيرة، في حين أن شركائها التجاريين الرئيسيين ليسوا مستعدين لتقديم دعم مثمر خلال الأزمات. لكن التقرير، لفت إلى أن الأكثر أهمية من كل ذلك، أن القوات الاسرائيلية نفذت هجمات مباشرة على الأراضي الإيرانية، وهو أمر لم يحدث منذ الحرب "الإيرانية العراقية"، مشيراً إلى أن التداعيات الاستراتيجية عميقة لأن الإيرانيين أمضوا 3 عقود في بناء ما يبدو كنظام ردع ضخم، لكنهم بالغوا في تقدير قدراتهم، حيث أظهرت هجمات 7 اكتوبر/تشرين الاول وتداعياتها، نقاط الضعف الجوهرية في استراتيجية إيران الإقليمية وحدود الحرب بالوكالة في مواجهة خصم، هو إسرائيل، يتمتع بقدرات عسكرية متفوقة. وخلص تقرير صحيفة "جيروزاليم استراتيجيا تريبيون"، حديثه بالقول إنه بينما تصارع إيران هذا الواقع الجديد، فإن دروس الحرب "الإيرانية – العراقية" التي اشتعلت قبل 4 عقود تبدو نبوئية الطابع، حيث أن إيران تواجه مجدداً الاعداء وحيدة بدرجة كبيرة، كما أن الحرب عادت مجددا، إلى داخل الوطن.

رؤية أمريكية: حرب الـ12 يوماً تعيد إيران إلى عزلة حرب العراق
رؤية أمريكية: حرب الـ12 يوماً تعيد إيران إلى عزلة حرب العراق

شفق نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • شفق نيوز

رؤية أمريكية: حرب الـ12 يوماً تعيد إيران إلى عزلة حرب العراق

شفق نيوز- ترجمة خاصة قالت صحيفة " جيروزاليم استراتيجيا تريبيون" الأمريكية، اليوم الأربعاء، إن الحرب الأخيرة لطهران اعادت الإيرانيين الى دروس حرب الأعوام الـ 8 مع العراق، مشيراً إلى أن إيران أصبحت مجدداً تحارب وحدها بدرجة كبيرة. وذكرت الصحيفة في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، أن إيران شهدت خلال حرب الأيام الـ 12، نهاية درامية لاستراتيجية الوكلاء التي أمضت 30 عاماً في اتقانها، وما حاولت بجهد أن تتجنبه وهو العزلة الدولية ووقوع ضربات عسكرية مباشرة على أراضيها. وأوضح التقرير، أن "استراتيجية الوكلاء" ولدت من الصدمة بعدما ألحقت الحرب مع العراق (1980-1988)، الدمار بالمجتمع الإيراني وخلفت جروحا عميقة في نفسية القيادة، مؤكداً أنه من خلال هذه الكارثة توصلت إيران إلى درسين حاسمين سيحددان مسار العقود الثلاثة اللاحقة. دور "محور المقاومة" ووفقاً للصحيفة، فإن الدرس الأول هو "لا تقاتلوا وحدكم مرة أخرى"، موضحة أنه خلال الحرب العراقية الإيرانية، فإن معظم الدول العربية والقوى الغربية دعمت صدام حسين، ما ترك إيران معزولة دبلوماسياً، أما الدرس الثاني فهو ضرورة إبعاد الحرب عن الأراضي الإيرانية، حيث أن الحرب جلبت هجمات صاروخية مدمرة على المدن وأسلحة كيميائية وخسائر فادحة في صفوف المدنيين، ولهذا فانه كان من الضروري أن تخوض الصراعات المستقبلية في أماكن اخرى باستخدام قوات الحلفاء في ساحات القتال الأجنبية. وفي إشارة إلى "محور المقاومة"، أشار التقرير، إلى أن إيران بدأت منذ منتصف التسعينيات ببناء هذا المحور، مضيفاً أن "شبكة الميليشيات هذه أمتدت إلى ما هو أبعد من لبنان من خلال حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني في غزة وعشرات الفصائل الشيعية في العراق، ونظام الأسد في سوريا، والحوثيين في اليمن". كما لفت إلى أن "هذه العلاقة لم تكن مجرد علاقة رعاة وزبائن، حيث أنه كان لكل جماعة مصالحها المحلية الخاصة وتحافظ على استقلالية كبيرة، لكنها خدمت أهداف إيران التي أصبحت بإمكانها الضغط على إسرائيل والقوات الأمريكية في مختلف أنحاء المنطقة مع الحفاظ على قدر معقول من إنكار المسؤولية عن أفعالها". وتابع التقرير، قائلاً إن إيران بالاضافة إلى وكلائها العسكريين، فانها أبرمت شراكات اقتصادية مع دول معارضة للنفوذ الغربي، وهي مسألة اكتسبت أهمية إضافية بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من الاتفاق النووي في العام 2018، وإعادة فرض عقوبات شاملة. وإلى جانب ذلك، أكد أن "الصين أصبحت شريان الحياة الاقتصادية لإيران، وتحولت مع حلول العام 2021، إلى أكبر شريك تجاري حيث اشترت ما يقرب من 91% من صادراتها النفطية عبر انظمة تتجاوز البنوك وخدمات الشحن الغربية، كما أن البلدين وقعا شراكة استراتيجية لمدة 25 عاما، حددت 400 مليار دولار من الاستثمارات الصينية المحتملة، وهو ما يمثل صفقة ضخمة لإقتصاد متضرر من العقوبات". وبحسب التقرير، فإن روسيا كانت أقل مركزية في هذه الاستراتيجية، لكنها مهمة، وقد تحولت موسكو إلى خامس أكبر شريك تجاري لإيران وأكبر مستثمر فيها، على الرغم من أن إيران تمثل أقل من 1% من إجمالي حجم تجارة روسيا. بداية الانهيار في غضون ذلك، أضاف التقرير، أن "كل شيء بدأ بالانهيار" بعد 7 اكتوبر/تشرين الاول العام 2023، حيث لم تكتف إسرائيل بالرد على حماس، بل استهدفت الشبكة باكملها، بما في ذلك استهداف القوات الإيرانية ووكلائها في سوريا بشكل أكثر عدوانية، وذلك في إطار رسالة واضحة مفادها أنه "ما من مكان آمن". إلا أن الضربة الحاسمة، كما قال التقرير، فهي انهيار نظام الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، وهو ما لم يكن مجرد هزيمة اخرى لأحد الوكلاء، لان هذا الحدث تسبب في قطع طرق الامداد لحزب الله في لبنان، وقضى على الحلقة الرئيسية في شبكة إيران الإقليمية. وتابع أنه مع حلول أواخر العام 2024، "كانت شبكة الوكلاء في حالة خراب"، مبيناً أن حزب الله التزم بالصمت بدرجة كبيرة، وحماس دمرت، والحوثيون اضعفوا، وأصبح المجال الجوي السوري منطقة مفتوحة للعمليات الإسرائيلية، بينما اطلقت الفصائل العراقية تهديداتها إلا أنها لم تتخذ أي إجراء، وعندما تعرضت إيران نفسها لهجوم إسرائيلي مباشر، لم يحضر "محور المقاومة" الذي كان من المفترض أن يكون بمثابة الرادع المعبأ ايديولوجيا، لصالح إيران. ووفقاً للتقرير، فإن الشركاء الاقتصاديين لإيران، لم يظهروا رغبة في مواجهة الولايات المتحدة أو إسرائيل بشان إيران، حيث أنه بينما اتبعت الصين سياستها المعتادة في عدم التدخل، فإن روسيا كانت منشغلة بأوكرانيا، مضيفاً أن بكين وموسكو كانتا على استعداد للتعاون التجاري مع إيران وتوفير الدعم الاقتصادي، لكن أيا منهما لم يكن مستعداً للمجازفة بمواجهة أوسع نطاقا مع الغرب بالنيابة عن إيران. العودة إلى البداية وأضاف التقرير الأمريكي، أن إيران تواجه اليوم السيناريو نفسه الذي أعدت استراتيجيتها لما بعد الحرب مع العراق لتجنبه، موضحاً أن عزلتها الدبلوماسية تتزايد، وشبكة وكلائها الإقليميين جرى تحييدها بدرجة كبيرة، في حين أن شركائها التجاريين الرئيسيين ليسوا مستعدين لتقديم دعم مثمر خلال الأزمات. لكن التقرير، لفت إلى أن الأكثر أهمية من كل ذلك، أن القوات الاسرائيلية نفذت هجمات مباشرة على الأراضي الإيرانية، وهو أمر لم يحدث منذ الحرب "الإيرانية العراقية"، مشيراً إلى أن التداعيات الاستراتيجية عميقة لأن الإيرانيين أمضوا 3 عقود في بناء ما يبدو كنظام ردع ضخم، لكنهم بالغوا في تقدير قدراتهم، حيث أظهرت هجمات 7 اكتوبر/تشرين الاول وتداعياتها، نقاط الضعف الجوهرية في استراتيجية إيران الإقليمية وحدود الحرب بالوكالة في مواجهة خصم، هو إسرائيل، يتمتع بقدرات عسكرية متفوقة. وخلص تقرير صحيفة "جيروزاليم استراتيجيا تريبيون"، حديثه بالقول إنه بينما تصارع إيران هذا الواقع الجديد، فإن دروس الحرب "الإيرانية – العراقية" التي اشتعلت قبل 4 عقود تبدو نبوئية الطابع، حيث أن إيران تواجه مجدداً الاعداء وحيدة بدرجة كبيرة، كما أن الحرب عادت مجددا، إلى داخل الوطن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store