
سوريا تخطط لطباعة عملتها في الإمارات وألمانيا بدلاً روسيا
تخطط سوريا لطباعة عملة جديدة بتصميم محدث في كل من دولة الإمارات وألمانيا بدلاً من روسيا، وفقاً لثلاثة مصادر مطلعة لوكالة رويترز، في خطوة تعكس تحسناً متسارعاً في علاقات دمشق مع دول الخليج العربي والدول الغربية، وسط تحركات متقدمة لتخفيف العقوبات الأمريكية، ما يفتح أمام النظام السوري فرصاً اقتصادية جديدة.
وفي مؤشر آخر على تعمّق العلاقات بين الحكام الجدد في سورياوالإمارات، وقّعت دمشق يوم الخميس اتفاقاً مبدئياً بقيمة 800 مليون دولار مع شركة "دي بي وورلد" الإماراتية لتطوير ميناء طرطوس، وهو أول اتفاق من نوعه منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل مفاجئ يوم الثلاثاء رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا.
وكانت السلطات السورية قد بدأت مطلع العام الجاري باستكشاف إمكانية نقل طباعة عملتها إلى ألمانيا والإمارات، وتسارعت هذه الجهود بعد أن خفّفالاتحاد الأوروبي بعض عقوباته المالية المفروضة على دمشق في شباط/فبراير الماضي.
ويتضمّن التصميم الجديد إزالة صورة الرئيس المخلوع بشار الأسد من إحدى فئات الليرة السورية ذات اللون الأرجواني، والتي لا تزال متداولة في الأسواق.
ويُسابق الحكام الجدد في دمشق الزمن لإعادة بناء اقتصاد منهك بعد 13 عاماً من الحرب، وتفاقمت أزماته مؤخراً نتيجة شح حاد في الأوراق النقدية المتداولة.
وكانت روسيا -أحد أبرز حلفاء الأسد- قد تولّت طباعة العملة السورية لأكثر من عقد، بعد أن أوقفت شركة أوروبية تعاقدها مع دمشق نتيجة العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي في السنوات الأولى للحرب.
ورغم فرار الأسد إلى روسيا في كانون الأول/ديسمبر الماضي، حافظ النظام الجديد على علاقات متواصلة مع موسكو، وتلقّت دمشق في الأشهر الماضية شحنات نقدية ووقوداً وقمحاً، في وقت تسعى فيه روسيا إلى الحفاظ على قواعدها العسكرية في الساحل السوري.
لكن استمرار هذا النفوذ الروسي أثار قلقاً متزايداً في الأوساط الأوروبية، خصوصاً في ظل الحرب في أوكرانيا، ما دفع بالاتحاد الأوروبي إلى تعليق بعض العقوبات المفروضة على القطاع المالي السوري، بما في ذلك السماح بطباعة العملة.
ووفق مصدرَين ماليين سوريين، فإن دمشق تجري مفاوضات متقدمة مع شركة إماراتية تُدعى "أومولات" لإبرام اتفاق لطباعة العملة، بعد زيارة قام بها محافظ المصرف المركزي السوري ووزير المالية إلى الإمارات مطلع هذا الشهر. ولم تُجب شركة "أومولات" على طلبات التعليق.
أما في ألمانيا، فقد أبدت شركتا "بوندسدروكراي" المملوكة جزئياً للدولة، و"جيزيكه + ديفريِنت" الخاصة، اهتماماً أولياً بالمشاركة في المشروع، بحسب ما أفاد به مصدر سوري ومسؤول أوروبي. إلا أنه لم يُحسم بعد أي من الشركتين ستُنفّذ عملية الطباعة.
وقد نفت متحدثة باسم "بوندسدروكراي" وجود أيمحادثات مع الدولة السورية حول طباعة العملة، بينما امتنعت "جيزيكه + ديفريِنت" عن التعليق.
كما لم يصدر أي رد من وزارة الخارجية الإماراتية، ولا من الحكومة الألمانية، ولا من محافظ المصرف المركزي السوري عبد القادر حسريّة بشأن هذه الخطط.
ويُواجهالسوق السوري نقصاً حاداً في الأوراق النقدية، غير أن التفسيرات لهذا الشح تتفاوت بين المسؤولين والمصرفيين. فبينما يزعم المسؤولون أن المواطنين والمضاربين يحتكرون العملة الورقية، يؤكد المصرفيون أن السلطات نفسها تُقنن ضخ السيولة عمداً لضبط سعر الصرف.
ويواجه المواطنون والشركات صعوبات متزايدة في الوصول إلى ودائعهم المصرفية، ما يفاقم الضغوط على اقتصاد يعاني أصلاً من منافسة قوية من البضائع المستوردة منخفضة التكلفة.
وسجّل سعر صرف الليرة السورية يوم الجمعة نحو 10,000 ليرة مقابل الدولار في السوق السوداء، مقارنة بـ15,000 ليرة قبل الإطاحة بالأسد، علماً أن الدولار كان يُعادل 50 ليرة فقط في عام 2011 قبيل اندلاع الحرب الأهلية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يورو نيوز
منذ 5 ساعات
- يورو نيوز
الانهيار يلوح في الأفق.. الاقتصاد الإيراني يترنّح والمفاوضات النووية قد تُحدّد مصيره
يتفاقم الوضع الاقتصادي في إيران تحت وطأة ضغوط متجددة، إذ بات مصير البلاد الاقتصادي مرتبطًا أكثر فأكثر بالتطورات السياسية القادمة من واشنطن. ففي ظل استمرار سياسة "الضغط الأقصى" التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومع استمرار المفاوضات النووية، تشهد الأسواق المالية تقلبات حادة، فيما تنهار البنية التحتية للطاقة ويزداد الضغط على شبكة الكهرباء الوطنية. الريال الإيراني، والإنتاج الصناعي، والطاقة، جميعها تخضع لضغط هائل، إذ أصبحت أسعار صرف العملات الأجنبية تتقلب بسرعة مع كل تصريح يخرج من البيت الأبيض. وعلى الرغم من الآمال المعلقة على حل دبلوماسي، إلا أن المشاكل البنيوية للاقتصاد الإيراني لا تزال قائمة في قطاعات عدة، من البنوك إلى الخدمات العامة. ويرى مراقبون أن الاعتماد المفرط على رفع العقوبات كاستراتيجية، قد فشل في معالجة جذور الأزمة الداخلية. قال كمال سيد علي، نائب محافظ البنك المركزي الإيراني السابق: "الواقع هو أن اقتصادنا يتفاعل بشكل حاد مع التطورات السياسية. وإذا عاد شبح الحرب الشاملة، فإن سعر الدولار سيسجل أرقامًا قياسية جديدة". وقد هبط الريال إلى 1.05 مليون مقابل الدولار في آذار/ مارس، بعد أن لوّح ترامب باحتمال تدخل عسكري إذا رفضت طهران العودة إلى طاولة التفاوض. ثم تعافى قليلًا مع بدء المحادثات في عُمان، قبل أن يعاود الهبوط مع تعثر المفاوضات. وفي نيسان/ أبريل، اعترف وزير الطاقة عباس علي آبادي بأن محطات الطاقة في البلاد تنتج فقط 65 ألف ميغاواط سنويًا، في حين أن البلاد بحاجة إلى 85 ألف ميغاواط لتلبية الطلب، مما أدى إلى انقطاعات متكررة للكهرباء، أثّرت على توزيع المياه، والاتصالات، وخدمات الإنترنت. في المدن الكبرى، أصبحت الانقطاعات أمرًا روتينيًا. وتحدث متصلون بوسائل إعلام فارسية مثل "إيران إنترناشونال" عن فشل متسلسل في الخدمات، حيث تؤدي انقطاعات الكهرباء إلى انقطاع الهاتف، وحرمان المواطنين من المياه النظيفة. وتعمقت الأزمة مع دخول البلاد في حلقة مفرغة: انخفاض مستويات المياه يُعيق إنتاج الكهرباء، بينما يؤدي غياب الكهرباء إلى انهيار أنظمة ضخ المياه. في خضم التوترات مع واشنطن، تتصاعد الانتقادات في الداخل الإيراني بسبب غياب خطة إنقاذ اقتصادي حقيقية. صحيفة "كيهان" المقربة من التيار المتشدد تساءلت مؤخرًا: "ما الذي تفعله الحكومة غير التفاوض مع الولايات المتحدة؟"، محذرة من أن الدبلوماسية يجب أن تكون وسيلة لتحسين الاقتصاد، لا بديلًا عن الإصلاح الداخلي الضروري. وقال أفشين مولوي، الباحث في معهد السياسة الخارجية بجامعة جونز هوبكنز: "سنوات من سوء الإدارة والفساد والسياسات الرديئة أدت إلى ضعف أداء اقتصاد من المفترض أن يكون قوة إقليمية كبرى. بدلًا من ذلك، أصبح الاقتصاد الإيراني متأخرًا عن الركب، ولا يمكن تحميل العقوبات وحدها مسؤولية ذلك".


فرانس 24
منذ 7 ساعات
- فرانس 24
اجتماع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في بروكسل: دعوات لتحرك أميركي "حازم" إذا رفضت روسيا الهدنة
08:09 بعد اتصال هاتفي استمر ساعتين بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، لم يتمكن ترامب من تحقيق اختراق دبلوماسي لافت، كالإعلان عن استجابة روسيا لمطلبه بوقف فوري لإطلاق النار في أوكرانيا. ورغم وصفه للمحادثة بـ"الممتازة"، اكتفى الرئيس الأميركي بالإشارة إلى أن الجانبين سيسارعان إلى إطلاق مفاوضات تهدف إلى التوصل لوقف لإطلاق النار، وفق ما نشره على منصة "تروث سوشيال"، مختتماً تصريحه بعبارة: "فلينطلق المسار!". من جانبه، أعرب بوتين عن استعداد بلاده للعمل مع أوكرانيا على "مذكرة تفاهم" تمهيداً لـ"اتفاقية سلام محتملة"، مؤكداً على ضرورة إيجاد تسويات من قبل الطرفين. فهل يُعد هذا التطور فشلاً لمبادرة ترامب؟ ضيف الحلقة أستاذ العلوم السياسية في جامعة رتغرز بنيوجرسي عبد الحميد صيام.


يورو نيوز
منذ 11 ساعات
- يورو نيوز
روسيا تفرج عن ناقلة نفط يونانية احتجزتها في بحر البلطيق
وذكرت الهيئة أن الناقلة، التي ترفع علم ليبيريا وتحمل اسم "غرين أدمير" (Green Admire)، استأنفت رحلتها في بحر البلطيق متجهة نحو ميناء روتردام الهولندي، بحسب بيانات تتبع السفن التي راجعتها وكالة رويترز. وكانت السفينة قد غادرت ميناء سيلياماي في إستونيا عبر ممر ملاحي مخصص يمر جزئيا عبر المياه الإقليمية الروسية، وهو ما أدى إلى توقيفها، بحسب ما ذكرته وزارة الخارجية الإستونية يوم الأحد. ورجح مارغوس تساكنا، وزير الخارجية الإستوني أن يكون احتجاز السفينة ردا من موسكو على حملة نفذتها البحرية الإستونية لتفتيش ناقلات تنقل ملايين البراميل من النفط الروسي عبر بحر البلطيق. الحادث يُسلط الضوء على تصاعد التوترات في منطقة بحر البلطيق، التي باتت تشكل إحدى نقاط الاحتكاك الجيوسياسي بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، خاصة بعد انضمام فنلندا والسويد للناتو، وزيادة الحضور العسكري الغربي في دول البلطيق. وتُعد المضائق والممرات البحرية في البلطيق شريانًا استراتيجيًا لنقل الطاقة والبضائع، كما أن أي توتر فيها قد تكون له انعكاسات مباشرة على أمن الطاقة الأوروبي وسلامة الملاحة الدولية.