logo
قائد الجيش السوداني: لا سلام مع «الدعم السريع» إلا بإلقاء السلاح

قائد الجيش السوداني: لا سلام مع «الدعم السريع» إلا بإلقاء السلاح

الرياض٣١-٠٣-٢٠٢٥

تعهد قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان السبت أن تقاتل قواته حتى النصر، مستبعدا السلام مع قوات الدعم السريع ما لم تسلم الأخيرة أسلحتها.
وقال البرهان في أول خطاب متلفز له منذ سيطرة الجيش على الخرطوم هذا الأسبوع إن "طريق السلام وإنهاء الحرب ما زال مشرعا... ذلك ممكن وطريقه واضح وهو أن تضع هذه الميليشيا السلاح".
واستبعد قائد الجيش أي مفاوضات مع الدعم السريع، معتبرا أن النصر لن يكتمل "إلا بالقضاء على آخر متمرد في آخر بقعة من السودان".
جاء الخطاب بعد أيام من دخول الجيش إلى القصر الرئاسي في الخرطوم الذي كان تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب قبل نحو عامين.
وشنّ الجيش الذي تكبد خسائر فادحة لمدة 18 شهرا، هجوما مضادا قويا في نوفمبر من العام الماضي، تمكن من خلاله من التقدم عبر وسط السودان باتجاه العاصمة.
وإضافة إلى القصر الرئاسي، استعاد الجيس في هجوم حاسم في الخرطوم الأسبوع الماضي المطار ومواقع استراتيجية أخرى.
وأجبرت استعادة الجيش للخرطوم قوات الدعم السريع على إعادة تنظيم صفوفها، لكن قيادتها استمرت في التعبير عن تحديها، وتعهدت أن "لا تراجع ولا استسلام" مؤكدة أنها ستعمل "على حسم المعركة لمصلحة شعبنا وسوف نجرع العدو الهزائم".
وبعد ساعات من زيارة عبدالفتاح البرهان القصر الرئاسي، أعلنت قوات الدعم السريع عن "تحالف عسكري" مع فصيل من الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو التي تسيطر على أجزاء من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وكان هذا الفصيل قد اشتبك مع طرفي النزاع الأساسيين، قبل أن يوقع ميثاقا سياسيا مع قوات الدعم السريع الشهر الماضي لإنشاء حكومة منافسة.
ومساء الخميس، أفاد شهود عيان في مدينة الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق، بأن مطار المدينة وسد الروصيرص القريب تعرضا لهجوم بطائرات مسيّرة شنته قوات الدعم السريع وحلفاؤها لأول مرة منذ بدء الحرب.
وأعلن الجيش لاحقا أنه أسقط طائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع.
من جهتها، أعلنت قوات الدعم السريع السبت سيطرتها على قاعدة عسكرية تقع على بعد نحو 140 كيلومترا جنوب غرب الدمازين.
دقلو: انسحبنا
اعترف قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الأحد للمرة الأولى بأن قواته انسحبت من الخرطوم التي أعلن الجيش الخميس أنه استعاد السيطرة عليها بالكامل.
وقال دقلو في كلمة موجهة إلى قواته تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي "في الأيام السابقة حصل انسحاب لتموضع القوات في أم درمان" في قرار وافقت عليه "القيادة وإدارة العمليات (...) أنا أؤكد لكم أننا طلعنا من الخرطوم ولكن بإذن الله نعود للخرطوم".
وأضاف أن "أي شخص يعتقد أن هناك تفاوضا أو اتفاقا مع هذه الحركة الشيطانية مخطئ"، في إشارة إلى الجيش الذي تخوض قوّات الدعم السريع حربا ضده منذ أبريل 2023.
وأكد "ليس لدينا أي اتفاق أو نقاش معهم، فقط (لغة) البندقية".
وأعلن قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان مساء الأربعاء "تحرير" العاصمة من قوّات الدعم السريع، قبل أن يعلن الخميس سيطرته الكاملة عليها.
من جانبها، تعهدت قوات الدعم السريع الخميس أنها "لن تتراجع ولن تستسلم" مشيرة إلى أن "قواتنا لم تخسر أي معركة لكنها أعادت تموضعها وانفتاحها على جبهات القتال".
بلد مقسم
وأدت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع والمستمرة منذ عامين إلى مقتل عشرات الآلاف من السودانيين ونزوح أكثر من 12 مليونا في أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم.
ومساء السبت، تعهد البرهان في أول خطاب متلفز له منذ سيطرة الجيش على الخرطوم أن قواته ستقاتل حتى النصر، مؤكدا أن الحرب لن تنتهي حتى تضع قوات الدعم السريع أسلحتها.
كما استبعد إجراء أي مفاوضات مع الدعم السريع، معتبرا أن النصر لن يكتمل "إلا بالقضاء على آخر متمرد في آخر بقعة من السودان".
وخلال فترة الانتقال السياسي الهشة التي تلت سقوط الرئيس عمر البشير في 2019، شكل برهان ودقلو تحالفا ظرفيا لطرد الشخصيات المدنية من الحكومة، قبل أن يدخلا في نزاع دام على السلطة تحول لاحقا إلى حرب مفتوحة.
ورغم الانتكاسة التي ألحقها الجيش بقوات الدعم السريع في العاصمة، إلا أن البلاد، ثالث أكبر دولة في إفريقيا، لا تزال منقسمة بحكم الأمر الواقع إلى قسمين.
ويسيطر الجيش على شرق وشمال السودان، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على شبه كامل إقليم دارفور الشاسع في الغرب وأجزاء من الجنوب.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على البرهان ونائبه السابق دقلو (حميدتي)، بسبب انتهاكات ترتكبها قواتهما في الحرب. وفي يناير 2025، اتهمت واشنطن رسميا قوات الدعم السريع بارتكاب "إبادة جماعية".
والأحد، أفاد شهود لوكالة فرانس برس بأن طائرات مسيرة استهدفت مدينة عطبرة التي تبعد حوالى 300 كلم شمال الخرطوم. ولم ترد أي حصيلة عن مصادر طبية.
وتتمركز في عطبرة وحدات للجيش لحماية المدينة التي تكتسب أهمية استراتيجية لوقوعها على الطريق المؤدية إلى بورتسودان على البحر الأحمر، حيث تتّخذ الحكومة الموالية للجيش مقرا موقتا.
إلى ذلك، أدت ضربة جوية نفذتها طائرة حربية الأحد على مدينة الأبيض في جنوب السودان إلى مقتل طفل وإصابة ثمانية أشخاص، بحسب مصدر طبي.
وفي فبراير، تمكن الجيش من فك الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان الاستراتيجية، والواقعة عند مفترق طرق يربط العاصمة الخرطوم بإقليم دارفور في غرب البلاد الذي تسيطر قوات الدعم السريع على غالبية مناطقه.
والسبت، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على قاعدة عسكرية تقع على بعد نحو 140 كيلومترا جنوب غرب مدينة الدمازين، عاصمة ولاية النيل الأزرق (جنوب) التي نفذت بالقرب منها هجوما بطائرة مسيرة الخميس، بحسب شهود عيان.
دمرت الحرب السودان، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص.
وباتت البلاد منقسمة فعليا إلى قسمين، حيث يسيطر الجيش على الشمال والشرق، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على معظم دارفور في الغرب ومناطق في الجنوب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«الربيعة»: المملكة في طليعة الدول الداعمة للعمل الإغاثي والمشاركة الفعالة في حل الأزمات الإنسانية
«الربيعة»: المملكة في طليعة الدول الداعمة للعمل الإغاثي والمشاركة الفعالة في حل الأزمات الإنسانية

صحيفة عاجل

timeمنذ 33 دقائق

  • صحيفة عاجل

«الربيعة»: المملكة في طليعة الدول الداعمة للعمل الإغاثي والمشاركة الفعالة في حل الأزمات الإنسانية

فريق التحرير نوّه المستشار بالديوان الملكي، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، بتقدير المجتمع الدولي للدور الريادي الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في حل الأزمات الإنسانية، والجهود الحثيثة التي بذلتها قيادة المملكة لرفع العقوبات عن الجمهورية العربية السورية التي أسهمت في تهيئة المُناخ لاستجابة إيجابية من الولايات المتحدة الأمريكية، وسيكون لها الأثر - بإذن الله - في تحسين إيصال المساعدات الإنسانية وتوفير حياة أفضل للشعب السوري الشقيق. جاء ذلك خلال مشاركة معاليه أمس في الندوة الحوارية «الأزمات في الشرق الأوسط.. تحدي حماية الأرواح واحترام القانون الإنساني الدولي»، ضمن أعمال المنتدى الإنساني الأوروبي لعام 2025م، في مدينة بروكسل، بحضور سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الاتحاد الأوروبي هيفاء بنت عبدالرحمن الجديع. وعبر الدكتور عبدالله الربيعة عن تقديره للمفوضية الأوروبية لتركيزها نحو الأزمات الإنسانية حول العالم، خاصة في منطقة الشرق الأوسط إذ تستمر النزاعات وتتفاقم موجات النزوح وتنهار البنى التحتية، مبينًا أن أكثر من 65 مليون شخص في الشرق الأوسط اليوم بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، مفيدًا أنه وفقًا لمصادر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) فلم يموّل سوى أقل من 30% من خطط الاستجابة الإنسانية، مؤكدًا أن المنطقة تشهد أزمة نزوح هائلة تتجاوز 28 مليون نازح. وأضاف أن «العالم العربي يشهد العديد من أشد الأزمات الإنسانية إلحاحًا على مستوى العالم، نتيجة الصراعات المستمرة وحالات عدم الاستقرار في دول مثل اليمن وسوريا والسودان ولبنان وفلسطين، وتسبب العنف والافتقار للضروريات الأساسية إلى حدوث الوفيات المبكرة لآلاف الأشخاص، وخاصة الأطفال»، متطرقًا لاستجابة مركز الملك سلمان للإغاثة الذراع الإنساني للمملكة لهذه التحديات بتنفيذه أكثر من 3.400 مشروعًا إنسانيًا في 107 دول. وأشار «د. الربيعة»، إلى أن «الاحتياجات الإنسانية العالمية لاتزال الأكثر إلحاحًا حيث تتمحور حول الأمن الغذائي، والمياه والإصحاح البيئي، والرعاية الصحية، والإيواء، والتعليم، ومن التحديات المباشرة في المناطق التي تشهد معدلات عالية من حركة السكان والنزوح هو كيفية إيصال المساعدات إلى أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها، فضلًا عن التحديات التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني في الميدان، مثل اعتقال بعضهم وتعرضهم للتهديد الجسدي أو الإصابة أثناء أداء واجباتهم، أو تزويدهم بمعلومات غير دقيقة حول تقييم الاحتياجات، إضافة إلى حرق ونهب ومصادرة شاحنات الإغاثة والمستودعات». وعرج على أهمية معالجة فجوة التمويل لتفادي الكوارث الإنسانية ومنع المزيد من الأشخاص من الاعتماد على المساعدات الإنسانية، عن طريق انضمام المزيد من المانحين لتلبية الاحتياجات المتزايدة، وإنشاء شراكات إستراتيجية لدعم المزيد من المشاريع الإنسانية، منوهًا بتحقيق المملكة العربية السعودية نجاحًا ملحوظًا من خلال حملات منصة «ساهم» الإلكترونية، التي تشجع الأفراد على التبرع، فضلًا عن المساهمات الكبيرة للقطاع الخاص السعودي في تلبية النداءات الإنسانية الدولية. كما دعا الدكتور عبدالله الربيعة إلى أهمية الوقوف إلى جانب المجتمعات المتضررة والمحتاجة، انطلاقًا من الرسالة السامية للمملكة في مدّ يد العون دون تمييز، وتجسيدًا لدورها المحوري في تعزيز العمل الإنساني عالميًا، مؤكدًا ضرورة تشجيع الحوار والتعاون لتعزيز الاستقرار والسلام حول العالم.

الرئيس #الزبيدي يُعزي في وفاة عضو #الجمعية الوطنية الأستاذ سالم قسيبة
الرئيس #الزبيدي يُعزي في وفاة عضو #الجمعية الوطنية الأستاذ سالم قسيبة

حضرموت نت

timeمنذ 37 دقائق

  • حضرموت نت

الرئيس #الزبيدي يُعزي في وفاة عضو #الجمعية الوطنية الأستاذ سالم قسيبة

عدن ( حضرموت21 ) خاص بعث الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي برقية تعزية ومواساة، في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الأستاذ سالم عوض سعيد قسيبة، عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي وافاه الأجل يوم أمس الأول. وعبّر الرئيس الزُبيدي في برقيته عن خالص تعازيه وعظيم مواساته لأبناء الفقيد رامي ومازن ومحمد، وإخوانه عمر، ومحمد، وصالح، وأحمد وذويه وأفراد أسرته، وآل القشاعير، وآل لخنف وأبناء مديرية رضوم بمحافظة شبوة عمومًا، ومشاطرته لهم أحزانهم في هذا المصاب الأليم. وابتهل الرئيس القائد في ختام برقيته، إلى المولى العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنه فسيح جناته، ويُلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان. إنَّا لله وإنّا إليه راجعون

رئيس مجلس القيادة يتلقى برقية تهنئة من سلطان عمان بمناسبة العيد الوطني
رئيس مجلس القيادة يتلقى برقية تهنئة من سلطان عمان بمناسبة العيد الوطني

حضرموت نت

timeمنذ 37 دقائق

  • حضرموت نت

رئيس مجلس القيادة يتلقى برقية تهنئة من سلطان عمان بمناسبة العيد الوطني

عدن – سبأنت: تلقى فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، برقية تهنئة من اخيه صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، هنأه فيها بمناسبة العيد الوطني الـ ٣٥ للجمهورية اليمنية ٢٢ مايو. وأعرب جلالته عن خالص التهاني وصادق التمنيات لرئيس مجلس القيادة الرئاسي بموفور الصحة والسعادة والعمر المديد، سائلا الله تعالى أن يحقق للشعب اليمني كل ما يصبو إليه من تطلعات وآمال.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store