
"نزع سلاح غزّة" المشروع الفلسطيني في الضفة الغربية
سلاح المقاومة هو الذي فضح سذاجة طروحات من ربط وجوده بإرادة إسرائيلية أو بأنظمة عميلة
لم يولد هذا الفعل السياسي من فراغ، بل نتج ردّة فعل على النجاح الذي حققّه النموذج الغزّي ورهاناته بإيلام إسرائيل وزعزعة أمنها الوجودي بسلاح وقدرات محلّية الصنع. وهو ما وضع هذه الشرائح في المجتمع الفلسطيني في "7 أكتوبر" (2023) أمام استحقاق واضح: إما التواطؤ مع الإرادة الإسرائيلية والتعلّق بفرص الخلاص الفردي لهذه الفئات وتعظيم مكاسبها أو الانحياز إلى القيم الأصيلة للمشروع الوطني الفلسطيني التي لم تمثّل عملية طوفان الأقصى إلا استمراراً لها. سلاح المقاومة بمعناه الرمزي والفعلي هو الذي فضح سذاجة طروحات من ربط وجوده بإرادة إسرائيلية أو بأنظمة عميلة، ظنّاً منه أن هذا سينجيه من مصير العبودية والإذلال اليومي من إسرائيل. وفضح نخباً عربيةً واسعةً ارتدّت إلى مواقعها الطبقية بعد هزيمة "الربيع العربي"، واندمجت في مشاريع ورؤية الأنظمة السلطوية والمعادية لمصالح شعوبها، وتماهت بشكل كامل مع النظام العالمي المفرط في إمبرياليته منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، وما روّجه من خطاباتٍ وسياساتٍ معاديةٍ للاشتراكية، لتجد اليوم أن نتيجة كلّ خياراتها في الثلاثين سنة الماضية هو الإذلال اليومي الذي تعيشه اليوم.
عندما أطلق محمّد الضيف خطابه في بداية "الطوفان"، وطالب كلّ الساحات بالتحرّك، كان يُعبّر عن عمل ورؤية من منظور غزّي، نابع من أفق السجين الحرّ في سجنه، فهذا نداء خرج من غزّة التي هي أكبر مدينة فلسطينية وتجمّع للاجئين الفلسطينيين، احتوت على التركيبة الاجتماعية الأنسب لقيادة مشروع التحرير، والظروف الموضوعية اللازمة لتكوين عقدٍ اجتماعيٍّ بين الأطراف الفاعلة في هذا الحيّز الجغرافي وكتلته الديمغرافية، سمحت له بأن يحظى بدعم شرائح عدّة تشكّلت وربطت ارتقاءها الاجتماعي بمقاومة الاحتلال وبنمط اقتصادي تحت الحصار، بقي ناظمه الرئيس على عيوبه منسجماً مع تصوّرات القوى السياسية التي ترى الصراع مع إسرائيل وهزيمة مشروعها المدخل الوحيد لمستقبل أفضل لكلّ من يعيش في هذه المنطقة. هذه التركيبة المختلفة عن الضفة الغربية والمدن الفلسطينية الصغرى الموزّعة فيها، التي لم تخلخل النكبة بُناها الاجتماعية التقليدية، ما جعلها تحتفظ ببُنى متواصلة أكثر محافظةً، ربط جزء منها نفسه عضوياً بإسرائيل. وانخرطت في خيارات جعلتها تهادن أحياناً، وتتحالف، في أحيان أخرى، مع مشاريع الهندسة الاجتماعية والاقتصادية التي صعّبت على الفصائل الفلسطينية من كسب أرضية اجتماعية واسعة، منفصلة عن البنى التقليدية لترسيخ مشروعها فيها.
"الطوفان" كان قفزةً كبيرةً نحو مواجهة بدأت بالتدحرج، ووصلت بعد التخاذل والخيانة إلى تحقيق الحلم الصهيوني
يمكننا الآن، بأثر رجعي، أن ندّعي أن هذا السجين لم يكن يمتلك فهماً حقيقياً لمدى فردانية التركيبة الاجتماعية التي امتلكها في غزّة، التي سمحت له بأن يفكّر ويقدم على خطوة مثل "طوفان الأقصى". وبأنها تختلف بسبب سياق تطوّرها عن التركيبة الاجتماعيّة للجماهير وممثليها في الأطر السياسية والمنظمات والهيئات في الضفة الغربية، بعد ثلاثين عاماً تحت حكم السلطة الفلسطينية المتحالفة مع النُّخب المرتبطة عضوياً بإسرائيل. هذه الجماهير لا يكفيها نداء وخطاب لكي تنخرط في معركة مع إسرائيل، وبأن الانتماء الأيديولوجي أو الوازع الديني والوطني لا يكفي بحدّ ذاته لدفع الجماهير إلى خيارات متناقضة مع مصالحها الطبقية المباشرة، ويجعلها تقبل الدخول في حربٍ مفتوحةٍ مع إسرائيل.
اعتقدت هذه القيادة في غزّة أن "طوفان الأقصى" ليس إلا المرحلة الموضوعية التالية لـ"انتفاضة 2021"، غير آخذة بالاعتبار أن النُّخب والجماهير في الضفة والداخل، التي ثارت في انتفاضة الشيخ جرّاح من أجل هدفٍ سياسي محدّد، وفي إطار زمني، وأفق مرئي، مثل وقف الاستيطان في القدس أو الاقتحامات للمسجد الأقصى، هي غير قادرة حتى على تخيّل أو استيعاب أن يطلب منها أن تدخل في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، مثل ما طلبه بيان محمد الضيف من الفلسطينيين. فمنذ تلك اللحظة، وحتى بدء حرب الإبادة، وحديث الجميع في الضفة والداخل، يتمحور عن الهلع من "الكلفة الباهظة" التي ستدفعها غزّة بعد "طوفان الأقصى"، من دون أيّ نية للانخراط في جهد فعلي لتقليل هذه الكلفة، ورغم علم الجميع بأن تكلفة المقاومة والانخراط أقلّ من كلفة الهزيمة الشاملة المقبلة، ومشروع التهجير الذي ينتظر على الأبواب.
هل هذه النُّخب ومن يرتبط بها اقتصادياً واجتماعياً عميان ولا يستطيعون رؤية خطوات المشروع الصهيوني المقبل؟... لا، التواطؤ منذ البداية على التسامح وقبول هذا النموذج الاقتصادي والاجتماعي القائم في الضفة المليء بالتناقضات، والمعتمد بشكل رئيس على الشراكة مع المستوطنين هو ما أوصل إلى هذا الواقع اليوم، الذي يعكس قبولاً مسبقاً من المشاركين فيه منذ البداية، بحقيقة أن وجودهم مؤقت، وأن المستقبل للمستوطنين. والهلع الذي أصابهم، خوفٌ من أن تتعثّر عملية ترتيب جهوزية هؤلاء لنقل أموالهم خارج فلسطين وقبول مشاريع التهجير. فما هو المعنى الحقيقي لشراكة مع مستوطن، هدفه بحكم الاسم والتعريف طردك من أرضك والاستيطان فيها؟ إلا إذا كنت تتأمّل إعادة إنتاج "روابط القرى" كي تمنح نفسك بعض الوقت لتجميع أرباح آنية وتحويلها إلى الخارج؟ عامان ونحن نرى أمامنا هذه المكوّنات العابرة للطبقات والتقسيمات المناطقية في الضفة وهي ترتّب أوضاعها القانونية في دول أخرى، والحصول على جنسياتٍ أجنبية، استعداداً للهروب الكبير. أصحاب معامل، وشركات، ورؤوس أموال، إلى جانب قيادات سلطة "أوسلو" ومنظّمات المجتمع المدني، وكلّ من يستطيع أن يؤمّن وجوده المادي خارج الضفة الغربية يقوم بذلك بالتوازي مع الصراخ لنزع السلاح، والوقوف صفّاً واحداً إمّا بالدعم المباشر لتحرّكات أجهزة التنسيق الأمني ضدّ جيوب العمل الحزبي المقاوم في نابلس وجنين وطولكرم، أو بالتواطؤ الكامل بالصمت عن اعتقال آلاف الحزبيين في الضفة الغربية كلّ يوم.
تمترس الكلّ اليوم حول عنوان نزع السلاح يعني ضمنياً الاعتراف لإسرائيل بأننا لا نستحق أن نكون أحراراً
تمترس هذا الكلّ اليوم حول عنوان "نزع السلاح" يعني ضمنياً الاعتراف لإسرائيل بأننا لا نستحقّ أن نكون أحراراً. هو طلبٌ يعرف كلّ من يتشبّث به أن هدفه أن تحصل إسرائيل على ما لم تحصل عليه بكلّ وحشية جيشها، وهو اعتراف بقتل الروح الفلسطينية التوّاقة إلى الحرية، والقبول بأن الخيار الحتمي الوحيد أمام الفلسطينيين الموت أو التهجير.
كان "الطوفان" قفزةً كبيرةً نحو مواجهة بدأت بالتدحرج، ووصلت بعد التخاذل والخيانة إلى تحقيق الحلم الصهيوني الذي تملّك كلّ رؤساء وزراء إسرائيل "أن تُمسَح غزّة" أو "يبتلعها البحر". وما عملية ترسيخ مطلب نزع السلاح، سواء بمعناه الرمزي أو الفعلي، وتحويله المشروع الرئيس للفلسطينيين، إلا استمرارٌ لهذه النُّخب في أداء دورها الحقيقي في نهج الاستسلام التاريخي الذي بدأت به، وتصفية ما تبقّى من الوجود الفلسطيني، الذي مثّل بمشروعه الوطني والعربي والأممي حلماً حقيقياً وأملاً لشعوبنا بالانتصار على وحشية الإمبريالية وسطوتها وأدواتها، وهؤلاء اتخذوا قرارهم، منذ فترة طويلة، أنهم ليسوا على جانبنا من الصراع، بل هم بكلّ تأكيد يسعون أن يكونوا في الجانب الآخر منه.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 30 دقائق
- العربي الجديد
ترامب يستقبل زيلينسكي وقادة أوروبيين بعد قمة ألاسكا
أعلن الرئيس الأوكراني الصورة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ولد فولوديمير زيلينسكي في 25 يناير 1978 جنوب شرق أوكرانيا، وحصل على ليسانس القانون من جامعة كييف الوطنية عام 2000، وعمل في المجال الفني حتى 2019، حيث ترشح لرئاسة البلاد في في 31 ديسمبر 2018، وفاز في الانتخابات في 21 أبريل 2019 لمدة 5 سنوات. فولوديمير زيلينسكي، فجر اليوم الاثنين، أنه وصل إلى واشنطن للاجتماع مع نظيره الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 بمشاركة قادة أوروبيين. ويأتي ذلك فيما أكد ترامب، في وقت متأخر من أمس الأحد، أن زيلينسكي قادر على إنهاء الحرب مع روسيا "على الفور"، لكنه استبعد استعادة أوكرانيا شبه جزيرة القرم أو انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقال زيلينسكي في منشور على منصة إكس: "نتشاطر جميعاً رغبة قوية في إنهاء هذه الحرب بسرعة، لكن السلام يجب أن يكون دائماً"، مشيراً إلى اتفاقيات سابقة أُجبرت فيها "أوكرانيا على التخلي عن شبه جزيرة القرم وجزء من دونباس، التي استخدمها بوتين ببساطة كنقطة انطلاق لهجوم جديد"، ملمحاً إلى أن أوكرانيا حصلت أيضاً في عام 1994 على ما يُسمى ضماناتٍ أمنية "لكنها لم تُجدِ نفعاً". وأكد زيلينسكي قائلاً: "يقاتل الأوكرانيون من أجل أرضهم واستقلالهم"، مضيفاً: "يجب على روسيا أن تنهي هذه الحرب التي بدأتها بنفسها. وآمل أن تُجبر قوتنا المشتركة مع أميركا وأصدقائنا الأوروبيين روسيا على تحقيق سلام حقيقي". رصد التحديثات الحية "رويترز": الخطوط العريضة لعرض بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا من جهته، كتب ترامب على منصته "تروث سوشال" عشية الاجتماع المقرر في البيت الأبيض مع زيلينسكي وقادة أوروبيين: "بإمكان الرئيس الأوكراني زيلينسكي إنهاء الحرب مع روسيا على الفور تقريباً، في حال أراد ذلك، أو يمكنه مواصلة القتال"، وأضاف: "لا استعادة للقرم التي منحها أوباما (قبل 12 عاماً من دون إطلاق رصاصة واحدة) ولا انضمام لأوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي". وكان المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف قد أكد، أمس الأحد، أن روسيا قدمت "بعض التنازلات" بشأن خمس مناطق أوكرانية، في إشارة إلى خيرسون وزابوريجيا ودونيتسك ولوغانسك إضافة إلى شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو في 2014. وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين الصورة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين أورسولا فون ديرلاين، سياسيّة ألمانية تنتمي إلى الحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم، وأول امرأة تشغل منصبي وزير العمل والتأمينات الاجتماعية ووزير الدفاع في ألمانيا، في عام 2019 انتُخبت لتكون أول امرأة تتولى منصب رئيسة المفوضية الأوروبية، وفي 18يوليو/ تموز 2024، أعاد نواب البرلمان الأوروبي انتخاب أورسولا فون ديرلاين رئيسة للمفوضية لولاية ثانية ، أمس الأحد، أنها ستتوجه مع العديد من القادة الأوروبيين إلى واشنطن اليوم الاثنين، ليكونوا إلى جانب زيلينسكي خلال لقائه مع ترامب. وكتبت فون ديرلاين على منصة إكس: "بناء على طلب الرئيس زيلينسكي، سأنضمّ إلى الاجتماع مع الرئيس ترامب غداً في البيت الأبيض، إضافة إلى قادة أوروبيين آخرين". وفي هذا السياق، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرز والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب أنهم سيكونون حاضرين في واشنطن، الاثنين، ومثلهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته. وانتقد ماكرون عقب اجتماع حلفاء كييف المعروف بـ"تحالف الراغبين"، الذي شارك فيه زيلينسكي عبر الفيديو مع الحلفاء الأوروبيين أمس الأحد، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، معتبراً أنه "لا يريد السلام" مع أوكرانيا بل يريد "استسلامها". وأكد الرئيس الفرنسي أنه "لا يمكن إجراء مناقشات بشأن الأراضي الأوكرانية بدون الأوكرانيين"، مطالباً بدعوة الأوروبيين إلى أي قمة مقبلة بشأن أوكرانيا. وعن اجتماع اليوم الاثنين، قال ماكرون: "رغبتنا هي تشكيل جبهة موحدة بين الأوروبيين والأوكرانيين" وسؤال الأميركيين "إلى أي مدى" هم مستعدون للمساهمة في الضمانات الأمنية لأوكرانيا. في غضون ذلك، دعت الصين اليوم، "جميع الأطراف" المشاركة في محادثات واشنطن لوضع حد للحرب الروسية على أوكرانيا، للتوصل إلى اتفاق "في أقرب وقت". وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ في مؤتمر صحافي دوري "نأمل بأن تشارك جميع الأطراف... وتتوصل إلى اتفاق سلام عادل ودائم وملزم ومقبول بالنسبة لجميع الأطراف في أقرب وقت ممكن". (فرانس برس، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 30 دقائق
- العربي الجديد
نقل مشاهد احتجاجات تل أبيب إلى ترامب وتواصل الجدل الإسرائيلي
أفادت وسائل إعلام عبرية، اليوم الاثنين، بأنّ مشاهد الاحتجاجات الإسرائيلية المطالبة بإنهاء حرب الإبادة على قطاع غزة وإعادة المحتجزين الإسرائيليين، الأحياء منهم والأموات، نُقلت للرئيس الأميركي دونالد ترامب وتركت "انطباعاً جيداً" لدى مسؤولين أميركيين، فيما يستمر الانقسام الإسرائيلي الداخلي بشأنها. واحتشد الليلة الماضية في المظاهرة الختامية، في "ميدان المختطفين" في تل أبيب، والشوارع المجاورة، في ختام يوم الإضراب والاحتجاج من أجل المحتجزين، نحو 400 ألف شخص وفق تقديرات المنظّمين، بينما لم تصدر شرطة الاحتلال الاسرائيلي أرقاماً رسمية بعد. وذكر موقع واينت العبري اليوم بأنّ مسؤولين أميركيين أعربوا عن إعجابهم الشديد بالمشاهد الواردة من المظاهرة في تل أبيب وبالأعداد اللافتة للمشاركين، وأن مسؤولاً في البيت الأبيض عبّر عند مشاهدته الصور بقوله: "واو". ونقل الموقع قول مصدر مطّلع (لم يسمّه) إنّ الصور نُقلت إلى الرئيس دونالد ترامب. وبحسب "واينت"، فإنّ الأميركيين أبدوا إعجاباً بالغاً، حتى إنّهم طلبوا إرسال صور ومقاطع فيديو إضافية، ليتسنى لهم رؤية التعبئة الشعبية اللافتة من الإسرائيليين دعماً للمحتجزين الـ50 الذين لا يزالون في الأسر منذ 681 يوماً. من جانبه، توجّه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إلى الرئيس ترامب من خلال منشور على منصة إكس، صباح اليوم، إذ كتب: "لقد قال الشعب في إسرائيل كلمته الليلة الماضية. دعم إسرائيل يعني دعم صفقة لإعادة المختطفين". في المقابل، قلّل مسؤولون في حكومة الاحتلال الإسرائيلي من شأن المظاهرات والاحتجاجات والإضراب، التي سادت مختلف المناطق أمس، وعطّلت العديد من المرافق. ونقلت وسائل إعلام عبرية، عن مسؤول إسرائيلي رفيع، قوله: "هل ستؤدي المظاهرات إلى إطلاق سراح المختطفين؟ للأسف لا. عليهم أن يتظاهروا ضد حماس"، وزعم المسؤول: "لقد وافقنا على صفقة، لكنّ حماس رأت أنّ الحملة الدولية تصبُّ في مصلحتها، مع حملة التجويع والدولة الفلسطينية، ولذلك بدأت تماطل. سنقلب كل حجر من أجل إعادة المختطفين. نحن نمارس ضغطاً عسكرياً على حماس. إعادة المختطفين هدف سنحرص على تحقيقه". وتأتي هذه التصريحات رغم تحذير جهات إسرائيلية عديدة من أنّ توسيع حرب الإبادة، واحتلال مدينة غزة، وزيادة الضغط العسكري قد يؤدي إلى مقتل المحتجزين الأحياء الذين تقدّر دولة الاحتلال عددهم بنحو 20 محتجزاً على قيد الحياة، وإلى فقدان جثث محتجزين، وإلى قتلى في صفوف جنود الاحتلال، وخسائر أخرى. رصد التحديثات الحية إذاعة إسرائيلية: قلق مصري من ربط أميركي بين تهجير غزة وسد النهضة وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، قبل انطلاق المظاهرة الختامية، اللية الماضية، مستهتراً بمطالب المحتجّين، إنّ إسرائيل "لم تتوقف، ولا لدقيقة واحدة"، وأضاف: "بدأ اليوم بتصريحات حماسية من منظمات يسارية، سعت لتنظيم احتجاجات وشلّ الدولة. لكن ما الذي حدث فعلياً؟ لا شيء يُذكر. بضعة آلاف فقط من بين عشرة ملايين مواطن في دولة إسرائيل أغلقوا الطرقات في أنحاء البلاد"، وتابع: "شعب إسرائيل يُظهر تضامناً هائلاً مع المختطفين وعائلاتهم، لكنّه غير مستعد بأي حال من الأحوال لأن يكون أداة بيد منظمات احتجاج يسارية تسعى لإسقاط حكومة اليمين". وزعم سموتريتش بأن نتنياهو ارتبك بسبب الانتقادات الموجهة إليه، وقال: "سيدي رئيس الوزراء، من المحتمل أنك شعرت بالخوف أكثر من اللازم في الفترة الأخيرة بسبب الحملة الإعلامية (ضد الحكومة). لقد أخذت الإعلام على محمل الجد، وشعرت أن الشعب ليس معك. لكن شعب إسرائيل يقف إلى جانبك، وعليك اتخاذ القرار الصحيح. أعلن بصوتك أنه لن يكون هناك أي توقف آخر (أي لحرب الإبادة) في منتصف الطريق، ولا صفقات جزئية بعد الآن. أعطِ الأمر للجيش الإسرائيلي بالهجوم على (مدينة) غزة وعلى مخيّمات الوسط. نصر مطلق بدفعة واحدة". بدوره، زعم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أيضاً بأن الإضراب "فشل". واعتبر أن الإضراب هو "امتداد مباشر للإضرابات التي خرجت من (شارع) كابلان (في إشارة إلى الاحتجاجات ضدّ خطة الحكومة لتقويض القضاء). إنها نفس الإضرابات، والاحتجاجات، والإغلاقات التي كانت هنا قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023). هذه الإضرابات تُضعف دولة إسرائيل، ولا تُقرّبنا من إعادة المختطفين".


القدس العربي
منذ ساعة واحدة
- القدس العربي
أستراليا تمنع عضو كنيست إسرائيلي من الدخول إلى أراضيها
لندن- 'القدس العربي': حظرت أستراليا، عضو الكنيست الإسرائيلي، سيمحا روتمن، من الدخول إلى أراضيها لمدة 3 سنوات بسبب تصريحاته المعارضة لإقامة دولة فلسطينية. ورفضت أستراليا طلب تأشيرة 'روتمن'، بعد أن طلب حضور مؤتمر في البلاد. وصرح وزير الداخلية الأسترالي توني باراك في بيان: 'إذا كنتم قادمين إلينا لنشر الكراهية والانقسام، فنحن لا نريدكم'. ووفقًا لصحيفة الغارديان، لن يتمكن روتمن من التقدم بطلب تأشيرة أخرى خلال السنوات الثلاث المقبلة. وقد أعدت الحكومة الأسترالية قائمة باقتباسات من روتمن لدعم ادعاءاتها، بما في ذلك معارضة قيام دولة فلسطينية ودعم السيادة. فيما صرح روتمن لموقع Ynet بأن 'الحكومة الأسترالية اختارت الاستسلام للإرهاب'.