
نفسيات الطيارين.. بوابات السلامة
حادثة الخطوط الجوية الهندية الأخيرة، التي أشارت نتائج التحقيق الأولية إلى احتمال أن قائد الطائرة هو من تسبّب عمداً في سقوطها أعادت إلى الأذهان حادثة مشابهة لطائرة «جيرمان وينغز» عام 2015م حينما قادها مساعد الكابتن نحو جبال الألب نتيجة معاناته من الاكتئاب ما أسفر عن وفاة 150 شخصاً.
بعد تلك الكارثة، أوصت وكالة سلامة الطيران الأوروبية بإجراءات صارمة، منها فرض وجود شخصين في قمرة القيادة في كلّ الأوقات، ومراقبة الحالة النفسية لأطقم الطيران، وتوفير برامج دعم تسمح للطيارين بمناقشة مخاوفهم دون خشية فقدان وظائفهم.
قبل عشر سنوات، أصدرت دار نشر جامعة الملك سعود كتاب «علم نفس الطيران»، الذي ترجمه د. هشام العسلي، ويعد مرجعاً علمياً هاماً بهذا الجانب، وهذا الأسبوع سعدت بالاطلاع على ورقة علمية للزميل الدكتور عبدالرحمن السلمان تناول فيها التحديات النفسية المتزايدة في صناعة الطيران، وأشار فيها إلى أن 23% من حوادث الطيران خلال العقد الماضي ترتبط بشكل مباشر بعوامل نفسية حسب تقرير منظمة الطيران المدني الدولي لعام 2024.
الورقة العلمية مليئة بالأرقام والأبحاث الحديثة، ففي دراسة مشتركة أجراها الاتحاد الدولي للنقل الجوي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية عام 2024م وُصفت بأنها أوسع مسح في مجال الصحة النفسية للطيران، وشارك فيها 32,000 موظف من 42 دولة، كشفت الدراسة عن أزمة حقيقية؛ حيث تبيّن أن 56% من الطيارين يعانون من أعراض الاكتئاب السريري، وهي نسبة تفوق المتوسط العام في المجتمعات (بين 8% و12%)، كما أن 41% من الطيارين أفادوا بمعاناتهم من قلق الطيران، و14% اعترفوا بوجود أفكار انتحارية.
أما أطقم الضيافة الجوية، فقد أظهرت الدراسة أن 63% منهم يعانون من الاكتئاب السريري، و52% من قلق الطيران، فيما بلغت نسبة من لديهم أفكار انتحارية 18% وشملت الأعراض الإرهاق العاطفي والتوتر العضلي.
المراقبون الجويون لم يكونوا بعيدين عن هذا التأثير؛ حيث أظهرت النتائج أن 48% منهم يعانون من الاكتئاب، و34% من قلق العمل، و9% من أفكار انتحارية، وشملت الأعراض نوبات الهلع والأرق المزمن.
أما فنيو الصيانة فيعانون من الإجهاد وأخطاء التركيز وتأثيرات الضجيج.
الأشد قلقاً في نتائج الدراسة أن 76% من العاملين في هذا القطاع يرفضون طلب المساعدة النفسية خوفاً من فقدان وظائفهم أو تراخيصهم المهنية، وهو ما يستدعي إعادة النظر في سياسات التقييم والدعم.
في هذا السياق، برزت التجربة الكندية من خلال برنامج «الأجنحة الصحية»، الذي أطلقته وزارة النقل عام 2024م ويستند إلى ثلاث ركائز: الوقاية، الكشف المبكر، والعلاج الشامل.
يوفر البرنامج خطاً ساخناً يعمل على مدار الساعة، ويديره أخصائيون نفسيون متخصصون في بيئة الطيران، كما يتيح عيادات متنقلة في المطارات الكبرى تقدم استشارات نفسية سريعة خلال فترات الراحة، مع تشريع يمنع فصل الموظف أو سحب رخصته نتيجة طلب المساعدة.
التجربة أثبتت نجاحها، حيث ارتفعت حالات الإبلاغ الذاتي عن الأعراض النفسية بنسبة 300%، وانخفضت الحوادث المرتبطة بالتوتر النفسي بنسبة 45%.
أما في الجانب التقني فقد طوّرت وكالة ناسا عام 2024م نظاماً متقدماً يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل نبرة صوت المراقبين الجويين، يستشعر التغيرات الطفيفة في سرعة الكلام ووضوح النطق ونبرته، وبدقة تصل إلى 94%؛ بهدف رصد علامات القلق والتدخل مبكراً.
إن التوسع الكبير في قطاع الطيران، والزيادة الهائلة في عدد الرحلات والمسافرين ينبغي أن يقابلها اهتمام مناسب بالصحة النفسية للعاملين في هذا القطاع. فسلامة الأجواء لا تتحقق فقط بصيانة الطائرات أو تطوير الأنظمة، بل تبدأ دون شك من سلامة الأشخاص، ومن قدرة المؤسسات على رعاية الإنسان قبل الجهاز.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 3 ساعات
- عكاظ
«الصحة العالمية» تنفي اتهامات إدارة ترمب بانتهاك السيادة الأمريكية
نفت منظمة الصحة العالمية، اليوم، اتهامات إدارة دونالد ترمب بأن التعديلات الأخيرة على اللوائح الصحية الدولية تنتهك السيادة الأمريكية. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في مؤتمر صحفي: «مهمتنا إصدار توصيات قائمة على البيانات لمساعدة الدول، لكن تطبيقها يبقى ضمن صلاحيات كل دولة وفق أنظمتها الوطنية». وردّاً على تصريحات وزيرَي الصحة والخارجية الأمريكيَين في 18 يوليو التي تحدثت عن تقويض للسيادة، أوضح تيدروس أن التعديلات نوقشت واعتُمدت من الدول الأعضاء، ولا تملك المنظمة سلطة فرض إجراءات مثل الإغلاق أو التلقيح الإجباري. من جهته، أشار كبير الخبراء القانونيين في المنظمة ستيف سالومون، إلى أن مهلة رفض التعديلات انتهت في 19 يوليو، وأن عدداً قليلاً فقط من الدول قدّم اعتراضه، ما يعني أن التعديلات ستسري على الغالبية العظمى من الدول الـ196 الأطراف في الاتفاق. أخبار ذات صلة


الرجل
منذ 3 ساعات
- الرجل
كيف تُعيد السعودية رسم خريطة الرعاية الصحية بالذكاء الاصطناعي؟
يُعد الجمع بين التقنيات الصاعدة مثل الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية أحد أكثر الموضوعات إثارة في وقتنا الحاضر، حيث يعرف الذكاء الاصطناعي على أنه قدرة الآلات على محاكاة الذكاء البشري، وأداء المهام التي عادة تتطلب الإدراك البشري. وفي هذا السياق، اختارت المملكة العربية السعودية ألا تكون متفرجًا في سباق الذكاء الاصطناعي الطبي، بل شريكًا فاعلاً فيه، حيث أطلقت المملكة ضمن رؤية السعودية 2030، عددًا من المبادرات الوطنية الطموحة، وعلى رأسها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا SDAIA"، التي تهدف إلى تسخير الذكاء الاصطناعي في خدمة القطاعات الحيوية، وفي مقدمتها القطاع الصحي. السعودية شريك فاعل في سباق الذكاء الاصطناعي الطبي ضمن رؤية 2030 - المصدر: vision2030 استراتيجية وطنية متكاملة للذكاء الاصطناعي في الصحة في عام 2023، أعلنت المملكة عن أول استراتيجية وطنية متكاملة للذكاء الاصطناعي في الصحة، ترتكز على ثلاث ركائز رئيسية: - ربط السجلات الصحية إلكترونيًا لبناء قاعدة بيانات موحدة على مستوى المملكة - تطوير منصات تشخيص ذكية مدعومة بالخوارزميات لتسريع ودقة اتخاذ القرار الطبي - تدريب الكوادر الطبية السعودية على التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي كجزء من إعادة هندسة مهنة الطب كما لم تقف السعودية عند حدود التطبيقات التقنية، بل انخرطت أيضًا في النقاش الأخلاقي العالمي، إذ أصبحت الدولة العربية الأولى التي تستضيف مؤتمرات دولية متخصصة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي الطبي، بينما تشارك بفاعلية في صياغة الأطر التنظيمية والتشريعية التي تسعى لضمان استخدام عادل وآمن للخوارزميات بالمجال الصحي، الأمر الذي يؤكد أن السعودية لا تسير على خطى أحد، بل تمهد طريقًا ثالثًا يجمع بين التحول الرقمي الجريء والضوابط الأخلاقية الرصينة. إن دمج الذكاء الاصطناعي مع الرعاية الصحية لديه القدرة على تغيير طريقة تقديم الرعاية الصحية وإدارتها، ليكون نظامًا صحيًا شاملاً وفعالاً ومتكاملاً، حيث يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تحليل كميات كبيرة من البيانات، وتحديد الأنماط، وحتى إجراء تنبؤات لنتائج المرضى المستقبلية. الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تغيير طريقة تقديم الرعاية الصحية - المصدر: shutterstock الرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي في المملكة تتضمن خطة رؤية 2030، التي أطلقتها الحكومة السعودية في العام 2016، استراتيجية شاملة لتحويل نظام الرعاية الصحية، تهدف إلى إنشاء نظام رعاية صحية أكثر تركيزًا على المريض، كما تؤكد على أهمية الرعاية الصحية الوقائية، والتثقيف الصحي، وخفض تكاليف الرعاية الصحية. ويتضمن البرنامج عدة أهداف، مثل زيادة عدد مقدمي الرعاية الصحية، وتعزيز البنية التحتية للرعاية الصحية، وتطبيق تقنيات الرعاية الصحية الجديدة، كما تهدف إلى جعل المملكة واحدة من أكثر البلدان كفاءة بمجال الرعاية الصحية. ويعد الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية جزءًا مهمًا من رؤية 2030، حيث تم إنشاء "SDAIA" لهذا الغرض، والمركز الوطني للقيادة والتحكم في الرعاية الصحية "NHCCC". ووفقًا لتقرير مؤشر الذكاء الاصطناعي لعام 2023، الصادر عن جامعة ستانفورد، فإن السعودية تتمتع بثاني أكبر قدر من المعرفة والوعي بفوائد الذكاء الاصطناعي من بين الدول. وكجزء من استراتيجية رؤية 2030، عُقدت القمة العالمية الأولى للذكاء الاصطناعي في سبتمبر 2020، تحت رعاية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء، وخلال هذه القمة وقعت المملكة اتفاقيات استراتيجية مع IBM وAlibaba وHuawei، وشركات أخرى، لتطوير إطار عالمي يدعم التعاون الدولي بمجال الذكاء الاصطناعي. وتوالت بعدها العديد من اللقاءات والمؤتمرات، أهمها قمة الرياض العالمية للتقنيات الحيوية الطبية سبتمبر 2021، كما عُقدت قمة الرياض العالمية للذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية في الرياض مارس 2022، حيث اجتمع كبار علماء الذكاء الاصطناعي والمديرون التنفيذيون وقادة الأعمال من جميع أنحاء العالم، لمناقشة أحدث أبحاث وتقنيات الذكاء الاصطناعي، ولاستكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والتعلم العميق بمجال الرعاية الصحية. وتجدر الإشارة إلى أن ما تشهده المملكة من تطور كبير في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، ومعدات المنظمات الطبية، سيساعد بشكل كبير في التنفيذ الشامل لأنظمة المعلومات الطبية. مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية تنجح في تفعيل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي "AI" - المصدر: السعودية تسخر تقنيات AI لخدمة المجال الطبي في أكتوبر 2022، نجحت مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية، في تفعيل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي "AI"، وتسخيرها في خدمة المجال الطبي بشكل متميز، كأول القطاعات الصحية الخاصة بالمملكة العربية السعودية، وذلك ضمن استراتيجية المجموعة الرامية لمواكبة آخر التطورات العلمية والبحثية والتكنولوجية، وتمكن هذه الخوارزميات اكتشاف أورام الثدي والجلطات الدماغية بدقة وسرعة، علاوة على التنبؤ المبكر باحتمالية الإصابة ببعض الأمراض في المستقبل. ويمكّن استخدام الذكاء الاصطناعي "AI" متخصصي الرعاية الصحية من معالجة المشكلات المعقدة، التي تتطلب الكثير من الوقت، واستخراج المعلومات ذات الصلة، وبكميات كبيرة من البيانات، بالإضافة إلى تكوين رؤى قابلة للتنفيذ، الأمر الذي يسهم في دقة وسرعة التشخيص وتقديم العلاج المناسب للمرضى. كما يسمح للأطباء باستخدام خبراتهم بشكل أفضل، علاوة على مساعدة الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالأوبئة، عبر استخدام خوارزميات تعطي نتائج دقيقة للغاية. "د. هوا" طبيب المستقبل في السعودية في مايو 2025، افتتحت شركة "سينيي Synyi AI" المدعومة من شركة Tencent الصينية، أول عيادة طبية تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي، وذلك بالشراكة مع مجموعة الموسى الصحية في المملكة العربية السعودية، في خطوة تعد الأولى من نوعها عالميًا. تقع العيادة في محافظة الأحساء شرق السعودية، وتشهد تطبيق نموذج طبي رائد، يدمج الذكاء الاصطناعي مع الرقابة البشرية، بهدف تقديم رعاية صحية دقيقة وسريعة وأكثر كفاءة. ويقف في قلب هذه التجربة الفريدة، نظام ذكاء اصطناعي يعرف باسم "د. هوا Dr. Hua"، الذي يتولى مسؤولية تشخيص الحالات ووصف العلاجات بشكل مستقل، بينما يقوم الأطباء البشر بمراجعة الخطة العلاجية، للتحقق من دقتها والتدخل عند الضرورة. ويبدأ التفاعل بين المريض و"د. هوا" عبر جهاز لوحي يصف فيه المريض أعراضه، ومن ثمّ يطرح النظام أسئلة موجهة، ويحلل البيانات الطبية والصور الإشعاعية التي يجمعها المساعدون الطبيون من البشر، وبناءً على هذه المعطيات، يضع النظام خطة علاجية مفصلة، يراجعها طبيب بشري قبل تنفيذها. شركة "سينيي" تفتتح أول عيادة طبية تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي في السعودية - المصدر: وبحسب تقرير نشرته "بلومبرغ"، سجّل النظام خلال مرحلة الاختبار معدل خطأ أقل من 0.3%، ما يشير إلى مستوى عالٍ من الدقة في التشخيص، ما يعزز ثقة القائمين على المشروع بإمكانيات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية. وفي إطار المرحلة التجريبية، استفاد عشرات المرضى من خدمات العيادة مجانًا، حيث يرافق وجود الطبيب البشري النظام لضمان الجاهزية في حالات الطوارئ أو المواقف التي قد تتطلب تدخلاً بشريًا مباشرًا. وتُعد هذه الخطوة تطورًا مهمًا نحو استخدام الذكاء الاصطناعي كخط دفاع أول في العلاج الطبي في المملكة. تقتصر خدمات "د. هوا" في الوقت الحالي على الأمراض التنفسية، ويغطي حوالي 30 مرضًا مثل الربو والتهاب الحلق، فيما تخطط الشركة لتوسيع قدرات النظام ليشمل 50 مرضًا خلال العام المقبل، تشمل أمراض الجهاز التنفسي والهضمي والجلدي، كما تعمل "سينيي" مع مستشفيات سعودية أخرى لافتتاح عيادات مشابهة في الأشهر المقبلة. ويأتي هذا المشروع في إطار توسع لشركات الرعاية الصحية الصينية نحو منطقة الشرق الأوسط، وعلى سبيل المثال وقعت شركة "فوسون فارما Fosun Pharmaceutical Group" من شنغهاي، اتفاقًا مع مجموعة "فقيه كير" السعودية لتطوير علاجات بالخلايا والجينات، وتعزيز التشخيص عن بُعد. قطاع الرعاية الصحية في السعودية يشهد تحولاً عميقًا مدفوعًا برؤية 2030 - المصدر: shutterstock مستقبل الرعاية الصحية الرقمية في المملكة أكدت أليشا موبن، المديرة العامة والرئيسة التنفيذية لمجموعة "Aster DM Healthcare"، على أن قطاع الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية يشهد تحولاً عميقًا، مدفوعًا برؤية 2030، وتبنٍّ سريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي والحلول الصحية الرقمية. وأوضحت موبن، في مقابلة مع "الشرق الأوسط"، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مفهومًا مستقبليًا في قطاع الرعاية الصحية، بل أصبح واقعًا ملموسًا يعيد تشكيل طريقة تقديم الخدمات، كما يلعب دورًا محوريًا في جعل الرعاية الصحية أكثر تخصيصًا وإتاحة وكفاءة في السعودية. ويُعد ضمان إتاحة الخدمات الصحية للمجتمعات النائية تحديًا كبيرًا، في بلد شاسع، مثل السعودية، فيما يعمل الذكاء الاصطناعي على معالجة هذه القضية، من خلال تمكين الطب عن بُعد والاستشارات الافتراضية، وفقًا لموبن. وتشرح موبن، التزام شركتها باستخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإتاحة، ويتجلى ذلك في تعاونها مع "جوجل كلاود"، لدمج ميزات الاستجابة الصوتية باللغة العربية في منصة "myAster"، مؤكدة أن هذه الميزة تتيح للمستخدمين وصف الأعراض بلهجاتهم المحلية، ما يضمن تفاعلات شخصية وملاءمة ثقافيًا، قائلة: "مثل هذه الابتكارات تُعدّ حاسمة في منطقة تلعب فيها اللغة والخصوصيات الثقافية دورًا كبيرًا في تقديم الرعاية الصحية". ويستطيع الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية الرقمية أن يدمج الرعاية المادية والافتراضية معًا، كما يلعب دورًا حاسمًا في ضمان استمرارية الرعاية للمرضى، بغض النظر عن موقعهم. كما أنه يتيح المراقبة عن بُعد، وتتبع الحالات المزمنة من خلال الأجهزة الذكية، وضمان حصول الأطباء على تنبيهات في الوقت المناسب إذا كانت هناك حاجة للتدخل، وفقًا لموبن. وأكدت المديرة العامة والرئيسة التنفيذية لمجموعة "Aster DM Healthcare"، على أن تاريخ المريض الطبي والوصفات الطبية وخطط العلاج تكون دائمًا متاحة لمقدمي الرعاية الصحية، ما يعزز التشخيص واتخاذ القرارات، في تكامل سلس يقلل من الفجوات في الرعاية، ويضمن أن تكون المتابعات في الوقت المناسب واستباقية. الذكاء الاصطناعي بمجال الرعاية الصحية الرقمية يستطيع دمج الرعاية المادية والافتراضية معًا - المصدر: shutterstock وبينما تواصل السعودية مسيرتها نحو رؤية 2030، فإن دمج الذكاء الاصطناعي والحلول الصحية الرقمية سيحدث تحولاً جذريًا في نظام الرعاية الصحية بالمملكة، ولا يمكن إنكار إمكانات الذكاء الاصطناعي في إحداث ثورة في الرعاية الصحية، لتصبح السعودية قائدة عالمية بمجال الرعاية الصحية الرقمية. كما يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في التخطيط للاحتياجات المستقبلية، وتوجيه السياسات الصحية، والاستجابة للأوبئة والأزمات الصحية، واتخاذ التدابير المناسبة للسيطرة على الجوائح الصحية وتقليل انتشارها، بل وربما إمكانية التنبؤ بها.


عكاظ
منذ 3 ساعات
- عكاظ
عضو «كبار العلماء» لـ«عكاظ»: تجميد «الخلايا المنوية» جائز.. بشروط
في ظل التطوّرات الطبية الحديثة، يبرز موضوع «تجميد الحيوانات المنوية» للأزواج، وحفظ «البويضات» للزوجات خياراً لمن يرغب في الحفاظ على فرص الإنجاب، فما الشروط والضوابط التي تحكم هذا الإجراء، وما الآراء الطبية والشرعية حوله؟ عن هذه الجدلية قال عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله المطلق لـ«عكاظ»: «عندما يتم تجميد الخلايا المنوية لمدة 10 أعوام أو 20 عاماً، ينبغي أن تكون هناك احتياطات على أساس أنه ما يُلقح بها إلا الزوجة، ولا يتم إعطاؤها لامرأة أجنبية». وأضاف: «إما تكون محفوظة للزوج وزوجته للاحتياجات المستقبلية فلا بأس في ذلك وفق شروط محددة». وأوضح: «في حقيقة الأمر الخلايا المنوية هي التي تخزّن وتلقّح في بويضة حيّة من المرأة، ومن الناحية الشرعية لا خلاف على ذلك إذا كانت تخص الزوجين بالحلال». من جانبه، أوضح استشاري العقم وتقنيات المساعدة على الإنجاب وطب النساء والولادة الدكتور ناصر زياد السعد لـ«عكاظ»، أن فعالية تجميد البويضات في حالات مرضى السرطان عالية، ويُعد هذا الإجراء خياراً ممتازاً للمحافظة على فرص الإنجاب، ويُسمح حالياً بتجميد البويضات لحالات مرضى السرطان وفقاً لما أقرته هيئة كبار العلماء. ويهدف الإجراء إلى الحفاظ على الخصوبة لدى المريضة التي يُتوقع أن تتلقى علاجاً كيماوياً أو إشعاعياً قد يُؤثر سلباً على المبيضين. ولذلك، يتم تجميد البويضات قبل بدء العلاج، ليتسنى استخدامها لاحقاً عند رغبة المريضة في الإنجاب. وأشار السعد، إلى أنه من الناحية العلمية والطبية يمكن حفظ البويضات لمدة تصل إلى 20 عاماً، دون أن تتأثر كفاءتها إذا تم تخزينها في ظروف مثالية. وحتى الآن لا توجد دراسات علمية موثقة تُثبت أن هناك نسبة تشوهات أعلى في الأجنة الناتجة من بويضات مجمدة مقارنة بالبويضات الطازجة، لكن من المهم التنبيه إلى أن عدد البويضات المجمدة له دور كبير في فرص النجاح. فكلما كان عدد البويضات أكثر زادت احتمالية الحصول على جنين سليم يمكن إرجاعه إلى الرحم. ونبّه إلى أنه في حال تجميد عدد قليل من البويضات، مثلاً 3 بويضات فقط، فإن فرصة الحصول على حمل ناجح تكون منخفضة. محامٍ: «نظام وحدات الإخصاب والأجنة» هو المرجعية الحاسمة المحامي إبراهيم حكمي، أوضح أنه في خضم التطوّرات الطبية المتسارعة التي تمنح أملاً متجدّداً للكثيرين، تبرز تقنية حفظ الخلايا المنوية، و«تجميد البويضات» من أهم هذه المنجزات، إلا أن هذا الأمل لا يُترك في مجتمعنا دون إطار، بل يحتضنه القانون لينظمه ويوجهه، محققاً توازناً دقيقاً بين الانفتاح على العلم الحديث والحفاظ على المبادئ الشرعية والقيم الاجتماعية الراسخة. وأكد لـ«عكاظ»، أن المرجعية القانونية الحاسمة في هذا المجال هي «نظام وحدات الإخصاب والأجنة وعلاج العقم»، الذي وضع قواعد واضحة ومُلزمة تضمن ممارسة هذه التقنيات الطبية بمسؤولية وأمانة. ويقوم النظام على ركائز أساسية؛ أولها وأهمها هو ارتباط مشروعية الإجراء بكيان الأسرة، فقد جاءت المادة الرابعة من النظام لتؤكد على هذا المبدأ، إذ حظرت بشكل صريح تخصيب البويضة بعد انتهاء الرابطة الزوجية بسبب طلاق أو وفاة، وبهذا، يضمن القانون أن تظل هذه التقنية وسيلة لتعزيز الأسرة القائمة لا مدخلاً لنزاعات مستقبلية. وأضاف: تأكيداً على ذلك، جاءت الركيزة الثانية متمثلة في حماية نقاء النسب، إذ منعت المادة الخامسة منعاً باتاً تدخل أي طرف ثالث في عملية الإخصاب، سواء بالاستعانة بنطفة أو بويضة من خارج العلاقة الزوجية، أو بما يعرف بـ«تأجير الأرحام». وزاد: هذه الضوابط ليست مجرد توصيات، فقد شدّد المنظّم على أهميتها من خلال فرض عقوبات جزائية رادعة نصت عليها المادة الـ32، وتصل إلى السجن والغرامة، لمن يتجاوز هذه الحدود. وعاد المحامي الحكمي للقول: إن النهج القانوني في المملكة لا يهدف إلى وضع العوائق أمام التقدم الطبي، بل إلى توجيهه بما يخدم الإنسان ويحمي المجتمع، ويسمح للأمل بأن ينمو، ولكن داخل إطار آمن من المبادئ الأخلاقية والضوابط القانونية التي تصون كرامة الفرد وقدسية الأسرة. نوف الغامدي لـ«عكاظ»: تجربتي لم تكن ناجحة! كشفت نوف الغامدي تجربتها في تجميد البويضات، في حديثها لـ«عكاظ»، والنتائج التي حققتها من هذه التجربة، وقالت: «بالاتفاق مع زوجي قمت بتجميد بويضات لفترة معينة لظروف صحية، وعندما حاولنا الإنجاب من خلال عملية التلقيح لم تنجح ولم يحدث الحمل، وهو أمر وارد طبياً بحسب ما أخبرنا به الأطباء، لكن تنجح في محاولات أخرى بحسب كثير من التجارب». وأوضحت، أن بعض السيدات يفكرن بتجميد البويضات لأسباب اجتماعية أو صحية أو مهنية أو ظروف أسرية معينة، مثل الدراسة والعمل والعنوسة وغيرها. وأشارت إلى أن بعض السيدات يلجأن لهذه الفكرة في حال معاناتهن من انخفاض مخزون المبيض مبكراً. أخبار ذات صلة