
تسريب خطة لتشكيل إدارة أمريكية لغزة بعد الحرب
كشف النقاب، أمس الأربعاء، عن مباحثات بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول إمكانية تشكيل إدارة مؤقتة تقودها واشنطن في قطاع غزة عقب الحرب، على أن تُستبعد منها كل من حركة حماس والسلطة الفلسطينية، في وقت أكدت فيه مصر وقطر استمرار جهودهما المشتركة للوساطة في غزة، فيما أكدت ستة بلدان أوروبية معارضتها «أي تغيير سكاني» في قطاع غزة، وطالب الاتحاد الأوروبي برفع الحصار، بينما دعت إسبانيا لاتخاذ إجراءات «عاجلة» بالأمم المتحدة لوقف القتل في غزة.
وبحثت الولايات المتحدة وإسرائيل، مؤخراً، إمكانية تشكيل إدارة مؤقتة تقودها واشنطن في قطاع غزة عقب انتهاء الحرب، في إطار المناقشات الجارية حول «اليوم التالي»، وفقاً لوكالة «رويترز». وذكر التقرير أن المباحثات الأمريكية الإسرائيلية في هذا الشأن أجريت «على مستوى رفيع». غير أن المشاورات لم تُسفر حتى الآن عن تفاهمات متقدمة، بما يشمل توزيع المهام والمناصب. ولم يُحسم بعد مدى الفترة التي ستستغرقها هذه الإدارة، وسيعتمد ذلك على التطورات الميدانية. ووفقاً ل«رويترز»، فإن الإدارة المؤقتة ستكون تحت إشراف أمريكي مباشر، إلى حين «نزع سلاح غزة واستقرار الأوضاع فيها»، وحتى يتم تشكيل «حكم فلسطيني عملي» على الأرض. وذكرت المصادر أن النموذج المقترح يشبه إلى حدّ ما سلطة الائتلاف المؤقتة التي أنشأتها واشنطن في العراق بعد الغزو عام 2003.
كما أشارت المصادر إلى أن دولاً أخرى قد تُدعى للمشاركة في الإدارة المؤقتة، على أن يُستعان بخبرات تكنوقراط فلسطينيين، مع استبعاد كامل لحماس والسلطة الفلسطينية.
من جهتها، رفضت حركة حماس الطرح، وأكدت أن «الشعب الفلسطيني هو من يقرر من يحكمه»، في موقف يعكس رفضاً قاطعاً لتدخل خارجي في تشكيل الحكم في القطاع. وكان القيادي في حماس، باسم نعيم، أكد أن الحركة مصرة على التوصل لاتفاق شامل لوقف إطلاق النار، مع إسرائيل، وليس لاتفاق جزئي.
من جهة أخرى، أكدت مصر وقطر، في بيان مشترك، أن جهودهما في ملف الوساطة بقطاع غزة مستمرة ومنسقة، مشددتين على تبنيهما رؤية موحدة تهدف إلى إنهاء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في القطاع وتخفيف معاناة المدنيين، عبر تهيئة الظروف الملائمة للوصول إلى تهدئة شاملة.
ومن جهته، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال مباحثاته مع الرئيس اليوناني كونستانتينوس تاسولاس في أثينا، أن بلاده تواصل جهودها المكثفة للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع، في إطار دعمها للاستقرار الإقليمي. وجدد موقف مصر الثابت الرافض لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، سواء كان ذلك طوعياً أو قسرياً، وقال إن حل الدولتين بين فلسطين وإسرائيل هو الأفضل والذي ينهي صراعاً قائماً منذ 70 عاماً.
وبدوره، قال رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس أمس الأربعاء إن أثينا تدعم الخطة العربية لإعادة إعمار غزة بعد التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع، وتقدر الدور المحوري لمصر.
في غضون ذلك، نددت ست دول أوروبية من بينها إسبانيا وإيرلندا والنرويج، أمس الأربعاء، بخطة إسرائيل الجديدة لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية والسيطرة على غزة، وأعربت عن معارضتها «بشدّة أي تغيير سكاني أو في أراضي القطاع الفلسطيني»، مؤكدة أنّ ذلك سيشكّل «انتهاكاً للقانون الدولي». وجدد الاتحاد الأوروبي، من جهته، دعوته الملحة لإسرائيل لرفع الحصار عن قطاع غزة فوراً والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين إليها. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، ومفوضة إدارة الأزمات حاجة لحبيب، ومفوضة شؤون البحر المتوسط دوبرافكا سويكا في بيان مشترك «إسرائيل كقوة احتلال ملزمة بموجب القانون الدولي بضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين».
إلى ذلك، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الأربعاء إن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ مستويات «حرجة» غير مسبوقة، مضيفاً أن السماح بتوزيع مساعدات إنسانية في القطاع بات أمراً ملحاً. وأشار إلى أنّ «عمليات التهجير القسري للفلسطينيين» التي تخطّط لها إسرائيل هي «رد غير مقبول».
(وكالات)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
أولمرت: ما تفعله إسرائيل في غزة يقترب من "جريمة حرب"
وأوضح خلال في مقابلة مع شبكة "بي بي سي" البريطانية: "هذه الحرب لا هدف لها، ولا فرصة لتحقيق أي شيء يمكن أن ينقذ حياة المحتجزين". وتابع: "نحن نقاتل قتلة حماس ، ولسنا نقاتل المدنيين الأبرياء، ويجب أن يكون هذا واضحًا". وأشار أولمرت، في المقابلة التي تابعها الإعلام الإسرائيلي باهتمام، إلى أنه "من جميع وجهات النظر، هذا أمر بغيض ومثير للغضب". يذكر أن أولمرت كان قد لعب دوراً محورياً في خروج إسرائيل من غزة في عام 2005 قبل أن يصبح رئيسًا للوزراء بين عامي 2006 و2009. وفي السياق، تعثرت مجددا فيما يبدو محادثات وقف إطلاق النار غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطر، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه قرر إعادة فريق التفاوض رفيع المستوى من الدوحة لإجراء مشاورات. واتهمت نتنياهو بالدخول في المحادثات بسوء نية، قائلة إنه تظاهر بالمشاركة في محاولة لتضليل الرأي العام العالمي.


سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
تساؤلات حول نية إسرائيل من بناء جدار على الحدود مع الأردن
أبوظبي - سكاي نيوز عربية أثار إعلانُ إسرائيل عزمَها بناءَ جدار على الحدود الفلسطينية الأردنية التي تسيطر عليها تساؤلات حول تناقضه مع ما تكرره إسرائيل من أنها تحاول الاندماج داخل المنطقة العربية.


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
البرازيل: الوضع في غزة رهيب «إنها مذبحة»
برازيليا - أ ف ب دعا وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا الثلاثاء، المجتمع الدولي إلى عدم الوقوف «مكتوف الأيدي» أمام «المذبحة» التي ترتكب في غزة. وتعد البرازيل واحدة من أكثر الدول انتقاداً على الساحة الدولية لحكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية التي كثفت هجومها على حماس في القطاع في الأيام الأخيرة. وأعلن وزير الخارجية البرازيلي خلال جلسة استماع للجنة في مجلس الشيوخ في برازيليا «إنه وضع رهيب، إنها مذبحة». وأضاف «هناك عدد كبير من الأطفال الذين قتلوا، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يشاهد ما يحدث ويبقى مكتوف الأيدي». وندد فييرا بـ«شلل» مجلس الأمن الدولي في مواجهة «غزو ينتهك القانون الدولي». وتابع «إنه غزو كأي غزو آخر، والبرازيل تدينها جميعاً، مثل حرب روسيا وأوكرانيا، لكنني لا أرى كل الدول تدين غزو قطاع غزة». وأدلى الوزير بهذه التصريحات بينما شددت دول عدة مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، لهجتها حيال إسرائيل بسبب الوضع الإنساني في غزة. ووصف الرئيس البرازيلي اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا مراراً الهجوم الإسرائيلي على غزة بأنه «إبادة جماعية» ما ساهم في اعتباره «شخصاً غير مرغوب فيه» في الدولة العبرية. ولطالما دان لولا «الهجمات التي ارتكبتها حماس» في 7 أكتوبر 2023 ودعا إلى تسوية النزاع على أساس حل الدولتين.