
إيوان لـ«الشرق الأوسط»: سعيد بالنضج الإنساني والمهني الذي أعيشه
يرى بأن التسويق الفني اختلف بين الأمس واليوم (إيوان)
في الفترة الأخيرة وبعد غياب، أصدر إيوان أكثر من أغنية. وكان أحدثها «شطّبنا» المصرية. فلاقت تجاوباً وتفاعلاً من قبل جمهوره. واليوم هو في صدد إطلاق عمل جديد باللبنانية بعنوان «فوق فوق». والأغنية من كلماته وألحانه، وتوزيع موسيقي لياسر الأحمدية. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «إنها أغنية تحمل الكثير من الإيجابية. وتتضمن إضافة إلى موضوعها الجميل لفتة تكريمية للعاصمة بيروت. فصُورت بإدارة المخرجة رندلى قديح. واختارت شوارع ومباني من المدينة بوصفها مواقع تصوير طبيعية. فموضوعها العام يرتكز على مشهدية عامة لبيروت».
غيابات متقطعة وعودات مثلها سجلّها إيوان في الفترة الأخيرة. وكان في كل مرة يعود ويطل فيها على الساحة، يلمس محبة الناس له. ولذلك قرّر هذه المرة أن يتخذّ القرار المناسب. «بالفعل لقد حزمت أمري، واتخذت قراري بعودة نهائية إلى الساحة. حياتي شهدت طلعات ونزلات كثيرة. تعلمت منها الكثير فكانت بمثابة دروس زادت من نضجي على الصعيدين الفني والشخصي. وأنا اليوم سعيد بما وصلت إليه والآتي أجمل.
الفنان اللبناني كان جريئاً عندما أعلن عن إصابته باضطراب نفسي أثر على مسيرته (إيوان)
الفنان اللبناني كان جريئاً عندما أعلن عن إصابته باضطراب نفسي أثر على مسيرته. تحدث عنه أكثر من مرة وسماه باسمه «ثنائي القطب». ويعلّق: «إنها حالة اضطراب نفسية تصيب صاحبها وتتراوح بين نوبات اكتئاب وأخرى من الابتهاج. لم أشأ أن أخفي الأمر عن جمهوري. وعندما ابتعدت عن الساحة أخذت على عاتقي تنظيم حملات حول طبيعة هذا المرض».
حالة «ثنائي القطب» (bipolar) تحدّث عنها أشخاص مشهورون في لبنان وخارجه. ومن بينهم الإعلامية اللبنانية كارولينا دي أوليفيرا. أما الممثل والكاتب طارق سويد، فهو لم يخف إصابته بمرض نفسي مغاير يعرف بـ«الاحتراق الوظيفي». ويعلّق إيوان: «من المهم جداً التحدث عن صحتنا النفسية في العلن. البعض يعتقد أن أهل الفن يعيشون دائماً السعادة. ولكن هذا الأمر غير صحيح، إذ قد نتعرض لأي حالة مرضية تصيب الشخص العادي. بعضهم يخاف أن يحكي عن مرضه، ولكن آخرين يملكون الجرأة للإعلان عنه. وهو ما صرّحت به أخيراً الفنانة مايا نصري. فهي تعاني من حالة مرضية نفسية تعرف بـ(أي دي إتش دي)».
مع المصمم الأردني كيش جين الذي استوحى من أغاني إيوان تصاميمه (إيوان)
يعترف إيوان بأنه حقق نجاحات عدة ويقابلها أيضاً إخفاقات. ومن بينها ألبوم غنائي لم يعرف تسويقه بالشكل المناسب. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «هناك من دون شك اختلاف بالتسويق حصل بين الأمس واليوم. وتلعب فيه وسائل التواصل الاجتماعي دوراً رئيسياً. يومها لم أكن ملمّاً بهذه المواضيع. حالياً بدأت أنشط على الـ(سوشيال ميديا). ومن ناحية ثانية قررت إصدار أغان فردية بدل الألبومات. فهي تسمح للناس بالتفاعل معها بشكل أفضل. وقد لمست ذلك بالفعل في إصداراتي الأخيرة».
وعن الخسارات التي تعرّض لها في مشواره الفني يوضح لـ«الشرق الأوسط»: «في الحقيقة خسرت الكثير من الوقت. وهو ما انعكس على حفلاتي ونجاحاتي. ضاعت مني فرص كثيرة. وهذا الأمر لا يقتصر على طريقي الفني. فعلى الصعيد الشخصي أيضاً تعرضت لخسارة الوقت. ولكنني تعلّمت الكثير مما أسهم في نضجي وتطوري الفكري».
خلال فترة ابتعاده عن الساحة رأى إيوان التغييرات على الساحة بوضوح. «كنت أشاهدها تمر بمخاض لولادة موسيقى جديدة. ففي الألفية الثانية شاع نمط غنائي انعكس أيضاً على الأغنية المصورة. استمرت هذه الظاهرة لنحو 20 سنة، حتى إن الفنانين من الجيل الذي سبقنا اتبعها أيضاً. واليوم ولد نمط موسيقي جديد من خلال جيل جديد. وهو جيل تأثّر بالفن الذي قدمناه وتعلّم من تجاربنا. فخرق أنماطاً موسيقية كلاسيكية اعتدنا عليها. واليوم أمزج ما بين هذه الموسيقى وما تربيت عليه، وذلك بهدف مواكبة جيل شبابي يهمني استرعاء انتباهه».
«من المهم جداً التحدث عن صحتنا النفسية في العلن... البعض يعتقد أن أهل الفن يعيشون دائماً السعادة»
إيوان
ويسرد إيوان من لفته من مواهب شابة. «في مصر هناك دخول من الباب العريض لموسيقى الـ(أندر غراوند). في لبنان كان هذا النمط الموسيقي محصوراً بفرقة (مشروع ليلى)، واليوم يستمر مع فريق أدونيس. حتى الموسيقى الساحلية تطورت. واليوم الموسيقى الشامية تخرق بشكل كبير. ويمكن للفنان الشامي، وكذلك بيسان إسماعيل، أن يشكلا نموذجاً ناجحاً عن هذا التغيير في النمط الموسيقي».
يرى أن الشامي نجح بسبب عفويته، فيما بيسان تتطور بسرعة هائلة. والاثنان يحققان نجاحاً ملحوظاً على الساحة. وعن رأيه بالانتقادات التي واجهتها بيسان حول إمكانياتها الغنائية خلال حفلها في لبنان أخيراً، يردّ: «أنا شخصياً معجب بصوت بيسان، ومع الوقت ستتبلور موهبتها وقوة صوتها بشكل جيد. فكما الشخصية، كذلك الصوت، يلزمه الوقت الكافي لينضج».
من البصمات التي تركها إيوان على الساحة هو تعاونه مع مصمم الأزياء الأردني كيش جين. فقد استوحى هذا الأخير من أغنيات إيوان مجموعة من تصاميمه.
ويستطرد الفنان اللبناني: «المصمم يتابع أعمالي منذ بداياتي. واختار عدداً من أغانيّ ليطرّز كلماتها على تصاميمه. ومن بينها (قول انشالله) و(قلبي سهران) وغيرهما. لطالما أعطيت الصورة أهمية في أعمالي. والأزياء مرتبطة بثقافة البوب والموسيقى».وعن الكليب الغنائي عامة يختم لـ«الشرق الأوسط»: «أرى فيه عنصراً تسويقياً ناجحاً. ويمكن وصفه بالعمل الفني المتكامل؛ كونه يجمع عناصر مختلفة. وأخيراً صرت أعطي الأزياء التي أظهر فيها بالكليب حيزاً من اهتمامي. وفي (فوق فوق) اتبعت أزياء من حقبة ماضية تعرف بالـ(ريترو). وبينها ما صمّم خصيصاً من أجل هذا الكليب».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 33 دقائق
- الرياض
ركن الوراق"ما وراء الأغلفة.. روائع القرن العشرين"
صدر حديثاً للكاتب والشاعر السعودي إبراهيم زولي كتاب بعنوان "ما وراء الأغلفة.. روائع القرن العشرين" عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان. يرصد الكتاب ثلاثين عملاً أدبياً وفكرياً صدرت خلال القرن الماضي، لنستكشف معاً كيف شكّلت هذه الأعمال وعي العالم، وكيف استحالت إلى جسور تربط بين الشرق والغرب، والأدب والفلسفة، والفرد والمجتمع، من الرواية إلى الشعر، ومن الفلسفة إلى النقد الاجتماعي والسياسي. يرى زولي في مقدمة كتابه أن "القرن العشرين كان بمثابة مختبر للأفكار"، إذ شهد صعود الأيديولوجيات الكبرى وانهيارها، وتفكك الإمبراطوريات، وولادة حركات التحرر في العالم الثالث. وبحسب الكاتب، فإن أهمية هذا القرن لا تكمن في غنى إنتاجه الفكري والأدبي فقط، بل في كونه فترة تحوّل جذري. ففيه ظهرت الحداثة وما بعد الحداثة، وتعرّضت الأطر التقليدية في الرواية والشعر والفلسفة للتفكيك وإعادة البناء، بما عكس التحولات العميقة في الوعي الإنساني والعلاقات الاجتماعية والسياسية. ينطلق المؤلف من العالم العربي مع "زينب" لمحمد حسين هيكل، أول رواية عربية بالمعنى الحديث، ثم يعبر إلى روسيا مع "الأم" لمكسيم غوركي، أحد أبرز أعمال الأدب الاشتراكي. من هناك، يتوقف في اليونان مع "زوربا" لنيكوس كازانتزاكي، وهي رواية تحتفي بالحرية والروح الإنسانية، قبل أن يصل إلى المكسيك مع "بدرو بارامو" لخوان رولفو، العمل الذي ألهم تيار الواقعية السحرية في أميركا اللاتينية. في "المسخ" لفرانز كافكا، نجد انعكاساً حاداً للاغتراب الفردي في عالم يزداد جموداً وتجريداً، بينما يقدم جيمس جويس في "عوليس" مغامرة لغوية وفكرية تعيد تعريف شكل الرواية الحديثة ومعناها. ومن جهة أخرى، يعبّر عمل "الجنس الآخر" لسيمون دي بوفوار عن صوت المرأة في مواجهة التمييز البنيوي، في حين تجسّد رواية "محبوبة" لتوني موريسون مأساة العبودية وآثارها النفسية والاجتماعية العميقة عبر أجيال متعاقبة. ولا تقتصر القائمة على الأعمال الأدبية، بل تمتد لتشمل نصوصاً فكرية أثارت جدلاً وتحولات كبرى، مثل: "الإسلام وأصول الحكم" لعلي عبد الرازق، و"الاستشراق" لإدوارد سعيد، و"تكوين العقل العربي" لمحمد عابد الجابري، بوصفها محاولات لإعادة فحص الهوية الثقافية والفكرية في مواجهة الاستعمار والحداثة، فيما يقدم ميشيل فوكو في "تاريخ الجنون" تأملاً عميقاً في كيفية تعامل المجتمعات مع الآخر، سواء كان المجنون أو المنبوذ أو المهمّش. من الكتب التي يقف عندها زولي أيضاً: "الأرض اليباب" لإليوت، و"في انتظار غودو" لصمويل بيكيت، و"المياه كلها بلون الغرق" لإميل سيوران، و"اسم الوردة" لأمبرتو إيكو، و"مائة عام من العزلة" لغابرييل غارسيا ماركيز. "في قلبي هيام" صدر حديثاً للكاتبة نورة عبدالرحمن رواية بعنوان "في قلبي هيام" عن متجر نضد. وكتبت على غلاف الرواية.. أطوي ذكرياته كما يطوى کتاب انتهت صفحاته، أخبئ الحنين في زاوية قصية لا تطالها الذاكرة وأتقدم، رغم الوجع، نحو النور الذي كنت أظنه بعيداً لأجمع ما تبقى مني. "وحدي حيث لا يعرفني أحد" صدر حديثاً للكاتبة نسرين صافي عودة كتاب بعنوان "وحدي حيث لا يعرفني أحد" عن دار أروقة الفِكر للنشر والتوزيع. وجاء على غلاف الكتاب.. وحدي، أطفو في فراغ لا نهاية له، لا أسماء هنا ولا وجوه مألوفة، المجرات تمر من حولي كعابرين في شارع غريب، يرمقونني دون أن يتوقفوا. في هذا البعد السحيق، سرت غريبًا حتى عن نفسي، أبحث عن صوت أعرفه عن ظل يشبه ظلي، فلا أجد سوى صدى خطواتي يضيع في العدم. "أيزات" صدر حديثًا للكاتب السوري الدكتور عبدالحكيم شباط رواية بعنوان "أيزات" عن منشورات ضفاف في لبنان ودار سامح للنشر في السويد ومنشورات الاختلاف في الجزائر. تحكي الرواية قصة رجل في منتصف العمر يجد نفسه، وسط عزلته وذكرياته، يلتقي بفتاة قيرغيزية تدعى أيزات، تعمل في مدينة الدوحة. من خلال هذا اللقاء العابر تنكشف عوالم إنسانية عميقة، حيث يواجه كلٌّ منهما بطريقته الغربة والوحدة وضغوط الحياة. تكشف الرواية صراع الراوي الداخلي بين مشاعره المتناقضة، وإحساسه بالمسؤولية الأخلاقية، ورغبته في حماية أيزات دون استغلال فارق العمر والظروف التي تعيشها. بأسلوب يجمع بين السرد الذاتي والتأمل الفلسفي، ترصد الرواية رحلة إنسانية مؤثرة عن الحب المستحيل، وقسوة الحياة، والحنين الدائم إلى وطنٍ وأمانٍ مفقودين.


الرياض
منذ 33 دقائق
- الرياض
«لقاءٌ يغير المشهد».. «الأفلام» تستعد لمنتدى الأفلام
تستعد هيئة الأفلام لإطلاق النسخة الثالثة من "منتدى الأفلام السعودي"، خلال الفترة من "22 - 25 أكتوبر" المقبل، في مدينة الرياض، تحت شعار "لقاءٌ يغير المشهد"، وذلك بمشاركة نخبة من صُنّاع الأفلام، والمنتجين المحليين والعالميين، والخبراء المتخصصين في مختلف مجالات الصناعة السينمائية. ويأتي المنتدى في نسخة العام الجاري، ليواصل دوره محفّزًا رئيسًا في تمكين وتطوير صناعة الأفلام بالمملكة، وتعزيز فرص الاستثمار والشراكات في هذا القطاع الحيوي، بما يتسق مع الإستراتيجية الوطنية للثقافة المرتكزة على رؤية المملكة 2030م، التي تضع تطوير القطاع الثقافي ضمن أولوياتها. ويمثل المنتدى منصة عالمية تفاعلية تسهم في تحفيز التواصل بين كافة أطراف المنظومة السينمائية، من شركات الإنتاج والتوزيع إلى مزوّدي الخدمات التقنية واللوجستية، بالإضافة إلى الجهات الاستثمارية وصناديق التمويل، حيث يوفّر مساحة متكاملة لاستعراض فرص التصوير والإنتاج، وبناء الشراكات النوعية، وتعزيز البنية التحتية لصناعة الأفلام محليًا، ودعم الشركات الناشئة وروّاد الأعمال في هذا المجال. ويشهد المنتدى في نسخته الثالثة تنظيم مؤتمر دولي يقدم أكثر من 30 جلسة حوارية وورشة عمل تتناول تمويل الأفلام وتطوير المحتوى وتنظيم القطاع، إلى جانب فعاليات مصاحبة وورش عمل تخصصية تستهدف تعريف الجمهور والمواهب الشابة بفرص التخصص والمسارات المهنية في هذا القطاع الواعد. كما يحتضن المنتدى معرضًا موسّعًا يضم أكثر من 130 جهة محلية وإقليمية ودولية، تشمل عدة مناطق مخصصة لشركات الإنتاج والإستوديوهات الإنتاجية، وشركات تأجير المعدات والتقنيات السينمائية، والبرمجيات وما بعد الإنتاج والتقنيات الإبداعية، ومنصات البث والتوزيع والعرض، والجهات الحكومية والتنظيمية في القطاع، والقطاعات ذات العلاقة من المؤسسات التعليمية والجمعيات السينمائية وصناديق التمويل والاستثمار، كما فتح المنتدى باب تسجيل للعارضين في الشركات والمؤسسات المحلية والعالمية والجهات الحكومية والتنظيمية، عبر الحسابات الرسمية للمنتدى وذلك لتقديم مشاريعهم، واستعراض أحدث الابتكارات والفرص في سلسلة القيمة لصناعة الأفلام، وبناء شراكات تسهم في نمو السوق المحلي وتعزز حضور المملكة على خارطة صناعة الأفلام عالميًا. يُذكر أن تنظيم هذه النسخة من المنتدى، يأتي امتدادًا لما حققته النسخة الثانية عام 2024 من حضور لافت ومشاركة نوعية واسعة، تشجع على التوسع في المحتوى والأنشطة، وتسليط الضوء على الأثر الاقتصادي المتنامي لصناعة الأفلام في المملكة، وتعزيز حضور الكفاءات السعودية في هذه الصناعة عالميًا، بما يُسهم في بناء قطاع سينمائي سعودي مزدهر وقادر على المنافسة إقليميًا ودوليًا.


الرياض
منذ 34 دقائق
- الرياض
«مكتبة الملك عبدالعزيز» تعيد إحياء التراث الإسلامي
تُعدّ مكتبة الملك عبدالعزيز العامة إحدى أبرز الصروح الثقافية التي تحتضن إرثًا معرفيًا شاملًا يجمع بين الموروث الإسلامي والعربي، وتُطل على العالم بمحتوى ثري من الكتب النادرة، والمخطوطات، والصور، والوثائق، والمسكوكات، والنوادر، مما يجعلها من أهم المكتبات العالمية في امتلاك ذخيرة تراثية متنوعة وثرية. وتنطلق استراتيجية المكتبة الثقافية من الحفاظ على هذا الإرث، وأرشفته، واقتنائه، إلى إعادة إنتاجه وتنسيقه، وعرض نماذجه الأدبية والفنية عبر معارض متخصصة تصل التراث بالزوار والباحثين، وتكشف عن كنوزه بما يتسق مع تحولات العصر، مؤكدةً الهوية والثقافة السعودية، بهدف تعريف الأجيال بقيم الحضارة العربية والإسلامية، وربطهم بتراثهم الثقافي العريق. وخلال أربعة عقود منذ تأسيسها، نظمت المكتبة معارض متخصصة داخل المملكة وخارجها، شملت معارض للمخطوطات والمسكوكات والعملات النادرة، والخط العربي، والإبل، ونوادر الشعر العربي، والمصاحف التاريخية والمذهبة، ومعرض الأميرة أليس ورحلتها التاريخية للجزيرة العربية، ومعرض اللغة العربية، والحج والحرمين الشريفين، وأندر المخطوطات العربية والإسلامية، وأوائل الدوريات العربية، ومراحل تاريخ العلم السعودي، وملوك المملكة، وطوابع المملكة. وفي عام 1445هـ، أقامت المكتبة معرض المصاحف الشريفة الذي ضم مجموعات نادرة من المصاحف المخطوطة التي نسخت في عصور مختلفة، وتنوعت في رسومها وخطوطها وتذهيبها وزخارفها، منها ما يضم علامات للأجزاء والسجدات وتفسيرات موجزة، إضافة إلى 20 مصحفًا متحفيًا فائق الجمال، كما أقامت في ديسمبر 2024 معرض "الإبل.. جواهر حية في تراث وثقافة المملكة" بالتعاون مع جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن؛ لتعزيز الهوية الوطنية، وإبراز القيمة التراثية والتاريخية للإبل، ودورها الثقافي والاقتصادي، إلى جانب عرض منتجات فنية توظف عنصر الإبل في الفنون التشكيلية، ومعرضًا آخر لنوادر الشعر العربي في عامي 2023-2024، ضم مخطوطات، وكتبًا ووثائق نادرة كتبت بين القرنين الثامن والثالث عشر الهجريين، منها مخطوطة نادرة للمعلقات السبع وشروحها، ودواوين شعرية لأبي العلاء المعري، وأعمال لابن الفارض والبوصيري ولسان الدين ابن الخطيب، ومخطوطات في العروض الأندلسي، وغيرها من الكنوز الأدبية. كما أولت المكتبة عناية خاصة بفنون الخط العربي من خلال "المعرض العالمي للخط العربي" الذي ضم أكثر من 200 كتاب عن جماليات الخط، ولوحات متنوعة بأنواع متعددة على أيدي أبرز الخطاطين، إضافة إلى "معرض المسكوكات الإسلامية عبر العصور" الذي عرض نماذج فنية لطرق الكتابة على العملات، علاوةً على معرض "قلب الجزيرة العربية" الذي نظمته في فبراير 2025 وعرضت فيه صور نادرة التقطها الرحالة البريطاني الشهير جون (عبدالله) فيلبي وفريقه خلال زيارتهم للمملكة، إلى جانب وثائق وكتب توثق تلك الرحلة التاريخية. وشاركت المكتبة في المعرض المصاحب لملتقى الدرعية الدولي (24) بعنوان "ذاكرة المطايا"، بعرض صور من زيارة الأميرة البريطانية أليس كونتس إثلون حفيدة الملكة فيكتوريا للمملكة عام 1938م، إلى جانب عرض عملات إسلامية وعربية نادرة بلغ عددها 8100 قطعة نقدية من الذهب، والفضة، والمعادن الأخرى، تغطي أكثر من أربعة عشر قرنًا من التاريخ الإسلامي، وتمتد جغرافيًا من الهند شرقًا إلى الأندلس غربًا. يذكر أن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تواصل مشاركاتها في المناسبات الثقافية والوطنية، بعرض مقتنياتها النادرة، وكتب الرحالة الذين جابوا الجزيرة العربية، ضمن إطار تعزيز البعد الثقافي لهذه الفعاليات، وترسيخ التواصل العلمي والبحثي مع المهتمين، والدارسين من مختلف أنحاء العالم.