logo
كشف مخدرات لسائقي النقل على الطرق السريعة بمصر

كشف مخدرات لسائقي النقل على الطرق السريعة بمصر

الشرق الأوسطمنذ يوم واحد

تعتزم مصر تطبيق كشف المخدرات العشوائي لسائقي الشاحنات وسيارات الأجرة خلال الفترة المقبلة ضمن حزمة إجراءات تقرر تطبيقها إثر حادث «فتيات المنوفية» الذي وقع يوم الجمعة وتسبب في وفاة 19 فتاة.
وقال نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل كامل الوزير خلال جولة تفقدية بالطريق الإقليمي الذي شهد الحادث (الأحد)، إنه جرى التنسيق مع وزارة الداخلية من أجل إجراء تحليل عشوائي لكل سائقي الشاحنات وسيارات الأجرة المارة على هذا الطريق الرابط بين محافظات القاهرة الكبرى وعدد من محافظات الدلتا.
وأكد الوزير أن التحاليل سيتم إجراؤها على كافة الطرق على مستوى الجمهورية، سوءاً في الأكمنة الثابتة أو بوابات الرسوم، مع تسيير دوريات متحركة من المرور وعناصر تأمين الطرق لإلزام السائقين بالسرعة المقررة وعدم السير عكس الاتجاه.
وأوضح أن مضاعفة الرادارات على الطريق الدائري الإقليمي ساعدت في رصد 900 مخالفة سرعة خلال 4 ساعات صباح (الأحد)، مشيراً إلى دور هذه الرادارات في انتظام الحركة المرورية.
جانب من تحاليل عشوائية أجراها صندوق مكافحة الإدمان لسائقي حافلات المدارس (وزارة التضامن المصرية)
لكن عضوة مجلس النواب (البرلمان) إيرين سعيد قالت لـ«الشرق الأوسط» إن ما أعلنه الوزير لا يعد أمراً جديداً لكونه موجوداً بالفعل من قبل الحادث، ولكن لم يكن ينفذ على أرض الواقع، منتقدة ما وصفته بـ«التقصير الشديد» في الرقابة الصارمة بشأن التوسع في تحاليل تعاطي المواد المخدرة.
وأكدت أن «القانون نص على إجراء هذه التحاليل بشكل عشوائي، ليس فقط للسائقين، لكن أيضاً للموظفين العاملين بالدولة، وشدد العقوبة على تعاطيها، لكن غياب التطبيق المستمر والمتابعة يجعلنا أمام كارثة من وقت لآخر».
وسبق أن نظم صندوق «مكافحة وعلاج الإدمان» حملات تحليل عشوائي لسائقي حافلات المدارس بعد تكرار وقوع حوادث بسيارات تحمل طلاباً خلال ذهابهم أو عودتهم إلى المدرسة، وهي الحملات التي تستمر طوال العام الدراسي، وسُجل على أثرها تراجع في أعداد السائقين المتعاطين بشكل كبير.
وعدَّ الخبير المروري أيمن الضبع لـ«الشرق الأوسط» أن زيادة إجراء مثل هذه التحاليل بشكل مفاجئ سيؤدي بشكل كبير للحد من الحوادث التي يكون العنصر البشري متحملاً الخطأ الأكبر فيها، مشيراً إلى أن بعض السائقين يتعاطون المخدرات متوهمين أنها تزيد فترات استيقاظهم لكنها في الحقيقة تؤثر بشكل كبير على تركيزهم.
وأضاف أن التأثير السلبي للمواد المخدرة يجعل قائد السيارة يتردد في اتخاذ القرار السليم، بالإضافة إلى عدم يقظته خلال القيادة، الأمر الذي يجعله يتأخر في التعامل مع أي موقف طارئ يمكن أن يتعرض له على الطريق.
ولا يسمح في مصر بالحصول على رخصة مهنية لقيادة السيارة من دون إجراء اختبار يثبت عدم تناول المواد المخدرة ضمن الإجراءات الطبية المعتادة.
لكن الضبع يرى أن طول فترة رخصة القيادة الشخصية لعدة سنوات أمر يجعل هناك ضرورة للتحاليل العشوائية والمفاجئة، خصوصاً عبر الكواشف الحديثة التي تخرج نتيجتها بعد وقت قصير، لافتاً إلى أنه حال ثبوت إيجابية العينة الأخيرة التي تُجرى بعد احتجاز السائق تكون العقوبة الحبس ولا يوجد بها تصالح أو سداد لغرامة مالية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السيسي والبرهان يبحثان تطورات الأوضاع في السودان وآفاق التعاون
السيسي والبرهان يبحثان تطورات الأوضاع في السودان وآفاق التعاون

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

السيسي والبرهان يبحثان تطورات الأوضاع في السودان وآفاق التعاون

استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء الاثنين بمدينة العلمين، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، حيث بحث الجانبان تطورات الأوضاع في السودان، وسُبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات. وأفاد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بأن اللقاء تناول مستجدات الأوضاع الميدانية في السودان، إلى جانب الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لاستعادة السلام والاستقرار. وأضاف المتحدث في بيان أن السيسي جدد خلال اللقاء "تأكيد موقف مصر الثابت والداعم لوحدة السودان وسيادته وأمنه واستقراره"، معرباً عن استعداد بلاده لبذل كل جهد ممكن في هذا السياق. كما بحث اللقاء آفاق التعاون الثنائي، وسبل فتح مجالات جديدة للتكامل، خاصة في المجال الاقتصادي، بما يعكس تطلعات شعبي البلدين نحو التنمية المتبادلة. كذلك تم التطرق إلى تطورات الأوضاع الإقليمية في منطقتي حوض النيل والقرن الإفريقي، حيث أكد الجانبان رفض الإجراءات الأحادية في حوض النيل الأزرق، وضرورة احترام قواعد القانون الدولي بما يحقق المصالح المشتركة لدول الحوض كافة، مع التشديد على أهمية مواصلة التنسيق لحماية الأمن المائي، بحسب البيان. من جانبه، عبّر البرهان، بحسب بيان صادر عن مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عن تقديره لمستوى العلاقات السودانية المصرية، مؤكداً حرصه على توطيد روابط الأخوّة وتعزيز التعاون المشترك، ومشيداً بـ"المواقف المصرية الداعمة للسودان في المحافل الدولية، وبدورها في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوداني". كما أشار البيان السوداني إلى أن اللقاء استعرض الجهود المبذولة لإعادة إعمار السودان، ومجمل تطورات المشهد الداخلي، إلى جانب القضايا الإقليمية ذات الصلة بالأمن المائي والأوضاع في القرن الإفريقي.

​هل تنجح ضغوط الوسطاء في التوصل إلى «هدنة غزة»؟
​هل تنجح ضغوط الوسطاء في التوصل إلى «هدنة غزة»؟

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

​هل تنجح ضغوط الوسطاء في التوصل إلى «هدنة غزة»؟

حديث مصري رسمي عن صفقة جزئية مرتقبة تمتد إلى 60 يوماً في قطاع غزة، يصادف تصريحات غير مسبوقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن «أولوية إطلاق سراح الرهائن» بهذه المرحلة. ذلك الحديث المغاير لنتنياهو بعد سلسلة تصريحات من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بدعم إبرام اتفاق وشيك يعني بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن ضغوط واشنطن والوسطاء بدأت تجني ثمارها، وأن ثمة صفقة جزئية مرتقبة، كما تتحدث القاهرة، ستكون على الطاولة بضمانات لوقف إطلاق النار، وتوقعوا أن تنجح الضغوط أيضاً في تأجيل النقاط الخلافية، لا سيما وقف الحرب لمناقشات لاحقة بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ. وأعلن متحدث الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، الاثنين، في مؤتمر صحافي بالدوحة، أنه «لا توجد حالياً مفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإنما اتصالات للوصول إلى صيغة لعودة المفاوضات»، مضيفاً: «نرى لغة إيجابية من واشنطن بشأن الوصول لاتفاق في غزة، وهناك نيات جدية منها للدفع باتجاه عودة المفاوضات حول غزة، لكن هناك تعقيدات»، دون أن يحددها. وشدّد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي، الاثنين، مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف على «ضرورة استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإفراج عن الرهائن والأسرى، وذلك توطئة لاستدامة وقف إطلاق النار، وتحقيق رؤية الرئيس ترمب بإرساء السلام الشامل في الشرق الأوسط، كما أكد ضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، في ظل التدهور الحاد للأوضاع الإنسانية بالقطاع». وجاء ذلك الاتصال الهاتفي بعد ساعات من حديث عبد العاطي أن «مصر تعمل على اتفاق مرتقب في غزة يتضمن هدنة 60 يوماً مقابل الإفراج عن عدد من الرهائن، وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية للقطاع في أسرع وقت ممكن، على أمل أن يؤدي ذلك لخلق الزخم المطلوب لاستدامة وقف إطلاق النار». وعشية تلك التأكيدات، التقى رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم قالن، الأحد، بتركيا، رئيس المجلس القيادي لـ«حركة حماس»، محمد إسماعيل درويش، والوفد المرافق له، وبحثوا بشكل شامل «الخطوات التي يمكن اتخاذها للوصول إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة»، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء التركية الرسمية. تصاعد الدخان في أعقاب غارة إسرائيلية على جباليا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب) ويأتي ذلك الحراك من الوسطاء والداعمين لوقف إطلاق النار في ظل تكرار الرئيس الأميركي حثه على التوصل لاتفاق، وقال في تصريحات الجمعة، إنه قد يتم التوصل إلى هدنة خلال أسبوع، وكتب على منصته «تروث سوشيال»، الأحد: «توصلوا إلى اتفاق في غزة. أعيدوا الرهائن». خبير الشؤون الإسرائيلية بمركز «الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، سعيد عكاشة، يرى أن ذلك الحراك المكثف من الوسطاء والداعمين لوقف إطلاق النار سيسهم في التوصل لاتفاق، كما تقول القاهرة إنه مرتقب، متوقعاً أنه للتغلب على التعقيدات ستكون النقاط الخلافية محل نقاش بعد مرور شهر مثلاً من الهدنة التي من المستهدف أن تكون مدتها 60 يوماً، وقد يلقى ذلك قبولاً لدى طرفي الحرب، من جانب «حماس» لتفادي الأزمة الإنسانية، وكذلك من جانب نتنياهو لتخفيف الضغط الداخلي. ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني، سهيل دياب، أن ضغوط الوسطاء لا سيما الأميركي ستثمر اتفاقاً، خاصة لو زادت واشنطن بجدية من ضغوطها على نتنياهو الذي ليس أمامه أي فرصة للهروب للأمام في صراعات كبرى كما فعل مع إيران. وتتواصل أحاديث إسرائيلية صوب الاتجاه لهدنة بغزة، وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الاثنين، بأن المجلس الوزاري الأمني المصغر سيجتمع لبحث الموقف من الهدنة، فيما سيصل وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، المقرب من نتنياهو، إلى البيت الأبيض باليوم ذاته لإجراء محادثات حول إيران وغزة، بحسب هيئة البث العبرية. وفي زيارة أجراها لمنشأة أمنية تابعة لجهاز الأمن العام (الشاباك)، قال نتنياهو، الأحد: «أود أن أبلغكم أنه كما تعلمون على الأرجح، أتيحت فرص كثيرة الآن بعد هذا النصر (على إيران بعد مواجهات لـ12 يوماً انطلقت 13 يونيو (حزيران)، وقبل كل شيء، لابد من إنقاذ الرهائن». وعدّ «منتدى الرهائن» في بيان أن تعليقات نتنياهو التي أعطت الأولوية للرهائن «تمثل سابقة»، مؤكداً ترحيبه بهذا الموقف الذي يأتي متزامناً مع ما نقلته القناة «12» الإسرائيلية عن مصادر مطلعة لم تذكر هويتها، أن الجيش طلب من الحكومة تحديد الخطوة المقبلة للحرب، إما استكمال السيطرة على قطاع غزة، وإما إبرام صفقة تبادل رهائن، مع تفضيله الخيار الثاني. فلسطينية تحتضن جثمان أحد أقربائها قُتل في غارة إسرائيلية على مستودع لتوزيع المساعدات الإنسانية وسط غزة (أ.ف.ب) وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، للصحافيين، الاثنين، في القدس إن «إسرائيل جادة في رغبتها في التوصل إلى اتفاق لتبادل الرهائن والسجناء، ووقف إطلاق النار في غزة»، بحسب «رويترز»، فيما تشير تقديرات إسرائيلية إلى وجود 50 رهينة في غزة، منهم 20 أحياء. فيما قال مسؤول في «حماس»، لـ«رويترز»، الاثنين، إن التقدم يعتمد على تغيير إسرائيل موقفها وموافقتها على إنهاء الحرب والانسحاب من غزة، فيما تقول إسرائيل إنها لن تنهي الحرب إلا بنزع سلاح «حماس». وترفض «حماس» إلقاء سلاحها. ويرى عكاشة أن التغير المفاجئ في موقف نتنياهو هو نتاج محاولة تخفيف الضغوط الداخلية عليه، ليقول إنه أبدى مرونة لكن «حماس» ترفض ذلك، فضلاً عن حاجته إلى تقليل تأثير ورقة الرهائن لدى الحركة الفلسطينية بعد تفضيل عسكري بإسرائيل لخيار الهدنة بعد استنفاد كل مستهدفات الحرب. ويستبعد أن يقبل نتنياهو في الفترة الحالية رغم ما يبديه من مرونة سوى اتفاق جزئي لا يحمل ضمانات جادة بوقف الحرب، وهو ما سيجعل «حماس» لا تقبل، وندخل في تعقيدات قد تقبل بأن ترحل للمناقشة أثناء تنفيذ الاتفاق. وبحسب دياب، فإن نتنياهو يعود لأولوية الرهائن حالياً حفاظاً على مصالحه الشخصية، واستعادة بعض من شعبيته بعد إنهاء مغامراته في لبنان ثم إيران، غير مستبعد أن يتجه لتوسيع الاحتلال بغزة أو تنفيذ اغتيالات في لبنان واليمن قبيل الصفقة لفرض مكاسب كبيرة تلجم المعارضة، بحيث لا تنتقده في هذا الملف. ويتوقع ذهاب نتنياهو لاتفاق في ظل النصائح العسكرية والضغوط الداخلية، لا سيما من معارضيه الذين كرروا الساعات الماضية مطالبتهم بوقف الحرب نهائياً بغزة.

مهندس ضاع حلمه في اللجان
مهندس ضاع حلمه في اللجان

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

مهندس ضاع حلمه في اللجان

تحمّس الملك فاروق لمخطط مبهر رسم فيه المهندس المصري سيد كُريم، الملامح المستقبلية للقاهرة؛ حيث شمل «مترو الأنفاق، والقطار الطائر، وثمانية جسور علوية، وطرقاً دائرية، وخططاً للمدن الجديدة». قرر الملك فاروق أن يعرض المخطط في حفل مهيب بالجامعة الأميركية، لكن الأقدار شاءت أن يودع فاروق مصر إلى الأبد، على ظهر يخت المحروسة. حاول كُريم إعادة المخطط إلى القيادة الجديدة، وأعجب به اللواء محمد نجيب، فكلف لجنة بدراسته. غير أن نجيب غادر منصبه أيضاً. وكأن «لعنة» أصابت مخطط القاهرة الذي لم يرَ النور، وفق تعبير مؤلف كتاب «صنايعية مصر» عمر طاهر. الرئيس عبد الناصر شكل لجنة قالت إن الدكتور سيد كُريم «مهندس عظيم، لكن المشروع الذي خططه للقاهرة... (بما فيه من كبارٍ علوية وغيرها) لا يناسب مدينة سكنية، ولكنه يناسب مدينة ملاهٍ!». عبد الناصر نفسه صُدم من نتيجة التقرير، لأنه تحمّس لمخطط قاهرة الخمسينات، فشكّل لجنة جديدة لكن ممثلها قال لناصر: «الدكتور سيد بيخَرَّف! مشروع مترو أنفاق وحده يتكلف مليار جنيه، وهو مبلغ كفيل ببناء القاهرة كلها». حاول عبد الناصر عن طريق السادات فهم الموضوع. فقال كُريم إن المشروع يكلف مليارات الجنيهات وليس ملياراً واحداً، وإنه وجد طريقة للتمويل غير حكومية بأسلوب «BOT» وهو البناء والتشغيل ثم تؤول الملكية للحكومة بعد عشرين عاماً، مقابل نسبة من العوائد لصالح الحكومة. فرح السادات بالمقترح الفريد، الذي رفضته اللجنة ولم تقدم بدائل. وبعد أن قرأ عبد الناصر مسودات الاتفاقات المبدئية مع الشركات، قال: «هذه ليست عقود استثمار، بل عقود استعمار». عاد العبقري كُريم بخفي حنين، وتبعثر حلمه بتنظيم القاهرة التي كانت تضم نحو مليون نسمة و24 ألف سيارة، متوقعاً أن تقع المعضلة ببلوغ سكانها 20 مليوناً. بعد أسابيع تلقى كُريم دعوة من لجنة فنية في الأمم المتحدة، فقال أحد المجتمعين للحاضرين وهو يشير إلى كُريم: «أقدم لكم خبيراً مصرياً أعد مشروعاً لو اجتمعنا نحن خبراء الهيئة فلن نستطيع أن نقدم أفضل منه». ثم قال لكُريم: «أهلاً بك خبيراً دولياً في الأمم المتحدة». ثم نال وسام خادم الحرمين الشريفين بعد تخطيط مدينة الرياض، والمساهمة في توسعة الحرمين وطريق الحج. زاره السادات في مكتبه وتأمل المجسم الجميل لمخطط مدينة جديدة على ما يبدو. فعاتبه السادات بقوله: «تخدم الدول العربية بمثل هذه النماذج والمخططات الرائعة وتبخل على بلدك؟». فقال كُريم: «الماكيت (المجسم) الذي أعجبك ليس لمدينة عربية، ولكنه جزء من مخطط القاهرة الذي رفضته لجانكم مرتين!». بعد أيام طلب عبد الناصر مقابلة كُريم الذي قالت لجنة عنه إنه «بيخرَّف»، فطلب منه تصميم مدينة «الثورة». لكن اللجنة رفضته مجدداً. وبعد تدخل عبد الناصر رأى المشروع النور ثم بُنيت المدينة العصرية المتكاملة. لكنه رفض مقترحاً بتسميتها مدينة عبد الناصر وقبل بـ«مدينة نصر». ما حدث مع المهندس العبقري سيد كُريم يستحق التأمل. فمشروعه لتخطيط القاهرة العصرية نال استحسان الملك فاروق ومن بعده لكنه لم يرَ النور لأسباب عديدة منها «معضلة اللجان» التي تميل أحياناً نحو الرفض أو المنع كحل أسهل من عناء التفكير ببدائل. فكم من مشروع عربي عملاق ذهب سدى لأنه ضاع في دهاليز البيروقراطية والتردد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store