
خداع الرئيس ترامب لايران واسرائيل معا وتحكم أميركي بدوائر النفوذ
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
نجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقف النار بين اسرائيل وايران بعد أن ختمت طهران الحرب بضربة عسكرية لقاعدة العديد في قطر استوعبتها واشنطن بديبلوماسية، وبعد ضربة عسكرية صاروخية ايرانية واسعة استهدفت أكثر من منطقة في اسرائيل سبقت وقف إطلاق النار تلبية لحسابات ايرانية تحت عنوان أن «الكلمة الأخيرة» في الحرب هي لها.
لا شك أن الرابح الفعلي في هذه الحرب لا هي اسرائيل ولا ايران وإنما الولايات المتحدة الأميركية وحسابات رئيسها دونالد ترامب الذي كرّس نوعا من «التوازن النسبي» بين اسرائيل وايران دفعهما إلى «تنازلات مقبولة». فلا اسرائيل أنجزت «تغيير خريطة الشرق الأوسط» وتمكنت أن تهيمن على دول محيطة لأربعماية مليون مسلم. ولا ايران احتفظت بـ»الهلال الشيعي» بعد سقوط سوريا وإنهاك «الأذرع الايرانية» في الخارج. أما كلام رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو عن أن اسرائيل تحوّلت إلى «دولة عظمى» بفعل هذه الحرب فهو «مبالغة عظمى». فإذا كانت المعارضة الاسرائيلية قد ساندته بقوة خلال هذه الحرب فإنها الآن ستعود إلى طرح الأسئلة الصعبة عليه من حيث الإنجازات التي حققها ومن حيث كون ايران تحتفظ بالأسلحة البالستية وبكونها ستمضي في تخصيب اليورانيوم وفي حقها بامتلاك المعرفة النووية للاستخدام السلمي لها.
وبالتأكيد تخرج ايران أكثر تماسكا من هذه الحرب خصوصا بعد اكتشافها للخلل الناجم عن الإختراق الاسرائيلي لها في عدد كبير من العملاء بأدوار عسكرية وصلت إلى بناء قواعد تجسسية ومحطات لإطلاق طائرات مسيّرة استهدفت علماء نوويين وقواعد لإطلاق الصواريخ. وقد تبيّن خلال الحرب أن هناك تقاسما وظيفيا بين الإتجاهين الإصلاحي والمحافظ بحيث أن الشأن السياسي تًركت المهام فيه للإصلاحيين ولرئيس الجمهورية مسعود بزشكيان ولوزير خارجيته عباس عراقجي فيما الشأن العسكري تولاه الحرس الثوري. أما «القرارات النهائية» فكانت للمرجع الأعلى الإمام خامنئي.
الواضح في هذه الحرب أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نجح في خداع كل من ايران واسرائيل على السواء. فهو ورّط نتنياهو في الحرب تحت عنوان «الحؤول دون التخصيب النووي وامتلاك ايران لقنبلة نووية» وخداع ايران في «وقف التفاوض» بعد أن كان الطرفان الأميركي والايراني قد توصّلا في عمان إلى «ورقة تفاهم» تسبق لقاء يوم الأحد المحدد للتوقيع النهائي وحيث كانت اسرائيل قد شنّت حربها على ايران بعد «تفاهم» عليها بين نتنياهو وترامب.
والسؤال إلى ماذا كان يرمي الرئيس الأميركي دونالد ترامب من كل ذلك؟
في العمق لا يوافق الرئيس الأميركي على دور لليمين الديني اليهودي برئاسة نتنياهو في الاقليم والمنطقة يرمي إلى التوسّع الجغرافي والهيمنة السياسية. فهو يريد أن تكون الولايات المتحدة الأميركية «الفاعل الرئيسي» وأن تلبّي الدولة العبرية ما ترمي إليه السياسة الأميركية من ضمن رؤية أميركية تًوزع الأدوار لدول المنطقة بما فيها ايران. فقد اكتشفت الإدارة الأميركية أن مطالب اسرائيل وايران كبيرة في «مجال النفوذ». من هنا شجّعت على الحرب بين الاثنتين كسرا لهذا النفوذ وحتى تكون واشنطن متحكّمة بالنتائج و»صفقات» ما يحسب له ترامب البراغماتي ورجل المفاجآت.
وفي نهاية الأمر لا ربح فعلي لاسرائيل ولا خسارة لايران ولا العكس. وإنما دمارفي الدولتين وتراجع في دوائر النفوذ. وتداعيات مرتقبة في أكثر من مكان في المنطقة ومزيد من التحكّم الأميركي.
والمهم أن لبنان في ظل السياسات العقلانية للرئيس العماد جوزاف عون نجح في ترجيح الولاء للدولة على الولاءات الطائفية ما يعطي لبنان «أوراقا إضافية» في التفاوض خصوصا وأن المنحى العام الأميركي هو توفير الإستقرار في «الدائرة الأوسطية» ولبنان أساسي في هذا الإستقرار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 23 دقائق
- ليبانون 24
في ميزانية الدفاع.. ترامب يطلب المزيد من المسيرات والصواريخ
أظهرت بنود لميزانية الدفاع للعام المقبل أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يطلب زيادة أجور القوات والمزيد من الصواريخ عالية التقنية والطائرات المسيرة، مع خفض الوظائف في البحرية وشراء عدد أقل من السفن والطائرات المقاتلة لتوفير المال. وجرى طلب 892.6 مليار دولار لميزانية الدفاع والأمن القومي، دون تغيير عن العام الحالي. وتضع الميزانية، التي تشمل أيضا الأنشطة المتعلقة بالأسلحة النووية التي تقوم بها وزارة الطاقة وتزيد من تمويل الأمن الداخلي، بصمة ترامب على الجيش من خلال سحب الأموال من الأسلحة والخدمات لتمويل أولوياته. وقال البيت الأبيض إن التمويل سيستخدم لردع التصرفات العدائية من الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وإنعاش القاعدة الصناعية الدفاعية. وتم إدراج معظم التمويل المطلوب للدرع الصاروخية المسمى " القبة الذهبية" الذي يتبناه ترامب في طلب ميزانية منفصل وليس جزءا من الاقتراح الأحدث الذي أرسل إلى الكونغرس. وفي ميزانية 2026، طلب ترامب عددا أقل من طائرات إف-35 التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن وثلاث سفن حربية فقط. وقالت البحرية إن من المتوقع إدراج شراء سفن أخرى في مشروع قانون منفصل. وتطلب الميزانية زيادة رواتب القوات بواقع 3.8 بالمئة، وتقلل التكاليف عن طريق سحب الأسلحة القديمة الأعلى تكلفة في التشغيل بما في ذلك السفن والطائرات. وبموجب الخطة، ستخفض البحرية موظفيها المدنيين بإجمالي 7286 شخصا.


ليبانون 24
منذ 23 دقائق
- ليبانون 24
الدولار يتراجع بفعل "ظل الفيدرالي"... وترامب يربك الأسواق
تراجع الدولار الأميركي وانخفضت عوائد سندات الخزانة، مع تزايد الرهانات على أن خفض أسعار الفائدة قد يحدث في وقت أقرب من المتوقع، وذلك بعد تقرير أفاد بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يفكر في تعيين مبكر لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقبل. بالتوازي، انخفض مؤشر "بلومبرغ" للدولار بنسبة 0.3% ليصل إلى أدنى مستوياته منذ نيسان 2022، مع تسجيل العملة الأميركية خسائر مقابل الين الياباني وعملة تايوان. كما هبطت عوائد سندات الخزانة الأميركية عبر مختلف آجال الاستحقاق، حيث تراجعت عوائد السندات لأجل 10 سنوات بمقدار نقطتي أساس إلى 4.27%. وجاءت هذه التحركات عقب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أفاد بأن ترامب قد يُعلن عن مرشحه لرئاسة الفيدرالي في أيلول أو تشرين الاول، وهو توقيت مبكر بشكل غير معتاد، ما قد يخلق عملياً "رئيس ظل" لديه القدرة على التأثير في معنويات السوق. وقد عزز ذلك التوقعات بأن أسعار الفائدة الأميركية ستُخفض في وقت أقرب مما كان يُعتقد سابقاً. (بلومبرغ)


ليبانون ديبايت
منذ 26 دقائق
- ليبانون ديبايت
بسبب "تقييم إستخباراتي"... ترامب يهاجم مراسلة ويطالب بطردها!
شن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجوماً حاداً، يوم الثلاثاء، على مراسلة شبكة "CNN" ناتاشا برتراند، عقب نشرها تقريراً حول التقييم الاستخباراتي لتأثير الضربة الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية. وصف ترامب، عبر منصته "تروث سوشيال"، برتراند بأنها "غير مؤهلة للظهور على الشاشة" واتهمها بالكذب ونشر معلومات زائفة تهدف إلى "تشويه سمعة الطيارين الأميركيين"، الذين نفذوا الهجوم بدقة. ودعا الشبكة إلى "توبيخها وطردها"، مشيراً إلى أنها من بين "الأشخاص الذين دمروا سمعة شبكة كانت عظيمة". كانت المراسلة برتراند أول من نشر معلومات حول التقييم الاستخباراتي الأميركي بشأن الضربات التي بدأت في 13 حزيران، واستهدفت مواقع حساسة في إيران. ووفقاً للتقرير، أسفرت الضربات عن أضرار كبيرة في المنشآت النووية ومقتل قادة عسكريين وعلماء إيرانيين. في بيان أصدرته عبر منصة "إكس"، أعربت شبكة "CNN" عن دعمها الكامل لبرتراند، مؤكدة أن تقريرها استند إلى "نتائج أولية قابلة للتحديث". وأشارت الشبكة إلى أن تغطية المراسلة تأتي في إطار "مصلحة عامة مشروعة"، وتعكس الالتزام بالمهنية الصحافية. تُعرف ناتاشا برتراند، البالغة من العمر 33 عاماً، بتغطيتها للشؤون السياسية والدولية، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا والأحداث في غزة، ما يجعلها واحدة من أبرز الصحافيين السياسيين في الولايات المتحدة.