logo
معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025 ينطلق ببرنامج ثقافي متكامل

معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025 ينطلق ببرنامج ثقافي متكامل

ينطلق معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظّمه مركز أبوظبي للغة العربية، في دورته الـ34، التي تعقد، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ببرنامج ثقافي متكامل يستضيف خلاله نخبة من أدباء، ومفكرين، ومبدعين عرباً وأجانب، يتوزعون على مدار أيام المعرض من 26 أبريل إلى 5 مايو 2025.
ويسعى المركز من خلال البرنامج المهني للمعرض، الذي يقام هذا العام تحت شعار "مجتمع المعرفة...معرفة المجتمع"، إلى تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين دول العالم، بما يسهم في حفظ التراث اللغوي والثقافي العربي، والاطلاع على ثقافات وحضارات العالم، في إطار التزام المركز بدوره الرائد في نشر اللغة العربية، وتكريس الرؤية الإستراتيجية لدولة الإمارات في التسامح والإخاء الإنساني، إذ يغطي البرنامج الثقافي مجالات عدة تلبي احتياجات الجمهور من مختلف شرائح المجتمع.
ويطرح البرنامج هذا العام أفرعاً عدة هي: أروقة المعرفة، ومجلس الشعر، وبرنامج كتاب العالم، وتواقيع الكتب، وبودكاست من أبوظبي، فيما ينبثق عن كلّ فرع فعاليات متنوعة تستهدف الراغبين بالاستزادة من بحور الثقافة والفنون والعلوم المعرفية والتراث الشعبي من خلال محاضرات وأمسيات شعرية وورش عمل وجلسات فكرية.
ويخصّص المعرض جلسة تجمع الجمهور بمؤلف كتاب "الفرقة الناجية: وهم الاصطفاء" الدكتور محمد بشاري- أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، في حوار مفتوح لمناقشة المفاهيم التراثية التي أثرت على حياة المسلمين عبر العصور، والرؤى الكفيلة بالخروج من دوائر الصراع الفكري إلى آفاق أوسع. ويدير الجلسة الإعلامي الدكتور سليمان الهتلان- الرئيس التنفيذي للهتلان ميديا.
وتضم جلسة "خمسون علامة فارقة في رواية القرن 21 العربية" باقة أدباء ومثقفين هم: سعادة سعيد حمدان الطنيجي- المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية. والدكتور محمد أبوالفضل بدران- الشاعر والناقد الأدبي. والدكتور هيثم الحاج علي- أستاذ الأدب العربي الحديث. ليستعرضوا قائمة مختارة من أبرز 50 رواية عربية شكلت معالم الأدب العربي في القرن الـ 21، وكيف أثرت هذه الروايات في الأدب المعاصر، وطرحها لمختلف القضايا الاجتماعية، والسياسية، والإنسانية التي تهم القارئ العربي، ويدير الجلسة الإعلامي سعيد سعيد، المحرر الثقافي في صحيفة "ذا ناشيونال".
وتحت عنوان "رأيت فيما يرى النائم: تفاسير الأحلام في التراث العربي"، يلتقي الجمهور بالدكتور بلال الأرفه لي- الباحث في الأدب العربي القديم، والكاتب الفنان علي العبدان للاستماع إلى دور تفسير الأحلام في تشكيل العلوم والمعرفة في الحضارة الإسلامية والعربية. وتدير الجلسة الإعلامية علياء المنصوري، مقدمة برامج حوارية وثقافية.
وستبحر جلسة "دور متحف زايد الوطني في الحفاظ على التراث البحري: مشروع قارب ماجان"، نحو هذا الإرث الثقافي القيّم بمشاركة: إيما ثمبسون، أخصائي رئيس الاقتناء والتفويض- متحف زايد الوطني. والدكتور ايريك ستابلس، رئيس وحدة الآثار البحرية- دائرة الثقافة والسياحة، وميّ المنصوري، أمين متحف معاون- زايد الوطني، لتناول الأهمية التاريخية لهذا القارب ودوره المحوري في التجارة والتبادل الثقافي بين متحف الحضارات القديمة. وتدير الجلسة الباحثة شوق العوضي.
وتستعرض الجلسة الحوارية التي ستناقش كتاب "مائة قصيدة وقصيدة مغناة"، الذي انضم إلى سلسلة "مائة كتاب وكتاب"، الذي أصدره المركز، التأثير الذي أحدثته تلك القصائد على الشعر العربي والموسيقا، إذ سيتحدث في الجلسة: الدكتور خليل الشيخ- مدير إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية- مركز أبو ظبي للغة العربية، والدكتور مصطفى سعيد - مؤلف موسيقي مؤلف، والدكتورة بروين حبيب- إعلامية وكاتبة. ويدير الجلسة الكاتب الشاعر محمد سالم عبادة .
وضمن أجواء القصائد المغناة والفنون، تسلّط جلسة "فيلم قصير وهوية عريقة" على قدرة الأفلام القصيرة على حمل رسائل عميقة تتعلق بالهوية الثقافية والاجتماعية في ظل العولمة، وكيف يمكن أن يكون الفيلم أداة لتعزيز الوعي بالثقافة المحلية، بمشاركة نجوم الغانم- الشاعرة والمخرجة السينمائية، ومحمد حسن أحمد- منتج أفلام، ويديرها الإعلامي سعيد المعمري.
ويخصص البرنامج جلسة حملت عنوان "أحوال القراءة في عصر السوشيال ميديا: كيف للمحتوى أن يستقطب الأجيال الجديدة؟" يتعرف فيها الحضور من خلال المتحدثات زينة خالد- مدير برامج السياسات العامة تيك توك، ولانا مدّور- صانعة محتوى، على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على عادات القراءة، وآلية استثمارها في صناعة محتوى ملهم للأجيال. وتدير الجلسة صانعة محتوى أيضاً هي الإعلامية أماني الشحي.
الشخصية المحورية
واختار المركز لدورة المعرض هذا العام العالم الموسوعي "ابن سينا" شخصية محورية احتفاءً بمنجزه المعرفي الذي قدمه للبشرية كأحد أهم الأطباء، والمرجع الأساسي للكثير من العلوم الفلسفية، وستعقد أولى الجلسات التي تحمل عنوان "ابن سينا طبيباً: رحلة القانون في الطب إلى علاجات العصر" بمناسبة مرور 1000 عام على صدور كتابه "القانون في الطب"، بمشاركة كل من الدكتور حميد الشامسي- استشاري ومدير خدمات الأورام في برجيل القابضة. والدكتور جورج حداد- المتخصص في جراحة الأعصاب، لمناقشة الكتاب الذي يمثل دستوراً للطب في العالم، مع تسليط الضوء على القيم العلمية والإنسانية التي لا تزال تُلهم الأطباء والباحثين حتى اليوم. ويدير الجلسة الإعلامي إحسان مسعود، كاتب علمي في مجلة Nature إنجلترا.
وفي جلسة ثانية تحمل عنوان "ابن سينا شرقاً وغرباً: الوسيط المعرفي للعصور الوسطى"، وتديرها الدكتورة شادن دياب- شاعرة وروائية، يتحدث الدكتور رضوان السيد- عميد كلية الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والدكتور محمد سليمان- مدير قطاع التواصل الثقافي في مكتبة الإسكندرية ، والباحث التاريخي فكردين إبراقيموف ، عن شخصية ابن سينا التي شكلت جسراً معرفياً بين حضارات الشرق والغرب.
وتحمل الجلسة الثالثة عنوان "فلسفة ابن سينا: إرث يعاصرنا ورؤى تحاورنا"، ويركز فيها المتحدثون؛ الأستاذ الدكتور مصطفى النشار، أستاذ الفلسفة بكلية الآداب- جامعة القاهرة. والدكتور مهند مبيضين، أستاذ التاريخ العربي الحديث- الجامعة الأردنية. وجيلبير سينويه الكاتب الروائي، على إرث الفيلسوف والمفكر ابن سينا، وأثره في الفكر الإنساني. بينما يدير الجلسة الإعلامي سعيد سعيد، المحرر في "ذا ناشيونال".
كتاب العالم
ومن الشخصية المحورية إلى كتاب العالم الذي سحر الشرق والغرب "ألف ليلة وليلة" يخصص البرنامج جلسة حوارية تحت عنوان "رحلة ألف ليلة وليلة المترامية في اللغات العالمية" تستعرض فيها نخبة من الباحثين وهم: الدكتور عبدالله الغذامي، أستاذ النقد. والدكتور مصطفى السليمان، عضو الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب. والدكتور مؤمن عبدالله، أستاذ اللغات- اليابان. وبنغ تشو يون- أستاذ الترجمة ورئيس الفرع الإقليمي لمجلة "الصين اليوم" بالشرق الأوسط، رحلة ألف ليلة وليلة من المخطوطات الأولى إلى الترجمات التي أسرت خيال المستشرقين، وأثّرت في الأدب العالمي. وتدير الجلسة الروائية الناقدة شيرين أبو النجا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

معرض أبوظبي الدولي للكتاب: تجسيد فلسفة الجمال في مجتمع المعرفة
معرض أبوظبي الدولي للكتاب: تجسيد فلسفة الجمال في مجتمع المعرفة

البلاد البحرينية

timeمنذ 4 أيام

  • البلاد البحرينية

معرض أبوظبي الدولي للكتاب: تجسيد فلسفة الجمال في مجتمع المعرفة

في كل دورة من دورات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، يتجدد مفهوم الجمال الخلاق، مع فكرة عميقة تتجاوز مجرّد عرض الكتب والمطبوعات. هذه الفعالية الثقافية ليست مجرّد حَدَث سنويّ، بل هي محطة أساسية لبناء مجتمع معرفي حقيقي، يستند إلى ثقافة التفاعل والمثاقَفة. يعكس المعرض، الذي يحظى بشرف رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وينظّمه مركز أبوظبي للغة العربية، التزاماً راسخاً بتعزيز المعرفة وتوسيع دائرة التفكير، ليس فقط في نطاق القارئ، بل في كل فرد في المجتمع العربي والعالمي. إن شعار الدورة الرابعة والثلاثين التي انقضت قبل أيام، تحت عنوان 'مجتمع المعرفة.. معرفة المجتمع'، كان بمثابة دعوة واضحة لبناء علاقة متجدِّدة بين الأفراد والمعرفة. هذا الشعار لم يكن مجرّدَ كلمات، بل هو ترجمة فلسفية لمفهوم الثقافة في عصرنا المعاصر. المجتمع الذي نتطلّع إلى بنائه هو مجتمع ينطوي فيه كل فرد على قدرة فكرية وإبداعية، قادر على الإنتاج والمشاركة الفاعلة في صياغة الأفكار وتبادلها. لقد كان المعرض في هذه الدورة أكثر من مجرد مزيج من الكلمات والطباعة على الورق؛ كان تجسيداً لفكرة عميقة حول الجمال، الذي يبقى ويتجدّد. إن الثقافة الجميلة، التي تميّز المجتمعات المتقدّمة، هي تلك التي تسعى لإثراء الفكر، وتدعو إلى التّجدّد المستمر، وتقدم المعلومة في قالب ينبض بالإيجابية والابتكار. 'الجمال في المحتوى'، كما يقول البعض، وهذا الجمال في معرض أبوظبي يتجسّد في كيف يقدّم المعرفة للناس وكيف يتفاعل معها الجميع، بعيداً عن كونه مجرد حدث ثقافي ضخم. لكن من أين يبدأ الجمال؟ يبدأ من أن كل فكرة وكل كلمة وكل عمل ثقافي، مهما كان بسيطاً، يجب أن يحمل قوة من التّجدّد والابتكار. كما أن الجمال لا يقتصر على المظهر فقط، بل هو في المضمون، في العرض، وفي التأثير الذي تتركه المعرفة في حياة الأفراد. فما هو جوهر المعرض، إن لم يكن تجسيدا لهذا الجمال الذي يبقى؟ إن الجمال هو الذي يجعل من هذا الحدث أكثر من مجرد مكان لشراء الكتب، بل هو الفضاء الذي يعيد خلق العلاقة بين الإنسان والمجتمع، وبين المعرفة والواقع. ولعلّ أروع تجسيد لهذا الجمال كان من خلال تسليط الضوء على شخصية المعرض هذا العام، ابن سينا. هذا الفيلسوف والطبيب الذي جسّد نموذجاً لفكر مستنير، استلهم من معرفته الإنسانية الأسس التي قامت عليها العديد من العلوم. ابن سينا، الذي كان له الفضل في نقل وتطوير الفلسفة اليونانية، يمثّل رمزا لإسهام الفكر العربي في صناعة حضارة عالمية. كذلك، فإن استحضار 'ألف ليلة وليلة' كان بمثابة العودة إلى الأدب العربي الذي يحمل في طيّاته جماليات إنسانية وثقافية تلامس وجدان الأفراد على مَرّ العصور. إن الثقافة القبيحة لا تلبث أن تختفي وتزول، بينما تبقى الثقافة الجميلة، التي هي بمثابة طاقة إيجابية تمنح الحياة قِيَماً وأهدافاً أسمى. الجمال الذي تقدّمه أبوظبي عاصمة دولة الإمارات في كل مسارٍ من مساراتها الثقافية يبقى، وتستمر الإمارات في تأسيس هذا الجمال في كل مشروع، وكل مسعى. ومن خلال المعرض، نعود دائماً إلى هذه الفلسفة، التي تقول إن البقاء للجمال، وإن الثقافة الجميلة هي التي تملأ العالم بالطاقة والتطور المستمر. وإذا كانت المعرفة، كما يقال، هي أساس المجتمع، فإن هذا المعرض يكرّس الفكرة عبر تعريف 'مجتمع المعرفة هو معرفة المجتمع'، في ضوء كون العام الحالي هو 'عام المجتمع' الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد تحت شعار 'يداً بيد'. إن هذه الرؤية تأخذنا إلى مفهوم أوسع عن الثقافة، التي يجب أن تكون شاملة للجميع، لا تقتصر على نخبة أو مجموعة صغيرة؛ من هنا كان حرصنا على أن تكون الدورة الرابعة والثلاثون من المعرض فرصةً حقيقّةً للتفاعل بين الأجيال المختلفة، من خلال الأنشطة المتنوعة التي قُدِّمَت خلاله، سواء كانت ورشاً أو ندوات أو جلسات حوارية؛ تشجيعاً على التفكير النقدي والمشاركة الفاعلة في إنتاج المعرفة، منطلقين في هذا السياق، من إيماننا أن المعرض بمثابة جسر بين الأجيال، يتفاعل فيه الشباب مع كبار المفكرين والكُتّاب، ويمثّل نقطة انطلاق لتحفيز الإبداع والابتكار في مجالات متعددة، بما في ذلك التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. بجانب هذه الفعاليات، أتت دورة المعرض 34 لتُشكّل نقطة التقاء تفاعلية بين الجمهور وبين المعرفة، لا سيّما من خلال موضوعات ومواضيع تهمّ المجتمع العربي والعالمي، مثل التعايش والتسامح والانفتاح على الآخر. فالمعرض ليس مجرد تظاهرة ثقافية، بل هو جسر لتعارف وتبادل ثقافي يعكس قيم المحبة والاحترام بين الشعوب. في الختام، كان معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام تجسيداً حقيقياً للفلسفة التي يقوم عليها مركز أبوظبي للغة العربية: أن المعرفة ثقافة، وأن الثقافة هي منبع الجمال المستمر. وهو نهج مستقى من نبع المعرفة الذي خلفه لنا الأب المؤسس الشيخ زايد رحمه الله، الذي كان يرى أن جواهر الأشياء ومضامينها الراقية يجب أن تتزين بالتفاصيل الجميلة؛ وهي الفكرة التي لا يني يصوغها في أشكال مبتكرة في أشعاره، يقول -رحمه الله- في وصفه للوطن الذي اكتمل بناؤه حين اكتمل جماله وتزين وتزخرف: ومعرض هذا العام كان دعوة للجميع للمشاركة الفاعلة في فهم هذا النهج الداعي للنظر للجمال باعتباره قيمة أصيلة تُكسب الأشياء بقاءً وخلوداً. كما كان المعرض خطوة مهمة في خدمة هذا المجتمع الثقافي الذي يطمح إلى بناء مجتمع معرفي متجدد، مجتمع يزرع بذور التفكير النقدي والإبداعي في أجياله القادمة. الثقافة العربية، بمكانتها الرفيعة، لا تزال تقدّم للجميع نموذجاً رائداً للحوار الحضاري، والتفاعل الثقافي، الذي يحمل في طياته الوعي والمعرفة والمثاقَفة، ويمهد الطريق لمستقبل أفضل للجميع.

"نوابغ العرب": من لحظة الاعتراف إلى صناعة الأثر
"نوابغ العرب": من لحظة الاعتراف إلى صناعة الأثر

البلاد البحرينية

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • البلاد البحرينية

"نوابغ العرب": من لحظة الاعتراف إلى صناعة الأثر

شهد معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، جلسة نقاشية مميزة حملت عنوان "من التكريم إلى التأثير.. كيف تغير نوابغ العرب العالم"، شارك فيها عدد من الشخصيات البارزة يتقدمهم الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، إلى جانب سهل الحياري، المهندس المعماري الفائز بجائزة نوابغ العرب عن فئة التصميم والعمارة، والروائي واسيني الأعرج، الفائز عن فئة الأدب والفنون. وقد أدار الجلسة سعادة سعيد النظري، الأمين العام لمبادرة نوابغ العرب، وهي المبادرة الأكبر عربياً لتكريم العقول المتميزة وتعزيز أثرها محلياً وعالمياً. افتُتحت الجلسة بكلمة ألقاها الدكتور علي بن تميم، رحّب فيها بالضيوف، مشيداً بالمبادرة التي تُعيد الاعتبار لقيمة العقل العربي في خضم التحولات المعرفية. وأكد أن المنطقة العربية في حاجة إلى مثل هذه المبادرات التي تكرّس ثقافة الإنجاز، وتدعم حضور المبدعين في المشهدين العربي والدولي. من جهته، تحدث سعيد النظري عن أهمية المبادرة وأثرها، مشيراً إلى أن الحديث عن النوابغ العرب يعيدنا إلى قرون مضت، إذ ازدهرت أسماء عربية في شتى ميادين العلم والمعرفة. غير أن المجد التاريخي وحده لا يصنع المستقبل، ولذلك جاءت الجائزة لتعيد للمنطقة ثقتها بعقولها، وتحتفي بالمبدعين من أبنائها الذين أصبحوا قدوات حقيقية. وأضاف: "كنا نتساءل متى نفوز بجائزة نوبل؟ لكن السؤال الأهم هو: لماذا ننتظر الغرب ليكتشفنا؟ نحن اليوم نحتفي باثنين من أبناء منطقتنا أثبتا أن التميز يبدأ من الداخل". ثم وجّه النظري سؤاله إلى الفائزين عن أبرز اللحظات التي شكّلت منعطفاً في حياتهم، ليجيب واسيني الأعرج بأن النجاح في المرحلة الإعدادية في ستينيات القرن الماضي كان لحظته الفارقة، إذ نقلته من قريته الصغيرة إلى المدينة الكبرى، فاتحةً أمامه آفاقاً جديدة من العلم والفكر. وروى كيف كانت والدته، بعد استشهاد والده، حريصة على إتمام تعليم أبنائها، ما جعله يشعر بالمسؤولية والوفاء تجاهها. وأضاف أن لحظة إعلان فوزه بجائزة نوابغ العرب أثناء إلقائه محاضرة جامعية كانت من أجمل لحظات حياته، لما تحمله من اعتراف رسمي بأن لكلمات الكاتب صدى يتردد في وجدان الناس. أما سهل الحياري، فاستعاد لحظة مؤثرة مع والده الراحل، حين توقفا ذات يوم عند خيمة بسيطة في قلب الصحراء. المشهد لم يفارقه: كرم الضيافة، سقف الخيمة المثقوب، وتفاصيل الصحراء الملهمة. بعد سنوات، وظّف هذه الصورة في تصميم مبنى له سقف مثقوب يحاكي تلك الذكرى، مؤكداً أن الإلهام لا يأتي فقط من الدراسة بل من التجربة الإنسانية. وأضاف أن فوزه بجائزة نوابغ العرب شكّل لحظة مفصلية في مسيرته، ورسالة قوية بأن التميز لا يُقاس بالمكان بل بما يقدّمه الإنسان من أثر ومعنى. وحرص المركز على تكريم العقول العربية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، مؤكدا أن الاحتفاء ليس نهاية المطاف، بل بدايته الحقيقية نحو التأثير في العالم.

حضور سعودي نوعي في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025
حضور سعودي نوعي في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025

البلاد البحرينية

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • البلاد البحرينية

حضور سعودي نوعي في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025

تحضر المملكة العربية السعودية في الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، عبر وفد ثقافي رسمي رفيع المستوى، يمثّل مجموعة من أبرز الجهات الحكومية، والمؤسسات المعرفية، من بينها : هيئة الأدب والنشر والترجمة، وجمعية النشر السعودية، ووزارة الشؤون الإسلامية، والدعوة، والإرشاد، وكرسي اليونسكو لترجمة الثقافات، ومكتبة الملك عبد العزيز العامة، وجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، ودارة الملك عبد العزيز. ويقدّم الجناح السعودي، الذي يشكّل محطة بارزة في المعرض، باقة من الإصدارات النوعية، والفعاليات الفكرية، إلى جانب مشاركات لمؤلفين، ومترجمين سعوديين، وعروض مرئية، وتفاعلية تعكس ثراء المشهد الثقافي السعودي وتنوعه، وتبرز تطور صناعة النشر في المملكة، في تظاهرة ثقافية تستمر فعالياتها حتى 5 مايو الجاري. وتأتي هذه المشاركة امتدادًا للحضور المتزايد للمملكة في المحافل الثقافية الإقليمية والدولية، وتُجسّد التزامًا واضحًا بدعم صناعة النشر، وتعزيز التواصل الثقافي والمعرفي عربياً وعالمياً. وتتولى هيئة الأدب والنشر والترجمة تنظيم وإدارة المشاركة ضمن رؤية مؤسسية تتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، بما يعزز موقع المملكة على خريطة الثقافة العالمية، ويكرّس حضورها الفاعل في المشهد الأدبي والنشر المعرفي. وفي هذا السياق، أكّد بسام البسام، مدير عام الإدارة العامة في هيئة الأدب والنشر والترجمة، أن المشاركة السعودية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب تعكس رؤية ثقافية طموحة تسعى إلى ترسيخ حضور المملكة على المستويين الإقليمي والدولي، من خلال منصات معرفية تعزّز الحوار الثقافي، وتدعم التبادل المعرفي عبر محتوى نوعي يعكس تنوع التجربة السعودية، ويعبّر عن هويتها الحضارية بلغات متعددة، بما يتماشى مع تطلعات الإنسان السعودي في الحاضر والمستقبل. وأشار البسام إلى أن معارض الكتاب تجاوزت كونها تظاهرات أدبية، لتصبح منصات إستراتيجية لصناعة التأثير الثقافي والحوار الحضاري، مشددًا على أهمية الحضور السعودي في هذه المحافل نافذة حضارية تعبّر عن الانفتاح الثقافي وتعكس الثقة بالنفس، وتؤكد الدور الريادي الذي تلعبه المملكة في المشهد الثقافي العربي والدولي. وختم بتأكيده على عمق العلاقات الثقافية التي تجمع المملكة بدولة الإمارات، معتبرًا أن هذه المشاركة تمثل نموذجًا ناجحًا للتكامل الخليجي في مجالات الأدب والنشر والفكر، وتعبيرًا صادقًا عن وحدة الرؤية بين البلدين في دعم الثقافة بوصفها حجر أساس في بناء المستقبل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store