
دمشق الأبد في زمن ما بعد الأسد…
ميديا – الناس نيوز ::
العربي الجديد – بشير البكر – 'وفي الشام شام لكل زمان'، قال الشاعر محمود درويش. رؤيا تتأمل في حاضر راسخ ومجاز وجداني عريق. جاءت القصيدة من تاريخ بعيد، يروي حكاية أم المدن على هذه الأرض، التي منها بدأ التبشير بالمسيحية، وتوجه الإسلام إلى العالم، وسافر على طرقها الحجاج والتجار، وسكنها المتصوفة الكبار واليمام.
دمشق القديمة أول الحكاية، التي تشكلت بجوار الجامع الأموي، وتمددت إلى حي القيمرية، حيث أسرار جمال وبقاء الحرف اليدوية، ومن ثم انتقلت إلى باب توما، ذي الأغلبية المسيحية، بكنائسه وأديرته ومدارسه الخاصة، وهو يتواصل في باب شرقي، والحي اليهودي، الذي هجرته الغالبية العظمى من سكّانه منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، ورحل القسم الأكبر منهم إلى الولايات المتحدة.
حيوية لافتة في دمشق
يبدأ حي القيمرية من مقهى النوفرة، عند نهاية سوق الحميدية، أو من الطرف الأيسر للجامع الأموي، عن طريق ما يعرف بـ'مقام الست رقية' بنت الحسين، الذي تحول إلى مزار يقصده شيعة قادمون من إيران والعراق على نحو خاص، لكن حركة هؤلاء تراجعت بعد سقوط نظام بشار الأسد، بسبب عدم الترحيب بهم من قبل الوسط العام، الذي عانى من التمييز الطائفي، واستغلال إيران للرموز الدينية.
ويعتبر بعض أهل الحي أن اهتمام إيران ببعض المظاهر الدينية في سورية، يرجع لأسباب سياسية، وتحول نشر التشيع، وإقامة حسينيات وأضرحة، إلى وسيلة لتغيير الهوية الدينية لجزء من السوريين، وذريعة للتدخل العسكري، وإسناد رئيس نظام الأسد، سواء بخبرات أمنية وعسكرية وأموال إيرانية، أو عن طريق مليشيات لبنانية، عراقية، باكستانية، وأفغانية، تتبع للحرس الثوري الإيراني، وأهمها حزب الله اللبناني، الذي تجاوز حدود الدفاع عن المراقد الدينية، إلى اجتياح مدن بأكملها، ووصلت قواته حتى الحدود السورية العراقية في مدينة البوكمال، حيث أقامت قاعدة عسكرية تحت إشراف الحرس الثوري باسم الإمام علي بن أي طالب.
يمتاز حي القيمرية بحيوية لافتة. هو يعج بالمطاعم والمقاهي المتخصصة بتقديم النركيلة. ويقول النادل أبو حسن في مقهى النوفرة، إن الحي شهد تحولاً بدأ منذ أعوام عدة، حين اكتشف التجار أهمية الأحياء القديمة في جذب السيّاح من داخل البلد وخارجه، وصاروا يحولون البيوت القديمة إلى فنادق، بعضها من خمس نجوم مثل 'بيت الوالي' في باب شرقي، الذي يعد من بين أغلى الفنادق في العاصمة، حيث يتجاوز مقابل منام الليلة الوحدة، في الأحوال العادية، 250 دولاراً.
حمل الحي في القرن التاسع عشر اسم 'الهند الصغرى'، كونه يمتاز بحضور كبير لمشاغل أصحاب المهن والصناعات اليدوية، التي تختص بها دمشق، وتتفوق بها على غيرها من المدن السورية. بعضها تمّ توارثه منذ عدة أجيال، ومن ذلك حياكة الحرير والنسيج والصدفيات وفن الزخرفة وصناعة الصابون وتطعيم الخشب، والعطارة والطباعة. اللافت هنا، تمسك سكّان الحي ببيوتهم التي أضفوا عليها لمسات من التجميل. يتوارث ذلك الأولاد والأحفاد، بالتوازي مع نقل المهن من الآباء والأجداد، ما أسهم في ترسيخ وحفظ التقاليد المهنية، والخبرات اليدوية التقليدية، وازدهارها مع الزمن.
ومع ذلك تعاني الثروة التراثية الهائلة من إهمال رسمي. يطمح أصحاب المهن والحرف وساكنو المنطقة، إلى اعتبارها تراثاً مادياً، يستلزم الحفظ والصيانة والدعم والحماية من طغيان الأنماط السياحية، التي بدأت بالزحف على أحيائها، وتحويل بعض بيوتها ومشاغلها إلى مطاعم وحانات ومقاهي النارجيلة، التي تشكل ظاهرة تستحق الدراسة، كونها منتشرة على نحو كبير في الأحياء كافة، بلا استثناء، ويقدم عليها الرجال والنساء بالنهم ذاته.
هناك ملاحظة مهمة وهي أن عدد النساء المحجبات من بين مدخنات النرجيلة، لا يقل عن عددهن من غير المحجبات، وهن في الحالين تجاوزن سن الثلاثين، وهذا يشير إلى أن الحجاب ليس دليلاً على التشدد أو التعصب، بل هو خيار اجتماعي ثقافي. ومن الملاحظ أن الحي لا يختلف، على مستوى الملابس، عن بقية أحياء دمشق.
هناك نسبة قليلة من النساء ترتدي النقاب. وعلى خلاف ما يظن البعض أن هذه الظاهرة قدمت إلى دمشق بعد سقوط النظام، بالتزامن مع دخول مقاتلين من فصائل ذات خلفية جهادية، وبعض هؤلاء النساء من أرياف دمشق، والبعض الآخر قدمن من محافظات أخرى، ولكن الغالب هو أن المرأة الدمشقية التقليدية، لم تغير عاداتها في الملبس الذي درجت عليه منذ زمن طويل، وهو لا يحمل أي مظهر للتشدد، وهي منخرطة في مجرى الحياة العام، تعمل وتتسوق وتركب الحافلات المكتظة بالرجال، من دون شعور بالحرج.
الطراز العمراني يتراوح بين بيوت طينية قديمة، وأخرى من الحجر الأسود، وهو في الحالين يتطلب عناية كبيرة من قبل هيئات دولية، تتولى الترميم، وتوظف أدوات الحداثة لصيانة هذا التراث من التلف، ومن ثم الانهيار، أو القيام بأعمال صيانة تخالف الأصول، وتؤدي مع الزمن إلى نتائج سلبية على البيئة العامة.
أحياء عصرية وأخرى محافظة
باب توما هو الحي المسيحي الدمشقي بامتياز. يضم العديد من الكنائس والأديرة المهمة، ليس على مستوى سورية فقط، بل الشرق، وفيه تقع أهم كنيستين للروم الأرثوذكس، الأولى الكنيسة المريمية المبنية على الطراز الروماني، والتي تعد ثاني كنيسة تمّ بناؤها في تاريخ كنائس الشرق بعد كنيسة القدس، وكنيسة حنانينا التي يقترب عمرها من ألفي عام، وتعود إلى الفترة الرومانية، وتم تجديدها مرات عدة، وآخر عملية توسعة جرت في عام 1815.
هناك كنائس أخرى للسريان والأرمن والطوائف المسيحية الأخرى، والتي تتميز بأنها حافظت على دورها بوصفها بيوت عبادة من جهة، ومن جهة ثانية حفظ تراث المسيحية الشرقية، التي عانت بدورها من النظام السابق، الذي كان يقدم نفسه حامياً للأقليات، لكنه كان يزج الشباب المسيحيين بقتال أشقائهم السوريين، ولذلك هاجر جيل بأكمله خلال العقد الأخير، كي لا ينخرط في المقتلة بين السوريين، التي نظمها الأسد من أجل الدفاع عن نظام حكمه.
يقول أحد الآباء المسيحيين، ورعاة الكنيسة، إن رصيد مسيحيي الشرق يتمثل في أنهم دعاة محبة بين الأديان، ولم يسبق لهم أن انخرطوا عبر التاريخ في أي نزاع سياسي داخلي. ويعترف بأن بعض الرموز سكتوا على القمع وهادنوا النظام السابق، لكنهم عارضوا مشاركة أبناء الطائفة بالقتل والتهجير والاستيلاء على أملاك الآخرين. وعلى هذا فإنهم ينتظرون من الدولة الجديدة أن تراعي ذلك، وتتعامل مع أبناء الطائفة على أساس المساواة في المواطنة، والحد من الخطاب الذي بدأ يشيع في بعض الأوساط حول تكفير بعض معتنقي الأديان الأخرى.
ويضيف أن المرجو من الإدارة السورية فتح صفحة جديدة مع الطوائف المسيحية تؤدي إلى طمأنتها وتشجع عودة عشرات آلاف الشباب الذين غادروا البلد لرفضهم الخدمة في جيش النظام لقتل إخوتهم السوريين.
يعد باب توما من بين أحياء دمشق التي تتميز بالحيوية والانفتاح الاجتماعي، ورغم ما يشاع عن أجواء تشدد في بعض مناطق العاصمة، ترافق مع وصول الإدارة الجديدة، فإن باب توما يقدم صورة تنفي ذلك كلياً. يقول إلياس وهو صاحب مطعم يقدم المشروبات الكحولية، إن الحي لم يشهد تغييرات، وكما ترون هناك زبائن يتناولون بعض المشروبات، ولا أحد يتعرض لهم.
ويعترف بحصول بعض التجاوزات، ولكنها طفيفة جداً، وليست مبنية على سياسات عامة، ويقول إن المطاعم التي تمّ إغلاقها لم تكن تحمل رخصة رسمية لتقديم المشروبات الكحولية، وما أن تلائم وضعها مع القانون حتى تعاود العمل، مشيراً إلى محل لبيع المشروبات يقع مقابل مطعمه، وهو مفتوح ويعرض بضاعته بصورة علنية، خلافاً للشائعات التي تتحدث عن خوف ومنع، ومثله هناك العديد من المحلات في شارع 29 أيار، ومنطقة شارع العابد، وفي أحياء المالكي وأبو رمانة والقصاع.
تقول قصيدة الشاعر محمد الماغوط 'جميلة عيون النساء في باب توما'. هنا تسير النساء بكامل الحرية في الملبس، لم يتغير شيء. ملابس الصيف تعري الشائعات التي تتحدث عن التشدد. هناك نساء بألبسة تقليدية ومحجبات والغالبية بملابس عصرية ومن دون حجاب، وليس بالضرورة انتماء كل هؤلاء النسوة إلى الفئات المسيحية.
عكس جانباً من ذلك جو الاختلاط في حفل مسائي، أقيم في باب شرقي، لإحياء أول ذكرى سنوية للسينمائي باسل شحادة، الذي قتله النظام السابق هو وأربعة من رفاقه في 28 مايو/أيار 2013.
اللافت هو حضور نسبة ملحوظة من الشابات المحجبات للحفل التأبيني، رغم أن شحادة ينتمي إلى اليسار، ومن الطائفة المسيحية. قبل كل شيء هو فنان معارض، سقط وهو يصور مجازر جيش الأسد في حمص.
باب شرقي الذي كان حيّاً شعبياً قبل نصف قرن، تحول إلى حي عصري، وقد تجددت الكثير من بيوته، وصارت من بين أغلى الأحياء المطلوبة للسكن، وذلك بفضل الانتشار الكبير لأماكن الترفيه الشبابية الخاصة بالسهر والطعام، حيث تنتشر المقاهي والمطاعم ومحلات الوجبات السريعة والساندويش، بالإضافة إلى 'الغاليريهات' التي تعرض الفنون والصناعات التقليدية.
يمتاز باب شرقي بأنه حي مختلط، يعيش فيه سوريون من مختلف الطوائف والمدن، وكذلك الأجانب، على خلاف باب توما ذي الغالبية المسيحية. ويبدو واضحاً أن هناك حركة ترميم للكثير من البيوت التي تحولت إلى استثمار، يتم تأجيرها بالغرفة وخصوصاً للطلبة، ومن بينهم الأجانب القادمون لتعلم اللغة العربية، حيث تعد دمشق أفضل وجهة على هذا المستوى، فيتحول البيت إلى شبه فندق صغير، يتشارك سكانه الحمّامات والمطبخ، في تجربة تتيح المجال للتعارف والتبادل الثقافي.
حي اليهود، أو حارة اليهود كما يحلو للبعض تسميتها، تتداخل مع باب شرقي. ولولا بعض الكتابات القديمة على جدران شبه مهدمة، لكان من الصعب تمييز البيوت اليهودية عن غيرها من تلك التي عاش فيها جيران مسلمون أو مسيحيون. وبحسب أكثر من مصدر، فإن بعض ممتلكات اليهود الذين غادروا لا تزال قائمة، لكن بعضها الآخر تمّ الاستيلاء عليه بطرق غير مشروعة.
بعض المتورطين في الاستيلاء كانوا على صلة بالنظام السابق، حيث زوّروا الوثائق للاستيلاء على الممتلكات.
بحسب أكثر من مصدر، فإن عدد اليهود الباقين في دمشق لا يتجاوز عشرة أشخاص، بعد أن هاجر حوالي 5 آلاف في مطلع تسعينيات القرن الماضي، بعد تدخل من الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب، لدى الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد.
ويتحدث سكان من الحي عن إعادة فتح أماكن العبادة اليهودية. هناك كنيس، وأحياناً يأتي رئيس الطائفة ويفتحه، فيجتمع 2-3 أشخاص، لكن لا تُقام الصلوات فيه بشكل مستمر.
وهناك تقديرات عن عودة بعض يهود سورية من المقيمين في الولايات المتحدة وأوروبا، بعد سقوط الخوف وانتهاء التمييز، الذي مارسه النظام السابق ضدهم. وما يشجع على ذلك زيارة الحاخام الأكبر يوسف حمرا للعاصمة السورية في 18 فبراير/شباط الماضي، وتفقد الكنيس اليهودي في منطقة جوبر المدمرة، وما بقي لليهود من ممتلكات.
هناك ملاحظات عدة حول أسرار جاذبية دمشق وبقائها، تتشكل لدى من يقوم بجولة في المدينة القديمة. الأولى، تعدد الألوان والأحوال في الشخصية الدمشقية. الجذر شامي، لكن الفروع ترجع إلى الحي والعائلة والطائفة. الجوهر هو الانفتاح واللطف والعقل التجاري، وهذا ما يفسّر عدم تضرر اقتصاد المدن الكبرى على غرار الأرياف، فبالإضافة إلى المرونة التي يتحلى بها سكان الأحياء القديمة، فهم يتصفون بالقدرة على التجدد والابتكار.
لا يقبلون لتجارتهم أن تفسد، يغيرون نمط الإنتاج بسرعة، يجدون بضاعة وزبائن بسهولة. الثانية، الذكاء المديني الفطري، الذي يلم بتفاصيل لا تخطر على بال الزائر، وهو ما يمكن تعريفه حسب ما هو دارج من مفاهيم بذكاء التاجر الشامي، الذي يجتهد دائماً لكسب رضا الزبون وتحقيق الربح المناسب. الثالثة، التضامن بين أبناء المهن، وتوريثها من جيل إلى آخر. وهذا يوفر أمرين، عدم خروجها من الدائرة، والثاني أنه يتوجب على كل جيل أن يضع لمسته الخاصة، بما يحافظ على الأصول، ويتماشى مع التطورات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
إيران تقول إنها حصلت على وثائق إسرائيلية بعضها يتعلق بمنشآت نووية
ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية اليوم السبت أن وكالات الاستخبارات الإيرانية حصلت على مجموعة كبيرة من الوثائق الإسرائيلية الحساسة، بعضها يتعلق بخطط ومنشآت نووية. ولم يصدر تعليق رسمي حتى الآن من إسرائيل. ولم يتضح ما إذا كان التقرير مرتبطاً بأنشطة قرصنة استهدفت مركزاً إسرائيلياً للأبحاث النووية، ووردت تقارير في شأنها العام الماضي وقررت طهران الكشف عنها الآن وسط تصاعد التوتر حول برنامجها النووي. ونقلت قناة "برس تي في" التي تديرها الدولة عن مصادر لم تكشف عنها أنه "على رغم أن عملية الحصول على الوثائق تمت منذ بعض الوقت، فإن الحجم الهائل للمواد والحاجة إلى نقلها بأمان إلى إيران استلزم التعتيم الإعلامي لضمان وصولها إلى المواقع المحمية المحددة". وأضافت "برس تي في" أن "(المصادر المطلعة على الأمر) أشارت أيضاً إلى أن عدد الوثائق هائل لدرجة أن مراجعتها، إلى جانب الاطلاع على الصور ومشاهدة مقاطع الفيديو، استغرقت وقتاً طويلاً"، من دون ذكر تفاصيل عن الوثائق. عام 2018 قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن عملاء إسرائيليين استولوا على "أرشيف" ضخم من الوثائق الإيرانية التي تظهر أن طهران نفذت أنشطة نووية أكثر مما كان معروفاً من قبل. وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقصف إيران إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع واشنطن في شأن برنامجها النووي، لكن تقارير أفادت بأن ترمب عرقل في أبريل (نيسان) الماضي ضربة إسرائيلية كانت مزمعة على مواقع نووية إيرانية لمنح الفرصة للتفاوض على اتفاق مع طهران. وقال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الأربعاء الماضي إن التخلي عن تخصيب اليورانيوم يتعارض تماماً مع مصالح البلاد، رافضاً مطلباً أميركياً رئيساً في المحادثات الرامية إلى حل النزاع المستمر منذ عقود حول طموحات طهران النووية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتعلن إيران من وقت إلى آخر اعتقال أفراد بتهمة التجسس، واتهمت إسرائيل بالوقوف وراء اغتيالات أو أعمال تخريب مرتبطة ببرنامجها النووي. خلال العام الماضي، بلغ التوتر أشده عندما هاجمت إيران مرتين الأراضي الإسرائيلية مباشرة بمئات الصواريخ والطائرات المسيرة. وقالت حينها إن هذه الهجمات كانت رداً مشروعاً على غارة قاتلة على قنصليتها لدى سوريا، نسبت إلى إسرائيل. وتحدثت طهران عن رد انتقامي على اغتيال رئيس حركة "حماس"إسماعيل هنية على أراضيها، والذي أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عنه، وكذلك على مقتل الأمين العام السابق لـ"حزب الله" اللبناني المتحالف مع إيران حسن نصرالله، الذي اغتيل في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.


Independent عربية
منذ 6 ساعات
- Independent عربية
رصاصة "حزب الله" المفقودة... هل الصمت استراتيجية أم مأزق؟
هزت الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عدة في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت ليل الخميس – الجمعة، فرحة اللبنانيين بحلول عيد الأضحى وجعلت قسماً كبيراً منهم يهجر منزله بدل أن يحتفل فيه مع الأهل والأصدقاء. إسرائيل قالت إنها استهدفت في ضربتها مواقع لـ"حزب الله" الذي لا يزال معتصماً بالصمت، متمسكاً من جهة باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه لوقف الحرب بوساطة أميركية، ومن جهة أخرى لا يزال متباطئاً في مسألة تسليم سلاحه للدولة اللبنانية بحسب ما تشير معظم التقارير الدبلوماسية والصحافية الغربية، فهل صمته ذو طبيعة إستراتيجية أم أنه صمت المنهزم العاجز عن الرد؟ للرد على هذا السؤال، رأى العميد المتقاعد في الجيش اللبناني، جوني خلف في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية"، أن الضربات الأخيرة على الضاحية "كانت الأعنف"، معتبراً أنها رسالة واضحة للبنان الرسمي الذي ترى إسرائيل أنه يتباطأ في تنفيذ القرار 1701. ومن ثم فهو تهديد مباشر للدولة اللبنانية قبل أن يكون موجهاً لـ"حزب الله". واعتبر خلف ألا جواب عن السؤال حول صمت "حزب الله"، لأن وضعه العسكري والميداني تغير كثيراً عما كان عليه قبل اندلاع "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مضيفاً أن الحزب لا يزال ملتزماً "إلى حد ما" تطبيق القرار الدولي رقم 1701 بما يخص منطقة الجنوب والحدود الجنوبية وعدم الرد على الاعتداءات الإسرائيلية، إذ إن اتفاق وقف إطلاق النار حفظ في أحد بنوده غير المعلنة بين الجانبين الإسرائيلي والأميركي، "حق تل أبيب بخرق السيادة اللبنانية" وتوجيه الضربات بحال رصدت أي شيء يهدد أمنها. ولفت خلف إلى أن هناك مسألة غير واضحة اليوم بالنسبة إلى اتفاق وقف النار الذي وقع عليه "حزب الله"، وهل هو ملتزم البنود المعلنة وغير المعلنة منه لذا لا يتحرك؟ اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأشار إلى الضغط السياسي الداخلي والإقليمي والدولي على "حزب الله" لتسليم سلاحه للدولة اللبنانية، لذلك فهو يتريث ولن يرد بالتأكيد، لأن الجيش اللبناني اليوم هو من بات يمسك زمام الأمور على الأرض، على حد تعبيره. وشدد خلف على وجود نوايا عدوانية سابقة من الجانب الإسرائيلي ومن ثم فهو مستعد لضرب أي موقع في لبنان في أي وقت. وأقر أن الوضع في لبنان لا يزال صعباً ومعقداً بخاصة في ما يخص السلاح الفلسطيني أيضاً، داخل وخارج مخيمات اللاجئين. وختم أن التوصل إلى نتائج ملموسة في مسألة حصر السلاح بيد الدولة لن يكون قريباً أو سهلاً، لذا سيبقى لبنان تحت الضغوط السياسية الدولية والعربية، والضغوط العسكرية من الجانب الإسرائيلي. Listen to "رصاصة "حزب الله" المفقودة... هل الصمت استراتيجية أم مأزق؟" on Spreaker.


Independent عربية
منذ 9 ساعات
- Independent عربية
من عبد الناصر إلى "حزب الله": أمين الجميل يروي كيف نجا لبنان من السقوط
على امتداد أكثر من 50 عاماً من تاريخ لبنان، يكاد اسم الرئيس أمين الجميل يتداخل مع مسار الجمهورية نفسها، من نشوء التيارات القومية العربية في خمسينيات القرن الماضي، مروراً بانفجار الصراع الفلسطيني على الأرض اللبنانية وصولاً إلى الحرب الأهلية فالاجتياح الإسرائيلي والهيمنة السورية، ثم دخول لبنان مرحلة النفوذ الإيراني عبر "حزب الله"، كان الجميل شاهداً ومشاركاً كما فاعلاً في معركة "التصدي" لتغيير وجه لبنان، في آنٍ معاً. منذ أن واكب بدايات الصراع اللبناني الداخلي في ظل "المد الناصري"، وتصدى لمحاولات ضم لبنان إلى وحدة دمشق – القاهرة، ثم عايش تمدد المنظمات الفلسطينية وتحويل جنوب لبنان إلى منصة صراع مفتوح مع إسرائيل، كان الجميل يرى في كل محطة مشروعاً مهدداً لكيان الدولة. لكن المشهد الأكثر دراماتيكية في مسيرته السياسية بدأ بعد اغتيال شقيقه الرئيس المنتخب بشير الجميل عام 1982، وبعدها انتُخب أمين رئيساً للجمهورية وسط الاحتلال الإسرائيلي لبيروت، وتحت أعين العالم المشتعل من حول لبنان. منذ ذلك الحين، ظلت الرئاسة بالنسبة إليه ساحة صراع وجودي: مرة في مواجهة السوري، وأخرى في مواجهة الإسرائيلي، وثالثة في التصدي لمشروع تحويل لبنان إلى وطن بديل للفلسطينيين، ورابعة في وجه السلاح الإيراني الممتد عبر "حزب الله". اليوم، بعد كل هذه العقود من الصدامات، يطل الرئيس أمين الجميل برؤية جديدة نسبياً. فالأخطار الوجودية كما يراها قد تراجعت، والفرصة تلوح لإعادة ترميم لبنان، شرط ألا يُفوّت اللبنانيون هذه اللحظة كما أضاعوا سابقاتها. في هذا السياق، أجرت "اندبندنت عربية" حواراً شاملاً مع الرئيس الجميل، تناول فيه محطات المواجهة الوطنية، وواقع الدولة والسلاح، ومآلات الهيمنة الخارجية، وفرص الخروج من النفق، والسلام في المنطقة. نكون أو لا نكون يبدأ الجميل حديثه بسرد مرحلة دخوله المعترك السياسي في ستينيات القرن الماضي، وهو الذي عايش سلسلة من المحطات التي لم تكن مجرد أحداث سياسية أو منازعات داخلية، بل صراعات وجودية حقيقية على هوية لبنان وبقائه ككيان مستقل. ويعتبر أن تاريخه وتاريخ الجمهورية اللبنانية مسارين متداخلين، حيث مثلت كل مرحلة من مراحل الصراع الإقليمي والدولي تحدياً مباشراً لكيان لبنان ولفكرته كدولة ذات سيادة. ويكشف عن أنه في مطلع حياته السياسية واجه المرحلة الناصرية، حين شكل مشروع الرئيس المصري السابق جمال عبدالناصر للوحدة العربية خطراً فعلياً على استقلال لبنان، ويقول "اندلاع ثورة 1958 لم يكن مجرد تمرد داخلي بل نتيجة مباشرة لمحاولات إخضاع لبنان لمسار سياسي إقليمي لا يُشبه نسيجه الوطني. بلدنا كان أول ضحايا النزعة الوحدوية الناصرية، وقد تسببت تلك المرحلة بتوترات طائفية وأمنية كادت تطيح كيان الدولة الناشئة". يرى رئيس لبنان السابق أن مرحلة هيمنة منظمة التحرير الفلسطينية كانت أخطر محاولة لتصفية الكيان اللبناني وتحويله إلى "وطن بديل". لم يكن الأمر مجرد دعم للقضية الفلسطينية كما سُوق في الإعلام العربي آنذاك، بل خطة متكاملة لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وإغلاق ملف العودة على حساب التركيبة اللبنانية والسيادة الوطنية. وهكذا تحول جنوب البلاد إلى منصة عسكرية تطلق منها العمليات الفدائية ضد إسرائيل، مما أعطى الأخيرة مبرراً لـ "عملية الليطاني" عام 1978 ثم اجتياح عام 1982، وصولاً إلى العاصمة بيروت. ذلك الاجتياح لم يكن الحدث الوحيد الخطر في تلك المرحلة، إذ ترافق مع اغتيال شقيقه الرئيس المنتخب بشير الجميل في 14 سبتمبر (أيلول) 1982، فانتُخب هو في واحدة من أصعب لحظات تاريخ الجمهورية، ليقود ما تبقى من مؤسسات الدولة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ثم التدخل السوري المباشر. مع ذلك، يعتبر الجميل أن لبنان صمد، لا بمعنى الانتصار العسكري، بل ببقائه قائماً كدولة. كيف صمد لبنان؟ على رغم اختلال موازين القوى، يصر الرئيس الجميل على أن لبنان قاوم ونجا. "المقاومة لم تكن متكافئة، بل محلية في وجه دول" كما يقول، لكنها نجحت في منع اندثار الكيان. ويعدد محطات الصمود: من 1958 إلى مواجهة المشروع الفلسطيني، ومن ثم الصراع مع النظام السوري، فرفض الوصاية الكاملة، إلى تحدي "حزب الله" لاحقاً. ويرى أن الصمود لم يكن فقط بالسلاح، بل بالتمسك بفكرة لبنان: بالدستور، بالتعددية، بالدولة. هذا المفهوم، بحسب الجميل، هو الذي مكَّن لبنان من الحفاظ على جوهره حتى اليوم، على رغم الحروب والتدخلات الخارجية ومرحلة الاغتيالات. مودعاً ابنه بيار الجميل بعد مقتله بإطلاق الرصاص على سيارته عام 2006 (أ ف ب) يؤكد الجميل أن الثمن كان باهظاً، من الدماء إلى الانقسامات، لكن الخط الأحمر الذي لم يُتجاوز هو بقاء لبنان كدولة غير مندمجة في مشاريع الآخرين. ويذكّر بأن "بيت بكفيا" (في دلالة إلى عائلتهم التي تنحدر من بلدة بكفيا) نفسه قدم من أبنائه، من شقيقه بشير إلى ابنه الوزير بيار الجميل، الذي اغتيل عام 2006، ومايا ابنة بشير التي قتلت بعمر السنتين، ومانويل وأمين أسود ابن شقيقته بعمر الـ16، وغيرهم، في سبيل بقاء هذه الدولة. بالنسبة إلى الجميل فإن هذه التجربة تحمل درساً واضحاً، "لبنان لا يُهزم إذا تماسك داخلياً"، مهما كان حجم الأخطار. وفي نظره، فإن المرحلة الحالية تتطلب قراءة دقيقة لهذه التجربة، من أجل البناء على الصمود السابق، لا فقط لتوثيقه. فرصة تاريخية في لحظة سياسية شديدة التعقيد، يعبر الرئيس الجميل عن تفاؤل استثنائي، إذ يرى في انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً، وتكليف الرئيس نواف سلام تشكيل الحكومة، مؤشراً إلى بداية مرحلة جديدة. ويعتبر أن هذه اللحظة هي الأولى منذ عقود التي تتراجع فيها التهديدات الوجودية، ويفتح المجال أمام ترميم فعلي للدولة. ويذكّر بأن لبنان كثيراً ما ضيع الفرص بسبب الصراعات الداخلية، لكنه يرى في الظرف الحالي تلاقياً نادراً بين استقرار نسبي إقليمي، وتوفر نخب لبنانية قادرة على الإنجاز. ويقول بوضوح "هذه فرصة أكيدة للبنان، إذا عرفنا كيف نستفيد منها يمكننا أن نبني أجمل بلد في العالم". "أعطونا السلام وخذوا ما يدهش العالم"، وهو الذي قالها في الأمم المتحدة عام 1983. الرئيس أمين الجميل في الأمم المتحدة عام 1983 - الأول إلى اليسار في الصف الأول (أ ف ب) يشدد الجميل على الطاقات البشرية في لبنان والانتشار اللبناني العالمي، مستعرضاً نماذج من النجاح اللبناني في الخارج، ويؤكد أن رأس المال الفكري وحده كفيل بإعادة بناء الدولة والاقتصاد إذا توفر الاستقرار السياسي. لكنه يربط النجاح بشرطين: الأول، تخلي القوى السياسية عن الأنانيات الصغيرة. والثاني، حشد الطاقات الوطنية خلف مشروع دولة. ويختم بالتأكيد أن هذه المرحلة "لا تشبه شيئاً مما سبق"، وأن الأمل لم يكن أقوى مما هو عليه اليوم. من ورقة مواجهة إلى عبء استراتيجي في مقاربته لملف سلاح "حزب الله"، يتناول الجميل القضية من زاوية استراتيجية، لا فقط سياسية. ويسأل مباشرة: ما مغزى هذا السلاح اليوم؟ وهل لا يزال قابلاً للاستخدام؟ ويجيب بأن الحزب يملك قوة كبيرة، لكنه فقد القدرة على استعمالها في ظل المتغيرات الحالية. ويعتبر أن السلاح الذي كان يُسوّق بوصفه أداة لمحاربة إسرائيل، أصبح اليوم عبئاً على الحزب نفسه. ويطرح تساؤلات حول كلفته، وظيفته، مستقبله، في ظل التفاهمات الإيرانية – الأميركية التي يُحكى عنها، وواقع المنطقة المتغير. ويشير إلى أن أي استخدام جديد لهذا السلاح سيضع الحزب في مواجهة مع البيئة اللبنانية نفسها، لأن الداخل لم يعد يحتمل سلاحاً خارج الدولة. ويرى أن على "حزب الله" أن يعترف بأنه أمام منعطف، وأن المطلوب هو إدماج السلاح ضمن المؤسسة الرسمية، لا الاحتفاظ به كورقة تفاوض، ما دام أنه على الصعيد الاستراتيجي فقد دوره وفاعليته. وفي ظل المتغيرات الدولية والإقليمية والمحلية، من مصلحة الحزب، إن أراد أن يؤدي دوراً سياسياً في الداخل، أن يتخلى عن منطق القوة العسكرية. ويذهب الجميّل أبعد من ذلك، معتبراً أن مستقبل "حزب الله" السياسي مرهون بكيفية تصرفه في هذا الملف، لأن "من يراهن على السلاح بعد اليوم، سيخسر كل شيء"، في ظل نظام إقليمي متبدل وسقف دولي صارم. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) مشروع انتهى وأوهام سقطت يتعامل الجميل مع ملف السلاح الفلسطيني من منظور تاريخي واستراتيجي، فيراه اليوم "عبئاً لا قضية". فبعدما كان يُقدّم كأداة ضد إسرائيل، تحول إلى وسيلة لتصفية الحسابات بين الفصائل داخل المخيمات. ويقول "سلاح أبو فلان ضد سلاح أبو علتان. لم يعد لهذا السلاح خارج الدولة أية وظيفة وطنية أو قومية". ويعتبر أن "اتفاقية القاهرة" التي شرعت هذا السلاح داخل لبنان لم تكن إلا خدعة سياسية، استخدمها الفلسطينيون لتقوية نفوذهم على حساب الدولة اللبنانية. لكن الزمن انقلب، والفصائل الفلسطينية نفسها أصبحت مفككة وعاجزة عن إنتاج رؤية موحدة أو مشروع فاعل. يرى الجميل أن السلاح الفلسطيني اليوم لا يُهدد إسرائيل بل يهدد لبنان والأنظمة العربية، وأنه لا بد من إنهاء هذه الحال وإعادة الاعتبار للمخيمات بوصفها مناطق مدنية لا أمنية. كذلك يؤكد أن القضية الفلسطينية لا تُخدم بسلاح منفلت، بل بخطة سياسية واضحة تضع حداً للتمزق والانقسام، وحشد الدعم والطاقات على الصعيد الإنمائي والاجتماعي ليكون عنوان المرحلة القادمة: الإنماء والسلام. من الهيمنة إلى الانهيار علاقة الجميل بسوريا معقدة وملأى بالصدامات، وهو يروي كيف واجه نظام حافظ الأسد، الذي يصفه بأنه "نظام رعب وفساد ولا منطق فيه". ويؤكد أنه حين تحاور مع الأسد كان دائماً يطالب بالحديث في الوقائع والمنطق والسلام للجميع، لكنه كان يصطدم بمنظومة العنف والغطرسة والأنانية غير القابلة للتفاهم. يعتبر أن الانهيار الذي شهدته سوريا خلال العقد الماضي كان متوقعاً، لأن النظام القائم لم يكن راسخاً، بل هشاً في جوهره. ومع ذلك، يدعو اليوم إلى فتح صفحة جديدة في العلاقة بين لبنان وسوريا. ويؤكد أن بين لبنان وسوريا علاقات إنسانية واقتصادية وتاريخية لا يمكن قطعها، لكنه يشترط أن تبنى العلاقة الجديدة على التكافؤ واحترام السيادة، مشيراً إلى أن لبنان بحاجة إلى سوريا قوية، مستقرة، غير مهيمنة، وسوريا بدورها بحاجة إلى لبنان داعم لا تابع. في ختام حديثه، يستعرض الجميل المشهد الإقليمي والدولي، ويرى أن المنطقة تسير نحو منطق جديد لا يقوم على الحروب، بل على التفاهمات، مشيراً إلى أن المبادرة العربية للسلام التي وقعت في لبنان عام 2002 لا تزال تمثل إطاراً صالحاً، وأن التفاهم مع إسرائيل، حتى لو لم يكن سلاماً كاملاً، أصبح جزءاً من معادلات المنطقة. ويحذر من تفويت اللحظة الراهنة، داعياً إلى "تفاهم لبناني داخلي" يعيد ترتيب الأولويات، ويؤسس لدولة قادرة على مواكبة التحولات والتطورات الجديدة في المنطقة ككل، وإلا سنبقى الى جانب الطريق بينما الآخرون يتقدمون ويتطورون. ويختم "لا يمكن أن نبقى في حال حرب دائمة، هذا المنطق سقط، المطلوب هو التفاهم، والاستقرار وإعادة بناء لبنان كدولة رائدة ذات دور طليعي في المنطقة، وتستحق الحياة".