
"مقترح ويتكوف: فرصة لحماس لاستغلال زخم التوجه للاعتراف بدولة فلسطينية"
نستعرض في جولة الصحافة لهذا اليوم مقالاً يناقش السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الصين، ويدعو إلى استثمار الانقسامات الداخلية التي تُضعف الحكومة المركزية في بكين، وفي المقال الثاني، ينتقد الكاتب مواقف المملكة المتحدة وفرنسا وكندا بشأن نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وفي المقال الثالث، يدعو كاتبه حركة حماس إلى التعامل بمرونة مع المقترح الأمريكي الجديد، باعتباره فرصة لوقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن.
نبدأ جولتنا من صحيفة وول ستريت جورنال، ومقال للكاتب روبرت كابلان، يتحدث فيه عن نظرة خبراء السياسة الخارجية في الولايات المتحدة تجاه الصين، إذ يقول بأنهم دائماً ما يسيئون فهم الصين بشكل جوهري.
ويوضح الكاتب أن هؤلاء الخبراء يتعاملون مع الصين كدولة موحّدة ومتجانسة، بينما هي في الحقيقة خليط متشابك من الهويات اللغوية والثقافية والدينية والسياسية، التي تشكّلت عبر قرون من التوترات المتراكمة.
وأشار إلى أن هذه الانقسامات لا تقتصر فقط على الأقليات مثل التبتيين والإيغور، بل تشمل أيضاً الانقسامات العميقة داخل الأغلبية الهانية ذاتها، إذ توجد مجموعات محلية تتحدث بلهجات غير مفهومة لبعضها البعض، وهو ما يتسبب في وجود تنافسات تؤثر حتى على أداء الحكومة المركزية.
ولفت كابلان إلى أن الكانتونيين، الذين يتمركزون بين هونغ كونغ وقوانغتشو، يُمثّلون قوة اقتصادية كبيرة، لكنهم الأقل تمثيلاً في المناصب العليا بالحزب الشيوعي الصيني والجيش، مضيفاً أن القيادات الشمالية في الحزب والجيش طالما نظرت إلى الكانتونيين باعتبارهم متمردين وغير جديرين بالثقة.
وأوضح الكاتب أن مجموعة الهاكا، في جنوب الصين، ورغم أنها منفتحة تجارياً وعالمياً، فإنها تملك تاريخاً من الولاء العسكري والسياسي للحكومة المركزية، على عكس المجتمعات الجنوبية الأخرى.
وقال إن أحد أفراد هذه المجموعة، هو لي فنغ، يشغل اليوم منصب مسؤول التجارة في الصين، وتتوقع منه بكين أن يجسّد السمات الإيجابية للجنوب (مثل النجاح المالي وفهم الثقافات الأجنبية)، دون أن يحمل نزعات التمرد المرتبطة بالجنوب.
واعتبر كابلان أن هذه "التصدعات الداخلية تمثل نقطة الضعف الكبرى في بنية الصين، وقد تكون فرصة استراتيجية لإدارة ترامب لتعزيز ازدهار الولايات المتحدة وأمنها، مع تقليل احتمالية اندلاع صراع عسكري".
وأكد أن "هوس" بكين بالوحدة "يعكس شعوراً عميقاً بعدم الأمان"، وفق وصفه، مستشهداً بتاريخ الصين الطويل من الانقسامات الداخلية، مشيراً إلى أن "الصين الممزقة" هي الصين "الأقل ميلاً إلى العدوان الخارجي".
ودعا الكاتب إلى تجاوز "خرافة الصين الواحدة" كما يقول، ورؤية البلاد باعتبارها كونفدرالية هشّة من كيانات شبه متحالفة، مؤكداً أن التواصل مع هذه الكيانات – من خلال اللغة، والدبلوماسية، والتبادل الثقافي، وشبكات الجاليات، والتجارة – يمكن أن يكشف عن مجموعات تتقاطع مصالحها مع مصالح الولايات المتحدة.
كما رأى أن حتى الإشارات البسيطة، مثل إصدار بيانات صحفية بلهجات غير الماندرين أو منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي بلغات محلية، يمكن أن تعزّز العلاقات مع هذه المجموعات التي تسعى بكين إلى طمس هويتها.
وأشار كابلان إلى أن الشعب الصيني نفسه سيستفيد من الاعتراف باللهجات والتقاليد والهويات الإقليمية، التي دأب الحزب الشيوعي على محوها لصالح سردية موحّدة.
وقال إن الصين، حين تُبنى على هويات محلية وولاءات لامركزية، "تصبح أقل احتمالاً في أن تلتف خلف سياسات خارجية عدوانية"، ما يُخفف من خطر نشوب صراع مع الولايات المتحدة.
وأضاف أن هذا التوجه يمكن أن يفتح الباب لسياسة تجارية أكثر مرونة، تُبنى على علاقات تفصيلية مع مجموعات داخل الصين، بناءً على توافقها مع الأولويات الأمريكية.
وبين كابلان أن الهدف البعيد هو نقل مركز الثقل من بكين والحزب الشيوعي إلى المناطق اللامركزية، وأكد أن تبني رؤية أكثر تعقيداً ومتعددة الأوجه للصين سيخفف من التوترات القومية التي يغذيها الحزب، ويحد من دوافع التصعيد، مشيراً إلى أن الاعتراف بالتنوع الطبيعي داخل الصين يمكن أن يُبدد السردية الصفرية حول الصراع بين بكين وواشنطن، ويفسح المجال أمام منافسة داخلية صينية أكثر إنتاجاً.
وقال إن بكين عملت طويلاً على ترسيخ أسطورة الوحدة الوطنية والتجانس، بينما تمتلك إدارة ترامب فرصة تاريخية لإعادة صياغة علاقتها بالصين من خلال التعامل مع واقع "الصينيين المتعددين" بدلاً من وهم "الصين الواحدة".
"ترغب هذه الدول في مكافأة مرتكبي هجمات 7 أكتوبر"
إلى صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، ومقال للكاتب مايكل فريند، ينتقد فيه ما وصفها بـ"تهديدات" فرنسا والمملكة وكندا بالاعتراف من جانب واحد بالدولة الفلسطينية.
ويقول فريند إنه في عالم يبدو مقلوباً رأساً على عقب، "حيث تدلل الديمقراطيات الإرهابيين وتلقي المحاضرات على ضحاياهم".
وأشار فريند إلى أن "هذه الحكومات، بنفاق مذهل، ترغب في مكافأة مرتكبي هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول بدولة خاصة بهم".
وتطرق الكاتب إلى البيان المشترك الصادر عن هذه الدول، التي هددت فيه من أنه "إذا لم تمتنع إسرائيل عن توسيع عملياتها العسكرية في غزة وتوقف جميع أنشطة الاستيطان، فإنها لن تتردد في اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، بما في ذلك فرض عقوبات مستهدفة".
وأكد فريند أن على إسرائيل ألا تخضع أمام هذه "المهزلة الدبلوماسية" وفق وصفه، بل على العكس، "إن أفضل رد ممكن هو تأكيد السيادة الإسرائيلية الكاملة على يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وغزة".
وشدد على أن الدفع الحالي من باريس ولندن وأوتاوا للاعتراف من جانب واحد بدولة فلسطينية لا علاقة له بالسلام، "بل هو ما يعادل جيوسياسياً نوبة غضب، ومحاولة يائسة لإنعاش عملية أوسلو الفاشلة ومعاقبة إسرائيل على دفاعها عن نفسها في أعقاب أسوأ مذبحة لليهود منذ الهولوكوست".
وأشار فريند إلى أن "هذا الدفع يستند إلى خيال خطير بأن الفلسطينيين يستحقون دولة" وفق ما قال، ويضيف "بغض النظر عن سلوكهم القاتل أو نواياهم المميتة".
وأكد فريند أن "فظائع 7 أكتوبر/تشرين الأول بدّدت أي أوهام متبقية لدى الجمهور الإسرائيلي: يجب تفكيك حماس بشكل دائم، ويجب تأكيد السيادة الإسرائيلية".
وبحسب الكاتب فإن الحكم الذاتي الفلسطيني "جلب فقط سفك الدماء والتطرف والإفلات من العقاب".
وأشار إلى أن فرنسا والمملكة المتحدة وكندا تدعي أن الاعتراف بدولة فلسطينية سيُعيد إحياء عملية السلام، "لكن هذا يشبه منح المتسبب بالحرائق سند ملكية لمنزلك على أمل أن يتوقف عن إشعال الحرائق".
وأكد فريند أن الحقيقة تتمثل في أن "هذه الحكومات تهتم أكثر بإرضاء سكانها المسلمين المتزايدين".
وأضاف أن "لديهم الجرأة لإلقاء المحاضرات على إسرائيل – خط الدفاع الأول للديمقراطية – بينما يتجاهلون تمجيد الإرهاب في المدارس والمساجد ووسائل الإعلام الفلسطينية".
"لماذا على حماس الموافقة على مقترح ويتكوف؟"
إلى صحيفة القدس الفلسطينية ومقال للكاتب جهاد حرب، بعنوان "لماذا على حماس الموافقة على مقترح ويتكوف؟".
ويقول حرب إن المقترح الأخير، أو المُعدَل، الذي قدّمه المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، ليس جيداً ولا يلبّي أهداف الفلسطينيين في إنهاء "حرب الإبادة التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية" بحق الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، وهو واقع لا شك فيه، وفق قوله.
وأشار إلى أن السياسة كثيراً ما تُفرض بضروراتها، على نحو يجعلها أكثر وعورة من العمليات العسكرية، حيث يُقبل فيها أحياناً بما يُعدّ "محظوراً" من أجل تقليل الخسائر أو الحفاظ على الممكن، كما يقول الاقتصاديون، أو تفادي الأسوأ كما يرى السياسيون.
وفي هذا السياق، يرى الكاتب أنه على حركة حماس أن تدرس بجدية مقترح ويتكوف، رغم انحيازه الواضح لمطالب الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، كما يقول ويضيف أن ذلك "في ظل تضاؤل قدرة المناورة العسكرية، وتزايد الحاجة الشعبية لوقف حرب التجويع، حتى لو مؤقتاً".
ويبين أن "الإدارة الأمريكية تحاول الدفع بحماس نحو موقع الرافض، لتُحمّلها المسؤولية أمام المجتمع الدولي، والأهم، أمام شعبها".
ويؤكد حرب على ضرورة أن تتجاوز الحركة القراءة الحرفية لنصوص المقترح، لتشمل تحليلاً سياسياً أوسع للسياق الإقليمي والدولي المحيط به، ويشير إلى تحولات واضحة في مواقف عدد من الحكومات والبرلمانات الأوروبية، وحتى البرلمان الأوروبي في بروكسل، والتي باتت أكثر انتقاداً لإسرائيل، سواء فيما يتعلق بـ"حرب الإبادة أو ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية".
كما نبه إلى الزخم الدولي الداعم لخيار حل الدولتين، والتحركات التي تقودها السعودية عبر اللجنة الوزارية العربية الإسلامية استعداداً لمؤتمر نيويورك المرتقب، و"الذي يُتوقع أن يضع إسرائيل في موقع العزلة الدولية"، وفق قوله.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ يوم واحد
- BBC عربية
وزير الدفاع الأمريكي يحذّر من تهديد صينيّ "وشيك" لتايوان، ويحثّ آسيا على تعزيز دفاعاتها
حذّر وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، من أن الصين تُشكل تهديداً "وشيكاً" لتايوان، وحثّ الدول الآسيوية على زيادة إنفاقها الدفاعي والعمل مع الولايات المتحدة. وفي حين أن الولايات المتحدة لا "تسعى للهيمنة على الصين أو خنقها"، إلا أنها لن تُطرد من آسيا ولن تسمح بترهيب حلفائها، وفقاً لما قاله هيغسيث خلال قمة دفاعية آسيوية رفيعة المستوى. وفي ردّها على ذلك، اتهمت الصين الولايات المتحدة بأنها "أكبر مُثير للمشاكل" على صعيد السلام الإقليمي. ويخشى الكثيرون في آسيا من زعزعة الاستقرار، إذا غزت الصين جزيرة تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي وتطالب بها بكين. ولم تستبعد الصين استخدام القوة لذلك. وفي حديثه خلال قمة حوار شانغريلا الدفاعية في سنغافورة، وصف هيغسيث الصين بأنها تسعى لأن تصبح "قوة مهيمنة"، تأمل في السيطرة على أجزاء كثيرة من آسيا. وانخرطت الصين في صدامات مع العديد من جيرانها بشأن مطالبات إقليمية تنافسية على بحر الصين الجنوبي. وقال وزير الدفاع الأمريكي إن بكين "تستعد بشكل مؤكد لاستخدام القوة العسكرية لتغيير ميزان القوى" في آسيا، وأشار إلى الموعد النهائي الذي يُزعم أن الرئيس شي جين بينغ حدده للجيش الصينين، وهو حتى عام 2027، ليكون قادراً على غزو تايوان. وهذا التاريخ طرحه مسؤولون وجنرالات أمريكيون لسنوات، لكن بكين لم تؤكده قط. وقال هيغسيث إن الصين "تبني الجيش اللازم للقيام بذلك، وتتدرب عليه يوميا، وتتدرب على المهمة الحقيقية". وأضاف "دعوني أوضح أن أي محاولة من الصين الشيوعية لغزو تايوان بالقوة ستؤدي إلى عواقب وخيمة على منطقة المحيطين الهندي والهادئ والعالم. لا داعي لتجميل الأمر. التهديد الذي تشكله الصين حقيقي، وقد يكون وشيكاً. نأمل ألا يكون كذلك، ولكنه ممكن بالتأكيد". وأوضح هيغسيث أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب أو صراع مع الصين. وقال وزير الدفاع الأمريكي: "لا نسعى إلى الهيمنة على الصين أو خنقها، أو تطويقها أو استفزازها. لا نسعى إلى تغيير النظام. ولكن يجب أن نضمن ألا تتمكن الصين من الهيمنة علينا أو على حلفائنا وشركائنا"، مضيفا "لن نُطرد من هذه المنطقة الحيوية". ورداً على ذلك، نشرت السفارة الصينية في سنغافورة ملاحظة على صفحتها على فيسبوك قالت فيها إن الخطاب "مليء بالاستفزازات والتحريض"، وقالت إن هيغسيث "شهّر بالصين وهاجمها مراراً وتكراراً، وبالغ بلا هوادة في الحديث عما يُسمى "التهديد الصيني". وأضافت السفارة: "في الواقع، تُعدّ الولايات المتحدة نفسها أكبر "مُثير للمشاكل" على صعيد السلام والاستقرار الإقليميين". ومن الأمثلة التي استشهدت بها السفارة الصينية: "نشر الولايات المتحدة أسلحة هجومية" في بحر الصين الجنوبي، وإجراء استطلاعات لما وصفته السفارة بـ"الجُزر والشعاب المرجانية الصينية". وأوضحت السفارة أن "أكثر ما تُقدّمه الولايات المتحدة الآن للعالم هو "عدم اليقين"؛ إذْ أنها تدّعي حماية السلام وعدم السعي إلى الصراعات. لقد سمعنا ذلك. فدعونا نرى ما ستتخذه من خطوات". وجاءت هذه اللهجة الصينية القوية في الوقت الذي قلّصت فيه عمداً حضورها في الحوار. ولطالما شكّل حوار شانغريلا منصةً للولايات المتحدة والصين لعرض أفكارهما على الدول الآسيوية، في ظلّ تنافس القوى العظمى على النفوذ. ولكنْ، في حين أرسلت الولايات المتحدة هذا العام أحد أكبر وفودها على الإطلاق، أرسلت الصين بدلا من ذلك فريقا أقلّ مستوى بشكل ملحوظ، وألغتْ خطابها المقرر يوم الأحد. ولم تُقدّم أيّ تفسير لذلك. الردع ليس سهلاً ولمنع الحرب، تريد الولايات المتحدة "رَدْعاً قويا" يُشكَّل بالتعاون مع حلفائها، كما قال هيغسيث، الذي وعد بأن الولايات المتحدة "ستستمر في دعم أصدقائها وإيجاد سبل جديدة للعمل معاً". لكنه شدد على أن "الردع ليس سهلا"، وحثّ الدول الآسيوية على زيادة إنفاقها الدفاعي، مشيراً إلى أوروبا كمثال. وطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعضاء حلف شمال الأطلسي، الناتو، بزيادة إنفاقهم على الدفاع، بما لا يقل عن 5 في المئة من ناتجهم المحلي الإجمالي - وهو نهج وصفه هيغسيث بأنه "حب قاس، ولكنه مع ذلك كله فهو حب". وقد سارعتْ بعض الدول، بما في ذلك إستونيا، إلى القيام بذلك، بينما أبدت دول أخرى، مثل ألمانيا، استعدادها للامتثال. وتساءل ترامب، في إشارة إلى الصين: "كيف يُعقل أن تفعل دول في أوروبا ذلك بينما ينفق حلفاء وشركاء رئيسيون في آسيا أقل في مواجهة تهديد أشدّ وطأة؟"، مضيفاً أن كوريا الشمالية تُشكل تهديداً أيضاً. وأصرّ ترامب على أن "أوروبا تُكثّف جهودها. ويمكن لحلفاء الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بل ينبغي عليهم، أن يحذوا حذوها من خلال تطوير دفاعاتهم بسرعة"، قائلا إنهم يجب أن يكونوا "شركاء لا تابعين" للولايات المتحدة. وأشاد بالمعدات العسكرية الأمريكية، وأشار أيضا إلى شراكة جديدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لتعزيز مرونة الصناعات الدفاعية. ومن أولى مشاريع تلك الشراكة، إنشاء مركز لإصلاح الرادار في أستراليا لطائرات الدوريات البحرية الأمريكية التي اشتراها الحلفاء، والمساعدة في إنتاج الطائرات المسيّرة في المنطقة. كما حذّر ترامب الدول الآسيوية من السعي لإقامة علاقات اقتصادية مع الصين، قائلا إن بكين ستستخدمها "كرافعة" لتعميق "نفوذها الخبيث"، مما يُعقّد القرارات الدفاعية الأمريكية. وجاء خطاب هيغسيث بعد يوم من دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الحوار نفسه، داعياً أوروبا إلى أن تكون حليفاً لآسيا أيضا. وإجابة على سؤال حول مقترح ماكرون، قال ترامب إن الولايات المتحدة "تفضل أن يكون الميزان الأكبر للاستثمارات الأوروبية في تلك القارة" حتى تتمكن الولايات المتحدة من استخدام "ميزتها النسبية" في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وانتقد رد الصين نهج الولايات المتحدة تجاه أوروبا. وجاء في البيان: "بما أن التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها الأوروبيين يتمثل في حثّهم على إنفاق المزيد للدفاع عن أنفسهم، فما هو التزامها تجاه الآخرين؟". وأضاف البيان "تواصل الولايات المتحدة توسيع إنفاقها الدفاعي الهائل أصلا. فهل سيأتي الجزء الموسع من الرسوم الجمركية التي تفرضها على دول أخرى؟"، في إشارة إلى الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها ترامب والتي هزّت النظام الاقتصادي العالمي وأثارت قلق حلفاء الولايات المتحدة. رؤية "المنطق السليم" روّج وزير الدفاع الأمريكي هيغسيث أيضا لرؤية ترامب حول "المنطق السليم" في التعامل مع بقية العالم؛ حيث "لا يوجد لأمريكا أعداء دائمون ولا تسعى إلى أن يكون لها أعداء دائمون". وقارن هيغسيث بين الرئيس الأمريكي ترامب ورجل الدولة السنغافوري الراحل لي كوان يو، الذي اشتهر بسياسته الواقعية البراغماتية في العلاقات الخارجية. وقال وزير الدفاع الأمريكي: "الولايات المتحدة لا تهتم بالنهج الأخلاقي والوعظي في السياسة الخارجية الذي كان سائدا في الماضي. لسنا هنا للضغط على الدول الأخرى لتبني سياسات أو أيديولوجيات. لسنا هنا لنُلقي عليكم مواعظ حول تغيُّر المناخ أو القضايا الثقافية. لسنا هنا لفرض إرادتنا عليكم". وانتقدتْ تامي داكوورث، عضوة الحزب الديمقراطي، والتي كانت جزءا من الوفد الأمريكي في سنغافورة، هذا النهج. وفي حديث منفصل للصحفيين خلال الحوار، قالت عضوة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إن رؤية هيغسيث وترامب "تتعارض مع القيم التي تأسست عليها أمتنا". آخرون "يعرفون ما ندافع عنه، ندافع عن حقوق الإنسان الأساسية، وندافع عن القانون والنظام الدوليين. وهذا ما سنواصل السعي لتحقيقه. وأعلم أننا سنحاول في مجلس الشيوخ التمسك بذلك، وإلا فسيكون الأمر غير أمريكي". كما انتقدت داكوورث رسالة هيغسيث العامة الموجهة إلى حلفائها في المنطقة، واصفةً إياها بـ"المتعالية". وأضافت "لسنا بحاجة إلى هذا النوع من اللغة. نحن بحاجة إلى الوقوف مع حلفائنا، والعمل معا، وإرسال رسالة مفادها أن أمريكا لا تطلب من الناس الاختيار بين جمهورية الصين الشعبية وبيننا". وقال عضوان آخران في الوفد، وهما النائبان الجمهوريان برايان ماست وجون مولينار، لبي بي سي إن الخطاب بعث برسالة واضحة حول تهديد الصين، وقد لاقى ترحيباً من العديد من الدول الآسيوية، وفقًا لاجتماعات عقداها مع مسؤولين. وقال مولينار، رئيس لجنة المنافسة في مجلس النواب الأمريكي: "الرسالة التي سمعتها هي أن الناس يريدون رؤية حرية الملاحة واحترام الجيران، لكنهم يشعرون بالرهبة من بعض الإجراءات العدوانية التي اتخذتها الصين". وأضاف "لذا، فإن وجود الولايات المتحدة موضع ترحيب وتشجيع. والرسالة هي الاستمرار في الوجود". وقال إيان تشونغ، الباحث غير المقيم في مركز كارنيغي للشؤون الصينية، إن الحكومات الآسيوية ستطمئن بالتزام الولايات المتحدة بالوضع الراهن. وأضاف بأن دعوة هيغسيث لزيادة الإنفاق الدفاعي "أمر شائع جدا بالنسبة للولايات المتحدة هذه الأيام"، مضيفا أنه في حين أن هذه القضية "مشكلة مزمنة" بين الولايات المتحدة وحلفائها الآسيويين مثل اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، والتي تعود إلى عقود، فإن "إدارة ترامب أكثر إصراراً وتطالب بالمزيد". وتابع تشونغ: "أعتقد أن الحكومات الآسيوية ستستمع - لكنّ مدى امتثالها أمرٌ مختلف".


BBC عربية
منذ 2 أيام
- BBC عربية
"مقترح ويتكوف: فرصة لحماس لاستغلال زخم التوجه للاعتراف بدولة فلسطينية"
نستعرض في جولة الصحافة لهذا اليوم مقالاً يناقش السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الصين، ويدعو إلى استثمار الانقسامات الداخلية التي تُضعف الحكومة المركزية في بكين، وفي المقال الثاني، ينتقد الكاتب مواقف المملكة المتحدة وفرنسا وكندا بشأن نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وفي المقال الثالث، يدعو كاتبه حركة حماس إلى التعامل بمرونة مع المقترح الأمريكي الجديد، باعتباره فرصة لوقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن. نبدأ جولتنا من صحيفة وول ستريت جورنال، ومقال للكاتب روبرت كابلان، يتحدث فيه عن نظرة خبراء السياسة الخارجية في الولايات المتحدة تجاه الصين، إذ يقول بأنهم دائماً ما يسيئون فهم الصين بشكل جوهري. ويوضح الكاتب أن هؤلاء الخبراء يتعاملون مع الصين كدولة موحّدة ومتجانسة، بينما هي في الحقيقة خليط متشابك من الهويات اللغوية والثقافية والدينية والسياسية، التي تشكّلت عبر قرون من التوترات المتراكمة. وأشار إلى أن هذه الانقسامات لا تقتصر فقط على الأقليات مثل التبتيين والإيغور، بل تشمل أيضاً الانقسامات العميقة داخل الأغلبية الهانية ذاتها، إذ توجد مجموعات محلية تتحدث بلهجات غير مفهومة لبعضها البعض، وهو ما يتسبب في وجود تنافسات تؤثر حتى على أداء الحكومة المركزية. ولفت كابلان إلى أن الكانتونيين، الذين يتمركزون بين هونغ كونغ وقوانغتشو، يُمثّلون قوة اقتصادية كبيرة، لكنهم الأقل تمثيلاً في المناصب العليا بالحزب الشيوعي الصيني والجيش، مضيفاً أن القيادات الشمالية في الحزب والجيش طالما نظرت إلى الكانتونيين باعتبارهم متمردين وغير جديرين بالثقة. وأوضح الكاتب أن مجموعة الهاكا، في جنوب الصين، ورغم أنها منفتحة تجارياً وعالمياً، فإنها تملك تاريخاً من الولاء العسكري والسياسي للحكومة المركزية، على عكس المجتمعات الجنوبية الأخرى. وقال إن أحد أفراد هذه المجموعة، هو لي فنغ، يشغل اليوم منصب مسؤول التجارة في الصين، وتتوقع منه بكين أن يجسّد السمات الإيجابية للجنوب (مثل النجاح المالي وفهم الثقافات الأجنبية)، دون أن يحمل نزعات التمرد المرتبطة بالجنوب. واعتبر كابلان أن هذه "التصدعات الداخلية تمثل نقطة الضعف الكبرى في بنية الصين، وقد تكون فرصة استراتيجية لإدارة ترامب لتعزيز ازدهار الولايات المتحدة وأمنها، مع تقليل احتمالية اندلاع صراع عسكري". وأكد أن "هوس" بكين بالوحدة "يعكس شعوراً عميقاً بعدم الأمان"، وفق وصفه، مستشهداً بتاريخ الصين الطويل من الانقسامات الداخلية، مشيراً إلى أن "الصين الممزقة" هي الصين "الأقل ميلاً إلى العدوان الخارجي". ودعا الكاتب إلى تجاوز "خرافة الصين الواحدة" كما يقول، ورؤية البلاد باعتبارها كونفدرالية هشّة من كيانات شبه متحالفة، مؤكداً أن التواصل مع هذه الكيانات – من خلال اللغة، والدبلوماسية، والتبادل الثقافي، وشبكات الجاليات، والتجارة – يمكن أن يكشف عن مجموعات تتقاطع مصالحها مع مصالح الولايات المتحدة. كما رأى أن حتى الإشارات البسيطة، مثل إصدار بيانات صحفية بلهجات غير الماندرين أو منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي بلغات محلية، يمكن أن تعزّز العلاقات مع هذه المجموعات التي تسعى بكين إلى طمس هويتها. وأشار كابلان إلى أن الشعب الصيني نفسه سيستفيد من الاعتراف باللهجات والتقاليد والهويات الإقليمية، التي دأب الحزب الشيوعي على محوها لصالح سردية موحّدة. وقال إن الصين، حين تُبنى على هويات محلية وولاءات لامركزية، "تصبح أقل احتمالاً في أن تلتف خلف سياسات خارجية عدوانية"، ما يُخفف من خطر نشوب صراع مع الولايات المتحدة. وأضاف أن هذا التوجه يمكن أن يفتح الباب لسياسة تجارية أكثر مرونة، تُبنى على علاقات تفصيلية مع مجموعات داخل الصين، بناءً على توافقها مع الأولويات الأمريكية. وبين كابلان أن الهدف البعيد هو نقل مركز الثقل من بكين والحزب الشيوعي إلى المناطق اللامركزية، وأكد أن تبني رؤية أكثر تعقيداً ومتعددة الأوجه للصين سيخفف من التوترات القومية التي يغذيها الحزب، ويحد من دوافع التصعيد، مشيراً إلى أن الاعتراف بالتنوع الطبيعي داخل الصين يمكن أن يُبدد السردية الصفرية حول الصراع بين بكين وواشنطن، ويفسح المجال أمام منافسة داخلية صينية أكثر إنتاجاً. وقال إن بكين عملت طويلاً على ترسيخ أسطورة الوحدة الوطنية والتجانس، بينما تمتلك إدارة ترامب فرصة تاريخية لإعادة صياغة علاقتها بالصين من خلال التعامل مع واقع "الصينيين المتعددين" بدلاً من وهم "الصين الواحدة". "ترغب هذه الدول في مكافأة مرتكبي هجمات 7 أكتوبر" إلى صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، ومقال للكاتب مايكل فريند، ينتقد فيه ما وصفها بـ"تهديدات" فرنسا والمملكة وكندا بالاعتراف من جانب واحد بالدولة الفلسطينية. ويقول فريند إنه في عالم يبدو مقلوباً رأساً على عقب، "حيث تدلل الديمقراطيات الإرهابيين وتلقي المحاضرات على ضحاياهم". وأشار فريند إلى أن "هذه الحكومات، بنفاق مذهل، ترغب في مكافأة مرتكبي هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول بدولة خاصة بهم". وتطرق الكاتب إلى البيان المشترك الصادر عن هذه الدول، التي هددت فيه من أنه "إذا لم تمتنع إسرائيل عن توسيع عملياتها العسكرية في غزة وتوقف جميع أنشطة الاستيطان، فإنها لن تتردد في اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، بما في ذلك فرض عقوبات مستهدفة". وأكد فريند أن على إسرائيل ألا تخضع أمام هذه "المهزلة الدبلوماسية" وفق وصفه، بل على العكس، "إن أفضل رد ممكن هو تأكيد السيادة الإسرائيلية الكاملة على يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وغزة". وشدد على أن الدفع الحالي من باريس ولندن وأوتاوا للاعتراف من جانب واحد بدولة فلسطينية لا علاقة له بالسلام، "بل هو ما يعادل جيوسياسياً نوبة غضب، ومحاولة يائسة لإنعاش عملية أوسلو الفاشلة ومعاقبة إسرائيل على دفاعها عن نفسها في أعقاب أسوأ مذبحة لليهود منذ الهولوكوست". وأشار فريند إلى أن "هذا الدفع يستند إلى خيال خطير بأن الفلسطينيين يستحقون دولة" وفق ما قال، ويضيف "بغض النظر عن سلوكهم القاتل أو نواياهم المميتة". وأكد فريند أن "فظائع 7 أكتوبر/تشرين الأول بدّدت أي أوهام متبقية لدى الجمهور الإسرائيلي: يجب تفكيك حماس بشكل دائم، ويجب تأكيد السيادة الإسرائيلية". وبحسب الكاتب فإن الحكم الذاتي الفلسطيني "جلب فقط سفك الدماء والتطرف والإفلات من العقاب". وأشار إلى أن فرنسا والمملكة المتحدة وكندا تدعي أن الاعتراف بدولة فلسطينية سيُعيد إحياء عملية السلام، "لكن هذا يشبه منح المتسبب بالحرائق سند ملكية لمنزلك على أمل أن يتوقف عن إشعال الحرائق". وأكد فريند أن الحقيقة تتمثل في أن "هذه الحكومات تهتم أكثر بإرضاء سكانها المسلمين المتزايدين". وأضاف أن "لديهم الجرأة لإلقاء المحاضرات على إسرائيل – خط الدفاع الأول للديمقراطية – بينما يتجاهلون تمجيد الإرهاب في المدارس والمساجد ووسائل الإعلام الفلسطينية". "لماذا على حماس الموافقة على مقترح ويتكوف؟" إلى صحيفة القدس الفلسطينية ومقال للكاتب جهاد حرب، بعنوان "لماذا على حماس الموافقة على مقترح ويتكوف؟". ويقول حرب إن المقترح الأخير، أو المُعدَل، الذي قدّمه المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، ليس جيداً ولا يلبّي أهداف الفلسطينيين في إنهاء "حرب الإبادة التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية" بحق الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، وهو واقع لا شك فيه، وفق قوله. وأشار إلى أن السياسة كثيراً ما تُفرض بضروراتها، على نحو يجعلها أكثر وعورة من العمليات العسكرية، حيث يُقبل فيها أحياناً بما يُعدّ "محظوراً" من أجل تقليل الخسائر أو الحفاظ على الممكن، كما يقول الاقتصاديون، أو تفادي الأسوأ كما يرى السياسيون. وفي هذا السياق، يرى الكاتب أنه على حركة حماس أن تدرس بجدية مقترح ويتكوف، رغم انحيازه الواضح لمطالب الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، كما يقول ويضيف أن ذلك "في ظل تضاؤل قدرة المناورة العسكرية، وتزايد الحاجة الشعبية لوقف حرب التجويع، حتى لو مؤقتاً". ويبين أن "الإدارة الأمريكية تحاول الدفع بحماس نحو موقع الرافض، لتُحمّلها المسؤولية أمام المجتمع الدولي، والأهم، أمام شعبها". ويؤكد حرب على ضرورة أن تتجاوز الحركة القراءة الحرفية لنصوص المقترح، لتشمل تحليلاً سياسياً أوسع للسياق الإقليمي والدولي المحيط به، ويشير إلى تحولات واضحة في مواقف عدد من الحكومات والبرلمانات الأوروبية، وحتى البرلمان الأوروبي في بروكسل، والتي باتت أكثر انتقاداً لإسرائيل، سواء فيما يتعلق بـ"حرب الإبادة أو ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية". كما نبه إلى الزخم الدولي الداعم لخيار حل الدولتين، والتحركات التي تقودها السعودية عبر اللجنة الوزارية العربية الإسلامية استعداداً لمؤتمر نيويورك المرتقب، و"الذي يُتوقع أن يضع إسرائيل في موقع العزلة الدولية"، وفق قوله.


BBC عربية
منذ 2 أيام
- BBC عربية
من هو ستيف ويتكوف، معبوث ترامب للشرق الأوسط؟
تجري حركة حماس "مشاورات مع القوى والفصائل الفلسطينية حول مقترح وقف إطلاق النار" الذي تسلمته مؤخراً من ستيف ويتكوف، مبعوث دونالد ترامب للشرق الأوسط، عبر الوسطاء وفق بيان صادر عنها. ومنذ وصول دونالد ترامب للبيت الأبيض، يتردد اسم مبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في كل مرة يتم فيها تقديم مقترحات لوقف إطلاق النار في غزة، نظراً للدور الذي يلعبه في التفاوض، فماذا نعرف عنه؟