
داخلية غزة: إسرائيل تساعد لصوص المساعدات
قالت وزارة الداخلية في غزة إن تحقيق لها كشف أن لصوص مساعدات يقودهم عملاء يتحركون بغطاء إسرائيلي لاستهداف عناصر الشرطة.
وأضافت أن تكامل الأدوار بين اللصوص وعملاء الاحتلال هدفه إحداث الفوضى وبث الخوف في نفوس المواطنين، مؤكدة أن الوزارة لن تتخلى عن القيام بواجبها وستواصل حماية أرواح وممتلكات المواطنين رغم الخسائر الفادحة.
وأكدت أنها ستواصل اتخاذ إجراءات ميدانية مشددة بحق اللصوص وعملاء الاحتلال "ورسالتنا لهم أنهم لن يفلتوا من العقاب، والاحتماء بالاحتلال لن ينفعهم، ونحن مصممون على إنفاذ القصاص العادل بحقهم".
وأهابت وزارة الداخلية في غزة "بالعائلات الفلسطينية الأصيلة بالوقوف عند مسؤولياتها في هذه المرحلة الفاصلة، ورفع الغطاء عن كل من يقف في صف الاحتلال، وأن يكونوا صمام أمان لمجتمعنا".
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قال اليوم الخميس إن الوضع الإنساني الكارثي في القطاع يتفاقم وأزمة الجوع تستفحل، في ظل مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات وعرقلة عمل المنظمات الدولية.
ودان المكتب بأشد العبارات هذه السياسة الممنهجة التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي باستخدام الغذاء سلاحَ حرب ضد المدنيين.
واعتبر أن صمت المجتمع الدولي"شراكة ضمنية في الجريمة"، وأن استمرار التلكؤ في اتخاذ إجراءات رادعة سيؤدي إلى مزيد من الضحايا والمآسي.
من جانبها، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من تداعيات كارثية على الصعيد الإنساني لنحو مليون فلسطيني في مدينة غزة وشمالي القطاع، نتيجة الحصار الإسرائيلي ومنع إدخال المعونات.
وتمارس إسرائيل تجويعا بحق 2.4 مليون فلسطيني في غزة، عبر إغلاق المعابر منذ الثاني من مارس/آذار الماضي بوجه المساعدات الإنسانية ولا سيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
وتحت وطأة المجاعة، فشل المخطط الإسرائيلي لتوزيع المساعدات بعد أن اقتحمت حشود فلسطينية يائسة الثلاثاء والأربعاء الماضيين مركزا لتوزيع مساعدات، فقتل الجيش الإسرائيلي بالرصاص 10 منهم وأصاب 62، وأوقفت المؤسسة نشاطها "مؤقتا".
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب بغزة خلفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 29 دقائق
- الجزيرة
كتاب جديد يبرز واجب العلماء والدعاة لنصرة فلسطين والمسجد الأقصى
في زمن كثرت فيه النكبات وتزاحمت الأزمات، تظل فلسطين قضية الأمة المركزية، وقبلة الجهاد وراية الكرامة، ومعيارا صادقا لاختبار المواقف والضمائر. وفي ظل تسارع الأحداث، وتزايد التخاذل الرسمي، يبرز الدور المحوري للعلماء والدعاة بوصفهم حملة لواء الهداية، وصوت الأمة الناطق بالحق، والرافع لرايات النصرة، وللرد على السؤال الملح عن واجب الأمة اليوم لنصرة القضية الفلسطينية أفرادا وحكومات وعلماء، وما أشكال هذه النصرة؟ ويأتي كتاب "واجب العلماء والدعاة نحو تحرير فلسطين والمسجد الأقصى" للدكتور محمد يسري إبراهيم، الصادر حديثا عن دار اليسر في القاهرة، محاولة من محاولات الإجابة عن هذه القضايا الهامة، في سياق الجهود الدعوية والعلمية، ولتأصيل فريضة النصرة لقضية فلسطين والمسجد الأقصى، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من واجبات العلماء والدعاة تجاه الأمة الإسلامية قاطبة. والدكتور محمد يسري إبراهيم، هو أمين عام الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح ووكيل جامعة المدينة العالمية في ماليزيا، وهو حاصل على شهادتي الدكتوراه في الهندسة الكيميائية والشريعة الإسلامية. وينطلق المؤلف من رؤية عقدية وشمولية، تدمج بين المنطلقات الشرعية والآفاق الاجتماعية والسياسية، ويفصل القول في أبعاد النصرة، بما يراعي تكامل النظرية والتطبيق. ويمتاز هذا الكتاب بعدة خصائص علمية ومنهجية أبرزها: شموليته وتكامله: إذ جمع بين التأصيل العقدي والفقهي والتربوي والاجتماعي والسياسي، فجاء شاملا لجوانب النصرة المختلفة. ربطه بين القضية الفلسطينية وسائر قضايا الأمة: فعد الجراح في بورما وكشمير والهند وتركستان الشرقية جراحا واحدة، لها الواجب نفسه. اعتماده على فقه الواقع والمعاصرة: حيث قدم نماذج حديثة للنصرة، مثل دروس "طوفان الأقصى"، وفتاوى العلماء، وبشائر النصر. ثراؤه بالنقولات التراثية: فقد استند إلى أقوال محققة من علماء كبار كابن القيم وابن حزم وابن تيمية، مما عزز البناء العلمي للكتاب. محتوى الكتاب يتألف الكتاب من خمسة عشر فصلا، رتبها المؤلف ترتيبا منهجيا يبدأ من التأصيل الشرعي والعقدي، ويمتد إلى الواقع الاجتماعي والسياسي. وتفصيل ذلك كالتالي: يفتتح المؤلف الكتاب بالتأكيد على وحدة قضايا الأمة الإسلامية، وأن ما يجري في فلسطين هو جرح نازف في جسد الأمة، يتعين على كل مسلم، لا سيما العلماء والدعاة، أن يكون لهم فيه موقف عملي، وأن النصرة في فلسطين هي النصرة ذاتها المطلوبة تجاه المسلمين في بورما وكشمير وتركستان الشرقية والهند. ويقرر في هذا الفصل، أن النصرة واجب شرعي شامل، تتضافر فيه العقيدة والسياسة والأخلاق، مبينا أن هذا الواجب تتنوع صوره وتتعدد بحسب الزمان والمكان. يبين المؤلف أن النصرة ليست اختيارا تفضيليا بل هي فريضة عقدية وإيمانية، يقوم بها الفرد والمجتمع، ويقرها أصل الإسلام، وتثبتها آيات الولاء والبراء، وهي لازمة في حال الاعتداء والبغي، ويؤكد أن روابط النسب والوطن والإنسانية معتبرة شرعا ما لم تحل حراما، وتحرم حلالا، وتتقدم على رابطة الإسلام. يتناول المؤلف النصرة من زاوية الفقه الإسلامي، فيقرر أنها واجب عملي تشمل المال، والجاه، والخدمة، والنصيحة، والدعاء، والاستغفار. وقد ساق أقوالا مهمة في ذلك؛ منها قول ابن القيم رحمه الله تعالى عن النصرة: "إنها مواساة بالمال، ومواساة بالجاه، ومواساة بالبدن والخدمة، ومواساة بالنصيحة والإرشاد، ومواساة بالدعاء والاستغفار لهم، ومواساة بالتوجع لهم". وقد أكد اتفاق الفقهاء جميعا على وجوب إنقاذ الأنفس من الهلكة لمن قدر على ذلك، وتأثيمهم من ترك إنقاذها، ثم بين اختلافهم في وجوب الضمان على من تركها حتى هلكت على ثلاثة أقوال. وقال ابن حزم رحمه الله في مَن تركوا سقي العطشان حتى مات: "الذين لم يسقوه إن كانوا يعلمون أنه لا ماء البتة له إلا عندهم، ولا يمكنه إدراكه أصلا حتى يموت فهم قد قتلوه عمدا، وعليهم القود بأن يمنعوا الماء حتى يموتوا قلوا أو كثروا، فإن كانوا لا يعلمون ويقدرون أنه سيدرك الماء فهم قتلة خطأ، وعليهم الكفارة وعلى عواقلهم الدية، ولا بد". وغرضه من مثل هذه الاقتباسات تبيين عظمة حفظ النفس وحرمتها في الشريعة، والتأسيس لوجوب نصرة المظلومين في فلسطين وغيرهم. يركز هذا الفصل على أن النصرة ليست فقط حكما فقهيا، بل هي أخلاق إيمانية وسلوك تربوي يغرس في الفرد منذ صغره. ويستعرض المؤلف نماذج من حياة السلف في التناصر، ويؤكد أن التربية على النصرة واجب جماعي يشمل الصغار والكبار. يرى المؤلف أن النصرة تعبر عن اللحمة الاجتماعية بين المسلمين، وأنها صمام أمان مجتمعي، ويستعرض صورا من التكافل في الأزمات في التاريخ الإسلامي. يفصل المؤلف هنا في الجهاد بوصفه أعلى صور النصرة، مؤكدا أن جهاد الدفع فريضة متعينة على من نزل بهم العدو، وأنه ينتقل وجوبه إلى الأقرب فالأقرب حتى تتحقق الكفاية. ويشدد على وجوب الإعداد المادي والمعنوي، ويبرز أن نصرة المستضعفين فريضة، حتى لو لم يكونوا مسلمين، عند وجود العهد والحلف، فكيف إذا كانوا مسلمين معتدى عليهم؟ يتناول المؤلف البعد السياسي للنصرة، ويرى أن الموقف السياسي من قضية فلسطين يجب أن يعبر عن ميثاق أممي إسلامي، يمثل وحدة الأمة في وجه العدوان، وأن النصرة تتطلب موقفا دوليا موحدا لا يكتفي بالإدانة وإنما يطالب بالتحرك العملي والتكامل المؤسساتي. يؤكد المؤلف على أن النصرة يجب أن تكون كذلك مبدأ قانونيا، تقره المحاكم والمؤسسات القضائية الإسلامية، وترتكز فيه العدالة إلى مبدأ إنصاف المظلوم، والدفاع عن الحقوق، ونصرة الضعفاء، ويستعرض نماذج من تاريخ القضاء في الإسلام تؤيد ذلك. يستعرض هذا الفصل جهود العلماء والدعاة في التاريخ لنصرة قضايا الأمة، في المغرب والمشرق، وفي فلسطين وغيرها، ويوثق مواقفهم ويؤكد أن هذه النصرة ماضية منذ القرون الأولى. يخصص المؤلف هذا الفصل لبيان مكانة المسجد الأقصى في عقيدة المسلمين، وأنه جزء من الثوابت العقدية، وأن ارتباط الأمة به ليس ارتباطا قوميا أو تراثيا، بل هو ارتباط ديني ومصيري، يعكس مركزية القدس في وجدان الأمة. يفصل المؤلف في هذا الفصل المسؤوليات العملية الملقاة على عاتق العلماء والدعاة، من تربية الأمة على الواجب، وتبصير الناس، وتوجيه الخطاب الشرعي، وتقديم الدعم، وربط الجماهير بالقضية من خلال الوسائل الإعلامية والدعوية والمؤسسية. يرى المؤلف أن نصرة فلسطين ليست عبئا خارجيا، بل هي مكسب داخلي للأمة، إذ تعيد إحياء الهوية، وتوحد الصفوف، وتثبت القيم الإسلامية، ويستعرض كيف أن التفاعل الشعبي مع القضية الفلسطينية ينعكس بالخير على المجتمعات الإسلامية. يسوق المؤلف بشائر النصر كما وعد الله تعالى، ويستعرض صورا من الانتصارات الميدانية والمعنوية، لا سيما تلك التي وقعت أخيرا في سياق معركة "طوفان الأقصى"، ليربط الأمة بمفهوم الأمل والثقة بوعد الله. يتوقف المؤلف عند الدروس المستفادة من "طوفان الأقصى"، ويستنبط منها عبرا شرعية، وتربوية، وعسكرية، وسياسية، ليؤكد أن هذه المعركة محطة من محطات تحرير فلسطين لا يمكن إغفالها. يختتم المؤلف بذكر مجموعة من الفتاوى الصادرة عن كبار علماء الأمة، التي تؤكد وجوب النصرة بكافة صورها، وتشرع أشكال الدعم المادي والمعنوي والعسكري والسياسي، وترد على الشبهات في هذه الفريضة. يمثل هذا الكتاب جهدا علميا رصينا يدمج بين الأصالة الشرعية والحس الواقعي، ويبرز أن نصرة فلسطين واجب شامل متكامل، يعبر عن صدق العقيدة وصحة الانتماء وصدق الإيمان. وقد أحسن المؤلف في عرض الفصول وتبويبها، وفي ربط القضية بمصير الأمة، والدعوة إلى خطاب وحدوي تعبوي، يوقظ الضمائر ويستنفر الطاقات. والكتاب بيان جامع بين النصوص والواقع، وبين الفقه والتربية، وبين العلم والعمل، يرسم ملامح الطريق ويحمّل العلماء والدعاة مسؤوليتهم أمام الله ثم أمام الأمة. ينهي المؤلف الكتاب وهو يسأل نفسه: هل قام العلماء والدعاة بواجبهم؟ وهل أدينا نحن النصرة المطلوبة؟ وهل نرجو النصر ونحن مقصرون في أسباب النصرة؟ إنه نداء إيماني قبل أن يكون واجبا سياسيا أو اجتماعيا، وهو دعوة إلى أن تعود مركزية المسجد الأقصى في وجداننا وأعمالنا.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
حواجز الاحتلال في القدس.. نقاط عسكرية لعزل المدينة وإهانة أهلها
تنتشر في مدينة القدس المحتلة شبكة واسعة من الحواجز العسكرية التي أقامتها قوات الاحتلال الإسرائيلي حول المدينة وداخلها، لعزلها عن محيطها الفلسطيني وإحكام السيطرة عليها وربطها بالمستوطنات، والاستيلاء على المزيد من أراضيها. ويعتبر حاجزا قلنديا والكونتينر من أخطرها. وتخدم هذه الحواجز العسكرية الإسرائيلية بشكل أساسي المستوطنين، وتسهم في تهويد مدينة القدس، وتنغص على المقدسيين معيشتهم من خلال إجراءات التفتيش والتدقيق الشديدة والإذلال الذي يتعرضون له أثناء مرورهم عبرها. التضييق والتهجير منذ احتلال إسرائيل مدينة القدس، وهي تحاول التنغيص على أهلها لتهجيرهم والاستيلاء على أرضهم ومنازلهم. ولم يبق الاحتلال الإسرائيلي وسيلة إلا واتبعها في سبيل ذلك. وتعد الحواجز العسكرية التي تفصل المدينة المقدسة عن محيطها الفلسطيني إحدى أخطر هذه الوسائل. وتهدف إسرائيل من وراء هذه الحواجز إلى ما يلي: تعزيز سيطرتها ومحاولة إخضاع المقدسيين وضبط سلوكهم ومستوى معيشتهم الاقتصادي. السيطرة الكاملة على مدينة القدس وتهويدها وعزلها عن محيطها الفلسطيني. تفتيت القدس بالحواجز في محاولة لدفع المقدسيين نحو الهجرة طوعا إلى خارجها. التحكم في حركة الفلسطينيين القادمين إلى القدس والخارجين منها، لاسيما القادمين من الضفة الغربية و أراضي 48 لأداء الصلاة في المسجد الأقصى المبارك. تسهيل وصول المستوطنين إلى المستوطنات، وكذا إلى المسجد الأقصى لاقتحامه. ربط المستوطنات الإسرائيلية بعضها ببعض. قيود مشددة القيود المشددة وعمليات التفتيش المهينة أحد أبرز تجليات الحواجز الإسرائيلية بالقدس، إذ يقاسي الفلسطينيون أثناء ذهابهم إلى مدينة القدس المحتلة أو خروجهم منها، فالاحتلال يفرض على دخولهم وخروجهم إجراءات مشددة بينها التدقيق في الهويات والتفتيش الشديد والدقيق. إعلان وفي بعض الأحيان يعتقل جنود الاحتلال من يشاؤون من المواطنين بحجج ومزاعم واهية، كما يتعمدون إهانتهم وتنغيص حياتهم والنيل منهم. ويحتجز الاحتلال العديد من الفلسطينيين ساعات طويلة في الشمس، كما يُرغم الجنود النساء الفلسطينيات أحيانا على خلع جلابيبهن لتفتيشهن بدقة. ويضطر الخارجون من القدس أو الداخلون إليها إلى الاستيقاظ أحيانا في تمام الساعة الثانية فجرا للاصطفاف في طوابير طويلة على الحواجز. وفيما يلي أبرز الحواجز العسكرية الإسرائيلية التي تنتشر في محيط مدينة القدس المحتلة وداخلها: حاجز قلنديا يقع حاجز قلنديا بمحاذاة مخيم قلنديا على مسافة 4 كيلومترات تقريبا إلى الجنوب من رام الله، وتبعد 11 كيلومترا عن المدينة المقدسة. ويعتبر هذا الحاجز من بين أكبر الحواجز العسكرية التي أقامها الجيش الإسرائيلي عقب الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت نهاية سبتمبر/أيلول 2000، وحولته إسرائيل أواخر 2001 إلى حاجز عسكري ضخم أعاق إلى حد كبير تنقل المدنيين، وعطل الحركة الاقتصادية، وزاد من عزلة القدس. ويحيط الاحتلال الحاجز بمناطق عازلة وأسلاك شائكة وحواجز إلكترونية، إضافة إلى بوابات وكاميرات تمنع دخول الفلسطينيين إلا من خلال ممرات شبيهة بالأقفاص، وحواجز دوارة يرتفع كل واحد منها أكثر من مترين. ويعد هذا الحاجز مصدر معاناة للفلسطينيين، وأداة لتمزيق أوصال الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ يتعين على كل فلسطيني يرغب في التوجه إلى القدس المحتلة أو القدوم منها إلى وسط الضفة الغربية المرور به والخضوع للتفتيش، ويستغرق عبوره أحيانا ساعات عدة. وتسيّر شركات الحافلات العاملة في الضفة الغربية حافلاتها يوم الجمعة من مختلف مدن الضفة الغربية باتجاه حاجز قلنديا، وتنتظر حافلات القدس على المدخل الآخر لنقل المصلين إلى باب العمود على مدخل البلدة القديمة للقدس المحتلة. وتشير مؤسسة أبحاث الأراضي إلى أن جنود الاحتلال في حاجز قلنديا يستخدمون أساليب خادشة للحياء مثل تعرية المواطنين، وإطلاق النار على عدد منهم ومنع آخرين من الدخول والفحص الدوري. حاجز مخيم شعفاط نصب الاحتلال الحاجز بشكل مؤقت قرب مخيم شعفاط أثناء الانتفاضة الثانية، ووضع فيه دوريات عسكرية ووسائل لتفتيش المركبات، ومع بدء بناء جدار الفصل الإسرائيلي حول المنطقة في 2002 تحول إلى حاجز شبه دائم. وفي عام 2009 حولت سلطات الاحتلال الحاجز المؤقت إلى "معبر دولي" يفصل القدس عن الضفة الغربية. استمر العمل على توسيع الحاجز وبناء غرف تفتيش ومسارات المركبات وأبراج مراقبة وبوابات إلكترونية أكثر من 4 سنوات. ومع إغلاق الحاجز تحول السكان في تلك المنطقة إلى سجناء في منطقة معزولة بالجدار عن الضفة وعن القدس. ويتكون الحاجز من 3 مسارات رئيسية، الأول للمشاة عبر بوابات فحص إلكتروني، والثاني مخصص للحافلات التي تخضع لتفتيش دقيق أيضا، والثالث للمركبات الخاصة. وفي هذا المسار جهاز للكشف على لوحات تسجيل المركبات، وإذا كان هناك أي مخالفات على المركبة يتم اعتقال الشخص والتحقيق معه في مركز الشرطة المقام على الحاجز. يتحكم الجنود في هذه المسارات، وفي بعض الأيام يفتحها الاحتلال كاملة، وفي أخرى يفتح مسارا واحدا للفئات الثلاث، مما يخلف أزمة خانقة على الحاجز ويعرقل وصول أكثر من 10 آلاف مقدسي لمناطق أعمالهم في القدس وأراضي الـ48. وسلب الحاجز أراضي واسعة، خاصة بعدما أنشأ الاحتلال بالقرب منه ما سماها بـ"مراكز الخدمات المدمجة"، التي تضم مقرا للشرطة ومكاتب لوزارات ومكاتب أخرى تابعة لبلدية الاحتلال. وشهد الحاجز العديد من العمليات الفدائية، أشهرها يوم الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2022، عندما نفذ الشاب المقدسي عدي التميمي، هجوما أدى إلى مقتل مجندة إسرائيلية وإصابة عدد آخر من الجنود الموجودين على الحاجز. إعلان وقد أغلقته قوات الاحتلال في أعقاب العملية وفرضت حصارا مشددا على مخيم شعفاط وبلدة عناتا. وفي 13 فبراير/شباط 2023، نفذ الشاب محمد باسل الزلباني عملية طعن عند الحاجز أدت إلى مقتل جندي إسرائيلي. حاجز حزما أقام الاحتلال حاجز حزما العسكري الرئيسي عام 1990 على أراضي بلدة حزما، وفصلها عن بيت حنينا وشعفاط، ومن ثم عزلها عن مدينة القدس بشكل كامل بعد بناء الجدار حول الحاجز عام 2004. ويوجد جنود الاحتلال بشكل دائم على هذا الحاجز، وينفذون بشكل شبه يومي عمليات الاقتحام والاعتقال في البلدة. وخصص الاحتلال حاجز حزما لعبور المستوطنين والمقدسيين بسياراتهم، كما تسلكه حافلات السياح الأجانب وفلسطينيي الداخل المحتل. حاجز الزعيم يقع في قرية الزعيم الفلسطينية شرقي القدس التي عزلها الجدار، وهو حاجز مخصص لعبور السيارات فقط، خاصة سكان مستوطنة معاليه أدوميم. وضع الاحتلال بوابة حديدية على المدخل الرئيسي للقرية عام 2005م بحجة اليقظة الأمنية، ويفتحها ساعات محددة، مما يعزل سكانها عن العالم. يشكل الحاجز مصدر قلق للسكان، خاصة بعدما هدمت سلطات الاحتلال العديد من المنازل القريبة منه، وتنفذ انطلاقا منه عمليات اقتحام لمنازل المقدسيين. حاجز العيزرية (الزيتونة) يطلق عليه أيضا حاجز الزيتون، ويقع في بلدة العيزرية شرقي القدس، ويفصلها عن قرية الطور غربا، وهو مخصص للمشاة من حملة تصاريح المرور من فلسطينيي الضفة والقدس. حاجز بيتونيا أقامه الاحتلال الإسرائيلي على أراضي بلدة بيتونيا غرب مدينة بالضفة الغربية. يخصص هذا الحاجز لنقل البضائع من إسرائيل إلى الضفة الغربية خاصة مدينة رام الله، وتسلكه الشخصيات السياسية التي تزور رام الله قادمة من مدينة القدس. حاجز الكونتينر (وادي النار) يفصل حاجز الكونتينر مدن جنوب الضفة الغربية عن مدينتي القدس ورام الله والمدن الشمالية، ويقع على أراضي بلدة السواحرة جنوب شرق مدينة القدس. ويقع الحاجز تحديدا في نهاية طريق وادي النار، الذي يربط بيت لحم جنوبا والسواحرة شمالا، وهو طريق صعب وخطر يصل بين قمتي جبلين. بدأ تشغيل الحاجز عام 2002 إبان عملية "السور الواقي" التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية، وبات ضمن منشآت عسكرية أقامها الاحتلال على أراض صادرها من بلدة السواحرة. عام 2003 سمح الاحتلال بمرور الشاحنات والسيارات العمومية عبر الحاجز، وفي عام 2007، سمح بمرور السيارات الخاصة. ويتمركز على هذا الحاجز يوميا نحو 6 جنود إسرائيليين يتحكمون في حركة آلاف الفلسطينيين وسياراتهم، وهو الطريق الوحيد أمام السكان الفلسطينيين المتجهين من مدن وبلدات جنوب الضفة إلى مدينتي القدس ورام الله والمدن الشمالية. وتحيط بالحاجز أسلاك شائكة وحواجز إلكترونية، إضافة إلى بوابات حديدية على طرفي الحاجز يمكن إغلاقها في أي وقت، فضلا عن كاميرات دقيقة تمنع دخول أي شخص إلا بعد التحقق منه بدقة عالية. وتضع فيه قوات الاحتلال متاريس للسيارات، إضافة إلى نقطة عسكرية ثابتة، وتحظر على الفلسطينيين المشاة المرور عبر الحاجز إلا بأمر منها، وأي فلسطيني يحاول اجتياز الحاجز راجلا قد يطلق عليه جنود الاحتلال الرصاص الحي. يقع حاجز أبو غنيم إلى الشرق من مستوطنة جبل أبو غنيم بين مدينتي بيت لحم والقدس، وهو مخصص لعبور المستوطنين والمقدسيين. وصادرت سلطات الاحتلال مئات الدونمات في محيط بلدة أبو غنيم لصالح الحاجز، الذي أصبح يفصلها عن باقي المدن الفلسطينية. حاجز 300 (قبة راحيل) شيد الاحتلال الإسرائيلي حاجز 300 أو حاجز قبة راحيل عام 2005 ليفصل القدس عن مدينة بيت لحم جنوبا. يستخدم الحاجز لعبور المقدسيين وحملة التصاريح الخاصة من الفلسطينيين، خاصة من مناطق جنوب الضفة، إضافة إلى حافلات السياح. إعلان يتعمد الاحتلال إذلال آلاف الفلسطينيين يوميا ممن يضطرون لعبوره، وتقول منظمات حقوقية إن هذا الحاجز يعتبر الأسوأ والأكثر اكتظاظا، وتعبر منه أعداد كبيرة من فلسطينيي جنوب الضفة الغربية يوميا ويتكدسون لساعات في طوابير طويلة، في حين يسمح للحافلات السياحيّة الإسرائيلية بالدخول عبره بسهولة. وشكلت منطقة الحاجز بؤرة مواجهة يومية مع قوات الاحتلال، وارتقى فيها شهداء، وأصيب العشرات من المقدسيين، كما يلحق الاحتلال الضرر بالبيوت والمحلات والفنادق المجاورة للحاجز، وذلك باستخدام العيارات النارية وقنابل الغاز والمياه العادمة. حاجز النفق يقع على أراضي بلدة بيت جالا في بيت لحم جنوبي مدينة القدس، وهو مخصص لعبور المستوطنين وحملة هوية القدس من الفلسطينيين. يخدم الحاجز بشكل أساسي عبور المستوطنين القادمين من وإلى المستوطنات المقامة في المنطقة، ويسهل وصولهم إلى القدس دون المرور بالتجمعات الفلسطينية، في حين يقيد حركة الفلسطينيين بشكل كبير، ويغلقه الاحتلال في وجههم بشكل متكرر، مما يؤثر على حياتهم اليومية. وشهد الحاجز العديد من العمليات الفدائية التي نفذها مقاومون فلسطينيون ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، أبرزها يوم 11 ديسمبر/كانون الأول 2024 عندما نفذت عملية إطلاق نار أدت إلى مقتل مستوطن وإصابة 3 آخرين. حاجز الولجة (المالحة) يقع حاجز الولجة العسكري الإسرائيلي على مدخل منطقة "عين يالو" غربي القدس المحتلة على طريق قرية الولجة الالتفافي المؤدي للمدينة، وهو مخصص لعبور المستوطنين من جنوب الضفة وكذا سكان القدس. في مايو/أيار 2025 نقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الحاجز إلى مسافة كيلومترين باتجاه أراضي الفلسطينيين في القرية، مما أدى إلى مصادرة نحو ألفي دونم (الدونم يعادل ألف متر مربع) من أراضي المقدسيين الزراعية، وحرمان السكان من الوصول إلى "عين الحنية"، الينبوع الطبيعي الذي لطالما كان متنفسا لأهالي القرية. حاجز الشيخ سعد يقع حاجز الشيخ سعد جنوبي مدينة القدس، ووضعه الاحتلال عام 2003، ويعبره سكان المنطقة مشيا على الأقدام. ويمنع الحاجز أهالي بلدات الشيخ سعد والسواحرة الشرقية من دخول بلدة جبل المكبر إلا عن طريق تصريح خاص، وحتى الأموات يجب أن يحصل ذووهم على إذن للمرور عبر الحاجز لدفنهم في مقبرة البلدة. ولا يسمح الاحتلال إلا لـ20 إلى 50 شخصا بمرافقة الجثمان. يقع حاجز فندق كليف على الجدار الفاصل إلى الجنوب من بلدة أبو ديس إلى الشرق من مدينة القدس المحتلة. يمنع الاحتلال الإسرائيلي مرور الفلسطينيين من الحاجز باستثناء سكان حي القنبر الذين يسكنون إلى الغرب من الجدار الفاصل ممن يحملون بطاقات هوية القدس.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
القسطل قرية فلسطينية دمرتها العصابات الصهيونية لتفتح الطريق إلى القدس
القسطل قرية فلسطينية مهجرة شكلت البوابة الغربية لمدينة القدس، وهي ذات موقع غير تاريخ النكبة الفلسطينية، إذ كان لها دور مهم بالتحديد في حرب عام 1948م، وكانت تقطع طريق الإمدادات والمعونات الإسرائيلية إلى القدس، وشكلت بذلك خطا حصينا للدفاع القوي عن المدينة من ناحية الغرب. وتم تدمير القرية ولم يبق منها سوى بيت واحد على التل، وتحولت إلى محمية طبيعية أطلق عليها اسم الموقع الوطني اليهودي (الكاستل). الموقع تتميز قرية القسطل بموقع إستراتيجي، إذ تتربع على قمة تل مرتفع يطل على مساحات شاسعة من الجهات الأربع، تقع على بُعد 10 كيلومترات إلى الغرب من مدينة القدس، وتشرف على طريق القدس – يافا الرئيسية المعبّدة من الجهة الجنوبية الغربية. وتقع الطريق المذكورة على ارتفاع 525 مترا عن سطح البحر، في حين ترتفع القسطل نحو 725-790 مترا. وكانت مساحتها المبنية تُقَدَر بنحو 5 دونمات (الدونم يعادل ألف متر مربع) من مجمل مساحة أراضيها البالغة 1446 دونما. تحدها قرية بيت سوريك شمالا، وقرية بيت إكسا من الشمال الشرقي، وقرية قالونيا شرقا، وقرية عين كارم من الجنوب والجنوب الشرقي، وقرية صوبا من الجنوب الغربي، وقرية عين نقوبا غربا، وبيت نقوبا من الشمال الغربي. السكان بلغ عدد سكان القسطل عام 1922م نحو 43 نسمة، وزاد عام 1931م إلى 59 نسمة، كانوا يقيمون في 14 بيتا، وقدر عددهم بنحو 90 نسمة عام 1945م. إعلان كان لسكان القرية، ومعظمهم من المسلمين، مقام لوليّ محلي يدعى الشيخ كركي، وذلك في الطرف الغربي من القرية. قرية تاريخية تقع القسطل على بقعة مرتفعة، وعندما أنشئت اشتق اسمها من كلمة "كستلّوم" (castellum) اللاتينية، والتي كانت تشير إلى القلعة الرومانية القائمة في الموقع ضمن نظام حماية الطرق الرومانية، والذي كان يسهّل مراقبة القوافل والتحكم بالحركة إلى مدينة القدس. في العصر الأموي والعباسي، كانت تابعة إداريا للقدس واستخدمت محطة عسكرية تحيط بها أراض زراعية، فقد رمم القائمون عليها آنذاك الحصن الروماني وطوروه ليخدم الأغراض الدفاعية وأنشؤوا بجواره حركة زراعية منتجة. في العهد الأيوبي، وخصوصا في ولاية صلاح الدين الأيوبي، استُخدمت بعض الحصون والمواقع المرتفعة حول القدس -مثل القسطل- في إطار الجهود الدفاعية ضد الصليبيين. وفي الحروب الصليبية، أدرك المسيحيون أهمية الموقع فرمموا الحصن القديم وعززوا دفاعاته، لأنه يتحكم بطريق الإمداد نحو القدس، واستخدموه نقطة مراقبة عسكرية، وكذا لحماية القوافل الصليبية، وبعد انتصارات صلاح الدين، عادت القسطل للسيطرة الإسلامية. في أواخر القرن الـ19، كانت القسطل قائمة على قمة تل صخري، ويحيط بها من جهة الشرق عدد من الينابيع. وقد صنَّف معجم فلسطين الجغرافي المفهرَس -الذي وضعته حكومة الانتداب البريطاني – القسطل مزرعة، وامتدت الأبنية الأحدث عهدا على طول المنحدرات الشرقية لتلتف حول تل القسطل. يجري وادي قالونيا، وهو الجزء الأعلى من مجرى وادي الصرار، على مسافة كيلومترين إلى الشرق من القسطل، وفي طرفها الغربي يقع مقام الشيخ الكركي. بيوت القرية مبنية من الحجر، واتخذ البناء حول التلة شكلا دائريا أو شبه دائري. ورغم امتدادها العمراني على طول المنحدرات الشرقية لجبل القسطل، لم تتجاوز مساحتها عام 1945 خمسة دونمات، كما كانت شبه خالية من المرافق والخدمات العامة، وكانت معتمدة على مدينة القدس. إعلان يغطي المنحدرات الجنوبية الشمالية والشرقية لموقع القرية ركام المنازل وأنقاض المصاطب الحجرية، التي تكاد الأعشاب البرية تحجبها. أمّا أنقاض القلعة القديمة فلا تزال قائمة على قمة الجبل، كما أنشئ في الموقع ملجأ تحت الأرض جنوب غربي القلعة. وفي شمالي القلعة وشرقيها توجد الخنادق العسكرية، وتنبت أشجار الخروب والتين والزيتون على الطرفين الشمالي والغربي للموقع، بينما ينبت الصبّار في طرفه الجنوبي. الاقتصاد كان سكان القسطل يعتمدون على مدينة القدس المجاورة لتلبية معظم حاجاتهم، كما اعتمدوا على زراعة الحبوب البعلية والخضروات والثمار وأشجار الزيتون. وكانت أراضيهم الزراعية تتركز في شريط مستطيل يمتد إلى الجنوب الشرقي من القرية. في 1944 و1945، كان ما مجموعه 42 دونما مزروعة بالحبوب، و169 دونما مروية أو مستخدَمة للبساتين؛ منها 50 دونما من أشجار الزيتون. وقعت القسطل في قبضة الاحتلال قبل الشروع رسميا في عملية نحشون، وهي العمليّة الأولى من خطة التطهير العرقي للفلسطينييّن الّتي وضعتها قيادة منظمة الهاغاناه العسكرية الصهيونية، وعُرفت باسم " خطة دالت". وكان هدف عمليّة نَحْشون احتلال القرى الفلسطينيّة الواقعة على طرفي طريق يافا-القدس و"تطهيرها" من سكانها الفلسطينييّن، بما يضمن إمكان وصول قوات العصابات الصهيونية من السّاحل إلى القدس، وفي الوقت نفسه شقّ الجزء الأوسط من الـأراضي التي حددها "للدولة الفلسطينية" قرار تقسيم فلسطين. وفي يوم احتلال القرية ذهب القائد عبد القادر الحسيني إلى دمشق ليجتمع بقادة الدول العربية والعسكريين، وطلب منهم دعما عسكريا لاسترداد القسطل، فطلبوا منه أن يترك القدس ويدعهم هم يقاتلون ويدافعون عن المدينة. وعاد بدون أسلحة ولا عتاد، واندلعت المعارك في أبريل/نيسان 1948 في منطقة باب الواد، وبدأت بالاستيلاء على قرية بيت محسير وتوجت بالاستيلاء على القسطل ضمن عملية نحشون التي تهدف للاستيلاء والسيطرة على كافة القرى المقدسية الموجودة بجوار طريق الواد من أجل إزالة الخطر عن القوافل العسكرية الإسرائيلية لاحتلال القدس. وقد هاجمت العصابات الصهيونية قرية القسطل وسيطرت عليها بسبب نفاذ الذخيرة لدى المجاهدين الفلسطينيين، فشنت القوات العربية بقيادة عبد القادر الحسيني هجوما مضادا في السابع من أبريل/نيسان، ونجح الجيش العربي في تحرير القسطل واستشهد الحسيني في العملة في الثامن من أبريل/نيسان. وعندما خرج المقاتلون الفلسطينيون لتشييع جثمانه في اليوم الموالي لاستشهاده سيطرت العصابات الصهيونية من جديد على القرية لأهميتها الإستراتيجية، ولأنها تعلم أنها لن تستطيع حسم معركة القدس إلا بالسيطرة على القسطل. ولم يكتف اليهود بالسيطرة على القرية بل طوقوها بالآليات العسكرية لمنع الجيش العربي من الوصول إليها، وفجروا بيوتها لمنع السكان من العودة إليها. بعد الاحتلال وقيام دولة إسرائيل، تحولت القسطل، بما فيها أجزاء من القلعة، إلى مركز سياحي تابع للسلطات الإسرائيلية. وفي سنة 1951، أُنشئت مستعمرة معوز تسيون على أراضي القرية. وفي وقت لاحق ضُمت إلى مستعمرة مفسيرت يروشلايم، التي أُسست سنة 1956 على أراضي قالونيا، لتشكلا معا ضاحية القدس المعروفة باسم مفسيرت تسيون.