من وارسو إلى أوراسيا.. بكين ترسم دورها في الحرب الأوكرانية
بينما تنشغل القوى الكبرى بصراعات النفوذ وتصعيد التسليح، اختارت الصين أن تعيد تحريك بيادقها بهدوء على رقعة الأزمة الأوكرانية، من خلال تعيين موفد دبلوماسي جديد، يتولى مهمة محاولة إنهاء واحدة من أطول الحروب وأكثرها تعقيدا في القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
وبحسب ما أعلنه المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تم تعيين السفير السابق لدى بولندا، سان لينغيانغ، ممثلا خاصا للشؤون الأوراسية، خلفا للدبلوماسي لي هوي، الذي سبق أن قام بجولات دبلوماسية في أوروبا بحثا عن تسوية سياسية.
ووصفت بكين مبعوثها الجديد بأنه دبلوماسي رفيع المستوى مطّلع على أوضاع منطقة أوراسيا، وسيتولى العمل على تعزيز التعاون بين الصين ودول المنطقة، إضافة إلى محاولة تقريب وجهات النظر بشأن النزاع في أوكرانيا.
ملء الفراغ
وفي ظل التوازنات المعقدة في الساحة الدولية، تبدو بكين عازمة على تجديد دورها في الأزمة الأوكرانية عبر أدوات دبلوماسية هادئة، بعيدا عن ضجيج السلاح وصراع المحاور، ولكن يبقى السؤال، هل تنجح الصين في تحويل هذا التحرك الرمزي إلى اختراق فعلي في جدار الحرب؟.
وأكد الخبراء أن خطوة بكين بتعيين موفد جديد للمساعي الدبلوماسية في الحرب الروسية الأوكرانية تعكس رغبة الصين في لعب دور أكثر فاعلية في تسوية النزاع، مستفيدة من مكانتها كقوة قريبة من موسكو وفي الوقت ذاته شريك اقتصادي رئيس لأوروبا.
ورأى الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الصين تسعى لطرح نفسها كوسيط نزيه قادر على تحقيق توازن بين طرفي الصراع، في ظل فتور العلاقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وما يمثله ذلك من فراغ سياسي قد تسعى بكين لملئه.
وأضاف الخبراء أن هذه المبادرة تأتي في إطار استراتيجية أوسع لإعادة تشكيل صورة الصين عالميا كقوة مسؤولة تسعى لاستقرار النظام الدولي، بعيدا عن القطبية الأحادية.
وأشاروا إلى أن بكين قد توظف أدواتها الاقتصادية والدبلوماسية لدفع موسكو وكييف نحو مفاوضات فعلية، بما يضمن حماية مصالحها مع الجانبين، ويفتح الباب أمام دور صيني أكبر في إدارة الأزمات الدولية مستقبلًا.
موقع محوري
وقال إبراهيم كابان، مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، إن الصين تملك موقعا محوريا يمكّنها من لعب دور الوسيط في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، نظرا لقربها من روسيا، وسعيها في الوقت ذاته إلى تعزيز علاقاتها مع أوروبا، خاصة في ظل التراجع الملحوظ في العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وفي تصريح لـ«إرم نيوز»، أشار كابان إلى أن الصين تُعد الشريك التجاري الأول للاتحاد الأوروبي، وهو ما يمنحها مكانة مميزة تؤهلها للتوسط بين موسكو والغرب، وأن بكين لديها أدوات ضغط فعالة يمكن أن تستخدمها على الجانبين الروسي والغربي لدفعهما نحو تسوية سياسية، إذا توفرت الإرادة السياسية لديها لتفعيل هذا الدور على أرض الواقع.
وأوضح أن نجاح الصين في تحقيق تقارب بين روسيا وأوروبا عبر تبنّي سياسة ترضي الطرفين، سيجعل منها فاعلًا دوليا قويا لا في إنهاء الأزمة فحسب، بل في تعزيز مصالحها الاستراتيجية على المدى الطويل.
وقال إبراهيم كابان، إن الصين تتابع عن كثب التحركات الروسية والقرارات الأوروبية، فيما تظل الولايات المتحدة، رغم تراجع نفوذها النسبي، لاعبا أساسيا يسعى بدوره إلى إنهاء الحرب.
القطبية الأحادية
ومن جانبه، قال نادر رونغ، المحلل السياسي الصيني، إن موقف بلاده من الأزمة الروسية الأوكرانية كان واضحا منذ البداية، مؤكدا أن بكين تدفع باتجاه تسوية سياسية تُنهي الصراع وتُسهم في استقرار المنطقة.
وأضاف في تصريح لـ«إرم نيوز»، أن الصين تؤمن بأهمية احتواء الأزمة من خلال الجهود الدبلوماسية، وتدعو باستمرار إلى العودة لطاولة المفاوضات باعتبارها الخيار الوحيد لتسوية النزاع.
وأشار المحلل السياسي الصيني إلى أن العملية التفاوضية تضمن مراعاة مصالح جميع الأطراف، بما يحقق توازنًا في الحلول ويقلّل من فرص التصعيد.
وحذر رونغ من استمرار التصعيد العسكري وتغذية الصراع، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، مشددًا على أن ذلك يهدد بإطالة أمد الأزمة ويعقد جهود السلام، مؤكدا على أن المجتمع الدولي يجب أن يتفادى تأجيج التوترات، ويدعم المبادرات الدبلوماسية بدلًا من سباق التسليح.
وأشار إلى أن بكين لا تتبنى موقفا منحازا لطرف على حساب آخر، بل تسعى إلى ترسيخ صورتها كقوة مسؤولة دوليا، توازن بين علاقاتها الاستراتيجية مع موسكو ومصالحها الاقتصادية المتينة مع أوروبا.
وتابع: «إن أي اختراق دبلوماسي تحققه الصين في الملف الأوكراني سيُحسب لها كقوة صاعدة تسعى لإعادة تشكيل النظام العالمي بعيدا عن القطبية الأحادية».
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الجزائرية
منذ ساعة واحدة
- الشرق الجزائرية
ترامب لخامنئي: بيبي مجنون.. بانتظار مكالمتكم؟
«أساس ميديا» يرجّح الكاتب والمحلّل السياسي الأميركي توماس فريدمان أن يغيّر الهجوم الإسرائيلي الشامل على البنية التحتيّة النووية الإيرانية قواعد اللعبة، على غرار الحروب المحوريّة التي أعادت تشكيل الشرق الأوسط منذ الحرب العالمية الثانية، والمعروفة بتواريخها فقط: 1956، 1967، 1973، 1982، 2023، والآن 2025. يدرك فريدمان أنّ من المبكر التنبّؤ بكيفية تغيير نظام الدول في الشرق الأوسط بفعل الصراع الإسرائيلي الإيراني عام 2025، وأنّ النتائج المحتملة متعدّدة، ومنها 3 احتمالات: الاحتمال المتطرّف الأكثر ملاءمة: أن يؤدّي الأمر إلى سلسلة من تأثيرات الدومينو التي تؤدّي إلى الإطاحة بالنظام الإيراني واستبداله بنظام أقرب إلى النظام العلماني والتوافقي. الاحتمال المتطرّف الأكثر سلبيّة: أي أن يشعل النار في المنطقة بأكملها ويجرّ الولايات المتّحدة إلى الصراع. الاحتمال الوسطيّ بين هذين النقيضين، وهو حلّ تفاوضيّ، لكن ليس لفترة طويلة، إذ قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب للإيرانيين: 'ما زلت مستعدّاً للتفاوض على نهاية سلميّة لبرنامجكم النووي، وقد ترغبون في الذهاب إلى هناك بسرعة لأنّ صديقي 'بيبي' مجنون. أنا في انتظار مكالمتكم'. القتال سيتواصل وفقاً لفريدمان ستحدّد متغيّرات رئيسية النتيجة الأكثر ترجيحاً: إنّ ما يجعل هذا الصراع الإيراني – الإسرائيلي عميقاً إلى هذا الحدّ هو تعهّد إسرائيل بمواصلة القتال هذه المرّة حتّى تقضي على قدرة إيران على صنع الأسلحة النووية بطريقة أو بأخرى. وقد تسبّبت إيران بهذا الوضع من خلال تسريع تخصيب اليورانيوم وإخفاء هذه الجهود بقوّة. استهدفت إسرائيل البرنامج النووي الإيراني مرات عدّة على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، لكن في كلّ مرّة كانت تنسحب في اللحظة الأخيرة تحت ضغط من الولايات المتّحدة. ولهذا السبب من المستحيل المبالغة في ما يحدث اليوم. السؤال التقني الكبير اليوم هو هل قصف إسرائيل لمنشآت التخصيب النووي الإيرانية، مثل نطنز، المدفونة في أعماق الأرض، قد أحدث صدمة ارتجاجية كافية لأجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، وتجاوزت ممتصّات الصدمات لتعطيلها مؤقّتاً على الأقلّ؟ إذا نجحت إسرائيل في إلحاق ضرر كافٍ بمشروع إيران النووي لإجبارها على وقف التخصيب مؤقّتاً على الأقلّ، فسيكون ذلك بالتأكيد مكسباً عسكريّاً كبيراً لإسرائيل، وهو ما يبرّر العمليّة. التّأثير على نفوذ إيران الإقليميّ التأثير الذي قد يُحدثه هذا الصراع على المنطقة، وخاصّةً على نفوذ إيران الخبيث الطويل الأمد في العراق ولبنان وسوريا واليمن، حيث رعت طهران وسلّحت ميليشيات محلّية للسيطرة غير المباشرة على تلك البلدان وضمان عدم توجّهها نحو حكومات توافقية موالية للغرب. إنّ تحرير هذه الأنظمة من قبضة إيران، الذي بدأ بقرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قطع رأس ميليشيا 'الحزب' الإيرانية وشلّ حركتها، قد أتى ثماره بالفعل في لبنان وسوريا، حيث تولّى قادة جدد، تعدّديّون، السلطة. ولكن من المؤسف أنّ هذين البلدين ما يزالان هشّين، إلّا أنّ لديهما الآن أملاً لم يكن موجوداً من قبل. نتنياهو بارع استراتيجيّاً حين يكون لاعباً إقليمياً، وليس كذلك وهو لاعب محلّي تجاه الفلسطينيين. ذلك لأنّه وهو لاعب إقليمي يكون عقله في الغالب متحرّراً من القيود الأيديولوجيّة والسياسية. لكن حين يكون لاعباً محلّياً في غزّة لا تهيمن على قراراته احتياجاته السياسية للبقاء فقط، بل أيضاً التزامه الأيديولوجي لمنع قيام دولة فلسطينية تحت أيّ ظرف من الظروف، واعتماده على اليمين المتطرّف في إسرائيل للبقاء في السلطة. ولذلك أغرق الجيش الإسرائيلي في رمال غزّة المتحرّكة، وهي كارثة أخلاقية واقتصادية واستراتيجية، من دون خطّة للخروج منها. مصير سعر النّفط الأمر الذي يجب مراقبته عن كثب هو إمكان محاولة إيران زعزعة استقرار إدارة ترامب من خلال اتّخاذ إجراءات لرفع أسعار النفط عمداً إلى مستويات قياسية، وإحداث تضخّم في الغرب. على سبيل المثال، قد تُغرق إيران ناقلتَي نفط أو غاز في مضيق هرمز أو تملأه بالألغام البحريّة فتُعيق فعليّاً صادرات النفط والغاز. وهذا الاحتمال بحدّ ذاته يدفع أسعار النفط إلى الارتفاع. خامنئي الهدف المقبل تُعدّ الاستخبارات الإسرائيلية جيّدةً في الاستخبار عن إيران لدرجة أنّها حدّدت مواقع اثنين من كبار قادتها العسكريين وقتلتهما، علاوة على عدد من كبار الضبّاط الآخرين. الموساد ووحدة القيادة السيبرانية 8200 التابعة لوكالة الأمن القومي الإسرائيلية، بارعان جدّاً في عملهما. والعديد من المسؤولين الإيرانيين على استعداد للعمل لإسرائيل نظراً لمدى كرههم لحكومتهم. وهذا يُسهّل على إسرائيل تجنيد عملاء في الحكومة والجيش الإيرانيَّين على أعلى المستويات. بالتأكيد يُدرك المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الذي شهد للتوّ اغتيال اثنين من كبار جنرالاته، رئيس أركان القوّات المسلّحة والقائد العامّ للحرس الثوري، أنّ إسرائيل قادرة على القضاء عليه. لذا يُفترض أنّه يختبئ في مخبأ عميق في مكان ما، وهذا ما يُبطئ صنع القرار. متى تتدخل واشنطن؟ إذا فشلت إسرائيل في مسعاها، أي أصبح النظام الإيراني ضعيفاً لكن بقي قادراً على إعادة بناء قدراته وتطوير سلاح نووي ومحاولة السيطرة على العواصم العربية، فإنّ هذا قد يعني حرب استنزاف بين أقوى جيشين في المنطقة. وهذا سيجعل المنطقة أكثر اضطراباً من أيّ وقت مضى، ويتسبّب في أزمات نفطيّة، وربّما يدفع إيران إلى الانتقام ومهاجمة الأنظمة العربية الموالية لأميركا والقوّات الأميركية في المنطقة، فلا يعود أمام إدارة ترامب أيّ خيار سوى التدخّل، ربّما ليس بهدف إنهاء هذه الحرب فحسب، بل أيضاً للإطاحة بالنظام الإيراني. ومن يدري ماذا سيحدث. أخيراً، وعلى عكس غزّة، بذلت إسرائيل قصارى جهدها لتجنّب قتل أعداد كبيرة من المواطنين الإيرانيين، لأنّها في نهاية المطاف تريد منهم أن يصبّوا غضبهم على نظامهم لإهداره الكثير من الموارد في بناء سلاح نووي، وليس على إسرائيل. ولا شكّ أنّ هذا النظام غير شعبي، ولا يمكن التنبّؤ بما قد يحدث الآن بعدما أذلّته إسرائيل عسكريّاً. يخلص فريدمان إلى القول: بالنظر إلى المستقبل، فإنّ أهمّ درسين يمكن استخلاصهما من التاريخ هما: أنظمة مثل إيران تبدو قويّة حتّى تفقد قوّتها، ولذا يمكنها الانهيار بسرعة. وفي الشرق الأوسط، ليس نقيض الاستبداد بالضرورة الديمقراطية. بل يمكن أن يكون أيضاً اضطراباً طويل الأمد. لذا حذارِ من سقوط الركائز.


صدى البلد
منذ 5 ساعات
- صدى البلد
المشاط: الحكومة تواصل تنفيذ برنامجها الوطني للإصلاحات الهيكلية
شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الأحد، فى فعاليات مؤتمر "التمويل التنموي لتمكين القطاع الخاص.. النمو الاقتصادي والتشغيل"، الذي عقدته وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي بالعاصمة الإدارية الجديدة، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء، بحضور عدد من الوزراء ونواب البرلمان المصري، ومجموعة من سفراء ورؤساء بعثات الدول الشريكة، وممثلي المؤسسات الدولية، وشركاء التنمية والاتحاد الأوروبي في مصر والمؤسسات الدولية، وشركات القطاع الخاص. بدأت فعاليات المؤتمر بكلمة ألقتها الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدوليّ، أشارت خلالها إلى أن الحكومة المصرية تواصل تنفيذ برنامجها الوطني للإصلاحات الهيكلية، الذي يستند إلى ثلاثة محاور رئيسية هي: ترسيخ استقرار الاقتصاد الكلي، بما يعزز قدرته على الصمود في مواجهة المتغيرات الخارجية، وذلك من خلال عدد من الآليات من بينها حوكمة الاستثمارات العامة، إلى جانب تحسين التنافسية وبيئة الأعمال ومناخ الاستثمار، ودفع التحول الأخضر لزيادة استثمارات القطاع الخاص. وفي إطار ذلك، أوضحت الدكتورة رانيا المشاط أن هذا المسار يعد بمثابة الضمان الحقيقي لتفادي التحديات التي يواجهها الاقتصاد المصري في ظل هذا الظرف الدولي الدقيق الذي تتزايد فيه التحديات الدولية، ولاسيما مع تصاعد التوترات الجيوسياسية والأمنية، والتدابير الحمائية. وتلتها كلمة لـ مختار ديوب، الرئيس التنفيذي لمؤسسة التمويل الدولية تحدث خلالها عن برامج وملفات العمل المشتركة مع مصر. وأعقبتها كلمة لـ"جيلسومينا فيجليوتي"، نائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار، وكلمة أخرى لـ"مارك ديفيس"، المدير الإقليمي لمنطقة جنوب وشرق المتوسط، بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، كما ألقى"ستيفانو سانينو"، المدير العام لإدارة جنوب المتوسط والشرق الأوسط بالمفوضية الأوروبية كلمة خلال فعاليات المؤتمر. وشهدت فعاليات المؤتمر تسليط الضوء على الجهود التي قامت بها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، لزيادة التمويلات التنموية للقطاع الخاص على خلال السنوات الخمس الماضية، وبهذه المناسبة تطلق الوزارة تقريرًا يتضمن الآليات المباشرة وغير المباشرة وحجم التمويلات التنموية للقطاع الخاص، كما يتم إطلاق آلية ضمانات الاستثمار مع الاتحاد الأوروبي بقيمة 1.8 مليار يورو، وكذلك توقيع عدد من الاتفاقيات بين وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وشركاء التنمية، والقطاع الخاص، ومجالس الأعمال، بشأن توسيع نطاق منصة "حافز" للدعم المالي والفني للقطاع الخاص.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 11 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
من وارسو إلى أوراسيا.. بكين ترسم دورها في الحرب الأوكرانية
بينما تنشغل القوى الكبرى بصراعات النفوذ وتصعيد التسليح، اختارت الصين أن تعيد تحريك بيادقها بهدوء على رقعة الأزمة الأوكرانية، من خلال تعيين موفد دبلوماسي جديد، يتولى مهمة محاولة إنهاء واحدة من أطول الحروب وأكثرها تعقيدا في القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. وبحسب ما أعلنه المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تم تعيين السفير السابق لدى بولندا، سان لينغيانغ، ممثلا خاصا للشؤون الأوراسية، خلفا للدبلوماسي لي هوي، الذي سبق أن قام بجولات دبلوماسية في أوروبا بحثا عن تسوية سياسية. ووصفت بكين مبعوثها الجديد بأنه دبلوماسي رفيع المستوى مطّلع على أوضاع منطقة أوراسيا، وسيتولى العمل على تعزيز التعاون بين الصين ودول المنطقة، إضافة إلى محاولة تقريب وجهات النظر بشأن النزاع في أوكرانيا. ملء الفراغ وفي ظل التوازنات المعقدة في الساحة الدولية، تبدو بكين عازمة على تجديد دورها في الأزمة الأوكرانية عبر أدوات دبلوماسية هادئة، بعيدا عن ضجيج السلاح وصراع المحاور، ولكن يبقى السؤال، هل تنجح الصين في تحويل هذا التحرك الرمزي إلى اختراق فعلي في جدار الحرب؟. وأكد الخبراء أن خطوة بكين بتعيين موفد جديد للمساعي الدبلوماسية في الحرب الروسية الأوكرانية تعكس رغبة الصين في لعب دور أكثر فاعلية في تسوية النزاع، مستفيدة من مكانتها كقوة قريبة من موسكو وفي الوقت ذاته شريك اقتصادي رئيس لأوروبا. ورأى الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الصين تسعى لطرح نفسها كوسيط نزيه قادر على تحقيق توازن بين طرفي الصراع، في ظل فتور العلاقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وما يمثله ذلك من فراغ سياسي قد تسعى بكين لملئه. وأضاف الخبراء أن هذه المبادرة تأتي في إطار استراتيجية أوسع لإعادة تشكيل صورة الصين عالميا كقوة مسؤولة تسعى لاستقرار النظام الدولي، بعيدا عن القطبية الأحادية. وأشاروا إلى أن بكين قد توظف أدواتها الاقتصادية والدبلوماسية لدفع موسكو وكييف نحو مفاوضات فعلية، بما يضمن حماية مصالحها مع الجانبين، ويفتح الباب أمام دور صيني أكبر في إدارة الأزمات الدولية مستقبلًا. موقع محوري وقال إبراهيم كابان، مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، إن الصين تملك موقعا محوريا يمكّنها من لعب دور الوسيط في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، نظرا لقربها من روسيا، وسعيها في الوقت ذاته إلى تعزيز علاقاتها مع أوروبا، خاصة في ظل التراجع الملحوظ في العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وفي تصريح لـ«إرم نيوز»، أشار كابان إلى أن الصين تُعد الشريك التجاري الأول للاتحاد الأوروبي، وهو ما يمنحها مكانة مميزة تؤهلها للتوسط بين موسكو والغرب، وأن بكين لديها أدوات ضغط فعالة يمكن أن تستخدمها على الجانبين الروسي والغربي لدفعهما نحو تسوية سياسية، إذا توفرت الإرادة السياسية لديها لتفعيل هذا الدور على أرض الواقع. وأوضح أن نجاح الصين في تحقيق تقارب بين روسيا وأوروبا عبر تبنّي سياسة ترضي الطرفين، سيجعل منها فاعلًا دوليا قويا لا في إنهاء الأزمة فحسب، بل في تعزيز مصالحها الاستراتيجية على المدى الطويل. وقال إبراهيم كابان، إن الصين تتابع عن كثب التحركات الروسية والقرارات الأوروبية، فيما تظل الولايات المتحدة، رغم تراجع نفوذها النسبي، لاعبا أساسيا يسعى بدوره إلى إنهاء الحرب. القطبية الأحادية ومن جانبه، قال نادر رونغ، المحلل السياسي الصيني، إن موقف بلاده من الأزمة الروسية الأوكرانية كان واضحا منذ البداية، مؤكدا أن بكين تدفع باتجاه تسوية سياسية تُنهي الصراع وتُسهم في استقرار المنطقة. وأضاف في تصريح لـ«إرم نيوز»، أن الصين تؤمن بأهمية احتواء الأزمة من خلال الجهود الدبلوماسية، وتدعو باستمرار إلى العودة لطاولة المفاوضات باعتبارها الخيار الوحيد لتسوية النزاع. وأشار المحلل السياسي الصيني إلى أن العملية التفاوضية تضمن مراعاة مصالح جميع الأطراف، بما يحقق توازنًا في الحلول ويقلّل من فرص التصعيد. وحذر رونغ من استمرار التصعيد العسكري وتغذية الصراع، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، مشددًا على أن ذلك يهدد بإطالة أمد الأزمة ويعقد جهود السلام، مؤكدا على أن المجتمع الدولي يجب أن يتفادى تأجيج التوترات، ويدعم المبادرات الدبلوماسية بدلًا من سباق التسليح. وأشار إلى أن بكين لا تتبنى موقفا منحازا لطرف على حساب آخر، بل تسعى إلى ترسيخ صورتها كقوة مسؤولة دوليا، توازن بين علاقاتها الاستراتيجية مع موسكو ومصالحها الاقتصادية المتينة مع أوروبا. وتابع: «إن أي اختراق دبلوماسي تحققه الصين في الملف الأوكراني سيُحسب لها كقوة صاعدة تسعى لإعادة تشكيل النظام العالمي بعيدا عن القطبية الأحادية». انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News