
عمر بروكسي يكتب: بعد 26 سنة من الحكم.. التفاوتات المجالية والفوارق الإجتماعية تنفجر في المغرب
وفي ما يلي ترجمة المقال:
في المغرب، 26 عامًا من الحكم وتفاوتات متفاقمة. في مطلع يوليو، نُظمت 'مسيرة الكرامة' في إحدى أكثر مناطق المغرب تهميشًا. تُذكّر هذه المسيرة بأوضاع التفاوت التي تُشكّل هيكل البلاد، وتُشكّل تحديًا كبيرًا لاستمرار نظام محمد السادس.
في التاسع من يوليو، انطلقت مسيرة طويلة، أُطلق عليها اسم 'مسيرة الكرامة'، بمشاركة مئات السكان، رجالًا ونساءً، من وادٍ يقع في قلب جبال الأطلس الكبير بالمغرب، وادي آيت بوكماز. ورغم أن هذه المنطقة من أجمل مناطق البلاد، إلا أنها أيضًا من أكثرها تهميشًا. أراد المشاركون الوصول إلى مدينة أزيلال، التي تبعد حوالي 100 كيلومتر، للاعتصام أمام مقر الولاية.
مطالبهم اجتماعية بامتياز، وترتبط باحتياجات أساسية للغاية: ففي آيت بوكماز، لا توجد طرق، ولا مستشفيات، ولا مدارس، ولا شبكات هاتف، ولا اتصال إنترنت، إلخ. وهذه هي المرة الأولى التي يُنفذ فيها سكان إحدى أكثر مناطق المملكة عزلةً هذا النوع من النضال. ومع ذلك، تُلقب آيت بوكماز بـ «الوادي السعيد'، وهي معروفة عالميًا بجمال مناظرها الطبيعية، مما يجعلها وجهةً شهيرةً لعشاق التسلق ورياضة المشي في الجبال. أما سكانها، فلا يزالون يعيشون في العصر الحجري…
ليس وضع 'الوادي السعيد' حالةً معزولةً في المغرب. فمعظم المناطق الناطقة بالأمازيغية في الأطلس المتوسط والكبير تعاني من المصير نفسه، نتيجةً لسياسة اجتماعية غير متكافئة تعود إلى الاستقلال (1956)، فصلت، وفقًا للمثل القديم للمشير ليوطي، 'المغرب النافع ' عن 'المغرب غير النافع '، وأبقت هذا الأخير في حالة من التهميش شبه البنيوي.
في سبتمبر 2023، كشف الزلزال الذي دمر منطقة الحوز (ما يقرب من 3000 قتيل)، في الأطلس الكبير، عن حقيقة ما يسمى أيضًا 'المغرب الآخر': العزلة وغياب البنية التحتية جعلا تسليم المساعدات الغذائية والمادية أمرًا صعبًا بشكل خاص.
بعد اعتلائه العرش في سن الخامسة والثلاثين، في 30 يوليو 1999، قام الملك محمد السادس بزيارة مناطق قروية جد نائية، بما في ذلك منطقة الريف، وهي منطقة ظلت منبوذة في الشمال الشرقي، وهو ما كان يُنظر إليه في ذلك الوقت على أنه رغبة على أعلى مستوى في الدولة لإعطاء الأولوية للتنمية الذاتية التي تستهدف على وجه الخصوص هذا 'المغرب غير النافع'.
لكن بعد ستة وعشرين عامًا بالتمام والكمال، لا تزال أوجه التفاوت الهيكلي نفسها قائمة في غياب الإرادة السياسية لإنهائها أو على الأقل الحد من آثارها. يُضاف إلى هذا التهميش ما يُعتبر تحديًا حقيقيًا للدولة المغربية، ليس فقط لتنمية البلاد، بل أيضًا لاستقرار النظام نفسه: بطالة الشباب. الأرقام الرسمية مُفزعة.
وفقًا لتقرير آخر إحصاء وطني للسكان، الذي أجري عام2024، بلغ معدل البطالة في المغرب 21,3٪، وهي زيادة 'مقلقة' مقارنةً بعام2014 (16,2٪). وتدعم أرقام رسمية أخرى أحدث هذه الملاحظة، وتُبرز أيضًا تفاوتًا كبيرًا بين الجنسين. وتشير المندوبية السامية للتخطيط إلى أن معدل البطالة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين15 و24 عامًا بلغ 36,7٪ في يوليو2025، مع وجود تفاوتات كبيرة بين الجنسين في الوصول إلى سوق الشغل وإلى التعليم. كما تُشير إلى رقم مُقلق آخر: 61٪ من النساء القرويات هن من بين الشباب غير الملتحقين بالعمل أو التعليم أو التدريب.
سُجِّلت ما يقرب من 300 ألف حالة مغادرة المدرسة ( الهدر المدرسي )، لا سيما في المناطق القروية وعلى الخصوص الناطقة بالأمازيغية، في عام 2023.
يؤكد الخبير الاقتصادي وعالم الاجتماع نجيب أقصبي، في اتصال هاتفي مع ميديابارت، قائلاً: 'هذا يُؤكد فشل نموذج التنمية الذي يُولِّد تفاوتًا أكثر مما ينتج من تنمية وتشغيل '. ويضيف: 'لدينا معدل استثمار مرتفع – 30%. ومع ذلك، ليس له تأثير إيجابي على الثروة والتوظيف. لماذا؟' ويرى الباحث عدة تفسيرات.
ثم يوضح قائلاً: 'أولاً، تُوجَّه غالبية هذه الاستثمارات إلى قطاعي البناء والأشغال العمومية، وهما قطاعان لا تدوم فيهما الوظائف طويلًا ولا يُسهمان في الحد من أشكال التفاوت التي تُعاني منها البلاد. الصورة الأكثر رمزية هي قطار TGV (القطار فائق السرعة) الذي يمر عبر قرى معزولة، ناهيك عن الملاعب الضخمة التي يجري بناؤها، والتي لن تُستخدم إلا نادرًا'.
ويضيف أقصبي، مؤلف كتاب 'المغرب: اقتصاد تحت سقف زجاجي' (الصادر عن المجلة المغربية للعلوم السياسية والاجتماعية، 2023)، وهو كتاب نال استحسانًا كبيرًا حول العلاقة بين طبيعة النظام السياسي والوضع الاقتصادي، أن 'نظام الحكم يجب أن يتخذ قرارات بناءً على مطالب أكبر عدد من المواطنين، ولكي تكون هذه القرارات فعّالة، يجب محاسبة المسؤولين. لا تذويب المسؤوليات، كما هو الحال في المغرب'.
وهناك مفارقة أخرى: بسبب ضعف نظام التعليم، تُؤثِّر البطالة بشكل رئيسي على الخريجين الشباب. فإلى جانب العدالة والصحة، يُعدُّ التعليم العام من أقل المشاريع نجاحًا في عهد محمد السادس.
إن عملية التعريب التي نفذها الملك الحسن الثاني (1929-1999) ابتداء من ثمانينيات القرن العشرين، لأسباب أيديولوجية أكثر منها بيداغوجية، قوضت التعليم العام وأنتجت تعليما مزدوجا: المؤسسات الخاصة و'البعثات الأجنبية' للأسر الثرية والمتوسطة (15٪)؛ والتعليم العمومي، الذي يستمر في التدهور، بالنسبة للـ85٪ المتبقية.
وقد سبق للملك محمد السادس أن أشار إلى هذا الواقع عام 2015 في خطاب ألقاه قبل عشر سنوات: 'علينا أن نكون جادين وواقعيين، وأن نخاطب المغاربة بصراحة، ونسألهم: لماذا يُسجل الكثير منهم أبناءهم في مؤسسات البعثات الأجنبية والمدارس الخاصة، رغم تكاليفها الباهظة؟ والجواب واضح: لأنهم يبحثون عن تعليم مفتوح وعالي الجودة، قائم على التفكير النقدي وتعلم اللغات، تعليم يُمكّن أبنائهم من ولوج سوق الشغل والانخراط في الحياة العملية '.
يُعتبر الهدر المدرسي والانقطاع المبكر عن الدراسة من التحديات التي فشل المغرب في معالجتها: فقد سُجّل ما يقرب من 300 ألف حالة هدر مدرسي، لا سيما في المناطق القروية والناطقة بالأمازيغية، عام 2023. وهكذا، أصبحت الرغبة في مغادرة المغرب إلى أوروبا 'أفقًا' وهدفًا حياتيًا لآلاف، بل ملايين، الشباب المغاربة. أما أولئك الذين يقررون 'تدبير أمورهم' اجتماعيًا ومهنيًا بالبقاء في المغرب، فيُجبرون على مواجهة المحسوبية والمحسوبية شبه المؤسسية، وهي ظاهرة يُلخّصها المغاربة بكلمتين: 'بّاك صاحبي' ('والدك صديقي').
في المغرب، لا يقتصر دور الملك على كونه يسود ويحكم فحسب. فهو أيضا رجل أعمال ناجح، ويترأس شركة عملاقة تُدعى 'المدى'، تضم عدة مجموعات وشركات تستثمر في قطاعات استراتيجية من الاقتصاد المغربي: البنوك، والاتصالات، والبناء، والمعادن الثمينة، والمتاجر الكبرى، والطاقة الشمسية، وغيرها. وقد ندد المتظاهرون الشباب بشدة بهذا التحالف بين السياسة والمال خلال 'الربيع العربي' عام 2011، كما استنكروا نفوذ ودور الحاشية الملكية المترامي الأطراف.
يجسّد هذه الحاشية عبد اللطيف الحموشي، المدير القوي للشرطة والاستخبارات وزميلان سابقان لمحمد السادس في المدرسة الملكية، فؤاد عالي الهمة (مستشار ملكي) وياسين المنصوري (رئيس المديرية العامة للدراسات والوثائق، DGED، المعادلة للمديرية العامة الفرنسية للأمن الخارجي). تتمتع الحاشية الملكية بنفوذ كبير على قرارات القصر، وقد ازداد نفوذها في السنوات الأخيرة مع استمرار التكهنات حول صحة الملك. بالنسبة لهذا 'السراي'، لطالما كان القرب من مركز السلطة موضوع صراع مستمر.
في عام 2024، غادر مهدي حجاوي، الموظف السابق في جهاز المخابرات العامة (DGED)، المغرب سرًا إلى إسبانيا، ثم سويسرا، قبل أن يختفي في أوروبا. ويُقال إنه كان يمتلك معلومات بالغة الحساسية عن شخصيات نافذة في الدائرة المقربة من الملك. وقبل ذلك بعام، أرسل إليه 'كتابا أبيض حول الاستخبارات والأمن والدفاع الوطني'، اقترح فيها إنشاء 'مديرية الاستراتيجية والتعاون الدولي'، ومن مهامها 'تنسيق وتقييم إنتاج الاستخبارات'.
بمعنى آخر، كان يقترح إنشاء آلية لمراقبة المديرية العامة للوثائق والدراسات. وسرعان ما أصبح العدو اللدود للدائرة المقربة: إذ صدرت مذكرة توقيف دولية بحق العميل السري السابق بتهمة 'الاحتيال'، وذلك لتحديد مكانه وربما تسليمه إلى المغرب. بدوره، اتصل الحجاوي بمحاميين فرنسيين، ويليام بوردون وفينسنت برينغارث، 'أعداء المغرب'، وفقًا للصحافة المقربة من السلطة. كانت مهمتهما إلغاء مذكرة التوقيف ليتمكن موكلهما من السفر بحرية أكبر في أوروبا، وخاصة في فرنسا.
هذه القضية، التي تُشبه فيلم إثارة ذي تداعيات سياسية وأمنية، لا تزال في بدايتها، وتبشر بأحداث زاخرة بالتقلبات والمنعطفات. تتكشف الأحداث في جو من التمركز وصراعات السلطة الشرسة، من أجل الوصول، في يوم النصر، إلى 'المكان المناسب في الوقت المناسب'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وجدة سيتي
منذ 4 ساعات
- وجدة سيتي
لا مناورات للكابرانات أمام ترامب!
على الرغم من كل ما ظل يبديه العاهل المغربي محمد السادس من ليونة ونهج سياسة اليد الممدودة، معلنا في أكثر من مناسبة بصوت واضح عن رغبته الأكيدة في فتح حوار صادق وهادئ مع أشقائه حكام الجزائر في قصر المرادية، بهدف طي صفحة الخلافات والشروع في بناء مستقبل مشترك، يسوده الوئام والاحترام، بعيدا عن أجواء التصعيد والتوتر، لاسيما أن ما يجمع بين الشعبين الشقيقين الجزائري والمغربي أكثر مما يفرق بينهما، خاصة على مستوى العلاقات الإنسانية والتاريخية العريقة، تقاسم الحدود ووحدة اللغة والدين وغيرها كثير… فإن كابرانات العسكر الجزائري يصرون على التمادي في غيهم وعنادهم، مفضلين الاستمرار في استفزاز المغرب ومعاكسته في وحدته الترابية، حيث أنهم لا يتوقفون عن تسخير أبواقهم الإعلامية في ترويج الشائعات والمغالطات، وصرف ميزانيات ضخمة من أموال الشعب الجزائري في دعم ميليشيات البوليساريو الانفصالية، تحت ذريعة الدفاع عن مبدأ « تقرير المصير » بالنسبة للشعب الصحراوي. ولا أدل على ذلك أكثير من تصريح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون نفسه مؤخرا بأن بلاده أنفقت ملايير الدولارات في النزاع القائم حول الصحراء، دون أي يمتلك الشجاعة لتوضيح الأسباب الحقيقية خلف هذا التورط الذي مازال قائما. والأدهى من ذلك أن جذوة العداء لم تفتأ تزداد توهجا في قلوب « الكابرانات » كلما حقق المغرب انتصارا دبلوماسيا جديدا في ملف الصحراء المغربية، خاصة أن المقترح المغربي بخصوص الحكم الذاتي، أصبح يحظى بزخم كبير من الدعم الدولي المتزايد، ولاسيما من قبل الدول الوازنة على غرار الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، إسبانيا، بريطانيا وألمانيا وعديد الدول عبر العالم عربية وإفريقية وأوروبية وأمريكية، بالإضافة إلى فتح الكثير من القنصليات بكل من مدينتي الداخلة والعيون الصحراويتين. فالنظام العسكري الجزائري الحاقد لم يلبث أن أقام الدنيا ولم يقعدها وأثار زوابع من الغضب، على إثر تقارب إسبانيا من المغرب وما ترتب عنه من اعتراف بمغربية الصحراء ودعم مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية في مرحلة أولى، ونفس الشيء بين فرنسا والمغرب في مرحلة ثانية… وفي الوقت الذي يواصل فيه النظام العسكري الفاقد للشرعية دعمه لجبهة البوليساريو الانفصالية والإرهابية، ويرفض بشكل قاطع حضور بلاده الجزائر الموائد المستديرة تحت رعاية الأمم المتحدة، ويصر على التمسك بخيار الاستفتاء في الأقاليم الجنوبية الذي تم إقباره منذ زمن بعيد. واستعداد إسبانيا لرفع السرية عن آلاف الوثائق التاريخية، ومن بينها ملفات ذات حساسية تتعلق بانسحابها من الصحراء المغربية منذ عام 1975 ومسار المفاوضات التي رافقت الحدث في جميع أطواره… فإذا بطائرة كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط والمغرب العربي « مسعد بولوس » تحط في مطار الجزائر الدولي بالعاصمة، وهناك أجرى حديثا مستفيضا مع كل من الرئيس « تبون » ووزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف وأبلغهما تجديد بلاده الولايات المتحدة الأمريكية اعترافها بسيادة المغرب على « الصحراء الغربية »، وإيمانها الشديد بأن المقترح المغربي بخصوص الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، هو الحل الوحيد الجاد والمنطقي والقابل للتطبيق. وزاد قائلا بأن هذا الموقف يأتي في سياق الاستمرارية الاستراتيجية، التي دشنها الرئيس دونالد ج. ترامب في ولايته السابقة، والتي استمرت الإدارة الأمريكية ملتزمة بها بكامل الصراحة والوضوح. وفي هذا الإطار، وفضلا عن أن وزير الخارجية الأمريكي « ماركو روبيو » قام في وقت سابق، وتفاديا لأي لبس أو غموض بالتأكيد على دعم بلاده لخطة الحكم الذاتي، فقد أوضح المستشار « مسعد بولس » أن واشنطن تحث جميع أطراف النزاع في ملف « الصحراء الغربية » بدون استثناء على ضرورة الانخراط الفوري في مفاوضات جدية، على أساس المقترح المغربي، باعتباره الإطار الوحيد الممكن والقابل للتفاوض من أجل الوصول إلى تسوية عادلة ودائمة، معتبرا أن أي مقاربات خارجة عنه، لن تعمل سوى على عرقلة مسار التسوية، والزيادة كذلك في حالة الجمود الحاصل. وهو ما جعله يراهن على أهمية دور الجزائر في دعم جهود السلام، والتزامها بالتوصل إلى حل سلمي طويل الأمد، وضمان استقرار دائم في المنطقة… ففي ذات السياق يشار إلى أن أمر الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء لم يعد منحصرا فقط في مستشار الرئيس الأمريكي « مسعد بولس » ولا في وزير الخارجية « ماركو روبيو »، إذ بعث الرئيس الأمريكي « ترامب » بنفسه برقية تهنئة لملك المغرب محمد السادس بمناسبة الذكرى « 26 » لتربعه على عرش أسلافه الميامين، وجدد من خلالها اعتراف بلاده بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية، ودعمها الكامل لمبادرة الحكم الذاتي، باعتبارها الأساس الوحيد من أجل تسوية عادلة ودائمة للنزاع المفتعل… فهل يا ترى سيستمر « الكابرانات » في مناوراتهم ومؤامراتهم الدنيئة، وترويج الأخبار الزائفة والمغالطات المكشوفة عبر آلتهم الإعلامية الصدئة، والتمادي في صرف أموال الشعب على قضية خاسرة بعد تجديد الولايات المتحدة الأمريكية اعترافها بمغربية الصحراء ودعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية؟ إننا نأمل بكل صدق أن تصحو ضمائر « الكابرانات » والالتفات نحو تلك اليد الممدودة للعاهل المغربي، الذي لم ينفك يدعو إلى فتح حوار جاد ومسؤول، ليس فقط من أجل طي صفحة خلافات الأمس وإيجاد حلول ملائمة للمشاكل المطروحة بين البلدين الجارين الجزائر والمغرب، بل وبناء المستقبل المشترك في أجواء من التعاون والاحترام المتبادل، لما فيه خير الشعبين الشقيقين والمنطقة.


LE12
منذ 7 ساعات
- LE12
إقليم تارودانت.. إطلاق عدد من المشاريع التنموية لتعزيز البنية التحتية والخدمات الأساسية
أشرف عامل إقليم تارودانت، اليوم الثلاثاء، على إعطاء الانطلاقة لعدة مشاريع تنموية بالإقليم، وذلك بمناسبة تخليد الذكرى السادسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين. وتأتي هذه المشاريع، التي أشرف على إطلاقها عامل إقليم تارودانت، مبروك تابت، مرفوقا برؤساء عدد من المجالس الترابية والمصالح الخارجية والمنتخبين والسلطات المحلية وشخصيات مدنية وعسكرية، لتعزيز البنية التحتية، والرياضة، والثقافة، والماء، وتأهيل المآثر التاريخية. ويشمل برنامج المشاريع، على الخصوص، إعادة تأهيل وترميم أسوار مدينة تارودانت، في إطار البرنامج الاستعجالي لإعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة من زلزال الحوز، بكلفة إجمالية تقدر بـ40.23 مليون درهم، بتمويل من وكالة تنمية الأطلس الكبير. كما تم تقديم مشروع تأهيل وترميم الأبواب التاريخية للمدينة، ومنها باب الخميس، باب الزركان، وباب أولاد بنونة، بغلاف مالي يناهز 4.53 مليون درهم، بتمويل من المديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة) سوس ماسة، في إطار البرنامج الاستعجالي لإعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة من زلزال الحوز. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال المدير العام لوكالة تنمية الأطلس الكبير، سعيد الليث، إنه تم إعطاء الانطلاقة لأحد أبرز المشاريع المندرجة ضمن برنامج إعادة إعمار المناطق المتضررة من زلزال الحوز، يتمثل في مشروع تأهيل وترميم سور مدينة تارودانت، الذي يعد معلمة تاريخية وإنسانية بارزة بالنسبة للمغرب عامة، وتارودانت على وجه الخصوص. وأكد أن هذا المشروع سيمنح هذه المعلمة قيمتها الحقيقية، باعتبارها رافعة أساسية للتنمية المحلية. وأشار، أن الكلفة الإجمالية للمشروع تبلغ أزيد من 40 مليون و 225 ألف درهم، موزعة على شطرين؛ الأول يغطي مقطعا بطول 4580 مترا بين باب السلسلة وباب تارغونت، في اتجاه باب أولاد بونونة، والثاني يمتد على مسافة 4054 مترا بين نفس النقطتين في اتجاه باب زركان. وعلى صعيد الجماعة الترابية الكردان، أشرف عامل الإقليم والوفد المرافق له، على إطلاق مشروع بناء مركب سوسيو-رياضي بكلفة مالية تبلغ 34.5 مليون درهم بتمويل من الجماعة، إضافة إلى إنجاز الشطر الثاني من مشروع التطهير السائل بحي بن خي، بكلفة 6 ملايين درهم، بتمويل من جهة سوس ماسة وجماعة الكردان والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب – قطاع الماء. وبالجماعة الترابية سيدي واعزيز، أعطيت انطلاقة أشغال توسيع وتقوية الطريق الجهوية رقم 110 على طول 10 كيلومترات، بغلاف مالي يقدر بـ54.2 مليون درهم، بتمويل مشترك بين وكالة تنمية الأطلس الكبير والمديرية الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك والماء. كما أُعطيت الانطلاقة لمشروع تأهيل الشبكة الطرقية المصنفة، في إطار البرنامج الاستعجالي لإعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة من زلزال الحوز، بغلاف مالي يناهز 767 مليون درهم، بتمويل مشترك بين وكالة تنمية الأطلس الكبير والمديرية الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك والماء. وتشمل المشاريع كذلك برنامج تأهيل المحاور الطرقية المتضررة من فيضانات أكتوبر 2024، بكلفة 104.6 مليون درهم، وبرنامج تزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب برسم سنة 2024، بغلاف مالي قدره 24.3 مليون درهم، إلى جانب برنامج تزويد الجماعات المتضررة من زلزال الحوز بالماء الصالح للشرب، بغلاف مالي يقدر بـ16.4 مليون درهم، بتمويل من المديرية الإقليمية لوزارة التجهيز والنقل بتارودانت. وتأتي هذه المشاريع التنموية تجسيدا للالتزام المتواصل للسلطات الإقليمية، بتنسيق مع مختلف الفاعلين، بتنفيذ البرامج الرامية إلى تعزيز التنمية البشرية، وتوفير البنيات التحتية والخدمات الأساسية، فضلاً عن دعم سبل العيش وتحسين جودة حياة الساكنة، وفك العزلة عن المناطق النائية.


حزب الأصالة والمعاصرة
منذ 8 ساعات
- حزب الأصالة والمعاصرة
طنجة .. افتتاح فعاليات الدورة الـ 16 للمخيم الصيفي السنوي لأطفال القدس في المغرب
افتتحت، اليوم الثلاثاء 12 غشت الجاري بطنجة، فعاليات الدورة الـ 16 للمخيم الصيفي لفائدة أطفال القدس، دورة 'حارة المغاربة'، الذي تنظمه وكالة بيت مال القدس الشريف، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس. وافتتح المخيم، الذي سيستمر إلى غاية 26 من غشت الجاري بمشاركة 50 طفلة وطفلا من القدس الشريف تتراوح أعمارهم ما بين 11 و 14 عاما، بفعالية ' المدرسة الصيفية' التي تنظمها الوكالة، لفائدة أطفال مغاربة وفلسطينيين حول موضوع 'لنجعل الألعاب الإلكترونية وسيلة للتربية والتعليم والترفيه'، وذلك بالمركز الثقافي أحمد بوكماخ بقلب طنجة. ويؤطر فعاليات هذه المدرسة، التي حضر حفل إطلاقها على الخصوص المدير المكلف بتسيير الوكالة، محمد سالم الشرقاوي، وسفير دولة فلسطين بالمغرب، جمال الشوبكي، وعدد من المسؤولين المحليين، خبراء متخصصون في مجالات التربية على وسائل الحماية، والذكاء الاصطناعي، والترفيه المسؤول والمقنن بالألعاب الإلكترونية، وذلك من خلال ورشات تفاعلية وتطبيقات عملية. ويشارك في هذه المدرسة 50 طفلا وطفلة من القدس، و 50 من أقرانهم المغاربة، يتوزعون على ورشات موضوعاتية تهم 'التربية على وسائل الحماية' و 'التعرف على الفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، لتطوير المعارف والمدركات' و 'استكشاف حدود الترفيه المسؤول والمقنن بالألعاب الإلكترونية'. وفي هذا السياق، أبرز السيد سالم الشرقاوي أن الوكالة تساهم باختيارها لهذا الموضوع شعارا لهذه المدرسة في المجهود الوطني الذي تبذله المؤسسات في المغرب وفي فلسطين، وفي كل مناطق العالم، لتوعية الناشئة بالمخاطر الظاهرة والمستترة للألعاب، وواجب توفير الحماية لهذه الفئات التي تحتاج إلى المصاحبة والمواكبة الأسرية والمؤسساتية المستمرة. ويأتي اختيار موضوع الألعاب الالكترونية، يوضح السيد الشرقاوي في كلمة بالمناسبة، في سياق الاستراتيجية الرقمية للوكالة، (2024- 2027) التي ترتكز على حاضنة المشاريع الناشئة' و' ومنصة 'بيت المغرب' للتوثيق وحماية التراث الفلسطيني للقدس، ومنصة 'دلالة' للتجارة الإلكترونية والتضامنية، ومنصة التعليم عن بعد، وعيادة الدعم النفسي، ثم تطبيق (هَيّا) الخاص بالأطفال واليافعين في قيم وفضائل بيت المقدس. وبخصوص الدورة الحالية للمخيم الصيفي لفائدة أطفال القدس، قال إن دورة 'حارة المغاربة'، ستكون دورة للعب والترفيه والاستجمام لأبناء القدس الشريف، بالأساس، ثم دورة للتربية والتثقيف والمعرفة، وعنوانا لتكريس مبادئ المغاربة، وإيمانهم الراسخ بقيم الأسرة والمجتمع، التي تقوم على التواد والتراحم والعيش الواحد، في ظل الاحترام ونبذ التفرقة والعنف والتطرف. من جهته، أبرز سفير دولة فلسطين بالمغرب أن الجهود المبذولة في تنظيم المخيم الصيفي لفائدة أطفال القدس دليل مهم على الاهتمام والرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، الذي يعتبر أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية بالنسبة للمغرب. وأضاف أن تسمية هذه الدورة ب 'حارة المغاربة' دليل، كذلك، على الشراكة الحقيقية بين المغرب وفلسطين، معتبرا أن الشراكة المغربية الفلسطينية والعلاقة والتواصل بين المغرب والقدس الشريف أقوى لأنها تاريخية وجزء من الثوابت المغربية. وبعد أن ذكر بالجهود الحقيقة والميدانية المبذولة من قبل وكالة بيت مال القدس لدعم صمود المقدسيين، أشاد السفير الفلسطيني بالمساعدة الإنسانية والطبية العاجلة التي أعطى جلالة الملك، رئيس لجنة القدس، تعليماته السامية لإرسالها إلى الشعب الفلسطيني وخاصة ساكنة غزة. ويضم برنامج دورة 'حارة المغاربة'، من هذا المخيم الصيفي لفائدة أطفال القدس، المنظم بدعم وشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب- تنظيم مسابقات فنية ورياضية، يتنافس فيها أطفال القدس مع أقرانهم المغاربة، والقيام بزيارات سياحية لمدن الدار البيضاء والرباط وطنجة وتطوان والمضيق وشفشاون، والوقوف على المعالم التاريخية بها، والتعرف على عدد من المشاريع الهامة التي تشهدها المملكة.