logo
خطر السجارة الالكترونية ينتشر في المغرب

خطر السجارة الالكترونية ينتشر في المغرب

برلمان٠٩-٠٥-٢٠٢٥

الخط : A- A+
إستمع للمقال
في سنة 2003، تمكن الصيدلي الصيني هون ليك من تطوير أول سيجارة إلكترونية قابلة للتسويق، مدفوعا برغبته في الإقلاع عن التدخين بعد أن فقد والده بسبب سرطان الرئة، واعتمد ليك في اختراعه على فكرة تبخير سائل بدل حرق التبغ، ما يُعد بديلا يُفترض أنه أقل ضررا، وقد حصل على براءة اختراع لهذا الجهاز في عام 2007، مما مهد الطريق لصناعة جديدة غيّرت سوق التبغ عالميًا.
ورغم أن هون ليك هو من وضع الأساس العملي لهذا الابتكار، فإن الفكرة نفسها ليست جديدة تماما. فقد أشارت منظمة 'كاسا' (CASAA) المدافعة عن بدائل التدخين إلى أن أول محاولة مسجلة تعود إلى الأميركي جوزيف روبنسون، الذي قدّم براءة اختراع سنة 1930 لجهاز شبيه، لكنه لم يُنتج تجاريا ولا يُعرف إن كان قد طوّر نموذجا أوليا له.
تحذيرات من استعمالها
وفي المغرب، بدأت هذه الظاهرة تثير قلق الخبراء، الذين حذروا من الانتشار المتزايد لـ'النفثات' وسط المراهقين والشباب، معتبرين الأمر تهديدا للصحة العامة، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد مستخدمي السجائر الإلكترونية حول العالم سيصل بحلول عام 2024 إلى حوالي 114 مليون شخص، مقارنة بـ82 مليون مستخدم في سنة 2021، حسب تقرير 'حالة الحد من أضرار التبغ العالمية'.
وفي وقت تدعو فيه منظمة الصحة العالمية إلى تنظيم السجائر الإلكترونية بنفس صرامة تنظيم التبغ، بما في ذلك حظر النكهات الجاذبة للشباب، يبقى الوضع القانوني غير موحد على مستوى العالم، فبحلول سنة 2024، كان 54% من البالغين عبر العالم – أي نحو 3.1 مليار شخص – قادرين على اقتناء هذه المنتجات بشكل قانوني، مقابل 36% يعيشون في دول تحظرها كليا، و10% يقيمون في بلدان لا تتوفر على قوانين واضحة بخصوصها.
انتعاس سوق السجائر الإلكترونية
أما من الناحية الاقتصادية، فقد عرف سوق السجائر الإلكترونية نموا لافتا، إذ بلغ حجمه العالمي 24.6 مليار دولار سنة 2024، ومن المرتقب أن يصل إلى 27.2 مليار دولار سنة 2025، بل وقد يتوسع إلى 41.6 مليار دولار في أفق سنة 2033، بمعدل نمو سنوي مركب يُقدر بـ5.4%، حسب أرقام منصة Statista وEMARC.
ويُعزى هذا النمو السريع إلى عوامل متعددة، أبرزها الحملات التسويقية الموجهة لفئة الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي، وانخفاض كلفة السجائر الإلكترونية مقارنة بالتقليدية، بالإضافة إلى الاعتقاد السائد بأنها أقل ضررًا على الصحة، رغم تحذيرات الدراسات العلمية من أضرارها المحتملة.
وفيما يخص المشهد المغربي، فقد بدأت هذه الظاهرة تترسخ، خاصة في أوساط الشباب، دون أن تكون هناك سياسات صارمة لتأطير استعمالها. أما على الصعيد الدولي، فالصين تحتل موقع الصدارة في إنتاج السجائر الإلكترونية، إذ تصنع حوالي 90% من الأجهزة على مستوى العالم، وتُعد مدينة شنتشن عاصمة هذا القطاع، كما أوردت صحيفة 'الغارديان'. وقد بلغت صادرات الصين من هذه الأجهزة سنة 2024 ما يعادل 11 مليار دولار، أكثر من 90% منها موجه للتصدير.
مخاطر التعاطي
ورغم الترويج للسجائر الإلكترونية كبديل أقل ضررا من السجائر التقليدية، إلا أن الدراسات الحديثة كشفت عن مخاطر صحية متعددة مرتبطة باستخدامها، تحتوي هذه الأجهزة على مواد كيميائية مثل النيكوتين والفورمالديهايد، التي قد تُسبب التهابات في الرئة ومشاكل تنفسية خطيرة، إلى جانب تأثيرها السلبي على القلب وارتفاع ضغط الدم، كما تؤثر على نمو الدماغ لدى المراهقين، خاصة في مناطق التركيز واتخاذ القرار، مما يعزز خطر الإدمان، خصوصا مع وجود نكهات جذابة تستهدف فئة الشباب.
من جهة أخرى، أصبحت هذه السجائر تمثل 'بوابة' نحو التدخين التقليدي بل وحتى تعاطي المخدرات، حيث أظهرت دراسات أن كثيرا من المراهقين الذين بدأوا باستخدام 'الڤيب' تحولوا لاحقا إلى تدخين السجائر، ولا تقتصر المخاطر على الجوانب الصحية فقط، بل تشمل أيضا انفجارات محتملة بسبب بطاريات الأجهزة، مما تسبب في حوادث حروق وتشوهات، ورغم انتشارها الواسع، ما زالت التأثيرات طويلة المدى للتدخين الإلكتروني غير معروفة بالكامل، ما يدفع الخبراء إلى دق ناقوس الخطر بخصوص استعمالها العشوائي، خصوصا في أوساط الشباب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اتفقوا أخيراً: العالم يضع خطة موحدة لمواجهة الجوائح المستقبلية
اتفقوا أخيراً: العالم يضع خطة موحدة لمواجهة الجوائح المستقبلية

أخبارنا

timeمنذ 16 ساعات

  • أخبارنا

اتفقوا أخيراً: العالم يضع خطة موحدة لمواجهة الجوائح المستقبلية

تبنّت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية اتفاقاً تاريخياً، اليوم الثلاثاء، يهدف إلى تعزيز الاستعدادات لمواجهة أي جائحة مستقبلية، وذلك في أعقاب الدروس القاسية التي خلفتها جائحة كوفيد-19، والتي أودت بحياة الملايين ما بين 2020 و2022. وأعلن المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أن الاتفاق يمثل "انتصاراً للصحة العامة والعلوم والعمل المتعدد الأطراف"، مضيفاً أن هذه الخطوة ستساعد في "حماية العالم بشكل أفضل من التهديدات المقبلة". وتم التوافق على النسخة النهائية للاتفاق في 16 أبريل الماضي بعد مفاوضات معقدة. ويهدف الاتفاق إلى تحسين التنسيق العالمي في الوقاية والاستجابة للجوائح، عبر إنشاء آلية مبكرة وأكثر فعالية للرصد والتحرك. كما يشدد على ضرورة ضمان العدالة في توزيع اللقاحات والفحوصات، وهو مطلب طالما نادت به الدول الفقيرة خلال كوفيد-19، حين احتكرت الدول الغنية الموارد الحيوية. ويتضمن النص أيضاً تعزيز الترصد متعدد القطاعات، وتطبيق مقاربة "صحة واحدة" التي تدمج بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة. ومن أبرز نقاطه إنشاء آلية دولية لتبادل معلومات مسببات الأمراض وتوزيع المنافع الناتجة عنها بشكل سريع ومنهجي، وهو ما اعتبرته السفيرة الفرنسية للصحة خطوة مهمة نحو الاستجابة السريعة للأوبئة. واعتمد القرار بموافقة 124 دولة دون اعتراض أي عضو، بينما امتنعت بعض الدول مثل روسيا وإسرائيل وإيطاليا عن التصويت. ومن المقرر الانتهاء من التفاصيل التقنية للآلية الجديدة بحلول مايو 2026، وسط تحديات مالية تواجه المنظمة بعد انسحاب الولايات المتحدة من التمويل جزئياً.

منظمة الصحة العالمية تخفض عدد موظفيها وإداراتها بسبب أزمة مالية حادة
منظمة الصحة العالمية تخفض عدد موظفيها وإداراتها بسبب أزمة مالية حادة

كش 24

timeمنذ يوم واحد

  • كش 24

منظمة الصحة العالمية تخفض عدد موظفيها وإداراتها بسبب أزمة مالية حادة

أعلنت منظمة الصحة العالمية عن خطة لخفض عدد موظفيها وتقليص عدد إداراتها من 76 إلى 34، في خطوة تهدف إلى مواجهة أزمة مالية حادة تعصف بالمنظمة. وأوضح مدير عام المنظمة تيدروس أدهانوم جبرييسوس خلال افتتاح الدورة الـ78 للجمعية العامة للصحة، أن إعادة الهيكلة شملت تقليص عدد القيادات التنفيذية من 14 إلى 7، كجزء من جهود ترشيد النفقات وتحسين الكفاءة. وأشار إلى أن المنظمة ستواجه خلال العامين المقبلين عجزا في ميزانية الرواتب يتجاوز 500 مليون دولار، بالرغم من الإجراءات التقشفية التي اتخذتها في السنوات الماضية. وجاءت هذه الأزمة المالية عقب قرار الولايات المتحدة الانسحاب من المنظمة، وسط اتهامات من الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن ضعف كفاءة المنظمة وتأثرها بالاعتبارات السياسية، بالإضافة إلى اعتمادها الكبير على التمويل الأمريكي. وحذر المدير العام من أن توقف التمويل الأمريكي تسبب في توقف تقديم العلاج في ما لا يقل عن 70 دولة، وإغلاق عدد من المراكز الصحية، بالإضافة إلى فقدان العاملين في القطاع الصحي لوظائفهم، وزيادة الأعباء المالية على المرضى الذين يضطرون لدفع تكاليف العلاج من جيوبهم الخاصة.

محاكاة الاستجابة لحالات طوارئ المخاطر بالمستشفى العسكري في الرباط
محاكاة الاستجابة لحالات طوارئ المخاطر بالمستشفى العسكري في الرباط

كش 24

timeمنذ يوم واحد

  • كش 24

محاكاة الاستجابة لحالات طوارئ المخاطر بالمستشفى العسكري في الرباط

نظّم المستشفى العسكري الدراسي محمد الخامس بالرباط، بشراكة مع المركز الوطني للبحث العلمي والتقني،خلال الفترة الممتدة من 13 الى 16 ماي، ملتقى دولياً لمحاكاة الاستجابة لحالات الطوارئ المرتبطة بالمخاطر النووية والإشعاعية والبيولوجية والكيميائية (NRBC)، وذلك في إطار البرنامج الأوروبيeNOVATION، الذي يهدف إلى تقوية قدرات الدول الشريكة في هذا المجال الحيوي. ويُعد هذا الملتقى الدولي سابقة من نوعها، حيث يُنظم لأول مرة خارج الاتحاد الأوروبي، ما يعكس المكانة الريادية التي تحتلها المملكة في التصدي للتحديات الصحية ذات البُعد العابر للحدود. وفي هذا السياق، تم تنظيم محاكاة لحالة مشتبه بإصابتها بجدري القردة (Mpox)، باعتبارها واحدة من الأنشطة المبرمجة ضمن هذا التمرين متعدد المحاور. وجرت فعاليات هذه المحاكاة في مركز علم الفيروسات والأمراض التعفنية والاستوائية، الذي يُعد من أبرز المراكز الوطنية في مجال الرصد الوبائي والبحث العلمي. وعرف هذا الحدث حضوراً وازناً لعدد من الشخصيات البارزة والخبراء، من داخل المغرب وخارجه، في مجالات متعددة كالطب العسكري، والصحة العمومية، والوبائيات. كما شهد هذا التمرين مشاركة 14 دولة من افريقيا وأوروبا. ويأتي هذا التمرين في سياق الجهود المتواصلة لتعزيز الجاهزية الوطنية في مواجهة الأمراض المستجدة والطوارئ الصحية، تماشياً مع توصيات منظمة الصحة العالمية والمراكز الدولية لمراقبة الأمراض، التي توصي بتمارين المحاكاة كآلية فعالة لتقوية قدرات التدخل وتنفيذ اللوائح الصحية الدولية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store