
منظمة المجتمع العلمي العربي تصدر دليل "تخطيط وتنفيذ حملة توعوية صحية"
صدر حديثا الدليل الإرشادي "تخطيط وتنفيذ حملة توعوية صحية" عن منظمة المجتمع العلمي العربي، والذي يقدم توجيهات نظرية وخطوات عملية لبناء حملات صحية ممنهجة، تبدأ بالتخطيط وتنتهي بالتقييم.
والدليل من تأليف الأستاذ الدكتور عبد الرؤوف المناعمة، أستاذ علوم الصحة العامة في جامعة العلوم الإسلامية في غزة، ويقع في 84 صفحة.
والمناعمة هو أستاذ في الجامعة الإسلامية بغزة يحمل درجة الأستاذية في علوم الأحياء الدقيقة، وقد شغل عدة مناصب، منها نائب رئيس الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا، وعميد كلية العلوم الصحية، وعميد الجودة والتطوير، وعميد القبول والتسجيل.
ونشر المناعمة أكثر من 100 بحث علمي، معظمها في مجال مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية والأمراض المعدية. ويقود حملات سنوية للتوعية بمخاطر سوء استخدام المضادات الحيوية، وهو سفير للجمعية الأميركية للميكروبيولوجي في فلسطين، وممثل لمنظمة المجتمع العلمي العربي، وممثل لمشروع الميكروبات الإلكتروني (e-Bug) وعضو هيئة تحرير المجلة العربية الدولية للمضادات الحيوية.
وكتب المؤلف في المقدمة أن الحملات التوعوية الصحية تهدف إلى نشر الوعي حول القضايا الصحية وتعزيز السلوكيات الإيجابية. كما يتطلب تخطيط وتنفيذ حملة ناجحة اتباع خطوات مدروسة لضمان إيصال الرسالة إلى الفئات المستهدفة بفعالية.
ومن أمثلة الحملات الناجحة: حملات مكافحة التدخين والتوعية بأضراره، حملات التطعيم ضد الأمراض المعدية مثل شلل الأطفال، وحملات التوعية بالنظافة الشخصية للحد من انتشار الأمراض. وقد تستهدف الحملة فئة محددة من المجتمع (مثل: السيدات الحوامل، ذوي الإعاقة، المدخنين..) أو أكثر من فئة، أو كل فئات المجتمع، وذلك بحسب موضوع الحملة وأهدافها.
ويجب أن تتميز حملات التوعية بالمرونة، لتتمكن من التكيف مع أي متغيرات قد تستلزم تغييرا في النهج أو طبيعة الرسائل. وهناك حملات توعوية مستمرة تغطي مواضيع محددة، وأخرى طارئة تنفذ استجابة لمستجدات قد تؤثر على صحة السكان (مثل: فيروس كورونا المستجد). ويمكن لجهات مختلفة أن تقوم بحملات التوعية، مثل: الجهات الحكومية، ومنظمات وجمعيات المجتمع المدني، والمنظمات الدولية، والأفراد، والمؤسسات.
وقال المناعمة إن الهدف العام من الدليل هو توفير إطار عمل منهجي لتخطيط وتنفيذ حملة توعوية صحية فعالة، لزيادة الوعي حول قضية صحية محددة. وذلك لتوفير الوقت والجهد، ولضمان تخطيط متقن وتنفيذ سلس لحملات التوعية الصحية.
ووفقا للدليل، فتشمل أهداف حملات التوعية الصحية زيادة الوعي والمعرفة حول قضية أو قضايا صحية محددة لدى الجمهور المستهدف، وتعزيز السلوكيات الصحية الإيجابية وتقليل الممارسات الضارة بالصحة، وتحسين المؤشرات الصحية على المستوى الفردي والمجتمعي، وتعزيز المشاركة المجتمعية في القضايا الصحية وتشجيع العمل التطوعي، وتوفير المعلومات الدقيقة المبسطة والموثوقة لمكافحة الشائعات الصحية.
وشمل الدليل عدة فصول عالجت التثقيف الصحي من حيث المفهوم، والأهمية، والأدوات، والتطبيقات المعاصرة. كما تناول الكتاب العمل التطوعي وأهميته، وخطوات تنفيذ حملة توعوية صحية، وعناصر الاستدامة والتطوير في حملات التوعية الصحية، وكيفية تحديد الفئة المستهدفة في حملات التوعية الصحية، وكيفية صياغة أهداف ذكية، وإنشاء صفحة إنترنت للحملة، وتوظيف شبكات التواصل الاجتماعي في حملات التوعية الصحية.
ويهدف الدليل إلى ترسيخ مفاهيم العمل التطوعي، وتوضيح أهمية التثقيف الصحي، وتسهيل عملية التخطيط والتنفيذ لحملات التوعية، وتوفير مرجع يمكن اللجوء إليه عند مواجهة إشكاليات في الحملة.
الأمراض المعدية زمن الحروب والكوارث
وفي مارس/آذار الماضي، صدر عن منظمة المجتمع العلمي العربي كتاب "الأمراض المعدية زمن الحروب والكوارث"، الذي أعده ثلة من الأساتذة والباحثين من قسم العلوم المخبرية في كلية العلوم الصحية، في الجامعة الإسلامية بغزة، تحت إشراف الدكتور المناعمة. ويقع الكتاب في 270 صفحة.
وقال الدكتور محمود العمر -الذي راجع وقدم الكتاب- إن أهل غزة لا يزالون يضربون لنا الأمثلة العظيمة في التضحية والعطاء، فرغم الحرب المدمرة، والإبادة الجماعية التي تمارس على غزة، فإن أبناءها يصرون على العطاء، فهذه ثلة من أبناء غزة يعدون هذا الكتاب ليكون منارة علمية تقدم العلم والتثقيف الصحي للعالم العربي من خلال تجربتهم الخاصة في زمن الحروب والكوارث.
واحتوى كتاب "الأمراض المعدية زمن الحروب والكوارث"، على 11 فصلا غطت أهم الأمراض المعدية المنتشرة في العالم، وخصوصا في زمن الكوارث والحروب، والأمراض المنقولة عبر الماء والغذاء، وكيفية انتقال العدوى، والتثقيف الصحي، والنظافة الشخصية في زمن الحروب والكوارث، وأهمية التطعيم في الوقاية من الأمراض المعدية، والمطهرات ووسائل التعقيم والمضادات الحيوية، والتحديات التي تواجه الرعاية الصحية في الحروب والكوارث، والصعوبات والتحديات التي تواجهها مراكز الإيواء في الوقاية من الأمراض المعدية، ودور المجتمع في الوقاية من الأمراض المعدية.
وحاورت الجزيرة صحة الدكتورة موزة بنت محمد الربان، رئيسة منظمة المجتمع العلمي العربي، حول هذين الإصدارين، وفيما يلي نص الحوار:
إعلان
إن نشر هذا الدليل في الوقت الراهن هو استجابة علمية وواقعية لحالة من الفراغ العملي الذي تعانيه مجتمعاتنا العربية في التعامل مع التوعية الصحية بشكل مهني ومنهجي. نحن نعيش في عالم عربي تزداد فيه الضغوط على الأنظمة الصحية، وتتشابك فيه الأزمات، ويُلقى بثقل الوقاية والتثقيف الصحي على كاهل أفراد ومبادرات محلية، تفتقر غالبا للدعم العلمي والتوجيهي.
أن يأتي هذا الدليل من باحث يعيش في غزة، حيث الكارثة روتين يومي وليست استثناء، فهذا يُضفي على العمل قيمة إضافية. هو ليس دليلا نظريا فحسب، بل خلاصة تجربة ميدانية عملية أُنجزت في ظروف قصوى، وهو ما يعطيه مصداقية ووزنا خاصا. وقد رصدنا كجهة ناشرة كيف أن الدكتور عبد الرؤوف المناعمة، رغم ما يحيط به من واقع خانق، اختار أن يحوّل تجاربه إلى علم نافع وأداة إنقاذ للآخرين.
يمنح هذا الدليل القارئ العربي ما يندر وجوده: خطة عمل تطبيقية بلغة عربية واضحة لتصميم وتنفيذ حملة توعوية صحية فعّالة. فلا يكتفي بالشرح النظري، بل يقدّم أدوات ونماذج جاهزة، ويأخذ القارئ في رحلة منظمة من لحظة تحديد الفئة المستهدفة والرسالة، وصولا إلى قياس الأثر والاستدامة.
الأهم، أن الدليل مكتوب بروح عربية، ويخاطب واقعنا، ويعتمد على خبرات ميدانية من بيئتنا، لا من مختبرات بعيدة. فهو يدمج بين المنهج العلمي والمرونة الاجتماعية، مما يجعله مفيدا للعاملين في المؤسسات الرسمية، والمبادرات الأهلية، وحتى للناشطين المستقلين.
عندما تُبنى حملات التوعية على أسس مدروسة، فإنها تتحول من شعارات عابرة إلى أدوات تغيير فعلي في السلوك الصحي للأفراد والمجتمعات. وهذا ينعكس على الوقاية من الأمراض، وتخفيف الضغط على الأنظمة الصحية، وتقوية مناعة المجتمع، ليس فقط من الناحية البيولوجية، بل من حيث القدرة على الاستجابة الجماعية للظروف الطارئة.
الدليل يساعد على تفعيل الجمهور كجزء من الحل، من خلال إدماجه في الفهم، والنقاش، والمشاركة، بدلا من أن يبقى متلقيا سلبيا للرسائل. هذا هو التحول الذي نحتاجه في منطقتنا: من الوعي المنقول إلى الوعي التشاركي.
الرسالة واضحة ومباشرة: الصحة لا تنتظر نهاية الكارثة، بل يجب أن تُؤخذ في الحسبان من لحظتها الأولى.
يُظهر هذا الكتاب كيف أن الأوبئة تتسلل سريعا إلى المجتمعات المنكوبة، مستفيدة من ضعف البنية التحتية، وسوء التغذية، والازدحام، وانعدام النظافة، وانشغال المعنيين بإعادة الإعمار وغياب التخطيط الصحي الوقائي.
الكتاب لا يكتفي بتشخيص الواقع، بل يطرح حلولا، وخططا، ونماذج استجابة، ويعتمد على تجربة واقعية من غزة، حيث عمل الباحثون تحت ضغط الحرب والكهرباء والدواء، وخرجوا بدرس كبير: أن الوقاية ممكنة حتى في أصعب الظروف، إذا وُجد الوعي، والالتزام، والعمل العلمي المنظّم.
وختمت الدكتورة الربان بالقول إننا "في منظمة المجتمع العلمي العربي لا نرى في هذه الكتب مجرد إصدارات علمية، بل نعتبرها شهادة حية على أن صوت العلم يمكن أن ينبثق حتى من بين الأنقاض. لقد آثر المؤلف، وفريقه، ألا يحتفظوا بتجربتهم لأنفسهم، بل قدّموها كعلم مفتوح، مجاني، متاح للجميع، لأنهم يؤمنون بأن العلم رسالة ومسؤولية".
وأضافت "نشرنا هذين الكتابين، لأننا نؤمن بالدور الحيوي للمجتمع العلمي في أوقات الطوارئ، ونؤمن أن التوعية والوقاية ليست ترفا، بل خط الدفاع الأول عن حياة الناس.
هذه الكتب دعوة مفتوحة لكل مؤسسة، ولكل مبادرة، ولكل فرد: أن نأخذ مسؤوليتنا في تعزيز الوعي، ومشاركة المعرفة، وتقديم العلم الذي يُحسن حياة الناس، مهما كانت الظروف".
وتحمل الدكتورة موزة بنت محمد الربان درجة الدكتوراه في الفيزياء الذرية والليزر وفيزياء البلازما، وهي رئيسة منظمة المجتمع العلمي العربي، والعضو المؤسس لها، ورئيسة تحرير "المجلة العربية للبحث العلمي" اجسر (Ajsr) سابقا، والمؤسِسة لها، وأستاذة محاضرة ورئيسة قسم الفيزياء في جامعة قطر، سابقا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
محللون يوضحون للجزيرة نت أبعاد زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى بيروت
بيروت- في زيارة رسمية تحمل دلالات سياسية واضحة على نية طهران تعزيز حضورها الدبلوماسي وفتح قنوات تواصل مع مكوّنات الدولة اللبنانية، وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت قادما من القاهرة ، في إطار جولة إقليمية تشمل إجراء محادثات مع كبار المسؤولين. وفي تصريح أدلى به فور وصوله، صباح اليوم الثلاثاء، أكد عراقجي أن بلاده "تحترم سيادة لبنان ووحدة أراضيه ولن تتدخل في شؤونه الداخلية"، مشددا على أن "العلاقات بين إيران ولبنان تاريخية ومتجذرة، ونأمل أن نفتح صفحة جديدة مبنية على الاحترام المتبادل والتعاون البنّاء". ولفت إلى أن زيارته للبنان تأتي عقب محطة القاهرة، مؤكدا أن الجولة الإقليمية تهدف إلى تبادل وجهات النظر مع قادة المنطقة "في ظل تحديات دقيقة تواجهها دولنا"، وأضاف "نحن عازمون على تطوير علاقتنا مع لبنان على أسس ثابتة من الاحترام وعدم التدخل". وفي مستهل زيارته الرسمية، توجّه عراقجي إلى القصر الجمهوري، حيث التقى رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ، الذي شدد على "حرص لبنان على إقامة علاقات من دولة إلى دولة مع إيران"، مضيفا أن "الحوار الداخلي يشكل المدخل الطبيعي لمعالجة القضايا الخلافية، كما أن الحوار بين الدول يجب أن يُبنى على مبدأ نبذ العنف". وأكد عون أن "إعادة إعمار ما دمّرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة هي أولوية وطنية، يجري العمل عليها بالتعاون مع الحكومة والدول الصديقة، وضمن الأطر القانونية". من جانبه، جدد عراقجي تأكيد بلاده "دعم استقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه"، موضحا أن موقف إيران ثابت في دعم الحوار الوطني بين مختلف الطوائف والمكونات السياسية اللبنانية، وأضاف أن "دعم طهران للبنان يندرج ضمن علاقات قائمة على الاحترام، ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية". ويتضمن جدول الزيارة لقاءات مع كل من رئيس الحكومة نواف سلام ، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ، ووزير الخارجية يوسف رجي، في إطار سعي عراقجي لتوسيع التشاور مع المسؤولين اللبنانيين، ومن المقرر أن يوقّع وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته كتابه الذي يوثّق مسيرته التفاوضية في الملف النووي الإيراني. ورأى محللون -تحدثوا للجزيرة نت- أن الزيارة مرتبطة بشكل مباشر بتوقيع الكتاب، معتبرين أن الأبعاد السياسية ليست سوى تفصيل هامشي، خاصة أن الزيارة لم تكن منسّقة مسبقا. بينما اعتبر آخرون أن للزيارة دلالات سياسية واضحة، كونها الأولى لعراقجي منذ تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، وتأتي في توقيت حساس يشهد تصاعدا في النقاش الداخلي حول مستقبل سلاح حزب الله. ويرى الكاتب والباحث السياسي هادي قبيسي -في حديثه للجزيرة نت- أن إيران ساهمت في تحرير لبنان من الاحتلال الصهيوني، وكان لها دور بارز في المجالات الاقتصادية والسياسية على مدى العقود الأربعة الماضية. غير أن السياسات الأميركية التقليدية، التي حالت دون توسيع الشراكة بين البلدين -حسب قبيسي- كانت سببا رئيسيا في حرمان لبنان من استثمارات إستراتيجية في مجالي الطاقة والمياه، أبدت إيران استعدادها لتنفيذها، وأن مسألة تسليح الجيش اللبناني تبقى من أعقد الملفات التي سعت أميركا باستمرار إلى عرقلتها. وتكمن أهمية الزيارة -يقول قبيسي- "في توقيتها، إذ تحاول أميركا تخريب العلاقات بين البلدين، عبر منع الطائرات المدنية الإيرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي، كما تتزامن مع المفاوضات الجارية حول الملف النووي الإيراني". وتأتي الزيارة كذلك في ظل "توحّش" الكيان الصهيوني في غزة وتمدد اعتداءاته في سوريا ، "والأهم من ذلك، المشروع الأميركي الإسرائيلي في لبنان، الهادف إلى حرمانه من القدرات العسكرية ومن السلاح". ويضيف قبيسي، أن الزيارة، في هذا التوقيت بالذات، تمثّل مؤشرا على رغبة البلدين في استعادة العلاقات الطبيعية، وتمهّد الطريق أمام لبنان لاستعادة توازنه وتنويع علاقاته الخارجية. علاقة دولة بدولة وفي المقابل، يرى الصحافي يوسف دياب أن العلاقة اللبنانية الإيرانية اليوم تُشكّل مصلحة لإيران أكثر منها للبنان، إذ تسعى طهران في هذه المرحلة للحفاظ على علاقاتها مع عدد من الدول العربية، بينها لبنان. لكن إيران -يلفت دياب- لا تنظر إلى علاقتها بالدولة اللبنانية بقدر ما تسعى إلى ترسيخ صلتها بحزب الله، الذي تعتبره جناحا عسكريا تابعا لها وجزءا من الحرس الثوري الإيراني، مما يجعل تعاطيها مع لبنان قائما على هذا الأساس. ويعتقد أن زيارة عراقجي إلى بيروت تأتي في سياق تثبيت النفوذ الإيراني في لبنان، والتأكيد أن طهران ما زالت لاعبا أساسيا على الساحة اللبنانية، رغم تراجع موقعها في الحرب، والخسائر التي مني بها حزب الله، وسقوط النظام السوري، وانكفاء محور الممانعة بشكل عام، "تحاول إيران القول إنها لا تزال موجودة، وقوية، وفاعلة عبر حزب الله"، يقول دياب. ويضيف "أن لبنان من مصلحته الحفاظ على علاقات جيدة مع إيران، كما مع سائر دول المنطقة، لكن بشرط أن تكون هذه العلاقات بين دولتين، لا بين دولة وحزب أو طرف سياسي داخلي"، ويشدد على أن "هذه النقطة يجب أن تكون واضحة". إعلان ويستذكر دياب ما قاله الرئيس عون، خلال استقباله وفدا إيرانيا في مناسبة ذكرى تشييع الأمين العام لحزب الله، حين خاطبهم قائلا: "لقد شبعنا من حروب الآخرين على أرضنا"، في إشارة إلى أن الحرب الأخيرة كانت في جوهرها مواجهة إيرانية إسرائيلية دارت على الأراضي اللبنانية. "زيارة مجاملة" أما الصحفي المتخصص في الشؤون العربية والإقليمية أمين قمورية، فاعتبر -في حديثه للجزيرة نت- أن "الهدف الرئيس من زيارة عراقجي إلى بيروت هو تنظيم حفل توقيع كتابه الذي يوثّق مسيرته التفاوضية في الملف النووي الإيراني"، وأن لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين تندرج في "إطار المجاملة"، بينما يبقى الحدث الأساس هو توقيع الكتاب.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
النرويج تطالب بإنهاء حصار غزة وتنديد أممي بهجمات إسرائيل على مراكز المساعدات
دعا وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي، اليوم الثلاثاء، إلى إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة والسماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية، في حين وصفت الأمم المتحدة الهجمات الإسرائيلية على مراكز المساعدات بأنها جريمة حرب. وقال إيدي في تصريحات صحفية، إن "الكارثة في غزة شاملة والمدنيون يتعرضون لانتهاكات متكررة وخطيرة"، مؤكدا أن اليأس والقلق يتفاقمان باستمرار الحصار. وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض حصار شامل على قطاع غزة منذ 2 مارس/آذار الماضي، مما أدى إلى تفشي المجاعة بين سكان القطاع ووصولها مستويات خطيرة. وفي السياق ذاته، أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن الهجمات الإسرائيلية القاتلة على المدنيين الذين يحتشدون حول مراكز توزيع المساعدات في غزة "غير مقبولة وتشكل جريمة حرب". وأضاف المفوض الأممي أنه "لا ينبغي أن يخاطر الناس بحياتهم للحصول على الطعام… لا يمكننا أن نكون جزءا من خطة تُعرّض الناس للخطر". وقال تورك في بيان إن "الهجمات الموجهة ضد مدنيين تشكل خرقا جسيما للقانون الدولي"، مطالبا بفتح تحقيق فوري ونزيه ومحاسبة المسؤولين. وأُبلغت الأمم المتحدة بمقتل وإصابة عشرات الأشخاص لليوم الثالث على التوالي خلال محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية. وقد سقط 27 شهيدا الثلاثاء بنيران إسرائيلية في رفح، بحسب الدفاع المدني في غزة. مجزرة عند مركز المساعدات وأعلن الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، عن استشهاد 27 شخصا وإصابة أكثر من 90 بجروح نتيجة إطلاق النار قرب دوار العلم في رفح، بينما كان آلاف المواطنين يحتشدون للحصول على مساعدات غذائية من المركز الذي تديره "مؤسسة غزة الإنسانية" المتعاقدة مع الجيش الإسرائيلي وشركة أمن أميركية خاصة. إعلان وقال بصل إن "الاحتلال أطلق النار من الدبابات والطائرات المسيّرة على المواطنين الذين تجمعوا منذ فجر اليوم"، مؤكدا صعوبة إجلاء الضحايا بسبب استمرار إطلاق النار. وأكد شهود عيان تعرضهم لإطلاق نار مباشر من قوات الاحتلال أثناء اقترابهم من المركز. وأفاد المواطن محمد الشاعر بأن "الهجوم بدأ بإطلاق نار في الهواء ثم تحول إلى إطلاق مباشر، شاركت فيه طائرات مروحية وطائرات مسيّرة من نوع كواد كابتر". من جهتها، بررت السلطات الإسرائيلية إطلاق النار بأنها رصدت عددا من "المشتبه بهم" اقتربوا من القوات وتجاوزوا الطرقات المحددة لهم، فأطلقت النار لإبعادهم. وأضاف الجيش أنه يتحقق من تقارير تفيد بسقوط ضحايا. وكانت حادثة مماثلة قد وقعت الأحد الماضي، عندما استشهد31 فلسطينيا وأصيب 176 أثناء انتظارهم المساعدات قرب المركز نفسه، واكتفى الجيش بالقول حينها إنه أطلق "طلقات تحذيرية". مؤسسة مثيرة للجدل ومنذ أكثر من 20 شهرا، تتهم منظمات حقوقية ومؤسسات قانونية دولية إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد سكان غزة، حيث استخدمت القوة المفرطة بشكل ممنهج ضد المدنيين ودمرت البنية التحتية الحيوية للقطاع. وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة، صعّدت إسرائيل من أدوات الحرب بفرض تجويع ممنهج، إذ منعت جميع المؤسسات الدولية، بما فيها وكالات الأمم المتحدة، من إدخال المساعدات الغذائية والطبية، مما فاقم خطر المجاعة الجماعية الذي يهدد حياة كل سكان القطاع. وتحت ضغط دولي متزايد ومطالبات أممية وعربية، أعلنت تل أبيب مطلع مارس/آذار الماضي عن توظيف ما تسمى " مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة من الولايات المتحدة وتتعاون مع الجيش الإسرائيلي، لإدخال المساعدات. لكن المؤسسة تعمل خارج الأطر الإنسانية المعترف بها، وترتبط بشركة أمن أميركية خاصة سبق أن عملت في العراق وأفغانستان. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مطلعة، أن شركة الأمن الأميركية واجهت صعوبات في التنسيق مع الجيش الإسرائيلي في إدارة عمليات إدخال وتوزيع المساعدات. وأضافت أن الشركة "حاولت تطبيق دروس من العراق وأفغانستان لا تنطبق بالضرورة على غزة"، وهو ما أدى إلى فوضى في العمليات الميدانية وانعدام السيطرة على الحشود وغياب آليات الحماية. ورفضت الأمم المتحدة التعاون مع المؤسسة، مؤكدة أنها لا تحترم المبادئ الإنسانية الأساسية، وأن أهدافها مرتبطة بخطط عسكرية إسرائيلية في غزة. ومنذ بدء عمليات التوزيع، تحولت طوابير المساعدات إلى مصائد موت، حيث استشهد عشرات المدنيين وأُصيب المئات خلال محاولاتهم الوصول إلى مراكز التوزيع قرب دوار العلم في رفح.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
اقتحامات واعتقالات بأنحاء الضفة وعشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى
اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين -اليوم الثلاثاء- باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة "باب المغاربة"، وتجولوا تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي. ودعت جماعات ومنظمات الهيكل المتطرفة بشكل علني، إلى تصعيد اقتحامات المسجد الأقصى وإقامة الطقوس، حيث تتواصل هذه الاقتحامات بشكل يومي، وتزداد وتيرتها خلال الأعياد والمناسبات اليهودية. يتزامن ذلك مع اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في الضفة الغربية ، وشنها حملات دهم واعتقالات شملت عددا من الفلسطينيين بينهم أسرى محررون. كما ذكرت مصادر للجزيرة بأن مستوطنين أنشؤوا بؤرة استيطانية قرب قرية سوسيا بمسافر يطا جنوب الخليل في الضفة الغربية. وأفادت المصادر بارتفاع اعتداءات المستوطنين في الآونة الأخيرة على منازل وأراضي الفلسطينيين ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم للاستيلاء عليها وبناء مستوطنات جديدة. واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيا من مخيم الأمعري في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية. وأفادت مصادر محلية بأن آليات الاحتلال حاصرت المخيم، ودهمت حي المدارس، واعتقلت شابا من داخل منزله بعد تفتيش المنزل والعبث بمحتوياته. واقتحمت قوات الاحتلال بلدة إذنا غربي الخليل ودهمت منطقة واد البير، واقتحمت منازل وفتشتها واعتقلت 3 فلسطينيين. واعتلى قناصة أسطح المنازل ونصبوا الحواجز وفتشوا مركبات الفلسطينيين. كما اقتحم جيش الاحتلال قرية الطبقة جنوب بلدة دورا جنوبي الخليل بالضفة الغربية ووزع منشورات تحذيرية على سكانها. واعتقلت القوات الإسرائيلية الليلة الماضية 20 فلسطينيا في عمليات دهم طالت محافظات عدة في الضفة الغربية. وقال جيش الاحتلال إن وحدات النخبة نفذت حملة دهم شملت منطقة رام الله، حيث تم اعتقال 4 فلسطينيين بتهمة الاتجار بالسلاح ومصادرة أسلحة رشاشة محلية الصنع من طراز كارلو. كما اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيا خلال اقتحامها بلدة بيت فوريك شرق مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية. وقالت مصادر للجزيرة إن قوات الاحتلال انتشرت في شوارع البلدة ودهمت منازل عدة وعبثت بمحتوياتها. اعتداءات المستوطنين يشار إلى أنه بالتوازي مع حرب الإبادة في قطاع غزة ، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 967 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية. وترتكب إسرائيل بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت نحو 173 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.