7 مليارات دولار.. أوكرانيا تعلن كلفة الأضرار الروسية في عملية "العنكبوت"
أعلن جهاز الأمن الأوكراني (أس بي يو)، اليوم الأحد، أن الهجوم بالمسيّرات الذي نفّذه ألحق أضرارا بالطيران العسكري الروسي تقدّر كلفتها بسبعة مليارات دولار، وطال ما نسبته 34 بالمئة من القاذفات الروسية الاستراتيجية التي تحمل صواريخ كروز.
وكتب الجهاز عبر تليغرام "7 مليارات دولار: هذه هي الكلفة المقدّرة (لخسائر) الطيران الاستراتيجي لروسيا الذي ضُرب اليوم في العملية الخاصة لأس بي يو"، والتي حملت اسم "شبكة العنكبوت".
117 مسيرة
بدوره، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد، أن 117 مسيرة استخدمت في الهجوم المنسق على الطيران الحربي الروسية والذي حمل اسم "شبكة العنكبوت".
كما وصف نتائج الهجوم المنسّق بطائرات مسيّرة الذي نفذته قواته على مطارات عسكرية روسية بـ"الرائع"، مؤكدا أنها العملية "الأبعد مدى" لبلاده داخل روسيا.
وقال زيلينسكي "هذه هي عمليتنا الأبعد مدى حتى الآن"، وأكد أيضا أن العناصر الذين شاركوا في الهجوم "تم إخراجهم من الأراضي الروسية في الوقت المناسب".
مسيرات مخفية
وتمكنت أجهزة مخابرات أوكرانية من مهاجمة قاذفات قنابل استراتيجية روسية في قواعد جوية اليوم الأحد عن طريق إخفاء طائرات مسيرة محملة بمتفجرات داخل أسطح أعشاش خشبية، وفقا لمسؤول أمني أوكراني.
وتم تحميل تلك الأعشاش الخشبية على شاحنات تم نقلها إلى محيط القواعد الجوية. وقال المسؤول إن ألواح سقفها رفعت عبر آلية عن بعد، مما سمح للطائرات المسيرة بالتحليق وبدء الهجوم.
4 قواعد جوية.. و41 طائرة حربية روسية أصيبت
وقال المسؤول الأمني، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن الضربات نفذت اليوم الأحد على أربع قواعد جوية، وإن إجمالي 41 طائرة حربية روسية أُصيبت، وفق ما نقلته "رويترز".
كما قال المسؤول الأمني الأوكراني إن العملية التي حملت اسم (سبايدرز ويب) أو "شبكة العنكبوت" أشرف عليها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بنفسه مع رئيس جهاز المخابرات.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور نشرت على وسائل تواصل اجتماعي روسية قاذفات قنابل استراتيجية تشتعل فيها النيران في قاعدة بيلايا الجوية في منطقة إيركوتسك بسيبيريا.
من جانبه، قال إيجور كوبزيف، حاكم منطقة إيركوتسك، اليوم الأحد، إن طائرات مسيرة هاجمت وحدة عسكرية روسية قرب قرية سريدني القريبة من قاعدة بيلايا الجوية، رغم أنه لم يحدد هدف الهجوم. وأضاف أن الطائرات المسيرة انطلقت من شاحنة.
وهجوم منطقة إيركوتسك وهو أول هجوم من نوعه حتى الآن ينفذ في منطقة تبعد كل تلك المسافة عن خطوط المواجهة، إذ تقع على بعد أكثر من 4300 كيلومتر.
ويتجاوز ذلك مدى الطائرات المسيرة الهجومية بعيدة المدى أو الصواريخ الباليستية التي تملكها أوكرانيا في ترسانتها، لذا تطلب الأمر مخططا خاصا لتقريب الطائرات المسيرة بما يكفي من الهدف.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 31 دقائق
- صحيفة سبق
"دمّر ثلثها".. كيف وجّه هجوم أوكرانيا على قاذفات روسيا ضربة لترسانتها الاستراتيجية؟
في تطور مفاجئ وغير مسبوق، نفذت أوكرانيا الأحد الماضي، هجومًا واسع النطاق ومنسقًا بطائرات مسيرة، استهدف قواعد جوية روسية حيوية، أبعدها يقع في عمق سيبيريا، وهذا الهجوم، الذي وصف بأنه الأكثر تطورًا من نوعه، ألحق أضرارًا جسيمة بأسطول القاذفات الاستراتيجية الروسية القادرة على حمل أسلحة نووية، ليُشكل بذلك ضربة موجعة للترسانة العسكرية للكرملين، بينما أعلنت كييف عن تدمير أو إلحاق أضرار بأكثر من 40 قاذفة، أي حوالي ثلث أسطول القاذفات الاستراتيجية الروسية، قللت موسكو من حجم الخسائر، مؤكدة إصابة عدد قليل من الطائرات فقط، ورغم التباين في الأرقام، أظهرت مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي إصابة قاذفتين على الأقل، مما يؤكد فعالية الهجوم. وأثبت هذا الهجوم قدرة أوكرانيا المتزايدة على الوصول إلى أهداف ذات قيمة عالية في أي مكان داخل روسيا، وهذا الأمر، الذي يشبهه بعض المدونين العسكريين الروس بهجوم اليابان على بيرل هاربر عام 1941، يمثل إهانة قاسية للكرملين ويُلحق خسائر فادحة بآلته الحربية، في المقابل، يرفض آخرون هذا التشبيه، معتبرين أن الضرر الفعلي كان أقل بكثير مما تدعيه كييف، وفقًا لـ"أسوشيتد برس". ولطالما شكلت القاذفات بعيدة المدى جزءًا لا يتجزأ من الثالوث النووي السوفيتي والروسي لعقود، إلى جانب الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والغواصات النووية، وقد اعتادت هذه القاذفات على التحليق في دوريات منتظمة حول العالم لاستعراض القوة النووية لموسكو. خلال الحرب الدائرة في أوكرانيا، التي دخلت عامها الثالث، استخدمت روسيا هذه الطائرات الثقيلة لشن موجات من ضربات الصواريخ الجوالة عبر الأراضي الأوكرانية. التأثير الاستراتيجي ويؤكد دوغلاس باري، من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن روسيا فقدت جزءًا كبيرًا من أسطول قاذفاتها الثقيلة في هذا الهجوم "مع عدم وجود قدرة فورية على استبدالها"، ويشير إلى أن خطة موسكو المعلنة لتطوير الجيل القادم من القاذفات الاستراتيجية لا تزال في مراحلها الأولية، ويقول باري: "من المفارقات أن هذا قد يعطي زخمًا لذلك البرنامج، لأنه إذا أردت الحفاظ على حجم أسطول قاذفاتك، فسيتعين عليك فعل شيء في مرحلة ما"، أما طائرة A-50، التي قال مسؤولون أوكرانيون أيضًا إنها أصيبت في الضربات، فهي طائرة إنذار مبكر وتحكم مماثلة لطائرات AWACS الأمريكية المستخدمة لتنسيق الهجمات الجوية، وعدد قليل جدًا من هذه الطائرات في الخدمة مع الجيش الروسي، وأي خسارة تُلحق بها ضررًا كبيرًا بالقدرة العسكرية الروسية. ودفعت الضربات الأوكرانية المتكررة على قاعدة إنجلز الجوية، وهي القاعدة الرئيسية للقاذفات الاستراتيجية الروسية القادرة على حمل الأسلحة النووية بالقرب من مدينة ساراتوف على نهر الفولغا، موسكو إلى إعادة تموضع القاذفات في قواعد أخرى أبعد عن منطقة الصراع، وإحدى هذه القواعد هي أولينيا في شبه جزيرة كولا القطبية، حيث نفذت طائرات تو-95 العديد من المهام لإطلاق صواريخ كروز على أوكرانيا، ويبدو أن عدة قاذفات في أولينيا قد أصيبت بطائرات أوكرانية مسيرة يوم الأحد، وفقًا للمحللين الذين درسوا صور الأقمار الصناعية قبل وبعد الضربة. وأثارت ضربات الطائرات المسيرة موجة من الانتقادات من قبل المدونين العسكريين الروس، الذين انتقدوا وزارة الدفاع لفشلها في التعلم من الضربات السابقة وحماية القاذفات، ويُعد بناء ملاجئ أو حظائر لمثل هذه الطائرات الكبيرة مهمة شاقة، وقد حاول الجيش الروسي بعض الحلول المؤقتة التي وُصفت بأنها مجرد "واجهة"، فهل ستكون هذه الضربات دافعًا لروسيا لإعادة تقييم استراتيجياتها الدفاعية وأمنها الجوي، أم ستُكتفى بالحلول المؤقتة؟


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
هل صارت أوكرانيا على شفا هزيمة عسكرية وحرب أهلية؟!
أقدم الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي مطلع يونيو (حزيران) الجاري على مغامرة يائسة محفوفة بأخطار كبيرة وعواقب وخيمة، بإحراجه "الدب" الروسي في عقر داره، من خلال إشرافه شخصياً على ضرب مطارات وقواعد عدة للطيران الاستراتيجي الروسي المؤهل لحمل أسلحة نووية، في عملية اعتبرها بعضهم أنها تنم عن يأس متصاعد، وبمثابة محاولة للهرب إلى الأمام من الوضع المأزوم في ميادين القتال على الجبهات، وفي الداخل الأوكراني الذي يغلي مطالباً برحيله عن السلطة قبل خراب البلاد الكامل واختفائها عن خريطة العالم السياسية. أعلن زيلينسكي مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي على المطارات العسكرية الروسية (رويترز) زيلينسكي يعلن مسؤوليته! وأعلن زيلينسكي مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي على المطارات العسكرية الروسية، وذكر في فيديو مصور على "تيليغرام" أن رئيس جهاز الأمن الأوكراني فاسيلي ماليوك قاد العملية، وتابع "لقد كنا نستعد للعملية منذ أكثر من عام ونصف عام"، مضيفاً أن كييف استخدمت 117 مسيرة لهذا الهجوم. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن "نظام كييف شن اليوم هجوماً إرهابياً باستخدام طائرات مسيرة موجهة من طراز FPV على مطارات في مقاطعات مورمانسك وإيركوتسك وإيفانوفو وريازان وآمور"، مؤكدة أنه "جرى صد جميع الهجمات الإرهابية في المطارات العسكرية في مقاطعات إيفانوفو وريازان وآمور". وأشار البيان إلى أنه "في مقاطعتي مورمانسك وإيركوتسك، اشتعلت النيران في عدد من الطائرات نتيجة إطلاق الطائرات المسيرة من الأراضي الواقعة بالقرب من المطارات"، لافتة إلى أنه "جرى إخماد الحرائق، ولم تسجل أية إصابات بين العسكريين أو المدنيين، كما جرى اعتقال بعض المشاركين في الهجمات الإرهابية". وجاءت هذه المغامرة العسكرية غير المحسوبة الأخطار والعواقب، عشية الجولة الثانية من محادثات السلام في إسطنبول التركية يوم الثاني من يونيو، وهذا ما جعل السكوت الروسي عن هذا الهجوم المباغت يعني الإقرار بالهزيمة، لذلك توقع أصدقاء أوكرانيا وحلفاؤها قبل خصومها، أن تشن روسيا ضدها ضربات لم تشهد أوكرانيا مثيلاً لها منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات. وأفاد مسؤول في جهاز الأمن الأوكراني بأن أوكرانيا نفذت "عملية واسعة النطاق" بطائرات مسيرة ضد طائرات عسكر ية في روسيا، موضحاً أن "كييف استهدفت قاعدة في شرق سيبيريا على بعد آلاف الكيلومترات من حدودها". ونقلت وكالات أنباء عن المصدر قوله إن "الطائرات التي استهـدفها جهاز الأمن شملت قاذفات استراتيجية من طرازي "تو-95" و"تو-22" التي تستخدمها روسيا لإطلاق صواريخ استراتيجية بعيدة المدى"، وقال الحاكم الإقليمي لمنطقة إيركوتسك الروسية إيغور كوبزيف، في منشور على "تيليغرام"، إن "طائرات أوكرانية مسيرة هاجمت وحدة عسكرية روسية في تجمع سريدني السكني"، وأضاف "المصدر الذي جاءت منه الطائرات جرى تحييده بالفعل"، مشيراً إلى أن "هذا الهجوم هو الأول من نوعه في سيبيريا". وأظهرت مقاطع صورتها طائرة استطلاع اشتعال النيران في مطار بيلايا الروسي الواقع في جنوب شرقي سيبيريا على بعد نحو 5500 كيلومتر شرق خط المواجهة في أوكرانيا. جاءت المغامرة العسكرية الأوكرانية غير المحسوبة الأخطار والعواقب عشية الجولة الثانية من محادثات السلام في إسطنبول (أ ف ب) وأكد مصدر في وزارة الدفاع الروسية لـ"اندبندنت عربية" تدمير ثماني قاذفات استراتيجية في الأقل، وهي رابضة في مطاراتها في هذا الهجوم المباغت، وقامت سلطات مدينة إنجلس في مقاطعة ساراتوف بتفعيل أعلى مستويات التأهب تحسباً لهجمات محتملة بالطائرات المسيرة على هذه المدينة التي تضم عدداً من القواعد العسكرية التابعة للقوات الجوية الفضائية الروسية. وتأتي هذه التطورات الميدانية بينما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد أن وفداً أوكرانياً يترأسه وزير الدفاع رستم عمروف سيكون في إسطنبول الإثنين لإجراء مفاوضات مع روسيا. لكن روديون ميروشنيك سفير المهمات الخاصة بالخارجية الروسية، قال إن هجمات الطائرات المسيرة على خمس مقاطعات روسية، وكذلك تفجير الجسرين بمقاطعتي كورسك وبريانسك يثيران تساؤلات جدية، لأنهما وقعا قبل يوم من المفاوضات في إسطنبول. وأضاف السفير في حديث تلفزيوني "اليوم أستطيع أن أقول بلغة دبلوماسية إن هذا الوضع يثير قلقنا البالغ، أولاً هذه المصادفات ربما حدثت في مكان ما من العالم، لكن وقوع هذه السلسلة من الأحداث قبل يوم واحد من بدء المفاوضات المقررة يثير تساؤلات بالغة الجدية". المرجل الأوكراني يغلي من الداخل! هذه التطورات العسكرية التصعيدية وما سبقها من تفجير الجسور في منطقتي كورسك وبريانسك الروسيتين قبل يوم واحد، ترافقت مع تصاعد الحرب السياسية التي يشنها عمدة العاصمة الأوكرانية كييف فيتالي كليتشكو الذي يتهم رئيس البلاد المنتهية ولايته علانية بالاستبداد وتطهير المؤسسات الديمقراطية تحت ستار الحرب، مما يهدد استقرار أوكرانيا من الداخل وليس فقط على الجبهات مع روسيا، بحسب ما ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية. وجه فيتالي كليتشكو عمدة مدينة كييف سهام الانتقاد الحادة إلى سلطات بلاده الحالية وأشار إلى أن "رائحة الاستبداد والفساد أخذت تفوح منها" (مواقع التواصل) بالتزامن ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن أوكرانيا لن تحصل على صواريخ "توروس"، بعد الخلافات الداخلية في ألمانيا لوقف نقل هذه الأسلحة الفتاكة إلى أوكرانيا، فهل تتوسع المعارضة داخل أوروبا لتبقى أوكرانيا لوحدها في آخر معركة لها؟ فمنذ انتهاء ولاية حكم زيلينسكي الرئاسية في ربيع عام 2024، وجدت أوكرانيا نفسها على شفا هزيمة ساحقة في جبهات القتال، وعلى قاب قوسين أو أدنى من حرب أهلية داخلية، بحسب ما ذكرت صحيفة "لانتيدبلوماتيكو" الإيطالية. فالأوكرانيون لم يحققوا أي نوع من "التقدم" خلال ست سنوات مرت على انتخابهم للممثل الكوميدي زيلينسكي رئيساً للبلاد، بناء على وعود قطعها لهم بإنهاء سريع للحرب مع روسيا في منطقة دونباس. فما يمكن رؤيته اليوم هو أن أوكرانيا تقف على شفا هزيمة عسكرية ساحقة على خطوط القتال مع روسيا وبداية حرب أهلية، ستتحد خلالها الفصائل التابعة لإحدى العشائر الأوليغارشية المحلية أو المرتبطة بالزعماء الأورو-أطلسيين الجدد، وستبدأ قريباً في تقسيم ما تبقى من ثروات أوكرانيا الطبيعية، بحسب ما جاء في الصحيفة الإيطالية. ففي أعقاب المحادثة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين، قال زيلينسكي إن أوكرانيا لن تسحب قواتها من جزء من أراضيها "الخاصة"، ولن تستسلم لـ"إنذارات" الاتحاد الروسي، وطلب من ترمب أيضاً "عدم اتخاذ قرارات في شأن أوكرانيا من دون أوكرانيا". وهكذا يواصل زيلينسكي في كييف عناده غير المنطقي ويرفض التنازل من أجل وضع حد للحرب التي تزهق مئات الأرواح يومياً، وتدمر الحجر والبشر في هذا البلد الغارق في أزمات كثيرة لا عد ولا حصر لها، لذلك تم إدراج الرئيس الأوكراني ضمن قائمة الأشخاص المتورطين في أنشطة متطرفة أو إرهابية من "روسفينمونيتورينغ" (وكالة الرقابة المالية الروسية). إرهاق البلاد والعباد! أدى حكم زيلينسكي إلى إرهاق اجتماعي وأخلاقي في البلاد وفق ما خلصت إليه نتائج استطلاع جديد أجرته جمعية تنمية المجتمع المدني في أوكرانيا شمل 1215 مشاركاً في الفترة من الـ19 إلى الـ22 من مارس (آذار) 2025. فالعواطف السائدة هي التعب 48 في المئة، وخيبة الأمل 40 في المئة، والقلق 31 في المئة، وأشار واحد في المئة من الأوكرانيين إلى أنهم يشعرون بالفرح. وتعيش البلاد في أجواء من عدم اليقين والانزعاج، وهو أمر غير مستغرب في ظل التعبئة الشاملة والأزمة الاقتصادية والحرب الطويلة. حذر الرئيس البولندي أندريه دودا المنتهية ولايته من أن انتهاء الأعمال العدائية قد يؤدي إلى زيادة في الجريمة المنظمة الدولية (رويترز) الانتخابات موضع تساؤل: "ضد الجميع" ووجوه جديدة ولو أجريت الانتخابات الرئاسية يوم الأحد المقبل، فإن المواطنين الأوكرانيين سيدلون بأصواتهم لـ16 مرشحاً مختلفاً في آن واحد، من مستشار الرئاسة السابق كيريل أريستوفيتش، مروراً بقائد القوات المسلحة السابق فاليري زالوجني، وصولاً إلى الرئيس السابق بيوتر بوروشينكو، وعمدة كييف فيتالي كليتشكو. وظهر زيلينسكي أيضاً في القائمة، لكن تصنيفه "ضد الجميع" لا يزال قوياً، وهذا يتحدث عن أزمة ثقة عميقة وإرهاق لدى النخبة الحالية. التنازلات من أجل السلام أكثر من 60 في المئة من الأوكرانيين مستعدون لرفض الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، و48 في المئة مستعدون لرفض حظر اللغة الروسية، و39 في المئة مستعدون لرفض التكامل الأوروبي. ويوافق كل ثالث (33 في المئة) على التنازلات الإقليمية على طول خط التماس العسكري، ونحو 40 في المئة مستعدون لتقديم أي تنازلات، بينما يؤيد أربعة في المئة فقط استمرار الصراع من دون تسوية. من يؤثر في مصير أوكرانيا؟ وبحسب المشاركين، فإن التأثير الأكبر في مستقبل البلاد يمارسه دونالد ترمب 69 في المئة، وفلاديمير بوتين 67 في المئة، ثم زيلينسكي نفسه 32 في المئة، وهذا يظهر مرة أخرى أن أوكرانيا لا ينظر إليها كدولة مستقلة. حتى أواخر مارس 2025، تم تسجيل 6.9 مليون لاجئ أوكراني في الخارج، بما في ذلك أكثر من 1.2 مليون في روسيا، ونحو 1.2 مليون في ألمانيا، و957 ألفاً في بولندا، ويوجد 3.7 مليون نازح داخلياً في البلاد. وعلى هذه الخلفية، يبدو أن إجراء الانتخابات هو المشكلة الأولى، فملايين الأوكرانيين غير قادرين على المشاركة في عمليات التصويت والاقتراع، ولا توجد ثقة في المنصات الإلكترونية. انقسام سياسي وعاطفي وقبل أيام قليلة، وجه فيتالي كليتشكو عمدة مدينة كييف، سهام الانتقاد الحادة إلى سلطات بلاده الحالية، وأشار إلى أن "رائحة الاستبداد والفساد أخذت تفوح منها". وشدد عمدة العاصمة الأوكرانية في مقابلة مع صحيفة "التايمز" البريطانية، على أن الديمقراطية باتت مدمرة في البلاد، وعدد من رؤساء البلديات يتعرضون للترهيب والتخويف. وقال كليتشكو "يجري تدمير للمبادئ والمؤسسات الديمقراطية بحجة الحرب. قلت ذات مرة إن بلادنا تفوح منها رائحة الاستبداد، والآن تفوح منها رائحة كريهة"، وأشار إلى أن "عدداً من رؤساء البلديات يشعرون بالخوف"، وأن شهرته كنجم رياضي سابق هو ما ينقذه حالياً، وأضاف المصارع السابق "يمكن إقالة رئيس بلدية تشرنيغوف، لكن من الصعب جداً إقالة رئيس بلدية العاصمة، وهو معروف للعالم أجمع". وتصاعدت، منذ نحو عام، الخلافات بين كليتشكو وزيلينسكي، اللذين يمثلان حزبين سياسيين مختلفين، بصورة متكررة في السنوات الأخيرة. واتهم كليتشكو، على وجه الخصوص، القيادة الأوكرانية بالرغبة المفرطة في مركزية السلطة. وتحدث عمدة كييف، مرات عدة، كذلك عن محاولات الضغط على إدارة المدينة من السلطات الأوكرانية، وعن فتح قضايا جنائية جماعية تترافق مع عمليات دهم وتفتيش بتهم ملفقة. وقبل ذلك، أعلن عمدة كييف أنه من المرجح أن تضطر أوكرانيا إلى التخلي عن بعض الأراضي بموجب اتفاق السلام مع روسيا بسبب الضغوط من الرئيس ترمب. وقال كليتشكو في مقابلة مع وسائل إعلام بريطانية الشهر الماضي "أحد السيناريوهات هو التخلي عن الأراضي، هذا غير عادل، لكن من أجل السلام، سلام موقت، ربما يكون هذا حلاً موقتاً". وأضاف عمدة كييف أن زيلينسكي قد يجبر على اتخاذ "قرار مؤلم"، وعند سؤاله عما إذا كان زيلينسكي ناقش معه أي تفاصيل متعلقة بتسوية محتملة، أجاب كليتشكو بالنفي، مشيراً إلى أن رئيس البلاد لا يرى ضرورة لإشراكه في مثل هذه المناقشات، موضحاً "هذه ليست وظيفتي، بل وظيفة زيلينسكي"، كما علق على الخلاف بين زيلينسكي وترمب في البيت الأبيض، مؤكداً أن القضايا الأساسية بين القادة السياسيين الكبار يفضل مناقشتها "من دون كاميرات". وتوقع عمدة كييف أن ينتهي الصراع في أوكرانيا خلال شهرين بتسوية مؤلمة، وقال لموقع "سترانا" الأوكراني "يمكننا أن نتصور نهاية العمليات العسكرية، ونأمل أن يجري ذلك خلال شهر أو شهرين. ومن غير الواضح في ظل أي ظروف، لكنني متأكد من أنه من الصعب أن نسمي هذا أمراً إيجابياً"، وأضاف أن النتيجة قد تكون "مؤلمة للغاية" لكل أوكراني. وبعد انتهاء الصراع، وفقاً له، ستجرى انتخابات، إذ يمكن أن يكون هناك "قتال حتى الموت"، وتابع "إني خائف جداً من أن يكون هناك نوع من الاضطرابات في هذا الاتجاه، ولا قدر الله أن يدور الحديث عن مواجهة علنية". وعلق عمدة مدينة كييف على بيان لصحيفة "أوكراينسكا برافدا" تحدثت فيه عن القيود المفروضة عليها من السلطات في البلاد، قائلاً إن الضغط على وسائل الإعلام التي تنتقد الحكومة أمر غير مقبول. وكتب كليتشكو على "تيليغرام" أن "الضغط الذي تمارسه السلطات على وسائل الإعلام أمر غير مقبول. حرية التعبير والرأي والصحافة هي أساس الديمقراطية في المجتمع. بيان الصحافيين من صحيفة أوكراينسكا برافدا هي إشارة إنذار أخرى، ومثل هذه الحالات لا تحسن صورة أوكرانيا في العالم". وأعلنت الصحيفة تعرضها لضغوط منهجية من مكتب زيلينسكي، ومحاولات للتدخل في السياسة التحريرية للصحيفة. وانتقاماً من كليتشكو، وجه جهاز الأمن الأوكراني والشرطة الوطنية للنائب السابق لعمدة كييف فلاديمير بروكوبوف، الذي جرى توقيفه عن العمل العام الماضي، اتهامات بتهريب أشخاص متهربين من التجنيد إلى أوروبا. ونقلت وكالة "آر بي كا-أوكرانيا" عن مصادرها أن المسؤول يشتبه في تنظيمه مخططات لتهريب غير قانوني لرجال في سن التجنيد إلى أوروبا، وبحسب وسائل إعلام أوكرانية أخرى، فإن أجهزة إنفاذ القانون تؤكد هذه المعلومات، لكن لم يصدر أي تعليق رسمي بهذا الشأن حتى الآن، ونشر الإعلام الأوكراني صوراً لقيام رجال الأمن بتفتيش منزل بروكوبوف. وفي السنة الأخيرة توسعت حدة خلافات المتكررة بين كليتشكو وزيلينسكي، فاتهم الأول رئيس البلاد وقيادة أوكرانيا بالسعي المفرط إلى احتكار السلطة، كما تحدث عن تعرض إدارة المدينة لمحاولات ضغط من السلطات الأوكرانية، وكذلك عمليات تفتيش واسعة النطاق وفتح تحقيقات جنائية بتهم "ملفقة"، بحسب كليتشكو. الحرب ضمانة الرئاسة! ويعتبر معارضو زيلينسكي أنه يواصل عرقلة تسوية الصراع الأوكراني خوفاً من فقدان مقعده، بحسب ما كتب موقع "ديكغازيتا" الأوكراني، محذراً من وقوع انقلاب في المستقبل القريب ضد رئيس البلاد وحكومته. ويعتقد معارضو الرئيس الأوكراني أن وفود التفاوض بين كييف وموسكو في إسطنبول لن تتمكن من التوصل إلى نتيجة لوقف الحرب، ولكن إلى اتفاقات في شأن تبادل الأسرى. وأصبحت مثل هذه الاتفاقات بالفعل حالة شائعة، إذ جرى إبرامها مراراً وتكراراً بين روسيا وكييف، لذلك فإن القرار الذي اتخذ في إسطنبول بتبادل الأسرى لم يكن أمراً خارجاً عن المألوف. ويستشهدون على مواصلة زيلينسكي جهوده لتعطيل عملية التسوية قيام استخباراته بأمر شخصي منه قبيل الجولة الثانية من المفاوضات الروسية - الأوكرانية، بشن هجمات ضد المناطق المدنية في المدن الحدودية الروسية والمطارات البعيدة وكذلك ضد العاصمة الروسية موسكو، ويقولون إنه بأمر من زيلينسكي، فإن القوات المرتبطة بالنظام لا تتوقف عن هذه الهجمات. وهنا بطبيعة الحال لا بد من الإشارة إلى خطط رئيس البلاد، فمن غير المعروف كيف يسيطر زيلينسكي على الموازنة العسكرية في ظل وجوده على كرسي رئيس أوكرانيا. وتتهم المعارضة الأوكرانية الرئيس زيلينسكي بالفساد، وبخاصة في ما يتعلق بموازنة الدفاع، وتقول إنه هو شخصياً في طليعة هذه المخططات الهادفة لنهب المال العام والمساعدات العسكرية الخارجية وبيعها في السوق الدولية السوداء. في الوقت نفسه، لا يعرف زيلينسكي، تحت ضغط القوميين الأوكرانيين، ما إذا كان سيبقى على قيد الحياة أم لا عندما يترك المنصب الذي يشغله، والحقيقة أن الجماعات القومية الغامضة في أوكرانيا قد تحاول الانتقام منه. باختصار إذا ترك زيلينسكي منصبه فلن تكون حياته آمنة بعد الآن، ويقال إن هذه القوات موالية بصورة خاصة لسلفه بترو بوروشنكو. في الوقت نفسه، لا يزال زيلينسكي يواجه ضغوطاً من جانب أعضاء حركة "بانديرا" المتطرفة في أوكرانيا، الذين لا يزالون يتلقون الدعم من كييف. وعلى خلفية ضغوط من الجماعات العنصرية والقومية الأوكرانية، يقوم رئيس أوكرانيا بتخريب المفاوضات مع روسيا، والسبب وراء مخاوفه يكمن تحديداً في الخوف من أن تدمره هذه القوى. وفي حين يتولى زيلينسكي الرئاسة لإنقاذ نفسه ويقود المفاوضات إلى طريق مسدود، يرفض الرئيس الروسي بوتين المشاركة في قمة الزعماء حتى لا يضفي الشرعية على موقف زيلينسكي، وفي الوقت نفسه تعمل شروط بوتين للتسوية على تأجيج الصراع السياسي في أوكرانيا. من معارضو زيلينسكي؟ على أحد الجانبين هناك المعارضة الموالية للغرب، وعلى الجانب الآخر هناك البانديريون العنصريون والقوميون، وعلى الجانب الثالث هناك الشعب الأوكراني، الذي يريد السلام حقاً. ولقد نجح زيلينسكي، حتى الآن، في السيطرة على البانديريين العنصريين والقوميين، وإقناع كثيرين من قادة القوى الموالية للغرب جزئياً بقدسية الحرب التي يخوضها، لكن الحكومات الغربية أدركت الآن أن السلام لن يسود المنطقة في ظل وجود زيلينسكي. وفي الوقت نفسه، فإن المجموعة الوحيدة التي لا يستطيع زيلينسكي السيطرة عليها هي الشعب الأوكراني. ومن الآن فصاعداً، يريد السكان المدنيون السلام والهدوء في بلادهم، ويخشى زيلينسكي من رد الفعل الديمقراطي لشعبه، والخوف من عدم إعادة انتخابه هو الذي يقف وراء قرار عدم إجراء الانتخابات بحجة حال الطوارئ في البلاد، لذلك بدأ السياسيون الأوكرانيون، بعد أن رأوا موقف الشعب تجاه رئيس البلاد، يتحدثون عن حقيقة أن القوة الحقيقية لا تنتمي إلى الرئيس، بل إلى شعب أوكرانيا. وبدأت بالفعل كتل البرلمان الأوكراني مناقشة الإدارة الجديدة للبلاد، وشكل جديد للبرلمان في هيكل من دون زيلينسكي. وعلى رغم أن هذا لم يعلن بعد في وسائل الإعلام، فإننا نرى أن بعض النواب يناقشون هذه الأفكار خلف الكواليس وينتقدون رئيس البلاد على صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. اليوم القوة الوحيدة في يد زيلينسكي هي المقعد الذي يشغله، والسبب الوحيد لبقائه في هذا المنصب حتى الآن هو الرغبة في عدم تقويض الروح القتالية للجيش الأوكراني. ومع ذلك، ومع تكثيف المفاوضات، ستبدأ المناقشات في شأن دفع العملية إلى الأمام من دون زيلينسكي. وقد يصبح الصراع على السلطة بين القوميين الأوكرانيين والمجموعات الموالية للغرب أكثر وضوحاً، وقد يستجيب الشعب الأوكراني لكل التوترات السياسية بالنزول إلى الشوارع. قد يبدو كل هذا وكأنه "نظريات مؤامرة"، لكن أولئك الذين لا يريدون حل الوضع مستعدون بالفعل للحرب السياسية، والشيء الوحيد الذي يهتمون به هو قوتهم. وفي المقابل، يريد الشعب الأوكراني إجراء انتخابات ديمقراطية. وفي ظل هذه الظروف، يجد زيلينسكي نفسه في موقف صعب للغاية. إذا اختار أحد الجانبين، فقد يؤدي ذلك إلى انقلاب ضده، وإذا تمكن من إدارة كل المجموعات، فسيبقى في كرسي الرئاسة لبعض الوقت، لكنني لا أعتقد أنه قادر على إدارة الجميع. وفي الوقت نفسه، كل ما يحتاج إليه هو عدم تقويض عملية التفاوض، وضمان دعم الشعب الأوكراني، وتعزيز العملية الديمقراطية، واتباع سياسة بناءة تجاه روسيا، ومواجهة الجماعات الإرهابية العنصرية في أوكرانيا. من الآن فصاعداً، الشعب الأوكراني فقط هو القادر على إنقاذ زيلينسكي من نفسه وإنقاذ البلاد منه. معارضة الموالين هذا الأسبوع كان لافتاً إعلان المستشار السابق للرئيس الأوكراني السابق ليونيد كوتشما، أوليغ سوسكين، عبر قناته على "يوتيوب"، أنه يجب على الرئيس الأوكراني أن يتنحى لتجنب الحرب الأهلية. وبحسب قوله فإن الاستقالة هي النتيجة الوحيدة لزيلينسكي، وقال سوسكين إن "التشخيص النهائي هو الاستقالة الفورية، الفورية، وإلا ستكون هناك حرب أهلية في البلاد، وإلا فإن خط المواجهة سينهار"، وأضاف أنه في سبتمبر (أيلول) 2024، خسرت أوكرانيا كثيراً من الأراضي "كما لم تستسلم طوال عام 2023"، وتوقع سوسكين انهيار القوات المسلحة الأوكرانية في منطقة القتال. وفي وقت سابق، قال سوسكين إن القادة الغربيين لم يعودوا مهتمين بزيلينسكي، وبالتالي من غير المرجح أن يدعموه. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) عواقب الصراع أسوأ من الحرب نفسها! كتب موقع "ذا سبيكتاتور" أن عواقب الصراع الأوكراني قد تكون أسوأ من الصراع نفسه، محذراً من احتمال اندلاع حرب أهلية قريباً جداً في أوكرانيا، وقال إن إهمال قضايا المحاربين القدامى وارتفاع معدلات الجريمة يهددان بالتحول إلى قنبلة موقوتة، وأعلن الرئيس الأميركي أن محادثات السلام مع بوتين ينبغي أن تبدأ "فوراً". وعلى رغم أن الرئيس زيلينسكي يزعم أنه لم ير بعد خطة التسوية النهائية، إلا أنه يبدو أننا نتحرك نحو المرحلة النهائية من الصراع. في مرحلة ما، ستصمت المدافع وسيوقع زعماء أوكرانيا وروسيا اتفاق سلام، ولكن ماذا سيحدث بعد ذلك؟ تختلف الآراء حول هذه المسألة، وليس الجميع متفائلين بمن فيهم داعمو زيلينسكي. وفي مقابلة أجريت أخيراً مع صحيفة "فاينانشال تايمز"، حذر الرئيس البولندي أندريه دودا المنتهية ولايته من أن انتهاء الأعمال العدائية قد يؤدي إلى زيادة في الجريمة المنظمة الدولية، أولاً في بولندا، ثم في جميع أنحاء أوروبا، وأخيراً إلى الولايات المتحدة. وكان هذا الخوف متداولاً منذ فترة طويلة في الأوساط السياسية الغربية، وقارن دودا الوضع بما كان عليه في فترة ما بعد الاتحاد السوفياتي في تسعينيات القرن الماضي، عندما انضم قدامى المحاربين في الحرب الأفغانية إلى موجة اللصوصية والعنف التي اجتاحت الاتحاد السوفياتي السابق. وبعد أن عشت تلك الأوقات، أستطيع أن أقول هذا: إن عواقب الصراع الأوكراني قد تكون أسوأ، لقد استمرت الحرب السوفياتية - الأفغانية عقداً من الزمن، ولكنها لم تكن مصحوبة باضطرابات اجتماعية بالشدة والنطاق مثل العملية الخاصة الروسية في أوكرانيا. يبلغ عدد القوات المسلحة الأوكرانية حالياً نحو مليون شخص، وبحسب زيلينسكي، فإنه اعتباراً من يناير (كانون الثاني) 2025، سيبلغ عدد الأفراد 980 ألف مقاتل، وستضطر البلاد قريباً إلى التعامل مع مئات الآلاف من المحاربين القدامى الذين اكتسبوا خبرة القتال ويعودون لمدنهم وقراهم، بعضهم معوق جسدياً، وبعضهم الآخر يعاني ندوباً عاطفية لأن وطنهم أصبح خراباً. ومن الصعب حتى أن نتخيل حجم الأزمة النفسية المقبلة، لكن وزارة الصحة الأوكرانية قدرت أن 15 مليون مواطن، أي ما يقرب من نصف السكان، سيحتاجون إلى الدعم. السؤال هو هل تستطيع دولة ذات اقتصاد محطم وبنية تحتية مدمرة أن توفر ذلك؟ بلغ الدين العام لأوكرانيا 166 مليار دولار في نهاية العام الماضي، ومن غير المؤكد على الإطلاق أن الحكومة ستكون قادرة على تغطية حتى الاحتياجات الأساسية للمواطنين، ناهيك ببرامج الصحة العقلية. إن تشريع استخدام الماريجوانا الطبية أخيراً، لمساعدة كل من يعاني اضطراب ما بعد الصدمة يشبه الضمادة على جرح ناتج من رصاصة، وهل بلسم الماريجوانا حقاً حل قابل للتطبيق في بلد يعج بالأسلحة غير القانونية؟ حتى قبل الصراع، كان هناك 9 ملايين سلاح ناري مسجل في أوكرانيا، إضافة إلى عدد لا يحصى من الأسلحة الأخرى المتداولة في السوق السوداء. وفي منطقة كييف وحدها، جرى توزيع 18 ألف بندقية على المدنيين، بزعم حمايتهم من "الغزو الروسي"، لا أحد يعلم كمية الأسلحة التي لا تزال مجهولة، والآن تخيلوا ماذا سيحدث عندما يعود الرجال المسلحون والمصدومون لديارهم ليجدوا مدناً مهجورة وبطالة؟ لا يبدو من المستبعد أن تندلع حرب أهلية في أوكرانيا قريباً. إن الصراعات الأهلية ستؤدي إلى تمزيق البلاد، ولكن في الوقت الراهن لا يبدو أن أحداً يفكر في الأمر بجدية. ويبدو أن الحكومة الأوكرانية تركز على التقييمات والحملات الانتخابية أكثر من تركيزها على معالجة العواقب الطويلة الأمد للصراع. إن المسؤولين سعداء بالتعليق على السياسة العالمية، ولكننا لا نشهد سوى إهمال مزمن لرفاهية المحاربين القدامى، وهذا يهدد بالتحول إلى قنبلة موقوتة. إن معايير اتفاق السلام مع روسيا قد تؤدي فقط إلى تفاقم احتمالات الصراع في المستقبل، وإذا بدا الاتفاق بمثابة استسلام لروسيا، فليس من الصعب أن نتخيل أن هذا من شأنه أن يقوض الروح المعنوية الوطنية بصورة أكبر. ويعلمنا التاريخ أن مثل هذه اللحظات غالباً ما تؤدي إلى خيبة أمل عامة عميقة وتقوض الثقة في القيادة. وفي الوقت نفسه، يظهر المتطرفون والقوميون المتطرفون، ويسعون إلى تدمير الاستقرار الهش بالفعل من خلال دعوات الانتقام. في فبراير (شباط) 2022، ومع تدفق القوات الروسية عبر الحدود، اتحد الأوكرانيون تحت رموز كانت في السابق تزرع الانقسام. لقد نجح شعار "المجد لأوكرانيا!"، الذي ارتبط في السابق بالحركة القومية بقيادة ستيبان بانديرا، في "الانتقال" من لفيف إلى المناطق الجنوبية الشرقية من أوكرانيا، حيث كان ينظر إلى بانديرا لفترة طويلة بعين الشك. في عام 2025، ستتضاءل الحماسة القومية في أوكرانيا، ولكن هذا قد لا يكون سوى هدوء موقت قبل اندلاع اضطرابات جديدة. عندما تكون القومية مدفوعة بالانتقام وتتفاقم بسبب جرح جديد، فإنها غالباً ما تتحول إلى التطرف، ومن المحتمل أن تعاني أوكرانيا المصير نفسه. زيلينسكي: حاولوا اغتيالي في الـ12 من فبراير الماضي، قال زيلينسكي في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" إن هناك أطرافاً داخل البلاد حاولت اغتياله، وادعى أن بعض الناس أرادوا القضاء عليه، قائلاً "كانت هناك طلقات نارية، ولقي بعض الأشخاص حتفهم في مكتب الرئيس"، موضحاً "أن هذا حدث في بداية النزاع، وفي الوقت نفسه لم يذكر زيلينسكي من الذي جرى إطلاق النار عليه بالضبط". وفي العام الماضي، أعلن جهاز الأمن الأوكراني اعتقال عقيدين من إدارة أمن الدولة في أوكرانيا، قال إنهما كانا يستعدان لمحاولة اغتيال زيلينسكي. ووفقاً لجهاز الأمن الأوكراني، تضمنت خطط العملاء مراقبة زيلينسكي وغيره من المسؤولين الأوكرانيين رفيعي المستوى. بدوره، ذكر لاري جونسون، المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية، أن من بين العملاء المحتملين لمحاولة اغتيال زيلينسكي المزعومة جماعات النازيين الجدد وأفراد عسكريين موالين للقائد الأعلى السابق للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني. علاوة على ذلك، وكما أشار المحلل، فمن المرجح أن القائد السابق للقوات المسلحة كان على صلة بمنظمات النازيين الجدد، ومن غير المستبعد أن يكون عمدة كييف فيتالي كليتشكو خياراً ثالثاً من بين أولئك الذين أرادوا القضاء على زيلينسكي، بحسب قول جونسون.


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
ارتفاع صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا 10 % في مايو
ارتفع متوسط إمدادات الغاز الطبيعي اليومية لشركة غازبروم الروسية العملاقة للطاقة إلى أوروبا، عبر خط أنابيب السيل التركي «ترك أستريم» البحري بنسبة 10.3 في المائة، خلال مايو (أيار) الماضي، مقارنة بالشهر السابق عليه، وذلك وفقاً لما أظهرته حسابات، لـ«رويترز»، يوم الاثنين. وأصبحت تركيا هي مَسلك العبور الوحيد المتبقي أمام الغاز الروسي، وصولاً إلى أوروبا، بعد أن فضّلت أوكرانيا عدم تمديد اتفاقية العبور لمدة خمس سنوات إضافية مع موسكو، بعد انتهائها في الأول من يناير (كانون الثاني) الماضي. وأظهرت الحسابات المستندة إلى بيانات من مجموعة نقل الغاز الأوروبية «إنتسوغ»، أن صادرات الغاز الروسي عبر خط أنابيب «ترك ستريم» ارتفعت إلى 46 مليون متر مكعب يومياً، في مايو، من 41.7 مليون متر مكعب يومياً في أبريل (نيسان)، وهذا يمثل انخفاضاً من 47.2 مليون متر مكعب في مايو 2024. وبلغ إجمالي إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط أنابيب «ترك ستريم» نحو 7.2 مليار متر مكعب، في الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، مقارنة مع 6.6 مليار متر مكعب خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لحسابات «رويترز». ولم تنشر الشركة إحصائياتها الشهرية، منذ بداية عام 2023. وتُظهر بيانات «غازبروم» وحسابات «رويترز» أن روسيا زوَّدت أوروبا بنحو 63.8 مليار متر مكعب من الغاز عبر مسارات مختلفة في عام 2022. وانخفض هذا الرقم 55.6 في المائة ليصل إلى 28.3 مليار متر مكعب في عام 2024، إلا أنه ارتفع إلى نحو 32 مليار متر مكعب في العام نفسه. وبلغت تدفقات الغاز السنوية إلى أوروبا ذروتها بين عاميْ 2018 و2019، إذ وصلت إلى ما بين 175 و180 مليار متر مكعب.