
استمرار التصعيد جنوب سوريا.. اشتباكات بين «البدو» و«الدروز».. ونزوح ألفى عائلة بسبب العنف
وكانت العشائر العربية فى سوريا قد أعلنت النفير العام لدعم عشائر البدو فى السويداء، وقالت فى بيان لها:«نحن أبناء العشائر السورية، نتابع بقلق بالغ ما تم ارتكابه من جرائم قتل وإبادة بحق عشائر البدو فى محافظة السويداء، وما خلفته من تهجير وتشريد للأهالى الأبرياء».
وأضاف البيان: انطلاقًا من واجبنا الأخلاقى والقبلي، نطالب الحكومة السورية بعدم التدخل، أو عرقلة تحرك المقاتلين الذين قدموا من خارج المنطقة فزعة، ونصرة لإخوتهم من عشائر البدو، فهؤلاء يمارسون حقهم المشروع فى الدفاع عن المظلومين، ورد العدوان عن النساء والأطفال والشيوخ.
وبدأ مقاتلو العشائر بالهجوم على مدينة السويداء وسيطروا على عدد من القرى والبلدات، واقتربوا من المدينة من الجهة الشمالية طريق دمشق.
وقال مصدر فى قوات العشائر لوكالة الأنباء الألمانية: إن عدد مقاتلى العشائر المشاركة فى الهجوم يتجاوز 50 ألف مقاتل، وأن عشرات الآلاف ينتظر وصولهم قادمين من مناطق شرق سوريا ومحافظة حلب وريفها.
وبحسب مصادر قبلية فإن أكثر من 100 شخص قتلوا، يوم الخميس الماضي، خلال هجوم لفصائل موالية للشيخ حكمت الهجرى وأن عشرات الآلاف هجروا من قراهم وتم إحراق منازلهم.
كانت السلطات السورية قد سحبت قواتها من محافظة السويداء تزامنًا مع إعلان الرئيس أحمد الشرع أنه يريد تجنّب «حرب واسعة» مع إسرائيل التى هدّدت بتصعيد غاراتها.
وكان وقف إطلاق نار قد دخل حيز التنفيذ، لكن الرئاسة السورية اتهمت ليل أمس الأول، المقاتلين الدروز بخرقه، وأفاد مراسلو الوكالات فى السويداء بأن مقاتلين من العشائر العربية السنية، توافدوا من مختلف المناطق السورية دعمًا للبدو، وتجمّعوا، صباح أمس، فى الكثير من القرى فى محيط مدينة السويداء.
وسمعت أصوات إطلاق نار متقطعة فى المنطقة، وقال مقاتلون دروز لمراسل فرانس برس فى السويداء إنهم قاموا بالرد على مصادر النيران غرب المدينة.
وذكر شيخ أحد العشائر على العناد، قرب قرية ولجا فى ريف السويداء، أن رجاله جاءوا من منطقة حماة، قائلًا: «استنجد بنا أبناء البدو وجئنا لدعمهم». وأفاد شهود عيان باحتراق منازل ومتاجر وسيارات فى قرية ولجا الدرزية، التى باتت بيد العشائر.
مظاهرات فى حماة ضد الهجمات الإسرائيلية على سوريا
ويقدّر تعداد الدروز في سوريا بنحو 700 ألف، يعيش معظمهم فى جنوب البلاد فى محافظة السويداء، خاصة، ويتوزّع الدروز كذلك بين لبنان وإسرائيل.
من جانبها، نفت وزارة الداخلية السورية صحة الأنباء المتداولة عن دخول قوى الأمن إلى محافظة السويداء، وقال المتحدث باسم الوزارة نور الدين البابا: «تناقلت بعض الوكالات والقنوات الإعلامية أخبارًا غير دقيقة حول دخول قوى الأمن الداخلى إلى محافظة السويداء»، وفقا لقناة الإخبارية السورية. كما أكد البابا أن قوات وزارة الداخلية السورية فى حالة جاهزية طبيعية دون أى تحرك، أو انتشار فى المحافظة، حتى اللحظة.
على الصعيد الإسرائيلي، قال مسئول إن إسرائيل ستسمح بدخول محدود للقوات السورية إلى محافظة السويداء بجنوب سوريا لمدة 48 ساعة، بالنظر لحالة عدم الاستقرار فى المنطقة.
من ناحية أخري، أصدر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر توجيهات بإرسال مساعدات إنسانية بقيمة مليونى شيكل، أى نحو 600 ألف دولار أمريكي، إلى الدروز فى السويداء في سوريا، وفقًا لبيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية أمس.
وبحسب البيان، ستشمل المساعدات، التى تمولها وزارة الخارجية الإسرائيلية، طرودًا غذائية، ومعدات طبية، ومستلزمات إسعافات أولية وأدوية، وفقا لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل» الإسرائيلية.
على الصعيد الدولي، قال ممثل إسرائيل لدى الأمم المتحدة بريت جوناثان ميلر، خلال جلسة لمجلس الأمن: «الانتهاكات بحق الدروز مستمرة فى سوريا، ولابد أن يتوقف مسلسل القتل بحق الدروز فى سوريا»، مشيرًا إلى أن الأقليات فى سوريا تتعرض للاضطهاد.
من جانبه، قال مندوب سوريا الدائم لدى مجلس الأمن قصى الضحاك، إن إسرائيل تشن حربًا مفتوحة على سوريا.
وفى كلمته أمام مجلس الأمن، قال «الضحاك» إن سوريا تدين الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيها، وتؤكد أن هذه الممارسات ليست إلا انتهاكات ممنهجة لجرها إلى ساحة الصراع.
وأوضح أن الاعتداءات الإسرائيلية تعوق جهود الدولة لبسط سلطتها، مشيرًا إلى أن إسرائيل انتهكت مرارًا اتفاق فض الاشتباك مع سوريا.
ومن جانبها، عبرت مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين عن قلقها إزاء تأثر عملياتها الإغاثية بالأعمال القتالية فى مدينة السويداء بجنوب سوريا، وقال المتحدث باسم المفوضية وليام سبيندلر للصحفيين فى جنيف: «الوضع فى السويداء مقلق للغاية، ومن الصعب جدًا علينا العمل هناك، وفى الوقت الحالي، قدرتنا على إيصال المساعدات محدودة للغاية».
وقدرت الأمم المتحدة أن نحو ألفى عائلة نزحت من المناطق المتضررة من العنف فى محافظة السويداء، وقالت المفوضية: «إن العدد مستمر فى الارتفاع، وندعو جميع الأطراف إلى السماح بتوصيل المساعدات الإنسانية».
وأوضحت المفوضية أنها تجد صعوبة فى دعم الأشخاص فى مراكز النزوح التى أنشأتها السلطات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البورصة
منذ 2 دقائق
- البورصة
"ترامب" يقصف "جيروم باول" في مقر الاحتياطي الفيدرالي
شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الخميس، أقوى هجوم له حتى الآن على واحدة من أبرز ركائز الاقتصاد الأمريكي، خلال زيارته لمقر بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن. وأثناء جولته في مقر البنك المركزي الأمريكي، ربت ترامب على رئيسه جيروم باول قائلاً: 'سيسعدني جداً لو خفض أسعار الفائدة'. ضحكة باول المتوترة في تلك اللحظة عكست مدى إحراج الموقف، حيث يُعد تصرف ترامب تحدياً علنياً لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بأسلوب غير مسبوق في تاريخ البنك المركزي. وقال ديفيد ويلكوكس، وهو مسئول سابق في مجلس الاحتياطي الفيدرالي ويعمل حالياً في معهد بيترسون و'بلومبرج': 'من النادر جداً أن يزور رئيس الولايات المتحدة البنك الفيدرالي، ولم يحدث ذلك سابقاً في ظروف غير ودية'. وقف ترامب، الذي بدا أطول قامة من باول، أمام الصحفيين في ممر يعج بمعدات البناء، وانتقده علناً بسبب كلفة تجديد المقر الرئيسي لأقوى بنك مركزي في العالم. ورد باول على تقييم الرئيس الأمريكي البالغ 3.1 مليار دولار لأعمال الترميم في مبنى 'مارينر إس إيكلس'، وهو مبنى كلاسيكي جديد يتزين بنحت لنسر أمريكي ويقع قرب 'ناشيونال مول' في واشنطن منذ ما يقارب القرن، إلى جانب مبنى آخر في 1951 شارع كونستيتوشن. وأوضح بنك الاحتياطي الفيدرالي، أن كلفة أعمال التجديد تبلغ نحو 2.5 مليار دولار، مشيراً إلى أن حسابات ترامب تضمنت مشروعاً مجاوراً اكتملت أعماله بالفعل. الخلاف، الذي بُث على الهواء مباشرة عبر شاشات التلفزيون، يُعد أشد صدام علني بين رئيس أمريكي ورئيس الاحتياطي الفيدرالي منذ أن نال البنك استقلاله عن الحكومة عام 1951، حسب ما أوضحته صحيفة 'فاينانشيال تايمز' البريطانية، لكن خلف الكواليس، قال أشخاص مطلعون إن ترامب كان أكثر تهذيباً واحتراماً، كما شعر مسئولو البنك المركزي بالارتياح لتأكيده أنه لا ينوي إقالة باول بسبب مشروع التجديد، وأن اللقاء كان جيداً، وأنه مهتم بإتمام المشروع. ومع ذلك، فإن وابل الانتقادات الذي وجهه ترامب وحلفاؤه إلى باول، سواء بشأن مشروع الترميم أو قرار البنك الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستويات تقييدية، آثار قلقاً كبيراً في أوساط آلاف الموظفين العاملين في بنك الاحتياطي الفيدرالي. وقالت كلوديا سام، وهي خبيرة اقتصادية سابقة في البنك وتعمل حالياً لدى شركة 'نيو سنتشري أدفايزرز': 'إنه أشبه بقدر ضغط'، بينما وصف موظفون آخرون في البنك الوضع بأنه 'قصف دائم'، شعور ازداد حدة مع تصاعد انتقادات إدارة ترامب لمشروع التجديد. وأضافت سام: 'لا يمكن للبنك الرد علناً. آخر ما يحتاج إليه هو الدخول في مواجهة مع الإدارة'. يخشى بعض الاقتصاديين والمسئولين السابقين في بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يستخدم ترامب كلفة مشروع التجديد، التي تجاوزت الميزانية بنحو 700 مليون دولار، كذريعة لإقالة باول 'لسبب وجيه'، وهو مصطلح يُفهم عادة على أنه يعني 'الإهمال الجسيم'. وكانت المحكمة العليا قد أشارت إلى أنه لا يمكن لترامب إقالة باول لمجرد الخلاف على السياسات النقدية. وقال ويلكوكس من معهد بيترسون: 'يبدو لي، وبكل وضوح، أن ما يجري هو محاولة لبناء ذريعة لإقالة باول، وربما أعضاء آخرين في مجلس الإدارة أيضاً'، مضيفاً: 'لا أعتقد أن الاتهامات تصمد أمام ضوء الحقيقة'. من جهته، قال دانيال تارولو، أستاذ القانون في هارفارد ونائب الرئيس للإشراف بين عامَي 2009 و2017: 'لا أستطيع أن أصدق بوجود أي سوء تصرف أو إهمال جسيم، هذا لا يشبه جاي إطلاقاً'. ورغم أن مشروع الترميم يحظى حالياً بالاهتمام الأكبر، فإن الشكوى الرئيسية لترامب تبقى تمسك باول بأسعار الفائدة الحالية بين 4.25% و4.5%، في وقت خفضت فيه بنوك مركزية أخرى معدلات الاقتراض. وكان الاحتياطي الفيدرالي قد خفض أسعار الفائدة بمقدار نقطة مئوية واحدة العام الماضي، لكنه أوقف دورة الخفض جزئياً خوفاً من أن تؤدي تعريفات ترامب الجمركية إلى إشعال موجة تضخم جديدة. ووصف ترامب باول بأنه 'أحمق' و'متعنت' لرفضه الاستجابة لمطالبه بخفض أسعار الفائدة إلى نحو 1%، وهو مستوى يُستخدم عادة لتحفيز الاقتصاد في أوقات الأزمات. وقد سخر العديد من الاقتصاديين التقليديين من مواقف ترامب، بل شبهه بعضهم بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أقال رؤساء البنوك المركزية في بلاده بسبب رفضهم خفض الفائدة. لكن حجج ترامب تلقى رواجاً في أوساط قاعدة 'لنجعل أمريكا عظيمة من جديد' التي تؤيده بشدة، والذين يشككون عموماً في الاحتياطي الفيدرالي، ووفقاً لاستطلاع أجرته 'جالوب' في أبريل، فإن 37% فقط من الأمريكيين يثقون في باول. وقال مسؤول بارز سابق في البنك المركزي: 'من الصعب الفوز في معركة العلاقات العامة هذه. وهذا مقلق للغاية'، مضيفاً: 'ما يقلقني هو أن البعض قد يصدقه في بعض حججه، إنه بارع جداً في ترويج حجج خاطئة وخطيرة بنسبة 100%'. ويقول مسؤولون سابقون في البنك إن هجمات ترامب تترك أثراً عميقاً بين الموظفين العاديين، الذين يرون أنفسهم أوصياء على المهمة التي أوكلها الكونجرس للبنك المركزي لضمان استقرار الاقتصاد الأمريكي. وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت هذا الأسبوع: 'كل هؤلاء الحاصلين على دكتوراه هناك، لا أعلم ماذا يفعلون'، مشبهاً موظفي البنك بمستفيدين من 'دخل أساسي شامل للاقتصاديين الأكاديميين'، في تصريح لاذع من رجل يرى فيه البعض خليفة محتملاً لباول، أما باول نفسه، فقد أكد أنه لن يغادر منصبه قبل انتهاء ولايته في مايو 2026. وحذر كبار اللاعبين في سوق سندات الخزانة، مثل دان إيفاسن من شركة 'بيمكو، من أن أي محاولة لإنهاء ولايته قد تثير ذعراً في الأسواق، كما حذر قادة 'وول ستريت'، مثل جيمي ديمون، ترامب من تقويض استقلالية البنك. وقال فينسنت راينهارت، المسؤول الكبير السابق في البنك والخبير لدى 'بي إن واي إنفستمنتس': 'الوقت ليس مناسباً للعمل في البنك المركزي'، مضيفاً أن 'الانتقادات متوقعة، ولهذا أُنشئ بنك مركزي مستقل، لكنها حالياً مكثفة جداً وتأتي من جهات متعددة داخل الإدارة'. واختتمت سام من 'نيو سنتشري أدفايزرز' قائلة: 'أنا قلقة على المؤسسة، وبالطبع قلقة على أصدقائي العاملين هناك.. العام المقبل، سيكون هناك رئيس جديد للبنك، والسياسة قد تدخل إلى داخل المبنى'. : الاحتياطى الفيدرالىالولايات المتحدة الأمريكيةترامب


خبر صح
منذ 32 دقائق
- خبر صح
فريق ترامب يعيد تقييم استراتيجيته بشأن غزة بعد 6 أشهر من الفشل وفقًا لأكسيوس
ذكر موقع أكسيوس، المرتبط بالاستخبارات الأمريكية، أن وزير الخارجية ماركو روبيو عبّر عن إحباطه خلال لقائه مع عائلات المحتجزين، حيث قال: 'نحن بحاجة إلى إعادة التفكير بشكل جدي'، وذلك وفقًا لمصدرين حضرا الاجتماع. فريق ترامب يعيد تقييم استراتيجيته بشأن غزة بعد 6 أشهر من الفشل وفقًا لأكسيوس مقال مقترح: تحقيق صادم يكشف استخدام 'إكس' و'واتساب' في تجارة أسلحة الحوثيين والأسلحة الأمريكية وأشار الموقع إلى أنه بعد مرور ستة أشهر على تولي الرئيس الأمريكي منصبه، لا يبدو أنه قد اقترب من إنهاء الحرب في غزة، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية، وتستمر المفاوضات في حالة من الجمود، في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة وإسرائيل عزلة دولية متزايدة. كان ترامب قد وعد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب وإعادة الرهائن إلى منازلهم، لكن مع استمرار النزاع وظهور صور الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع، بدأت تظهر بوادر انقسام داخل قاعدته 'MAGA'، وذلك بسبب دعمه لنهج رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتشدد في الحرب العدوانية على غزة. أكد ترامب أن الوقت قد حان لتصعيد الحرب من قبل إسرائيل بهدف 'التخلص من حماس' و'إنهاء المهمة'، مما أثار تساؤلات في الأوساط الإسرائيلية حول ما إذا كان ذلك تغييرًا فعليًا في السياسة أم مجرد مناورة تفاوضية، حيث صرح ترامب للصحفيين بعد وصوله إلى اسكتلندا: 'ما فعلته حركة حماس كان فظيعًا وسنرى ما هو رد إسرائيل على ذلك، لكن يبدو أن الوقت قد حان'. من نفس التصنيف: 'ترامب كارد' يمنح إقامة دائمة في أمريكا مقابل استثمار 5 ملايين دولار خلال لقائه مع عائلات الرهائن في وزارة الخارجية يوم الجمعة، كرر روبيو عدة مرات أن الإدارة بحاجة إلى 'إعادة النظر' في استراتيجيتها في غزة و'تقديم خيارات جديدة للرئيس'، وفقًا للمصادر. الضوء الأخضر الأمريكي لنتنياهو أعطى ترامب نتنياهو حرية شبه مطلقة في إدارة الحرب في غزة، بدءًا من العمليات العسكرية وصولًا إلى مفاوضات الرهائن وتوزيع المساعدات الإنسانية، ورغم أن مصادر في البيت الأبيض تشير إلى انزعاج ترامب من مقتل الفلسطينيين، إلا أنه لم يمارس ضغطًا حقيقيًا على نتنياهو لإنهاء الحرب، بل شجعه أحيانًا على التصعيد. بينما اتهم نتنياهو إدارة بايدن السابقة بعرقلة إسرائيل من خلال الحد من شحنات الأسلحة، زاعمًا أن تولي ترامب للرئاسة وتعيين رئيس أركان جديد سيمكنانه من هزيمة حماس، مشيرًا إلى أن ترامب أرسل لإسرائيل قنابل بوزن 2000 رطل، بينما أوقف بايدن إرسالها، ولم يوجه ترامب أي انتقادات علنية لإسرائيل بشأن مقتل المدنيين، لكن النتائج لم تتغير كثيرًا، حيث لم تتمكن إسرائيل من القضاء على حماس، وتعرضت غزة لدمار واسع وقتل آلاف الفلسطينيين. خرق إسرائيل هدنة يناير كان لترامب ومستشاره ستيف ويتكوف دور كبير في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل رهائن في يناير، قبل أيام من تنصيبه، لكن إسرائيل خرقت الاتفاق بعدم التفاوض على المرحلة الثانية من هدنة يناير، واستأنفت الحرب من طرف واحد في مارس. أشار روبيو في اجتماعه إلى أن واشنطن كانت مقتنعة بالنهج التدريجي الذي تم اعتماده في صفقة بايدن، وهو الهدنة المؤقتة مقابل إطلاق عدد محدود من الرهائن، واعتبره غير مستدام على المدى الطويل، لكنه أوضح أن الإدارة اضطرت للتعامل معه في يناير بسبب الظروف، بينما كان نتنياهو يفضل هذا النهج لأسباب سياسية داخلية حتى لا يجبر على إنهاء الحرب، ومع أنه لم يكن مقتنعًا به، إلا أن ترامب دعمه في الجولات اللاحقة من المفاوضات، والتي باءت جميعها بالفشل، باستثناء إطلاق سراح المواطن الأمريكي إدن ألكساندر، الذي تم بجهود مباشرة من ترامب متجاوزًا نتنياهو. الجوع في غزة رغم تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المبكر من الجوع في غزة، فقد دعم خطة إسرائيلية لتوصيل المساعدات من خلال مؤسسة إنسانية خاصة (GHF) بعيدًا عن الأمم المتحدة، لتفادي سيطرة حماس عليها، ومع ذلك، قُتل المئات من الفلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات. الوضع الإنساني في غزة تشير تقارير وزارة الصحة في غزة إلى وفاة 122 فلسطينيًا مؤخرًا بسبب الجوع، وبلوغ حصيلة القتلى منذ بداية الحرب نحو 60 ألفًا، كما حذرت دول غربية من تفاقم الكارثة، حيث أصدرت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة بيانًا مشتركًا قالت فيه: 'الوضع الإنساني الكارثي في غزة يجب أن ينتهي الآن'.


تحيا مصر
منذ ساعة واحدة
- تحيا مصر
مصر تنطلق نحو أفريقيا: شراكة اقتصادية استراتيجية ترجح كفة الصناعات الوطنية والتصدير
تأتي استراتيجية الشراكة مع الدول الإفريقية ضمن رؤية القيادة السياسية لتحويل مصر إلى مركز إقليمي اقتصادي قيادي، يعزز من التكامل الأفريقي عبر اتفاقيات تجارية ومشروعات مشتركة تُسهم في نقل الصناعة المصرية للأسواق الأفريقية على المدى الطويل . بدايات ومُحفّزات التعاون مصر تُعد من الدول الرائدة في توقيع الاتفاقيات التجارية والاستثمارية؛ إذ أبرمت 100 اتفاقية ثنائية وعالمية، منها 72 اتفاقية سارية مع دول داخل وخارج القارة . دخول منطقة التجارة الحرة الثلاثية 'TFTA' حيز التنفيذ في 25 يوليو 2024 (بين COMESA – EAC – SADC) عزز من قدرة مصر على التصدير وزيادة الاستثمار داخل أفريقيا بنحو 29% بحسب تقديرات نماذج الاقتصاد الكلي . أهداف استراتيجية – تصدير واستثمار وتنمية صناعية.. تسعى مصر إلى فتح أسواقًا واعدة أمام الصادرات الوطنية، وتوسيع قاعدة التبادل التجاري لتحقيق تنمية مستدامة. وقد تم تفعيل مشروعات صناعية واستثمار مباشر مشترك بين مصر ودول أفريقية يدعم الصناعات المحلية ويخلق فرص عمل حقيقية داخل القارة. وفي سياق متصل، أشادت النائبة ميرفت الكسان بتلك التحركات، مؤكدة أن الحكومة — ممثلة في وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية — تبذل جهودًا كبيرة في مد جسور التعاون مع شركاء أفارقة عبر اتفاقيات ومشروعات مشتركة، مشيرة إلى أن هذه الشراكة تعكس رؤية القيادة السياسية في جعل مصر مركزًا اقتصاديًا يعزز التبادل التجاري والنمو المستدام . كما وصف خبراء الاقتصاد هذه المرحلة بأنها نقطة تحول في مسار الاقتصاد المصري، تعزز من قيمة الصادرات وتقلص فجوة الميزان التجاري . خطوات تنفيذية ومبادرات حديثة تاتي في ضوء اجتماعيات علي المستوي الوزاري حيث التقت رانية المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، بوزيرة الطاقة من باربادوس ووزيرة الصناعة والتجارة من نيجيريا، لبحث دعم التعاون في مجالات التنمية المختلفة بما في ذلك رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة. كما أطلعت المشاط الشركاء على تجربة مصر في دعم «جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة» وإطلاق المجموعة الوزارية لريادة الأعمال، لما لها من أثر في نمو التشغيل وتعزيز الاقتصاد الوطني . ثانيًا: الشراكات الاستثمارية والمؤسساتية تعاقدت مصر مؤخرًا مع Africa Finance Corporation وInfinity Power لدعم التحول الأخضر عبر التمويل المناخي وتمويل البنية التحتية المستدامة في أفريقيا، ضمن صندوق البُنية التحتية المقاوم للمناخ . أيضًا جرى إنشاء اتفاقيات تجارية ومالية متعددة مع الصين، تشمل تقاضي المدفوعات بالعملات المحلية (اليوان والجنيه)، وإصدار سندات Panda، وتوسع نطاق البنية التحتية الرقمية عبر UnionPay وPaymob في منطقة قناة السويس الاقتصادية . ثالثًا: منتديات وتحرّكات ميدانية عقد منتدى أعمال مصري-مالي بالعاصمة باماكو لتفعيل التعاون الاقتصادي والصناعي والاستثماري، واستعرض فرص الاستثمار في قطاعات مثل المنسوجات والأدوية والخشب والخدمات اللوجستية . كذلك توجهت بعثة مصرية رسمية إلى بوركينا فاسو حاملين رسالة رئيس الجمهورية لتعزيز التعاون في البناء والطاقة والزراعة، مصطحبين 30 من رواد الأعمال للاستثمار هناك . المؤشرات الاقتصادية الحديثة بنهاية مارس 2025، انخفض العجز في الحساب الجاري إلى 13.2 مليار دولار مقارنة بـ 17.1 مليار العام السابق، مدعومًا بارتفاع التحويلات الأجنبية والسياحة رغم تراجع الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى 9.8 مليار دولار . وعلى الرغم من التحديات، سجلت بورصة مصر مستويات قياسية مطلع يوليو مدعومة بتفاؤل السوق تجاه برنامج الإصلاحات الاقتصادي وقُرب طرح صكوك دولية بقيمة محتملة 4 مليارات في ضوء هذه الجهود الطموحة والمستمرة، تبدو الشراكة المصرية–الأفريقية منصة حاسمة لتحقيق النمو والتصدير الوطني، وتحويل دولة مصر إلى بوابة استثمارية للصناعة والخدمات داخل القارة. وفي ذات السياق، فإن تعزيز الشراكة مع أفريقيا، تفتح آفاقاً واعدة أمام الصادرات المصرية وتدعم الصناعات المحلية، وأنه عبر هذه الشراكة تُترجم رؤية القيادة الوطنية بأن تكون مصر مركزًا اقتصاديًا يُرسي دعائم النمو المنشود.