logo
تصعيد خطير ينذر بمواجهة شاملة بين الهند وباكستان.. هل يتدخل المجتمع الدولي؟

تصعيد خطير ينذر بمواجهة شاملة بين الهند وباكستان.. هل يتدخل المجتمع الدولي؟

صحيفة سبق١٠-٠٥-٢٠٢٥

في تطورٍ مفاجئ ومقلق، انزلق الصراع المزمن بين الجارتَيْن النوويتَيْن، الهند وباكستان، اليوم (السبت)، إلى مستوى جديد من المواجهة العسكرية المباشرة، مما يُنذر بعواقب وخيمة على الأمن والاستقرار في منطقة جنوب آسيا المضطربة، ففي غضون ساعات قليلة، تبادل الطرفان، اللذان يمتلكان تاريخاً طويلاً من العداء والحروب، ضربات جوية وصاروخية مكثّفة استهدفت قواعد ومنشآت عسكرية إستراتيجية في عُمق أراضي كل منهما.
هذا التصعيد، الذي يُعد الأخطر منذ سنوات، جاء وسط سيلٍ من الاتهامات المتبادلة حول المسؤولية عن إشعال شرارة المواجهة الأولى؛ ما دفع بالمنطقة بأكملها إلى حافة الهاوية، وأعاد إلى الأذهان سيناريوهات مرعبة لمواجهات سابقة كادت أن تخرج عن السيطرة.
بدأت شرارة هذا التصعيد الميداني، وفقاً للرواية الرسمية الصادرة عن إسلام أباد، في الساعات الأولى من فجر اليوم، عندما أقدمت القوات الهندية على شن هجمات وصفتها باكستان بـ"العدوانية وغير المبررة"، وأوضح بيانٌ صادرٌ عن القيادة العسكرية الباكستانية أن الهند استخدمت صواريخ جو-أرض دقيقة في استهداف ما لا يقل عن ثلاثٍ من قواعدها الجوية الحيوية، ومن بين أبرز هذه القواعد التي طالها القصف الهندي، قاعدة "نور خان" الجوية، التي لا تبعد كثيراً عن العاصمة إسلام أباد، وتُعد مركزاً لوجستياً وعملياتياً رئيساً لسلاح الجو الباكستاني، مما يُضفي على الاستهداف بُعداً إستراتيجياً خطيراً، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الباكستانية.
وتعزّزت هذه الرواية بشهادات حية نقلتها وسائل إعلام محلية عن سكان في مدينة روالبندي، المتاخمة للعاصمة والتي تحتضن قاعدة نور خان، فقد أفاد شهود عيان بأنهم استيقظوا على دوي ثلاثة انفجارات عنيفة على الأقل هزّت أرجاء المدينة، وأثارت حالة من الهلع، ونُقل عن أحد الشهود وصفه لمشهد "كرة نارية ضخمة" تصاعدت في السماء عقب الانفجارات، وكانت ألسنة اللهب مرئية بوضوح من مسافة أميال، وهو ما يشير إلى قوة الضربات وحجم الدمار المحتمل الذي خلفته في المنشآت المستهدفة، وإن لم يتم الكشف رسمياً عن تفاصيل الخسائر بشكلٍ فوري.
ولم يتأخر الرد الباكستاني كثيرًا. ففي غضون ساعاتٍ قليلة من الهجمات الهندية، أعلنت القيادة العسكرية في إسلام أباد أنها نفّذت سلسلة من الضربات الانتقامية، مؤكدةً حقها في الدفاع عن النفس وسيادة أراضيها، واستخدمت القوات الباكستانية، بحسب بيانها، صواريخ أرض-أرض قصيرة المدى لضرب عدة مواقع عسكرية داخل الأراضي الهندية، وشملت قائمة الأهداف المعلنة من الجانب الباكستاني قاعدتَي "أودهامبور" و"باثانكوت" الجويتين، وهما من القواعد الهندية الأمامية ذات الأهمية الإستراتيجية، إضافة إلى ما وصفته بأنه منشأة حيوية لتخزين الصواريخ، وأرفق الجيش الباكستاني بيانه بعبارة مقتضبة لكنها ذات دلالة عميقة في سياق الردع المتبادل، حيث قال: "العين بالعين"، مؤكداً مبدأ المعاملة بالمثل.
في المقابل، قدّمت نيودلهي رواية مغايرة تماماً لتسلسل الأحداث، نافيةً أن تكون هي البادئة بالاعتداء، مؤكدةً أن قواتها المسلحة تحركت فقط رداً على "موجة من الهجمات العدوانية" التي شنّتها باكستان أولاً على الأراضي الهندية، ووفقاً للمتحدثة باسم الجيش الهندي، فيوميكا سينغ؛ فإن باكستان هي التي بدأت التصعيد باستهدافها لـ 26 موقعاً هندياً متنوعاً، وأوضحت سينغ؛ في مؤتمر صحفي عُقد على عجلٍ اليوم، أن الهجمات الباكستانية المزعومة لم تقتصر على نوعٍ واحدٍ من الأسلحة، بل شملت استخدام طائرات مسيّرة متطورة، وأسلحة بعيدة المدى، إضافة إلى طلعات جوية لطائرات مقاتلة.
وأقرّت المتحدثة باسم الجيش الهندي فيوميكا سينغ؛ بوقوع "أضرار محدودة" في المعدات والأفراد من جرّاء الهجمات الباكستانية التي طالت أربع قواعد تابعة لسلاح الجو الهندي. ومع ذلك، لم تقدّم تفاصيل إضافية حول طبيعة هذه الأضرار أو حجمها الدقيق، وفي ظل هذا التضارب الحاد في الروايات الرسمية، وتبادل الاتهامات المحموم بين الطرفين، تظل الصورة الكاملة لحجم الأضرار الفعلية والخسائر البشرية على كلا الجانبين غامضة وغير واضحة المعالم. وغالباً ما يصاحب مثل هذه المواجهات العسكرية الحساسة تعتيمٌ إعلامي ورقابة مشدّدة على المعلومات، مما يجعل من الصعب التحقّق بشكلٍ مستقلٍ من ادعاءات كل طرف.
ويعيد هذا التصعيد العسكري الأخير بين الهند وباكستان، الذي تزامن مع توترات جيوسياسية عالمية أخرى، إلى الأذهان بقوة تاريخاً طويلاً وحافلاً بالنزاعات الحدودية والحروب المباشرة بين هاتين الجارتين النوويتين منذ استقلالهما، ويثير هذا التدهور السريع في الموقف مخاوف جدية وعميقة لدى المجتمع الدولي من احتمالية انزلاق الأمور إلى مواجهة أوسع نطاقاً، قد تكون لها تداعياتٌ كارثية؛ ليس فقط على الأمن والاستقرار الإقليمي في شبه القارة الهندية، بل قد تمتد آثارها لتهديد السلم والأمن الدوليين.. فهل تتمكّن قنوات الدبلوماسية وجهود الوساطة الإقليمية والدولية من لجم هذا التدهور الخطير واحتواء الموقف قبل فوات الأوان، أم أن المنطقة مُقبلة على فصل جديد ومظلم من فصول الصراع المفتوح الذي قد يدفع بالجميع إلى المجهول؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سقوط «يوتيوبر» هندية في فخ التجسس لباكستان
سقوط «يوتيوبر» هندية في فخ التجسس لباكستان

عكاظ

timeمنذ 5 ساعات

  • عكاظ

سقوط «يوتيوبر» هندية في فخ التجسس لباكستان

تابعوا عكاظ على اعتقلت السلطات الهندية مدوِّنة السفر الشهيرة جوتي مالهوترا للاشتباه في قيامها بالتجسس لصالح باكستان، في خضم تصاعد التوتر بين الدولتين. وألقت الشرطة الهندية القبض على مدوِّنة السفر جيوتي مالهوترا، من ولاية هاريانا الشمالية، بتهمة الاشتباه في التجسس لصالح باكستان، في العملية الأمنية التي أُطلق عليها اسم «أوبريشن سيندور»، وجاءت في أعقاب الهجوم الدامي الذي شهدته منطقة باهالجام وأسفرت عن حملة اعتقالات واسعة في بضع ولايات هندية، في ظل تصاعد التوترات بين الجارتين، عقب صراع عسكري استمر لأربعة أيام هذا الشهر. لكن المفاجأة كانت بتورط مالهوترا (31 عاماً) صاحبة الظهور اللامع والمؤثر في مواقع التواصل التي اتُهمت بأنها كانت على تواصل مباشر مع ضابط باكستاني يُدعى إحسان الرحمن الملقب بـ«دانش» ويعمل في المفوضية العليا الباكستانية في نيودلهي. وأفاد مسؤول رفيع في الشرطة، بأن مالهوترا متهمة بمشاركة معلومات حساسة مع جهات باكستانية. وتُعد هذه النوعية من التوقيفات أمراً شائعاً بين البلدين، لكن توقيت القبض على مالهوترا أثار اهتماماً واسعاً، لاسيما أنه جاء بعد أعنف مواجهة عسكرية بين الهند وباكستان منذ عقود، ما زاد المخاوف من اندلاع حرب شاملة. وفقا لما أوردته «CNN». بحسب رواية الشرطة الهندية، كانت مالهوترا على تواصل مع عميل استخبارات باكستاني عمل على استدراجها، واستمرت هذه العلاقة حتى خلال المعركة الدامية الأخيرة بين البلدين. أخبار ذات صلة وقال قائد الشرطة ششانك كومار ساوان: «كانت مدوِّنة سفر، لكن أثناء التحقيق تبين أنها سقطت في هذا الفخ سعياً وراء المشاهدات والمتابعين والمحتوى المنتشر». وأضاف ساوان أن مالهوترا سافرت إلى باكستان في رحلات «ممولة»، وكانت على اتصال بمؤثرين آخرين على «يوتيوب» يُشتبه بتواصلهم أيضاً مع جهات استخباراتية باكستانية. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}

6 قتلى في تفجير استهدف حافلة مدرسية بجنوب غربي باكستان
6 قتلى في تفجير استهدف حافلة مدرسية بجنوب غربي باكستان

الشرق الأوسط

timeمنذ 12 ساعات

  • الشرق الأوسط

6 قتلى في تفجير استهدف حافلة مدرسية بجنوب غربي باكستان

قتل 4 أطفال على الأقل وبالغان، الأربعاء، في تفجير انتحاري استهدف حافلة مدرسية في إقليم بلوشستان الواقع جنوب غربي باكستان، الذي يشهد ارتفاعاً في وتيرة العنف، في هجوم اتهمت الحكومة الباكستانية جارتها الهند بالوقوف وراءه. ومن بين القتلى سائق الحافلة ومعاونه. ووقع الهجوم في منطقة خضدار بإقليم بلوشستان عندما كانت الحافلة في طريقها إلى المدرسة التي يرتادها أبناء العسكريين وسكان تلك المنطقة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف خلال اجتماع مع قادة القوات الباكستانية ومسؤولين حكوميين آخرين (أ.ف.ب) واتهم رئيس الحكومة شهباز شريف الهند بدعم المسلحين منفذي الهجوم الذي يأتي بعد أسبوعين تقريباً على هدنة بين الطرفين لوضع حد لأعنف اشتباكات بينهما في عقود. وأضاف في بيان أن «مهاجمة إرهابيين يعملون برعاية هندية لأطفال أبرياء في حافلة مدرسية دليل واضح على عدائهم». كما صرَّح الجيش في بيان بأن الهجوم «مخطط له ومدبر» من قبل الهند. وكثيراً ما تتبادل الدولتان النوويتان الجارتان اتهامات بدعم كل منهما الأخرى للجماعات المسلحة التي تنشط في أراضيهما. واندلعت شرارة النزاع الأخير الذي استمر 4 أيام في وقت سابق من هذا الشهر، بسبب هجوم على سياح في باهالغام في الجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير، اتهمت الهند باكستان بدعمه، وهو ما انتقمت منه. ونفت باكستان أي تورط لها في الهجوم. جنود على الجانب الهندي من الحدود مع باكستان (أ.ف.ب) ولم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الأربعاء. وقال سرفراز بُكتي، رئيس وزراء إقليم بلوشستان، إن 4 أطفال وسائق الحافلة ومعاونه قتلوا. كما أعلن ياسر إقبال داشتي، المسؤول البارز في حكومة منطقة خُضدار، أن «حافلة مدرسية مخصصة لأبناء العسكريين كانت هدفاً للهجوم، مضيفاً أن طبيعة الهجوم لم تُعرف بعد». وتابع: «وتفيد نتائج التحقيق الأولي بأنه هجوم انتحاري». وأكد مسؤول كبير في الشرطة -طلب عدم الكشف عن اسمه- الحصيلة نفسها، مضيفاً أن 12 شخصاً أصيبوا بجروح. وكان الجيش قد أعلن في وقت سابق في تصريحات صحافية، أن الحصيلة هي 5 قتلى، بينهم 3 أطفال. وأظهرت مشاهد نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي هيكل الحافلة المدمرة، وكومة من الحقائب المدرسية. يشار إلى أن «جيش تحرير بلوشستان» هو المجموعة المسلحة الأكثر نشاطاً في المنطقة التي شهدت ارتفاعاً حاداً في الهجمات التي استهدفت في الغالب قوات الأمن. جندي هندي يراقب خط الحدود مع باكستان في كشمير (أ.ف.ب) وفي مارس (آذار) قُتل عشرات المسلحين وأفراد من قوات الأمن كانوا خارج الخدمة، خلال عملية سيطرة على قطار كان يقل مئات الركاب. وفي عام 2014، شنّ مسلحون من حركة «طالبان» الباكستانية هجوماً على مدرسة الجيش العامة في بيشاور، شمال غربي إقليم خيبر بختونخوا، ما أسفر عن مقتل أكثر من 150 شخصاً، غالبيتهم من الطلاب. وأشعل هذا الهجوم المروع شرارة حملة واسعة النطاق ضد التشدد الذي تنامى لسنوات في المناطق الحدودية.

مقتل زعيم المتمردين الماويين في الهند
مقتل زعيم المتمردين الماويين في الهند

الشرق الأوسط

timeمنذ 12 ساعات

  • الشرق الأوسط

مقتل زعيم المتمردين الماويين في الهند

قتلت قوات خاصة زعيم المتمردين الماويين في الهند، اليوم الأربعاء، على ما قال وزير الداخلية، فيما قد يشكل ضربة حاسمة في النزاع المتواصل منذ عقود، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية». وقال الوزير آميت شاه إن قوات هندية قتلت 27 متمرداً في وسط الهند، بينهم «الزعيم الأعلى» للتمرد الماوي، موضحاً في بيان: «اليوم في عملية في نارايانبور، قضت قواتنا الأمنية على 27 ماوياً، بينهم نامبالا كيشاف رو المعروف بباسافاراجو، الأمين العام لحركة (سي بي آي) الماوية؛ أي قائدها الأعلى والعمود الفقري لحركة (ناكساليت)» تيمناً بالبلدة الواقعة عند سفوح جبال هملايا، حيث نشأ التمرد الماوي قبل ستة عقود تقريباً. أضاف البيان: «هذه المرة الأولى منذ ثلاثة عقود على معركة بهارات (الهندية) ضد حركة (نكساليت)، التي تحيد فيها قواتنا زعيماً برتبة أمين عام». ومنذ انطلاق حركة التمرد سنة 1967، لقي أكثر من 12 ألف شخص حتفهم في اشتباكات مسلحة. وتؤكّد حركة «ناكساليت» التي تعتنق فكر الزعيم الصيني الثوري ماو تسي تونغ، أنها تناضل من أجل حقوق السكان الأصليين، مطالبة بتخويلهم الانتفاع من الأراضي وفرص العمل والموارد الطبيعية الزاخرة في المنطقة. في ذروته في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، سيطر التمرد على ما يقرب من ثلث مساحة البلاد، مع 15 ألفاً إلى 20 ألف مقاتل. وأشاد رئيس الوزراء ناريندرا مودي «بقواتنا لتحقيق هذا النجاح الرائع»، مضيفاً أن الحكومة «متمسكة بالقضاء على خطر الماوية، وضمان حياة من السلام والتقدم». وكان شاه أثنى بدوره على «قواتنا الأمنية وأجهزتنا الشجاعة على هذا الإنجاز الكبير». وأضاف أنه في عمليات أوسع نطاقاً، اعتُقل 54 شخصاً، واستسلم 84 من «النكساليت» في ولايات تشاتيسغار وتيلانغانا ومهاراشترا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store