
معركة زحلة...
بقاعياً، علمت «الجمهورية» أنّه تمّ التواصل مع رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف من قِبل المرشح أسعد زغيب، الذي اتفق معها على زيارة سيقوم بها غداً مع أعضاء كتلته إلى مقر «الكتلة الشعبية» في زحلة. كما وعلمت «الجمهورية» من أوساط سكاف، أنّ هناك توجّهاً لدى «الكتلة الشعبية» بالسير في دعم لائحة «زحلة رؤية وقرار» التي يترأسها أسعد زغيب ويدعمها النائب ميشال ضاهر، بوجه لائحة «قلب زحلة» التي تدعمها «القوات اللبنانية».
وفي السياق عينه، علمت «الجمهورية» أنّ هناك توجّهاً أيضاً من قِبل «التيار الوطني الحر» بدعم لائحة أسعد زغيب بعد تواصل الأخير مع أحد نواب التيار الذي يعمل حالياً على إيجاد مخرج لإبرام الاتفاق البلدي مع لائحة أسعد زغيب، باعتبارها اللائحة المنافسة للائحة "القوات اللبنانية".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 أيام
- القناة الثالثة والعشرون
زحلة توقظ الصراع على الزعامة المسيحيّة
لا تشبه نتائج انتخابات زحلة اي منطقة أخرى، فحزب "القوات اللبنانية" خاض المعركة وحيدا بمواجهة تحالف سياسي وحزبي كبير، مما حمل رسائل ومؤشرات عديدة. فليس أمرا عابرا ان تربح "القوات" معركة مدينة توصف بانها "مدينة السلام ومربى الأسود"، وتضم خليطا سياسيا متنوعا من الزعامات والقوى السياسية. بتقدير مصادر مسيحية، يعتبر انتصار "القوات" بلديا نقطة تحول في المزاج المسيحي لا يمكن تخفيف وقعه وتأثيره في الاحزاب المسيحية، فقد كرست زعامتها المسيحية في الشارع المسيحي، وانها الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه، مما يؤشر الى ملامح تبدل في المزاج المسيحي. ما فعلته "القوات" زحليا يشبه التسونامي العوني، بحسب المصادر، عندما تحرك الشارع المسيحي مع العماد ميشال عون في الحالة العونية الشهيرة. وتصويت زحلة البلدي كما تقول المصادر "تفويض مسيحي جديد لمعراب". وتقول مصادر "قواتية" ان انتخابات زحلة حملت اكثر من عنوان، فـ "القوات" استطاعت ان تكسر محاولة عزلها واظهار ضعفها التمثيلي واستهدافها، بعدما تكتلت القوى السياسية في خندق واحد ضدها. وتقول المصادر المسيحية ان الامر قد يحتاج الى المزيد من البحث في تشريح النتائج لتبيان كيفية التصويت في زحلة، الا ان تكتل الاخصام التقليديين خلق حالة تعاطف شعبي حول "القوات"، فضلا عن العامل التاريخي للمدينة التي صمدت أشهر في حصار الجيش السوري عام ١٩٨١، وقد أحسنت "القوات" اللعب على هذا العنوان. تقنيا، عوامل مختلفة أهدت الفوز لـ "القوات"، بحسب المصادر، فمن الثابت ان الخصومة المشتركة بين "التيار الوطني الحر" و"الكتلة الشعبية" مع رئيس البلدية السابق أسعد زغيب، أدّت دورا هاما في ترجيح الكفة للائحة سليم غزالة الفائزة، وثبت في اقلام الاقتراع عدم وجود توجيه مباشر للتصويت للائحة زغيب، كما ان ترك التيار الحرية لناخبيه اهدى "القوات" أصوات غير الملتزمين للائحة "قلب زحلة بالقلب". وتؤكد المصادر المسيحية ان انتخابات زحلة محطة في مسار سياسي جديد، سبق ان مر به "التيار الوطني الحر"، والنتائج التي حققتها "القوات" في عدد من بلديات جبل لبنان والبقاع والشمال، ستضعها في تنافس ومواجهة مع التيار، والتسابق سينطلق قريبا في الأقضية المسيحية بين "القوات" والتيار على الاتحادات، ومن بعدها في الانتخابات النيابية، والتنافس الأكبر على زعامة الشارع المسيحي. لكن انتصار "القوات" لا يعني تحجيم التيار، كما تؤكد مصادر مسيحية وسطية، فالتيار حقق نقلة نوعية وخرج من ازماته السياسية الحادة، مقابل تحالفات هجينة بلديا لـ "القوات، وتؤكد النتائج البلدية والاختيارية في عدد من المناطق، استمرار حضور التيار ووهجه السياسي على الرغم من كل العثرات. مع اسدال الستارة على المشهد البلدي التي ستتوج بفرز الاتحادات المسيحية بين "القوات" والتيار والاحزاب الحليفة للطرفين، تتجه الانظار الى الاستحقاق النيابي عام ٢٠٢٦ الذي سيكون ساحة منازلة على الزعامة المسيحية. فـ "القوات" تسعى لتكريس قوتها في الشارع المسيحي وتحجيم "التيار الوطني الحر"، لتفرض نفسها اللاعب الأساسي على الساحة المسيحية بعد الانتخابات البلدية، فيما سيعمل التيار الخارج من أزمات داخلية، وتتعلق بتحالفاته التي انهارت مع حلفاء المرحلة الماضية، لاستعادة قوته وحضوره، وقد وضع نصب عينيه خيار المعارضة لترميم شعبيته وشد العصب الجماهيري، لتأدية دور المهمش او المستهدف مسيحيا. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 3 أيام
- القناة الثالثة والعشرون
القوّات في بيروت: وقت الخطر 'أحباش'!
حملت نتائج الانتخابات البلديّة، حتّى الآن، 'تشكيلة' من الانتصارات المصطنعة، بفعل التحالفات المصطنعة، وأخرى راكمت مؤشّرات سياسيّة جدّيّة يصعب حجب تأثيرها على الاستحقاق النيابي المقبل. بعد جونية الصداميّة، والبترون التوافقيّة، وزغرتا 'كسر العضم'، وبشرّي المُطعّمة بالنصر القوّ=اتي الناقص، قدّمت العاصمة بيروت، بدوائرها المسيحية، ومدينة زحلة ترسيماً إضافيّاً للأحجام نصّب 'القوات' رقماً صعباً، والتيّار الوطني الحرّ شريكاً لا غنى عنه، و جعل نوّاب التغيير… 'قيد التغيير'. الأهمّ أنّه تحت عنوان مناصفة لم تَسلَم من الخرق ارتضت 'القوّات' التحالف مع 'الحزب' والأحباش، وهو ما دفع النائب جبران باسيل إلى الطلب من 'القوّات' تفهّم تحالفه سابقاً مع 'الحزب' لحماية العيش المشترك. اعترف النائب جبران باسيل بأنّ 'القوّات' هي القوّة الكبرى في زحلة، وبرافو عليهم. أمّا نحن فلدينا مسؤوليّة مراجعة أدائنا السياسي والشعبي في زحلة، فنحن نشكّل القوّة الشعبيّة الثانية بعد 'القوّات' بفارق كبير، مع رفضنا للأداء الإلغائي'. فَهِم كثيرون من كلام باسيل توجّهه إلى إجراء تغيير في ما يخصّ مرشّحه للنيابة في زحلة في الانتخابات المقبلة، لكن أيضاً وَضع باسيل إطاراً واقعيّاً لهزيمته في زحلة حين تحدّث عن عائقَين: رفض 'القوّات' التحالف معه، ورفض باسيل توفير رافعة أصوات، تماماً كما الكتلة الشعبية برئاسة ميريام سكاف، لأسعد زغيب الذي حلّ قبل الخاسر الأخير في ترتيب اللائحة، مؤكّداً أنّها 'رسالة' مقصودة من التيّار. فيما يدلّ هذا الاعتراف على أنّ 'التيّار' أعطى لائحة 'القوّات'، تنفي مصادر قيادية هذا الأمر، مؤكّدة أنّ قراره ترك الحرّيّة للناخبين ينزع أيّ صبغة حزبية لسلوك الناخبين الملتزمين، وأنّ 'مفاوضات على أعلى المستويات حصلت بين الطرفين عشيّة الاقتراع، لكنّها لم تصل إلى مكان. فعليّاً، نحن شطّبنا أسعد زغيب'. تقول مصادر إحدى الماكينات الانتخابية إنّ 'التيّار' وميريام سكاف صبّا ما يقارب ثلاثة آلاف صوت للّائحة المدعومة من 'القوّات' برئاسة سليم غزالة، من دون أن يُعرف إذا حصل ذلك بتوجيه سياسي محدّد. هذا البلوك من الأصوات لو ذهب للائحة زغيب لكانت فازت لائحته بـ 16 عضواً، وخرقت 'القوّات' بخمسة أعضاء'. وهو تحليل للأرقام لا تعترف معراب بجدّيّته. بيضة القبّان مقابل نكسة سقوط التحالف الانتخابي لزغيب وميشال ضاهر والثنائي الشيعي والكتائب وسيزار معلوف ونقولا فتّوش وخليل الهراوي 21 – صفر أمام 'القوّات'، برز سيناريو مضادّ مفاده: 'بعملية حسابيّة بسيطة كان على لائحة 'القوّات' 16 مرشّحاً بلغ مجموع أصوات كلّ منهم بين 14,086 صوتاً و13,437 صوتاً، في مقابل 16 مرشّحاً على لائحة زغيب تراوح مجموع أصوات كلّ عضو بين 8,516 و8,031، ولذلك بلوك الـ 3 آلاف صوت لو جُيّر لهم لكانوا نجحوا على اللائحة المدعومة من النائب ميشال ضاهر. ربّما أراد التيّار والكتلة الشعبية أن يقولوا إنّهم بيضة القبّان في هذا الإنجاز، خصوصاً بعدما تعاطى زغيب بفوقيّة فاقعة مع التيّار. وسكاف من جهتها أرادت خوض معركة إلحاق الخسارة بميشال ضاهر في زحلة، مع العلم أنّ كتلة صامتة مستقلّة آثرت الذهاب نحو الخيار الوحيد المتاح ضدّ أسعد زغيب، لأنّهم يريدون وجهاً جديداً غير الرئيس الحالي، كائناً من كان'. اللافت أنّ زياد شعنين، على لائحة 'قلب زحلة' المدعومة من 'القوّات'، حلّ أوّلَ (14,369) بفارق 28 صوتاً عن الرقم الذي ناله رئيس اللائحة سليم غزالة. يُذكر أنّ شعنين هو نائب الرئيس الذي كانت طرحته ميريام سكاف خلال مفاوضات التحالف مع 'القوّات'، فيما أكثر من مرشّح طرحتهم سكاف، وأُبقي عليهم على لائحة 'القوّات' بعدما فَرَطَ 'الديل' بينهما. القوّات 'تُحلّق' مع ذلك، يؤكّد العارفون بالخريطة الزحليّة أنّ 'القوّات' سجّلت خلال تسع سنوات فارقاً كبيراً، من آخر انتخابات حين كان مجلس بلديّة المدينة يتقاسمه 'التيّار' و'القوّات' والكتائب وميشال ضاهر وأسعد زغيب، ببلوك أصوات بلغ نحو عشرة آلاف صوت. لكنّ 'القوّات' اليوم حقّقت قفزة كبيرة، وباتت اليوم صاحبة الرقم واحد في زحلة بفارق شاسع عن أخصامها، ويليها النائب ميشال ضاهر الذي سجّل القدرة على تشكيل لائحة بوجه معراب (مع بلوك أصوات من نحو 8,500 من داعميه)، فيما لا يمكن اليوم تحديد الحجم الحقيقي لـ'التيّار' وسكاف اللذين يُشكّلان، معاً، بلوكاً من 4,500 صوت، ذهب 3 آلاف منه للائحة 'القوّات'. وفي نهاية المطاف لم يتمكّنا من تأليف لائحة، بعدما كان في السابق من الصعب خوض معركة من دون 'التيّار' وآل سكاف'. في المقابل، في قرى قضاء زحلة برزت أكثر قوّة 'التيّار' والنائب ضاهر، خصوصاً في قرى شرقي زحلة (كفرزبد، عين كفرزبد، رعيت، كوسايا، دير الغزال) التي تصدّر فيها ضاهر ثمّ 'التيّار'. يرفع هذا الواقع، بتأكيد هؤلاء، رقم 'القوّات' منفردة إلى 20 ألفاً، فأصبح نيلها حاصلَين شبه محسوم، وقد تحصل على كسر (الأكبر) الحاصل الثالث إذا تحالفت مع شخصيّة وازنة، لكنّ ادّعاء 'القوّات' القدرة على نيل أكثر من هذه الحواصل هو أمر مبالغ فيه، لأنّها ستحتاج إلى 40 ألف صوت، وهو أمر مستحيل لأيّ فريق في قضاء زحلة. من زحلة إلى بيروت فيما كانت 'القوّات' تدقّ الأجراس وتستنفر قواعدها الزحليّة للتصدّي للتصويت الشيعي للائحة أسعد زغيب، وجد قياديّو معراب كلّ المبرّرات لـ 'تشريع' تحالفهم مع 'حزب السلاح' في العاصمة بيروت، الذي أعلن رفده، مع حركة أمل، لائحة 'بيروت بتجمعنا' بنحو 20 ألف صوت. مع ذلك، مُنيت اللائحة بنكسة تطيير مرشّح متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، وهو إيلي أندريا شقيق مساعدته، لحساب مرشّح 'بيروت بتحبّك' محمود الجمل، في تكرار لسابقة 1998. المفارقة أنّ 'المتّهم' الأوّل بكسر المناصفة هي قوى مسيحية صوّتت ضدّ خيار المطرانية 'غير المُناسب'. وتفيد المعلومات بأن بعض الناخبين الأرثوذكس عمدوا إلى تشطيب إسم أندريا، إضافة إلى قريبين من النائب نديم الجميل، الذي وصف الخرق في تصريح إعلامي، بـ 'اللعبة الديموقراطية'. جهاد بقرادوني: عِلاج المناصفة يقول نائب بيروت في تكتّل 'الجمهوريّة القوية' جهاد بقرادوني لـ 'أساس': 'حصيلة هذا الواقع تقودنا إلى ضرورة إعادة النظر بقانون البلديّات في ما يخصّ العاصمة بيروت، فـ'عِلاج' المناصفة لا يكون بالضرورة عبر التقاء كلّ الأضداد على لائحة واحدة ضمن تحالف 'الأمر الواقع'، أو أن يكون الأمر مرتبطاً بقرار شخص أو مرجعية أو مناخات سياسية معيّنة، هذا إذا كنّا فعلاً نريد بناء دولة. لذلك يجب أن تتمّ حماية المناصفة بالقانون والدستور وبالتقسيم الانتخابي لبلديّة بيروت، وهو ما يقوّي أيضاً عامل المنافسة بين المشاريع لمصلحة العاصمة'. يضيف بقرادوني: 'للأسف أتى هاجس حماية المناصفة على حساب إعداد البرامج الإنمائية لبلديّة بيروت، التي تحتاج إلى جهد جماعيّ كبير، فالتهينا بـ 'الديل' الذي قام بيننا على حساب التركيز على أمور ومشاريع هي من صلب العمل البلديّ الإنمائي والتطويريّ للعاصمة'، لافتاً إلى أنّه 'ربّما الحسنة الأساسية لهذا النوع من المجالس البلدية أن ليس من قوى معيّنة طاغية عليه'. معركة المخاتير ذكّر النائب السابق فارس سعيد أمس بقيام قوى المعارضة، وبينها 'القوّات'، ثلاث مرّات بالتحالف مع 'الحزب': عند إيصال ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، وعند إقرار انتخابات 2018، وفي بلديّة بيروت اليوم. في المقابل، يمكن الجزم أنّ القوى المسيحية، وعلى رأسها 'القوّات'، فَشِلت في جذب الناخبين المسيحيين نحو صناديق الاقتراع في بيروت، ولو تحت عنوان حماية المناصفة، فتكفّل بالأمر البلوك الشيعي وتصويت الأحباش والطاشناق (نحو ستة آلاف صوت)، إضافة إلى التصويت السنّيّ. تقول مصادر مسيحية إنّ 'المعركة الحقيقية للمسيحيين كانت المخاتير. وقد نال إيلي صباغة (أرثوذكس)، المستقلّ، على لائحة تحالف الأحزاب 5,773 صوتاً، فحلّ أوّلَ في الدائرة الأولى التي تضمّ 40 مختاراً: الأشرفية (12)، الرميل (12)، الصيفي (4)، المدوّر (12). وحصد 'الطاشناق' (12 مختاراً) و'القوّات' (12) العدد الأكبر من المخاتير، ويليهما حزب الكتائب، 'التيّار'، وميشال فرعون'. في المقابل، لم ينجح نوّاب التغيير في إيصال مختار واحد، فيما كان لافتاً نيل إيلي ترنتيك أحد المرشّحين المدعومين من تحت الطاولة من أنطوان الصحناوي، ومن دون ماكينة انتخابية ظاهرة، 2,772 صوتاً في الأشرفية، ونيل مارون نوفل المقرّب أيضاً من الصحناوي 1,420 صوتاً في الرميل، وهذه أرقام لافتة تعني أنّ الكباش المسيحي سيكون قويّاً جدّاً في الانتخابات النيابية المقبلة. ملاك عقبل -اساس انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الديار
منذ 3 أيام
- الديار
زحلة توقظ الصراع على الزعامة المسيحيّة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب لا تشبه نتائج انتخابات زحلة اي منطقة أخرى، فحزب "القوات اللبنانية" خاض المعركة وحيدا بمواجهة تحالف سياسي وحزبي كبير، مما حمل رسائل ومؤشرات عديدة. فليس أمرا عابرا ان تربح "القوات" معركة مدينة توصف بانها "مدينة السلام ومربى الأسود"، وتضم خليطا سياسيا متنوعا من الزعامات والقوى السياسية. بتقدير مصادر مسيحية، يعتبر انتصار "القوات" بلديا نقطة تحول في المزاج المسيحي لا يمكن تخفيف وقعه وتأثيره في الاحزاب المسيحية، فقد كرست زعامتها المسيحية في الشارع المسيحي، وانها الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه، مما يؤشر الى ملامح تبدل في المزاج المسيحي. ما فعلته "القوات" زحليا يشبه التسونامي العوني، بحسب المصادر، عندما تحرك الشارع المسيحي مع العماد ميشال عون في الحالة العونية الشهيرة. وتصويت زحلة البلدي كما تقول المصادر "تفويض مسيحي جديد لمعراب". وتقول مصادر "قواتية" ان انتخابات زحلة حملت اكثر من عنوان، فـ "القوات" استطاعت ان تكسر محاولة عزلها واظهار ضعفها التمثيلي واستهدافها، بعدما تكتلت القوى السياسية في خندق واحد ضدها. وتقول المصادر المسيحية ان الامر قد يحتاج الى المزيد من البحث في تشريح النتائج لتبيان كيفية التصويت في زحلة، الا ان تكتل الاخصام التقليديين خلق حالة تعاطف شعبي حول "القوات"، فضلا عن العامل التاريخي للمدينة التي صمدت أشهر في حصار الجيش السوري عام ١٩٨١، وقد أحسنت "القوات" اللعب على هذا العنوان. تقنيا، عوامل مختلفة أهدت الفوز لـ "القوات"، بحسب المصادر، فمن الثابت ان الخصومة المشتركة بين "التيار الوطني الحر" و"الكتلة الشعبية" مع رئيس البلدية السابق أسعد زغيب، أدّت دورا هاما في ترجيح الكفة للائحة سليم غزالة الفائزة، وثبت في اقلام الاقتراع عدم وجود توجيه مباشر للتصويت للائحة زغيب، كما ان ترك التيار الحرية لناخبيه اهدى "القوات" أصوات غير الملتزمين للائحة "قلب زحلة بالقلب". وتؤكد المصادر المسيحية ان انتخابات زحلة محطة في مسار سياسي جديد، سبق ان مر به "التيار الوطني الحر"، والنتائج التي حققتها "القوات" في عدد من بلديات جبل لبنان والبقاع والشمال، ستضعها في تنافس ومواجهة مع التيار، والتسابق سينطلق قريبا في الأقضية المسيحية بين "القوات" والتيار على الاتحادات، ومن بعدها في الانتخابات النيابية، والتنافس الأكبر على زعامة الشارع المسيحي. لكن انتصار "القوات" لا يعني تحجيم التيار، كما تؤكد مصادر مسيحية وسطية، فالتيار حقق نقلة نوعية وخرج من ازماته السياسية الحادة، مقابل تحالفات هجينة بلديا لـ "القوات، وتؤكد النتائج البلدية والاختيارية في عدد من المناطق، استمرار حضور التيار ووهجه السياسي على الرغم من كل العثرات. مع اسدال الستارة على المشهد البلدي التي ستتوج بفرز الاتحادات المسيحية بين "القوات" والتيار والاحزاب الحليفة للطرفين، تتجه الانظار الى الاستحقاق النيابي عام ٢٠٢٦ الذي سيكون ساحة منازلة على الزعامة المسيحية. فـ "القوات" تسعى لتكريس قوتها في الشارع المسيحي وتحجيم "التيار الوطني الحر"، لتفرض نفسها اللاعب الأساسي على الساحة المسيحية بعد الانتخابات البلدية، فيما سيعمل التيار الخارج من أزمات داخلية، وتتعلق بتحالفاته التي انهارت مع حلفاء المرحلة الماضية، لاستعادة قوته وحضوره، وقد وضع نصب عينيه خيار المعارضة لترميم شعبيته وشد العصب الجماهيري، لتأدية دور المهمش او المستهدف مسيحيا.