
حسم التمديد لليونيفيل بموافقة أميركية: تقليص العديد والدور
وكتبت" الاخبار": كما أن ما بات شبه محسوم أيضاً هو توافق واشنطن مع الدول الأوروبية المشاركة في «اليونيفيل»، على خفض عدد الجنود من نحو عشرة آلاف حالياً إلى ستة آلاف فقط، معظمهم من وحدات رئيسية مثل الفرنسية والإيطالية والإسبانية.
هذا التقليص في عديد القوات الدولية يفتح الباب أمام واقع جديد جنوب نهر الليطاني، خصوصاً في ظل استمرار جيش العدو الإسرائيلي في احتلال مناطق سيطر عليها خلال الأشهر الماضية. وعليه، فإن السؤال الجوهري: من سيملأ الفراغ الذي سيخلّفه انسحاب أربعة آلاف جندي دولي، في وقت تتلكّأ فيه الولايات المتحدة والدول المانحة عن دعم الجيش اللبناني وتمويل عمليات التطويع فيه لتعزيز انتشاره في الجنوب
وتربط مصادر قرار خفض عديد قوات «اليونيفيل» بمخطط إسرائيلي يهدف إمّا إلى اجتياح الجنوب مجدّداً، أو إلى إنشاء حزام أمني شبيه بالشريط الحدودي المحتل سابقاً.
وعلى الأرض، بدأت واشنطن وتل أبيب إجراءات فعلية لتقليص دور القوات الدولية، تمثّلت أولاً في تشكيل لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، ثم تصاعدت عبر تهميش أميركي واضح لدور «اليونيفل» في التنسيق العملياتي والميداني بين الجيش اللبناني والجهات الدولية.
ولم يقتصر التهميش على التنافس الأميركي - الأوروبي حول النفوذ في الجنوب، بل دخلت ممثّلة الأمين العام للأمم المتحدة جينين هينيس بلاسخارت على الخط، لتسهم في تقليص هامش حركة «اليونيفل» ودورها، في ما يبدو أنه مسار مدروس لتحجيم مهمتها تمهيداً لإضعافها وربما إخراجها نهائياً.
اضافت «الأخبار» أن بلاسخارت، قامت بخطوة لافتة تمثّلت في نقل صلاحية تنسيق إجراءات الأمن والسلامة الخاصة بمنظّمات وبرامج الأمم المتحدة العاملة جنوب الليطاني من مقرّ «اليونيفيل» في الناقورة إلى لجنة «إسكوا» في بيروت.
وكانت الآلية المُعتمدة سابقاً تقوم على تولّي «اليونيفيل» مسؤولية التنسيق مع العدو الإسرائيلي بشأن تنقّلات ومشاريع الأمم المتحدة ضمن نطاق عملها في الجنوب، فيما يتولّى مكتب المنسّق الخاص في بيروت إدارة الشق الأمني في المناطق الأخرى من لبنان.
غير أن بلاسخارت، بحسب مصادر مطّلعة، أقدمت على تركيز هذه الصلاحيات بيدها، لتصبح المرجع الوحيد في التنسيق الأمني على كامل الأراضي اللبنانية ، سواء مع إسرائيل أو مع الدول المانحة، أو حتى مع إيران.
وبهذه الصلاحية الموسّعة، باتت بلاسخارت تمسك ضابط الأمن المعنيّ بأمن وسلامة كلّ مرافق الأمم المتحدة وموظفيها في لبنان.
وتشمل صلاحياتها الجديدة وضع خطط الطوارئ والإخلاء، وتقييم التهديدات الأمنية، واعتماد ترتيبات السفر والتنقّل لموظفي الأمم المتحدة، فضلاً عن التواصل مع السلطات اللبنانية في كل ما يتعلق بالتنسيق الأمني الذي قد يؤثّر على عمليات الأمم المتحدة، بما فيها تلك الواقعة جنوب الليطاني.
وفيما لم تتجاوز بلاسخارت رسمياً صلاحياتها كممثّلة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، إلا أن انحيازها الواضح إلى إسرائيل يثير مخاوف جدّية، خصوصاً في ظل التحوّلات السياسية والأمنية التي تشهدها الساحة اللبنانية. فقد زارت بلاسخارت الأراضي الفلسطينية المحتلة مرّتين، كان آخرهما الشهر الجاري.
وقد برز دورها بشكل خاص في ملف سحب السلاح من المخيمات الفلسطينية في لبنان، وهو ملف شديد الحساسية.
وفي هذا السياق، حاولت الأسبوع الماضي زيارة مخيم برج البراجنة برفقة مديرة «الأونروا» في لبنان، دوروثي كلاوس، إلا أن الزيارة أُلغيت بعدما تبيّن أنهما غير مرحّب بهما داخل المخيم، ما يعكس حجم التوجّس الشعبي والسياسي من تحرّكات المنسّقة الدولية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
السنيورة استنكر العدوان الإسرائيلي على سوريا
أعرب الرئيس فؤاد السنيورة عن إدانته الشديدة للعدوان الإسرائيلي الغاشم على العاصمة السورية دمشق، مؤكداً ثقته بأن الشعب السوري الشقيق، إلى جانب حكومته الشرعية، سيتصدّى لهذا العدوان ويفشله. وقال السنيورة في بيان: "تواصل إسرائيل اعتداءاتها الوحشية على الجمهورية العربية السورية، وتتمادى في تدخلها السافر في شؤونها الداخلية، وخصوصاً ما تشهده منطقة السويداء من تدخل خطير يرمي إلى تقويض وحدة الشعب السوري وزرع الفتنة بين مكوناته، في وقت تستمر فيه أيضًا في اعتداءاتها اليومية على الشعبين الفلسطيني واللبناني." وفي سياق متصل، دان السنيورة بشدة الاشتباكات والانتهاكات الخطيرة التي تُرتكب بحق المدنيين في السويداء، والتي أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا الأبرياء، داعيًا جميع السوريين إلى التحلي بأعلى درجات الوعي والمسؤولية لإحباط محاولات التحريض والفتنة التي تعمل إسرائيل على إشعالها. وختم بالدعوة إلى "موقف عربي ودولي موحّد"، مطالبًا الدول العربية وجامعة الدول العربية والمجتمع الدولي بـاتخاذ إجراءات حازمة لوقف العدوان الإسرائيلي المتكرر على سوريا، وكذلك على الشعبين الفلسطيني واللبناني، وإجبار إسرائيل على احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
عون دان القصف على دمشق: نؤكد حرص لبنان على وحدة سوريا وسلامة شعبها
دان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، بأشد العبارات الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، والتي بلغت اليوم العاصمة دمشق ومقرات حكومية، معتبراً أنها تُشكّل انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة عربية شقيقة وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأكد الرئيس عون في بيان، أنّ استمرار هذه الاعتداءات يُعرّض أمن المنطقة واستقرارها لمزيد من التوتر والتصعيد، مُعرباً عن تضامن لبنان الكامل مع الجمهورية العربية السورية شعباً ودولةً. وجدّد الرئيس عون دعوته للمجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته والضغط بكل الوسائل وفي المحافل كافةً، لوقف الاعتداءات المتكررة، واحترام سيادة الدولة ووحدة أراضيها. وكان الرئيس عون قد أكّد حرص لبنان على وحدة سوريا، وسلمها الأهلي، وسلامة أرضها وشعبها بكل أطيافه. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الديار
منذ 6 ساعات
- الديار
"سيدمّرونك ويدمّرون المحكمة"... الكشف عن خفايا تهديدات "إسرائيلية" لمدعي "الجنائية الدولية"!
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب كشف تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" عن تهديدات "إسرائيلية" للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان على خلفية مذكرات الاعتقال التي أصدرها ضد رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت، وسعيه لاستصدار مذكرات اعتقال أخرى ضد وزراء آخرين بالحكومة "الإسرائيلية". وتناول التقرير الذي أعده الصحفيان ديفيد هيرست وعمران ملا، مذكرة رسمية لاجتماع جرى في أيار الماضي، بين خان والمحامي البريطاني–"الإسرائيلي" نيكولاس كوفمان، الذي تربطه علاقات بمستشار نتنياهو. ووفقا للمذكرة فقد تم تفويض كوفمان بتقديم مقترح يسمح لخان بـ"النزول من على الشجرة"، أي التراجع عن موقفه. وأشار التقرير إلى أن المقترح انطوى على تهديد للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، وسعى لإقناعه بتغيير تصنيف مذكرات التوقيف الصادرة بحق نتنياهو وغالانت ورفع السرية عنها لتمكين الجانب "الإسرائيلي" من الاطلاع على تفاصيل الاتهامات الواردة فيها والطعن بها سرا. وجاء الاجتماع بينما كان خان يواجه ضغوطا متنامية على خلفية تحقيقاته في جرائم الحرب "الإسرائيلية" في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي أدت إلى إصدار المحكمة مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغلانت في تشرين الثاني من عام 2024. ووفق "ميدل إيست آي" فقد ورد في المذكرة الرسمية للاجتماع بين الرجلين، التي أودعت نسخة منها في ملفات المحكمة، أن كوفمان قال لخان "سيدمّرونك ويدمّرون المحكمة". كما حذّر كوفمان خلال الاجتماع من أنه إذا تبيّن أن خان يعتزم إصدار مذكرات توقيف إضافية بحق وزراء "إسرائيليين" متطرفين مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش لدورهم في دعم الاستيطان غير القانوني في الضفة الغربية المحتلة، فإن "جميع الخيارات ستسحب من الطاولة". وأشار الموقع البريطاني إلى أن المذكرة تؤكد أن زوجة خان، المحامية شايامالا ألاجندرا، حضرت الاجتماع، وأكدت هي وزوجها أن ما قيل كان تهديدا مباشرا له وللمحكمة. ونقل التقرير عن كوفمان إقراره بأنه تحدث مع المستشار القانوني لنتنياهو، روي شوندورف، قبل اللقاء، ونقل لخان مضمونا يفيد بوجود تحذيرات جدية، قائلاً له: "سوف يدمّرونك وسوف يدمّرون المحكمة". وبالرغم من وجود المذكرة وشهادة زوجة خان، نفى كوفمان أن يكون قد هدّد خان أو تصرّف نيابة عن الحكومة "الإسرائيلية"، إلا أنه أقرّ بتقديم "اقتراحات"، كما أقر بتحذيره من أن إصدار مذكرات توقيف جديدة ضد شخصيات "إسرائيلية" متطرفة قد يؤدي إلى تصعيد العقوبات الأميركية، وهو ما يُهدّد مستقبل المحكمة. وأشار تقرير ميدل إيست آي إلى أنه بعد مضي أسبوعين على الاجتماع المذكور آنفا، دون استجابة خان لمطالب وتهديدات كوفمان، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرا ترفع فيه مستوى الاتهامات السابقة لخان بالتحرش الجنسي، إلى مزاعم بالاغتصاب. وذكر التقرير أن تلك المزاعم اضطرت خان للتنحي مؤقتا عن منصبه وأخذ إجازة مفتوحة حتى اتمام التحقيق بشأنها، علما أن خان ينكر تلك التهم جميعا التي يرى كثيرون أنها مسيسة، وحيكت لمحاسبته على مذكرات الاعتقال التي أصدرها ضد نتانياهو وغالانت. كما يشير تقرير ميدل إيست آي إلى أن المزاعم بتورط خان في عملية اغتصاب، جاءت بعد محاولة فاشلة لعزله من منصبه أثناء تحقيق تجريه الأمم المتحدة في الادعاءات المتعلقة بالتحرش، كما جاءت بينما كان خان يستعد لطلب إصدار مذكرات توقيف ضد أعضاء آخرين في الحكومة "الإسرائيلية".