
هل تعد رحلات القطار هي الأكثر استدامة في عصرنا الحالي؟
في ظل التحديات البيئية التي تواجه العالم اليوم، تتجه الأنظار نحو وسائل النقل التي توازن بين الحاجة إلى التنقل السريع والمريح وتقليل الانبعاثات الضارة. ومع تزايد الوعي بأهمية حماية الكوكب، أصبحت الاستدامة كلمة محورية في السياسات الحديثة، لا سيما في قطاع النقل. وهنا، تبرز رحلات القطار كخيار يُطرح بشدة باعتبارها وسيلة نقل قد تكون من بين الأكثر استدامة في عصرنا الحالي. فهل هي بالفعل كذلك؟ وما الذي يجعلها تتفوق بيئيًا على السيارات والطائرات؟ وهل يمكن أن تُشكّل مستقبل التنقل الأخضر حول العالم؟
أثر بيئي منخفض مقارنة بوسائل النقل الأخرى
واحدة من أبرز ميزات القطارات هي انخفاض انبعاثات الكربون التي تصدر عنها مقارنة بالطائرات والسيارات، خاصة عندما تكون القطارات تعمل بالطاقة الكهربائية. فبحسب الدراسات البيئية، يمكن للقطارات أن تصدر فقط عُشر الانبعاثات التي تنتجها الطائرات على المسافة نفسها، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للمسافات المتوسطة والطويلة. في أوروبا، على سبيل المثال، تُعتبر شبكات القطارات الكهربائية مثل TGV الفرنسية أو ICE الألمانية من النماذج الرائدة في تقديم خدمات نقل سريعة ومستدامة. كما أن البنية التحتية للقطارات تتيح نقل أعداد كبيرة من الركاب في وقت واحد، ما يقلل من عدد المركبات على الطرق ويخفف الازدحام والانبعاثات على حد سواء.
تعتمد القطارات الحديثة على تقنيات متقدمة لتحسين كفاءة استهلاك الطاقة، مثل أنظمة الكبح المتجددة التي تعيد استخدام الطاقة المهدورة عند التوقف، وتقنيات الدفع الكهربائي التي تقلل الحاجة إلى الوقود الأحفوري. كما تسهم الاستثمارات في تطوير السكك الحديدية عالية السرعة في جعل السفر بالقطار ليس فقط أكثر كفاءة من حيث الطاقة، بل وأسرع وأكثر راحة من السابق. هذا التقدم التكنولوجي يجعل القطارات قادرة على منافسة الطائرات في بعض المسارات، لا سيما عند احتساب الوقت الذي يُهدر في المطارات لعمليات التفتيش والصعود والنزول.
دور القطارات في المدن المستدامة وتقليل البصمة الكربونية
لا يقتصر دور القطارات على التنقل بين المدن فقط، بل يشمل أيضًا تعزيز الاستدامة داخل المدن الكبرى من خلال شبكات المترو والقطارات الخفيفة. فوجود بنية تحتية قوية للنقل العام يسهم في تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، ويشجع السكان على استخدام وسائل أكثر نظافة وصداقة للبيئة. كما أن القطارات تعزز مفهوم "المدن الذكية"، حيث يتم دمج النقل مع التخطيط الحضري بطريقة تخفف التلوث وتقلل من استهلاك الموارد الطبيعية. وفي هذا السياق، تُعد القطارات عنصرًا حاسمًا في الجهود العالمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وخفض البصمة الكربونية على المدى الطويل.
في عالم يواجه أزمة مناخية متفاقمة، تبرز رحلات القطار كوسيلة نقل ذات قيمة بيئية عالية. فهي لا تقتصر على كونها أقل ضررًا على الكوكب فحسب، بل تقدم أيضًا نموذجًا متطورًا للنقل الآمن والمريح والمستدام. وبينما تستمر الحكومات في الاستثمار في البنية التحتية للسكك الحديدية وتطوير تكنولوجيا القطارات، فإن المستقبل يبدو واعدًا نحو نقل أكثر خضرة. نعم، قد تكون رحلات القطار هي الأكثر استدامة في عصرنا الحالي، والأقرب إلى تلبية احتياجاتنا البيئية دون التخلي عن الراحة والكفاءة.
تم نشر هذا المقال على موقع

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 12 ساعات
- البلاد البحرينية
هل تعد رحلات القطار هي الأكثر استدامة في عصرنا الحالي؟
في ظل التحديات البيئية التي تواجه العالم اليوم، تتجه الأنظار نحو وسائل النقل التي توازن بين الحاجة إلى التنقل السريع والمريح وتقليل الانبعاثات الضارة. ومع تزايد الوعي بأهمية حماية الكوكب، أصبحت الاستدامة كلمة محورية في السياسات الحديثة، لا سيما في قطاع النقل. وهنا، تبرز رحلات القطار كخيار يُطرح بشدة باعتبارها وسيلة نقل قد تكون من بين الأكثر استدامة في عصرنا الحالي. فهل هي بالفعل كذلك؟ وما الذي يجعلها تتفوق بيئيًا على السيارات والطائرات؟ وهل يمكن أن تُشكّل مستقبل التنقل الأخضر حول العالم؟ أثر بيئي منخفض مقارنة بوسائل النقل الأخرى واحدة من أبرز ميزات القطارات هي انخفاض انبعاثات الكربون التي تصدر عنها مقارنة بالطائرات والسيارات، خاصة عندما تكون القطارات تعمل بالطاقة الكهربائية. فبحسب الدراسات البيئية، يمكن للقطارات أن تصدر فقط عُشر الانبعاثات التي تنتجها الطائرات على المسافة نفسها، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للمسافات المتوسطة والطويلة. في أوروبا، على سبيل المثال، تُعتبر شبكات القطارات الكهربائية مثل TGV الفرنسية أو ICE الألمانية من النماذج الرائدة في تقديم خدمات نقل سريعة ومستدامة. كما أن البنية التحتية للقطارات تتيح نقل أعداد كبيرة من الركاب في وقت واحد، ما يقلل من عدد المركبات على الطرق ويخفف الازدحام والانبعاثات على حد سواء. تعتمد القطارات الحديثة على تقنيات متقدمة لتحسين كفاءة استهلاك الطاقة، مثل أنظمة الكبح المتجددة التي تعيد استخدام الطاقة المهدورة عند التوقف، وتقنيات الدفع الكهربائي التي تقلل الحاجة إلى الوقود الأحفوري. كما تسهم الاستثمارات في تطوير السكك الحديدية عالية السرعة في جعل السفر بالقطار ليس فقط أكثر كفاءة من حيث الطاقة، بل وأسرع وأكثر راحة من السابق. هذا التقدم التكنولوجي يجعل القطارات قادرة على منافسة الطائرات في بعض المسارات، لا سيما عند احتساب الوقت الذي يُهدر في المطارات لعمليات التفتيش والصعود والنزول. دور القطارات في المدن المستدامة وتقليل البصمة الكربونية لا يقتصر دور القطارات على التنقل بين المدن فقط، بل يشمل أيضًا تعزيز الاستدامة داخل المدن الكبرى من خلال شبكات المترو والقطارات الخفيفة. فوجود بنية تحتية قوية للنقل العام يسهم في تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، ويشجع السكان على استخدام وسائل أكثر نظافة وصداقة للبيئة. كما أن القطارات تعزز مفهوم "المدن الذكية"، حيث يتم دمج النقل مع التخطيط الحضري بطريقة تخفف التلوث وتقلل من استهلاك الموارد الطبيعية. وفي هذا السياق، تُعد القطارات عنصرًا حاسمًا في الجهود العالمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وخفض البصمة الكربونية على المدى الطويل. في عالم يواجه أزمة مناخية متفاقمة، تبرز رحلات القطار كوسيلة نقل ذات قيمة بيئية عالية. فهي لا تقتصر على كونها أقل ضررًا على الكوكب فحسب، بل تقدم أيضًا نموذجًا متطورًا للنقل الآمن والمريح والمستدام. وبينما تستمر الحكومات في الاستثمار في البنية التحتية للسكك الحديدية وتطوير تكنولوجيا القطارات، فإن المستقبل يبدو واعدًا نحو نقل أكثر خضرة. نعم، قد تكون رحلات القطار هي الأكثر استدامة في عصرنا الحالي، والأقرب إلى تلبية احتياجاتنا البيئية دون التخلي عن الراحة والكفاءة. تم نشر هذا المقال على موقع


البلاد البحرينية
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
البحارنة: 5.4 تريليون دولار سنويا لتمويل الاستدامة في الدول النامية
قال الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة شركة CD International نزار البحارنة، إن العالم يواجه اليوم تحديات كبيرة في مجال الاستثمار، خصوصا فيما يتعلق بالحفاظ على البيئة، وتحديدا ما يُعرف بـ 'تحييد الكربون' (Carbon Neutralization). ففي مؤتمر المناخ 'كوب 29' الذي عُقد في أذربيجان، برزت خلافات واضحة بين الدول المتقدمة والدول النامية؛ إذ ترى الدول النامية أن الدول المتقدمة استفادت عبر العقود الماضية من استخدام كميات هائلة من الطاقة لتحقيق التقدم الصناعي والتقني، وهي تطالب اليوم بأن تقيد الدول النامية استهلاكها للطاقة أو أن تلجأ إلى تقنيات حديثة تحد من هذا الاستهلاك. وأشار البحارنة إلى أن الدول النامية لا تعارض استخدام التقنيات الحديثة، لكنها تحتاج إلى تمويل ضخم لتحقيق ذلك. ففي حين تشير التقديرات الأولية إلى الحاجة لتريليون دولار سنويا، فإن الرقم الحقيقي المطلوب يتجاوز ذلك بكثير، حيث يُقدر حاليا بنحو 5.4 تريليون دولار سنويا، ويتزايد هذا الرقم مع مرور الوقت. وهذا يعني أننا نواجه معركة مستمرة لإيجاد توازن بين التنمية المستدامة واستهلاك الطاقة، خصوصا في الدول النامية. وأكد أن العالم اليوم مترابط بشكل كبير، فما يحدث في جنوب إفريقيا يؤثر على اليابان، ولا يمكن فصل دولة عن أخرى. وبالتالي، فإن التحدي الأساسي يتمثل في كيفية تمويل المشروعات التي تستخدم تقنيات جديدة للحد من انبعاثات الكربون. أما فيما يخص البحرين، فأوضح البحارنة أن صغر مساحتها يفرض تحديات إضافية، فعلى الرغم من تبني البحرين لعدد من التقنيات الحديثة، مثل الطاقة الشمسية وبعض الابتكارات التي تقلل من استهلاك الطاقة، فإن محدودية المساحة تجعل من الصعب إنتاج كميات كبيرة من الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية، فعلى سبيل المثال، لإنتاج نحو 1 جيجاوات من الكهرباء في إحدى القرى الواقعة على البحر الأحمر، يلزم توفير مساحة تقدر بـ 6.5 كيلومتر مربع، وهي مساحة غير متوافرة في البحرين. ولذلك، يرى البحارنة أن الخيار الأفضل للبحرين هو التركيز على تقنيات توفير الطاقة، من هذه التقنيات استخدام أنواع معينة من الطلاءات التي تقلل من حرارة المباني بنسبة تصل إلى 30 %، ما يحد من الحاجة إلى التبريد، وهو المصدر الرئيس لاستهلاك الطاقة في البحرين. كما أشار إلى استخدام مصابيح بتقنيات عالية توفر ما يقارب 85 % من الطاقة. وختم البحارنة بأن اعتماد هذه الأساليب سيسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، ويقلل من استهلاك الطاقة في البحرين، ما يجعلها نموذجا في كفاءة استخدام الموارد، رغم صغر حجمها.


الوطن
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- الوطن
فهم البصمة الكربونية للذكاء الاصطناعي
يمكن أن تكون البصمة الكربونية للذكاء الاصطناعي كبيرة. وفقاً للأبحاث، قد يؤدي تدريب نموذج واحد من نماذج الذكاء الاصطناعي إلى انبعاث كمية من الكربون تعادل ما تنتجه خمس سيارات طوال عمرها. الطبيعة كثيفة استهلاك الطاقة لعمليات الذكاء الاصطناعي، خاصة في مراكز البيانات، تؤدي إلى انبعاثات كربونية كبيرة. ومع ذلك، قبل التمكّن من تقليل البصمة الكربونية للذكاء الاصطناعي بفعالية، يجب أولاً قياس هذه البصمة. يمكن القيام بذلك بعدة طرق، منها القياس اليدوي، لكن يُوصى باستخدام برامج محاسبة الكربون -مثل منصة حلول المناخ- لتبسيط هذه العملية. تساهم عدة عوامل رئيسة في البصمة الكربونية للذكاء الاصطناعي: - مراكز البيانات: يعتمد الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على مراكز البيانات، المعروفة باستهلاكها العالي للطاقة. تحتاج أنظمة التبريد، الخوادم، والمكونات الأخرى إلى كميات هائلة من الكهرباء. يمكن أن تنتج مراكز البيانات الكبيرة انبعاثات تعادل ما تنتجه عشرات الآلاف من السيارات أو قطع مئات الآلاف من الأشجار سنوياً. - تدريب النماذج: يتطلب تدريب النماذج المعقدة للذكاء الاصطناعي تشغيل العديد من العمليات الحسابية لفترات طويلة. تستهلك هذه العملية طاقة عالية وتُسهم بشكل كبير في الانبعاثات الكربونية. الأجهزة: تستهلك الأجهزة المتخصّصة المستخدمة في الذكاء الاصطناعي، مثل وحدات معالجة الرسوميات (GPU) ووحدات معالجة الموترات (TPU)، كميات كبيرة من الطاقة أثناء مرحلتي التصنيع والتشغيل. هاتان الوحدتان ضروريتان لتشغيل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، ولا يمكن الاستغناء عنهما حالياً. - كيف يمكن للذكاء الاصطناعي خفض الانبعاثات الكربونية؟ على الرغم من احتياجاته العالية للطاقة، يمتلك الذكاء الاصطناعي إمكانيات كبيرة لتقليل الانبعاثات الكربونية في قطاعات متعددة: - كفاءة الطاقة: يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين استهلاك الطاقة في المنازل، والمكاتب، والمباني، والصناعات من خلال تحليل أنماط استخدام الكهرباء وضبط الاستهلاك في الوقت الفعلي. في الواقع، تُقدّر وزارة الطاقة الأمريكية أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقلّل استهلاك الطاقة في المواقع بنسبة 30% أو أكثر. تستخدم الشبكات الذكية، على سبيل المثال، الذكاء الاصطناعي لتحقيق التوازن في أحمال الطاقة وتقليل الهدر. - الطاقة المتجددة: يُحدِث الذكاء الاصطناعي تحوّلاً في قطاع الطاقة المتجددة من خلال تحسين كفاءة وموثوقية مصادر مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية. يمكن للتحليلات التنبؤية التنبؤ بأنماط الطقس لتحسين استخدام هذه الموارد، مما يمكّن مشغلي الشبكات من إدارة الطبيعة المتقطعة للطاقة المتجددة بشكل أفضل وتقليل الحاجة إلى مصادر طاقة احتياطية تعمل بالوقود الأحفوري. - تحسين سلاسل الإمداد: يمكن لإدارة اللوجستيات وسلاسل الإمداد المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقليل الانبعاثات الكربونية بشكل كبير من خلال تبسيط مسارات النقل، وتحسين جداول التسليم، وتحسين إدارة المخزون. تؤدي قلة الرحلات، وتقليل أوقات الانتظار، والتخطيط الذكي للمسارات إلى خفض التكاليف والبصمة الكربونية لنقل البضائع. - التصنيع والعمليات الصناعية: يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين العمليات كثيفة استهلاك الطاقة في التصنيع من خلال تحديد نقاط عدم الكفاءة واقتراح تحسينات تشغيلية. على سبيل المثال، يمكن لأجهزة الاستشعار المدعومة بالذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات مراقبة أداء الآلات، واكتشاف احتياجات الصيانة قبل أن تصبح حرجة، وتقليل استهلاك الطاقة خلال أوقات الذروة. - هل تفوق الفوائد التكاليف؟ من الاعتبارات الأساسية لأي مؤسسة تفكر في دمج الذكاء الاصطناعي في عملياتها هو ما إذا كانت الفوائد البيئية لاستخدام الذكاء الاصطناعي تفوق متطلباته الكبيرة من الطاقة. ومع ذلك، فإن الفوائد البيئية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات لديها القدرة على تعويض هذه التكاليف بشكل كبير. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي تحسينات الذكاء الاصطناعي في شبكات الطاقة وسلاسل الإمداد إلى تقليل الانبعاثات على المدى الطويل بشكل كبير. تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي بالفعل الشركات على تقليل الهدر، وتحسين استخدام الموارد، وتقليل تأثيرها البيئي. بدوره، يخلق هذا تأثيراً مضاعفاً يتجاوز الانبعاثات الناتجة أثناء تدريب ونشر الذكاء الاصطناعي. وعند تطبيق هذه الكفاءات على نطاق واسع، يمكن أن تتجاوز بكثير تكاليف الطاقة المرتبطة بتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي، مما يخلق تأثيراً إيجابياً صافياً على الانبعاثات الكربونية العالمية. - التخفيف من البصمة الكربونية للذكاء الاصطناعي: على الرغم من فوائد الذكاء الاصطناعي العديدة، من الضروري تقليل تأثيره البيئي من خلال ممارسات مستدامة. يمكن للمؤسسات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي النظر في عدة استراتيجيات لتقليل بصمتها الكربونية: - مراكز بيانات خضراء: يمكن أن يؤدي الاستثمار في مراكز بيانات عالية الكفاءة تعمل بالطاقة المتجددة إلى تقليل الانبعاثات المرتبطة بتشغيل الذكاء الاصطناعي بشكل كبير. تعهدت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل غوغل ومايكروسوفت بالفعل بتشغيل مراكز بياناتها بالكامل باستخدام الطاقة المتجددة. - تعويض الكربون: بالنسبة للمؤسسات التي لا يمكنها القضاء تماماً على الانبعاثات الناتجة عن عمليات الذكاء الاصطناعي، يوفر استخدام برامج تعويض الكربون القابلة للتحقق حلاً عملياً. من خلال الاستثمار في حلول تزيل أو تقلّل ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي بشكل فعّال وقابل للقياس، يمكن للشركات تحييد تأثيرها البيئي. ومع ذلك، من المهم أن تلتزم هذه التعويضات بمعايير صارمة وتحقق التأثير الكربوني الموعود لضمان نتائج حقيقية وقابلة للقياس. - الذكاء الاصطناعي للعمل المناخي: طريقة أخرى لموازنة بصمة الذكاء الاصطناعي هي تطبيقه مباشرة في المبادرات المناخية. على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتتبّع إزالة الغابات، ومراقبة الانبعاثات من المنشآت الصناعية، وتحسين تقنيات احتجاز الكربون. من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مراقبة المناخ وجهود التخفيف من الكربون، يمكن للشركات المساعدة في تسريع الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ. - التوازن بين الابتكار والاستدامة في الذكاء الاصطناعي: يقدّم الذكاء الاصطناعي فرصاً كبيرة وتحديات ملحوظة عندما يتعلق الأمر بالانبعاثات الكربونية. وعلى الرغم من أن تشغيله قد يتطلب طاقة كثيفة، فإن الفوائد الأوسع التي يقدمها -مثل زيادة كفاءة الطاقة، وتبسيط الخدمات اللوجستية، وتحسين استخدام الطاقة المتجددة- تقدّم مساراً واعداً للمستقبل. ومع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، يجب على المؤسسات تبنّي ممارسات ذكاء اصطناعي مستدامة لضمان أن تفوق فوائده البيئية تكاليفه. إن إمكانات الذكاء الاصطناعي في تسريع الانتقال العالمي نحو اقتصاد منخفض الكربون هائلة، ولكن من الضروري إدارة هذه التقنية بمسؤولية لتقليل تأثيرها على كوكبنا.