
هل تهدد أزمة كاليفورنيا أسس النظام الفدرالي الأمريكي؟
Getty Images
شوارع لوس أنجليس في كاليفورنيا تحولت إلى ساحة مواجهات بين المواطنين المحتجين وقوات الحرس الوطني الأمريكي.
منذ دخوله البيت الأبيض مطلع العام الجاري، تتصدر قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب السياسية وتصريحاته الأخبار وتثير ردود فعل إن كانت إيجابية أو سلبية، داخل الولايات المتحدة أو خارجها. لكن هل تحمل الأحداث الأخيرة الرئيس على إعادة النظر في قرارته على ضوء الأزمات الداخلية التي يواجهها وهل تخرج الولايات المتحدة سالمة من أزمة دستورية وشيكة؟
خلال حملته الرئاسية، قطع ترامب عدة تعهدات على رأسها الترحيل الجماعي للمهاجرين غير النظاميين، ووقف الحرب في أوكرانيا، وإنهاء التضخم وإدراج تخفيضات ضريبية شاملة، وفرض تعريفات جمركية جديدة لا تقل عن 10 في المئة على معظم السلع الأجنبية.
غير أن شهر العسل بين الرئيس وناخبيه لم يدم طويلا فقد تراجعت نسبة شعبيته من 47% في يناير الماضي إلى 43% فقط اليوم. كما دب الخلاف في الآونة الأخيرة، بينه وبين حليفه الملياردير ايلون ماسك.
وفيما انشغلت وسائل الإعلام الدولية بمتابعة أطوار الخلاف بين الرجلين الأقوى سياسيا والأغنى ماليا، أصدر ترامب قراره للسلطات الفدرالية في ولاية كاليفورنيا، أكبر وأغنى الولايات الأمريكية، بالشروع في عمليات مداهمة واعتقال المهاجرين غير النظاميين في الولاية استعدادا لترحيلهم عن البلاد.
غير أن آلافا من المهاجرين ومواطني مدينة لوس أنجلوس لم يقبلوا قرار الرئيس فخرجوا في مظاهرات سلمية تندد بسياسة الترحيل ما فتئت أن تحولت إلى أعمال شغب طالت حرق سيارات الشرطة والاعتداء على المحال التجارية. وتوعد الرئيس ترامب المتظاهرين بمواجهة العواقب.
ومع تصاعد الاحتجاجات نشرت وزارة الدفاع 700 عنصر من قوات مشاة البحرية في شوارع لوس أنجلوس لدعم 2100 جندي من الحرس الوطني سبق أن انتشرت في المدينة بأمر من الرئيس. وتقول وزارة الدفاع إن نشر مشاة البحرية يهدف لاستعادة النظام وحماية الموظفين والمقار الفدرالية.
في هذه الأثناء ندّد حاكم كاليفورنيا الديمقراطي غافين نيوسم بقرار نشر عناصر المارينز في لوس أنجلوس. وكتب على حسابه على منصة إكس "لا ينبغي نشر قوات المارينز على الأراضي الأميركية لتحقيق خيال مضطرب لرئيس دكتاتوري".
واتهم الحاكم نيوسم الرئيس بمحاولة زرع الانقسام والسعي لاستخدام الجيش ضد المواطنين، وإرضاء غرور خطير للرئيس على حد تعبيره. وقال إن سحب قوات الحرس الوطني من شوارع لوس أنجلوس كفيل بحل المشكلة فورا.
ورد الرئيس ترامب على تصريحات الحاكم بأنه سيؤيد قرار اعتقال حاكم الولاية إن هو عرقل "إجراءات تنفيذ قوانين الهجرة". ووصف حاكم الولاية بأنه يفتقر للكفاءة وأن وزارات الأمن الداخلي والدفاع والعدل ستعمل على "تحرير مدينة لوس أنجلوس من غزو المهاجرين."
وبينما يستمر الجدل بين الرئيس الجمهوري والحاكم الديمقراطي انتقلت عدوى الاحتجاجات إلى مدن سان فرانسيسكو ونيويورك ودالاس وأتلانتا رفضا لإجراءات ترحيل مهاجرين غير النظاميين وقرار ترامب نشر قوات الحرس الوطني في لوس أنجليس. وبدأ الحديث عن أزمة دستورية غير مسبوقة في التاريخ الأمريكي لا يدري أحد كيف ستجري أطوارها أو ينتهي أمرها.
يمثل تجاوز الأزمة بين كاليفورنيا والبيت الأبيض تحديا كبيرا للرئيس. فمن جهة تعتبر هذه الولاية الأهم والأكبر من حيث الدخل القومي، وتساهم بخمسين مليار دولار كضرائب للحكومة الفدرالية. من جهة أخرى أكثر من ثلث عدد سكان الولاية ولدوا خارجها وغالبيتهم يتحدثون اللغة الإسبانية، وهو ما يجعل من كاليفورنيا رمزا لتعدد الثقافات في الولايات المتحدة الواقع الذي لا ترضى عنه أيديولوجية الرئيس ترامب.
برأيكم
هل تهدد أزمة كاليفورنيا أسس النظام الفدرالي الأمريكي؟
هل تنزلق الأوضاع إلى أزمة دستورية؟
هل تجاوزت السلطة الفدرالية صلاحياتها الدستورية؟
هل ثمة احتمال أن تنتقل عدوى المظاهرات إلى ولايات أو مدن أخرى؟
هل يعلق الرئيس ترامب أو يتراجع عن قرار ترحيل المهاجرين غير النظاميين؟
هل تحدث أزمة لوس أنجلوس شرخا جديدا بين الديمقراطيين والجمهوريين؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 11 يونيو/حزيران.
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


لكم
منذ 2 ساعات
- لكم
تقرير: المغرب يقترب من امتلاك طائرات 'إف-35' بعد حصوله على ضوء أخضر إسرائيلي
نشر موقع ' Times Aerospace ' المتخصص في الشؤون العسكرية والناطق باللغة الإنجليزية أن المغرب قد يصبح قريبًا أول دولة عربية وأفريقية تحصل على طائرات إف-35. وأشار الموقع أن صفقة طائرات إف-35 قد تُثير حفيظة جيران المغرب وخاصة الجزائر، فمن المحتمل أن يكون المغرب أول دولة عربية وأفريقية تحصل على طائرة إف-35A. وأفاد أن صفقة توريد 32 طائرة من طراز 'إف 35' حصلت على الضوء الأخضر من إسرائيل، صاحبة الكلمة الفصل في بيع هذه المقاتلة المتطورة للدول العربية. وتُقدَّر قيمة هذه الصفقة بحوالي 17 مليار دولار على مدى 45 عامًا، وتشمل تكاليف الشراء والصيانة. وأوضح أن العودة المحتملة لدونالد ترامب لولاية ثانية قد تؤدي أخيرا إلى فتح مشروع إف-35 غير المكتمل، والذي بدأ خلال السنوات الأربع الأولى من وجوده في السلطة. وفي عام 2020، كان من المنتظر أن يستحوذ المغرب، في إطار استئناف علاقاته مع إسرائيل، على هذه الطائرات. وأضاف ذات المصدر أنه خلال الدورة الأخيرة لمعرض آيدكس (معرض أبو ظبي الدولي للدفاع)، قدم ممثلون عن شركة 'لوكهيد مارتن' شرحا مفصلا لقدرات هذه الطائرة من الجيل الخامس أمام وفد عسكري مغربي. من جانبها، قامت الجزائر رسميا بإتمام أول صفقة لشراء مقاتلات سوخوي سو-57 الروسية من الجيل الخامس، في إطار سباق التسلح المحموم بين البلدين الجارين. ولفت الموقع إلى أن طائرت الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع الجديدة من طراز جلف ستريم 550 التي حصل عليها المغرب، والمتوفرة على أنظمة Elta الإسرائيلية، إلى جانب أقمار التجسس الإسرائيلية الجديدة، ستضمن مراقبة دقيقة لجيرانه ومنافسيه الجيوسياسيين.


زنقة 20
منذ 3 ساعات
- زنقة 20
ترامب يطلق البطاقة الذهبية للحصول على الجنسية الأمريكية مقابل 5 ملايين دولار
زنقة 20 | وكالات طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب تأشيرة 'بطاقة ذهبية' بقيمة 5 ملايين دولار، والتي تتيح مسارا للحصول على الجنسية، لتحل محل تأشيرة المستثمرين التي استمر العمل بها طيلة 35 عاما، ثارت التساؤلات بشأن شروطها والفائدة منها. وقال ترامب في المكتب البيضاوي: 'سيكونون أثرياء وناجحين، وسينفقون الكثير من المال ويدفعون الكثير من الضرائب ويوظفون الكثير من الأشخاص، ونعتقد أن هذا سيكون ناجحا للغاية'. وأوضح أنه في الأسبوعين المقبلين ستبيع الولايات المتحدة 'البطاقة الذهبية' وهي بطاقة خضراء يمكن شراؤها مقابل 5 ملايين دولار. وتسمح الإقامة تسمح لصاحبها بالعمل في أميركا والحصول على الجنسية بالمستقبل بعد الخضوع لعمليات الفحص. وذكر ترامب: 'بدلاً من يانصيب البطاقة الخضراء فإن ذلك سوف يساعد في القضاء على العجز من خلال السماح للناس بشراء الإقامات الذهبية'. وأضاف: 'هذا من شأنه أن يجذب الأموال ويوجد الوظائف والمواهب رفيعة المستوى وسوف تضطر الشركات إلى إنفاق الأموال التي تريد الاستثمار في المواهب العالمية'.


أخبارنا
منذ 3 ساعات
- أخبارنا
أشهر بعد شيطنتها للمغرب.. وثائق رسمية تفضح تعاقد قطر مع اسرائيل لشراء أسلحة متطورة بملايير الدولارات
في الوقت الذي تُستباح فيه غزة عن بكرة أبيها، وتُزهق فيه يوميا أرواح مئات الأطفال والنساء والرجال تحت قصف ممنهج، كشفت وثائق إسرائيلية رسمية، نشرتها القناة 12 الإسرائيلية وتداولتها صحف عديدة من قبيل "ينيت" و"تايمز أوف إسرائيل" و"الجيروزالمون بوست"، أن الدولة القطرية وقعت صفقة سلاح مع إسرائيل بقيمة تفوق 100 مليون دولار، تم توجيهها عبر شركة "إلبيت سيستمز"، مع عقود إضافية لشركتي "رافائيل" و"الصناعات الجوية الإسرائيلية" تجاوزت العشرات من الملايين . وحسب التقارير ذاتها، فقد تمت الصفقة بناءً على موافقات متدرجة من وزارة الدفاع، ومديرية الرقابة والتصدير، مرورًا بوزير الخارجية ووزير الدفاع، وصولًا إلى التوقيع الشخصي لرئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو". الأكثر إثارة للدهشة أن قناة "الجزيرة" التي تعتبر الذراع الإعلامي لقطر، لم تتوقف عن بث خطب المقاومة، وتشجيع سكان غزة على "المقاومة من المسافة صفر"، بل و شجعتهم على مواجهة المحتل، في الوقت الذي كانت فيه أموال الدوحة تُوظَّف في الصناعة العسكرية الإسرائيلية نفسها. ولم يتوقف الأمر عند حدود التناقض، بل إن قطر كانت قد أطلقت قبل أشهر قليلة، حملة إعلامية شرسة ضد المغرب، ادّعت خلالها أن سفينة أجنبية رست في ميناء طنجة وهي محمّلة بمعدات لطائرات "F‑35" زعمت أنها موجهة لإسرائيل. حينها، استنفرت الدوحة قناة "الجزيرة" و أذرعها الإعلامية المموّلة في المغرب، وشنّت هجومًا حادًا على الرباط، تخلله تحريض واتهامات وتلميحات بالتواطؤ، وكأن الأمر يمثل خيانة كبرى تستوجب الإدانة العلنية والمساءلة الوطنية. لكن المفارقة الصادمة أن الدوحة نفسها كانت، في تلك الأثناء، توقع صفقات تسليح مباشرة مع إسرائيل، دون حاجة إلى سفن أو موانئ أو تغطية إعلامية. تمت العقود بصمت، وبموافقة رسمية، ودون أن تحرك تلك المنابر الإعلامية ساكنًا. فلا تغطيات، ولا حملات، ولا "تحقيقات استقصائية". وكأن تسليح إسرائيل من قلب الدوحة لا يستحق حتى خبراً عابراً. ما حدث يؤكد أن الإعلام القطري –بمنابره الرسمية والأذرع المموّلة– يستخدم المعلومة كسلاح انتقائي. حين يكون الهدف هو المغرب، يتم تضخيم الحدث و شيطنته، لكن حين يكون الهدف قطر نفسها، نرى صمتاً مريباً، وتواطؤاً ضمنيًّا، لتمرير ما لا يُقال.