
صحيفة أميركية: نتنياهو أبلغ ترمب أنه سيهاجم إيران مرة أخرى إذا لزم الأمر
ووفقًا للتقرير، نقلًا عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين كبار، أن ترمب رد على نتنياهو بالقول أنه يفضل حلاً دبلوماسيًا للقضية النووية الإيرانية، لكنه لم يُبدِ أي اعتراض يتجاوز ذلك.
وبحسب الصحيفة، فإن ترمب يأمل أن يشكل التهديد بمزيد من الضربات ضغطًا على طهران للتوصل إلى اتفاق يمنعها من تطوير أسلحة نووية.
وأشارت إلى أن إسرائيل تشكك في قدرة اتفاق دبلوماسي على منع إيران من التقدم سرًا نحو امتلاكها للسلاح النووي.
وعاد نتنياهو بالأمس من واشنطن في ختام زيارة استمرت أربعة أيام، التقى خلالها ترمب مرتين.
وقالت مصادر في مكتب نتنياهو، إن كل الأهداف التي وضعها من هذه الزيارة تم تحقيقها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة خبر
منذ 2 ساعات
- وكالة خبر
ترامب يتوعّد بمقاضاة صحفية أمريكية بسبب نشرها مقالًا بشأن قضية "إبستين"
توعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمقاضاة صحيفة أمريكية، بسبب نشرها مقالًا "كاذبًا"، على حد وصفه، حول قصة رجل الأعمال جيفري إبستين. واتهم ترامب صحيفة "وول ستريت جورنال"، بنشر أخبار كاذبة، بعد نشرها مقالًا عن رسالة يُزعم أن ترامب أرسلها إلى رجل الأعمال جيفري إبستين. ونشرت الصحيفة مقالًا يفيد بأنه "في عام 2003، جمعت غيسلين ماكسويل، صديقة إبستين، ألبومًا من الرسائل البذيئة من أصدقائها احتفالًا بذكرى زواجه. ويُزعم أن مؤلف إحدى هذه الرسائل، التي يُزعم أنها تُصور رسمًا لامرأة عارية، هو ترامب نفسه". وكتب ترامب عبر منصة "تروث سوشيال"، التي يملكها، اليوم الجمعة: "تلقت صحيفة "وول ستريت جورنال" وروبرت مردوخ (المالك)، تحذيرًا شخصيًا من الرئيس ترامب، بأن الرسالة المزعومة التي طبعوها من الرئيس ترامب، إلى إبستين، هي مجرد خيال، وأنه في حال نشرها، فسيتم مقاضاتهم". ووفقاً لترامب، قال مردوخ إنه "سيتولى الأمر"، مضيفًا: "من الواضح أنه لم يكن يملك أي سلطة". كما أبلغت كارولين ليفيت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض والرئيس ترامب، محرر الصحيفة بأن الرسالة مزوّرة". وأردف ترامب: "لقد نشروا معلومات كاذبة وخبيثة وتشهيرية". وتوعّد الرئيس الأمريكي بمقاضاة "وول ستريت جورنال" و"نيوز كورب"، ومردوخ، مستعيدًا انتصاراته السابقة في نزاعاته مع وسائل الإعلام. ووصف ترامب الصحيفة بأنها "مقززة وقذرة". وختم قائلًا: "لو كانت هناك أي حقيقة في قضية احتيال إبستين، التي تورط فيها الرئيس ترامب، لكان قد كشفها مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي، ومدير وكالة المخابرات المركزية السابق جون برينان، ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، وغيرهم من المتطرفين اليساريين المجانين قبل سنوات". وفي المنشور الىنف الذكر، قال ترامب إنه لا يعبّر عن نفسه بالطريقة التي يزعم أنها وردت في الرسالة المنسوبة إليه. وأضاف: "هذه ليست كلماتي، أنا لا أتحدث بهذه الطريقة، ولا أرسم صورًا". ووفقًا لمجلة "رولينغ ستون"، نقلًا عن مصادر، شنّ البيت الأبيض حملة لمنع نشر المقال في صحيفة "وول ستريت جورنال". ووفقًا للصحيفة، أولى ترامب هذه القضية أولوية قصوى، وهيّمنت على اجتماعات البيت الأبيض. يذكر أنه في عام 2019، اتُهم إبستين، في الولايات المتحدة، بالاتجار الجنسي بالقاصرات، الجريمة التي تصل عقوبتها إلى السجن 40 عامًا، والتآمر للاتجار بالقاصرات (تصل عقوبتها إلى السجن خمس سنوات). ووفقًا للمدعين العامين، أقام إبستين علاقات جنسية بين عامي 2002 و2005، مع عشرات الفتيات القاصرات اللواتي استقبلهن في مساكنه في نيويورك وفلوريدا، دافعا لهن مئات الدولارات نقدًا، وبعد ذلك أوعز إلى بعض الضحايا بالعمل كمجندات لجلب فتيات جديدات. وكان بعض الضحايا لا يتجاوز عمرهن 14 عامًا. وفي أوائل يوليو/ تموز 2019، استمعت محكمة مانهاتن في مدينة نيويورك إلى إبستين، وأمرت بإبقائه رهن الاحتجاز وعدم إطلاق سراحه بكفالة. في أواخر يوليو/ تموز من ذلك العام، عُرف أن إبستين عثر عليه في زنزانة سجن في حالة سيئة ثم توفي. وأظهر التحقيق أنه انتحر.


وكالة خبر
منذ 2 ساعات
- وكالة خبر
المتعوس وخائب الرجاء
بوصفه بنيامين نتنياهو، بطلاً للحرب، وبأنه حقق وإياه نجاحاً كبيراً تمثل في التخلص من التهديد النووي الإيراني، وذلك بمناسبة خضوع رئيس الحكومة الإسرائيلية، للمحاكمة القضائية وداعياً لإلغاء المحاكمة، لا يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد جانب الحقيقة، بل وحتى أنه قام بقلبها رأساً على عقب، فجعل من نتنياهو مجرم الحرب بطلاً لها، ودعا لإلغاء محاكمته في بلده، وهو المطلوب للقضاء الدولي متهماً بارتكاب جريمة حرب الإبادة الجماعية، ولا يكون ترامب قام فقط بالتدخل بشكل فظ في الشؤون الداخلية الإسرائيلية، وتحديداً في سلطتها القضائية، وذلك أخطر من التدخل في الشأن السياسي، لكنه يكون أيضاً بذلك قد نسي تماماً ذلك الفصل من العلاقة الفاترة بين الرجلين والتي استمرت اربع سنوات، ما بين عامي 2020_2024. في العام 2020، واجه ترامب حيث كان رئيساً يسعى للبقاء في البيت الأبيض للولاية الثانية على التوالي منافسه الديمقراطي جو بايدن، وكانت المنافسة محتدمة للغاية، لدرجة أن عدداً من الولايات قد أخرت الاعلان عن الفائز بأصواتها في المجمع الانتخابي بين المتنافسين، لإعادة فرز أصوات الناخبين يدوياً، وكان ترامب وفريقه يتابعان طوال الوقت ما تعلنه الولايات من نتائج للفرز، أولاً بأول، ويقومان بالتشكيك في كل إعلان لا يكون لصالحهما، وصولاً الى انتهاء الفرز، بحيث كانت النتيجة واضحة لصالح بايدن، حينها تجاوز ترامب كل حدود ما يتصوره العقل من الذهاب في اتجاه «الروح الديمقراطية» بالإقرار بالهزيمة، وبلغ حداً خارجاً عن القانون لدرجة ان يحرض أنصاره للتطاول على الكابيتول، مقر الكونغرس، لمنع ممثلي الشعب من المصادقة على نتائج الانتخابات رسمياً، وفيما يخص نتنياهو فقد استكثر او لم يستوعب ترامب الرجل المثير للجدل دائماً، أن يقوم رئيس الحكومة الاسرائيلية بما يفرضه عليه واجبه الوظيفي البروتوكولي من توجيه التهنئة للفائز بمنصب الرئاسة الأميركية جو بايدن. وكأن تهنئة نتنياهو لبايدن كانت امراً شخصياً، جعل ترامب يغضب من الرجل، الذي قدم له خلال ولايته تلك كل «الهدايا» السياسية، من نقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس، الأمر الذي تابع تجنبه كل الرؤساء الأميركيين السابقين منذ العام 1995، نقصد بذلك الرؤساء بيل كلينتون، جورج بوش الابن وباراك اوباما، وأمضى كل منهم ولايتين متتابعتين في البيت الأبيض، كذلك الاعتراف بالقرار الاحتلالي الإسرائيلي بضم الجولان السوري المحتل، كذلك الانسحاب عام 2018 من الاتفاق النووي مع إيران، ومن ثم التوصل لاتفاقيات «ابراهام» في تجاوز للملف الفلسطيني نحو التطبيع بين اسرائيل والعرب، وبذلك خلط ترامب بين ما هو شخصي وبين ما هو سياسي خاص بالدولتين. وربما كان ترامب رئيساً اقرب لرؤساء الدول الشمولية، أو الدول المحكومة بأنظمة حكم عسكرية، حيث يكون للفرد فيها، الرئيس بالطبع، كل الصلاحيات المطلقة في الحكم وفي السياسة، لهذا فترامب بمجمل تصريحاته ومواقفه واعلاناته في الوقت الذي يقلل فيه او حتى يبخس مما أنجزه غيره من الرؤساء، في مقدمتهم بالطبع بايدن، وفي الوقت الذي يقلل فيه من قيمة منافسيه خاصة، ولا يقيم وزناً لحلفائه او شركائه، فإنه يبالغ فيه من الإعلان عن أهميته الشخصية، في نرجسية مريضة، وهو بذلك كأنه يلغي مؤسسات الدولة، بل هو حين يأتي على ذكرها، لا يظهر لا احترامه ولا محبته لها، بوصفها الدولة العميقة، والأدلة لا حصر لها في هذا المجال، فكثيراً ما ردد القول، وهو خارج البيت الأبيض، بين عامي 2022_ 2025 بأنها ما كانت لتقع لو كان رئيساً، وبأنه سيقوم بوقفها بمجرد عودته الى البيت الأبيض، كذلك قال بأنه لو كان رئيساً لما وقعت «طوفان الأقصى»، وحين فاز في الانتخابات وعد بوقف الحرب قبل استلام مهامه رسمياً، في 20 كانون الثاني من العام الحالي. وكان ذلك احد عوامل الضغط على نتنياهو التي أجبرته على قبول صفقة التبادل الثانية، والتي كان مبعوث ترامب ستيف ويتكوف شاهداً وراعياً لها، لكن نتنياهو لم يتابع تنفيذ تلك الصفقة واكتفى ببندها الأول، التزاماً بما اتفق عليه مع بتسلئيل سموتريتش، وكانت تلك الصفقة بالمناسبة قد تسببت في خروج إيتمار بن غفير من الحكومة، ثم عودته لها، بعد متابعة نتنياهو الحرب على غزة في آذار، اي بعد مضي أقل من شهرين على وقف إطلاق النار، وبعد تنفيذ البند الأول للصفقة الخاص بتبادل المحتجزين والأسرى، ووقف النار وإدخال المساعدات الاغاثية الى غزة، خلال تلك الفترة. وعلى أكثر من صعيد تبين بأن ترامب ما هو إلا نمر من ورق، أو انه بندقية صوت أكثر منه محارباً حقيقياً، فلم تتوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، رغم كل ما قدمه ترامب من «هدايا» لفلايديمر بوتين الرئيس الروسي، لدرجة انه «مسح الأرض» بالرئيس الاوكراني فلوديمير زيلنسكي حين زاره في البيت الأبيض، وتجاوز كل حدود اللياقة الدبلوماسية معه هو ونائبه المستفز جي دي فانس، حيث مارسا التنمر على الرئيس الأوكراني، وذلك لدفعه الى اعلان الاستسلام لروسيا، بلا اي مقابل، سوى ان يتقاسم ترامب وبوتين كعكة اوكرانيا، الأول يحصل على المعادن الثمينة، والثاني على الأرض، إن كانت تلك الخاصة بالقرم أو كل الشرق الأوكراني، والأهم تدمير كامل القوة العسكرية الأوكرانية وقطع الطريق بينهما وبين «النات»و وحتى الاتحاد الأوروبي نفسه. وفي حروبه التجارية متعددة الجبهات، اعلن عن رغبته في السيطرة على قناة بنما، وعلى ضم كندا وغرينلاند، ولم يحدث اي شيء من هذا القبيل، بل كانت كل تلك الاعلانات كما لو كانت إعلانات عن «أفلام سينمائية» لم تنتج بعد، ثم بدأ ترامب في إعلان تعرفته الجمركية ضد معظم دول العالم، مدعياً ومكرراً كلاماً فارغاً بلا اية قيمة حقيقية، حول أنها ستضخ الأموال في الاقتصاد الأميركي، ولأن دول العالم ردت عليه بالمثل، فقد تراجع، مرة بتعديل النسب المعلنة ومرة أخرى بإعلان فترة الى حين البدء بالتنفيذ، داعياً الدول بمن فيها الصين للتفاوض حول هذا الأمر، وحتى إصلاحه الداخلي، نقصد الدخول في إجراءات تقليص الإنفاق الحكومي، بمنح من ساعده على العودة الى البيت الأبيض، أغنى رجل حالياً في العالم، ايلون ماسك وظيفة شبه رسمية، سرعان ما باءت بالفشل، بل انقلب عليه ماسك نفسه بسبب التعرفة الجمركية التي عرضت تجارته في صنع سيارات «تيسلا» للخسائر الفادحة، أما سياسة ترامب ضد المهاجرين فقد قوبلت باحتجاجات اقتربت من إشعال برميل البارود في اهم ولاية أميركية. وحتى في الشرق الأوسط، المنطقة التي تعتبر الأسهل على ترامب، بعد ان واجه التحديات مع كل العالم، بما في ذلك الجيران، كندا والمكسيك، والحلفاء الأوروبيون، في ملفي التعرفة الجمركية والحرب الروسية /الأوكرانية، حقق ترامب نجاحه الوحيد في زيارته للخليج العربي، والحصول على استثمارات تجاوزت حسب قوله هو شخصياً 5 تريليون دولار، فإنه بعد ان ارجع البعض له النجاح في عقد الصفقة الثانية بين اسرائيل وحماس، لم يتابع النجاح، كما أسلفنا_ بما يعني تنفيذ كل بنود تلك الصفقة، بل ان ترامب اضطر الى إعلان اتفاق وقف نار متبادل مع الحوثي اليمني، وتخلى عن إسرائيل بذلك، واضطر الى إعلان التفاوض مع إيران، قبل ان يمنح إسرائيل الضوء الأخضر الذي حجبه عنها بايدن من قبل بمهاجمة المواقع النووية والنفطية، بل وشن عدوان عليها كان يحلم بالإطاحة بالنظام واعادة حكم بهلوي الشاهنشاهي. وادعى ترامب بأنه دمر كل «النووي» الإيراني بالكامل، بينما أظهرت المخابرات الأميركية نفسها، بأن الضرر كان جزئياً، وما الحديث المتواتر عن عودة القتال لجولة اخرى، في أي لحظة إلا دليل على ان حروباً خاطفة تنتهي بنصر سريع استناداً الى تفوق القوة العسكرية، لم تعد ممكنة، وأن «بهلوانية « ترامب هي من النمط الدونكيشوتي، فيما اعتماد نتنياهو على ترامب، بعد ان كان يعتمد فقط على الثنائي بن غفير وسموتريتش، لمواصلة الحرب كمبرر لبقائه في الحكم وخارج دائرة المحاكمة القضائية الإسرائيلية، وهذا ما اعلن عنه السفير الأميركي في اسرائيل اليميني المتطرف مايك هاكابي حضوره شخصياً محاكمة نتنياهو لشد إزر المتهم الإسرائيلي، والذي تدخل بشكل سافر على شاكلة رئيسه باتهام القضاة الإسرائيليين بأنهم غير عادلين. وبرر السفير الاميركي تماماً كما فعل قبل ذلك بأسبوعين رئيسه ترامب، بانه لا يجوز محاكمة مسؤول وهو في حالة حرب، والحقيقة أن نتنياهو شن الحرب وواصل خوضها رغم كل تقارير الجيش نفسه والأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأنها بلا أهداف وبلا أفق وبلا نهاية، من أجل هذا الغرض، ان تكون سبباً في إفلاته من الحكم القضائي الإسرائيلي، وليس غيره، وبذلك فان نتنياهو المتعوس بات «يتعكز» على خائب الرجاء ترامب.


وكالة خبر
منذ 2 ساعات
- وكالة خبر
ترمب.. الوسيط أم المخادع
منذ بدء العدوان العسكري الاحتلالي على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر للعام 2023 ، تشكلت لجنة وسطاء تتكون من مصر وقطر والولايات المتحدة بهدف وقف إطلاق النار والتوصل إلى تهدئة. واذا كان الموقف المصري والقطري واضحاً في أهدافه الرامية لوقف الإبادة الجماعية ومنع مخطط التهجير وإعادة بناء قطاع غزة فإن الموقف الأمريكي كان يتسم بالانحياز للموقف الإسرائيلي. وغني عن القول ان الإدارة الامريكية هي شريك كامل لدولة الاحتلال بارتكاب أعمال ترتقي للابادة الجماعية بفعل توصيف كل من محكمتي العدل والجنايات الدولية وتقارير منظمات حقوق الإنسان الأشهر والأكثر مصداقية وهما منظمتي امنستي وهيومن رايتس ووتش . برزت هذه الشراكة من خلال التمويل والتسليح والمشاركة بإعداد الخطط التي تجاوزت قطاع غزة والضفة الغربية لتصل إلى الاعتداء على لبنان واليمن وسوريا وصولا لإيران. تتشارك الإدارة الأمريكية مع دولة الاحتلال الأهداف بما يتعلق بتصفية القضية الفلسطينية وفعاليات المقاومة بالاقليم وتحجيم قدرات إيران وذلك على طريق تشكيل شرق أوسط جديد تتسيد بة دولة الاحتلال القرار . ربما هناك اختلافات بالتكتيك بين دولة الاحتلال التي يتزعمها نتنياهو والادارة الأمريكية التي يتزعمها ترمب. فالأول يريد التسريع في مسألة تصفية القضية وتنفيذ خطة الحسم وكذلك ضرب ايران وصولا لاسقاط النظام والثاني يريد تبريد الصراع في غزة عبر هدنة مؤقتة تتم بها عملية إخراج الرهائن الإسرائيليين لدى المقاومة كهدف مشترك . اجتهد بعض المحللين مؤخرا بخصوص قيام ترمب بالضغط على نتنياهو لإجبارة للتوقيع على مقترح ويتكوف الأخير وذلك خلال زيارة الأخير للبيت الأبيض وذلك بهدف الدفع باتجاه تحقيق أهداف شخصية لنتنياهو من ضمنها الضغط على جهاز القضاء بعدم محاكمته علي خلفية ملفات الفساد التي تلاحقه اضافة الى وعد من إدارة ترمب بموافقتها على ضم مساحات واسعة من الضفة الغربية وخاصة منطقة ج الى جانب الدفع بمسار ابراهيم التطبيعي. لقد تم نثر التفاؤل بخصوص قرب التوصل الي صفقة تبادل وهدنة وفق مقترح ويتكوف مع تزامن زيارة نتنياهو للبيت الأبيض ومع إرسال وفد إسرائيلي للمفاوضات بالدوحة . اعتقد اننا بحاجة الى إعادة نظر بهذا التقييم الذي لم تزكه الوقائع على الارض. لقد عاد نتنياهو بعد انتهاء زيارته وكرر ذات العبارات السابقة والمحددة بالقضاء على حماس ونزع سلاحها وإخراج قادتها كما اخترع هو ووزير الحرب كاتس مسألة المنطقة ( الإنسانية ) بعد نقطة موارج لتستوعب 600 الف مواطن سيتم الزج بهم بهذا المعتقل الجماعي الأمر الذي يمهد الى تنفيذ عملية التهجير والتطهير العرقي. لقد قام وفد دولة الاحتلال المفاوض بالدوحة بنشر خرائط تؤدي الى سيطرة الاحتلال العسكرية على مساحات واسعة من قطاع غزة بما يظهر النوايا العدوانية لدولة الاحتلال . ويشار هنا ان وفد دولة الاحتلال مازال لا يبدي مرونة تجاة آلية المساعدات علما بأن مؤسسة غزة ( الإنسانية ) أثبتت أنها مصائد للموت وكذلك بخصوص الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال حيث لم تتم الموافقة على الإفراج عن بعض الأسماء والقيادات من ذوي الأحكام العالية. وعليه فقد وضع نتنياهو العديد من العراقيل في دولاب مفاوضات التهدئة والتبادل. يعكس ما سبق عدم دقة التحليلات السياسية التي اجتهد بها بعض المحللين وأفضت الى نوع من التفاؤل. ومن المهم الإشارة الى ان ترمب قد أعطى الضوء الأخضر لنتنياهو عندما انقلب على اتفاق الدوحة الذي أبرم في 17 يناير ثم عاد في منتصف مارس لنفسه عبر قيام جيش الاحتلال بتنفيذ عملية عربات جدعون العسكرية. لقد قام ترمب ومبعوثيه أيضا وخاصة بوهلر وويتكوف بممارسة الخداع عندما استعادوا المحتجز عيدان ألكسندر وهو مزدوج الجنسية الامريكية والاسرائيلية وذلك كبادرة حسن نية دون اعطاء حماس اي مقابل . قام ترمب أيضا بممارسة الخداع تجاه إيران عندما كان مقررا ان يرسل وفدا أمريكيا للاجتماع مع وفد إيران في مسقط وقبل موعد الاجتماع بيومين قام بإعطاء الضوء الأخضر لنتنياهو لضرب إيران عسكريا في عملية مباغتة مصحوبة بسحاب من التضليل والخداع . يستنتج مما تقدم التالي:- -ان ترمب يتعامل بالسياسة كتعامله مع الصفقات العقارية والتجارية التي تحتمل المراوغة والتحايل والتضليل والخداع . -ان اصرار المفاوض الفلسطيني على وجود ضمانات شخصية من ترمب لوقف الحرب رغم وجاهته الا ان التجربة اثبتت ان ترمب شخص مخادع ويغير مواقفة ولا يمكن الاعتماد على ضمانته الشخصية بأي حال من الأحوال. -اننا بحاجة الى إعادة النظر بمقولة تبعية إسرائيل الى أميركا وبأن بإمكان الثانية ان تملي قراراتها على الأولى بسهولة . قد ينطبق ذلك على بعض قضايا الإقليم التي من الممكن أن تهدد المصالح الحيوية الامريكية ومكانة إسرائيل كما حدث في قرار ترمب بوقف العدوان الإسرائيلي على إيران بعد اثني عشر يوما بسبب مخاطر انفلات الأمور خارج السيطرة. -ان المسألة الفلسطينية يتم التقرير بها من دولة الاحتلال وتعمل اميركا على تبنيها ومحاولة تمريرها، ودعونا نتذكر ان ترمب أحال سؤال مستقبل غزة والتهجير والدولة الى نتنياهو ليس بهدف إحراجه كما ذهب بعض المحللين بل لقناعته ان نتنياهو هو المقرر بهذه المسائل وان دور أميركا يكمن بالتبني والدعم والاسناد والترويج. لقد طبق ترمب ذلك في ما يسمى بصفقة القرن التي كانت نتاج توجهات ومقترحات نتنياهو وقام ترمب بتبنيها . -واضح ان العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة انتقلت من حالة التبعية كما كان بالسابق أي بعد تأسيس دولة الاحتلال والجميع يتذكر إنذار ايزنهور لبنغوريون إبان العدوان الثلاثي عام 1956 على مصر الأمر الذي أدى لانسحاب الجيش الإسرائيلي فورا من سيناء وغزة . -لقد تغيرت العلاقة بحيث أصبحت إسرائيل شريكا في بعض القضايا وبالأخص القضية الفلسطينية التي أصبح قرارها حصرا بيد دولة الاحتلال وببعض قضايا الإقليم الأخرى وذلك لعدة أسباب منها تنامي نفوذ اللوبي الصهيوني ( الايباك ) بالولايات المتحدة، الحروب التي تخوضها دولة الاحتلال بالإقليم والتي تخدم مصالح الولايات المتحدة والغرب والتي تهدف لتعزيز الهيمنة الأمريكية على منابع النفط وممرات التجارة ومضائق البحار وبهدف الاستفراد بالمنطقة على حساب إمكانيات وجود نفوذ لكل من الصين وروسيا الى جانب رغبة أميركا بتوكيل دولة الاحتلال للعديد من قضايا الإقليم لتتفرغ هي لمواجهة الصين تحديدا وذلك بسبب تنامي نفوذها الاقتصادي المقلق للولايات المتحدة. -يتم الضغط من قبل ترمب على نتنياهو في حالة واحدة والتي تكمن بشعور الأول ان مصالحه قد تتضرر اذا استمر بدعم الثاني. من الممكن أن يتم ذلك في حالة استخدام العرب أوراق القوة المالية والنفطية والموقع الاستراتيجي حيث حصل ترمب في زيارته لبعض البلدان الخليجية علي مبلغ 5,5 تريليون دولار . ان معادلة المال مقابل وقف الدمار في غزة وضمان حقوق الشعب الفلسطيني ممكن ان يؤثر على قرارات ترمب. -هناك شعور لدي نتنياهو أنه يستطيع أن يستمر في مخطط التطهير العرقي في غزة والضم والتهويد بالضفة دون معيقات ودون ان يؤثر ذلك على المصالح الأمريكية. يعود السبب في ذلك لاحساسه بعدم وجود أوراق قوة عربية من الممكن أن تضغط على ترمب وتؤثر على المصالح الأمريكية. او ان هذه الأوراق وان تم اثارتها فإنها ليست بالقوة الكافية التي من الممكن أن تلعب دورا ضاغطا وبصورة جدية . وعليه فان المعيقات التي وضعها نتنياهو بما يتعلق بمفاوضات التهدئة والتبادل ليست ذات طبيعة تكتيكية بل انها تنطوي على مخاطر جدية وخاصة بمسألة إنشاء معتقل جماعي في رفح يهيئ للتهجير . ان مواجهة الخطر الوجودي الذي يواجهه شعبنا في غزة والذي من المحتمل ان يسحب على الضفة يتطلب تغيير في قواعد العمل عبر تشكيل وفد موحد للمفاوضات تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية وبمشاركة كل من حماس والجهاد أسوة بحرب عام 2014 الى جانب التوجه لجامعة الدول العربية واستثمار الثقل الاقتصادي لكل من السعودية وبلدان الخليج والثقل السياسي لمصر. ان هذه الآلية المقترحة ستعمل علي تغيير موازين القوي التفاوضية وقد تفضي الى التأثير والضغط على ترمب الذي سيؤثر بالضرورة على نتنياهو ليس فقط بما يتعلق بهدنة مؤقتة بل باتجاة الوقف النهائي للحرب والشروع بتنفيذ الخطة المصرية العربية بدلا من مخططات دولة الاحتلال.