
مضيق هرمز.. شريان الطاقة العالمي على حافة الاشتعال
في قلب الخليج العربي، وعلى امتداد ممر مائي لا يتجاوز عرضه 33 كيلومتراً، يقف العالم على أطراف أصابعه. مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو خُمس صادرات النفط العالمية، عاد إلى واجهة الأحداث مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل ، وسط تحذيرات من شركات الطاقة، وقلق متزايد في أسواق الشحن والتأمين.
أعادت إيران التلويح بورقة "مضيق هرمز" مهدده بإغلاقه، حيث قال عضو هيئة رئاسة لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، بهنام سعيدي، في مقابلة مع وكالة مهر الإيرانية إن خيارات بلاده للرد على اعتداءات إسرائيل والدول الأخرى المتواطئة معها متعددة، وسيتم استخدام هذه الخيارات وفقاً لمتطلبات المرحلة والظروف المختلفة.
وأضاف أن نوعية وتوقيت ومكان واستراتيجية تنفيذ الردود الإيرانية على الأعداء، تُحدَّد وفقاً لتقدير قيادات بلاده والقوات المسلحة.
يمر عبر مضيق هرمز أكثر من 21 مليون برميل نفط يومياً، إضافة إلى ثلث صادرات الغاز الطبيعي المسال، ما يجعله أكثر نقاط الاختناق حساسية في العالم. ومع تصاعد التوترات، بدأت شركات الشحن تتجنب المرور عبره، وارتفعت أسعار التأمين على السفن بنسبة تفوق 60%.
إيران.. هل تملك مفاتيح الإغلاق؟
رغم التهديدات المتكررة من طهران بإغلاق المضيق، إلا أن الواقع أكثر تعقيداً. فإيران نفسها تعتمد عليه لتصدير نفطها واستيراد السلع. كما أن أي إغلاق سيضر بحلفائها، وعلى رأسهم الصين، التي تستورد أكثر من 75% من صادرات النفط الإيراني.
ويرى محللو "جي بي مورغان" أن إغلاق المضيق سيكون له تأثير عكسي على الاقتصاد الإيراني، بينما تؤكد "آر بي سي كابيتال ماركتس" أن وجود الأسطول الأميركي الخامس في البحرين يجعل من الصعب تنفيذ هذا التهديد فعلياً.
يأتي التصعيد، بعد أن ذكرت وكالة "بلومبرغ" نقلاً عن مصادر، أن الولايات المتحدة على بعد أيام من توجيه ضربة لإيران، وبالتالي دخول الحرب.
قال الرئيس التنفيذي لشركة "شل"، وائل صوان، إن أي إغلاق لمضيق هرمز سيُحدث "تأثيراً هائلاً" على التجارة العالمية، مؤكداً أن الشركة وضعت خططاً طارئة تحسباً لأي تصعيد. أما "إيني" الإيطالية، فترى أن الأسواق لا تتوقع إغلاقاً فعلياً، بدليل بقاء أسعار النفط دون 90 دولاراً.
وفي تصعيد نوعي، استهدفت إسرائيل منشآت طاقة داخل إيران، من بينها مصفاة "شهر ري" ومستودع "شهران"، ما أدى إلى حرائق ضخمة. كما حذرت "RBC" من أن استهداف جزيرة خرج، التي تُصدر منها إيران 90% من نفطها، قد يُعطّل صادراتها بالكامل.
الأسواق تترقب.. والنفط يتقلب
بعض شركات الطاقة رسمت سيناريوهات لمستقبل أسعار النفط، أكثرها تطرفاً توقع أن يتجاوز سعر برميل النفط مستوى 150 دولاراً، بينما يتداول النفط حالياً حول مستويات 77 دولاراً للبرميل.
مضيقان وأسعار نفط مشتعلة
رغم أن دول الخليج تمتلك هوامش مالية كبيرة، إلا أن اتساع الصراع قد يُهدد قواعد أميركية ويُربك صادرات النفط. أما مصر، فقد تتأثر إيراداتها من قناة السويس في حال تصعيد الحوثيين وعودة استهداف السفن العابرة لمضيق باب المندب بين اليمن وجيبوتي جنوب البحر الأحمر.
مضيق هرمز ليس مجرد ممر مائي، بل نقطة توازن دقيقة بين القوة والاقتصاد، بين التهديد والردع، وبين التصعيد والحسابات المعقدة.
وإذا كانت الحرب لا تزال محدودة، فإن الأسواق تتحرك على وقع الاحتمالات، وكل سيناريو يحمل في طياته مفاجآت قد تُعيد رسم خريطة الطاقة العالمية.
قدر بنك غولدمان ساكس في مذكرة أمس الأربعاء علاوة المخاطر الجيوسياسية بحوالي 10 دولارات للبرميل في أعقاب ارتفاع أسعار برنت إلى 76-77 دولارا للبرميل.
وفي حين أن التوقع الأساسي للبنك هو انخفاض سعر برنت إلى حوالي 60 دولارا للبرميل في الربع الرابع بافتراض عدم حدوث أي اضطراب في الإمدادات، قال غولدمان إن علاوة العشرة دولارات للبرميل تبدو مبررة في ضوء سيناريو انخفاض الإمدادات الإيرانية وفيه يرتفع برنت قليلا فوق 90 دولارا وكذلك السيناريوهات التالية التي يتأثر فيها إنتاج النفط الإقليمي أو الشحن البحري سلبا.
وفي سياق منفصل، توقع بنك باركليز أمس الأربعاء ارتفاع أسعار الخام إلى 85 دولارا للبرميل إذا ما انخفضت الصادرات الإيرانية إلى النصف وكذلك تجاوزها 100 دولار في "أسوأ السيناريوهات"، وهو اندلاع حرب أوسع نطاقا.
وقال غولدمان إن انخفاض تدفقات النفط عبر مضيق باب المندب، الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي، بنسبة 45% في عام 2025 مقارنة مع عام 2023 يوضح مدى تأثر الشحن البحري بهجمات الحوثيين المتحالفين مع طهران.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
مع احتدام الحرب... كيف يعوّل الإسرائيليون على الملاجئ؟
في بدايات المواجهة الجارية بين إسرائيل وإيران، قال سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل مايك هاكابي إنه أمضى «ليلة قاسية» اضطر للذهاب فيها إلى الملجأ خمس مرات. ومع تسارع وتيرة الهجمات المتبادلة، واتساع دائرتها لتشمل نقاطاً ومدناً مختلفة في الدولتين، يعوّل الإسرائيليون بقوة على الملاجئ باعتبار أنها مصدر رئيس للحماية من الصواريخ. وفي حين توفر الملاجئ قدراً من الطمأنينة لمن يلوذون بها، فإنها في الوقت ذاته تبرز مدى الهلع الذي ينتاب البعض؛ فمظاهر الركض نحو الملجأ خوفاً وفزعاً تؤدي أحياناً إلى تدافع وسقوط الفارين من القصف، وإصابتهم بجروح. ومن ذلك ما حدث حتى قبل اندلاع المواجهة المحتدمة مع إيران، عندما أصيب 13 شخصاً في مارس (آذار) الماضي خلال تدافعهم للملاجئ بعدما دوت صفارات الإنذار في مناطق مختلفة بإسرائيل تحذيراً من صاروخ انطلق من اليمن. والإصابة المباشرة التي تلقاها أحد الملاجئ في مدينة بيتح تكفا، شمال شرقي تل أبيب، فجر الثلاثاء، زادت من رعب الإسرائيليين، وزعزعة ثقتهم بمصادر الحماية من الصواريخ. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية وقتها أن صاروخاً إيرانياً تسبب في تدمير ملجأ في المدينة ما أدى إلى إصابة سبعة. صارت الملاجئ «مكوناً أساسياً» في حياة الإسرائيليين سنة 1951 عند سن أول قانون للدفاع المدني، والذي جعل إقامة الملاجئ إلزامياً في جميع «المدن والقرى الإسرائيلية». وقتها رأت الجبهة الداخلية أن الصواريخ، التي كانت تقليدية في حينه، باتت عنصراً أساسياً في الحروب. إسرائيليون داخل أحد الملاجئ في تل أبيب يوم الأربعاء (رويترز) وكانت إسرائيل يومها «صغيرة» تمتد على مساحة 20 ألف كيلومتر مربع، وكانت المناطق العربية تطل على بلداتها من جبال لبنان، ومرتفعات الجولان السورية، وجبال الضفة الغربية. ومع تطور الصواريخ وتنامي قدراتها لتصبح عابرة للقارات، ومع تمكُّن الجيش العراقي من إطلاق عشرات الصواريخ بعيدة المدى نحو إسرائيل سنة 1991، تحولت الملاجئ إلى مكوّن أساسي في سياسة الدفاع الإسرائيلية. وفي سنة 1993، استحدث الكنيست (البرلمان) قانوناً للدفاع المدني يُلزم كل مواطن أو مؤسسة أو شركة تطوير عقاري ببناء ملجأ مناسب في أي مبنى جديد، سواء كان للسكن، أو العمل. ففي الأبنية والمؤسسات العامة، بُنيت ملاجئ واسعة قادرة على استيعاب العاملين والعملاء في أوقات الحرب. وفي كل بيت سكني يُبنى، لا بد من إقامة غرفة محصَّنة تكون بمثابة ملجأ خاص بالعائلة. ومن لا يلتزم بذلك لا يحصل على ترخيص. وهكذا أصبح ثلثا سكان إسرائيل محصَّنين بملاجئ، سواء في البيوت، أو الأسواق، أو الشوارع، أو أماكن العمل، بعدد يزيد على مليون ملجأ، وهو أمر غير موجود في أي مكان آخر في العالم. ويبلغ عدد سكان إسرائيل نحو 10 ملايين نسمة. يشكل اليهود نحو 77 في المائة منهم. حُددت المواصفات الهندسية للملاجئ بدقة، بحيث تُبنى من الخرسانة المسلحة السميكة المزودة بأبواب وشبابيك من الحديد الصلب الذي لا تخترقه الصواريخ. وأنواع الملاجئ متعددة ومتنوعة منها: - أولاً: الملاجئ العمومية، والتي تُعتبر أقدم هذه الأنواع. والملجأ العمومي كبير، ويقام في أحياء مركزية، ويفترض أنه يتسع لمئات المواطنين. وهو في العادة يُبنى تحت الأرض، ويحتوي على متنفس طبيعي، وهوّايات تضمن تجديد الهواء، وبه مطبخ صغير، ومراحيض. إسرائيليون ينزلون مع حيواناتهم الأليفة إلى أحد الملاجئ العمومية في تل أبيب يوم 14 يونيو 2025 (أ.ف.ب) وكل ملجأ عمومي مزوَّد بالماء، ويخضع لإشراف البلدية، والجبهة الداخلية في الجيش. وعلى سبيل المثال، يوجد في تل أبيب، التي يبلغ عدد سكانها 650 ألفاً وتعتبر العاصمة الاقتصادية لإسرائيل، 168 ملجأ كبيراً تحت الأرض، و356 ملجأ تابعاً للمؤسسات التعليمية، أو غيرها من مباني البلدية. وفي السنوات الأخيرة، بدأت بلدية تل أبيب - يافا في إضافة خدمة «الواي فاي» إلى الملاجئ. - ثانياً: «مماد»، وهي الغرفة القائمة في كل بيت، والتي أنشئت بمواصفات هندسية مميزة تضمن أن تكون محصَّنة لتستخدم ملجأ في الشقة الخاصة. ثالثاً: «مماك»، وهو ملجأ جماعي يوجد في مبنى خاص مثل العمارة السكنية، ويكون مخصصاً لجميع سكان المبنى. ويكثر في البلدات اليهودية التي تبنى فيها عمارات شاهقة. رابعاً: «ميكلت»، وهو ملجأ جماعي عام تابع للبلديات، يوجد خارج المباني والبنايات في الشارع العام، وكذلك في الشوارع الرئيسة، ويمكن أن يكون تحت الأرض. إسرائيليون يحتمون بقطعة خرسانية على طريق سريع عقب انطلاق صفارات الإنذار بوسط تل أبيب الأحد الماضي (رويترز) خامساً: «مغونيت»، وهو آخر ما تفتق عنه ذهن الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي، ويوضع هذا النوع من الملاجئ فوق الأرض في الشوارع العامة ومداخل البلدات، ويكون مبنياً من الخرسانة المسلحة، ويعتبر ملجأً مؤقتاً، يكفي للمارة. تُعتبر هذه الملاجئ بنية تحتية أساسية في مواجهة هجمات الصواريخ، سواء كانت قادمة من لبنان، أو غزة، أو اليمن، أو إيران. فقد صُممت لتتحمل الانفجارات والشظايا الناجمة عن الصواريخ الثقيلة. ولكن الانفجار الذي اخترق ملجأ في بيتح تكفا، يزعزع هذه المعادلة. وفتحت السلطات تحقيقاً في أسباب هذا الاختراق، لمعرفة إن كان ناجماً عن خلل وغش في مواد البناء التي استُخدمت في بنائه، أو عن أن تطوير في صواريخ إيران يغير الموازنات والمعادلات العسكرية. لكن المشكلة التي لم تجد السلطات سبيلاً لحلها هي تلك الإصابات التي تلحق بالمتدافعين والراكضين صوب الملاجئ. إسرائيليون متجمعون في أحد الملاجئ بعد انطلاق صفارات الإنذار في بني براك قرب تل أبيب يوم الثلاثاء (أ.ب) فالمعروف أن أجهزة الرادار الإسرائيلية تحاول رصد الصاروخ حال إطلاقه، وتعمل فرق الاستخبارات العسكرية على تحليل مساره وسرعته، وتحديد المكان الذي يستهدفه، وتعطي إشارة للسكان بقرب قدوم الصاروخ قبل 5 إلى 7 دقائق من وصوله، فتُطلق صفارات الإنذار لمدة 30 ثانية كي يتجه الناس إلى الملاجئ. وهنا تواجه الجبهة الداخلية مشكلتان، الأولى من أناس لا يكترثون ولا يسارعون الخطى للدخول إلى الملجأ، والثانية من آخرين على النقيض، يأخذون الأمر بجدية بالغة، فيُصابون بالهلع، ويتدافعون للوصول إلى الملجأ، فيسقط بعضهم في الطرقات ويصابون. ومن بين هؤلاء أمهات يحملن أطفالاً، أو مرضى ومعوقون لا يستطيعون مجاراة الراكضين، ويسعون في أحيان كثيرة للتقدم على الأصحاء حرصاً على النجاة. يعاني نحو ثلث سكان إسرائيل من مشكلة كبرى، إذ لا توجد ملاجئ في المباني القديمة التي تؤويهم، ولا في بلداتهم، ومن ثم يفتقرون للحماية عملياً. أكثر من نصف هؤلاء مواطنون عرب من فلسطينيي 1948، والنصف الآخر يهود يعيشون في مناطق فقيرة أو ريفية. وهؤلاء يحتمون عادة بالأسوار القائمة في الشوارع، أو يستسلمون لمصيرهم القادم أياً كان. إسرائيليون يتوجهون إلى أحد الملاجئ مع انطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب في ساعة مبكرة من يوم الخميس (أ.ب) ويوجد كذلك نحو 100 ألف عربي بدوي في النقب، لا يعيشون في بيوت، بل في خيام، أو أماكن إيواء هشة في الخلاء، ولا تتوفر لهم أية حماية. وكان هؤلاء أول من تلقوا صواريخ «حماس» من قطاع غزة، فقُتل أكثر من 20 منهم في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وأودى صاروخ إيراني سقط في بلدة طمرة ذات الغالبية العربية بحياة أُم وابنتيها وقريبة لهن. ويشكو كثير من العرب من تمييز عنصري يحرمهم من وسائل الحماية اللازمة. فعدد الملاجئ بالمناطق ذات الغالبية العربية قليل جداً، والبلديات لا تحصل على ميزانيات تكفي لتغطية نفقات الحماية. وبسبب انعدام الثقة بالمؤسسة الحاكمة وبالجيش تنتشر شكوك في أن المضادات الصاروخية التي تتيح إحباط الصواريخ بكفاءة أكبر لا تحظى في البلدات العربية بالاهتمام نفسه الذي تتمتع به في البلدات اليهودية. لكن الجيش يرفض هذه الاتهامات، ويؤكد أنه يتعامل مع كل هجوم بالطريقة نفسها في المناطق كلها، ويقول إن البلدات العربية واليهودية متشابكة ومتجاورة، ولا مجال للتفريق فيما بينها، خصوصاً في موضوع الصواريخ المهاجمة.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
هل تصمد صواريخ إسرائيل الاعتراضية أكثر من صواريخ إيران؟
تمتلك إسرائيل نظاماً رائداً عالمياً لاعتراض الصواريخ، لكن مخزونها من الصواريخ الاعتراضية محدود، كما أنها في حربها الأخيرة مع إيران تُطلِق هذه الصواريخ أكثر مما يمكنها إنتاجه. تحدث مراسلو صحيفة «نيويورك تايمز» إلى مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين حول نقاط القوة والضعف في الدفاع الجوي الإسرائيلي، لمعرفة قدرة تل أبيب على الصمود في حال امتدت الحرب أكثر. وباستثناء تدخل أميركي محتمل يُغير قواعد اللعبة ويُقرر مصير البرنامج النووي الإيراني، هناك عاملان يساعدان في تحديد مدة الحرب بين إسرائيل وإيران: احتياطي إسرائيل من الصواريخ الاعتراضية، ومخزون إيران من الصواريخ البعيدة المدى. ومنذ بدأت إيران بالرد على نيران إسرائيل، الأسبوع الماضي، اعترض نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المتقدم عالمياً معظم الصواريخ الباليستية الإيرانية الواردة، مما منح سلاح الجو الإسرائيلي مزيداً من الوقت لضرب إيران دون تكبد خسائر كبيرة في الداخل. لكن الآن، ومع استمرار الحرب، بدأت التساؤلات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حول ما إذا كانت البلاد ستنفد من صواريخ الدفاع الجوي، قبل أن تستنفد إيران ترسانتها الباليستية، وفقاً لثمانية مسؤولين حاليين وسابقين تحدثت إليهم الصحيفة. بالفعل، اضطر الجيش الإسرائيلي للحفاظ على استخدام الصواريخ الاعتراضية، مقابل إعطاء أولوية أكبر للدفاع عن المناطق المأهولة بالسكان والبنى التحتية الاستراتيجية، كما أفاد المسؤولون الذين تحدث معظمهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم. ويقول العميد ران كوخاف، الذي قاد نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي حتى عام 2021، ولا يزال يخدم في الاحتياطي العسكري: «الصواريخ الاعتراضية ليست حبات أرز. عددها محدود». ويضيف: «إذا كان صاروخ من المفترض أن يصيب مصافي النفط في حيفا، فمن الواضح أن اعتراضه أكثر أهمية من اعتراض صاروخ سيصيب صحراء النقب». ويختتم: «الحفاظ على صواريخنا الاعتراضية يمثل تحدياً». وعن حدود ترسانة الصواريخ الاعتراضية، قال الجيش الإسرائيلي في بيان موجز: «إنه مستعد ومؤهل للتعامل مع أي سيناريو، ويعمل دفاعياً وهجومياً لإزالة التهديدات عن المدنيين الإسرائيليين». رسم إيضاحي للصواريخ الباليستية الإيرانية والقنبلة الأميركية «جي بي يو - 57» الخارقة للتحصينات الإجابة حول قدرة إسرائيل على الحفاظ على حرب استنزاف طويلة الأمد غير محسوم. ما سيُحدد طبيعة الحرب ولو جزئياً هو قرار ترمب الانضمام إلى إسرائيل في مهاجمة منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم في شمال إيران، أو ما إذا قررت إيران التخلي عن برنامجها للتخصيب لمنع مثل هذا التدخل. لكن ستتشكل المرحلة النهائية للحرب أيضاً بحسب قدرة الطرفين على تحمُّل الضرر اللاحق باقتصاديهما لمدة طويلة، بالإضافة إلى الضرر اللاحق بالمعنويات الوطنية جراء ارتفاع عدد القتلى المدنيين. تعتمد إسرائيل على سبعة أنواع على الأقل من الدفاعات الجوية، معظمها أنظمة آلية تستخدم الرادار لاكتشاف الصواريخ الواردة ثم تقدم للضباط اقتراحات لكيفية اعتراضها. ويمتلك الضباط العسكريون ثوانيَ فقط للردّ على بعض النيران القصيرة المدى، مقابل دقائق لتقييم الرد على الهجمات بعيدة المدى. وفي بعض الأحيان، لا تقدم الأنظمة الآلية توصيات، ما يترك الضباط يتخذون القرارات بأنفسهم، كما يقول الجنرال كوخاف. ويعترض نظام «السهم» الصواريخ بعيدة المدى على ارتفاعات أعلى؛ بينما يعترض نظام «مقلاع داود» الصواريخ على ارتفاعات منخفضة. في حين تُسقِط «القبة الحديدية» الصواريخ قصيرة المدى، التي تُطلق عادة من غزة، أو شظايا الصواريخ كالتي تم اعتراضها مسبقاً بواسطة أنظمة دفاع أخرى. وقدّمت الولايات المتحدة نظامين دفاعيَّيْن إضافيين على الأقل، بعضها يُطلق من سفن في البحر المتوسط، بينما تحاول إسرائيل أيضاً تجريب شعاع ليزر جديد نسبياً وغير مختبر جيداً. وأخيراً، تُستخدم الطائرات المقاتلة لإسقاط الطائرات المسيّرة بطيئة الحركة. يشعر بعض الإسرائيليين بأن الوقت قد حان لإنهاء الحرب قبل اختبار دفاعات إسرائيل بشدة. قُتل ما لا يقل عن 24 مدنياً بضربات إيران، وأُصيب أكثر من 800. وتعرضت بعض البنى التحتية الرئيسية، بما في ذلك مصافي النفط في شمال إسرائيل، لأضرار، كما المنازل المدنية، فيما أُصيب مستشفى في جنوب إسرائيل، صباح الخميس. بيت مدمر بصاروخ إيراني في تل أبيب ( أ.ف.ب) وقد يرتفع عدد القتلى - المرتفع بالفعل بالمقاييس الإسرائيلية - بشكل حاد إذا اضطر الجيش الإسرائيلي إلى الحد من استخدامه العام للصواريخ الاعتراضية لضمان الحماية طويلة الأمد لمواقع استراتيجية قليلة، مثل مفاعل «ديمونا» النووي في جنوب إسرائيل أو المقر العسكري في تل أبيب. يقول زوهار بالتاي، الضابط السابق في جهاز الموساد الإسرائيلي: «الآن بعد أن نجحت إسرائيل في ضرب معظم أهدافها النووية في إيران، لديها فرصة يومين أو ثلاثة لإعلان النصر وإنهاء الحرب». ويضيف بالتاي، الذي شارك لسنوات في التخطيط الدفاعي الإسرائيلي: «عند التخطيط لكيفية الدفاع عن إسرائيل في الحروب المستقبلية، لم يتصور أحد سيناريو نقاتل فيه على جبهات كثيرة ونواجه موجات متعددة من الصواريخ الباليستية». يثق آخرون بأن إسرائيل ستتمكن من حلّ المشكلة بتدمير معظم منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية، ما يمنع الجيش الإيراني من استخدام المخزون المتبقي لديه؛ فإيران تمتلك منصات إطلاق ثابتة ومتحركة، منتشرة عبر أراضيها، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين. وتُخزن بعض صواريخها تحت الأرض؛ حيث يصعب تدميرها، بينما البعض الآخر في مخابئ سطحية. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه دمَّر أكثر من ثلث منصات الإطلاق. ويقول المسؤولون والخبراء إن ذلك قلل بالفعل عدد الصواريخ التي يمكن لإيران إطلاقها في هجوم واحد. وقال مسؤولون أميركيون إن ضربات إسرائيل ضد منصات الإطلاق قضت على قدرة إيران على إطلاق صواريخها، وأضرَّت بقدرتها على تنفيذ وابل واسع النطاق. ويؤكد آساف كوهين، القائد العسكري الإسرائيلي السابق الذي قاد قسم إيران في مديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: «القضية الحقيقية هي أن عدد منصات الإطلاق، أكثر من عدد الصواريخ». ويختتم: «كلما زاد عدد المنصات التي يتم تدميرها، زادت صعوبة تنفيذهم لوابل الصواريخ. إذا أدركوا أن لديهم مشكلة في قدرة الإطلاق، فسيتحولون إلى المضايقة بصاروخ أو اثنين بين الحين والآخر يستهدفان منطقتين مختلفتين في وقت واحد».


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
المهندس طلال بن حسين المري رئيساً تنفيذياً لشركة «إكسبو 2030 الرياض»
أعلنت «شركة إكسبو 2030 الرياض»، المملوكة بالكامل لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، تعيين المهندس طلال المرّي في منصب الرئيس التنفيذي. وسيتولى المرّي إدارة الشركة المسؤولة عن تطوير وتشغيل معرض «إكسبو 2030 الرياض»، الذي يُعدّ من أهم الفعاليات الدولية المرتقبة خلال العقد الحالي. ويمتلك المري خبرة مهنيّة واسعة، ويتميّز بكفاءة عالية في إدارة العمليات التشغيلية. وقبل تولّيه منصبه الحالي، شغل المريّ عدداً من المناصب القيادية لدى شركة «أرامكو»، من أبرزها الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لـ«أرامكو أوروبا»، والنائب الأعلى للرئيس لخدمات الأحياء، والنائب الأعلى للرئيس للخدمات الصناعية، وفق بيان. وخلال فترة توليه منصب الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لـ«أرامكو أوروبا»، أشرف المرّي على استثمارات الشركة في أوروبا، وقاد عدداً من المبادرات الاستراتيجية التي أسهمت في دعم جهود التحول الرقمي في الشركة. كما تولَّى العديد من المهام الدولية في لندن وسيئول خلال فترة توليه هذا المنصب. ويتمتع المري بخبرة واسعة في الإشراف على المبادرات الكبرى وقيادة جهود الابتكار، وسيكون له دور في قيادة جهود الشركة التي ستُسهم في تقديم نسخة استثنائية من معرض «إكسبو 2030 الرياض»، وتسليط الضوء على طموحات المملكة والتقدم اللافت الذي تُحرزه، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030». ويأتي تأسيس شركة «إكسبو 2030 الرياض» في إطار استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة الهادفة لتحقيق أثر اقتصادي ملموس وعوائد مستدامة للمملكة؛ حيث يُشرف الصندوق على العديد من مبادرات تطوير المشروعات العقارية الرائدة في المملكة، التي سيكون لها دور في دفع عجلة النمو الاقتصادي، وتعزيز الابتكار في المناطق الحضرية، وتحسين جودة الحياة. ومن المتوقع أن يشكل «إكسبو 2030 الرياض» ملتقى للأمم ومنصة لتعزيز التعاون الدولي وطرح حلول وتقنيات مبتكرة لمعالجة أبرز التحديات العالمية. كما سيُسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي وتعزيز الفرص والإمكانات المتاحة للمملكة العربية السعودية والعالم أجمع. وستسهم شركة «إكسبو 2030 الرياض» مع منظومة متكاملة من شركاء الصندوق محليّاً ودوليّاً في تحقيق تطلعات المملكة بتنظيم نسخة استثنائية وغير مسبوقة من معارض «إكسبو» الدولية.