logo
تقرير بين التجويع والمجازر.. مقترح أمريكي يعيد إنتاج الحرب على غزة

تقرير بين التجويع والمجازر.. مقترح أمريكي يعيد إنتاج الحرب على غزة

غزة/ يحيى اليعقوبي:
لم تكن مفاجِئةً مسارعةُ دولة الاحتلال إلى الموافقة على مقترح المبعوث الأمريكي ويتكوف، إذ يتبنى المقترح بشكل كامل المطالب الإسرائيلية، في الوقت الذي يتجاهل جميع مطالب الشعب الفلسطيني بوقف الحرب، وانسحاب جيش الاحتلال، وإدخال المساعدات الإغاثية.
وحتى في بنوده التفصيلية، لم يتضمن المقترح أي ضمانات ملزمة لإدخال المساعدات أو حتى لوقف العمليات العسكرية خلال فترة الهدنة المقترحة البالغة 60 يومًا، كما لا يضمن انسحاب جيش الاحتلال، ولم يحمل سوى وعود أمريكية أثبتت خلال مجريات الحرب مشاركتها الفاعلة في إبادة الشعب الفلسطيني عبر تزويد الاحتلال بكميات ضخمة من الصواريخ والأسلحة.
وقال المتحدث باسم حركة حماس جهاد طه: إن "المقترح لا يراعي التفاهمات التي قدمتها الحركة للوسطاء، لكن الحركة تناقشه بجدية"، مؤكدًا انفتاح الحركة على كل المقترحات والأفكار التي من شأنها إنهاء العدوان وضمان الانسحاب من قطاع غزة، مشددًا على أن أي اتفاق لا بد أن يتضمن الانسحاب الكامل من القطاع، وأن ورقة ويتكوف لا تتضمن أي تعهد قريب بوقف الحرب، لا بشكل جزئي ولا مرحلي.
بدوره، أكد عضو المكتب السياسي لحماس د. باسم نعيم، أن رد الاحتلال في جوهره يعني تأبيد الاحتلال واستمرار القتل والمجاعة (حتى في فترة التهدئة المؤقتة)، ولا يستجيب لأي من مطالب الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها وقف الحرب والمجاعة. ومع ذلك، تدرس قيادة الحركة بكل مسؤولية وطنية الرد على المقترح.
استثمار الضغوط
ورأى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن ما ورد في اقتراح ويتكوف يتبنى الرؤية الإسرائيلية بالكامل، مشيرًا إلى أن ذلك ليس مفاجئًا، فثمة تبادل وتكامل في الأدوار بين أمريكا و(إسرائيل).
وأكد عوكل لصحيفة "فلسطين" أن المقترح يحاول استثمار الضغوط الإسرائيلية، لا سيما سياسة التجويع، لإرغام حركة حماس على قبول اشتراطات تمكّن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من الزعم بأن الضغط العسكري هو السبيل للإفراج عن الرهائن.
وشدد على أن المشكلة ليست فقط في أن الاتفاق لا يضمن وقف الحرب، بل أيضًا لا يضمن انسحاب جيش الاحتلال، ولا يوقف الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين، ولا يوفر ضمانات جدية لتنفيذ بنوده، لافتًا إلى أن الشراكة الأمريكية في هذه الحرب لم تعد محل شك، بل أصبحت واضحة ومستمرة.
كما أشار إلى وجود ضغوط غير مسبوقة على حماس، خاصة مع تفاقم الأوضاع الإنسانية بفعل القتل والتجويع، ما يضعها أمام موقف مصيري صعب، في وقت يمر بثمن باهظ لا يحتمله بشر.
الراعي الرسمي للمقتلة
ويرى الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح أن المقترح يؤكد أن أمريكا هي الراعي الرسمي للمجزرة والفاعل الحقيقي فيها، مشددًا على أنه لو كانت تسعى لوقف الحرب لفعلت ذلك منذ اتفاق 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، الذي هلّل له الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، قبل أن يتراجع الاحتلال عن تطبيقه ولم يلتزم ببنوده، خاصة ما يتعلق بالبروتوكول الإنساني ووقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا.
وقال الصباح لـ"فلسطين": "لو أراد ترمب وقف الحرب لما رفع الحظر عن أنواع معينة من الصواريخ والقنابل، ولما أعد حزبه ومجلس النواب الأمريكي قوانين لمعاقبة الدول والأشخاص والكيانات التي – بحسب اعتقادهم – تعادي السامية، ولقر قانونًا لمساعدة الاحتلال بـ14 مليار دولار، ولما تراجع عن مقترح ويتكوف الأول الذي وافقت عليه حماس".
وأشار إلى أن المقترح الأول كان ينص على الإفراج عن خمسة أسرى إسرائيليين في اليوم الأول للتهدئة، وخمسة في اليوم الأخير، ما كان يمنح المقاومة أوراق ضغط في حال عدم التزام الاحتلال بالاتفاق. أما المقترح الحالي، فيتحدث عن سبعة أيام للإفراج عن الأسرى دون أي ضمانات مقابلة.
وأضاف: "هناك تجربة سابقة، حيث أخر الاحتلال الإفراج عن الأسرى ووضع عراقيل عديدة. أما المقترح الحالي فقد ألغى كل شيء، ويُستخدم فيه التجويع والمساعدات كسلاح للضغط على المقاومة".
ضمانات أمريكية معلنة
وتساءل الصباح: "لماذا ستوافق حماس؟"، مشيرًا إلى أن الحركة قد تقول "نعم مشروطة"، لكنها تشترط وجود ضمانات أمريكية معلنة، لأن لا مصر ولا قطر ولا أوروبا ستقبل بهذا المقترح، الذي "يبدو وكأنه كتب بقلم نتنياهو ولا علاقة لويتكوف به".
وأكد أن حماس تصر على ضمانات أمريكية مكتوبة ومعلنة، لأنه في اتفاق يناير لم يُكتب أي نص بهذا الخصوص، ولا حتى إعلان رسمي عن ضمانة أمريكية، وهو ما تراه الحركة شرطًا لازمًا لإلزام الاحتلال.
وبشأن تطابق المقترح مع المطالب الإسرائيلية، شدد الصباح على أن هذا التطابق دليل على أن أمريكا صاحبة مشروع الإبادة والتطهير، وتسعى للسيطرة على غزة، مشيرًا إلى أن المقاومة ناقشت المقترح مع شركائها في السلاح من منطلق وطني، لكنها تدرك أن القبول به في ظل المجازر والمجاعة يُدخل الشعب الفلسطيني في مخاطرة كبيرة، خاصة أن تجربة تسليم الأسرى في نوفمبر 2023 ويناير 2024 أثبتت أنه بمجرد تسلمهم يعود الاحتلال للقتل.
وختم بالقول: "بدلًا من لوم حماس، يجب تشكيل حالة ضغط دولي على أمريكا والاحتلال لإنهاء الحرب"، مستغربًا من أن الأمم المتحدة تطالب بإدخال المساعدات دون السعي لوقف الحرب، وكذلك من تقاعس روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا عن إصدار قرار بمجلس الأمن لوقف الحرب، مؤكدًا أن مثل هذا القرار – في حال إصداره – لن تعارضه أمريكا.
المصدر / فلسطين أون لاين

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"من النُّقطة صفر"... القسَّام: نخوض اشتباكات ضارية مع الاحتلال شرق جباليا
"من النُّقطة صفر"... القسَّام: نخوض اشتباكات ضارية مع الاحتلال شرق جباليا

فلسطين أون لاين

timeمنذ 3 ساعات

  • فلسطين أون لاين

"من النُّقطة صفر"... القسَّام: نخوض اشتباكات ضارية مع الاحتلال شرق جباليا

متابعة/ فلسطين أون لاين أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء اليوم الإثنين، أنها تخوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي من المسافة صفر شرق مخيم جباليا شمالي قطاع غزة. وقالت الكتائب في بيان مقتض، "نخوض اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال من المسافة صفر، ونوقع بين قتيل وجريح شرق مخيم جباليا شمال القطاع، والاشتباكات ما زالت مستمرة". وكشفت وسائل إعلام عبرية، مساء اليوم الإثنين، عن حدث أمني وُصف بـ"الصعب والمعقّد" في جباليا شمالي قطاع غزة، حيث تعرّض جنود من جيش الاحتلال لهجوم مباشر أسفر عن مقتل وإصابة عدد منهم، بعضهم في حالٍ حرجة، وسط فشل متكرر لمحاولات الإخلاء الجوي تحت نيران المقاومة. وبحسب الرواية الإسرائيلية، فقد أطلقت المقاومة الفلسطينية قذيفة محلية الصنع من طراز "ياسين 105" باتجاه مبنى كان يتمركز فيه جنود الاحتلال، ما أدى إلى مقتل أكثر من ثلاثة جنود، وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في حصيلة أولية. وفي تطور نوعي، أطلقت المقاومة قذيفة ثانية استهدفت مروحية إخلاء عسكرية كانت تحاول إجلاء الجنود المصابين من ساحة العملية بعد الكمين قرب مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، ما أفشل المهمة الجوية، وعقد عمليات إخلاء الجنود المصابين. وأوضح موقع حدشوت لو تسنزورا، أن القوة الإسرائيلية التي وقعت في الكمين شرق جباليا شمالي قطاع غزة تتألف من 20 ضابطًا وجنديًا من "اللواء التاسع – لواء المدرعات"، وقد سقط معظم أفرادها بين قتيل وجريح بعد استهداف المبنى الذي تحصنوا فيه بقذيفة مضادة للدروع من طراز "ياسين 105"، فيما فشلت وحدات الإسناد في إنقاذهم تحت كثافة نيران المقاومة. وذكرت منصات عبرية أخرى، أن حماس نجحت في إحباط عملية عسكرية كبيرة للجيش هناك، القوات تنسحب حاليًا من كامل منطقة الحدث. كما وتحدثت التقارير العبرية عن استدعاء ثلاث مروحيات عسكرية إلى منطقة الحدث، في محاولة للسيطرة على الموقف، فيما أطلقت طائرات الاحتلال نيراناً كثيفة من الجو لتأمين منطقة الإخلاء. وحتى اللحظة، لا يزال الحدث الأمني في جباليا مستمراً، وسط تكتم واضح من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشأن تفاصيل الخسائر. ويأتي ذلك تزامنًا مع غارات عنيفة يشنّها طيران الاحتلال وأحزمة نارية على مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة. ومنذ استئناف جيش الاحتلال حرب الإبادة في 18 مارس/ آذار الماضي، نجحت المقاومة في تنفيذ عدة كمائن قوية ضد قوات جيش الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة، أدت إلى مقتل وإصابة العديد من الجنود. ووفقا لمعطيات جيش الاحتلال، فقد قُتل 854 ضابطا وجنديا منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بمن فيهم 413 عسكريا في معارك برية. وتشير المعطيات الإسرائيلية إلى إصابة 5846 ضابطا وجنديا منذ بداية الحرب، منهم 2641 عسكريا في معارك برية، وتشمل هذه المعطيات الضباط والجنود القتلى والجرحى في غزة والضفة الغربية ولبنان وإسرائيل، لكنها لا تشمل عناصر الشرطة والمخابرات. وخلافا للأرقام المعلنة، يُتهم الجيش الإسرائيلي بإخفاء الأرقام الحقيقية لخسائره في الأرواح، خاصة مع تجاهل إعلانات عديدة للمقاومة الفلسطينية بتنفيذ عمليات وكمائن ضد عناصره، تؤكد أنها تسفر عن قتلى وجرحى.

من قطاع طرق إلى "مستعربين".. تحقيق يكشف: هذه القصة الكاملة لـ "ياسر أبو شباب"
من قطاع طرق إلى "مستعربين".. تحقيق يكشف: هذه القصة الكاملة لـ "ياسر أبو شباب"

فلسطين أون لاين

timeمنذ 5 ساعات

  • فلسطين أون لاين

من قطاع طرق إلى "مستعربين".. تحقيق يكشف: هذه القصة الكاملة لـ "ياسر أبو شباب"

غزة/ فلسطين أون لاين في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي الشرس لمحافظة رفح في مايو/أيار 2024، بدأت تتكشّف خيوط خطيرة تشير إلى تشغيل مجموعات فلسطينية مسلّحة تعمل بتنسيق مباشر مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتنفّذ مهاماً أمنية وعسكرية في مناطق خاضعة لسيطرته داخل قطاع غزة، بالتوازي مع تواطؤ إقليمي يتستّر بغطاء "المساعدات الإنسانية" ويمهّد عملياً لعمليات تهجير ممنهجة. برز اسم الشاب المسلّح ياسر أبو شباب بعد اجتياح رفح، حيث قاد مجموعة مسلّحة تورطت في قطع طرق المساعدات والسطو عليها، ما أدى إلى صدامات متكررة مع أمن المقاومة الفلسطينية. لكنّ الدور لم يتوقّف عند هذا الحد، إذ سرعان ما تحوّلت المجموعة إلى أداة بيد جيش الاحتلال، تُنفّذ عمليات تمشيط داخل رفح. تسجيل مصوّر نشرته المقاومة، أظهر اشتباكاً مع وحدة من "المستعربين"، ليتبيّن لاحقاً أنهم عناصر من مجموعة "أبو شباب". ووفق مصادر أمنية تحدثت إلى صحيفة الأخبار، فإنّ المجموعة تضم نحو 300 عنصر، جرى تجنيد العشرات منهم من خلال جهاز مخابرات السلطة الفلسطينية، ومن بينهم عناصر من "تفريغات 2005". وتشير التحقيقات إلى أن أفراد هذه المجموعة يتقاضون رواتب تصل إلى 3 آلاف شيكل شهرياً فوق الراتب الأساسي، وعدد منهم متورط في جرائم قتل وسطو خلال الحرب، بينهم متشددون سابقون وعناصر ذات سوابق أمنية. ووفقاً للمصادر التي تشير إلى أن "بعضهم متورّطون في جرائم قتل وعمليات سطو وسرقة أثناء الحرب، وبعضهم الآخر من التيار التكفيري المعروف بسوابقه الأمنية قبل الحرب". وتورد المصادر أن من بين هؤلاء شخصاً يُدعى ع. ن. كان قد اقتحم عقدة قتالية شمال النصيرات، حيث قتل عدداً من المقاومين، ثم استولى على عتادهم العسكري، وآخر تورّط في جرائم قتل في مدينة دير البلح، حيث قتل شخصاً من عائلة «أ». وبحسب المعطيات المتوافرة، فقد تلقّت المجموعة مبالغ مالية لشراء السلاح من السوق المحلّي، ونجحت فعلياً في تكديس كمّيات من الأسلحة، فيما تتمركز حالياً قرب "موقع صوفا"، على بُعد 300 متر فقط من حدود المنطقة العازلة التي تحوّلت إلى مساحة عمل مفتوحة لها. وتفيد مصادر أمن المقاومة في غزة بأنّ المجموعة تتبع مباشرة لبهاء بعلوشة، أحد أبرز قادة جهاز المخابرات في السلطة، والمسؤول عن التمويل والتسليح والتوجيه المباشر لها، فيما كان لافتاً إعلان عائلة "أبو شباب" براءتها من ياسر، ودعوتها المحيطين به إلى "قتله"، بعدما تبيّن للعائلة أنّه خدعهم حول طبيعة عمله، بادّعاء أن مهمّته تقتصر على تأمين المساعدات الإنسانية. في تصريح سابق له لصحيفة "واشنطن بوست"، أقر أبو شباب بأنه وأقاربه يأخذون مواداً إغاثية من الشاحنات، وفي تصريح آخر لصحيفة "نيويورك تايمز"، أقر أبو شباب بأن رجاله المسلحين ببنادق الكلاشينكوف، هاجموا شاحنات منذ بداية الحرب. في ذات الوقت، زعم أبو شباب أنهم يأخذون مساعدات من الشاحنات "من أجل أن يأكلوا، لا أن يبيعوا"، وزعم أيضاً أنه يقدم الطعام لأسرته وجيرانه. وأنهم لا "يمسون الطعام أو الخيام أو الإمدادات المخصصة للأطفال". وبرر مهاجمته للشاحنات بإلقاء اللوم على حركة "حماس"، واتهمها بأنها كانت تسعى للسيطرة على المساعدات، وفق قوله. وبالتزامن مع تزايد انتشار عمليات النهب لشاحنات الإغاثة، باتت تنتشر على شبكات التواصل عشرات الفيديوهات التي تظهر بيع مساعدات قادمة من منظمات إنسانية بأسعار باهظة، خصوصاً الطحين. كانت الأجهزة الأمنية التابعة لحركة "حماس"، قد سجنت سابقاً أبو شباب بتهم تتعلق بارتكاب جرائم جنائية وتهريب ممنوعات، وتم الإفراج عنه في بداية الحرب الإسرائيلية على غزة المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، وذلك بعدما صار الاحتلال يستهدف المقار الأمنية للحركة. وورد اسم أبو شباب في مذكرة داخلية من الأمم المتحدة، تحدثت عنها صحيفة "واشنطن بوست"، وتذكر المذكرة أن أبو شباب هو الجهة الرئيسية والأكثر تأثيراً في عمليات النهب الممنهجة والواسعة النطاق لقوافل المساعدات التي تدخل إلى غزة. حرمت عمليات السطو على شاحنات الإغاثة عشرات الآلاف من سكان غزة الجائعين من الحصول على المساعدات، لا سيما الدقيق. وجرت عمليات نهب الشاحنات تحت أعين الاحتلال الإسرائيلي الذي يراقب كل حركة في القطاع. وتفاعلاً مع ذلك، أعلنت عائلة "أبو شباب" براءتها من نجلها ودعت إلى تصفيته، بعد انكشاف تورطه في خدمة الاحتلال تحت ستار توزيع المساعدات. وبحسب المصادر الأمنية في غزة، فإن كتائب القسام بدأت بالفعل حملة تصفية مباشرة لعناصر هذه المجموعات، وأدرجت عدداً منهم على قائمة المطلوبين. كما أن المجلس العسكري للقسام اتخذ قراراً مركزياً بإعدام المتورطين في قضايا السطو والخيانة، واعتبر ذلك جزءاً من "عمليات الضرب ضد وحدات الجيش الإسرائيلي" العاملة بواجهات فلسطينية. في موازاة ذلك، تبرز الأنشطة الإماراتية في القطاع كواجهة أخرى لا تقلّ خطورة، بعدما حلّت أبو ظبي محلّ الدوحة في إدارة بعض ملفات الإغاثة. عبر عناوين متعددة، مثل "الهلال الأحمر الإماراتي" و"الفارس الشهم"، تعمل الإمارات تحت إشراف تيار محمد دحلان المعروف بعلاقاته الأمنية الإقليمية والدولية. لكن، وبحسب مصادر مطّلعة، فإن الدور الحقيقي لهذه الأذرع كان أبعد من الإغاثة. فقد تكشّف أن الإمارات جمّعت مخازنها داخل "بركس" موحّد في رفح بناءً على طلب إسرائيلي، في سياق خطة أميركية - إسرائيلية بدأت بتطبيقها منذ نوفمبر الماضي، لحصر السكان في مناطق محددة ضمن "المواصي". المنشأة الإماراتية تضمّت مخابز مستوردة وباصات نقل ومخزوناً غذائياً ولوجستياً كبيراً، لكنها تعرضت للإحراق من قِبل الاحتلال الإسرائيلي، في حادثة طرحت علامات استفهام حول حقيقة دور أبو ظبي. وفي خطوة أكثر إثارة للريبة، كشف المصدر عن كشوفات سفر "مرافقة" مدعومة إماراتياً، خرج بموجبها عشرات الأشخاص غير مصنّفين كمصابين أو مرضى، ما يعزّز المخاوف من تحوّل المساعدات إلى واجهة لتهجير مدنيين، وسط تصريحات إسرائيلية تتفاخر بـ"نجاح عمليات الإجلاء" من غزة. تكشف هذه التطورات عن تحول خطير في مسار المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث يجري توظيفها أمنيًا واستخباريًا لخدمة أجندات الاحتلال وأذرعه الإقليمية، وسط صمت دولي مطبق. ويبدو أن المعركة لم تعد فقط على الجبهات، بل في وجوه الطحين والدواء والنقل، حيث يُصادر الخبز ليُستعمل غطاءً للرصاص. وقبل أيام، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، مساء الجمعة، عن تنفيذ عملية نوعية ضد قوة من "المستعربين" التابعين لجيش الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وقالت الكتائب، في بيانٍ مصور، إن مجاهديها رصدوا تحركات مجموعة من عناصر المستعربين بزيٍّ مدني وهم يتنقلون في مناطق حدودية شرقي رفح، حيث اقتحموا عدداً من المنازل بهدف تنفيذ عمليات ميدانية. وتضمنت اللقطات تفجير مقاتلي القسام منزلا مفخخا في قوة المستعربين شرقي رفح، مما أدى إلى قتلى ومصابين في صفوفهم. ووفق القسام، فقد استخدم الاحتلال عددا من المستعربين في تمشيط المنازل والبحث عن الأنفاق والمقاومين خلال التوغل الإسرائيلي بمختلف محاور قطاع غزة. كما منح جيش الاحتلال -حسب فيديو القسام- المستعربين مهاما أخرى مثل زراعة العبوات وتفخيخ المنازل، إذ يتجولون بعربات مصفحة في مناطق التوغل. وفي السياق ذاته، كشف مصدر أمني في المقاومة لقناة "الجزيرة" أن التحقيقات أظهرت أن هذه القوة تضم عملاء يعملون لصالح جيش الاحتلال، وكانت مكلفة بمهام تمشيط ومراقبة تحركات المقاومين، إضافة إلى نهب المساعدات الإنسانية في المنطقة. وأوضح المصدر أن أفراد القوة ينتمون لما وصفها بـ"عصابة المدعو ياسر أبو شباب"، وتعمل بالتنسيق المباشر مع جيش الاحتلال داخل رفح، مؤكداً أن المقاومة "ستتعامل مع العملاء وغيرهم بحزم كامل، وستعتبرهم جزءاً من الاحتلال مهما تستروا خلفه أو ادّعوا غير ذلك". المصدر / نقلًا عن الأخبار اللبنانية

موظفو الشركة الأمريكية بغزة.. 1000 دولار يوميًا لجمع بيانات سكان القطاع
موظفو الشركة الأمريكية بغزة.. 1000 دولار يوميًا لجمع بيانات سكان القطاع

فلسطين أون لاين

timeمنذ 6 ساعات

  • فلسطين أون لاين

موظفو الشركة الأمريكية بغزة.. 1000 دولار يوميًا لجمع بيانات سكان القطاع

متابعة/ فلسطين أون لاين قالت منظمة محامون من أجل فلسطين في سويسرا (ASAP)، إن مؤسسة تُعرف باسم "غزة الإنسانية" (Gaza Humanity) تعمل بغطاء إنساني في قطاع غزة، بينما في الواقع يشكل عناصرها خليطاً من أفراد سابقين في الجيش الأمريكي والاستخبارات، بهدف جمع بيانات أمنية واستخباراتية تمكّن من "إدارة أو السيطرة" على غزة في ظل العدوان المتواصل. وأوضح بيان المنظمة أن هذه المؤسسة تتعاون بشكل مباشر مع شركة أمنية تُدعى "حلول الوصول الآمن" (Safe Reach Solutions)، وهي بصدد توظيف أعداد كبيرة من العسكريين الأمريكيين المتقاعدين، والمتخصصين في الأمن والمراقبة البصرية، بعقود تبدأ من ثلاثة إلى ستة أشهر، مقابل 1000 دولار يوميًا. وأشارت المنظمة إلى أن سكان غزة، عند توجههم إلى مراكز توزيع المساعدات، يُفاجؤون بكثافة غير معتادة من طائرات الكواد كابتر والطائرات المسيرة الأخرى، بالإضافة إلى غرف رصد متقدمة تحيط بالمواقع، خصوصًا في مدينة رفح جنوب القطاع، ما يثير الريبة حول الغاية الحقيقية من هذه الأنشطة "الإنسانية". وأضاف البيان أن أحد أهداف هذه المؤسسة الأمنية هو مراقبة المجتمع الفلسطيني عن قرب، خصوصاً "سلوك وردات الفعل لدى مجتمع مرهق ويعيش تحت القصف والمجاعة"، إلى جانب جمع صور رقمية وهويات إلكترونية لأعداد كبيرة من سكان القطاع. وأوضحت المنظمة أن معظم موظفي المؤسسة يمتلكون خبرة سابقة في تحليل المعلومات الاستخباراتية البصرية، والعمل في الخطوط الأمامية، وقيادة عمليات ميدانية، مؤكدة أن من بين مهامهم أيضاً "ضمان عدم وصول أي مسلح فلسطيني إلى مواقع توزيع المساعدات". وأشار بيان "محامون من أجل فلسطين" إلى أن منظمة "ترايل" السويسرية، المعنية بالمحاكمات الدولية، رفعت منذ أسبوعين قضيتين رسميتين أمام الجهات الحكومية السويسرية المختصة، للمطالبة بمراقبة نشاط هذه المؤسسة وفتح تحقيق عاجل في طبيعة عملها وعلاقاتها. وختمت المنظمة بدعوة جميع الجهات الإنسانية والحقوقية والإعلامية إلى فضح أنشطة المؤسسة، محذّرة من "تواطؤ مشبوه يتجاوز العمل الإغاثي، في ظل المجازر المستمرة والفوضى المتعمّدة التي تقوّض ما تبقى من السلم الأهلي في غزة". ويوم أمس، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، بمشاركة عناصر من شركة أمنية أمريكية، مجزرة مروعة في مراكز توزيع المساعدات الإنسانية بمحافظة رفح ومحور نتساريم. وأفادت مصادر طبية أن عدد الشهداء ارتفع إلى 50 شهيدًا على الأقل، جُلّهم من النساء والأطفال، سقطوا برصاص مباشر استهدف جموع المدنيين الذين كانوا يصطفون للحصول على مواد إغاثية. وقد أكد شهود عيان أن مرتزقة يرتدون زيًا أمنيًا تابعًا للشركة الأمريكية المكلفة بتأمين المساعدات، شاركوا إلى جانب جنود الاحتلال في إطلاق النار، ما يكشف عن تورط مباشر للولايات المتحدة في الجريمة، ليس فقط عبر الدعم السياسي والعسكري، بل من خلال شركائها على الأرض. ويأتي هذا الهجوم في وقت تروج فيه الإدارة الأمريكية لجهودها في 'تقديم المساعدات'، لتتحول هذه المساعدات اليوم إلى غطاء لارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين الجوعى وارتفع بذلك عدد ضحايا مجازر الاحتلال في مواقع توزيع ما يُسمى بـ"المساعدات الأمريكية – الإسرائيلية" خلال أقل من أسبوع إلى 39 شهيداً وأكثر من 220 جريحاً، معظمهم من الجوعى والنازحين الذين دفعتهم الحاجة للبحث عن رغيف الخبز وسط الجحيم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store