logo
أميركا تسحب وفدها.. هل أضاعت حـــمــــ.اس فرصة التهدئة الأخيرة؟

أميركا تسحب وفدها.. هل أضاعت حـــمــــ.اس فرصة التهدئة الأخيرة؟

رؤيا نيوزمنذ 3 أيام
في خطوة فاجأت بها الإدارة الأميركية الساحة الدبلوماسية، أعلن البيت الأبيض عن سحب وفده المفاوض من الدوحة، ما مثل ضربة قوية لمسار التهدئة في قطاع غزة.
تأتي هذه الخطوة في ظل رد حركة حماس على مقترحات الوسطاء القطريين والمصريين، الذي تضمن رفضًا لآليات تبادل الأسرى الجديدة وتمسكًا بمطالب اعتبرها الوسطاء والإسرائيليون تعجيزية وتكتيكية.
يُطرح السؤال الملحّ: هل أضاعت حماس بهذه المواقف فرصة حقيقية لإنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة، أم أن التعقيدات السياسية الإقليمية والدولية تفوق القدرة على الحل؟
مصدر داخل حركة حماس كشف لوكالة 'رويترز' أن رد الحركة على مقترح التهدئة تضمن مطالب محددة أبرزها 'العودة إلى آلية تبادل الأسرى القديمة ورفض دور مؤسسة غزة الإنسانية'، كما 'طالبوا بفتح معبر رفح في كلا الاتجاهين'، وقدموا 'خرائط معدلة للانتشار العسكري الإسرائيلي داخل القطاع'.
هذه المطالب، بحسب المسؤولين الإسرائيليين والوسطاء، تثير فجوات كبيرة تجعل المفاوضات تصل إلى طريق مسدود، وسط توتر شديد بين التوافقات السابقة والرغبات الجديدة.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد بقوة أنه 'لن نقبل بأن تفرض علينا حماس شروطها'، معبّرًا عن عزمه على مواصلة محاولات الإفراج عن الرهائن بشروط إسرائيلية.
سحب الوفد الأميركي: مؤشرات ضغط وتصعيد
في تعليق له على الخطوة الأميركية، قال سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، خلال مقابلة مع برنامج 'التاسعة' على سكاي نيوز عربية: 'الولايات المتحدة سحبت وفدها المفاوض ربما للتشاور، وربما أيضًا كوسيلة للضغط على حماس التي قدمت تعديلات تقول إسرائيل إنها غير مقبولة من وجهة نظرها'.
وأضاف: 'نحن الآن في الأسبوع الثالث من المفاوضات الطويلة التي استمرت كل هذه الفترة، وهناك ما يشير إلى أنها تتعطل الآن، لكنها لم تنهار بعد'.
ووصف غـطاس خطوة السحب بأنها تعكس اقتراب المفاوضات من 'حائط مسدود'، مؤكدًا أن ذلك يزيد من مخاطر انفجار المأساة الإنسانية.
يرى غطاس أن حماس تساوم على قضايا تكتيكية لا تمس الجوهر الوطني: 'حماس لا تفاوض على مسائل استراتيجية وطنية تخص الشعب الفلسطيني كله، بل تفاوض على مسائل كلها تكتيكية، مثل زيادة مساحة الصيد وزيادة عدد الشاحنات الداخلة إلى غزة وتخفيف الحصار'. وهو يوضح أن ذلك يتناقض مع حجم المأساة التي يعيشها الفلسطينيون 'غزة كلها مدمرة، وهناك عشرات آلاف الشهداء، وحتى للحصول على الطعام يُقتل الفلسطينيون، وكل هذه القضايا لا تُطرح في التفاوض'.
وأشار إلى أن حماس تركز على 'مستقبلها السياسي ومصير قياداتها، وتأمين ضمانات لقياداتها في الخارج، وضمان أموال ضخمة جمعتها من تبرعات باسم غزة ولم تصل منها دولار واحد'.
التحديات الإقليمية والدولية
شهدت الفترة الأخيرة عدة تحركات دبلوماسية، من بينها اجتماع رئيس الوزراء القطري مع ترامب، وجهود مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، لكن غطاس قال: 'ترامب كان قادرًا على وقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية، لكنه اختار التواطؤ مع نتنياهو، وهذا يعقد حل الأزمة'.
وأضاف أن حماس بدورها 'تماطل في التفاوض لتطيل أمد الحرب، مما يزيد عدد الشهداء'، في إشارة إلى استراتيجيتها المزدوجة بين المفاوضات والتصعيد.
على الرغم من انسحاب الوفد الأميركي والتصعيد العسكري المتوقع، يرى غطاس أن 'المفاوضات لم تنهار بعد، والوسطاء مصر وقطر ما زالوا يعملون على إحياء الاتفاق'، لكنه أضاف 'الحالة الحالية تشير إلى أن فرص التهدئة تتضاءل، وأن الوضع يقترب من مأساة إنسانية أكبر'.
ويختم قائلاً: 'الشعب الفلسطيني لم يعد مهتمًا بمن يتحرر من الأسرى، بقدر اهتمامه بوقف القتل والجوع والدمار'.
يمثل انسحاب الوفد الأميركي من الدوحة مؤشرًا خطيرًا على توقف مسار التهدئة، وسط خلافات عميقة بين الأطراف. فحركة حماس تبدو متمسكة بمطالب تكتيكية ذات أبعاد سياسية وشخصية، بينما إسرائيل ترفض التنازلات، ونتنياهو مستعد لتوسيع العمليات العسكرية.
في ظل هذا المشهد المعقد، يبقى الشعب الفلسطيني هو الضحية الأبرز، يعيش مأساة إنسانية متفاقمة، في انتظار تدخل دولي جاد يوقف نزيف الدم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هدية قطرية "غير مشروطة".. طائرة بوينغ تتحول إلى رئاسية لترمب وتكلفة ضخمة للتحديث
هدية قطرية "غير مشروطة".. طائرة بوينغ تتحول إلى رئاسية لترمب وتكلفة ضخمة للتحديث

رؤيا

timeمنذ 3 دقائق

  • رؤيا

هدية قطرية "غير مشروطة".. طائرة بوينغ تتحول إلى رئاسية لترمب وتكلفة ضخمة للتحديث

توضح مذكرة التفاهم أن التبرع يأتي "بحسن نية وبروح التعاون والدعم المتبادل" كُشف عن وثيقة رسمية تتضمن تفاصيل اتفاقية "تبرع غير مشروط" بين قطر ووزارة الدفاع الأمريكية، تم بموجبها منح طائرة بوينغ من الدوحة للبنتاغون، وهي الطائرة التي من المتوقع أن يستخدمها الرئيس دونالد ترمب كطائرة رئاسية بعد الانتهاء من تحديثها، بحسب شبكة CNN. الاتفاق الذي وُقّع في 7 تموز/يوليو الجاري بين وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث ونائب رئيس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني، ينصّ على أن الطائرة "هدية حقيقية" لوزارة الدفاع الأمريكية، دون أن تتكبد الأخيرة أي تكاليف لشرائها. وتوضح مذكرة التفاهم أن التبرع يأتي "بحسن نية وبروح التعاون والدعم المتبادل"، وتؤكد أنه لا يهدف إلى التأثير على أي قرار رسمي أو الحصول على أي مزايا سياسية، كما نفت المذكرة أي صلة بالرشوة أو النفوذ غير المشروع أو ممارسات فساد. عاصفة سياسية في واشنطن نقل الطائرة من قطر إلى الولايات المتحدة أثار جدلا سياسيا واسعا في واشنطن، حيث عبر عدد من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين، بمن فيهم مؤيدون لترمب، عن اعتراضهم على الصفقة لأسباب أخلاقية. كما تفاجأ مسؤولون في القوات الجوية الأمريكية من أن الصفقة تمت كهبة، في حين كانوا يتوقعون أن تتم بصيغة بيع مباشر. وبرغم أن الوثيقة قد تم توقيعها بين الطرفين، أكدت مصادر مطلعة أنها لا تزال قابلة للتعديل قبل إعلانها بشكل رسمي. الطائرة حالياً متوقفة في مطار سان أنطونيو بولاية تكساس، بانتظار بدء عمليات التحديث والتجهيز. تكلفة تحديث ضخمة ورغم كون الطائرة هدية، فإن عملية تحديثها لتلائم الاستخدام الرئاسي – بما يشمل إعادة تركيب أنظمة الأمن والاتصالات – تُعد مهمة معقدة ومكلفة. وقد طلب سلاح الجو الأمريكي تحويل مئات الملايين من الدولارات من برنامج "سينتينل"، وهو نظام صواريخ باليستية عابر للقارات، لتمويل المشروع السري المرتبط بتحديث الطائرة. وصرّح مسؤول في القوات الجوية، تروي مينك، أمام الكونغرس الشهر الماضي، بأن تكلفة التحديث "على الأرجح" ستكون أقل من 400 مليون دولار، مع تأكيد القوات الجوية أن التكلفة الدقيقة تُصنّف على أنها "سرية". رسائل سياسية واتهامات بالتسييس وبينما وصف ترمب الطائرة بأنها "هدية مجانية" في أكثر من مناسبة، حاول الاتفاق توضيح أن الهبة القطرية غير مرتبطة بأي التزام سياسي أو قرار حكومي من الجانب الأمريكي. إلا أن الجدل الأخلاقي والقانوني حول الصفقة لا يزال قائمًا، خاصة في ظل محاولات لربطها بتقارب محتمل أو تفاهمات غير معلنة بين الدوحة وواشنطن، وفقا لشبكة CNN

ترامب: على إسرائيل اتخاذ قرار بشأن غزة
ترامب: على إسرائيل اتخاذ قرار بشأن غزة

الوكيل

timeمنذ 13 دقائق

  • الوكيل

ترامب: على إسرائيل اتخاذ قرار بشأن غزة

07:23 م ⏹ ⏵ تم الوكيل الإخباري- قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن بلاده قدّمت قبل أسبوعين مساعدات إنسانية بقيمة 60 مليون دولار لدعم إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة هناك. اضافة اعلان وأكد ترامب، في تصريحات صحفية على هامش لقائه مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الأحد، أن على إسرائيل اتخاذ قرار واضح بشأن قطاع غزة، مشدِّداً على ضرورة إطلاق سراح المحتجزين، سواء كانوا أحياءً أو أمواتاً. وأضاف الرئيس الأميركي أن حركة حماس مطالَبة بإعادة جميع المحتجزين لديها، مشيراً إلى أنه تم بالفعل استعادة معظمهم.

وزير التجارة الأمريكي: التعريفات الجمركية ستبدأ في الأول...
وزير التجارة الأمريكي: التعريفات الجمركية ستبدأ في الأول...

الوكيل

timeمنذ 13 دقائق

  • الوكيل

وزير التجارة الأمريكي: التعريفات الجمركية ستبدأ في الأول...

08:19 م ⏹ ⏵ تم الوكيل الإخباري- أكد وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك، يوم الأحد، أنه لن يكون هناك المزيد من التمديدات لمواعيد الرسوم الجمركية، وأنها ستدخل حيّز التنفيذ كما هو مقرر في 1 أغسطس. اضافة اعلان منذ يناير الماضي، اعتاد العالم على إعلان الرئيس ترامب للرسوم الجمركية ثم التراجع عنها، أو سحبها في اللحظة الأخيرة، أو تعليقها بعد وقت قصير من بدء تنفيذها. وتشير الأسواق المالية إلى ذلك باسم "صفقة التاكو" – "ترامب يتراجع دائمًا" – وقد ساعد ذلك في دفع موجة تاريخية من الصعود في الأسهم منذ الربيع. لكن لوتنيك يؤكد أن هذا الأمر انتهى. وقال لوتنيك في برنامج "فوكس نيوز صنداي": "لا تمديدات. لا المزيد من فترات السماح. في 1 أغسطس، الرسوم محددة. ستدخل حيّز التنفيذ". وأضاف أنه لا يزال من الممكن إجراء المزيد من المفاوضات – ويمكن التوصل إلى اتفاقيات – حتى بعد هذا الموعد النهائي. من المتوقع أن تدخل الرسوم الجمركية حيّز التنفيذ على عشرات الدول يوم الجمعة المقبل، بعد أن أرسل ترامب خطابات هذا الشهر تحدد المعدلات – بعضها أعلى مما هُدّد به (ثم جرى تعليقه) في أبريل، وبعضها أقل. وتقدّر مختبرات ميزانية "ييل" أن متوسط معدل الرسوم الجمركية على جميع الواردات، مع الأخذ في الاعتبار تلك الخطوات والاتفاقيات اللاحقة، سيكون أكثر من 20% بقليل، وهو الأعلى منذ عام 1911. وأصر لوتنيك على أن الرسوم الجمركية الجديدة لن تسبب التضخم، قائلًا: "سترون ذلك مع تدفقها في السوق، ولكن ما سيحدث هو أن عددًا قليلاً جدًا من المنتجات سوف يغيّر أسعارها فعليًا". وتجاهل علامات حديثة على ارتفاع التضخم، خاصة للسلع المعرّضة للرسوم. وقدّم لوتنيك أيضًا أحد أكثر التقديرات تفاؤلًا للإدارة للإيرادات الجمركية، متوقعًا أن تحقق ما لا يقل عن 700 مليار دولار سنويًا كإيرادات جديدة للحكومة – وربما تصل إلى تريليون دولار. حيث إن إيرادات الرسوم الجمركية حاليًا تقل عن 30 مليار دولار شهريًا، أي نحو نصف ما توقّعه. ومن المقرر أن يلتقي ترامب مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي، يوم الأحد، لمحاولة التوصل إلى اتفاق، بينما يلتقي مسؤولون من الإدارة مع نظرائهم الصينيين هذا الأسبوع للدورة الثالثة من المحادثات التجارية، كما أن اتفاقيات كبرى أخرى لا تزال معلّقة مع كندا والمكسيك والهند وكوريا الجنوبية. روسيا اليوم

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store