
"حكايات الشجرة المغروسة" (٨).. "خلاص العالم والثالوث ببشارة الملاك للعذراء" في اجتماع الأربعاء
وصلى قداسته صلوات العشية بمشاركة عدد من الآباء الأساقفة والكهنة، أعقبها كلمة من القمص أنطونيوس منير كاهن الكنيسة رحب خلالها بقداسة البابا مثمنًا أدوار قداسته المتعددة في النهوض بالخدمة الرعوية في الكنيسة، معربًا عن سعادته بزيارة قداسته.
ورتل كورال "ني أبوسطولوس" التابع للكنيسة مجموعة من الترانيم والتسابيح الكنسية وأثنى عليهم قداسة البابا بكلمات تشجيع، وكرم قداسته أبناء الكنيسة الناجحين في الثانوية العامة.
واستكمل قداسة البابا سلسلة "حكايات الشجرة المغروسة"، وتحدث اليوم عن موضوع "خلاص العالم في البشارة للسيدة العذراء"، وقرأ جزءًا من الأصحاح الأول لمعلمنا لوقا والأعداد (٢٦ - ٣٤)، وأشار إلى محبة الله للعالم من خلال بشارة الملاك للسيدة العذراء.
وشرح قداسته محبة الله للعالم من خلال الآية: "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يو ٣: ١٦)، وكيف أظهر الله لنا محبته في بداية العهد الجديد، "اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ" (لو ١: ٣٥)، لأن بداية معرفتنا بالثالوث في العهد الجديد كان من خلال بشارة الملاك للسيدة العذراء.
وأشار قداسة البابا إلى أن الآباء في مجمع نيقية ومناقشاتهم اللاهوتية مع أريوس المهرطق، كان في ذهنهم تعبير "اللهَ مَحَبَّةٌ" (١يو ٤: ٨)، ومن خلاله وضعوا قانون الإيمان.
وأوضح قداسته أن قانون الإيمان به عبارات تأكيدية على إيماننا بالله الواحد والذي نُعبر عنه بـ "اللهَ مَحَبَّةٌ"، كالتالي:
١- "بالحقيقة نؤمن بإله واحد"، والتي تعني أن الله محب لكل البشر، فهو ضابط الكل وصانع الخيرات.
٢- "نؤمن برب واحد يسوع المسيح"، والتي نرى فيها الله المحبوب من أجل ما صنعه من أجلنا، "نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلًا" (١يو ٤: ١٩).
٣- "نعم نؤمن بالروح القدس، الرب المحيى المنبثق من الآب"، والتي تعني أن الله هو مانح روح الحب للبشر، وعندما ينال الإنسان الروح القدس فقد أصبح إنسانًا سماويًّا.
وأشار قداسة البابا إلى بعض من ظلال الثالوث في العهد القديم، كالتالي:
- "فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ" (تك ١: ١)، وكلمة "اللهُ" أصلها في النص العبري: ألوهيم، والتي تعني الله بصيغة الجمع، وهذا تلميح عن الثالوث.
- "وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا" (تك ١: ٢٦)، وتوضح أن كل أحد منا فيه نسمة حياة من الله الواحد.
كما أوضح قداسته أن الثالوث يتضح في العهد الجديد في الآيات: "فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ (اللوغوس)، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ.. فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ (الروح القدس)، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ" (يو ١: ١ - ٥).
وقدم قداسة البابا شرحًا للمحبة من خلال كلمة أقانيم، "وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ" (أع٤: ١٢)، لأنه لا خلاص للإنسان بدون الثلاث أقانيم، وهي:
١- "الآب": هي كلمة سريانية تعني مصدر أو أصل أو ينبوع.
٢- "الابن": هو تعبير بشري، ليس له علاقة بالتناسل، مثلما نقول تعبير "ابن مصر".
٣- "الروح القدس": هو الحرارة التي تمنح الحياة.
وشرح قداسته أن كلمة أقنوم هي كلمة سريانية، وتعني خاصية ذاتية، وبدونها لا يقوم الجوهر الإلهي، فالجوهر الإلهي واحد والثلاثة أقانيم متمايزة في العمل ولكنها غير منفصلة.
اختتم قداسة البابا بأن السيدة العذراء فتحت أمامنا الباب، وافتتح بها الله خلاص العالم، "اَلرُّوحُ الْقُدُسُ (أقنوم الروح القدس) يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ (أقنوم الله الآب)، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ (أقنوم الابن)"، لذلك عندما نصلي قانون الإيمان ينبغي أن نضع في ذهننا: "اللهَ مَحَبَّةٌ" وبذلك نعترف بثالوث قدوس.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى مصر
منذ 9 ساعات
- صدى مصر
أدب الناس مع الله بقلم : المستشار اشرف عمر
أدب الناس مع الله بقلم : المستشار اشرف عمر هل اغلب بني البشر متأدبين في علاقتهم مع خالقهم هل يعبدونه حق عباده هل يؤمنون بما انزل من عند الله ويعملون به وهل يتعاملون مع الله بانهم مؤقتين علي هذه الارض التادب مع الله هو ان اؤومن بما أنزل من عند الله ايمانا حقيقا والعمل بماجاء به وعدم التعدي علي حرماته ولكن ما يحدث هذه الايام من الكثير من الناس يشير الي ان علاقتهم بالله ليس فيها أدب او عقلانيه نهائيا وفيها جرأه علي الله و نفاق فرب العزه اختص نفسه بعده امور لايجوز للعبد التدخل فيها نهائيا او الاعتراض عليها منها الرحمة والجنة والنار وحساب الاخرة. وتوزيع الارزاق وتقسيمها بين العباد وسؤال العباد واجابه دعائهم وهدي العباد وسترهم وعدم فضح عوراتهم وادخال من يشاء الجنه ومن يشاء من عباده النار، بيده الخير كله الله خلق الانسان وقدر له كل شيء خلال فتره تواجده في هذه الدنيا ولامجال للاعتراض لان الله هو العدل الا انه بالمقابل ايضا كثر التمرد علي هذا الامر من كثير من بني البشر بعدم الرضاء بهذه التقسيمه فاصبح الكثير منا غير راضي بما رزقه الله به واستكثار الرزق علي الاخرين من بني البشر والتلفظ بالفاظ فيها شرك بالله والتعدي علي حدود الله وحرماته والجهر بالسوء والمعاصي والتباهي بها وكذلك الكذب والغش وسوء الخلق لذلك كثر التوهان والتخبط و الحسد والحقد والغل والامراض القلبيه والجسديه والتباعد الاجتماعي بين العباد بسبب حاله عدم الرضاء بما قسمه الله لعباده والتدخل فيما لايعنينا واصبح الكثير يقع في هذا الخطأ اليومي بسبب الجشع والحقد الذي تولد لدي الكثير و حاله عدم الرضاء بما قسمه الله له وكذلك اصبح الكثير من عباد الله يحرم ويحلل كثير من الامور علي هواه الشخصي وفلسفته دون الرجوع الي اصل التحليل والتحريم في كتاب الله بما احدث معه تطرفا فكريا وعقليا لدي الكثير منهم وكذلك وضع الكثير منا نفسه مكان رب العباد واصبح كل من منا يدخل الموتي في النار او الجنه واصبح ضامنا لنفسه مكانا في الجنه وغيره في النار امور كثيره تقع من بني البشر تؤكد وبيقين اننا اصبحنا غير مؤدبين في علاقتنا مع الله وتجرأنا عليه وعلي اياته وتحذيراته التي انزلت، وان هناك تحييد لله في امور كثيره بسبب فقدان العقل والايمان لدي الكثير ولذلك اصبح الهرج والمرج هو السيد في العلاقه مع الله واصبح للكثير منا دين ورب علي هواه ومعتقده في الوقت الذي تقف فيه امام مسؤول كبير ومهم ونافذ لا تستطيع ان تتقول عليه او تتجرا بالحديث عنه او في مواجهته لانك تخاف من رده فعله وعقابه اما الكثير الان مع الله اصبح غير مؤدب او مؤمن بما انزل واصبح النفاق سيد الموقف اقول هذا الكلام لان الكثير من الناس قد يذكرون بعض الموتي بسؤ وشماته عند مرضهما وموتهما واصبح يحلل ويحرم ويتوعد وينتقم منهم ووضع نفسه مكان الله في حسابهما ونسي رحمه الله التي وسعت كل شيء وقوله تعالي ولا تقنطوا من رحمه الله. وان ايات الرحمه والمغفره كثيره وان علاقه العبد مع الله لا يعلمها احد ولا يطلع عليها احد فهي علاقه خاصه جدا لايعلم خفاياها الاالله ومن المؤلم حقا حاله التخبط و اللخبطة التي يقع فيها الكثير من العباد والتداعي والتقول علي الله والجرأه عليه ويفتون علي الله ويعرضون حياة الكثير بفتاوي تكفيرية خطير دون علم او معرفة حقيقية لذلك دع الملك للمالك وابكي علي ما انت فيه لانك ستلحق من مات اجلا اوعاجلا فانت ايام معدوده ستنتهي حتما وستسئل ايضا عما وقع منك طوال مسيره حياتك بما فيها تجرئك علي الله وتدخلك في شؤونه وشؤون عباده فوالله لن يدخل الجنه عبدا قط الابرحمه من الله وليس بعمله ففط وان الامتحان صعب والوقوف امام الخالق ليس بالسهل كما يعتقد البعض لانه يوم عظيم ودع عنك ماليس من شانك التحدث فيه او حتي التفكير فيه لانه ليس من اختصاصك وليس من حقك التدخل في تنظيمه لان هذا الكون له رب يدبر امره وينظمه ويقسمه ولايظلم فيه احد وانت ضيف علي هذه الارض وجاء بك الله لامر محدد ولعبادته لذلك عليك احترام رب العباد في السر والعلن ولا تتجرا علي قوانينه وتنظيم شؤون خلقه وما انزل من عنده لان الامر لا يخصك وحدك وانما هو من يدبر امر العباد وارحم بهم لذلك فهو اعلم بحركه هذا الكون وماعليه لا تنظر الي ما في يد غيرك فانت اخذت حقك ايضا من رب العباد بقسمه عادله لا يوجد فيها ضيم او ظلم ولا تشمت في احد لان الشماته فيها تعدي علي حدود الله وحرماته ولا تفضح احد لان في ذلك تعدي علي الله ايضا الذي من ضمن اسماءه الحسني الستار ولا تنافق ولا تكذب ولا تغش واعلم ان الله يغفر الذنوب جميعا الا الشرك بالله وحقوق العباد فهم اولي بالتنازل عنها لبعضهما البعض اترك الامر لربك فهو اعلم بعباده وماظهر منهم ومابطن ولا تاخذ الناس بالمظاهر فكثير منا اكرم عند الله مما تعتقد واعلم انك في كل يوم تصحو فيه…ينقص عمرك يوما فإذا لم تستطع أن تكون قلماً لكتابة السعادة للآخرين فكن ممحاة لطيفة تمحو بها أ


صدى مصر
منذ 9 ساعات
- صدى مصر
مدير مديرية أوقاف الإسكندرية .. يتفقد مساجد العامرية ثان لضبط سير العمل
مدير مديرية أوقاف الإسكندرية .. يتفقد مساجد العامرية ثان لضبط سير العمل حماده مبارك في إطار المتابعة الميدانية المستمرة لأحوال المساجد تنفيذا لتوجيهات ا . م أسامة الأزهرى وزير الأوقاف ، قام الدكتور نجاح عبدالرحمن راجح، مدير مديرية أوقاف الإسكندرية، صباح اليوم، بجولة تفقدية قبيل صلاة الجمعة شملت مناطق نجع عبدالرواف، ونجع رسلان، ومنطقة الكبلات التابعة لإدارة العامرية ثان. جاءت الجولة بهدف التأكد من جاهزية المساجد لاستقبال ضيوف الرحمن، وضبط سير العمل الدعوي والإداري بها، والاطمئنان على استيفاء كافة الاستعدادات اللازمة لأداء صلاة الجمعة في أجواء إيمانية منظمة. وأكد الدكتور نجاح خلال جولته على ضرورة الالتزام بتعليمات وزارة الأوقاف في الانضباط، وحسن استقبال المصلين، وتوفير المناخ المناسب لأداء الشعائر، مشيدًا بجهود الأئمة والعاملين في خدمة بيوت الله.


البوابة
منذ 11 ساعات
- البوابة
الكنيسة الكاثوليكية والروم الأرثوذكس تختتمان صوم العذراء
تختتم الكنيستان القبطية الكاثوليكية برئاسة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، وكنيسة الروم الأرثوذكس برئاسة البطريرك ثيؤدوروس الثاني، اليوم الجمعة، صوم السيدة العذراء مريم، والذي بدأ مطلع أغسطس الجاري واستمر لمدة 14 يومًا متواصلة، ليختتم في الخامس عشر من الشهر ذاته. ويعد "صوم العذراء" من أبرز وأقدس الأصوام التي تحظى بتقدير روحي كبير بين الطوائف المسيحية في مصر والشرق الأوسط، حيث يكرس هذا الصوم للتأمل في حياة السيدة العذراء مريم، ولطلب شفاعتها والتقرب إلى الله بالصلاة والتوبة. اختلاف في مدة الصوم بين الطوائف وتختلف مدة صوم العذراء من طائفة إلى أخرى؛ ففي حين تصوم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية والروم الأرثوذكس لمدة 14 يومًا، تكتفي الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والأرمنية الأرثوذكسية بصوم مدته 5 أيام فقط، بينما يقتصر الصوم في الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية على يوم واحد فقط مخصص للسيدة العذراء. قداسات واحتفالات روحية في ختام الصوم ومن المقرر أن تقام مساء اليوم قداسات ختام الصوم في مختلف الكنائس، تتخللها صلوات خاصة بالسيدة العذراء، وألحان وتراتيل تمجد مكانتها في العقيدة المسيحية، كما تشهد الأديرة المخصصة للعذراء، خاصة دير السيدة العذراء في جبل درنكة بأسيوط، توافد الآلاف من الزائرين والمصلين للمشاركة في الاحتفالات الروحية التي تختتم غدًا السبت بعيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد إلى السماء، وفقًا للتقليد الكنسي. يعتبر صوم السيدة العذراء من الأصوام الاختيارية، إلا أن الكثير من المؤمنين يحرصون على الالتزام به تعبيرًا عن محبتهم للعذراء وطلبًا لشفاعتها. ويتضمن الصوم الامتناع عن الطعام الحيواني والاقتصار على الأطعمة النباتية، إضافة إلى ممارسة الصلاة اليومية والاعتراف وتناول الأسرار المقدسة.