
المقاومة الفلسطينية لياسر أبو شباب: دمك مهدور
وقالت الغرفة، في بيان رسمي، نشرته عبر حسابها بمنصة تليغرام: 'في ظل ما يتعرض له شعبنا العظيم من حرب إبادة وتجويع صهيونازية على يد العدو المجرم، تأبى فئة مارقة خائنة إلا أن تكون أداة بيد المحتل الغاصب مستغلةً وجود قوات الاحتلال على الأرض ومتسلحة بأسلحته وتحت حمايته وعينه'.
وأضافت: 'يأبى الله إلا أن يفضح هذه العصابة التابعة للخائن العميل المدعو ياسر أبو شباب، والتي شكلها جيش العدو واعترفت قيادته السياسية بتسليحها وتشغيلها خدمة له ومحاولة لحماية جنوده، وفي محاولة بائسة لتحقيق بعض مما لم يستطع العدو تحقيقه عبر قواته منذ أكثر من عشرين شهرا'.
وقالت الغرفة المشتركة: 'إن الخائن المأجور ياسر أبو شباب وعصابته هم ثلة خارجة عن صف وطننا، وهم منزوعو الهوية الفلسطينية بالكامل، ودمهم مهدور من كافة فصائل مقاومتنا وقواه منبوذة من عموم أبناء شعبنا الحر العزيز، ولن نرحم أيا منهم أو من يسلك مسلكهم في معاونة الاحتلال، وسنتعامل معهم بما يليق بالخونة والعملاء'.
وتابعت: 'إن مصير هؤلاء الخونة هو مزابل التاريخ فضلا عن وصمة العار والخزي أمام الله وأمام شعبهم وأمتهم، وسيتعلقون كالطفيليات في أذيال العدو ودباباته حين لا ينفع الندم، وسيتركهم العدو كالأحذية البالية من ورائه، وهذه لازمة ثابتة لنهاية بائسة ذاقها كل الخونة والعملاء عبر التاريخ في كل بقاع الأرض'.
وأشادت الغرفة المشتركة للفصائل، بمواقف العشائر الفلسطينية، والعائلات، في رفض 'خيانة ثلة معزولة قليلة مارقة من الذين باعوا أنفسهم للشيطان'، مشيرة إلى إعلاناتها بنبذهم والتبرؤ من أفعالهم.
وشدد البيان على أن الشعب الفلسطيني، 'على قدر كبير من الوعي، ويدرك الفارق بين العملاء والمأجورين، وإننا إذ نقدر حجم المعاناة التي يعيشها شعبنا، لكنه ورغم ذلك يرفض الخيانة ويعتبرها أعظم الموبقات وينبذها بكل الطرق ويتبرأ ممن يقترفها أو يقترب منها'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
تفاوت باستعداد الطلاب للامتحانات الرسمية: كرامي لم تراع ظروفنا
ليست المسألة في الموعد، بل في ما تراكم قبله. في التاسع من تموز، يتوجه آلاف طلاب شهادة الثانوية العامة إلى مراكز الامتحانات الرسمية، وهم يعلمون أن ورقة الأسئلة قد لا تشبه سنتهم الدراسية. عامٌ بدأ متأخراً، تحت القصف، في ظل تنقّل بين التعليم الحضوري والتعليم من بعد، وقلق أمني لم يفارقهم. ومع ذلك، تصرّ وزيرة التربية ريما كرامي على أن لا حاجة لأي تخفيض إضافي في المواد، وأن الوقت كان كافياً، والدروس أُنجزت، والامتحانات "عادلة". لكن ما تقوله كرامي من خلف مكاتب الوزارة، ينقضه طلاب الجنوب والبقاع والضاحية والشمال، وحتى طلاب المدارس الخاصة في بيروت. فمنهم من لم يُنهِ المواد الأساسية، ومنهم من درسها على عجل، ومنهم من لم يراجع الدروس كما يجب، ولا يعرف إن كان قد اكتسب المهارات المطلوبة أم اكتفى بإنهاء "البرنامج" شكلياً. هكذا، يبدو أن الامتحان هذا العام لا يختبر فقط التحصيل العلمي، بل قدرة الطلاب على النجاة من عام دراسي أقرب إلى حقل ألغام. "نحنا تلاميذ الخاص هيك، الله يعين الرسمي" في بيروت، تنقسم صورة الواقع التربوي: طلاب أنهوا المنهج "نظريًا" وفق ما تقتضيه التقارير الرسمية، وآخرون يلهثون في اللحظات الأخيرة لاستدراك ما فاتهم، وسط شعور عام بأن الاستعدادات تجري على عجل، ومن دون عمق كافٍ. غابريال لبّس، الطالب في ثانوية جبران غسان تويني، يلخّص المشهد لـ"المدن" بقوله: "الاستعدادات جيدة من حيث الشكل، لكن الواقع مختلف تماماً. الدروس ضُغطت بطريقة غير طبيعية. مواد تحتاج إلى شهر من الشرح والتحليل، أنهيناها بأسبوع واحد. ركّزنا بشكل أساسي على المواد العلمية، فيما تمّ تهميش المواد التي تعتمد على الحفظ والفهم. صحيح أننا أنجزنا البرنامج، لكن ذلك حصل عن طريق التكثيف والحشو. ما جعلنا نصل إلى الامتحانات ونحن منهكون ذهنياً وغير واثقين من مدى إتقاننا للمضمون". أما إليانور فريج، من مدرسة لور مغيزل، فتؤكد أن الدروس لم تُستكمل كما يجب. وتقول: "العديد من الدروس لم تُشرح بالكامل، خصوصاً في مادة الرياضيات، حيث لم يتمكن أستاذ المادة من تغطية بعض المحاور الأساسية". وتأتي شهادة رين جمعة، من مدرسة العاملية، لتُظهر حجم الإرباك والضغط المتراكم على الطلاب. تقول بغصّة: "عشنا عاماً دراسياً خانقاً من بدايته حتى نهايته. ألغوا حصص الفراغ، وأضيفت إلينا حصص مكثّفة فقط لنتمكن من إنهاء البرنامج بأي ثمن. ورغم كل ذلك، ما زلنا غير مستعدين. وإن كنّا نحن، طلاب المدارس الخاصة، نعاني بهذا الشكل، فكيف هو حال طلاب الثانويات الرسمية؟"، تسأل. وتتهم الوزارة بأنها "زادت علينا الدروس، بدل أن تأخذ في الاعتبار ظروفنا. يبدو أن الوزيرة لا تريد إلا أن تسقطنا". الجنوب: التعليم بين القصف والمنصات في جنوب لبنان، لا تزال الحرب تُلقي بثقلها على اليوميات المدرسية كما على تفاصيل العيش. هناك، لا يعلو صوت فوق صوت النجاة، حيث تزامن الدرس مع الغارات، فيما المراجعة الحالية للامتحانات تسير على وقع التحليق المنخفض للطيران الإسرائيلي. زهراء حامية، طالبة في ثانوية كفرحتى الواقعة في إقليم التفاح، توجز واقع التعليم في جملة واحدة: "أنهينا المنهج، لكن لم نحلّ أي دورة تدريبية تقريباً. كل الوقت خُصّص للشرح فقط، ولم يتسنّ لنا التأكد من استيعابنا. نحن غير مستعدّين للامتحانات". أما في بلدة عين إبل، فقد اضطرت مدرسة "القلبين الأقدسين" إلى اعتماد التعليم من بُعد بشكل شبه دائم منذ اندلاع الحرب، فيما نُقل قسم من طلابها إلى فرع آخر في البوشرية ببيروت. تقول أندريا حاج: "نعم، أنهينا البرنامج، لكن معظمنا لا يشعر بالجهوزية. هناك تفاوت كبير في المستوى بين الطلاب، خصوصاً بين من واصل تعلّمه من بعد ومن اضطر للنزوح أو واجه انقطاعات مستمرة في الإنترنت". يذهب علي حجاج من دير أنطار والطالب في مدرسة "مبرة علي الجمال"، إلى أبعد من ذلك، متحدّثًا عن واقع لا يمكن تجاهله: "نلجأ إلى معهد خاص خارج المدرسة كي نتمكن من فهم المواد الأساسية، لأن الوقت لم يكن كافيًا، ولم نتمكن من حلّ التمارين. كنا نأمل بإقرار المواد الاختيارية هذا العام، لكننا تفاجأنا بالعكس. فوق ذلك، لا تزال الأجواء الأمنية متوترة. في بعض الأيام، نُضطر إلى مغادرة المنزل فجأة بسبب القصف. كيف يمكن أن نكون مستعدّين في ظل هذا المشهد؟". البقاع: الضغط نفسه، والإجابات الناقصة في البقاع، لا يختلف المشهد كثيرًا عن الجنوب، وإن كان القصف أقل حضورًا. المدارس الرسمية هناك حاولت أن تجاري الضغوط، لكن الوقت كان خصمها الأول. رنيم موسوي، الطالبة في ثانوية تمنين التحتا الرسمية، تروي لـ"المدن" تجربة مليئة بالركض في الوقت الضائع: "الأساتذة بذلوا جهدًا كبيرًا، لكن الوقت لم يسعفهم. كنا نحاول اللحاق بالمواد الأساسية، وفي النهاية لم نتمكن من إنهاء مادة التاريخ، خصوصاً القسم المتعلق بالعالم العربي". أما مريم حلاني، من ثانوية الإمام الجواد، فتعبّر عن خيبة أمل مشتركة بين طلاب كثر، إذ تقول: "كنا ننتظر هذا العام أن تُعتمد المواد الاختيارية، تخفيفًا للضغط، لكن حصل العكس تمامًا. لم أتمكن من حل أي دورة تدريبية، وأنا غير مستعدة. كمية المواد ضخمة، والضغط لا يُحتمل". الشمال: من التفاوت إلى التناقض في شمال لبنان، ينقسم المشهد التربوي على صورتين متناقضتين: مدارس رسمية بالكاد تلتقط أنفاسها وهي تلاحق المنهج المتراكم، ومدارس خاصة أنهت برامجها براحة تامة، كأنها في بلد آخر لا تعنيه الأزمات. شيماء شحادة، الطالبة في ثانوية البداوي الرسمية للبنات، تصف واقع مدرستها الذي لا يختلف كثيراً عن مدارس الأطراف المهملة، فتقول: "كل فرع من الفروع الأربعة لم يتمكن من إنهاء مواده الأساسية، سواء في الاقتصاد أو الرياضيات أو الفيزياء. نلجأ إلى حصص إضافية، للتعويض ونأمل أن تكون الامتحانات رحيمة، لأننا لم نُمنح الفرصة الكافية للاستعداد الكامل". في مقابل هذا التعب، تبرز تجربة آدم ضناوي، الطالب في مدرسة "العبير"، الذي يقول ببساطة: "أنهينا كل المواد براحة تامة، دون أي ضغوط تُذكر. لا نواجه مشكلات، ونحن جاهزون للامتحانات". هذا التفاوت الفادح بين طلاب الشمال، وإن بدا تفصيلاً موضعياً، إلا أنه يعكس حقيقة أن لا عدالة تعليمية في لبنان. فالمكان الذي وُلد فيه الطالب، أو المدرسة التي التحق بها، يحددان مسبقاً فرص نجاته من عبء المنهج ومن احتمال السقوط في الامتحانات. وبين طلاب ما زالوا يسعون لتعويض ما فاتهم، وآخرين درسوا "براحة تامة"، يصبح الامتحان الموحد، مجرّد قناع لإخفاء الفوارق الطبقية التي باتت تهيمن على كل زاوية من زوايا التعليم. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


النشرة
منذ 2 ساعات
- النشرة
الخطيب: السلاح هو موضع حوار داخلي بين اللبنانيين والحل بالاتفاق حول مصالح البلد
اشار العلامة الشيخ علي الخطيب الى أن "دائماً حينما يكون هناك صراع بين جانبين، كل جانب ينظر إلى نقاط القوة للطرف الآخر وينظر إلى نقاط الضعف. استُغلت نقاط الضعف من قبل السلطة، وهناك نقاط القوة أيضاً كوحدة الأمة. هناك تشريعات كثيرة تؤكد على وحدة الأمة كمظهر لقوة الأمة. أراد الله سبحانه وتعالى أن تخرج هذه التشريعات إلى العلن أمام القوى الأخرى، ثم ليؤكد أنها تعطي هوية لهذه الأمة، أنها أمة مرتبطة بالله، الأمة العابدة لله، وأنها البوصلة لها في مسيرتها وفي حياتها، هي بوصلة نحو الله والعبودية لله. موضوع القبلية، موضوع المصالح، موضوع الخوف من السلطة (لأنها تمتلك مصادر القوة). الناس يفكرون أن أكلهم وشربهم مرتبط بالسلطة، وإذا لم تذعنوا للسلطة تذهب الوظيفة وتموتون من الجوع. أصبحت السلطة عندهم هي الحاكم وهي الرازق وهي المحيي وهي المميت. هذا الضعف الإنساني يوصل الإنسان في بعض الأحيان للتخلي عن كرامته لكي يحافظ على وظيفته". ولفت الى أن "حينما يبلغ الأمر أن يُستخدم، كما حصل في الحكم اليزيدي، أن يُستخدم جهاز الدولة في مواجهة الحق وفي مواجهة الإمام الحسين (ع)، تستخدم السلطة هذا الأسلوب في التخويف والتجويع والملاحقة في الاتهامات وفي القتل وفي السجن والتعذيب وحبس الأعطيات وعوامل الفرقة والتجزئة. لقد جُزئت الأمة بهذا الشكل إلى قبائل وإلى أصحاب مصالح، إلى أناس خائفة، حينئذ لم يبقَ إلا القليل، عامل القوة انتهى". ورأى أن "في بلد مثل لبنان، وأي بلد يحاول أن يُظهر مظاهر القوة ليحفظ نفسه في مواجهة الأعداء، هناك بعض الناس نفوسها ضعيفة، دائماً تُظهر جانب الضعف والمسكنة لتستعطف الآخرين. في بلدنا هناك الفئات على هذا الشكل وعلى هذا النمط، يُظهرون البلد بمظهر الضعف ومظهر الحاجة للآخرين، وبالتالي يعطون هذه الصورة المهينة عن بلدهم وشعبهم. نحن نعيش في بلد للأسف ليس فيه دولة، يتكلمون عن السيادة وعن الدولة، أين هي الدولة؟ أنتم مجموعة من الممسكين بمصالح الناس وتتقاسمونها بينكم، أنتم لستم دولة. ما هي مهمة الدولة؟ هي الدفاع عن سيادتها وعن حدودها وعن مصالح شعبها، والدفاع في مواجهة العدو الذي يريد مهاجمتها واحتلال أرضها، أو إيجاد مصالح جديدة من أجل أبنائها كالمدارس والتعليم وغيره". وسأل "الذين يسارعون إلى المطالبة ب نزع سلاح المقاومة (بإصرار على التعبير "نزع سلاح المقاومة") بخلفية الحقد والكسر، من أنتم؟ في تاريخكم بلبنان ماذا فعلتم غير أنكم أدخلتم البلد في حروب أهلية؟ الذين يأخذون على الثنائي الشيعي الوطني وعلى مقاومتنا بأنهم متمسكون بالسلاح، نعم، متمسكون بالسلاح لأنكم لستم أهلاً أن تحملوا هذه المسؤولية"، مؤكدا ان "اليوم وغداً وبعد غد هذه التعبيرات غير لائقة، هذا السلاح هو موضع حوار داخلي بين اللبنانيين، والحل بالاتفاق حول مصالح البلد، وكل التهويل من الداخل مرفوض".

المركزية
منذ 2 ساعات
- المركزية
الخطيب: المقاومة ضمانة الكرامة والسيادة
المركزية - اختتم مفتي صور وجبل عامل، العلامة القاضي الشيخ حسن عبدالله، المجالس العاشورائية التي أقامها بدعوة من معهد الإمام الصادق، بإحياء مجلس حسيني حاشد في مدينة الغازية، بحضور نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، وممثل آية الله العظمى السيد علي السيستاني، الحاج حامد الخفاف، وممثل المرجع الشيخ بشير النجفي فضيلة الشيخ علي بحسون، إلى جانب حشد من العلماء ورجال الدين، والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، والنائب علي خريس، وعضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" خليل حمدان، ورئيس المكتب السياسي لحركة "أمل" جميل حايك، وعدد من أعضاء المكتب السياسي والهيئة التنفيذية، وممثلين عن "حزب الله" وقيادات من كشافة الرسالة الإسلامية، ومواطنين . وألقى الخطيب كلمة قال فيها: "السلام عليك سيدي ومولاي يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلّت بفنائك وأناخت برحلك، عليك سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار. السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أنصار الحسين، السلام على أبي الفضل العباس وعلى الحوراء زينب وعلى أنصار الحسين الذين بذلوا مهجهم دونه. السلام عليكم أيها الأخوة المؤمنون، الأخ المفتي الشيخ حسن عبد الله، الحضور الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أعظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب ابي عبد الله الحسين". وأضاف: "لا بدّ لي في البداية أن أتوجه بالشكر الكبير لهذه الهامات وهذه الرؤوس المرفوعة التي تعلّقت روحها بآل بيت رسول الله وبالإمام الحسين، تقيم له هذا العزاء تعبيراً عن هذا الولاء وعن هذا الارتباط المستمر والسير على هذا الخط الى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ما أنتم ومن أنتم؟ بعد هذه التضحيات الكبيرة والشهداء والدمار وبعد هذه الحرب التي شُنت عليكم ثم أنتم واقفون في نفس المكان لم يزحزكم الارهاب والحملات الاعلامية والحرب والقتل والدمار، ما أنتم؟ إنه سر الارتباط بالله سبحانه وتعالى وبرسوله وبدينه وبأئمة أهل البيت، إنه سرّ عاشوراء، هذا سر من أسرار عاشوراء، في كل مرحلة من المراحل نكتشف عظمة من جانب من جوانب مجتمعنا، وكان من المفترض أن تكون هذه المجالس ليست مجالس شيعية وإنما مجالس إنسانية، الإمام الحسين ليس للشيعة مثل الاسلام ليس لجهة أو قبيلة أو لجهة وإنما للناس، والحسين هو الذي قال: "بنا فتح الله وبنا يختم" بنا فتح الله بمحمد وبنا يختم بمحمد، هي ثورة كانت للأمة". وتابع: "أتساءل في بعض الأحيان لماذا كانت عاشوراء؟ لماذا استشهد الإمام الحسين واستفرد في كربلاء؟ الأمة لم تقف الى جانبه ولم تواجه السلطة المنحرفة والظالمة، هذا الخطاب الذي نكرره دائماً أنه لم يقم من أجل غايات شخصية وإنما قام من أجل الأمة، كما قال: "ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي"، الأمة منكفئة عن الحسين وليس بالضرورة أن يكون شكل التكريم للإمام الحسين والتعظيم لهذه الثورة بالشكل الذي نصنعه نحن، هذا العمل كان من أجل الأمة وللمسلمين جميعاً بل يتعدى المسلمين الى كل هذا المجتمع العربي والاسلامي بكل تنوعاته في الجزيرة العربية من أجل تحقيق العدالة ومن أجل مواجهة الانحراف والفساد، النظام في الاسلام هو نظام مدني، في موضوع الحاكمية والإمامة الحكم هو حكم مدني من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية ومن أجل مواجهة الظلم والجهل ومن أجل نشر العلم والمعرفة، و مواجهة الفساد الفكري والثقافي والسلوكي والأخلاقي وكل انواع الفساد في المجتمع، هو لمصلحة الأمة جميعاً بكل تنوعاتها". وأردف: "دائماً حينما يكون هناك صراع بين طرفين، كل طرف ينظر الى نقاط القوة للطرف الآخر وينظر على نقاط الضعف، ما هي نقطة الضعف التي عانى منها الإمام الحسين أو عانت منها الأمة في موضوع كربلاء، ثورة كربلاء بين الأمة وبين السلطة، ما هي نقطة الضعف؟ لماذا لم يقف الناس الى جانب الامام الحسين وواجهت الامام الحسين فريداً ( ألا واني زاحف بأسرتي) لم يكون هناك أحد ولم يقف مع الامام الحسين أحد، السلطة كانت تدرك قوة موقع أهل البيت وخطورة موقف وموقع الامام الحسين في الأمة، لذلك كل طرف يحاول أن يضعف وينهي ويمزق نقاط القوة للطرف الآخر ويستغل نقاط الضعف، هل أن رسول الله وقبل رسول الله، حينما صنع هذه الأمة (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) ألم يُحكم بنيانها؟ توفي رسول الله ص وبدأت المشاكل والنزاعات والأطماع تظهر من أجل السلطة ومواجهة خط أهل البيت، ما هي المشكلة؟ الله يختبر الأمة، وكما قال الامام الصادق: أن الله ابتلانا بكم وابتلاكم بنا، هو امتحان". وقال: "اذاً ، الموضوع ليس موضوعاً تكوينياً، ولكن الله أنزل من الآيات والبيّنات والأدلة والخطط ما يحكم به بنيان الأمة ما لو تمسكت به، قال رسول الله للمسلمين: "إني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي"، الأمان، كان الأمان للأمة هو رسول الله ثم جعل اماناً بعده هم أهل البيت، (مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى)، الأمان موجود لكن الطامعين يستغلون بساطة الناس وجهل الأكثرية من الناس وعوامل الضعف من القبلية والمصالح والخوف من السلطة، كل هذه العوامل يستغلها الطرف المبطل الذي اعتبر أن الخلافة هي موضوع دنيوي وزمني وليس موضوعاً الهياً أو دينياً أو اسلامياً وأن هناك نصّا على علي ابن أبي طالب وأئمة أهل البيت، اذاً استغلت نقاط الضعف من قبل السلطة، وهناك نقاط القوة أيضاً كوحدة الأمة وهناك مشاهد كثيرة حتى في التشريعات أكد عليها الاسلام التي تؤكد على أهمية وحدة المجتمع مثل الحجّ كمظهر من مظاهر الأمة وليس مظهر للأفراد، مثلاً: صلاة الجماعة التي للأسف أهلنا لا يهتمون بها كثيراً وهذا مظهر سيء وعادة سيئة من عادات أهلنا وإخواننا، في حين انها مظهر من مظاهر القوة، وهكذا..، هناك تشريعات كثيرة تؤكد على وحدة الأمة كمظهر لقوة الأمة، أراد الله سبحانه وتعالى أن تخرج هذه التشريعات الى العلن أمام القوى الأخرى ثم ليؤكد أنها تعطي هوية لهذه الأمة أنها أمة مرتبطة بالله، الأمة العابدة لله، وانها البوصلة لها في مسيرتها وفي حياتها ، هي بوصلة نحو الله والعبودية لله، كما قلنا موضوع القبلية، موضوع المصالح، موضوع الخوف من السلطة (لأنها تمتلك مصادر القوة)، الناس يفكرون أن أكلهم وشربهم مرتبط بالسلطة واذا لم تذعنوا للسلطة تذهب الوظيفة وتموتون من الجوع، أصبحت السلطة عندهم هي الحاكم وهي الرازق وهي المحيي وهي المميت، هذا الضعف الانساني يوصل الانسان في بعض الأحيان للتخلي عن كرامته لكي يحافظ على وظيفته، الحفاظ على الوظيفة أمر أساسي وعلى الانسان أن يسعى ولكن حينما يبلغ الأمر أن يستخدم كما حصل في الحكم اليزيدي أن يُستخدم جهاز الدولة في مواجهة الحق وفي مواجهة الإمام الحسين (ع)، تستخدم السلطة هذا الإسلوب في التخويف والتجويع والملاحقة في الاتهامات وفي القتل وفي السجن والتعذيب و حبس الأعطيات وعوامل الفرقة وعوامل التجزئة، لقد جزئت الأمة بهذا الشكل الى قبائل والى أصحاب مصالح الى أناس خائفة حينئذ لم يبق إلا القليل، عامل القوى انتهى". وأضاف: "لهذا أيها الأخوة الاعزاء، في بلد مثل لبنان، وأي بلد يحاول أن يظهر مظاهر القوة ليحفظ نفسه في مواجهة الأعداء، هناك بعض الناس نفوسها ضعيفة دائماً تظهر جانب الضعف والمسكنة لتستعطف الآخرين، في بلدنا هناك الفئات على هذا الشكل وعلى هذا النمط، يظهرون البلد بمظهر الضعف ومظهر الحاجة للآخرين وبالتالي يعطون هذه الصورة المهينة عن بلدهم وشعبهم، نحن نعيش في بلد للأسف ليس فيه دولة، يتكلمون عن السيادة وعن الدولة، أين هي الدولة؟ أنتم مجموعة من الممسكين بمصالح الناس وتتقاسمونها بينكم، أنتم لستم دولة، ما هي مهمة الدولة؟ هي الدفاع عن سيادتها وعن حدودها وعن مصالح شعبها والدفاع في مواجهة العدو الذي يريد مهاجمتها واحتلال أرضها، أو إيجاد مصالح جديدة من أجل أبنائها كالمدارس والتعليم غيره،، دائماً يتسولون من الخارج ويستعطفونه ويبيعونه مستقبل البلد ويبيعونه شعبهم ويتخلون عن كرامتهم وعن كرامة شعبهم، يبيعونه أغلى شيء عندهم، في هذا الوضع بلبنان، ما هو أغلى شيء لدينا؟ هو الأمان لشعبنا والاستقرار والسيادة، هذا أهم شيء، من يحافظ على هذه السيادة مصدر قوة للبلد، هل فعلوا شيء بهذا المجال؟ لولا أن شعبنا حي، شعب يحيي كربلاء ويتمسك بكربلاء، ومظاهر عاشوراء. و مع الاوضاع التي مررنا بها ومع الجراح الكبيرة التي أصبنا بها من الشهداء والبيوت والخسائر، هذه الجماعة المتسولة والمستغلة لمصالح الناس والمرتهنة للخارج لا يناسبها ان تكون المقاومة موجودة وقوية تقدم التضحيات وتحفظ الوطن و هل هناك أغلى من حفظ لبنان وأمان لبنان واستقرار لبنان وكرامة الشعب اللبناني، حققوا هذه الأشياء لكي تتخلى المقاومة عن سلاحها، السلاح ليس مقدّساً كما ذكرت قدسيته من قدسية القضية التي هي الحفاظ على الحدود اللبنانية والشعب اللبناني، إذا قمتم بهذه المهمة هل نحن مضطرون بعد أن نعلم أبناءنا في الجامعات وبعد ان نرسل أبناءنا الى المهجر ليعيشوا الغربة لكي يجمعوا بعض المال من أجل إعمار بيوتهم، هل وفّرتم لهم الحياة الكريمة؟ تريدون بيع المقاومة مقابل ماذا؟ مقابل ولاء فقط، أنهم موالون للولايات المتحدة الأمريكية وللغرب، ماذا قدمت لنا أميركا؟ كل مصائبنا من الولايات المتحدة الأمريكية ومن مبعوثيها الذين يأتون الى لبنان لتهديدنا إما السلة وإما الذلة، نحن نعيش في كربلاء، نحن قمنا بهذه المواجهة دون خوف أو وجل، لا تخوفونا، نحن متمسكون بقول الله: (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ)، الذين يسارعون الى المطالبة بنزع سلاح المقاومة (بإصرار على التعبير بنزع سلاح المقاومة) بخلفية الحقد والكسر، من أنتم؟ في تاريخكم بلبنان ماذا فعلتم غير أنكم أدخلتم البلد في حروب أهلية، الذين يأخذون على الثنائي الشيعي الوطني وعلى مقاومتنا بأنهم متمسكون بالسلاح، نعم متمسكون بالسلاح لأنكم لستم أهلاً أن تحملوا هذه المسؤولية". وختم: "نؤكد اليوم وغداً وبعد غد بأن هذه التعبيرات غير لائقة، هذا السلاح هو موضع حوار داخلي بين اللبنانيين، الحل بالاتفاق حول مصالح البلد، وكل التهويل من الداخل مرفوض". ثم تلا السيرة الحسينية الشيخ يوسف كركي، في مشهد إيماني مؤثر استحضر المأساة الكربلائية ومعاني الفداء والتضحية.