
المستوطنون يستغلون الحرب في غزة لتصعيد هجماتهم بالضفة
وفي تقرير لصحيفة «هآرتس»، كشف الصحافي ينيف كوفوفيتش أن رئيس أركان الجيش، إيال زامير، عقد عدة جلسات أمنية بهذا الشأن في الأسابيع الأخيرة، وأن متابعي نشاط المستوطنين في الجيش وفي جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، عرضوا معطيات يتضح منها أن الاعتداءات والممارسات العنيفة تبادر بها مجموعات تعيش في بؤر استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية، من بينها مزارع أقيمت على أراضٍ فلسطينية خاصة أو عامة، بتشجيع ودعم الحكومة، لا سيما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزيرة الاستيطان والمهمات الوطنية أوريت ستروك.
فلسطيني وسط سيارات أحرقها مستوطنون بقرية برقة شرق رام الله - 15 يوليو 2025 (أ.ف.ب)
وتبين أنه منذ بداية الحرب، أقام هؤلاء نحو 100 مزرعة جديدة، قسم كبير منها بعد ترحيل فلسطينيين عن مزارعهم، كما أنشأوا 120 بؤرة استيطان جديدة.
والتقرير الذي نشرته «هآرتس» ينقل عن «مصدر في جهاز الأمن» انتقاداً مبطناً للجيش والحكومة اللذين لم يحركا ساكناً من أجل إخلاء هذه المزارع.
وقال المصدر: «من يتجاهل إقامة 100 مزرعة يجب عليه ألا يستغرب أن هناك ارتفاعاً في عدد الاحتكاكات والجريمة القومية المتطرفة».
وأكد التقرير أن المصدر قاد فرقة من الجنود في نشاطات عملية بالضفة الغربية بالأشهر الأخيرة، وأنه هو نفسه تعرض لعنف المستوطنين في بؤر استيطانية.
وبحسب البيانات التي كشفها التقرير، قفز عدد الهجمات العنيفة وجرائم الكراهية التي ارتكبها مستوطنون تجاه الفلسطينيين في النصف الأول من العام الحالي، إلى أعلى مستوى منذ اندلاع الحرب في غزة.
طبيب بيطري يعالج جراح أحد الخراف بعدما هاجم مستوطنون تجمعاً بدوياً في غور الأردن بالضفة - 18 يوليو 2025 (رويترز)
وتم توثيق 404 حالات من هذا النوع في الضفة الغربية خلال هذه الفترة، مقارنة مع 286 حالة في النصف الأول من عام 2024، وبلغ العدد 332 حالة في النصف الثاني من العام الماضي.
وفيما يتعلق بعنف المستوطنين تجاه قوات الأمن، تم تسجيل 33 حالة خلال الأشهر الستة الماضية. وإجمالاً، بلغ العدد 100 حالة منذ اندلاع الحرب حتى الآن.
ويقول التقرير: «هذا الدمج بين تصعيد الاعتداءات في ظل الحرب على غزة، يعكس ظاهرة مقلقة في نظر كبار ضباط الأمن، ولذلك قرروا طرح هذه الأرقام أمام المستوى السياسي، خصوصاً بعد تنظيم هؤلاء المستوطنين مظاهرات عنيفة أمام قواعد الجيش الإسرائيلي وإحراق منشأة أمنية حساسة بالضفة الغربية في نهاية الشهر الماضي، والهجوم العنيف الذي شنه مستوطنون ضد جنود احتياط وقائد كتيبة قرب كفر مالك».
فلسطينيون يحملون نعشي فلسطينيَّين قُتلا برصاص مستوطنين خلال تشييعهما بالضفة الغربية - 13 يوليو 2025 (أ.ف.ب)
ازدياد هذه الحالات دفع ضباطاً كباراً إلى التحذير من أنهم يخشون فقدان السيطرة على المستوطنين الضالعين في أعمال العنف. وأشاروا بانتقاد واضح إلى أن البؤر أقيمت على أراضٍ فلسطينية خاصة بتشجيع ودعم من الحكومة.
وقد حرص التقرير على الإشارة إلى أن قادة أجهزة الأمن يعترفون بأن قوات الجيش استُدعيت في أحيان كثيرة إلى ساحات هاجم فيها مستوطنون فلسطينيين، وانتهت الهجمات بمقتل فلسطينيين، سواء على يد الجنود أو المستوطنين.
وعرض التقرير إحصائيات أجهزة الأمن عن الممارسات التي تتضمن اعتداءات عنيفة، وقال إنها بلغت منذ بداية الحرب على غزة نحو 1350 هجوماً وجريمة كراهية ضد الفلسطينيين وقوات الأمن في الضفة الغربية، بينها 160 اعتداءً مخططاً سلفاً.
قوات أمن إسرائيلية تقف لحراسة مستوطنين يهود خلال تجوالهم بالمدينة القديمة وسوق الخليل - 12 يوليو 2025 (د.ب.أ)
وفي هذه الفترة، أصيب نحو 320 فلسطينياً ممن هاجمهم المستوطنون واحتاجوا إلى العلاج، بينهم 120 في السنة الحالية. ولكن، بخصوص الفلسطينيين القتلى، كانت الصورة أكثر تعقيداً، إذ إن هناك نحو 970 قتيلاً، لكن لم يتم عرض ما يتعلق بهويتهم أو أسباب الوفاة. وبحسب الجيش: «كثير منهم مخربون أو مشتبه فيهم قتلهم الجيش الإسرائيلي».
ويلاحظ أنه مع الاستمرار في الحرب تزداد الظاهرة اتساعاً.
فبحسب بيانات شهر يونيو (حزيران) الماضي، نفذ المستوطنون أكثر من 100 هجوم وجريمة كراهية ضد الفلسطينيين وقوات الأمن معاً، ارتفاعاً من 67 اعتداءً في الشهر نفسه من السنة الماضية.
من جهة أخرى، أعلنت مصلحة مياه محافظة القدس، يوم الاثنين، عن توقف تام لضخ المياه من آبار ومحطات «عين سامية» شرق رام الله، بسبب تصاعد اعتداءات المستوطنين على المنشآت والمرافق الحيوية في المنطقة.
مستوطنون يسبحون في آبار «عين سامية» بالضفة - 15 يوليو 2025 (أ.ف.ب)
والآبار التي تغذي محطة الضخ، هي مصدر المياه الرئيسي أو الاحتياطي لنحو 110 آلاف شخص، مما يجعلها من أهم الآبار في الضفة الغربية التي تعاني نقصاً مزمناً في إمدادات المياه.
ويعد هذا الهجوم واحداً من عدة حوادث وقعت مؤخراً، واتُهم فيها المستوطنون بإتلاف مصادر المياه الفلسطينية أو السيطرة عليها.
ووصفت مصلحة المياه الفلسطينية الهجوم بأنه «تطور غير مسبوق أدى إلى توقف الضخ بشكل كامل من آبار ومحطات المياه في منطقة عين سامية شرق كفر مالك». وقالت إن طواقمها «فقدت السيطرة والتحكم التقني والإداري على كامل المنظومة المائية في عين سامية بفعل سلسلة من الاعتداءات التي استهدفت على نحو مباشر شبكات الكهرباء ومعدات الضخ وأنظمة الاتصالات وكاميرات المراقبة». وأضافت في بيانها، أن ذلك «أدى إلى توقف العمل كلياً وتعطيل الضخ إلى عشرات القرى والبلدات الفلسطينية في شمال وشرق محافظة رام الله والبيرة».
فلسطيني يفحص مستوى ضغط الماء في محطة الضخ قرب آبار «عين سامية» بالضفة الغربية - 15 يوليو 2025 (أ.ف.ب)
وعرضت المصلحة الأسبوع الماضي في مؤتمر صحافي، صوراً لمستوطنين وهم يهاجمون الآبار نفسها. ويعتمد الفلسطينيون في الحصول على المياه على الآبار الجوفية والينابيع، وكذلك شراء كميات من شركة المياه الإسرائيلية «ميكروت» التي لديها سيطرة على آبار جوفية في الأراضي الفلسطينية، بحسب وكالة «رويترز».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 14 دقائق
- صحيفة سبق
سلب مليون ريال وروّع الآمنين.. تنفيذ حد الحرابة في زعيم عصابة السطو على مركبة نقل الأموال بالرياض
نفّذت وزارة الداخلية، اليوم، حكم القتل حدًّا في أحد الجناة بمنطقة الرياض، بعدما أقدم على ارتكاب جريمة سطو مسلح استهدفت مركبة نقل أموال وسرقة مليون ريال تحت تهديد السلاح، إضافة إلى جرائم أخرى تضمنت إطلاق النار على رجال الأمن وترويع المواطنين. وتفصيلاً، أصدرت وزارة الداخلية، اليوم، بيانًا بشأن تنفيذ حكم القتل حدًا، بأحد الجناة في منطقة الرياض، فيما يلي نصه: قال الله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ). أقدم/ سلطان بن شلال بن حمود الزقروطي الشمري -سعودي الجنسية- على تشكيل عصابة إجرامية وتنفيذ عملية سطو مسلح على مركبة نقل أموال وسلب مبلغ مليون ريال تحت تهديد السلاح بإطلاق النار عليها، وهروبه من رجال الأمن وإطلاق النار عليهم، والإضرار بالمركبات الرسمية والتسبب بإصابات لعددٍ من الأشخاص، وإتلاف الممتلكات وترويع الآمنين، وقطع الطريق بسلب مركبة وحيازة أسلحة نارية وذخائر وتعاطي المخدرات. وبفضل من الله تمكنت الجهات الأمنية من القبض على الجاني المذكور، وأسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب الجرائم، وبإحالته إلى المحكمة المختصّة، صدر بحقه حكمٌ يقضي بثبوت ما نُسب إليه، وأن ما قام به المدعى عليه من أفعال يعد ضربًا من ضروب الحرابة والإفساد في الأرض، وإقامة حد الحرابة عليه، وأن تكون عقوبته القتل، وأصبح الحكم نهائيًا بعد استئنافه، ثم تأييده من المحكمة العليا، وصدر أمرٌ ملكيٌّ بإنفاذ ما تقرّر شرعًا بحق المذكور من إقامة حد الحرابة بحقه وذلك بقتله. وتمّ تنفيذ حُكم القتل حدًا بالجاني/ سلطان بن شلال بن حمود الزقروطي الشمري -سعودي الجنسية- يوم الخميس 6/ 2 / 1447هـ الموافق 31 / 7 / 2025م بمنطقة الرياض. ووزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لتؤكّد للجميع حرص حكومة المملكة العربية السعودية على استتباب الأمن وتحقيق العدل وتنفيذ أحكام الشريعة الإسلامية في كل من يتعدى على الآمنين، ويسلب أموالهم، وينتهك حقهم في الحياة والأمن، وتحذّر في الوقت نفسه كل مَن تسول له نفسه الإقدام على مثل ذلك بأن العقاب الشرعي سيكون مصيره.


عكاظ
منذ 27 دقائق
- عكاظ
بعد ساعات من العقوبات الأمريكية.. ما شروط إيران للعودة إلى المحادثات مع واشنطن؟
اشترط وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم (الخميس) موافقة واشنطن على تعويض بلاده عن الخسائر التي تكبدتها خلال الحرب التي اندلعت، الشهر الماضي، قبل استئناف المحادثات النووية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مؤكداً في مقابلة مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أن بلاده لن توافق على العمل كالمعتاد بعد الحرب الذي استمرت 12 يوماً. وقال عراقجي للصحيفة: «عليهم أن يفسروا لماذا هاجمونا في وسط المفاوضات، وعليهم أن يضمنوا أنهم لن يكرروا ذلك خلال المحادثات المستقبلية وعليهم أن يعوضوا إيران عن الأضرار التي تسببوا فيها»، مشيراً إلى أنه تبادل الرسائل مع المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، خلال الحرب وبعد انتهائها، وأنه أبلغه بأنه من الضروري التوصل إلى حل يرضي الطرفين لإنهاء المواجهة المستمرة منذ سنوات بشأن برنامج إيران النووي. وأضاف: «الطريق المؤدي إلى التفاوض ضيق لكنه ليس مستحيلاً، أنا بحاجة إلى إقناع رؤسائي بأننا إذا ذهبنا للتفاوض، فإن الطرف الآخر سيأتي بعزم حقيقي للتوصل إلى اتفاق مربح للجانبين»، مبيناً أن ويتكوف حاول إقناعه بأن ذلك ممكن واقترح استئناف المحادثات. وشدد عراقجي بالقول: «نحن بحاجة إلى إجراءات حقيقية لبناء الثقة من جانبهم». وكانت أمريكا قد فرضت أمس سلسلة جديدة من العقوبات على إيران، تستهدف أكثر من 50 فرداً وكياناً، إضافةً إلى أكثر من 50 سفينة يشتبه بأنها عائدة إلى أسطول تجاري يملكه نجل مسؤول كبير في طهران، وهي أكبر عقوبة متصلة بإيران منذ 2018. في غضون ذلك، قال نائب وزير الخارجية الإيراني إن طهران مستعدة لاستئناف المحادثات النووية مع واشنطن شريطة احترام بعض المبادئ، وذلك قبل يوم من اجتماع مقرر مع قوى أوروبية، مشيراً إلى أن هذا يتعين أن يشمل تعويضات مالية، وضمانات بعدم تعرض إيران للهجوم خلال المفاوضات مجدداً. أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 35 دقائق
- الرياض
من الثوابت إلى الفعل.. السعودية صوت راسخ في دعم فلسطينالشيخ : تمسك المملكة الدائم بحل الدولتين خيار قانوني عادل متوافق مع الشرعية الدولية
تُعد المملكة من أبرز الدول التي التزمت، منذ تأسيسها، بموقف ثابت ومبدئي تجاه القضية الفلسطينية، حيث لم تتوان القيادة السعودية، في مختلف مراحلها، عن تقديم الدعم السياسي، القانوني، والإنساني للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وقد تجسد هذا الدعم في مواقف استراتيجية وحراك دبلوماسي مؤثر في المحافل الدولية، مع تمسك المملكة الدائم بمبدأ "حل الدولتين" كخيار قانوني عادل ومتوافق مع الشرعية الدولية. وتؤكد الدكتورة آمال يحيى الشيخ عضو مجلس الشورى السعودي في حديثها لـ"الرياض" أن موقف المملكة يُبنى على أسس قانونية راسخة تتسق مع قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تنادي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وفي هذا الإطار، تواصل المملكة التأكيد على أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للعالم العربي والإسلامي، وتشكل جوهر الصراع في منطقة الشرق الأوسط. وفي الجانب السياسي والدبلوماسي، تؤكد الدكتورة الشيخ على أنه لا يمكن إغفال الجهود السعودية المتكررة في جمع الصف العربي وتوحيد الموقف تجاه دعم فلسطين، بدءاً من مبادرة السلام العربية التي أطلقتها المملكة في قمة بيروت عام 2002، وصولاً إلى المبادرات الأخيرة التي تمثلت في دعم المملكة المستمر للقرارات الدولية الرافضة للاستيطان وتهويد القدس، والرافضة لأي محاولات لتقويض الحقوق الفلسطينية. وقالت عضو الشورى لقد شهدت مدينة باريس في يونيو 2024 انعقاد مؤتمر سعودي فرنسي مشترك، مثل محطة محورية في تعزيز الجهود الرامية لإحياء عملية السلام، حيث جددت المملكة موقفها الثابت بدعم حل الدولتين كحل نهائي وشامل، وأكدت أن السلام العادل لا يمكن تحقيقه إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، هذا المؤتمر عكس قدرة المملكة على بناء تحالفات دولية لدعم فلسطين، وتأكيد التزامها الراسخ بالقانون الدولي كمرجعية للحلول السياسية. وأما على المستوى الشعبي – والحديث للشيخ - فلم تغب القضية الفلسطينية عن وجدان المواطن السعودي، حيث يشهد الرأي العام في المملكة تلاحماً مع المواقف الرسمية، من خلال الحملات الشعبية، والدعم الإغاثي، والبيانات التضامنية، مما يعكس وحدة الموقف بين القيادة والشعب في نصرة القضية، وختمت عضو الشورى حديثها بالتأكيد على أن الموقف السعودي تجاه فلسطين ليس موقفاً عابراً أو آنياً، بل هو توجه استراتيجي تكرس عبر عقود من الالتزام الأخلاقي والسياسي والقانوني، ومن منطلق المسؤولية الدولية والعدالة، تواصل المملكة أداء دورها الريادي في توجيه المجتمع الدولي نحو حل عادل، يعيد الحقوق إلى أصحابها، ويؤسس لسلام دائم في المنطقة.