logo
لماذا عرضت مقديشو على واشنطن السيطرة على مواقع إستراتيجية؟

لماذا عرضت مقديشو على واشنطن السيطرة على مواقع إستراتيجية؟

الجزيرة١٢-٠٤-٢٠٢٥

في خطوة لافتة، عرض الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود على الولايات المتحدة الأميركية الحصول على "السيطرة التشغيلية الحصرية" على قواعد عسكرية وموانئ إستراتيجية في بلاده، في ظل تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة على خلفية الضربات التي توجهها القوات الأميركية للحوثيين في اليمن المجاور، والنشاط المتزايد للجماعات المتمردة داخل الصومال.
وجاء العرض ضمن رسالة بتاريخ 16 مارس/آذار اطلعت عليها ونشرت تفاصيلها وكالة رويترز وموقع "سيمافور" الإخباري الأميركي، حيث أكدا أن المقترح الصومالي يتضمن ميناء قاعدة بربرة الجوية في إقليم أرض الصومال الانفصالي، وميناء وقاعدة بوصاصو الجوية في إقليم بونت لاند في الشمال الشرقي للبلاد، بجانب قاعدة بيلي دوغلي الجوية، الواقعة في منطقة شبيلي السفلى على بعد 90 كيلومترا غرب مقديشو.
وأضافت الرسالة التي لم يتم نفيها من قبل المسؤولين في البلدين، أن سيطرة واشنطن على هذه الأصول الإستراتيجية "ستعزز المشاركة الأميركية في المنطقة، وتضمن وصولا عسكريا ولوجستيا متواصلا، وتمنع المنافسين الخارجيين من ترسيخ وجودهم في هذا الممر الحيوي".
سياق إقليمي ملتهب
يمثل هذا العرض محاولة من الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، لإعادة تموضع مقديشو كلاعب مؤثر في مشهد الصراعات الداخلية، والاستفادة من سياق إقليمي يمر بمرحلة من إعادة التشكل في ظل التطورات المرتبطة بالحرب الإسرائيلية على غزة وارتداداتها التي تطول جنوب البحر الأحمر.
ويلاحظ أن الرسالة جاءت في اليوم التالي لأعنف هجمات نفذتها القوات الأميركية على الحوثيين في 15 مارس/آذار، والتي تضمنت 40 غارة خلفت عشرات القتلى، تنفيذا لأوامر الرئيس الأميركي بشن "عمل عسكري حاسم وقوي" ضد الحوثيين الذين هددهم في منشور على منصة إكس بأن "وقتهم قد انتهى.. وأن نيران جهنم" ستتنزل عليهم إن لم يوقفوا عملياتهم.
وبالنظر إلى تصريح ترامب بأن القصف الأميركي على اليمن "قد يستمر لوقت طويل" يذهب بعض المراقبين إلى أن العرض الصومالي يمثل محاولة لإدخال مقديشو كشريك ضمن ترتيبات واشنطن الأمنية في المنطقة، من خلال سيطرة الأخيرة على مرافق حيوية للخدمات اللوجستية والعمليات العسكرية في كل من إقليمي بونت لاند وأرض الصومال المواجهتين لليمن عبر خليج عدن.
وفي سياق هذه الحرب، يقدم العرض الصومالي بديلا أكثر فاعلية لواشنطن عن قاعدة لومونييه الأميركية في جيبوتي المجاورة، التي اعتبر وزير خارجيتها السابق محمود علي يوسف، أواخر عام 2023، الهجمات الحوثية على المصالح الإسرائيلية تضامنا مع الفلسطينيين، في حين صرح الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر غيله في فبراير/شباط 2024 برفض بلاده أن تكون منطلقا لاستهداف أي طرف في أزمة البحر الأحمر.
مواجهة الجهود الانفصالية
من جهة أخرى، يهدف الرئيس الصومالي من خلال هذه الرسالة إلى التعاطي مع تحديات داخلية تواجهها مقديشو تمتد في قوس من الأزمات يبدأ بالحفاظ على تماسك ووحدة البلاد، وينتهي بتزايد ملحوظ للجماعات الإرهابية في البلاد ونشاطها وعلى رأسها حركة الشباب.
يربط العديد من المراقبين بين عرض شيخ محمود ومحاولات مقديشو الحيلولة دون إقدام ترامب على الاعتراف باستقلال إقليم أرض الصومال، مع تزايد زخم الدعوات من مقربين من الإدارة الأميركية إلى اتخاذ هذه الخطوة لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد في القرن الأفريقي، والاستعاضة بأرض الصومال عن جيبوتي التي تحتضن قاعدة بكين العسكرية الوحيدة خارج الصين.
هذه المحاولة الصومالية تشكل جهدا استباقيا يستهدف استمالة واشنطن التي صرح أحد مسؤوليها للفايننشال تايمز بأن بلاده تقوم "بمراجعة شاملة" لسياستها في الصومال، مما قد يحمل في طياته قطيعة مع سياسة "الصومال الواحد" التي دأبت الإدارات الأميركية المتعاقبة على دعمها.
وبجانب ما سبق، ​شهدت العلاقات بين مقديشو وولاية بونتلاند توترات متزايدة خلال العام الماضي، بلغت ذروتها في مارس/آذار 2024 مع إعلان الأخيرة سحب اعترافها بمؤسسات الحكومة الفدرالية، ردا على تعديلات دستورية أقرها البرلمان الفدرالي، واعتبرتها بونتلاند غير شرعية ومخالفة للدستور المؤقت للبلاد. ​
إعلان
وفي ظل هذه التوترات، تأتي رسالة شيخ محمود في الوقت الذي يكافح فيه الصومال من أجل الاحتفاظ بالمناطق الساحلية الانفصالية المهمة وسط مخاوف من أن الولايات المتحدة قد تنهي دعمها لبناء الدولة في البلاد، وهو ما دفع الزميل البارز في برنامج أفريقيا "بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية" كاميرون هدسون إلى التصريح بأن العرض الصومالي "وسيلة لحث الولايات المتحدة على الاعتراف بشرعية الدولة الصومالية في هذه المناطق المنفصلة".
تصاعد خطر الإرهاب
وصعّدت "حركة الشباب المجاهدين" المرتبطة بتنظيم القاعدة من وتيرة عملياتها وهجماتها الشهرية بنحو 50% في عام 2025 مقارنةً بمتوسطها في عام 2024 في منطقتي هيران وشبيلي الوسطى، وفقا لبيانات "مشروع بيانات أحداث الصراعات المسلحة" و"معهد دراسة الحرب".
وأوضح ملخص نشره "مركز صوفان" أن هجمات "الشباب" الأخيرة أدت إلى استيلائها على بلدات إستراتيجية رئيسية، بل وحتى إلى الاستيلاء مؤقتا على قاعدة عسكرية تابعة للقوات المسلحة الصومالية، كذلك شملت هذه الزيادة محاولة اغتيال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في 18 مارس/آذار، واستعادة السيطرة على عدة بلدات فُقدت خلال هجوم الحكومة الصومالية عام 2022 على المسلحين.
بجانب ما سبق، تشير التقارير إلى تطور أداء "تنظيم الدولة في الصومال" والذي تحول نتيجة تدفق المقاتلين الأجانب من فرع إقليمي ضعيف نسبيا إلى أحد أهم فروع التنظيم العالمية، مع إشرافه على العمليات المالية والحركية والخدمات اللوجستية لفروع "تنظيم الدولة" في شرق ووسط وجنوب أفريقيا.
وضمن هذه الظروف، يستهدف الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بدعوته واشنطن للسيطرة على مواقع إستراتيجية صومالية تعزيز الدعم الأميركي لبلاده في مواجهة التحديات الأمنية التي تعترضها، وتطوير انخراط واشنطن المباشر في الساحة الصومالية، والحيلولة دون اتخاذ ترامب قرارا شبيها بسحبه للقوات الأميركية من الصومال أواخر فترته الرئاسية الأولى.
تزداد هذه المخاوف عند إدراك أن التخلي عن دعم الدولة الصومالية والاكتفاء بعمليات مكافحة الإرهاب أصبحت فكرة سائدة بين الجمهوريين وفقا للمحلل الأميركي البارز كاميرون هدسون، وهو ما لخصه المبعوث الخاص السابق لترامب لأفريقيا بيتر فام بأن "مقديشو تمثل عبئا سنويا قدره مليار دولار على دافعي الضرائب الأميركيين".
بموقعه الجيوسياسي الحساس، يوفر الصومال العديد من المزايا الإستراتيجية للولايات المتحدة، ووفقا لتحليل منشور على موقع "ذا هبشه"، فإن السيطرة الأميركية على قاعدتي باليدوغي وبربرة ستعزز بشكل كبير قدرات القوات الأميركية العملياتية والتدريبية، كما تضمن سيطرة واشنطن على نقاط إستراتيجية حيوية لرصد التهديدات وهي مثالية لمراقبة الطرق البحرية والأنشطة المسلحة المحتملة.
ومن جهة أخرى، ستوفر هذه القواعد لواشنطن القدرة على نشر فرق استجابة سريعة بكفاءة، والحفاظ على وجود قوي يُشكّل رادعا قويا لأي أطراف معادية أو منافسة، بما يتيح استعراضا سلسا للقوة الأميركية في القرن الأفريقي، كما ستسهم المعاقل الأميركية الجديدة في تطوير القدرة على جمع المعلومات الاستخبارية وتنفيذ تدخلات عسكرية محددة الأهداف ضد التهديدات الإرهابية، مما يحد من القدرات العملياتية للجماعات المسلحة في الصومال والإقليم.
ويصف التحليل المذكور ميناءي بربرة وبوصاصو بأنهما ركيزتان أساسيتان للتجارة البحرية والخدمات اللوجستية العسكرية في القرن الأفريقي، والسيطرة عليهما تمثل تحولا إستراتيجيا مهما لوقوعهما على مسارات بحرية حيوية للتجارة الدولية، ومع اشتداد المنافسة بين القوى العالمية، لا تضمن هذه السيطرة لواشنطن الهيمنة على ممرات حيوية فقط، بل منع المنافسين الآخرين من ترسيخ وجودهم في هذه المناطق الإستراتيجية.
أخطار الانتشار العسكري الأميركي
تتعدد الأخطار المحتملة لقبول واشنطن لتعزيز وجودها العسكري في الصومال وتحويله إلى قاعدة إقليمية لاستهداف خصومها سواء على المستوى الإقليمي كالحوثيين في اليمن، أو المجموعات الإرهابية داخل الصومال.
وتشير دراسة منشورة في المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات إلى مجموعة من الإجراءات التي قد يواجه بها الحوثيون مثل هذه الخطوة، بما يتضمن تأليب الرأي العام الصومالي ضد الوجود الأميركي من خلال الحملات الإعلامية التي تصور التدخل الأميركي على أنه استعمار جديد، وتعزيز التحالفات مع جهات إقليمية مناهضة للولايات المتحدة كحركة الشباب الصومالية، لمحاولة تقويض النفوذ الأميركي في الصومال.
كذلك تطرح الدراسة لجوء الجماعة اليمنية إلى الحرب غير التقليدية كأحد التكتيكات المحتملة، من خلال تنفيذ هجمات بالوكالة ضد المصالح الأميركية في الصومال، سواء عبر تمويل وتسليح جماعات محلية معادية لواشنطن، أو عبر استهداف السفن الأميركية في المياه الصومالية ومحيطها.
وبالنظر إلى الديناميكيات التي تحكم صراعات الساسة الصوماليين، فإن هذا العرض إن تمت الموافقة عليه سيضاعف من حالة الاحتقان السياسي في البلاد، حيث ستستخدمه المعارضة السياسية والقوى المجتمعية التي ترى في هذه الخطوة تهديدا للسيادة الوطنية أداة لانتقاد الحكومة الفدرالية، مما يقود إلى تصاعد الاستقطاب وما يرافقه من تداعيات سلبية على جهود المصالحة الوطنية.
صعوبة أخرى تواجه هذا العرض تتمثل في الشكوك العميقة في قدرة مقديشو على التحكم في مواقع خارج سيطرتها المباشرة، وهو ما أشار إليه العديد من المحللين، في حين رجح آخرون أن يزيد هذا المسار من حدة النزاع بين مقديشو وهرجيسا (عاصمة إقليم أرض الصومال).
من الناحية الأمنية، ستستفيد حركة الشباب من زيادة الوجود العسكري الأميركي في البلاد في التجييش ضد الحكومة الفدرالية، وتحويل مواقع انتشار تلك القوات إلى أهداف مباشرة للهجمات، وتعزيز التعاون مع القوى المناوئة لواشنطن إقليميا، حيث أشارت تقارير أممية إلى وجود أدلة على روابط بين الشباب والحوثيين بما يتضمن تهريب أسلحة إلى الصومال عبر الشواطئ اليمنية.
وفي الخلاصة، فإن عرض الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود يأتي ضمن إطار إستراتيجي يهدف إلى تعزيز سلطة الحكومة الفدرالية من خلال الاستعانة بواشنطن في مواجهة خصومه الداخليين من جهة وفي مكافحة الإرهاب والتحديات الأمنية من جهة أخرى، وفي حين تستطيع الولايات المتحدة الاستفادة من هذا التعاون لتعزيز نفوذها في منطقة جيوسياسية بالغة الحساسية، فإن الانتشار العسكري الأميركي في الصومال ليس خاليا من التحديات، بما في ذلك تمزق البلاد والتهديدات الأمنية والحساسية الشعبية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وثيقة حكومية: فيتنام تأمر بحجب تليغرام
وثيقة حكومية: فيتنام تأمر بحجب تليغرام

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

وثيقة حكومية: فيتنام تأمر بحجب تليغرام

أظهرت وثيقة للحكومة الفيتنامية اطلعت عليها رويترز أن وزارة التكنولوجيا في البلاد أصدرت تعليمات لمقدمي خدمات الاتصالات بحجب تطبيق تليغرام لعدم تعاونه في مكافحة ما يقال إنها جرائم يرتكبها مستخدموه. وأمرت الوثيقة، وهي بتاريخ 21 مايو/أيار الجاري وموقعة من نائب رئيس قسم الاتصالات في وزارة التكنولوجيا، شركات الاتصالات باتخاذ إجراءات لحجب تليغرام، وإفادة الوزارة بهذه الإجراءات بحلول الثاني من يونيو/حزيران المقبل. وطلبت الوزارة من مقدمي خدمات الاتصالات "تطبيق حلول وإجراءات لمنع أنشطة تليغرام في فيتنام". وتفيد الوثيقة بأن الوزارة اتخذت هذه الخطوة بتوجيه من إدارة الأمن الإلكتروني في البلاد بعدما أشارت تقارير بلاغات الشرطة إلى أن 68% من القنوات والمجموعات في تليغرام، البالغ عددها 9600 قناة ومجموعة في فيتنام، تنتهك القانون، وترتبط أبرز هذه الأنشطة غير القانونية بالاحتيال والاتجار بالمخدرات و"القضايا التي يشتبه في علاقتها بالإرهاب". وأكد مسؤول في وزارة التكنولوجيا لرويترز صحة الوثيقة، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تأتي عقب عدم مشاركة تليغرام بيانات المستخدمين مع الحكومة عندما طُلب ذلك في إطار التحقيقات الجنائية. ولم ترد إدارة تليغرام أو وزارة التكنولوجيا الفيتنامية بعد على طلبات للتعليق. ولا يزال تليغرام، الذي يتنافس عالميا مع تطبيقات التواصل الاجتماعي الأخرى مثل واتساب التابع لفيسبوك ووي تشات، متاحا في فيتنام حتى اليوم الجمعة.

طالب جامعة كولومبيا المحتجز محمود خليل يلتقي بمولوده لأول مرة
طالب جامعة كولومبيا المحتجز محمود خليل يلتقي بمولوده لأول مرة

الجزيرة

timeمنذ 5 ساعات

  • الجزيرة

طالب جامعة كولومبيا المحتجز محمود خليل يلتقي بمولوده لأول مرة

قال محامو محمود خليل ، الطالب في جامعة كولومبيا والناشط المناصر للفلسطينيين الذي اعتقله موظفو الهجرة الأميركيون في مارس/آذار، إنه التقى بابنه البالغ من العمر شهرا للمرة الأولى أمس الخميس قبل جلسة استماع أمام قاضية للهجرة. وبعد جلسة استماع استغرقت يوما كاملا، لم تقرر القاضية جامي كومانز من محكمة لاسال للهجرة في جينا بولاية لويزيانا ما إذا كان بإمكان الحكومة الأميركية المضي في عملية ترحيل خليل، وقررت أن تصدر حكمها في وقت لاحق. والتقى خليل بزوجته نور عبد الله وطفلهما الرضيع "دين" داخل منشأة جينا، قبل بدء الإجراءات وهو لقاء تحقق بفضل حكم قضائي صدر يوم الأربعاء بالسماح لخليل بلقاء زوجته. وقالت إيمي جرير، وهي واحدة من بين محامي خليل، للصحفيين بعد جلسة الاستماع "تمكن محمود من رؤية طفله الرضيع وحمله والتحدث إلى زوجته واحتضانها هذا الصباح". وأصبح خليل، وهو ناشط في الحركة الطلابية بجامعة كولومبيا التي انتقدت الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة ، شخصية محورية في الجدل الدائر بالولايات المتحدة حول الحرب وتكتيكات إدارة الرئيس دونالد ترامب لاستغلال سلطاتها فيما يتعلق بالسجن والترحيل ضد المعارضين السياسيين. وفي 8 مارس/آذار الماضي، اعتقلت السلطات الأميركية خليل الذي قاد احتجاجات تضامنية بجامعة كولومبيا العام الماضي، تنديدا بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة. واعتبارا من مارس، ألغت الولايات المتحدة تأشيرات والوضع القانوني لأكثر من ألف طالب، ورفع العديد منهم دعاوى قضائية ضد إدارة الرئيس ترامب بسبب إلغاء تأشيراتهم، وصدرت أوامر مؤقتة لإعادة الوضع القانوني لعدد قليل منهم. وانتشرت الاحتجاجات الداعمة لفلسطين والتي بدأت في جامعة كولومبيا إلى أكثر من 50 جامعة بالبلاد، واحتجزت الشرطة أكثر من 3100 شخص، معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

الكرملين يؤكد عدم الاتفاق على لقاء روسي ـ أوكراني في الفاتيكان
الكرملين يؤكد عدم الاتفاق على لقاء روسي ـ أوكراني في الفاتيكان

الجزيرة

timeمنذ 15 ساعات

  • الجزيرة

الكرملين يؤكد عدم الاتفاق على لقاء روسي ـ أوكراني في الفاتيكان

أكد الكرملين اليوم الخميس أنه لا يوجد "اتفاق" بعد على لقاء روسي ـ أوكراني ثان يمكن أن يعقد في الفاتيكان تحدثت عنه تقارير صحفية أميركية، بهدف مناقشة وقف إطلاق النار المحتمل. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف " خلال إيجازه الصحافي اليومي "لا يوجد اتفاق بعد، ولا اتفاق ملموس بشأن اجتماعات مستقبلية". وأضاف أن "العمل مستمر لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها". من جهته رفض المتحدث باسم الرئاسة الأوكرانية سيرغي نيكيفوروف التعليق على سؤال حول إمكان إجراء مفاوضات في الفاتيكان. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أمس الأربعاء، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ الزعماء الأوروبيين في 19 مايو/ أيار الماضي أن محادثات السلام المقبلة بين روسيا وأوكرانيا ستجرى في الفاتيكان. وخلال اجتماعه بممثلي الكنائس الكاثوليكية الشرقية الأسبوع الماضي، عرض بابا الفاتيكان ليو الـ14 استعداده للتوسط بين البلدين. لاوون الرابع عشر وساطة الفاتيكان بين موسكو وكييف. وفي سياق منفصل، أكد الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب للتلفزيون العام في بلاده الأربعاء أن اجتماعا فنيا قد يعقد الأسبوع المقبل بين الروس والأوكرانيين، وكذلك مع الأميركيين والأوروبيين، في الفاتيكان. وأكدت روسيا وأوكرانيا أنهما تريدان تنفيذ اتفاق تبادل ألف أسير من كل جانب الذي أُعلن عنه الجمعة الماضي في تركيا قبل النظر في مواصلة المناقشات. من جانبه، ذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الاثنين الماضي، عقب اتصال هاتفي مع ترامب، أن كييف "تدرس كل الاحتمالات" بشأن مكان لقاء ثنائي جديد مع الروس، ولا سيما "تركيا والفاتيكان وسويسرا". وقال مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك اليوم عقب محادثة هاتفية مع رئيس قسم الأمن الدولي في وزارة الخارجية السويسرية غابرييل لوتشينغر إن سويسرا أكدت استعدادها لاستضافة محادثات السلام الأوكرانية الروسية المستقبلية. وأشارت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، الثلاثاء إلى أن البابا أكد لها استعداد الفاتيكان لاستضافة محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا. وعقدت موسكو وكييف أول محادثات سلام بينهما منذ ربيع العام 2022 في تركيا الجمعة الماضي، لكن الاجتماع الذي استمر أقل من ساعتين فشل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو تحقيق اختراقات كبيرة أخرى. وتتمسك روسيا التي يسيطر جيشها حوالى 20% من الأراضي الأوكرانية، بمطالب ترفضها كييف، منها أن تتخلى أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تتنازل عن أربع مناطق تسيطر عليها روسيا جزئيا بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، وأن تتوقف شحنات الأسلحة الغربية. وترفض أوكرانيا هذه المطالب بشدة وتطالب بانسحاب الجيش الروسي. كما تطالب هي و حلفاؤها الغربيون، بهدنة قبل محادثات السلام، رفضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store