
إسماعيل هنية: في ذكرى الرحيل
هذا المقال يستعرض محطات حياته، ومواقفه، وإرثه الذي شكل إحدى الدعائم الصلبة للمشروع الوطني الفلسطيني.
وُلد إسماعيل هنية من رحم المقاومة، من قلب مخيم الشاطئ للاجئين، ونشأ على خط النار وفي أحضان المأساة. قاد حركة حماس خلال عقدين زاخرين بالتعقيدات والتقاطعات والتحديات، ولم يحِد يوما عن منهجه الوطني الأصيل، منطلقا من فهم عميق لانتمائه الإسلامي، ومُرسِخا بصمته الراسخة على قواعد ثابتة لا تتبدل.
من معايشته في مختلف المراحل لمست فيه وجها دائم الابتسام، وسلوكا أخلاقيا رفيعا، وتواضعا جما، وحرصا على صلة الرحم. كان قارئا نهما، واسع الاطلاع، دؤوبا في متابعته السياسية، مميزا في قدرته على صياغة المواقف الوحدوية والإقناع، مدعوما بحفظه لكتاب الله، وتخصصه في اللغة العربية، وسرعة بديهته، وذكائه الاجتماعي، وذاكرته الدقيقة، فضلا عن هدوئه وشُوراه الواسعة، والتزامه بالسياسة العامة لحماس، حاملا مشروع مقاومة أصيلة ذات أفق سياسي.
لسنا بصدد التعريف به كقائد، فاسمه قد سُطر في سجل الخالدين بإذن الله ﴿ويتَخذ منكم شهداء﴾، وإنما نلقي إطلالة موجزة عليه كقائد أزمات في زمن الاستهداف والحصار، حين أُغلقت الأبواب، وتعاظمت المؤامرات، وتواصل العدوان، ومع كل ذلك ظل ثابتا على درب القدس، لم تضل بوصلة عينه، ولم تزغ خطاه عن المسار الإستراتيجي، بل بقي قائدا رساليا، يتطلع إلى الفنار وسط أمواج المحن.
إعلان
وفيه حضرت سير من المؤسسين، وعلى رأسهم الشهيد أحمد ياسين، الذي كان أبو العبد غرسه وتلميذه النجيب. وها هو يُختم له بالشهادة في طهران، رغم بُعده عن ميادين القتال، في طهر يشبه مآلات الأنبياء.
في ظل قيادته، ارتقت حماس بفضل الله، ودماء الشهداء، وصمود الأسرى وثبات شعبنا، إلى قوة يُحسب لها حساب. غدت أمل الأحرار في الأمة والعالم، ورافعة مشروع التحرير، كالشجرة الباسقة تسر الزرّاع، ويغيظ بها أعداء الله ومن والاهم.
قاد الشهيد هنية حركة حماس، وترأس قائمة "الإصلاح والتغيير" التي فازت في انتخابات 2006، حاصدة 74 مقعدا، ليصبح أول رئيس وزراء من حماس، وأول رئيس وزراء من مخيم لاجئين ومن غزة.
قاد الحركة لدورتين، بعد أن كان قائدها في غزة في أحلك المراحل، فحمل الأمل المنعقد عليه وعلى أمثاله، وحاز ثقة شعبنا الباحث عن الخلاص في نفق الاحتلال الطويل، في زمن تفككت فيه مفاصل المؤسسات الفلسطينية، وغرقت فيه القضية في فصول التآمر والخذلان، فكان أبو العبد شعاع الأمل، ونموذج القيادة التي تليق بالقضية وتضحياتها.
والده من بلدة الجورة قرب عسقلان، وقد استقر في مخيم الشاطئ بعد نكبة 1948. وعندما بلغ والده الكِبر، رزقه الله بولد فأسماه إسماعيل، مستحضرا قول الله تعالى: ﴿الحمد لله الذي وهب لي على الكِبر إسماعيل﴾، فشب الفتى في كنف والده الشيخ عبدالسلام، وتربى على تلاوة القرآن الكريم والمديح النبوي.
ثم حظي برعاية إمام المسجد الغربي، الشيخ موسى غبن، الذي عينه خطيبا لمسجد الشاطئ وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره. وهناك التحق بدعوة الشيخ أحمد ياسين في أوائل الثمانينيات، فكان من أوائل تلامذته والمقربين منه.
برَز في الجامعة الإسلامية قائدا طلابيا لافتا، وترأس مجلس طلبتها، كما وصفه الشيخ عبدالله نمر درويش بـ"الملسن"، لحضوره القوي.
ومع انطلاقة الانتفاضة الأولى، اعتُقل بعد 15 يوما، ثم أُعيد اعتقاله في 1988، ثم في حملة 1989 الكبرى، وقضى ثلاث سنوات في الأسر، غدا خلالها أميرا للقسم، مميزا بأدواره الثقافية والتنظيمية. كما كان من مبعدي مرج الزهور في 1992، فتعمقت تجربته القيادية هناك، لا سيما في لبنان ومخيمات الشتات.
كان تحرير الشيخ ياسين عام 1997 محطة فارقة في مسيرته، إذ لازم الشيخ مديرا لمكتبه، ووصف تلك المرحلة بأنها "الأثمن والأغلى" في حياته، حيث نضجت تجربته وترسخ حضوره السياسي.
ثم جاءت انتفاضة الأقصى 2000، فكان من رواد المقاومة رغم المطاردة ومحاولات الاغتيال المتكررة: مع الشيخ ياسين، أو عبر طرود مسمومة، أو على معبر رفح.
وبقي في وجدان الناس نموذجا للقائد المتواضع، محط إعجاب الجماهير، فحصل على لقب "أفضل حاكم مسلم" في استطلاع "إسلام أون لاين"، وكان الأكثر قبولا عربيا في استفتاء صحيفة القدس.
بعد رحيل الشيخ ياسين والرنتيسي، برز أبو العبد باعتباره القائد السياسي الأبرز لحماس، بفضل شعبيته الواسعة، وعلاقاته الوطنية المتينة، وحضوره الاجتماعي الدافئ، وقيادته المتوازنة خلال عقدين من التحولات.
قاد حركة حماس في واحدة من أعقد مراحلها، صامدا في غزة وهو يخوض معارك النزال المتتابعة في "الفرقان"، و"حجارة السجيل"، و"العصف المأكول"، وملحمة تحرير الأسرى في "وفاء الأحرار"، مقاوما التفكك في الضفة والقدس، وحافظ على حضور الداخل رغم تغول مشاريع التهويد.
لم يكن قائدا لغزة فقط، بل لفلسطين كلها، ساعيا لاستنهاض الشتات الفلسطيني، موحدا الأقاليم الثلاثة، محولا السجون إلى ساحات صمود لا تنكسر.
بنى مؤسسات متينة توفق بين جراح الداخل وقدرات الخارج، وارتقى بالحركة عبر البناء التنظيمي الحقيقي، داعيا إلى الاندماج والتكامل لا التنافس، نحو مشروع تحرري جامع، تظل فيه المقاومة الورقة الأقوى.
ولم يغفل عن النواة الصلبة للحركة، تلك التي تحمل روحها وعمقها الإيماني والتربوي. رأى أن تحصين هذه النواة هو الحصن الأخير، وأن تهذيبها قيميا وتجديد أدواتها ضرورة لبقاء حماس كطليعة مقاومة واعية. فبين فقه الميثاق ووثيقة السياسة، وبين صعود الشهداء وتراكم التجربة، تبقى حماس بحاجة لنواة صلبة تقود ولا تنكسر.
في زمن الانقسام وتعقيدات ما بعد أوسلو، مثّل أبو العبد حاملا لمشروع وطني جامع، حاول تجاوز إرث الشقاق بين فتح وحماس بمقاربة متوازنة، تجمع بين الثوابت والممكنات.
وعلى الرغم من الاعتقالات التي طالته، حافظ على علاقات داخلية مرنة، مجسدا خطابا وحدويا، داعيا إلى شراكة وطنية حقيقية، وبناء منظمة تحرير جديدة. كان صوته صوت العقل والمقاومة، لا يغرق في الشعارات، ولا يتنازل عن الثوابت، ممثلا قيادة توازن بين الواقعية والتحرير، وترتقي لتضحيات الشعب وآماله.
أما خارجيا، فقد قاد أبو العبد حماس وسط الحصار الدولي والعداء الأميركي، فأسس شبكة علاقات واسعة مع الجاليات والمنظمات، واخترق الجبهات الدبلوماسية في العالم رغم "الفيتو" الغربي، عبر دبلوماسية ذكية تشبه الحفر في الصخر. ساعده في ذلك التحول الشعبي العالمي تجاه فلسطين، خاصة في ظل تقاعس السفارات الرسمية.
وأما إقليميا، فواجه بحكمة الحفاظ على البوصلة وصيانة الإرث موجةَ التطبيع والخذلان العربي، لكنه تمسك بخط المقاومة، مدركا أن الاشتباك السياسي لا يقل أهمية عن خنادق القتال.
واجهت حماس، بقيادته، أثمانا باهظة من التهجير والملاحقة والاعتقال، لكنها لم تساوم، وبقيت وفية لقضية الإنسان والأرض. وسيسجل التاريخ أن حماس، بقيادة أبو العبد، مثلت صمام الأمان وعمود الخيمة في زمن الارتباك السياسي والانهيار الأخلاقي.
ويبقى التحدي اليوم في تثبيت منهجية مدروسة للعلاقات الخارجية، تقوم على فهم عميق لمنظومة الحلفاء والخصوم، دون الانخراط في معارك لا تخدم فلسطين.
لقد جسد الشهيد إسماعيل هنية نموذج القائد الوطني الثابت، الذي لم يتنازل عن الحلم رغم محاولات الاغتيال والتشويه، فبقيت قيادته لحركة حماس حصنا منيعا ومعبرا عن نبض شعبنا. إن إرثه ومواقفه ستظل نبراسا لأجيال المقاومة، تؤكد أن الطريق نحو الحرية لا يُبنى إلا بالثبات والوعي والإيمان. وهكذا، تغدو حياته ملحمة مقاومة وكفاح، يكتبها التاريخ بحروف من نور.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 13 دقائق
- الجزيرة
صحف عالمية: خطة نتنياهو المتهورة بشأن غزة ستؤدي إلى إقالته من منصبه
تناولت صحف ومواقع عالمية تطورات وتداعيات الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطع غزة، بالإضافة إلى التحركات الجارية لوقف حرب روسيا على أوكرانيا. وسلط تقرير في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الضوء على النقص الحاد في السيولة النقدية في قطاع غزة ، مشيرا إلى أنه مع ارتفاع الأسعار الهائل للسلع الأساسية، لجأ بعض الفلسطينيين إلى بيع ممتلكاتهم وحث آخرون أصدقاءهم وعائلاتهم في الخارج على إرسال تحويلات مالية لهم. لكن حتى الفلسطينيون الذين لديهم أموال في حساباتهم المصرفية، يضطرون -بحسب نيويورك تايمز- إلى دفع عمولات تقارب 50% مقابل الحصول على أموالهم. وكتبت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن ارتفاع درجات الحرارة في غزة دفع العائلات لاستخدام الكرتون والصواني مراوحَ للتبريد والنوم خارج الخيام، بينما تجمع النساء الماء فجرا ويبحث الأطفال حفاة عن الطعام المتساقط من الطرود. وقال محمود حويلة الذي تعرّض للطعن أثناء محاولته الحصول على طرد أُلقي جوا: هذه الطريقة ليست للبشر بل للحيوانات. ومن جهة أخرى، أوردت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في افتتاحيتها أن تكلفة قرار حكومة بنيامين نتنياهو بتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة قد تكون باهظة، وقد يُعرّض ذلك أمن إسرائيل للخطر على جبهات متعددة. وأضافت الصحيفة أن "توسيع العمليات من دون خطة واضحة للحسم، قد يحمل عواقب إستراتيجية وخيمة، ويطرحُ تساؤلات حول فعالية النهج المتبع حاليا في تحقيق أهداف الحرب". وقال الدبلوماسي الإسرائيلي السابق ألون بينكاس في مقال بصحيفة الإندبندنت البريطانية، إن "خطة نتنياهو الجديدة المتهورة بشأن غزة ستؤدي إلى إقالته من منصبه"، مضيفا أن "الظروف تبدو حاليا مهيأةً لتفاقم الغضب الشعبي في إسرائيل، وستغديه معارضة الجيش الإسرائيلي الشديدة لهذه الخطة الزائفة لاحتلال غزة". مقترح مضاد وفي موضوع آخر، جاء في مجلة تايم الأميركية أن نجاح اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا مرهونٌ بقدرة الرئيس دونالد ترامب على إقناع قادة أوكرانيا بقبول مطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، التي تشمل التنازل عن مساحات واسعة من أراضيها، مشيرة إلى أن إدارة ترامب دافعت مرارا عن فكرة تخلي كييف عن أراض مقابل تحقيق السلام. وفي نفس السياق، أشارت صحيفة الوول ستريت جورنال إلى أن الدول الأوروبية وأوكرانيا ردّت بمقترح مضاد، يمكن أن يشكل إطار عمل للمحادثات المقبلة بين الرئيسين الأميركي والروسي في اجتماعهما بألاسكا. ويتضمن المقترح أن "أي تنازل إقليمي من كييف يجب أن يكون محميا بضمانات أمنية صارمة، بما في ذلك عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي".


الجزيرة
منذ 13 دقائق
- الجزيرة
بعد مقتل "بيليه فلسطين".. ألبانيز تدعو لرياضة بلا إبادة وطرد إسرائيل من "يويفا"
دعت مقررة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، اليوم الأحد، الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) إلى طرد إسرائيل من مسابقاته. وأعادت ألبانيز، عبر منصة إكس، نشر منشور لـ"يويفا" مرفق بصورة لاعب منتخب فلسطين لكرة القدم سابقا سليمان العبيد (44 عاما)، الذي قتلته إسرائيل في قطاع غزة قبل أيام. ويقول "يوفا" في منشوره: "وداعا لسليمان العبيد، بيليه فلسطين. موهبة أعادت الأمل لأطفال لا حصر لهم، حتى في أحلك الأوقات". وموجهة حديثها إلى "يويفا"، قالت ألبانيز: "إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، حان الوقت لطرد قاتليه من المسابقات". وتابعت: "لنجعل الرياضة خالية من التمييز العنصري والإبادة الجماعية. كرة واحدة، ركلة واحدة". والأربعاء الماضي قتلت إسرائيل "العبيد"، نجم فريق خدمات الشاطئ سابقا، إثر غارات لجيشها استهدفت منتظري مساعدات إنسانية جنوبي قطاع غزة. ولعب "العبيد" 24 مباراة مع منتخب "الفدائي" سجل فيها هدفين، ضمن أكثر من 100 هدف سجلها خلال مسيرته الرياضية، ما جعله أحد أبرز نجوم الكرة الفلسطينية. وبمقتله ارتفع عدد قتلى اتحاد كرة القدم الفلسطيني إلى 321 رياضيا، يشملون لاعبين ومدربين وإداريين وحكاما وأعضاء مجالس إدارات الأندية. وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري والاحتلال، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة 61 ألفا و258 قتيلا فلسطينيا و152 ألفا و45 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 217 شخصا، بينهم 100 طفل. إعلان ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.


الجزيرة
منذ 43 دقائق
- الجزيرة
8 دول أوروبية تدين خطة احتلال غزة وترفض أي تغيير ديموغرافي
أعربت 8 دول أوروبية في بيان مشترك عن رفضها قرار إسرائيل تكثيف هجماتها على قطاع غزة واحتلال مدينة غزة ، محذرة من أي تغيير ديموغرافي على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك بعد بيان مماثل وقعته 9 دول غربية. وقال وزراء خارجية آيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا والنرويج والبرتغال وسلوفينيا وإسبانيا في البيان الصادر اليوم الأحد، "ندين بشدة إعلان الحكومة الإسرائيلية الأخير تكثيف الهجوم العسكري على قطاع غزة". وأضاف البيان، أن هذا القرار لن يؤدي إلا إلى "تعميق الأزمة الإنسانية وتعريض حياة الرهائن الباقين للخطر". وأكدت الدول الثماني أنها ترفض أي تغيير ديموغرافي على الأرض الفلسطينية المحتلة، وتعده خرقا للقانون الدولي، مشددة على أن قطاع غزة جزء من دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية. ورأت أن تكثيف الهجوم الإسرائيلي واحتلال مدينة غزة سيكون "عقبة خطِرة أمام تنفيذ حل الدولتين". في الوقت نفسه، حذرت مفوضة الاتحاد الأوروبي للمساواة وإدارة الأزمات حاجة لحبيب، من أن القرار الإسرائيلي سيعمق "الوضع الكارثي أصلا" في غزة. وأضافت لحبيب في منشور على موقع إكس أنه "من الضروري وقف إطلاق النار فورا إلى جانب الإفراج غير المشروط عن جميع الأسرى وتقديم المساعدات الإنسانية على نطاق واسع مع الامتثال الكامل للقانون الإنساني الدولي". وفي وقت سابق، أصدرت ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وأستراليا ونيوزيلندا بيانا مشتركا يدين قرار إسرائيل توسيع الحرب على غزة، ثم انضمت إليها النمسا وفرنسا وكندا والنرويج، محذرة من انتهاك القانون الدولي بتهجير المدنيين وضم الأراضي. وقد أقرت الحكومة الإسرائيلية، الجمعة، خطة تدريجية لاحتلال قطاع غزة بالكامل، تبدأ باحتلال مدينة غزة بتهجير سكانها البالغ عددهم قرابة مليون نسمة باتجاه الجنوب، ثم تطويق المدينة، وتنفيذ عمليات توغل داخل مراكز التجمعات السكنية. ووفق معطيات الأمم المتحدة ، فإن 87% من مساحة القطاع صارت فعلا اليوم تحت الاحتلال الإسرائيلي أو تخضع لأوامر إخلاء، محذّرة من أن أي توسع عسكري جديد ستكون له "تداعيات كارثية". ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي -بدعم أميركي- حرب إبادة على سكان قطاع غزة أسفرت، حتى الآن، عن استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 153 ألفا وتشريد سكان القطاع كلهم تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية.