logo
المسلمون في الصين: بين الامتياز والتمييز

المسلمون في الصين: بين الامتياز والتمييز

الإذاعة الوطنيةمنذ 12 ساعات

اقتربنا من ساحة في أحد الأحياء في مدينة شنغهاي."
دخلنا أحد المساجد. بدأ الدليل السياحي يتحدث، ثم توقف:
"لا حاجة لأن أشرح لكم... أنتم تعرفون الإسلام أكثر مني..."لكنه استدرك:"سأعطيكم رقمًا لتفهموا الحجم الحقيقي. في الصين، المسلمون يُشكلون 2% من السكان، أي قرابة 26 أو 28 مليون إنسان."
كررت الرقم بصوت منخفض:– 2%؟أجاب بسرعة:
"نعم، اثنان بالمائة. ومع ذلك... هل تعرفون عدد المسلمين في شنغهاي؟ فقط 80 ألف."
سألته: – وهل لديهم حرية دينية؟رد مباشرة:
"نعم هناك هيئة رسمية تتابع شؤون المسلمين، مثل الجمعية الإسلامية، أغلبهم في الشمال الغربي، في شينجيانغ ومنغوليا الداخلية.
هؤلاء أحفاد الأتراك، وأصولهم تعود للهسيونغ نو، الذين أثّروا تاريخيًا في العرب."
سألته: – والمسيحيون؟ قال:
"عددهم أقل، 1.3% فقط، في شنغهاي حوالي 20 ألف. هناك كاثوليك وبروتستانت لكن الفرق قليل."
سألته: – كم عدد المساجد في الصين؟ ابتسم:
"في شنغهاي فقط هناك العشرات، أما في الصين كلها، 35 ألف مسجد، "ثم ضحك وقال:"تفاجأتم؟ حتى أنا كنت أعتقد الرقم أقل".
سألته: – وهل يعيش المسلمون مثل غيرهم؟رد بنبرة حاسمة:
"بل أفضل، لهم امتيازات، عندما كانت هناك سياسة الطفل الواحد، كان يحق لهم إنجاب أكثر من طفل، ويتلقون معاشات شهرية، وحتى مساعدات نقدية. "أكمل:"وفي التعليم، يحصل أبناؤهم على نقاط إضافية في الامتحانات الوطنية، بين 10 و20 نقطة. تخيل!"ولهم الأفضلية في الدخول للجامعات.
تابعَ:
"في الأعياد، لديهم إجازاتهم الخاصة، رمضان مثلًا، بل وأحيانًا يحق لهم حمل سلاح أبيض تقليدي، هذه حقوق ضمن القوانين."
سألته: – لماذا إذًا نسمع دائمًا أنهم يُعانون؟رد بلهجة حادة:
"هذه أكاذيب غربية، دعاية، حملات تشويه ممنهج."
سأذكر لك طرفة حصلت لي شخصيا "ذهبت مرة إلى فرنسا رأيت صينيين يوزعون منشورات: التبت... الإيغور... شينجيانغ... الحكومة شريرة... نريد الحرية."
أضاف وهو يضحك: "سألت أحدهم، كم يدفعون لك؟ فقال لي سرا : 50 يورو في اليوم، تخيّل حرية مدفوعة الأجر!"
ضياء الدين الكريفي - شنغهاي

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المسلمون في الصين: بين الامتياز والتمييز
المسلمون في الصين: بين الامتياز والتمييز

الإذاعة الوطنية

timeمنذ 12 ساعات

  • الإذاعة الوطنية

المسلمون في الصين: بين الامتياز والتمييز

اقتربنا من ساحة في أحد الأحياء في مدينة شنغهاي." دخلنا أحد المساجد. بدأ الدليل السياحي يتحدث، ثم توقف: "لا حاجة لأن أشرح لكم... أنتم تعرفون الإسلام أكثر مني..."لكنه استدرك:"سأعطيكم رقمًا لتفهموا الحجم الحقيقي. في الصين، المسلمون يُشكلون 2% من السكان، أي قرابة 26 أو 28 مليون إنسان." كررت الرقم بصوت منخفض:– 2%؟أجاب بسرعة: "نعم، اثنان بالمائة. ومع ذلك... هل تعرفون عدد المسلمين في شنغهاي؟ فقط 80 ألف." سألته: – وهل لديهم حرية دينية؟رد مباشرة: "نعم هناك هيئة رسمية تتابع شؤون المسلمين، مثل الجمعية الإسلامية، أغلبهم في الشمال الغربي، في شينجيانغ ومنغوليا الداخلية. هؤلاء أحفاد الأتراك، وأصولهم تعود للهسيونغ نو، الذين أثّروا تاريخيًا في العرب." سألته: – والمسيحيون؟ قال: "عددهم أقل، 1.3% فقط، في شنغهاي حوالي 20 ألف. هناك كاثوليك وبروتستانت لكن الفرق قليل." سألته: – كم عدد المساجد في الصين؟ ابتسم: "في شنغهاي فقط هناك العشرات، أما في الصين كلها، 35 ألف مسجد، "ثم ضحك وقال:"تفاجأتم؟ حتى أنا كنت أعتقد الرقم أقل". سألته: – وهل يعيش المسلمون مثل غيرهم؟رد بنبرة حاسمة: "بل أفضل، لهم امتيازات، عندما كانت هناك سياسة الطفل الواحد، كان يحق لهم إنجاب أكثر من طفل، ويتلقون معاشات شهرية، وحتى مساعدات نقدية. "أكمل:"وفي التعليم، يحصل أبناؤهم على نقاط إضافية في الامتحانات الوطنية، بين 10 و20 نقطة. تخيل!"ولهم الأفضلية في الدخول للجامعات. تابعَ: "في الأعياد، لديهم إجازاتهم الخاصة، رمضان مثلًا، بل وأحيانًا يحق لهم حمل سلاح أبيض تقليدي، هذه حقوق ضمن القوانين." سألته: – لماذا إذًا نسمع دائمًا أنهم يُعانون؟رد بلهجة حادة: "هذه أكاذيب غربية، دعاية، حملات تشويه ممنهج." سأذكر لك طرفة حصلت لي شخصيا "ذهبت مرة إلى فرنسا رأيت صينيين يوزعون منشورات: التبت... الإيغور... شينجيانغ... الحكومة شريرة... نريد الحرية." أضاف وهو يضحك: "سألت أحدهم، كم يدفعون لك؟ فقال لي سرا : 50 يورو في اليوم، تخيّل حرية مدفوعة الأجر!" ضياء الدين الكريفي - شنغهاي

نهاية أسطورة المستبد العادل؟

timeمنذ 5 أيام

نهاية أسطورة المستبد العادل؟

البداية كانت مع شذرات الإرهاصات النهضوية العربية وتفاعل بعض المفكرين ، سلبا وايجابا، مع سياقات الحداثة الغربية منذ نهاية القرن التاسع عشر، ففي مقال نُشر سنة 1899 ، قال الشيخ محمد عبدة: "إنما ينهض بالشرق مستبد عادل ...يحمل الناس على رأيه في منافعهم بالرهبة، ان لم يحملوا أنفسهم على ما فيه سعادتهم بالرغبة، عادل لا يخطو خطوة الا ونظرته الأولى الى شعبه الذي يحكمه ." وقد اقترح الشيخ ان يُعطى المستبد حكما مطلقا لمدة 15 سنة "يثني خلالها اعناق الكبار ويعالج ما اعتلّ من طباعهم بانجع الوسائل ومنها البتر والكي " ويقوّم "نفوس الصغار بالتثقيف" ، متوقعا ان يتمكن الحاكم ، في هذه الفترة القصيرة من تحقيق "ما لم يصنعه العقل وحده خلال خمسة عشر قرنا." ومعلوم ان الاستبداد، الذي ربطه محمد عبدة بالعدل يعني الحكم المطلق دون الخضوع لقانون او مؤسسات، ولكنه، حسب اعتقاده، استبداد مشروط بتحقيق العدل بين الناس، فالمستبد، بعدله ورجاحة عقله وحزمه ، يدرك مصلحة شعبه و يتخذ القرارات الصائبة لفائدته، لذلك يجب ان يُهاب و يأمر فيُطاع ويحكم فنُنفذ أحكامه... وقد ارجع المفكر المغربي، محمد عابد الجابري ، الجدل الموجود اليوم حول جدوى الاستبداد في الحكم الى الاختلاف في مفهومه بين الثقافة العربية الإسلامية من ناحية ، حيث يعني الحزم وعدم التردد في اتخاذ القرارات العادلة والصائبة مع وجوب التنفيذ، ومن هنا جاءت عبارة "إنما العاجز من لا يستبد" ،وبين المرجعية الغربية التي ترى في المستبد عنوان الطغيان، من ناحية أخرى ، ويعترف الجابري ان نموذج "المستبد العادل" يظل مفهوما "نظريا" غير قابل للتطبيق ، وهو ناتج أساسا عن " تأويل للفكر الإسلامي لا عن الإسلام ذاته" وعن غياب للديمقراطية في تقليدنا وتراثنا. نعيش على وقعالنوستالجيا: "ليس الحنين ذكرى ، بل هو ما يُنتقى من الذاكرة" حكمة أطلقها الشاعر الفلسطيني محمود درويش ، ولكن ذاكرتنا ليست انتقائية فقط ، بل هي مهووسة بالماضي ، بكل رواسبه الثقافية والسياسية والدينية ، نأخذه دون تمحيص او نقد وننزع عنه كل ما يستحق التدقيق والمراجعة ، ثم نلبسه ثوب طهارة وقداسة و نحن نفعل ذلك لان الواقع محبط وقاسي ، وهذا لا ينطبق فقط على التاريخ البعيد بل أيضا على تعاملنا مع رموز تاريخ قريب، نروم كثيرا المبالغة في اطرائهم ونخلط الحقائق التاريخية بالأساطير التي نبنيها ... و الحقيقة ان هناك شبه إجماع لدى علماء النفس والاجتماع ،اننا ، أمام عجزنا عن فهم الحاضر و استنباط نظرة استشرافية و واقعية للمستقبل ، نحفر في تاريخنا بحثا عن شخصية او فترة "ذهبية "نحيل اليها كل احلامنا، أي بعبارة اخرى ، نقوم باستحضار الماضي كبديل لواقع لا نقدر على مواجهته ومستقبل لا نستطيع رسم ملامحه، نستدعي صورة الخليفة الثاني ، عمر بن الخطاب ، عبر ورعه وزهده وعدله، ونفتش حولنا كي نجد بعض ملامحه في شخص ما،غير عابئين بالفارق الزمني وتطور أساليب الحكم وتعقيداتها وترقي تنظيمها ودون ادراك ان لكل مرحلة في التاريخ ظروفها ومتطلباتها وقيمها وتمثلاتها... ولا يقتصر الأمر على الحنين الى الخليفة الثاني ، فاغلبنا يتمثّل قيادات كاريزمية حكمت شعوبها بالحديد والنار وتفردت بكل السلطات وساقت أوهاما كثيرة ، شخصيات مثل جمال عبد الناصر وصدام حسين وبشار الأسد وغيرهم، ونمحو كل ما علق بهم من انتهاكات جسيمة وما تعرّض له معارضوهم من تعذيب وسجن وقهر وتشريد، وما أتوه من نزوات مجنونة وحسابات خاطئة وتهور غير محسوب وما خلفه ذلك من دمار لأوطانهم، لنذكر باسى انهم "حاولوا استرداد كرامة الامة المهدورة ، وذاك في حدّ ذاته عدل "، كما قال احدهم بحسرة، ولا يقتصر الامر على الشعوب المقهورة ، بل حتى النخب الفكرية والسياسية ، التي لا يختلف تقييمها عن عامة الشعب ، فهي مهووسة بالبطولات الوهمية، تحنّ الى "قيادات تاريخية" ما كانت لتترك السلطة رغم المصائب والكوارث التي الحقتها بأوطانها لولا قدر الموت ودسائس الانقلابات والتدخلات الأجنبية... لكن لماذا فشل هؤلاء "الأبطال" في تحقيق الكرامة والعدل ولم يحرروا اوطانهم ؟ هنا يقفز معطى تبريري آخر يريحنا من عناء التفكير وجرأة النقد والنقد الذاتي : "انها المؤامرات المستمرة التي تستهدفنا ، نحن العرب والمسلمين" !!!وهكذا نعيش واقعنا معلقين بين وهمين، ، ماضي نحلم باجتراره ، ناكرين مصائبه واخفاقاته ومخاطر استعادته ، وحاضر لا نقدر على فهمه ولا على مواجهة تحدياته... فنرفضه ويلفظنا. هل نستحق الديمقراطية؟ وحتى مع سنوات الديمقراطية بكافة ما تتيحه من فرص وإمكانيات ، فإننا لم نحولها الى مؤسسات صلبة وبرامج ومشاريع تثمر ، بل كانت بالنسبة إلينا محطة سجال عقيم وصراع مرير للفوز بالسلطة و كانت استحضارا لخصوماتنا الأيديولوجية والفكرية العقيمة، و بذلك لم تحدث نقلة نوعية في الثقافة السياسية ، بل و الانكى ان العديد منّا -أحزاب ومنظمات وشخصيات ثقافية- داعبته احلام المستبد العادل وراهن عليه، مما يحيل الى أسئلة حول مدى أهلية شعوبنا ونخبنا للديمقراطية ، أي هل نحن مؤهلون، فكريا وثقافيا لنظام ديمقراطي؟ وبعبارة أخرى ، الا يجب اولا الاعتراف بالمستبد الذي يسكننا جميعا ثم مواجهته؟ عبد الرحمن الكواكبي ، الذي اطنب في شرح مخاطر الاستبداد ، لا يفصل بين صفات الحاكم وشعبه، فيقول: "وإذ سأل سائل ، لماذا يبتلي الله عباده بالمستبدين؟ فأبلغ جواب هو ان الله عادل لا يظلم أحدا ، فلا يولي المستبد إلا على المستبدين . ولو نظر السائل نظرة الحكيم المدقق لوجد كل فرد من اسراء الاستبداد مستبدا في نفسه، لو قدر لجعل زوجته وعائلته وعشيرته وقومه والبشر كلهم ، حتى ربه الذي خلقه ، تابعين لآرائه وامره، فالمستبدون يتولاهم مستبد والأحرار يتولاهم الأحرار." هنا يدعونا الكواكبي الى حقيقة مؤكدة ، ان لم نتمكن من القضاء على المستبد بداخلنا ، ونداوي الخلل في نمط تفكيرنا، فان أقسى ما يمكن ان نحققه حتى عبر انتفاضاتنا المتكررة...هو ان نستبدل مستبدا باخر .

النائبة فاطمة المسدّي …كرهت المتاجرة بحقوق العمال
النائبة فاطمة المسدّي …كرهت المتاجرة بحقوق العمال

الصحفيين بصفاقس

time٠٨-٠٦-٢٠٢٥

  • الصحفيين بصفاقس

النائبة فاطمة المسدّي …كرهت المتاجرة بحقوق العمال

النائبة فاطمة المسدّي …كرهت المتاجرة بحقوق العمال 8 جوان، 21:16 أنا فاطمة المسدي، ومانجاملش حد.😇 كرهت الشعبوية وقتلي تولّي تجارة رخيصة على حساب الناس. كرهت المتاجرة بحقوق العمال من ناس ما خدمتش نهار في معمل، وما خذاتش موقف حقيقي وقت كان الصوت مكلف. كرهت التعميم اللي يرمي كل مسؤول في نفس الكيس، كأنو الكلهم فاسدين، بينما الفاسد الحقيقي يختفي في الضباب ويصفّق وممكن يترقى. كرهت الاتهامات اللي تتقال بلا ملف، بلا وثيقة، بلا مسؤولية. كرهت الناس اللي تشرّع للتهريب وتلبّس فيه رداء الاسترزاق، كرهت الخطابات الجاهزة اللي تزايد على الدولة، وفي نفس الوقت تعيش على فشلها. كرهت اللي عامل روحو عندو الباتيندة متاع مشروع وطني ما شوفنا منو حتى ملامح، ولا متاع إسلام وهو أبعد ما يكون عن أخلاقيات الإسلام. كرهت من يدّعي النضال وهو ما يعرفش حتى معنى الصبر في المعركة. أنا نحب نخدم السياسة من الميدان، بالملفات، بالتجربة، مانبنيش مواقفي على التصفيق، ولا نبيع الوهم للناس باش نربح ساعة شعبية. الإصلاح ما يتقالش عليه إنجاز بالكلام، الإصلاح يتقيم. يتقيم بالقوانين اللي تتنفّذ، بالنتائج اللي تتحس، بالمؤسسات اللي تتعدّل، وبالناس اللي تعيش أحسن. واذا غلطنا نصلحوا و منغالطوش الناس.. أنا ما نكرهش السياسة، نكره تشويهها. ما نكرهش الشعب، نكره اللي يركب عليه. نكره اللي يزايد عليه وهو أول من خذلو. اليوم يلزمنا نرجعوا الاعتبار للناس اللي تخدم بصمت، للكفاءات.. للناس اللي خبرتها ما تجيش في خطبة، للناس اللي تعرف قيمة الإصلاح قبل ما تكتب عليه تدوينة. السياسة عندي شرف. والحقيقة ما تتخباش. وما يبقى كان العمل الحقيقي والنية النظيفة..

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store