
تقرير: إسرائيل تتبع نهجا متوازنا بين القتال والمفاوضات
بعد 19 شهرًا من الحرب مع " حماس"، يبدو أنّ إسرائيل تتبع نهجًا متوازنًا، حيث من الواضح أنها لا تلتزم بشكل كامل بالقتال ولا تتفاوض بعيدًا عن ساحة المعركة، بحسب تحليل لصحيفة " جيروزاليم بوست".
الكتاب الأبيض
يعود الفضل عمومًا إلى ديفيد بن غوريون في إعلانه خلال الحرب العالمية الثانية، أنّ يهود فلسطين سيقاتلون جنبًا إلى جنب مع البريطانيين ضد النازيين، كما لو لم يكن هناك كتاب أبيض، وأنهم سيقاتلون الكتاب الأبيض كما لو لم تكن هناك حرب مستمرة.
وقد تم تكييف هذه الفكرة من قبل رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين، الذي قال خلال سنوات أوسلو في التسعينيات: "ينبغي علينا محاربة الإرهاب كما لو أنه لا توجد عملية سلام، والعمل على تحقيق السلام كما لو أنه لا يوجد إرهاب".
ويبدو أنّ ما تفعله إسرائيل اليوم، بعد 19 شهرًا من الحرب مع "حماس"، هو نسخة مخففة إلى حد كبير من ذلك، فلا تقاتل باقتناع كامل ولا تتفاوض دون التركيز على الحرب.
كما كشف الجيش الإسرائيلي النقاب عن عملية "عربات جدعون" خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهو الاسم الذي يطلق على جهد أكثر قوة ضد "حماس".
من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إنّ "5 فرق تابعة للجيش تعمل في غزة"، وهي المرة الأولى منذ أواخر العام 2023 إلى أوائل العام 2024، التي يوجد فيها هذا العدد الكبير من الجنود داخل القطاع.
مفاوضات محفوفة بالمخاطر
وكما كتب يونا جيريمي بوب من صحيفة "واشنطن بوست" يوم الأحد الماضي، يبدو أنّ "لهجة تحديث الجيش الإسرائيلي لا تزال تترك مجالًا للمفاوضات مع "حماس" لوقف حرب أوسع وللتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى".
وبحسب تحليل الصحيفة، سيسيطر الجيش الإسرائيلي بشكل كامل على غزة، ولعل هذا هو السبب الرئيسي في أنّ الأمر سيستغرق بعض الوقت، حتى تتسارع إجراء المفاوضات في الدوحة بين إسرائيل و"حماس" ومحاوريهما.
وهذه المفاوضات محفوفة بالمخاطر بكل حال، حيث وردت تقارير عن تهديد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو باستدعاء فريق التفاوض، إذا لم تُظهر "حماس" أيّ استعداد للموافقة على شروط إسرائيل. وتأتي هذه الأحداث في ظل قرار رئيس الوزراء استئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وكما أعلن نتانياهو يوم أمس الاثنين، الجيش الإسرائيلي سيسيطر بشكل كامل على غزة ويمنع "حماس" من نهب المساعدات. وكل هذه التحركات تعطي إشارة إلى أنّ إسرائيل تعتقد أنّ الوقت في صالحها، وإذا لم تنجح المفاوضات، فستقوم بضرب "حماس" وغزة أكثر حتى يتفقا، بحسب التحليل.
الاقتصاد الإسرائيلي
ولكن بعد 19 شهرًا من الحرب، تحول الزمن فعليًا إلى عدو لإسرائيل. إذا نظرنا إلى الوضع من دون الخوض في أعماقه كثيرًا.
وبالفعل، سجل الاقتصاد الإسرائيلي نموًا بنسبة 3.4% في الربع الأول من العام 2025، بحسب التقديرات الأولية للمكتب المركزي للإحصاء. وارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.2% على أساس سنوي، وهو رقم مشجع بعد الانخفاضات في العام 2024، وقد يكون غير بديهي في ضوء حقيقة أن البلاد في حالة حرب مع استدعاء آلاف المواطنين للخدمة الاحتياطية.
ومع ذلك، على عكس الحروب الأخرى، كما حدث في العام 1973، عندما عانى الاقتصاد حقًا لأنّ هذه النسبة العالية من القوى العاملة كانت في الجيش، فإنّ الجنود الذين تم استدعاؤهم مرارًا وتكرارًا يمثلون اليوم نسبة صغيرة نسبيًا من القوى العاملة.
وكلما طال أمد الحرب وتزايدت الخسائر في صفوف المدنيين، كلما ألحقت الضرر بمكانة إسرائيل الدولية وزادت من صعوبة التحدي الذي يواجه المدافعين عن الدولة اليهودية في مختلف أنحاء العالم، في الدفاع عن شرعية إسرائيل في معركتها ضد "حماس".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المشهد
منذ 10 ساعات
- المشهد
تقرير: إسرائيل تتبع نهجا متوازنا بين القتال والمفاوضات
بعد 19 شهرًا من الحرب مع " حماس"، يبدو أنّ إسرائيل تتبع نهجًا متوازنًا، حيث من الواضح أنها لا تلتزم بشكل كامل بالقتال ولا تتفاوض بعيدًا عن ساحة المعركة، بحسب تحليل لصحيفة " جيروزاليم بوست". الكتاب الأبيض يعود الفضل عمومًا إلى ديفيد بن غوريون في إعلانه خلال الحرب العالمية الثانية، أنّ يهود فلسطين سيقاتلون جنبًا إلى جنب مع البريطانيين ضد النازيين، كما لو لم يكن هناك كتاب أبيض، وأنهم سيقاتلون الكتاب الأبيض كما لو لم تكن هناك حرب مستمرة. وقد تم تكييف هذه الفكرة من قبل رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين، الذي قال خلال سنوات أوسلو في التسعينيات: "ينبغي علينا محاربة الإرهاب كما لو أنه لا توجد عملية سلام، والعمل على تحقيق السلام كما لو أنه لا يوجد إرهاب". ويبدو أنّ ما تفعله إسرائيل اليوم، بعد 19 شهرًا من الحرب مع "حماس"، هو نسخة مخففة إلى حد كبير من ذلك، فلا تقاتل باقتناع كامل ولا تتفاوض دون التركيز على الحرب. كما كشف الجيش الإسرائيلي النقاب عن عملية "عربات جدعون" خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهو الاسم الذي يطلق على جهد أكثر قوة ضد "حماس". من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إنّ "5 فرق تابعة للجيش تعمل في غزة"، وهي المرة الأولى منذ أواخر العام 2023 إلى أوائل العام 2024، التي يوجد فيها هذا العدد الكبير من الجنود داخل القطاع. مفاوضات محفوفة بالمخاطر وكما كتب يونا جيريمي بوب من صحيفة "واشنطن بوست" يوم الأحد الماضي، يبدو أنّ "لهجة تحديث الجيش الإسرائيلي لا تزال تترك مجالًا للمفاوضات مع "حماس" لوقف حرب أوسع وللتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى". وبحسب تحليل الصحيفة، سيسيطر الجيش الإسرائيلي بشكل كامل على غزة، ولعل هذا هو السبب الرئيسي في أنّ الأمر سيستغرق بعض الوقت، حتى تتسارع إجراء المفاوضات في الدوحة بين إسرائيل و"حماس" ومحاوريهما. وهذه المفاوضات محفوفة بالمخاطر بكل حال، حيث وردت تقارير عن تهديد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو باستدعاء فريق التفاوض، إذا لم تُظهر "حماس" أيّ استعداد للموافقة على شروط إسرائيل. وتأتي هذه الأحداث في ظل قرار رئيس الوزراء استئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة. وكما أعلن نتانياهو يوم أمس الاثنين، الجيش الإسرائيلي سيسيطر بشكل كامل على غزة ويمنع "حماس" من نهب المساعدات. وكل هذه التحركات تعطي إشارة إلى أنّ إسرائيل تعتقد أنّ الوقت في صالحها، وإذا لم تنجح المفاوضات، فستقوم بضرب "حماس" وغزة أكثر حتى يتفقا، بحسب التحليل. الاقتصاد الإسرائيلي ولكن بعد 19 شهرًا من الحرب، تحول الزمن فعليًا إلى عدو لإسرائيل. إذا نظرنا إلى الوضع من دون الخوض في أعماقه كثيرًا. وبالفعل، سجل الاقتصاد الإسرائيلي نموًا بنسبة 3.4% في الربع الأول من العام 2025، بحسب التقديرات الأولية للمكتب المركزي للإحصاء. وارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.2% على أساس سنوي، وهو رقم مشجع بعد الانخفاضات في العام 2024، وقد يكون غير بديهي في ضوء حقيقة أن البلاد في حالة حرب مع استدعاء آلاف المواطنين للخدمة الاحتياطية. ومع ذلك، على عكس الحروب الأخرى، كما حدث في العام 1973، عندما عانى الاقتصاد حقًا لأنّ هذه النسبة العالية من القوى العاملة كانت في الجيش، فإنّ الجنود الذين تم استدعاؤهم مرارًا وتكرارًا يمثلون اليوم نسبة صغيرة نسبيًا من القوى العاملة. وكلما طال أمد الحرب وتزايدت الخسائر في صفوف المدنيين، كلما ألحقت الضرر بمكانة إسرائيل الدولية وزادت من صعوبة التحدي الذي يواجه المدافعين عن الدولة اليهودية في مختلف أنحاء العالم، في الدفاع عن شرعية إسرائيل في معركتها ضد "حماس".


مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا
منذ 2 أيام
- مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا
إسرائيل تطلق عملية برية واسعة شمالاً وجنوباً في غزة
مرصد مينا أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، إطلاق عملية برية واسعة النطاق في كل من شمال وجنوب قطاع غزة، وذلك في إطار ما أسماه بـ'عملية عربات جدعون'، والتي تشمل مشاركة مكثفة من القوات النظامية وقوات الاحتياط. وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي: 'بدأت قوات الجيش، من الخدمة النظامية والاحتياط، عملية برية واسعة في أنحاء شمال وجنوب قطاع غزة، ضمن افتتاح عملية عربات جدعون'. وبحسب زعم البيان فإن 'سلاح الجو الإسرائيلي شن، خلال الأسبوع الماضي، ضربة جوية تمهيدية استهدفت أكثر من 670 موقعاً تابعاً لحركة حماس في مختلف أنحاء القطاع، بهدف تعطيل الاستعدادات العسكرية للحركة ودعماً للهجوم البري'. وأضاف البيان أن' الأهداف تضمنت مستودعات أسلحة، وعناصر مسلحة، ومسارات أنفاق تحت الأرض، بالإضافة إلى مواقع لإطلاق قذائف مضادة للدروع'. وأكد الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو 'يواصل دعمه المتواصل للقوات البرية العاملة في قطاع غزة'، مشيراً إلى أن 'القوات تمكنت حتى الآن من القضاء على عشرات المسلحين، وتدمير بنى تحتية فوق الأرض وتحتها، إلى جانب السيطرة على مناطق استراتيجية في أنحاء متفرقة من القطاع'. في المقابل، أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة عن مقتل 103 فلسطينيين على الأقل، غالبيتهم من النساء والأطفال، جراء سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية التي بدأت منذ فجر الأحد، واستهدفت مناطق متفرقة من القطاع. وأشارت المصادر إلى أن منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس كانت من بين أكثر المناطق تضرراً، حيث قُتل فيها 40 شخصاً إثر قصف استهدف خيام النازحين. كما قُتل 45 آخرون جراء غارات على مدينة غزة وشمال القطاع. على الصعيد السياسي، نقلت وكالة 'رويترز' عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن المحادثات المتعلقة بإنهاء الحرب لم تحرز تقدماً يُذكر. يأتي هذا التصريح في وقت أعلن فيه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن الوفد التفاوضي المتواجد في العاصمة القطرية الدوحة يعمل بتوجيه مباشر من نتنياهو لـ'استكشاف كل الاحتمالات الممكنة للتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس'. وبحسب البيان الإسرائيلي، فإن الخيارات المطروحة تشمل المقترح الذي قدمه المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أو تسوية تنهي الحرب وتتضمن إطلاق سراح كافة الرهائن، ونفي قادة حركة حماس، ونزع سلاح الحركة بالكامل.


المشهد
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- المشهد
فيديو - روسيا والصين تحتفلان بذكرى النصر.. مع استمرار حرب أوكرانيا
احتفلت روسيا اليوم الجمعة بالذكرى الـ80 لانتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، بعرض عسكري حضره الرئيس الصيني شي جين بينغ. وجرى الاحتفال بالذكرى وسط إجراءات أمنية مشددة تحسبا لهجمات قد تشنها أوكرانيا ، على صلة بالحرب المدمرة المستمرة منذ ثلاث سنوات. ووقف الرئيس فلاديمير بوتين ، الأطول بقاء في حكم الكرملين منذ جوزيف ستالين، إلى جانب شي وعشرات الزعماء الآخرين والمحاربين القدامى الروس على منصة مسقوفة بجوار ضريح فلاديمير لينين في الساحة الحمراء بينما كانت القوات الروسية تقوم بالعرض. وتفقد وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف 11 ألف جندي، منهم العديد ممن قاتلوا في أوكرانيا، وهنأهم بيوم النصر وسط صيحات إشادة. حرب أوكرانيا لكن حرب أوكرانيا، وهي الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، خيمت على الاحتفال. وهاجمت أوكرانيا موسكو بطائرات مسيرة لأيام عدة هذا الأسبوع، وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بخرق وقف إطلاق نار لمدة 72 ساعة أعلنه بوتين. ويقول الكرملين إن حضور حلفاء روسيا، مثل الرئيس الصيني، والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وعشرات القادة من دول سابقة بالاتحاد السوفياتي، وإفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية يظهر أن روسيا ليست معزولة حتى لو رغب حلفاء موسكو الغربيون السابقون في الحرب العالمية الثانية في البقاء بعيدا. ومن أوروبا، سيحضر زعيما صربيا وسلوفاكيا. وقال بوتين لشي في الكرملين: "للنصر على الفاشية، الذي تحقق بتضحيات جسيمة، أهمية خالدة. والتضحيات التي لا تحصى التي قدمها شعبانا يجب ألا تُنسى أبدا". وفقد الاتحاد السوفياتي 27 مليون إنسان في الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك عدة ملايين في أوكرانيا، لكنه دفع القوات النازية إلى برلين حيث انتحر أدولف هتلر، ورُفعت راية النصر السوفياتية الحمراء فوق الرايخستاج عام 1945. وبالنسبة للروس وللعديد من شعوب الاتحاد السوفياتي السابق، فإن التاسع من مايو هو التاريخ الأكثر قدسية. وكثيرا ما سعى بوتين، الغاضب مما يعتبرها محاولات من الغرب للتقليل من شأن النصر السوفياتي، إلى استخدام ذكريات الحرب العالمية الثانية لتوحيد المجتمع الروسي. ويقول مؤرخو الحزب الشيوعي الصيني إن خسائر الصين في الحرب الصينية اليابانية الثانية (1937-1945) بلغت 35 مليون قتيل. وتسبب الاحتلال الياباني في نزوح ما يصل إلى 100 مليون صيني، وفي أزمة اقتصادية هائلة، بالإضافة إلى مذبحة نانجينغ المروعة عام 1937، والتي قُدر عدد قتلاها بما بين 100 و300 ألف ضحية. ولا تنشر موسكو وكييف أرقاما دقيقة للخسائر في الحرب في أوكرانيا. ويقول الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، الذي يقود مساعي لتحقيق السلام، إن مئات الآلاف من الجنود على الجانبين قتلوا أو أصيبوا.