
"صنّاع الأمل" تكافئ مغربيّين ومصريّة كرّسوا جهدهم لإغاثة أطفال العتمة والمشرّدات ومريضات السرطان
26 ألف شخص من كل الدول العربية ترشّحوا لجائزة "صنّاع الأمل" في النسخة الثامنة/ دورة 2025. مشاريع عديدة تنافست للوصول إلى المرحلة النهائية التي انحصرت المنافسة فيها بين ثلاثة مشاريع من مصر والمغرب على مسرح "كوكا كولا أرينا" في دبي حيث تُوّج المغربي أحمد زينون بلقب "صانع الأمل"، بتصويت الجمهور المشارك، عن مشروعه "أطفال القمر" وحصل على مبلغ مليون درهم إماراتي لدعم مشروعه. لكن حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ارتأى أن تكون الجائزة عادلة بين المتأهلين الثلاثة ليحصل كل منهم على مبلغ مليون درهم إماراتي.
"أطفال القمر" هو مصطلح يُطلق على الأشخاص المصابين بمرض جفاف الجلد المصطبغ الذي يمنعهم من رؤية النور إطلاقاً، وإلا تتعرّض حياتهم للخطر وربما للموت، ويعيش العديد منهم في المغرب في عتمة مدى الحياة، بعيداً عن أشعة الشمس فوق البنفسجية، طبيعية كانت أو اصطناعية. هؤلاء كانوا هدف الناشط المغربي أحمد زينون بعد رؤيته صورة طفلة فقدت ملامحها بالكامل بسبب المرض، ما دفعه إلى اتخاذ قرار بتكريس جهوده لخدمتهم "التحدّي لم يكن طبّياً فقط، بل مواجهة التنمّر المجتمعي الذي يطال تلك الشريحة من الكبار والصغار، فقرّرت توفير الدعم من معدّات تحميهم وتقيهم من ظلم الطبيعة والبشر، وهي عبارة عن أقنعة ونظارات تتيح للأطفال ممارسة حياتهم اليومية بأمان". يقول زينون لـ"النهار".
بدأ زينون نشاطه الاجتماعي في هذا المجال عام 2021 عندما بدأ الحديث فعلياً عبر وسائل الإعلام المغربية عن تلك الحالات لتلسيط الضوء على أزمة صحية يعاني منها عدد لا بأس به من الأطفال في بادية المغرب ومناطق أخرى، ويصيب هذا الاضطراب المرضي واحداً من كل 10 آلاف شخص في منطقة شمال أفريقيا، وهو رقم يبلغ أكثر من 10 أضعاف المعدل المسجل في أوروبا، ويضاهي 100 ضعف معدل الحالات في الولايات المتحدة الأميركية وفق مواقع طبية متخصصة.
المبلغ الذي حصل عليه زينون سيخصّصه لدعم جمعيته "أطفال القمر" لشراء أقنعة واقية من ضوء الشمس والحرارة، كما سيخصّص جزءاً لحملات إعلانية في مواقع التواصل الاجتماعي للحد من حالات التنمّر على هؤلاء وتصدير صورة إيجابية تدهف إلى دعم الأطفال لأنه لا توجد عائلة غير معرّضة لهذا الداء، وبدلاً من التهكم والسخرية يجب الدعم، وفق كلامه.
"أمّ المشرّدين" الدكتورة سمر نديم
بدأت الدكتورة المصرية سمر نديم مسيرتها الإنسانية بالاهتمام بالمتشرّدات المسنّات في شوارع القاهرة عام 2016، قبل أن يتحوّل هذا العمل الخيري إلى مشروع إنساني وتحوّل منزلها إلى مسكن تعيش فيه اليوم 30 سيّدة مسنّة بينهنّ فاقدات الوعي، ومنهنّ من يعانين من أمراض مزمنة، وهي تهتم بهنّ شخصياً وتؤمّن لهنّ الأكل والدواء، وحتى العناية الشخصية بالنظافة.
"نشرت على حسابي في فايسبوك نداءً لمساعدة امرأة كانت جارتي وتخلى عنها أولادها الذكور والإناث، وحظي المنشور بالتفاعل وبادر كثيرون إلى التبرّع لهذه السيدة ومساعدتها على مواجهة ظروف حياتها القاسية، وبعدها انطلقت رحلتي في هذا المجال، وكانت تصلني رسائل استغاثة كثيرة فأبادر إلى مساعدة أصحابها ونقلهم إلى دور رعاية للمسنين وإنقاذهم من معاناتهم اليومية وافتقادهم الدفء والطعام والعلاج"، وفق قولها لـ"النهار". وستخصّص نديم المبلغ الذي حصلت عليه لدعم مشروعها والمضيّ في البحث عن المتشرّدات لنقلهنّ إلى مسكن آمن يمضين فيه بقيّة حياتهنّ.
في عام 2007 فقدت المغربية خديجة القرطي زوجها بسبب سرطان القولون، وفي عام 2008 فقدت شقيقتها بالمرض ذاته. الضربتان الموجعتان في غضون سنة ونصف شكلتا الدافع الإنساني لدى القرطي كي تحوّل منزلها في العاصمة الرباط عام 2009 إلى مركز إيواء لمريضات السرطان، لاستقبالهن وتقديم المأوى والطعام والرعاية الطبّية لهنّ من دون مقابل.
ومع تزايد الحالات، أسّست جمعية "جنات" بمساعدة متبرّعين، بهدف توسيع نطاق خدماتها الإنسانية، وقد استقبلت منذ انطلاق نشاطها أكثر من 10 آلاف مريضة قدّمت لهنّ الدعم خلال رحلة العلاج. وعبر "النهار" شكرت القرطي الشيخ محمد بن راشد على دعمه مشروعها من خلال منحها جائزة المليون درهم كي تتابع مسيرتها الإنسانية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- صدى البلد
قبل الحر .. طرق علاج تصبغات البشرة في الصيف
مع طول النهار وارتفاع درجات الحرارة، حرارة الشمس، وتتفاعل بشرتكِ بشكل سيء مع ظروف الصيف القاسية . البشرة الباهتة والجافة من المشاكل الشائعة، ولكن مع ذلك، يتفاقم فرط التصبغ الموجود . تصبح البقع الداكنة أكثر وضوحًا. "فرط التصبغ هو ظهور بقع داكنة أو عدم تناسق لون البشرة بسبب زيادة الميلانين، الصبغة التي تُعطي البشرة لونها. خلال فصل الصيف، يلاحظ الكثيرون أن هذه البقع الداكنة أصبحت أكثر وضوحًا." ضوء الشمس تُحفّز أشعة الشمس فوق البنفسجية إنتاج الميلانين لحماية البشرة. إلا أن هذا غالبًا ما يُؤدي إلى ظهور بقع داكنة، خاصةً على الوجه والرقبة والذراعين. حتى في الأيام الغائمة أو أثناء الجلوس في الداخل قرب النوافذ، لا تزال الأشعة فوق البنفسجية تصل إلى بشرتك. ضوء الشمس تُحفّز أشعة الشمس فوق البنفسجية إنتاج الميلانين لحماية البشرة. إلا أن هذا غالبًا ما يُؤدي إلى ظهور بقع داكنة، خاصةً على الوجه والرقبة والذراعين. حتى في الأيام الغائمة أو أثناء الجلوس في الداخل قرب النوافذ، لا تزال الأشعة فوق البنفسجية تصل إلى بشرتك. الحماية من الشمس ضرورية استخدم واقيًا شمسيًا واسع الطيف بعامل حماية ٣٠ على الأقل كل صباح، حتى لو كنتَ في الداخل. جدد استخدامه كل ساعتين إلى ثلاث ساعات عند التواجد في الخارج. يوفر استخدام واقيات الشمس التي تحتوي على أكسيد الزنك أو ثاني أكسيد التيتانيوم حماية أفضل للبشرة الحساسة. 2. استخدمي مكونات تفتيح البشرة يمكن أن تساعد الكريمات التي تحتوي على النياسيناميد، وحمض الكوجيك، وفيتامين سي، والأربوتين على تقليل التصبغ تدريجيًا. تجنبي استخدام عوامل التبييض القوية أو كريمات الستيرويد إلا بوصفة طبية، فقد تضر أكثر مما تنفع. 3. فكر في العلاجات المهنية بالنسبة للبقع العنيدة، قد تُجدي علاجات مثل التقشير الكيميائي أو العلاج بالليزر نفعًا. يُنصح بإجراء هذه العلاجات فقط من قِبل طبيب جلدية مُدرّب، ويُفضّل بعد أشهر الصيف عندما يكون التعرض لأشعة الشمس أقلّ.


LBCI
٢٩-٠٣-٢٠٢٥
- LBCI
أبرزها النوم بشعر مبلل... 3 عادات شائعة تدّمر صحة الشعر: تجنبوها الآن!
كشفت طبيبة الأمراض الجلدية، الدكتورة آمنة عادل عن ثلاث عادات شائعة تدمّر صحة الشعر. وقالت عادل إن استخدام حيلة تجعيد الشعر من دون حرارة (Heatless Curls) يُضعف أطراف الشعر ويؤدي إلى تساقطه بسبب الشد الشديد والمتكرر. ولفتت عادل إلى أن النوم بشعر مبلل يؤدي إلى تكسر الشعر بالإضافة إلى ظهور قشرة الرأس. وشددت عادل على أهمية حماية الشعر من أشعة الشمس فوق البنفسجية لأنها تفكك روابط الميلانين والكيراتين في الشعر، ما يؤدي إلى جفافه وسهولة تكسره. وأوصت عادل باستخدام منتجات توفر الحماية اللازمة للشعر من الأشعة فوق البنفسجية بالإضافة إلى ارتداء قبعة بشكل دائم خلال فصل الصيف.


النهار
٢٥-٠٢-٢٠٢٥
- النهار
"صنّاع الأمل" تكافئ مغربيّين ومصريّة كرّسوا جهدهم لإغاثة أطفال العتمة والمشرّدات ومريضات السرطان
26 ألف شخص من كل الدول العربية ترشّحوا لجائزة "صنّاع الأمل" في النسخة الثامنة/ دورة 2025. مشاريع عديدة تنافست للوصول إلى المرحلة النهائية التي انحصرت المنافسة فيها بين ثلاثة مشاريع من مصر والمغرب على مسرح "كوكا كولا أرينا" في دبي حيث تُوّج المغربي أحمد زينون بلقب "صانع الأمل"، بتصويت الجمهور المشارك، عن مشروعه "أطفال القمر" وحصل على مبلغ مليون درهم إماراتي لدعم مشروعه. لكن حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ارتأى أن تكون الجائزة عادلة بين المتأهلين الثلاثة ليحصل كل منهم على مبلغ مليون درهم إماراتي. "أطفال القمر" هو مصطلح يُطلق على الأشخاص المصابين بمرض جفاف الجلد المصطبغ الذي يمنعهم من رؤية النور إطلاقاً، وإلا تتعرّض حياتهم للخطر وربما للموت، ويعيش العديد منهم في المغرب في عتمة مدى الحياة، بعيداً عن أشعة الشمس فوق البنفسجية، طبيعية كانت أو اصطناعية. هؤلاء كانوا هدف الناشط المغربي أحمد زينون بعد رؤيته صورة طفلة فقدت ملامحها بالكامل بسبب المرض، ما دفعه إلى اتخاذ قرار بتكريس جهوده لخدمتهم "التحدّي لم يكن طبّياً فقط، بل مواجهة التنمّر المجتمعي الذي يطال تلك الشريحة من الكبار والصغار، فقرّرت توفير الدعم من معدّات تحميهم وتقيهم من ظلم الطبيعة والبشر، وهي عبارة عن أقنعة ونظارات تتيح للأطفال ممارسة حياتهم اليومية بأمان". يقول زينون لـ"النهار". بدأ زينون نشاطه الاجتماعي في هذا المجال عام 2021 عندما بدأ الحديث فعلياً عبر وسائل الإعلام المغربية عن تلك الحالات لتلسيط الضوء على أزمة صحية يعاني منها عدد لا بأس به من الأطفال في بادية المغرب ومناطق أخرى، ويصيب هذا الاضطراب المرضي واحداً من كل 10 آلاف شخص في منطقة شمال أفريقيا، وهو رقم يبلغ أكثر من 10 أضعاف المعدل المسجل في أوروبا، ويضاهي 100 ضعف معدل الحالات في الولايات المتحدة الأميركية وفق مواقع طبية متخصصة. المبلغ الذي حصل عليه زينون سيخصّصه لدعم جمعيته "أطفال القمر" لشراء أقنعة واقية من ضوء الشمس والحرارة، كما سيخصّص جزءاً لحملات إعلانية في مواقع التواصل الاجتماعي للحد من حالات التنمّر على هؤلاء وتصدير صورة إيجابية تدهف إلى دعم الأطفال لأنه لا توجد عائلة غير معرّضة لهذا الداء، وبدلاً من التهكم والسخرية يجب الدعم، وفق كلامه. "أمّ المشرّدين" الدكتورة سمر نديم بدأت الدكتورة المصرية سمر نديم مسيرتها الإنسانية بالاهتمام بالمتشرّدات المسنّات في شوارع القاهرة عام 2016، قبل أن يتحوّل هذا العمل الخيري إلى مشروع إنساني وتحوّل منزلها إلى مسكن تعيش فيه اليوم 30 سيّدة مسنّة بينهنّ فاقدات الوعي، ومنهنّ من يعانين من أمراض مزمنة، وهي تهتم بهنّ شخصياً وتؤمّن لهنّ الأكل والدواء، وحتى العناية الشخصية بالنظافة. "نشرت على حسابي في فايسبوك نداءً لمساعدة امرأة كانت جارتي وتخلى عنها أولادها الذكور والإناث، وحظي المنشور بالتفاعل وبادر كثيرون إلى التبرّع لهذه السيدة ومساعدتها على مواجهة ظروف حياتها القاسية، وبعدها انطلقت رحلتي في هذا المجال، وكانت تصلني رسائل استغاثة كثيرة فأبادر إلى مساعدة أصحابها ونقلهم إلى دور رعاية للمسنين وإنقاذهم من معاناتهم اليومية وافتقادهم الدفء والطعام والعلاج"، وفق قولها لـ"النهار". وستخصّص نديم المبلغ الذي حصلت عليه لدعم مشروعها والمضيّ في البحث عن المتشرّدات لنقلهنّ إلى مسكن آمن يمضين فيه بقيّة حياتهنّ. في عام 2007 فقدت المغربية خديجة القرطي زوجها بسبب سرطان القولون، وفي عام 2008 فقدت شقيقتها بالمرض ذاته. الضربتان الموجعتان في غضون سنة ونصف شكلتا الدافع الإنساني لدى القرطي كي تحوّل منزلها في العاصمة الرباط عام 2009 إلى مركز إيواء لمريضات السرطان، لاستقبالهن وتقديم المأوى والطعام والرعاية الطبّية لهنّ من دون مقابل. ومع تزايد الحالات، أسّست جمعية "جنات" بمساعدة متبرّعين، بهدف توسيع نطاق خدماتها الإنسانية، وقد استقبلت منذ انطلاق نشاطها أكثر من 10 آلاف مريضة قدّمت لهنّ الدعم خلال رحلة العلاج. وعبر "النهار" شكرت القرطي الشيخ محمد بن راشد على دعمه مشروعها من خلال منحها جائزة المليون درهم كي تتابع مسيرتها الإنسانية.