
الوقت المشترك بين الزوجين.. لحظات صغيرة تصنع حبًا كبيرًا
لم يؤثر رتم الحياة السريع على قضاء الوقت مع الأصدقاء والأهل والأقارب فحسب، بل امتد تأثيره أيضًا إلى العلاقة بين الزوجين، التي باتت باهتة بفعل الروتين والملل، حتى أصبحت الحياة الزوجية ساكنة كالمياه الراكدة مع مرور الوقت.
واليوم، ومع تراكم المسؤوليات والضغوط اليومية، بات من الضروري بذل الجهد والوقت لإعادة إحياء هذه العلاقة، من خلال إدراك أهمية الوقت المشترك بين الزوجين في تعزيز الروابط العاطفية، وتعزيز التفاهم، وبناء علاقة أكثر تماسكًا قادرة على مواجهة التحديات الحياتية المختلفة.
ماذا يقصد بالوقت المشترك بين الزوجين؟
بحسب "داليا شيحة" خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية، لا يقتصر الوقت المشترك بين الزوجين على اللحظات الحميمة التي تجمع بينهما فقط، إنما يشمل كل لحظة تمر عليهما وهما يتبادلان الفضفضة، والمشاعر، والانتباه، والانصات.
الوقت المشترك بين الزوجين، هو كل اللحظات السعيدة، ولحظات الدعم. باختصار، هو الوقت الذي يقضيانه معًا في ممارسة أنشطة مختلفة بمودة.
ما هي أهمية الوقت المشترك بين الزوجين؟
مع تسارع إيقاع الحياة وتزايد عوامل التشتت، تراجعت اللحظات الدافئة بين الزوجين، وقل الحديث، وغاب ذلك التناغم الجميل الذي كان يملأ الأمس قربًا وودًا. طغى الانشغال بتفاصيل الحياة اليومية على على العلاقة، حتى بدأت ملامح الفتور تتسلل إليها بصمت. وهنا تبرز أهمية الوقت المشترك بين الزوجين، كطوق نجاة حقيقي لإنقاذ الحياة الزوجية، وإعادة نبض المشاعر والتفاهم إلى قلب العلاقة للزوجية
وتتمثل هذه الأهمية بحسب "داليا شيحة" في تحقيق ما يلي:
تعزيز التواصل العاطفي بين الزوجين من خلال قضاء وقت ممتع يتيح لهما تواصلًا دافئًا ومشبعًا.
بناء الثقة وزيادة الألفة من خلال إهتمام الزوجين بصحبة كل منهما للآخر، ومنح الأولوية لهذه الصحبة، والنتيجة ثقة متبادلة، وألفة لا تغيب.
تخفيف التوتر من خلال تحقيق استرخاء كل من الزوجين في كل مرة يجتمعان فيها على ممارسة نشاط ما، حيث الهروب من الضغوط الحياتية المختلفة، واغتنام الفرصة للاسترخاء معًأ بلا أي منغصات.
ابتكار طرق جديدة للتواصل، من خلال تبادل نشاطات مختلفة في كل مرة للتجديد، والتحصين ضد الرتابة والملل الزوجي. جلسة زوجية دافئة تارة، ومشاهدة فيلمًا رومانسية تارة أخرى، أو التنزه معًا في أجواء طبيعية جميلة، أو فضفضة زوجية تحظى بانصات بالغ.
بناء الذكريات في كل مرة تواصل عبر الوقت المشرك بين الزوجين، لأن التجارب المشتركة تعد أساسًا تبنى عليه العديد من الذكريات السعيدة.
الوقت المشترك بين الزوجين يحافظ على الشغف في العلاقة للأبد.
تحقيق الانسجام وتعزيز التفاهم بين الزوجين.
يساعد في تجاوز الأزمات الحاضرة والمستقبلية لأن العلاقة بينهما باتت صلبة في مواجهة أي أزمة أو خلاف.
تعود أهمية الوقت المشترك بين الزوجين إلى أنه يحقق وقايتهما من الاكتئاب.
تحقيق التوازن، لأن قضاء وقت أطول مع الطرف الآخر يحقق تفاهم وانسجام يحققان التوازن في العلاقة الزوجية.
يُحسن تقدير الذات في العلاقة، لأنه يقرب كل من الزوجين ببعضهما البعض، ويظهر قدر كل منهما عند الآخر.
الوقت المشترك بين الزوجين يقوي العلاقة العاطفية بينهما، ويعزز الحميمية التي ضاعت بسبب الضغوط الحياتية، والاستسلام للملل والرتابة.
تحقيق الاستقرار العاطفي، ومن ثم تحقيق استقرار ونجاح الحياة الزوجية.
الوقت المشترك بين الزوجين ينعش الحياة الزوجية
كيف يكون الوقت المشترك بين الزوجين ممتعًا؟
ليؤتي الوقت المشترك بين الزوجين ثماره، يجب أن يكون وقتًا ممتعًا، وليكون كذلك يجب على الزوجين الإهتمام بتطبيق ما يلي:التخلص من كل مصادر التشتت كالهاتف، وتدخلات الآخرين، والانفراد ببعضهما البعض.
تحديد الأنشطة المفضلة عند كل منهما، والاشتراك فيها معًا واحدة تلو الأخرى على أن يكون ذلك بحماس متبادل بينهما.
توافر الحافز والحرص تخصيص وقت محدد للتواصل يوميًا.
التعبير عن المشاعر بارتياحية أثناء ممارستهما لنشاط معين.
التخطيط المسبق لبعض النشاطات يجعل الوقت المشترك بين الزوجين ممتعًا، كالتخطيط لقضاء ليلة رومانسية حالمة في فندق جميل، أو دعوة على العشاء، أو فضفضة زوجية دافئة تساعدهم على التعبير عن مشاعرهما بحرية.
حرص كل منهما على تحقيق سعادة الآخر في الوقت المشترك بينهما.
اهتمام كل منهما بالأنشطة المحببة لديهما، وممارستها معًا بحب وشغف.
بذل الوقت والجهد ليكون الوقت المشترك بينهما أسعد اللحظات في حياتهما الزوجية.
هل يُمكن أن تدوم العلاقة الزوجية طويلًا بدون وقت مشترك بين الزوجين؟
تؤكد داليا شيحة، خبيرة العلاقات الزوجية، أن غياب الوقت المشترك بين الزوجين يقتل روح العلاقة، ويعجّل بفشلها، لأن التواصل هو الأساس الذي تُبنى عليه الحياة الزوجية. فالانفصال النفسي غالبًا ما يكون مقدمة لانفصال فعلي، إذ يؤدي انعدام التواصل إلى تلاشي الارتباط العاطفي بين الطرفين.
وتشير شيحة إلى أن قضاء وقت مشترك بين الزوجين هو ما يحفظ العلاقة من الانهيار، ويُبقي كل طرف حاضرًا في حياة الآخر، من خلال صور متعددة من التفاعل والاحتكاك الإنساني. وعندما يغيب هذا الوقت، تتآكل العلاقة تدريجيًا، ويصبح الطلاق العاطفي نتيجة حتمية، تمهيدًا لفشل الحياة الزوجية بالكامل، وهو ما يجب على الزوجين تفاديه قبل فوات الأوان.
من هنا، توصي شيحة بضرورة تخصيص وقت مشترك بانتظام، يتضمن ممارسة أنشطة ممتعة معًا، وتبادل أطراف الحديث، والخروج للتنزه، وخلق لحظات وذكريات جديدة بعيدًا عن ضغط المسؤوليات اليومية.
خلاصة القول:
الوقت المشترك بين الزوجين ليس ترفًا، بل ضرورة تُعيد للحياة الزوجية روحها الغائبة، وتمنحها القدرة على الصمود في وجه التحديات. فاللحظات التي يقضيها الزوجين معًا، مهما بدت بسيطة، تخلق مساحة للتقارب، وتجدد مشاعر الحب، وتُرسي أسس الثقة والتفاهم. لا تنتظروا أن تُصبح العلاقة الزوجية باهتة، ابدأوا من الآن، ولو بخطوات صغيرة، في تخصيص وقت مشترك يجمع بينكم في مودة ورحمة. فالعلاقات الناجحة لا تُبنى على العيش المشترك فقط، بل على المشاركة الوجدانية والإنصات والاهتمام.
تذكّروا: عندما يغيب الوقت المشترك بين الزوجين، تقل الألفة، وتُهدم الثقة، ويختفي الحضور الحقيقي، وتفرض الرتابة نفسها بقوة، ويتمكن الملل من الحياة الزوجية، فكونوا شركاء في الحب والتواصل وكل تفاصيل الحياة النابضة بالسعادة لا مجرد شركاء في المكان.
مع تمنياتي لكل زوجين بتواصل ناجح وسعادة دائمة،،،
دمتم بخير،،،
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
الرابط بطريق الملك سلمان بالخفجيالانتهاء من أعمال التسوية الترابية والبدء بالسفلتة لمشروع ازدواجي طريق مكة
انهت بلدية محافظة الخفجي أعمال الردم والتسوية، بجزء من طريق مكة المكرمة، ضمن برنامج معالجة التشوهات البصرية، وتحسين المشهد الحضري. وأوضح رئيس بلدية محافظة الخفجي المهندس محمد بن علي اليامي، بأن البلدية انتهت مؤخراً من أعمال ردم وتسوية طريق مكة المكرمة بإجمالي مساحة 45.000 ألف متر مربع، بالإضافة إلى الانتهاء من أعمال طبقة الأساس الركامي، بإجمالي مساحة 40.000 ألف متر مربع، لافتا إلى أن المشروع عبارة عن إنشاء طريق ازدواجي لطريق مكة المكرمة لتعديل المسار القادم من طريق مكة المكرمة باتجاه المدخل الجنوبي للمحافظة، للميدان الذي يربط طريق الملك سلمان بن عبد العزيز، بطريق مكة المكرمة بإجمالي طول 2900 متر وعرض 11 متر للاتجاهين، بالإضافة إلى جزيرة وسطية بعرض 4 متر، وسيتم أعمال السفلتة بمساحة إجماليه تبلغ 41650 متر مربع من الاسفلت، ويأتي ذلك ضمن اهتمامات البلدية في تطوير المحافظة والمراكز التابعة لها واستمرار جهودها في إطار رفع مستوى أداء الطرق في الأحياء والشوارع الرئيسية وتحقيق رضا مستخدميها في أنحاء المحافظة. وذكر المهندس اليامي، بأن المحافظة تشهد نشاطاً ملحوظاً في أعمال السفلتة لعدد من الشوارع الرئيسية والفرعية، مشيراً إلى أن البلدية تسعى جاهدة من خلال خطة شاملة إلى تغطية كامل مناطق المحافظة بأعمال الصيانة.


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
أمير حائل يرعى حفل تكريم الفائزين بجائزة المواطنة المسؤولة وبرنامج "صيتاثون"
رعى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن مقرن بن عبدالعزيز، نائب أمير المنطقة بالإمارة اليوم، حفل تكريم الفائزين والفائزات بجائزة المواطنة المسؤولة في دورتها الرابعة لعام 2025م، والبرنامج الوطني لتعزيز المبادرات المجتمعية "صيتاثون" في دورته الثانية لعام 2025م، بحضور مدير عام التعليم بالمنطقة عمر الغامدي، والأمين العام لمؤسسة جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي الدكتور فهد المغلوث، ومستشار نائب أمير المنطقة الدكتور جمال الرويضي. وقدم الأمين العام لمؤسسة جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي خلال كلمته شكره وتقديره لسمو أمير المنطقة وسمو نائبه على دعمهما واهتمامهما، مبديًا فخره بما حققه أبناء وبنات الوطن من تميز في مجال المواطنة المسؤولة والمبادرات المجتمعية، مؤكدًا أن هذا التكريم حافز لهم لمواصلة العطاء لخدمة وطنهم ومجتمعهم. وبعد ذلك استعرض الطلاب الفائزون مشاريعهم المتميزة، حيث قدم الطالب عبدالله الوجعان عرضًا لمشروع ثانوية حائل، وعرضت الطالبة ريف العنزي مشروع ثانوية أميمة، وقدم الطالب عبدالله الطيار عرضًا لمشروع ثانوية الطفيل. وكرم سموه تسعة من الطلاب والطالبات الفائزين والفائزات بجائزة المواطنة المسؤولة، بالإضافة إلى 18 طالبًا وطالبة من تعليم المنطقة الفائزين في البرنامج الوطني لتعزيز المبادرات المجتمعية "صيتاثون"، ثم التقطت الصور الجماعية بهذه المناسبة. ونوه سمو أمير حائل بأهمية هذه المبادرات في بناء جيل واعٍ ومسؤول، مشيدًا بدور المؤسسات التعليمية والمجتمعية في تحفيز الطاقات الوطنية وتوجيهها نحو الإبداع وخدمة الوطن، مؤكدًا أن دعم مثل هذه المبادرات يأتي انطلاقًا من إيمان القيادة -أيدها الله- بأهمية إشراك المجتمع، خاصة فئة الشباب، في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.


عكاظ
منذ 2 ساعات
- عكاظ
السعوديون يستهلكون 8 مليارات كوب شاي سنويّاً
/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} يحتفل العالم في 21 مايو من كل عام باليوم العالمي للشاي، الذي أقرّته الأمم المتحدة في 2019 لتعزيز الإنتاج المستدام واستهلاك الشاي، وإبراز دوره في مكافحة الجوع والفقر، وتسليط الضوء على أهميته الاقتصادية والثقافية والاجتماعية في حياة الشعوب. وتُعد السعودية من بين أبرز الدول المستهلكة للشاي على مستوى المنطقة والعالم، اذ يُقدَّر حجم الاستهلاك المحلي بنحو 8 مليارات كوب سنويّاً، وفقاً لإحصاءات البنك الدولي. ويُظهر الرقم مدى الارتباط العميق الذي يحظى به الشاي في المجتمع السعودي، باعتباره جزءاً أصيلاً من الضيافة اليومية والعادات التقليدية. وبحسب تقرير نشرته Yahoo Finance الأمريكية، حلّت المملكة في المرتبة الثالثة عربياً في استهلاك الفرد للشاي، بمتوسط 1.98 رطل سنوياً، متقدمة على الإمارات (0.72 كغم)، بينما تصدرت المغرب القائمة بـ1.22 كغم، تلتها مصر بـ1.01 كغم. ويُعد المعدل أعلى من المتوسط العالمي الذي يبلغ نحو 0.7 كغم للفرد سنوياً. وتستورد المملكة ما يزيد على 53 مليون كيلوغرام من الشاي سنويّاً من دول عدة، تتصدرها الإمارات، سريلانكا، الهند، كينيا، والأردن، بإجمالي واردات تتجاوز 1.3 مليار ريال سعودي، ما يعكس حجم السوق واتساع الطلب. ويمثل اليوم العالمي فرصة لإعادة التذكير بدور الشاي ليس فقط بصفته مشروباً، بل منتج زراعي واستراتيجي يعكس تاريخاً يمتد لآلاف السنين، بدءاً من الصين وشبه القارة الهندية، وصولاً إلى موائد العائلات في جميع مناطق السعودية. وبين التاريخ والاقتصاد، يبقى الشاي مشروباً يوحّد الشعوب بنكهات مختلفة وكوباً تتقاطع فيه العادات مع الاستدامة. أخبار ذات صلة