
ترامب يريد جني المال من "الناتو" لا حماية أوكرانيا
وافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على صفقة ضخمة لبيع أسلحة لحلف "الناتو" تُرسل لاحقاً إلى أوكرانيا، في تحول تكتيكي، ولكن من دون أن يتخلى عن إصراره على أن المناطق الأوكرانية التي تحتلها روسيا ستبقى ضمن نفوذ موسكو ورفضه ضمان أمن كييف أو انضمامها إلى الحلف. وتمنح هذه الصفقة أوكرانيا دفعة تسليحية تشمل صواريخ بعيدة المدى وأنظمة "باتريوت"، لكنها قد تكون مؤقتة في ظل استعداد ترامب للتراجع إذا أبدى بوتين مرونة تفاوضية. اضافة اعلان
***
لم ينقلب دونالد ترامب على فلاديمير بوتين، بل أعلن فعلياً عن يوم كبير مقبل لصناعة السلاح الأميركية، من خلال موجة مبيعات ضخمة إلى "حلف شمال الأطلسي" - "الناتو" تتضمن شراء الحلف كميات كبيرة من الأسلحة ليتم إرسالها لاحقاً إلى أوكرانيا.
بحضور الأمين العام لـ"الناتو" إلى جانبه في المكتب البيضاوي، حذر الرئيس الأميركي من أن روسيا ستواجه "رسوماً جمركية بنسبة 100 في المائة" إذا لم توافق على وقف لإطلاق النار مع كييف في غضون 50 يوماً.
ثم وجه ترامب انتقادات متكررة لبوتين لأن أسلوبه الودي في المحادثات الهاتفية كان يعقبه على الدوام تجديد الهجمات الصاروخية الروسية على أوكرانيا. وقال عن الرئيس الروسي: "لن أصفه بالقاتل، لكني سأصفه بأنه رجل شديد القسوة".
أما ما كان ترامب قد وصفه في الأيام السابقة بـ"البيان الكبير" عن بوتين، فقد تبين في نهاية المطاف أنه اتفاق على صفقة وصفها هو والأمين العام لـ"الناتو"، مارك روته، بأنها "ضخمة جداً"، وتتعلق ببيع أسلحة أميركية لـ"الناتو"، يمكن إرسالها لاحقاً إلى أوكرانيا -من دون الكشف عن أي تفاصيل حول محتواها.
وقال الرئيس الأميركي: "توصلنا اليوم إلى صفقة سنرسل بموجبها الأسلحة إليهم، وهم [الناتو] من سيدفع ثمنها. الولايات المتحدة لن تشتري شيئاً. لسنا من يدفع، بل نحن من يتولى التصنيع".
ولم تكن هذه أول صفقة يبرمها ترامب في سياق الحرب، إذ سبق له أن توصل إلى اتفاق مباشر مع أوكرانيا في وقت سابق من هذا العام لتبادل عائدات المعادن مقابل مبيعات سلاح، على الرغم من أن أي عمليات شراء لم يتم تسجيلها حتى الآن بموجب هذه الآلية.
بالنسبة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كانت تلك الأنباء ذات أهمية خاصة، حيث يسعى منذ شباط (فبراير) إلى إيجاد سبل لشراء الأسلحة الأميركية، سواء بشكل مباشر أو من خلال حلفاء، مثل المملكة المتحدة ودول أخرى في "الناتو".
وعلى الرغم من أن "الناتو" لا يخضع عادة لقيود في ما يتعلق بشراء الأسلحة من أعضائه، فإن واشنطن تفرض بعض الشروط على إمكانية بيع هذه الأسلحة أو منحها لدول أخرى.
أما الآن، فقد أعلن ترامب أن تسليم صواريخ باتريوت للدفاع الجوي، التي تحتاج إليها أوكرانيا بشدة لمواجهة الهجمات الروسية المكثفة خلال الشهر الماضي، يمكن أن يبدأ قريباً.
بالإضافة إلى ذلك، قد تشمل الحزم الجديدة من الأسلحة صواريخ بعيدة المدى قادرة على تنفيذ ضربات عميقة داخل الأراضي الروسية - وهو ما قد يترك أثراً تكتيكياً، بل وربما استراتيجياً.
وقد أظهرت أوكرانيا، في الآونة الأخيرة، قدرتها، عبر التخفي والدهاء، على استخدام عملاء استخبارات وطائرات مسيّرة لتحقيق تأثير مدمر على امتداد آلاف الأميال من الأراضي الروسية. ومع ذلك، فإن الحصول على مزيد من صواريخ كروز بعيدة المدى، مثل "ستورم شادو" التي تقدمها حالياً بريطانيا وفرنسا، سيكون موضع ترحيب كبيرا.
لكن على كييف أن تدرك أنه لا ضمان على الإطلاق بأن ترامب لن يُغلق باب الدعم العسكري لأوكرانيا في حال أبدى بوتين استعداده للدخول في محادثات لوقف إطلاق النار. فقد سبق له أن فعل ذلك في وقت سابق من هذا العام -وقام حينها أيضاً بتعطيل قنوات الإمداد الاستخباراتي التي تصل أوكرانيا عبر مصادر أميركية.
من جانبه، كان روته حريصاً على تأكيد أن الفضل الكامل في هذا التحول -من دعم كل موقف يتخذه بوتين إلى تقديم بعض الدعم لحلف "الناتو"- يعود إلى ترامب.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي: "القرار هو أنك تريد لأوكرانيا أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها في مواجهة روسيا. لكنك تريد من الأوروبيين أن يدفعوا الثمن، وهذا منطقي تماماً. إنه يمثّل امتداداً للنجاح اللافت الذي سجلته قمة الناتو".
من ناحيته، أعرب ترامب عن أمله في أن تترك صفقة السلاح مع "الناتو" أثراً لدى الطرفين، وأقرّ بأن إمدادات الأسلحة الجديدة من الولايات المتحدة قد تمنح أوكرانيا جرعة من الثقة.
لكن العبارة الأساسية في أداء ترامب المتذبذب يوم الإثنين من المكتب البيضاوي كانت: "لدينا معايير معينة يعرفها الطرفان، ونحن نعلم بالفعل ما الذي ينبغي فعله".
كان ما يقصده ترامب هو شيء لا ينفك يكرره، مفاده بأن أوكرانيا عليها أن تتقبل أنها خسرت المناطق التي تحتلها القوات الروسية (وتشكل نحو 20 في المائة من أراضيها، بما في ذلك القرم)، وأن الولايات المتحدة لن تضمن أمن أوكرانيا مستقبلاً، وأن على كييف التخلي نهائياً عن حلم الانضمام إلى حلف "الناتو".
ولا شك في أن هذه المواقف التي أعلن عنها ترامب في مستهل ولايته الرئاسية الثانية، قد شكلت صدمة في كييف، وكذلك لدى حلفاء الولايات المتحدة حول العالم.
وبذلك، فإن موافقة ترامب على بيع السلاح والذخيرة لأوكرانيا تمثل تحولاً طفيفاً نابعاً من انزعاج شخصي، لا من حسابات استراتيجية. وما سيحصل هو أن أوكرانيا وحلفاءها سيبادرون إلى استخدام تلك الأسلحة على جناح السرعة تحسباً لاحتمال أن يعود ترامب مجدداً إلى التقارب مع بوتين -وهو ما ينبغي لهم أن يتوقعوه.
*سام كيلي: كاتب وصحفي بريطاني ومحرر للشؤون الدولية في صحيفة "الإندبندنت". يتمتع بخبرة واسعة في تغطية الصراعات السياسية والقضايا الجيوسياسية حول العالم. اشتهر بتحقيقاته وتحليلاته العميقة التي تتناول العلاقات الدولية، خاصة في مناطق النزاع مثل الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرب اليوم
منذ 42 دقائق
- العرب اليوم
ترامب يوقع أمرًا برفع الرسوم الجمركية على عشرات الدول وسوريا تتصدر القائمة
وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، مساء الخميس، أمراً تنفيذياً زاد بموجبه الرسوم الجمركية على عشرات الدول. وقال البيت الأبيض إن نسبة الرسوم الجمركية الجديدة تتراوح بين 10% و41%، وقد تصدرت سوريا هذه القائمة الجديدة، إذ فرضت عليها أعلى نسبة من الرسوم، بينما بلغت نسبة التعرفات الجمركية على منتجات كل من الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية 15%، في خطوة ترمي إلى "إعادة هيكلة التجارة العالمية بما يعود بالنفع على العمال الأميركيين". كما وقّع ترامب أمراً تنفيذياً زاد بموجبه من 25% إلى 35% الرسوم الجمركية المفروضة على واردات بلاده من المنتجات الكندية غير المشمولة باتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية. وأفاد البيت الأبيض في بيان أن "كندا فشلت في التعاون للحد من تدفق الفنتانيل وغيره من المخدرات" إلى أميركا و"اتخذت إجراءات انتقامية ضد الولايات المتحدة". من جهته أعلن مسؤول أميركي كبير أن الرسوم الجمركية الإضافية الجديدة التي فرضها ترامب على عشرات الدول سيبدأ سريانها في 7 أغسطس، أي بعد 7 أيام من الموعد الذي كان محدداً أساساً. وصرح المسؤول للصحافيين أن هذا التأجيل لمدة أسبوع يهدف لمنح الجمارك الأميركية الوقت الكافي للاستعداد لتحصيل هذه الرسوم. قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :


سواليف احمد الزعبي
منذ ساعة واحدة
- سواليف احمد الزعبي
ترمب: غواصاتنا النووية أقرب إلى روسيا
#سواليف انتقد #الرئيس_الأميركي #دونالد_ترمب، الجمعة، بشدة تصريحات نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي #دميتري_مدفيديف حول #الأسلحة #النووية. وصرح ترمب خلال مقابلة حصرية مع 'نيوز ماكس' في البيت الأبيض أنه نتيجة لذلك، أمر بإرسال غواصتين نوويتين 'أقرب إلى روسيا'. كما أضاف: 'حسناً، رئيس روسي سابق، وهو الآن مسؤول عن أحد أهم المجالس، مدفيديف، قال أشياء سيئة للغاية، عند الحديث عن الأسلحة النووية. وعندما تُذكر كلمة 'نووي'، كما تعلمون، تبرقان عيناي وأقول: من الأفضل أن نكون حذرين، لأنه التهديد النهائي'. 'على أهبة الاستعداد' كذلك تابع: 'نريد دائماً أن نكون على أهبة الاستعداد. لذا أرسلت غواصتين نوويتين إلى المنطقة. أريد فقط التأكد من أن كلماته مجرد كلام لا أكثر'. وعندما سُئل عما إذا كانت الغواصات أقرب إلى روسيا، أجاب ترامب: 'إنها أقرب إلى روسيا. نعم، إنها أقرب إلى روسيا'. فيما أردف أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات إضافية على روسيا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الحرب في أوكرانيا، لافتاً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين 'بارع جداً' في التعامل مع العقوبات. 'تصريحات تحريضية' جاء ذلك بعدما أورد الرئيس الأميركي على منصته تروث سوشال بوقت سابق الجمعة أنه 'استناداً إلى التصريحات الاستفزازية للغاية التي أطلقها الرئيس السابق لروسيا، دميتري مدفيديف، أمرت بنشر غواصتين نوويتين في المناطق المناسبة، تحسباً لانطواء هذه التصريحات التحريضية على ما هو أكثر من ذلك'. وتابع: 'الكلمات مهمة جداً، وغالباً ما يمكن أن تؤدي إلى عواقب غير مقصودة، آمل ألا تكون هذه من تلك الحالات'. غير أنه لم يحدد في منشوره موقع نشر الغواصتين، وما إذا المقصود بنوويتين أنهما تعملان بالطاقة النووية أو تحملان صواريخ مزودة برؤوس نووية. 'حرصاً على سلامة شعبنا' ثم أعلن لاحقاً أن أوامر نشر غواصتين نوويتين في 'المناطق المناسبة' تأتي 'حرصاً على سلامة شعبنا'. وأضاف: 'علينا فقط أن نكون حذرين، فقد وجه تهديدا ولم نر أنه مناسب، لذا علي أن أكون حذراً للغاية، وقد فعلت ذلك حرصاً على سلامة شعبنا'. 'اليد الميتة' وكان مدفيديف قد انتقد ترامب بشدة الخميس في منشور على تليغرام، تطرق فيه إلى 'اليد الميتة'، وهو نظام تحكم آلي بالأسلحة النووية طوره الاتحاد السوفيتي إبان الحرب الباردة للتحكم بترسانته النووية، وفق فرانس برس. أتى تعليقه بعدما انتقد ترمب 'الاقتصاد الميت' لروسيا والهند. 'مهلة لإنهاء الحرب في أوكرانيا' وفي منشور على إكس يوم الاثنين، اعتبر مدفيديف أن تحديد ترامب مهلة لموسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا، هو بمثابة 'تهديد وخطوة نحو الحرب'. كما نصح الرئيس الأميركي بأن 'عليه أن يتذكر' أن روسيا تمتلك قوة هائلة. 'يدخل نطاقاً بالغة الخطورة!' في حين رد ترامب بوصف مدفيديف بأنه 'الرئيس السابق الفاشل لروسيا الذي يعتقد أنه ما زال رئيساً'. ومنتصف ليل الأربعاء، وجّه تحذيراً مباشراً لمدفيديف بوجوب 'الانتباه لكلماته'، مضيفاً: 'إنه يدخل نطاقاً بالغة الخطورة!'. يذكر أن ترمب كان حدد مهلة لروسيا تنقضي نهاية الأسبوع المقبل، من أجل اتخاذ خطوات لوضع حد للحرب في أوكرانيا وإلا مواجهة عقوبات جديدة. لكن على الرغم من الضغوط الأميركية، تواصل روسيا الحرب في أوكرانيا.


الرأي
منذ 3 ساعات
- الرأي
مصادر أممية: إسرائيل قتلت خلال يومين 105 من منتظري المساعدات بغزة
أعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة إن القوات الإسرائيلية قتلت 105 فلسطينيين وأصابت ما لا يقل عن 680 آخرين على امتداد طرق القوافل في منطقة زيكيم شمال غزة ومنطقة موراغ جنوب خانيونس، خلال يومي 30 و31 تموز الماضي. وأفاد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان،في بيان عبر صفحته الرسمية الليلة الماضية باستمرار إطلاق النار وقصف الفلسطينيين من قبل القوات الإسرائيلية على امتداد طرق قوافل المساعدات الغذائية وفي محيط مواقع ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية". وتأتي هذه الأنباء رغم إعلان الجيش الإسرائيلي في 27 تموز الماضي عن "توقف مؤقت للعمليات العسكرية" في المناطق الغربية من مدينة غزة وحتى المواصي وخلال ساعات محددة "لتحسين الاستجابة الإنسانية". وسجل المكتب أن عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا أثناء بحثهم عن الغذاء منذ 27 أيار بلغ ما لا يقل عن 1373 شخصا منهم 859 استشهدوا في محيط "مؤسسة غزة الإنسانية" و514 على امتداد طرق قوافل المساعدات. وأكد مكتب حقوق الإنسان أن "هؤلاء الضحايا وغالبيتهم من الرجال والفتيان ليسوا مجرد أرقام. ولا تتوافر لدى المكتب أي معلومات تشير إلى أن هؤلاء الفلسطينيين كانوا قد شاركوا مباشرة في الأعمال العدائية أو يشكلون تهديدا للقوات الإسرائيلية أو لأي طرف آخر". كما أشار مكتب حقوق الإنسان إلى ازدياد عدد الفلسطينيين بمن فيهم الأطفال وكبار السن وذوو الإعاقة والمرضى والمصابون الذين يموتون نتيجة سوء التغذية والمجاعة، حيث يفتقر هؤلاء الأشخاص غالبا لأي دعم ولا يمكنهم الوصول إلى المواقع التي قد تتوفر فيها كميات ضئيلة من المساعدات. وأوضح أن ما يجري "كارثة إنسانية من صنع الإنسان، ونتيجة مباشرة لسياسات فرضتها إسرائيل أدت إلى تقليص حاد في كميات المساعدات المنقذة للحياة في غزة". وجدد مكتب حقوق الإنسان تأكيد أن "توجيه الهجمات المتعمدة ضد المدنيين غير المشاركين مباشرة في الأعمال العدائية، واستخدام التجويع كوسيلة حرب من خلال حرمان المدنيين من العناصر الضرورية لبقائهم على قيد الحياة، بما في ذلك عرقلة وصول الإغاثة، تشكل جرائم حرب". وأضاف "إذا ما ارتكبت كجزء من هجوم واسع النطاق أو منهجي ضد السكان المدنيين فقد ترقى كذلك إلى جرائم ضد الإنسانية".