عبد الرحمن توفيق الباشا رسولاً للموسيقى في مئوية والده
جلسنا أمس الثلاثاء الى مائدة الموسيقى والكلمة لنصغي الى وقائع تكريم النهضوي في "كتابة" الموسيقى العربية واسعة المدى توفيق الباشا في ذكرى مئوية ولادته بمبادرة مشكورة من النادي الثقافي العربي في قاعة الأسمبلي هول في الجامعة الأميركية. مع تسجيل بعض "العتب" على مسار تنظيمي للحدث ترجم عملياً بحضور "خجول جداً" للدعوة العامة، التي أطلقها النادي لهذا التكريم، وعدم توزيع برنامج للأمسية الأدبية -الموسيقية فيها سيرة عن المكرّم نفسه وملخص عن بعض كلمات المتحدثين. وشكا المتحدثون من جودة صوت المذياع، خلال إلقاء كلماتهم، وهم العميد السابق لكلية الموسيقى في جامعة الروح القدس الكسليك الأب بديع الحاج، مؤلف كتاب عن توفيق الباشا بعنوان "رحلته الى العالمية" الذي يوقعه اليوم في معرض الكتاب، إضافة إلى ناشِر "دار نلسن" سليمان بختي، والناقد المسرحي عبيدو باشا.
تكلم المتحدث الرابع وهو العازف العالمي عبد الرحمن الباشا عن والده عبر الموسيقى. جلس الباشا محاكياً والده توفيق الباشا "عاشق بيروت" حتى الثمالة من خلال عزفه مقطوعتين موسيقيتين لوالده، الأولى بعنوان "حنين" والتي ترتقي بنا الى نموذج عن فكر توفيق الباشا وأنامل يديه المرصعة بنوتات خالدة من عصارة شوقه الى بيروت "خليلته" التي رافقته في أسفاره.
ما "الحنين" يا ترى؟ الجواب في عزف عبد الرحمن الباشا الرشيق والذي تنقلت فيه أصابعه على البيانو متحدثاً عن مقطوعة والده، إذ كتبها في روما معبراً عن شوقه لحبيبته بيروت.
نوتات شوق تصدر من عذوبة عزف عبد الرحمن المترجمة لشوق والده لتلك المدينة، التي أعطاها توفيق باشا كل شيء. لازمتنا نبضات موسيقية قوية بمسارها السريع المعبّر عن لحظات شوق الى بيروت لتعود الموسيقى منتظمة أحياناً وهائجة أحياناً أخرى، كأنها موج من حب لا متناه لبيروت مدينة سكنت توفيق الباشا حتى الموت أو ربما بعده أيضاً. جاءت هذه المقطوعة وصية من توفيق الباشا وابنه عبد الرحمن لكي لا ننسى بيروت ونعود الى رحم هذه المدينة نتغلف برائحة المكان الدافىء المنبعث الينا في كل صباح.
ثانياً، عزف عبد الرحمن الباشا موسيقى أغنية "عارفيِ يَمّي" التي لحنها توفيق الباشا، لزوجته المطربة وداد، وهي "قصيدة" موسيقية تحول فيها النغم كأشعة شمس تلامس كل نوتة من البيانو. حاول عبد الرحمن الباشا في خياره هذا أن يلمّ شمل عائلته: الأب توفيق الباشا، وأمه وداد صاحبة الصوت المغوي وهو ابنهما عبد الرحمن الباشا. نبضات الموسيقى تروي الحكاية، وتستعيدها بتفاصيلها لتكون الموسيقى "الشاهد الأكبر" على جمع الشمل. وعزف مقطوعتين موسيقيتين من الموسيقى الكلاسيكية التي أحبها والده.
المحطة الأولى مع "فانتازيا" لشوبان. بدأت رحلة الخيال والإبحار في صنع الخيال مع نظام إيقاع متعدد تنتشر من خلاله النغمات المتحركة دورياً. استعاد عبد الرحمن الباشا من خلال صمته، الذي خرقته حركة أصابعه على البيانو، رحلة موسيقية بتردداتها الى مسمعنا وما أجمل هذه الترددات! حل ضيفاً في المحطة الثانية بمقطوعة "حلم حب" بإيقاعه الموسيقي المتكرر وبعض ألحانه البسيطة كنسمة حب تكاملت بسحر اصابع عبد الرحمن على البيانو هو الذي جمع مثل ليست بين "الشعر" في الموسيقى والمشاعر المؤثرة لحلم الحب...
عبد الرحمن الباشا العازف العالمي كان امس رسولاً كعادته للموسيقى. أوصانا مجدداً أن نحب بيروت مثل والده ومثله هو طبعاً، وأن نعتنق الخيال كما أوصانا شوبان و"حلم الحب" كما أراده ليست لنغير معادلة تلك الأيام الصعبة، عله يأتينا ذلك الفجر الجديد المنتظر منذ زمن طويل، زمن يكرم فيه الكبار كما يجب.
ندوة تكريم الموسيقار اللبناني توفيق الباشا، بمناسبة مرور مئة عام على ولادته، من تنظيم النادي الثقافي العربي:
افتتحت الأمسية رئيسة النادي الثقافي العربي سلوى السنيورة بعاصيري بكلمة استحضرت فيها الإرث الثقافي والفني للبنان وللمحتفى به، وقالت: "في حرم هذه الجامعة العريقة، نظم النادي الثقافي العربي أول معرض كتاب في لبنان والعالم العربي العام 1956، واحتضنه حتى العام 1966. واليوم، نحلّ ضيوفًا عليها لنوجّه معًا تحية تقدير ووفاء للموسيقار توفيق الباشا، بالكلمة واللحن، في ذكرى مئويته، تحيةً لقدَرٍ جمع بين العبقرية والانتماء، وبين الإبداع والحنين". وأضافت: "نُحيي هذه الذكرى بالموسيقى الحيّة التي يقدّمها العازف العالمي عبد الرحمن الباشا، في لحظة وفاء عائلية وإنسانية وفنية مميزة. وأتوجه بالشكر إلى الجامعة الأميركية على هذا الاحتضان المستمر لقضية لبنان الحقيقية: الثقافة والمعرفة".
تولّى إدارة الأمسية الكاتب سليمان بختي، الذي عبّرعن فخره بوجود عبد الرحمن الباشا، نجل المحتفى به في بيروت مشيدًا بإبداعه وارتباطه الحيّ بذاكرة والده الموسيقية. استعرض بختي جانبًا من سيرة توفيق الباشا، المولود في رأس النبع العام 1920، مشيرًا إلى شغفه المبكر بالموسيقى. فحسب رواية شقيقه الرسّام أمين الباشا، كان الطفل توفيق يعزف على الأواني باستخدام الملعقة، فيما كان يحلم أن يكون موسيقيًا. درس الباشا الموسيقى في الجامعة الأميركية على يد موسيقيين أجانب، وأقام حفلات في جامعات بيروت. وفي عام 1960 أسّس فرقة الأنوار مع زكي ناصيف، وجال بها العالم ناشرًا الموسيقى اللبنانية والعربية.
الحاج: من بيروت إلى العالم
وتناول الأب بديع الحاج محطات أساسية من مسيرة الباشا، مشيرًا إلى إصدار كتاب جديد عنه يُوقَّع قريبًا في دار نلسن. قال:"سيرة توفيق الباشا تحتاج آلات لا تُعزَف فقط بل تُفهَم. كان بيروتيًا عاشقًا للموسيقى، يرى فيها ملاذًا في الحرب وزمن الخراب". وأضاف: "من منزله الذي كان أقرب إلى معهد موسيقي، انطلق نحو العالمية. في إذاعة Vox، لفتت موسيقاه سيدة أميركية، فدُعي للعزف في مناسبات دولية. ومن هناك بدأت مسيرته في الخارج".
وعدّد أبرز إنجازاته وهي: كتابة مؤلفات مستوحاة من السيرة النبوية، نشر التراث الموسيقي العربي بأسلوب معاصر موجّه للعالم،انضمامه إلى عصبة الخمسة التي أعادت صياغة الموسيقى العربية، مشاركته في تأسيس مهرجانات بعلبك منذ عام 1956، تأليفه وتوزيعه لموسيقى أوركسترالية راقية تراعي الأداء الجماعي، تأسيس فرقة الأنوار والعزف مع موسيقيين عالميين،اهتمامه الكبير بـالموشحات وتطويرها،شجاعته الإبداعية ورفضه للمسايرة الفنية.
باشا: الأناقة موسيقى أيضًا
ثم تحدّث الكاتب والناقد الفني عبيدو باشا عن توفيق الباشا الإنسان والفنان، فقال:"كان استثنائيًا، هاويًا عاشقًا للموسيقى، يروي بالموسيقى اللحظات، ويمتلك سحرًا خاصًا في ضبط المزاج الموسيقي. كان الأناقة جزءًا من طباعه، حتى في تأليف الموسيقى.
وأضاف:"ارتدى الفوِلارد صيفًا وشتاءً، وكانت نظاراته مربّعة. كان أنيقًا في حضوره، وفي تكوين الجملة الموسيقية. مسرحي في الموسيقى، وموسيقي في المسرح".
وأشار إلى علاقته الوثيقة بشقيقه أمين، الذي توجّه إلى الرسم، فيما اختار توفيق الموسيقى، وكان علّامة في هذا المجال.كان محبًا لسيد درويش، والموسيقى الكلاسيكية، وشغوفًا بالمشاعر الوطنية. ذاكرته الموسيقية هائلة، وكان شجاعًا إلى أقصى الحدود.
في نهاية الأمسية، وجّه عبد الرحمن الباشا شكره للحضور قائلاً: "ما لازم نخلط إنو الموسيقى جاي من الشرق أو من الغرب. وجهة نظروالدي كانت بلا حدود. من الموسيقى الغربية كان يحب بيتهوفن وشوبان، ولهذا أُهدي ختام الندوة إلى والدي بمقطوعات من أعمال شوبان التي كان يحبها".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المدن
منذ 2 أيام
- المدن
عبد الرحمن توفيق الباشا رسولاً للموسيقى في مئوية والده
جلسنا أمس الثلاثاء الى مائدة الموسيقى والكلمة لنصغي الى وقائع تكريم النهضوي في "كتابة" الموسيقى العربية واسعة المدى توفيق الباشا في ذكرى مئوية ولادته بمبادرة مشكورة من النادي الثقافي العربي في قاعة الأسمبلي هول في الجامعة الأميركية. مع تسجيل بعض "العتب" على مسار تنظيمي للحدث ترجم عملياً بحضور "خجول جداً" للدعوة العامة، التي أطلقها النادي لهذا التكريم، وعدم توزيع برنامج للأمسية الأدبية -الموسيقية فيها سيرة عن المكرّم نفسه وملخص عن بعض كلمات المتحدثين. وشكا المتحدثون من جودة صوت المذياع، خلال إلقاء كلماتهم، وهم العميد السابق لكلية الموسيقى في جامعة الروح القدس الكسليك الأب بديع الحاج، مؤلف كتاب عن توفيق الباشا بعنوان "رحلته الى العالمية" الذي يوقعه اليوم في معرض الكتاب، إضافة إلى ناشِر "دار نلسن" سليمان بختي، والناقد المسرحي عبيدو باشا. تكلم المتحدث الرابع وهو العازف العالمي عبد الرحمن الباشا عن والده عبر الموسيقى. جلس الباشا محاكياً والده توفيق الباشا "عاشق بيروت" حتى الثمالة من خلال عزفه مقطوعتين موسيقيتين لوالده، الأولى بعنوان "حنين" والتي ترتقي بنا الى نموذج عن فكر توفيق الباشا وأنامل يديه المرصعة بنوتات خالدة من عصارة شوقه الى بيروت "خليلته" التي رافقته في أسفاره. ما "الحنين" يا ترى؟ الجواب في عزف عبد الرحمن الباشا الرشيق والذي تنقلت فيه أصابعه على البيانو متحدثاً عن مقطوعة والده، إذ كتبها في روما معبراً عن شوقه لحبيبته بيروت. نوتات شوق تصدر من عذوبة عزف عبد الرحمن المترجمة لشوق والده لتلك المدينة، التي أعطاها توفيق باشا كل شيء. لازمتنا نبضات موسيقية قوية بمسارها السريع المعبّر عن لحظات شوق الى بيروت لتعود الموسيقى منتظمة أحياناً وهائجة أحياناً أخرى، كأنها موج من حب لا متناه لبيروت مدينة سكنت توفيق الباشا حتى الموت أو ربما بعده أيضاً. جاءت هذه المقطوعة وصية من توفيق الباشا وابنه عبد الرحمن لكي لا ننسى بيروت ونعود الى رحم هذه المدينة نتغلف برائحة المكان الدافىء المنبعث الينا في كل صباح. ثانياً، عزف عبد الرحمن الباشا موسيقى أغنية "عارفيِ يَمّي" التي لحنها توفيق الباشا، لزوجته المطربة وداد، وهي "قصيدة" موسيقية تحول فيها النغم كأشعة شمس تلامس كل نوتة من البيانو. حاول عبد الرحمن الباشا في خياره هذا أن يلمّ شمل عائلته: الأب توفيق الباشا، وأمه وداد صاحبة الصوت المغوي وهو ابنهما عبد الرحمن الباشا. نبضات الموسيقى تروي الحكاية، وتستعيدها بتفاصيلها لتكون الموسيقى "الشاهد الأكبر" على جمع الشمل. وعزف مقطوعتين موسيقيتين من الموسيقى الكلاسيكية التي أحبها والده. المحطة الأولى مع "فانتازيا" لشوبان. بدأت رحلة الخيال والإبحار في صنع الخيال مع نظام إيقاع متعدد تنتشر من خلاله النغمات المتحركة دورياً. استعاد عبد الرحمن الباشا من خلال صمته، الذي خرقته حركة أصابعه على البيانو، رحلة موسيقية بتردداتها الى مسمعنا وما أجمل هذه الترددات! حل ضيفاً في المحطة الثانية بمقطوعة "حلم حب" بإيقاعه الموسيقي المتكرر وبعض ألحانه البسيطة كنسمة حب تكاملت بسحر اصابع عبد الرحمن على البيانو هو الذي جمع مثل ليست بين "الشعر" في الموسيقى والمشاعر المؤثرة لحلم الحب... عبد الرحمن الباشا العازف العالمي كان امس رسولاً كعادته للموسيقى. أوصانا مجدداً أن نحب بيروت مثل والده ومثله هو طبعاً، وأن نعتنق الخيال كما أوصانا شوبان و"حلم الحب" كما أراده ليست لنغير معادلة تلك الأيام الصعبة، عله يأتينا ذلك الفجر الجديد المنتظر منذ زمن طويل، زمن يكرم فيه الكبار كما يجب. ندوة تكريم الموسيقار اللبناني توفيق الباشا، بمناسبة مرور مئة عام على ولادته، من تنظيم النادي الثقافي العربي: افتتحت الأمسية رئيسة النادي الثقافي العربي سلوى السنيورة بعاصيري بكلمة استحضرت فيها الإرث الثقافي والفني للبنان وللمحتفى به، وقالت: "في حرم هذه الجامعة العريقة، نظم النادي الثقافي العربي أول معرض كتاب في لبنان والعالم العربي العام 1956، واحتضنه حتى العام 1966. واليوم، نحلّ ضيوفًا عليها لنوجّه معًا تحية تقدير ووفاء للموسيقار توفيق الباشا، بالكلمة واللحن، في ذكرى مئويته، تحيةً لقدَرٍ جمع بين العبقرية والانتماء، وبين الإبداع والحنين". وأضافت: "نُحيي هذه الذكرى بالموسيقى الحيّة التي يقدّمها العازف العالمي عبد الرحمن الباشا، في لحظة وفاء عائلية وإنسانية وفنية مميزة. وأتوجه بالشكر إلى الجامعة الأميركية على هذا الاحتضان المستمر لقضية لبنان الحقيقية: الثقافة والمعرفة". تولّى إدارة الأمسية الكاتب سليمان بختي، الذي عبّرعن فخره بوجود عبد الرحمن الباشا، نجل المحتفى به في بيروت مشيدًا بإبداعه وارتباطه الحيّ بذاكرة والده الموسيقية. استعرض بختي جانبًا من سيرة توفيق الباشا، المولود في رأس النبع العام 1920، مشيرًا إلى شغفه المبكر بالموسيقى. فحسب رواية شقيقه الرسّام أمين الباشا، كان الطفل توفيق يعزف على الأواني باستخدام الملعقة، فيما كان يحلم أن يكون موسيقيًا. درس الباشا الموسيقى في الجامعة الأميركية على يد موسيقيين أجانب، وأقام حفلات في جامعات بيروت. وفي عام 1960 أسّس فرقة الأنوار مع زكي ناصيف، وجال بها العالم ناشرًا الموسيقى اللبنانية والعربية. الحاج: من بيروت إلى العالم وتناول الأب بديع الحاج محطات أساسية من مسيرة الباشا، مشيرًا إلى إصدار كتاب جديد عنه يُوقَّع قريبًا في دار نلسن. قال:"سيرة توفيق الباشا تحتاج آلات لا تُعزَف فقط بل تُفهَم. كان بيروتيًا عاشقًا للموسيقى، يرى فيها ملاذًا في الحرب وزمن الخراب". وأضاف: "من منزله الذي كان أقرب إلى معهد موسيقي، انطلق نحو العالمية. في إذاعة Vox، لفتت موسيقاه سيدة أميركية، فدُعي للعزف في مناسبات دولية. ومن هناك بدأت مسيرته في الخارج". وعدّد أبرز إنجازاته وهي: كتابة مؤلفات مستوحاة من السيرة النبوية، نشر التراث الموسيقي العربي بأسلوب معاصر موجّه للعالم،انضمامه إلى عصبة الخمسة التي أعادت صياغة الموسيقى العربية، مشاركته في تأسيس مهرجانات بعلبك منذ عام 1956، تأليفه وتوزيعه لموسيقى أوركسترالية راقية تراعي الأداء الجماعي، تأسيس فرقة الأنوار والعزف مع موسيقيين عالميين،اهتمامه الكبير بـالموشحات وتطويرها،شجاعته الإبداعية ورفضه للمسايرة الفنية. باشا: الأناقة موسيقى أيضًا ثم تحدّث الكاتب والناقد الفني عبيدو باشا عن توفيق الباشا الإنسان والفنان، فقال:"كان استثنائيًا، هاويًا عاشقًا للموسيقى، يروي بالموسيقى اللحظات، ويمتلك سحرًا خاصًا في ضبط المزاج الموسيقي. كان الأناقة جزءًا من طباعه، حتى في تأليف الموسيقى. وأضاف:"ارتدى الفوِلارد صيفًا وشتاءً، وكانت نظاراته مربّعة. كان أنيقًا في حضوره، وفي تكوين الجملة الموسيقية. مسرحي في الموسيقى، وموسيقي في المسرح". وأشار إلى علاقته الوثيقة بشقيقه أمين، الذي توجّه إلى الرسم، فيما اختار توفيق الموسيقى، وكان علّامة في هذا المجال.كان محبًا لسيد درويش، والموسيقى الكلاسيكية، وشغوفًا بالمشاعر الوطنية. ذاكرته الموسيقية هائلة، وكان شجاعًا إلى أقصى الحدود. في نهاية الأمسية، وجّه عبد الرحمن الباشا شكره للحضور قائلاً: "ما لازم نخلط إنو الموسيقى جاي من الشرق أو من الغرب. وجهة نظروالدي كانت بلا حدود. من الموسيقى الغربية كان يحب بيتهوفن وشوبان، ولهذا أُهدي ختام الندوة إلى والدي بمقطوعات من أعمال شوبان التي كان يحبها".

المدن
منذ 4 أيام
- المدن
عبد الرحمن الباشا رسولاً للموسيقى في ذكرى والده
جلسنا أمس الثلثاء الى مائدة الموسيقى والكلمة لنصغي الى وقائع تكريم النهضوي في "كتابة" الموسيقى العربية واسعة المدى توفيق الباشا في ذكرى مئوية ولادته بمبادرة مشكورة من النادي الثقافي العربي في قاعة الأسمبلي هول في الجامعة الأميركية، مع تسجيل بعض "العتب" على مسار تنظيمي للحدث نفسه ترجم عملياً بحضور "خجول جداً" للدعوة العامة، التي أطلقها النادي لهذا التكريم، وعدم توزيع برنامج للأمسية الأدبية -الموسيقية فيها سيرة عن المكرم نفسه وملخص عن بعض كلمات المتحدثين الأربعة، الذين شكوا من "غياب" جودة صوت المذياع، خلال إلقاء كلماتهم، وهم العميد السابق لكلية الموسيقى في جامعة الروح القدس الكسليك الأب بديع الحاج مؤلف كتاب عن توفيق الباشا بعنوان "رحلته الى العالمية" الذي يوقعه اليوم في معرض الكتاب، ناشر "دار نلسن" سليمان بختي، والناقد المسرحي عبيدو باشا. تكلم المتحدث الرابع وهو العازف العالمي عبد الرحمن الباشا عن والده عبر الموسيقى. جلس الباشا محاكياً والده توفيق الباشا "عاشق بيروت" حتى الثمالة من خلال عزفه مقطوعتين موسيقيتين لوالده، الأولى بعنوان "حنين" والتي ترتقي بنا الى نموذج عن فكر توفيق الباشا وأنامل يديه المرصعة بنوتات خالدة من عصارة شوق الباشا الى بيروت "خليلته" التي رافقته في أسفاره. ما "الحنين" يا ترى؟ الجواب في عزف عبد الرحمن الباشا الرشيق تنقلت فيه أصابعه على البيانو متحدثاً عن مقطوعة والده، الذي "كتبها" في مدينة روما معبراً عن شوقه لحبيبته بيروت. أتسمعون نوتات الشوق، التي تصدر من عذوبة عزف عبد الرحمن المترجمة لشوق والده لتلك المدينة، التي أعطاها توفيق باشا كل شيء. لازمتنا نبضات موسيقية قوية بمسارها السريع المعبر عن لحظات شوق الى بيروت لتعود الموسيقى منتظمة أحياناً وهائجة أحياناً أخرى، كأنها موج من حب لا متناه لبيروت مدينة سكنت توفيق الباشا حتى الموت أو ربما بعده أيضاً. جاءت هذه المقطوعة وصية من توفيق الباشا وابنه عبد الرحمن لكي لا ننسى بيروت ونعود الى رحم هذه المدينة نتغلف برائحة المكان الدافىء المنبعث الينا في كل صباح. ثانياً، عوف عبد الرحمن الباشا موسيقى أغنية "عارفيِ يَمّي" الذي لحنها توفيق الباشا، لزوجته المطربة وداد، وهي "قصيدة" موسيقية تحول فيها النغم كأشعة شمس تلامس كل نوتة من البيانو. حاول عبد الرحمن الباشا في خياره هذا أن يعيد شمل عائلته الأب توفيق الباشا، أمه وداد صاحبة الصوت المغوي وهو ابنهما عبد الرحمن الباشا. نبضات الموسيقى تروي الحكاية، تستعيدها بتفاصيلها لتكون الموسيقى "الشاهد الأكبر" على جمع الشمل. لم يتوقف عبد الرحمن الباشا من تكريم والده توفيق الباشا من خلال عزفه مقطوعتين موسيقيتين من جرن الموسيقى الكلاسيكية، التي أحبها والده. المحطة الأولى مع "فانتازيا" لشوبان. بدأت رحلة الخيال والإبحار في صنع الخيال مع نظام إيقاع متعدد تنتشر من خلاله النغمات المتحركة دورياً. استعاد عبد الرحمن الباشا من خلال صمته، الذي خرقته حركة أصابعه على البيانو، رحلة موسيقية بتردداتها الى مسمعنا وما أجمل هذه الترددات! حل ضيفاً في المحطة الثانية بمقطوعة "حلم حب" بإيقاعه الموسيقي المتكرر وبعض الحانه البسيطة كنسمة حب تكاملت بسحر اصابع عبد الرحمن الباشا على البيانو هو الذي جمع مثل ليست بين "الشعر" في الموسيقى والمشاعر المؤثرة لحلم الحب... عبد الرحمن الباشا العازف العالمي كان امس رسولاً كعادته للموسيقى. أوصانا مجدداً أن نحب بيروت مثل والده ومثله هو طبعاً، وأن نعتنق الخيال كما أوصانا شوبان و"حلم الحب" كما أراده ليست لنغير معادلة تلك الأيام الصعبة، عله يأتينا ذلك الفجر الجديد المنتظر منذ زمن طويل، زمن يكرم فيه الكبار كما يجب. ــــــــــــــــــــــ (*) في ندوة تكريم الموسيقار اللبناني توفيق الباشا، بمناسبة مرور مئة عام على ولادته، من تنظيم النادي الثقافي العربي. افتتحت الأمسية رئيسة النادي الثقافي العربي سلوى السنيورة بعاصيري بكلمة استحضرت فيها الإرث الثقافي والفني للبنان وللمحتفى به، وقالت: "في حرم هذه الجامعة العريقة، نظم النادي الثقافي العربي أول معرض كتاب في لبنان والعالم العربي عام 1956، واحتضنه حتى العام 1966. واليوم، نحلّ ضيوفًا عليها لنوجّه معًا تحية تقدير ووفاء للموسيقار توفيق الباشا، بالكلمة واللحن، في ذكرى مئويته، تحيةً لقدَرٍ جمع بين العبقرية والانتماء، وبين الإبداع والحنين". وأضافت: "نُحيي هذه الذكرى بالموسيقى الحيّة التي يقدّمها العازف العالمي عبد الرحمن الباشا، في لحظة وفاء عائلية وإنسانية وفنية مميزة. وأتوجه بالشكر إلى الجامعة الأميركية على هذا الاحتضان المستمر لقضية لبنان الحقيقية: الثقافة والمعرفة". تولّى إدارة الأمسية الكاتب سليمان بختي، الذي عبّرعن فخره بوجود عبد الرحمن الباشا، نجل المحتفى به في بيروت مشيدًا بإبداعه وارتباطه الحيّ بذاكرة والده الموسيقية. استعرض بختي جانبًا من سيرة توفيق الباشا، المولود في رأس النبع عام 1920، مشيرًا إلى شغفه المبكر بالموسيقى. فحسب رواية شقيقه الرسّام أمين الباشا، كان الطفل توفيق يعزف على الأواني باستخدام الملعقة، فيما كان يحلم أن يكون موسيقيًا. درس الباشا الموسيقى في الجامعة الأميركية على يد موسيقيين أجانب، وأقام حفلات في جامعات بيروت. وفي عام 1960 أسّس فرقة الأنوار مع زكي ناصيف، وجال بها العالم ناشرًا الموسيقى اللبنانية والعربية. الحاج: من بيروت إلى العالم وتناول الأب بديع الحاج محطات أساسية من مسيرة الباشا، مشيرًا إلى إصدار كتاب جديد عنه يُوقَّع قريبًا في دار نلسن. قال:"سيرة توفيق الباشا تحتاج آلات لا تُعزَف فقط بل تُفهَم. كان بيروتيًا عاشقًا للموسيقى، يرى فيها ملاذًا في الحرب وزمن الخراب". وأضاف: "من منزله الذي كان أقرب إلى معهد موسيقي، انطلق نحو العالمية. في إذاعة Vox، لفتت موسيقاه سيدة أميركية، فدُعي للعزف في مناسبات دولية. ومن هناك بدأت مسيرته في الخارج". وعدّد أبرز إنجازاته وهي: كتابة مؤلفات مستوحاة من السيرة النبوية، نشر التراث الموسيقي العربي بأسلوب معاصر موجّه للعالم،انضمامه إلى عصبة الخمسة التي أعادت صياغة الموسيقى العربية، مشاركته في تأسيس مهرجانات بعلبك منذ عام 1956، تأليفه وتوزيعه لموسيقى أوركسترالية راقية تراعي الأداء الجماعي، تأسيس فرقة الأنوار والعزف مع موسيقيين عالميين،اهتمامه الكبير بـالموشحات وتطويرها،شجاعته الإبداعية ورفضه للمسايرة الفنية. باشا: الأناقة موسيقى أيضًا ثم تحدّث الكاتب والناقد الفني عبيدو باشا عن الباشا الإنسان والفنان، فقال:"كان توفيق الباشا استثنائيًا، هاويًا عاشقًا للموسيقى، يروي بالموسيقى اللحظات، ويمتلك سحرًا خاصًا في ضبط المزاج الموسيقي. كان الأناقة جزءًا من طباعه، حتى في تأليف الموسيقى. وأضاف:"ارتدى الفوِلارد صيفًا وشتاءً، وكانت نظاراته مربّعة. كان أنيقًا في حضوره، وفي تكوين الجملة الموسيقية. مسرحي في الموسيقى، وموسيقي في المسرح". وأشار إلى علاقته الوثيقة بشقيقه أمين، الذي توجّه إلى الرسم، فيما اختار توفيق الموسيقى، وكان علّامة في هذا المجال.كان محبًا لسيد درويش، والموسيقى الكلاسيكية، وشغوفًا بالمشاعر الوطنية. ذاكرته الموسيقية هائلة، وكان شجاعًا إلى أقصى الحدود. في نهاية الأمسية، وجّه عبد الرحمن الباشا شكره للحضور قائلاً: "ما لازم نخلط إنو الموسيقى جاي من الشرق أو من الغرب. وجهة نظروالدي كانت بلا حدود. من الموسيقى الغربية كان يحب بيتهوفن وشوبان، ولهذا أُهدي ختام الندوة إلى والدي بمقطوعات من أعمال شوبان التي كان يحبها".


وزارة الإعلام
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- وزارة الإعلام
بابو لحود أصيلة في برنامج ' ألبوم الاصالة' وتتوقف عند الاعمال والذكريات بحنين كبير
تستعرض الفنانة بابو لحود مسيرتها المتنوعة في عالم تصاميم الازياء التي بدأتها من الليالي الفولكلورية، وهي تلميذة مدرسة بتشجيع من شقيقها عاشق الرسم ايصاً الفنان الراحل روميو لحود . وتروي لحود للاعلامي روبير فرنجية، خلال برنامج 'ألبوم الأصالة' من تلفزيون لبنان، مراحل حياتها التي باتت أرشيفا مهما في جامعة الروح القدس الكسليك، وعنه تسلط الضؤ رئيسة برنامج الفن المعاصر في الجامعة اوديل الخوري. وتتوقف لحود عند الاعمال والذكريات بحنين كبير، كما تتناول تعاملها مع الكبار من فيروز الى صباح وسلوى القطريب ووديع الصافي ونصري شمس الدين ومجدلا وهدى ، وتعاونها مع الاخوين عاصي ومنصور الرحباني من بترا الى صيف ٨٤٠ وصولاً الى مروان وغدي الرحباني وريمون جبارة، وانطوان غندور وانطوان كرباج وغيرهم . وفي الحلقة مداخلات مصورة من شقيقها المنتج ناهي لحود ومن شقيقتها ناي لحود ومن الفنان غدي الرحباني ، الفنانة جورجيت جبارة والاعلامي ريكاردو كرم ومن المصممين بسام نعمة وماجد بو طانوس اضافة الى الفنانتين بياريت القطريب وميكايللا من مسرحية ' طريق الشمس ' . برنامج ' ألبوم الاصالة يحتوي على تقارير من الارشيف الذي يمثل ماضي فن بابو لحود التي كانت واحدة من المصممات العالميات ومن أعضاء اللجنة التحكيمية لبرنامج استديو الفن منذ انطلاقته في تلفزيون لبنان . وتتضمن الحلقة لقطات من تكريم وزير الاعلام الدكتور بول مرقص لها في وزارة الاعلام . 'ألبوم الاصالة' صور على مسرح كازينو لبنان ويعرض السبت عند التاسعة والنصف مساءً، وهو من اخراج بسام خويري، اعداد وتقديم الزميل روبير فرنجية .