logo
‫ وزارة الأوقاف تتفقد جامع مطار حمد الدولي ومرافقه ومصليات صالات الترانزيت

‫ وزارة الأوقاف تتفقد جامع مطار حمد الدولي ومرافقه ومصليات صالات الترانزيت

العرب القطريةمنذ 15 ساعات
الدوحة-العرب
في إطار حرص وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على متابعة جاهزية المساجد والمصليات في مختلف المواقع الحيوية بالدولة، وتوفير بيئة روحية متكاملة لراحة المصلين، قام وفد من الوزارة بزيارة ميدانية تفقدية إلى جامع مطار حمد الدولي ومرافقه الملحقة، شملت قاعة الصلاة الرئيسية وغرف الصلاة، كما شملت الزيارة تفقد المصليات المنتشرة في صالات الترانزيت والاطلاع على جاهزيتها وتوفر كافة الخدمات بها.
وقد مثّل الوزارة في هذه الزيارة السيد محمد يوسف آل إبراهيم، مدير إدارة الشؤون الهندسية، الذي قام بجولة شاملة للوقوف على مدى جاهزية المرافق والخدمات المرتبطة بالمسجد، بما في ذلك نظافة المصليات، وسلامة التجهيزات، وكفاءة الخدمات المقدمة للمسافرين والمصلين على حد سواء.
بيئة روحية متكاملة
وأكد الوفد خلال الزيارة أهمية الحفاظ على التنظيم داخل مرافق العبادة في المطار، مشيدين بمستوى الجاهزية وحسن الترتيب الذي يعكس تنسيقاً مستمراً بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والجهات المعنية في مطار حمد الدولي، بما يسهم في توفير بيئة روحية ملائمة تُعين المصلين على أداء عباداتهم بطمأنينة وخشوع.
كما تم خلال الزيارة الإشارة إلى أهمية المتابعة الدورية والتقييم المنتظم لهذه المرافق الحيوية، التي تمثل نموذجاً لتكامل الخدمات الدينية في أحد أبرز المرافق الوطنية، وفي إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الخدمات الدينية داخل المطار، تم تزويد الجامع الرئيسي والمصليات في صالات المسافرين بنسخ من مصحف قطر، وذلك ضمن مبادرة تهدف إلى توفير نسخ معتمدة وعالية الجودة من المصحف الشريف، بما يسهم في تهيئة بيئة روحية متكاملة تلبي احتياجات المصلين من المسافرين والعاملين على حد سواء.
التزام دائم بخدمة بيوت الله ورعايتها
وتأتي هذه الزيارة في إطار سلسلة الزيارات الميدانية التي تنفذها الوزارة للتأكد من جاهزية بيوت الله في مختلف أنحاء الدولة، وتُجسد التزام وزارة الأوقاف برسالتها في رعاية المساجد وتهيئتها بما يحقق رسالتها الدينية والمجتمعية.
بيئة إيمانية تُلبي تطلعات العُمّار
وتؤكد وزارة الأوقاف أن جهودها لا تقتصر على بناء المساجد فقط، بل تمتد إلى تهيئتها بصورة تليق بمكانة بيوت الله واحتياجات عُمّارها، عبر توفير المرافق المساندة، والعناية بالنظافة، والتكييف، وسلامة المرافق، بما يُهيّئ للمصلين أجواءً روحية تُعينهم على العبادة، خاصة في الأماكن العامة والمواقع ذات الكثافة العالية مثل المطار.
وتجسد هذه الجهود اهتمام الدولة الكبير ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمساجد ومرتاديها، باعتبارها أماكن للعبادة، ومنارات للهداية، ومراكز إشعاع ديني وأخلاقي وثقافي، ومرتكزاً أساسياً في منظومة القيم المجتمعية في دولة قطر.
الجدير بالذكر أن إدارة الشؤون الهندسية بالوزارة تختص بمجموعة من المهام الحيوية، من بينها توفير احتياجات المناطق في الدولة من المساجد والمصليات، وتزويد المناطق بالمساجد المؤقتة والإشراف على حفظها، وإعداد الخطة السنوية لصيانة المساجد ومساكن الأئمة، بالتنسيق مع الجهات المختصة، والإشراف على إعداد وتنفيذ أعمال الإنشاء والصيانة للمساجد، والإشراف على مشاريع تشييد المساجد ومساكن الأئمة المملوكة للوقف من حيث التصاميم والمواصفات الفنية والهندسية والتنفيذ، وإعداد قاعدة بيانات عن المساجد والمصليات والعاملين فيها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«أشجار النخيل» رمز حضاري يحكي قصة شعبنا
«أشجار النخيل» رمز حضاري يحكي قصة شعبنا

جريدة الوطن

timeمنذ 2 ساعات

  • جريدة الوطن

«أشجار النخيل» رمز حضاري يحكي قصة شعبنا

وترمز النخلة للعطاء والصبر والشموخ، فهي ليست مجرد شجرة، بل هي قصيدة الأرض التي كتبتها الطبيعة، وأنشودة الحياة التي نظمت قوافيها رياح الصحراء. أما ثمار النخيل فهي جواهر ذهبية تتدلى، لترمز للعطاء والسخاء والبركة، حاملة في طياتها قصص الأجيال، فقد كانت وما زالت مصدر رزق وسلوى للإنسان في الصحراء، تقيه حر الشمس وقلة الزاد، وتمنحه الطاقة والعون لمواصلة رحلته في دروب الحياة. تحكي كل مرحلة من مراحل نضج ثمرة النخيل، قصة صبر النخلة وتحملها لتغيرات الزمن، هذه الثمار، بألوانها المتباينة من الأخضر إلى الأصفر فالأسود، هي لوحة فنية طبيعة، تجمع بين الجمال والفائدة في تناغم نادر. ولا تقتصر عطايا النخلة على ثمارها فحسب، بل تمتد إلى كل جزء منها، فمن نوى التمر تصنع بعض أنواع القهوة، ومن عصيره يستخلص الدبس الذي يزين الموائد ويحلي الوجبات، ومن أوراق النخلة وسعفها ينسج الحصير والسلال، في حين تستخدم جذوعها في بناء العرائش والمأوى. وتوصف شجرة النخيل بأنها «شجرة الحياة»، التي تعطي دون مقابل، وتعتبر كنزا من العجائب والغرائب، كونها شجرة ثنائية النوع فمنها الذكر والأنثى، ولا يتم الإثمار إلا بعد أن يقوم المزارع بعملية «التلقيح»، حيث يأخذ غبار الطلع من النخلة الذكر ويضعه في قلب النخلة الأنثى، وفي كثير من الأحيان لا تعطي النخلة ثمارها بدون هذا التدخل البشري، أما رأس النخلة فهو سر حياتها وبقائها، وعلى عكس معظم الأشجار، فإذا قطع رأس النخلة - والذي يعرف بـ«الجمار» أو «قلب النخلة» - فإنها تموت بالكامل، لأن هذا الجزء هو المسؤول عن نموها، وفقدانه يعني نهاية حياتها، الأمر الذي يضفي عليها تفردا في عالم النبات. والنخلة جزء غال وعزيز لا يتجزأ من التراث العربي الخالد فهي رمز للشموخ والتحدي والعزة والكرم، وهي عربية أصيلة، تكثر زراعتها وانتشارها في مختلف الأقطار العربية، وللعرب عشق شديد لها وولع كبير بها، ويروى أن قيصر ملك الروم كتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائلا: أما بعد فإن رسلي خبرتني أن قبلكم شجرة تخرج مثل آذان الفيلة ثم تنشق عن مثل الدر الأبيض ثم تخضر فتكون كقطع الزمرد الأخضر، ثم تحمر فتكون كالياقوت، ثم تنضج فتكون كأطيب الفالوذج أكل، ثم تينع وتيبس فتكون قوتا للحاضر وزادا للمسافر، فإن تكن رسلي صدقتني فإنها من شجر الجنة. تبدأ قصة النخلة في قطر من فسيلة صغيرة لا يتجاوز طولها بضعة سنتيمترات، وتنتهي بشجرة باسقة يصل ارتفاعها إلى عشرين مترا أو أكثر، تنتج مئات الكيلوغرامات من التمور سنويا لعقود طويلة قد تمتد إلى أكثر من قرن من الزمان. وفي قطر الحديثة، احتفظت النخلة بمكانتها الرمزية كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية. فعلى العملة القطرية، وفي الشعارات الرسمية، وفي التصاميم المعمارية للمباني الحكومية، تظهر النخلة كرمز للأصالة والتراث. وفي رؤية قطر الوطنية 2030، تحتل الزراعة المستدامة وإنتاج التمور مكانة مهمة ضمن استراتيجية الأمن الغذائي والتنمية المستدامة. ويتربع رطب النخيل في قطر على عرش التمور كجوهرة زراعية، وقصة حياة تتجسد في مزارع قطر وأسواقها، فهو زينة المزارع بجماله الطبيعي، وزينة الأسواق بحضوره الأنيق، وزينة المجتمع بقيمته الثقافية والاقتصادية، ويعتبر موسم الرطب في قطر، الذي يمتد من يونيو إلى أكتوبر، كل عام أكثر من موسم زراعي، فهو احتفال اجتماعي وثقافي يجمع العائلات والأصدقاء في أجواء من الفرح والمشاركة، وفي هذا الموسم، تتحول مزارع النخيل إلى ملتقيات اجتماعية، حيث يجتمع الناس لقطف هذه الفاكهة المباركة، وتبادل الأحاديث والذكريات، وحيث تنتقل المعرفة والخبرة من جيل إلى آخر. والحديث عن الرطب في قطر ليس مجرد سرد لأرقام إنتاج أو إحصائيات اقتصادية، بل هو رحلة عبر الزمن تمتد من جذور التاريخ العربي الأصيل إلى آفاق المستقبل المشرق، عبر قصة حب بين الإنسان والأرض، قصة صبر وعطاء، قصة تحد وإنجاز، ففي كل حبة تمر قطرية، تكمن حكاية مزارع قضى عمره يرعى النخيل، وفي كل عذق رطب، تتجسد أحلام جيل كامل آمن بأن الأرض قادرة على العطاء مهما كانت قسوة الظروف والطبيعة. وتقام فعاليات سنوية مثل مهرجان الرطب المحلي في سوق واقف، حيث تعرض أنواع الرطب المختلفة، ويتم تنظيم مسابقات لاختيار أفضل سلة رطب، وتساهم هذه المهرجانات في تعزيز الوعي بأهمية الرطب ودوره في الثقافة القطرية، بالإضافة إلى دعم المزارعين المحليين. ويتنافس المزارعون المشاركون في المهرجان في عرض أجود منتجاتهم، ويتبارون في تقديم أصناف مميزة مثل الخلاص، الشيشي، البرحي، الزهدي، الخضري، الصفاوي، الصفري، الخنيزي، السكري، وأخرى نادرة مثل نبوت سيف، التي تتميز بشكلها المستطيل وطعمها الفريد، وتمور «السلج» التي تشتهر بحجمها الكبير ولونها الأحمر الداكن. كما يشهد المهرجان فعاليات ثقافية متنوعة، من عروض الشعر الشعبي التي تتغنى بجمال النخيل، إلى ورش تعليمية تعرف الزوار بطرق زراعة النخيل ورعايته، إلى مسابقات لأفضل أنواع التمور وأجمل عروض التمور. وقد اختتمت بنجاح فعاليات مهرجان الرطب المحلي العاشر، الذي نظمته وزارة البلدية بالشراكة مع إدارة سوق واقف، خلال الفترة من 24 يوليو الماضي إلى 7 أغسطس 2025، حيث شهد إقبالا جماهيريا لافتا بلغ أكثر من 90,600 زائر. وقد ضم المهرجان منتجات 114 مزرعة محلية من مختلف أنحاء الدولة، إلى جانب سلسلة من المسابقات التفاعلية للجمهور والمزارعين، مما ساهم في تعزيز روح المنافسة وإثراء تجربة الزوار. بلغ إجمالي مبيعات الرطب في هذا المهرجان أكثر من مائة وسبعين ألف كيلو غرام، وأشاد المنظمون بالنجاح الكبير للمهرجان، مؤكدين أنه حقق أهدافه في تعزيز المنتج المحلي وتحفيز المزارعين على تطوير زراعة النخيل ورفع جودة الإنتاج. كما أكدوا أن المهرجان، الذي أصبح من الفعاليات الزراعية البارزة في الدولة، يبرز جهود الوزارة في تعزيز الاستدامة الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي، إلى جانب إحياء التراث الزراعي والتعريف بقيمة الرطب في الهوية الثقافية.الدوحة- قنا- في قلب الأرض المعطاءة النابضة بالحياة، تقف أشجار النخيل شامخة كحارسات للزمن، تروي حكايات الأرض وساكنيها، تضرب جذورها عميقا في أحشاء التربة، تمتص الحياة من جوف اليابسة، ويمتد سعفها نحو السماء كأذرع مرفوعة في دعاء متواصل.

‫ وزارة الأوقاف تتفقد جامع مطار حمد الدولي ومرافقه ومصليات صالات الترانزيت
‫ وزارة الأوقاف تتفقد جامع مطار حمد الدولي ومرافقه ومصليات صالات الترانزيت

العرب القطرية

timeمنذ 15 ساعات

  • العرب القطرية

‫ وزارة الأوقاف تتفقد جامع مطار حمد الدولي ومرافقه ومصليات صالات الترانزيت

الدوحة-العرب في إطار حرص وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على متابعة جاهزية المساجد والمصليات في مختلف المواقع الحيوية بالدولة، وتوفير بيئة روحية متكاملة لراحة المصلين، قام وفد من الوزارة بزيارة ميدانية تفقدية إلى جامع مطار حمد الدولي ومرافقه الملحقة، شملت قاعة الصلاة الرئيسية وغرف الصلاة، كما شملت الزيارة تفقد المصليات المنتشرة في صالات الترانزيت والاطلاع على جاهزيتها وتوفر كافة الخدمات بها. وقد مثّل الوزارة في هذه الزيارة السيد محمد يوسف آل إبراهيم، مدير إدارة الشؤون الهندسية، الذي قام بجولة شاملة للوقوف على مدى جاهزية المرافق والخدمات المرتبطة بالمسجد، بما في ذلك نظافة المصليات، وسلامة التجهيزات، وكفاءة الخدمات المقدمة للمسافرين والمصلين على حد سواء. بيئة روحية متكاملة وأكد الوفد خلال الزيارة أهمية الحفاظ على التنظيم داخل مرافق العبادة في المطار، مشيدين بمستوى الجاهزية وحسن الترتيب الذي يعكس تنسيقاً مستمراً بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والجهات المعنية في مطار حمد الدولي، بما يسهم في توفير بيئة روحية ملائمة تُعين المصلين على أداء عباداتهم بطمأنينة وخشوع. كما تم خلال الزيارة الإشارة إلى أهمية المتابعة الدورية والتقييم المنتظم لهذه المرافق الحيوية، التي تمثل نموذجاً لتكامل الخدمات الدينية في أحد أبرز المرافق الوطنية، وفي إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الخدمات الدينية داخل المطار، تم تزويد الجامع الرئيسي والمصليات في صالات المسافرين بنسخ من مصحف قطر، وذلك ضمن مبادرة تهدف إلى توفير نسخ معتمدة وعالية الجودة من المصحف الشريف، بما يسهم في تهيئة بيئة روحية متكاملة تلبي احتياجات المصلين من المسافرين والعاملين على حد سواء. التزام دائم بخدمة بيوت الله ورعايتها وتأتي هذه الزيارة في إطار سلسلة الزيارات الميدانية التي تنفذها الوزارة للتأكد من جاهزية بيوت الله في مختلف أنحاء الدولة، وتُجسد التزام وزارة الأوقاف برسالتها في رعاية المساجد وتهيئتها بما يحقق رسالتها الدينية والمجتمعية. بيئة إيمانية تُلبي تطلعات العُمّار وتؤكد وزارة الأوقاف أن جهودها لا تقتصر على بناء المساجد فقط، بل تمتد إلى تهيئتها بصورة تليق بمكانة بيوت الله واحتياجات عُمّارها، عبر توفير المرافق المساندة، والعناية بالنظافة، والتكييف، وسلامة المرافق، بما يُهيّئ للمصلين أجواءً روحية تُعينهم على العبادة، خاصة في الأماكن العامة والمواقع ذات الكثافة العالية مثل المطار. وتجسد هذه الجهود اهتمام الدولة الكبير ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمساجد ومرتاديها، باعتبارها أماكن للعبادة، ومنارات للهداية، ومراكز إشعاع ديني وأخلاقي وثقافي، ومرتكزاً أساسياً في منظومة القيم المجتمعية في دولة قطر. الجدير بالذكر أن إدارة الشؤون الهندسية بالوزارة تختص بمجموعة من المهام الحيوية، من بينها توفير احتياجات المناطق في الدولة من المساجد والمصليات، وتزويد المناطق بالمساجد المؤقتة والإشراف على حفظها، وإعداد الخطة السنوية لصيانة المساجد ومساكن الأئمة، بالتنسيق مع الجهات المختصة، والإشراف على إعداد وتنفيذ أعمال الإنشاء والصيانة للمساجد، والإشراف على مشاريع تشييد المساجد ومساكن الأئمة المملوكة للوقف من حيث التصاميم والمواصفات الفنية والهندسية والتنفيذ، وإعداد قاعدة بيانات عن المساجد والمصليات والعاملين فيها.

‫ الرطب القطري.. قلب الأرض المعطاءة النابضة بالحياة
‫ الرطب القطري.. قلب الأرض المعطاءة النابضة بالحياة

العرب القطرية

timeمنذ 19 ساعات

  • العرب القطرية

‫ الرطب القطري.. قلب الأرض المعطاءة النابضة بالحياة

الدوحة- قنا في قلب الأرض المعطاءة النابضة بالحياة، تقف أشجار النخيل شامخة كحارسات للزمن، تروي حكايات الأرض وساكنيها، تضرب جذورها عميقا في أحشاء التربة، تمتص الحياة من جوف اليابسة، ويمتد سعفها نحو السماء كأذرع مرفوعة في دعاء متواصل. وترمز النخلة للعطاء والصبر والشموخ، فهي ليست مجرد شجرة، بل هي قصيدة الأرض التي كتبتها الطبيعة، وأنشودة الحياة التي نظمت قوافيها رياح الصحراء. أما ثمار النخيل فهي جواهر ذهبية تتدلى، لترمز للعطاء والسخاء والبركة، حاملة في طياتها قصص الأجيال، فقد كانت وما زالت مصدر رزق وسلوى للإنسان في الصحراء، تقيه حر الشمس وقلة الزاد، وتمنحه الطاقة والعون لمواصلة رحلته في دروب الحياة. تحكي كل مرحلة من مراحل نضج ثمرة النخيل، قصة صبر النخلة وتحملها لتغيرات الزمن، هذه الثمار، بألوانها المتباينة من الأخضر إلى الأصفر فالأسود، هي لوحة فنية طبيعة، تجمع بين الجمال والفائدة في تناغم نادر. ولا تقتصر عطايا النخلة على ثمارها فحسب، بل تمتد إلى كل جزء منها، فمن نوى التمر تصنع بعض أنواع القهوة، ومن عصيره يستخلص الدبس الذي يزين الموائد ويحلي الوجبات، ومن أوراق النخلة وسعفها ينسج الحصير والسلال، في حين تستخدم جذوعها في بناء العرائش والمأوى. شجرة الحياة وتوصف شجرة النخيل، بأنها «شجرة الحياة»، التي تعطي دون مقابل، وتعتبر كنزا من العجائب والغرائب، كونها شجرة ثنائية النوع فمنها الذكر والأنثى، ولا يتم الإثمار إلا بعد أن يقوم المزارع بعملية «التلقيح»، حيث يأخذ غبار الطلع من النخلة الذكر ويضعه في قلب النخلة الأنثى، وفي كثير من الأحيان لا تعطي النخلة ثمارها بدون هذا التدخل البشري، أما رأس النخلة فهو سر حياتها وبقائها، وعلى عكس معظم الأشجار، فإذا قطع رأس النخلة، والذي يعرف بـ»الجمار» أو «قلب النخلة»، فإنها تموت بالكامل، لأن هذا الجزء هو المسؤول عن نموها، وفقدانه يعني نهاية حياتها، الأمر الذي يضفي عليها تفردا في عالم النبات. والنخلة جزء غال وعزيز لا يتجزأ من التراث العربي الخالد فهي رمز للشموخ والتحدي والعزة والكرم، وهي عربية أصيلة، تكثر زراعتها وانتشارها في مختلف الأقطار العربية، وللعرب عشق شديد لها وولع كبير بها، ويروى أن قيصر ملك الروم كتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائلا: أما بعد فإن رسلي خبرتني أن قبلكم شجرة تخرج مثل آذان الفيلة ثم تنشق عن مثل الدر الأبيض ثم تخضر فتكون كقطع الزمرد الأخضر، ثم تحمر فتكون كالياقوت، ثم تنضج فتكون كأطيب الفالوذج أكل، ثم تينع وتيبس فتكون قوتا للحاضر وزادا للمسافر، فإن تكن رسلي صدقتني فإنها من شجر الجنة. تبدأ قصة النخلة في قطر من فسيلة صغيرة لا يتجاوز طولها بضع سنتيمترات، وتنتهي بشجرة باسقة يصل ارتفاعها إلى عشرين مترا أو أكثر، تنتج مئات الكيلوغرامات من التمور سنويا لعقود طويلة قد تمتد إلى أكثر من قرن من الزمان. الهوية الوطنية وفي قطر الحديثة، احتفظت النخلة بمكانتها الرمزية كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية. فعلى العملة القطرية، وفي الشعارات الرسمية، وفي التصاميم المعمارية للمباني الحكومية، تظهر النخلة كرمز للأصالة والتراث. وفي رؤية قطر الوطنية 2030، تحتل الزراعة المستدامة وإنتاج التمور مكانة مهمة ضمن استراتيجية الأمن الغذائي والتنمية المستدامة. ويتربع رطب النخيل في قطر على عرش التمور كجوهرة زراعية، وقصة حياة تتجسد في مزارع قطر وأسواقها، فهو زينة المزارع بجماله الطبيعي، وزينة الأسواق بحضوره الأنيق، وزينة المجتمع بقيمته الثقافية والاقتصادية، ويعتبر موسم الرطب في قطر، الذي يمتد من يونيو إلى أكتوبر، كل عام أكثر من موسم زراعي، فهو احتفال اجتماعي وثقافي يجمع العائلات والأصدقاء في أجواء من الفرح والمشاركة، وفي هذا الموسم، تتحول مزارع النخيل إلى ملتقيات اجتماعية، حيث يجتمع الناس لقطف هذه الفاكهة المباركة، وتبادل الأحاديث والذكريات، حيث تنتقل المعرفة والخبرة من جيل إلى آخر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store